منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - أفلا تذكّرون..
الموضوع: أفلا تذكّرون..
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 37  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Aug-2009 الساعة : 11:15 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


2 ـ سـلامـاً.. سـلامـاً..

وحيث إن من واجبنا هو أن نضع النقاط على الحروف، لحسن بن فرحان المالكي وذلك لكي لا ينخدع بعض الناس بكلامه.

فقد سجلنا أجوبتنا الصارمة على مزاعمه في هذه الرسالة الأخيرة التي بعثنا بها إليه تماماً.. كما كان حالنا معه في سائر ما تصدينا للرد عليه فيه..

والذي يراجع طريقتنا معه يجد أننا لم نخرج عن طريقة الرد العلمي والموضوعي.. حتى حينما كنا نستعرض اتهاماته، وكلماته الجارحة..

وها نحن نودعه، بنفس روح الصفح، والنبل والإباء التي هيمنت على كل تعاملنا معه من البداية إلى النهاية غير عابئين بما واجهنا به من عدوانية وقسوة، لأن سبيل الصفح والإعراض عن الجاهلين هو سبيل المؤمنين..

ولتكن الكلمات التي نودعه بها هي:
سـلامـاً.. سـلامـاً..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
ورسالة الوداع التي أرسلناها إليه هي التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

الأخوة الكرام في (شبكة الميزان الثقافية) حفظكم الله تعالى..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..
فقد استضفتم في شبكتكم المباركة شخصاً باسم (حسن بن فرحان المالكي) وذلك بهدف إجراء حوار علمي وثقافي بينه وبين الآخرين.

ومن المفروض أن للحوار آداباً، ويفرض التزامات. ومن أبسط هذه الالتزامات هو أدب الكلمة، واحترام المحاورين بعضهم بعضاً، وعدم التفريط بحقوقهم الأدبية..

وقد أظهر ضيفكم إصراراً بالغاً على إهانة محاوريه، والتعاطي معهم بفوقية ظاهرة، ومواجهتهم بالكلمة الجارحة، بلا مبرر ظاهر سوى الادعاء، وإطلاق التعميمات من دون أي مستند أو دليل، حتى ولو على مستوى الشكل والصورة..

وبعد أن صبر محاوروه على تعدياته الظاهرة حتى على المقدسات، حيث سجل موقفاً غريباً تجاه من يكفر فاطمة الزهراء()، ومن يقول إنها ماتت ميتة جاهلية.. بالإضافة إلى اتهامه الشيعة الإمامية بأنهم غلاة تارة وبأنهم أكذب الفرق أخرى.. إلى غير ذلك من أمور ظهرت في أجوبته المختلفة..

وبعد أن ظهر عجزه عن تسجيل أية إجابة علمية وموضوعية على الأسئلة والأدلة، حيث إن آخر إجابة له كانت قبل خمسة وعشرين يوماً من إعلانه انسحابه من الحوار..

نعم بعد ذلك كله يعلن انسحابه من الحوار بطريقة فيها الكثير من الجرأة على كرامات الآخرين، والكثير من الاستخفاف بهم..

حيث إنه رغم سكوته ما يقارب الشهر عن تسجيل أية إجابة لهم، لا يعلن خضوعه للحق، ولا يعترف لهم به.. بل هو يوجه لهم أقسى الكلمات، وأشدها أذى ويبالغ في الاتهام لهم..

ولأجل ذلك، فنحن نحتفظ بحقنا بالرد عليه، لأننا نحن المعنيين بكلماته الجارحة تلك، ونرى أن شبكة الميزان الثقافية المباركة ملزمة بنشر جوابنا هذا على هذا الرجل إلى جنب رسالته التي أعلن فيها انسحابه من الحوار، وضمنها ذلك السيل الهائل من الادعاءات، بهدف خداع السذج والبسطاء..
حفظكم الله وسدد في سبيله خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب على رسالة المالكي:
وجوابنا على هذا الرجل هو كما يلي:
1 ـ لقد قال في رسالته الهروبية:
(الضيق المذهبي هو الأصل عند الشيعة والسنة، والمعتدلون هم القلة من الطرفين).

ونقول له: لماذا تعتبر التزام الشيعة والسنة بمذاهبهم ضيقاً مذهبياً ولا تعتبره قناعة إيمانية.. فرضها عليهم حبهم الفوز برضا الله سبحانه، والنجاة من سخطه وعقابه؟!.. أم يعقل أن مليارات من البشر، ولدوا، وعاشوا، ومات الكثيرون منهم، كلهم ينطلقون في مواقفهم من ضيق المذهبية؟!

أو يعقل أن يكونوا جميعاً غافلين عن هذه الحقيقة، حتى جاء حسن بن فرحان ليكتشفها لهم، ويتحفهم بها..

2 ـ وتحدث هذا الرجل عن الاعتدال والغلو والضيق المذهبي، ونقول:
أولاً: من أين عرف حسن بن فرحان المعيار للاعتدال، والتطرف وكيف حدده؟!.. وما هي حقيقة هذا المعيار الذي يكشف له الضيق المذهبي..

ثانياً: إن الحق واحد بلا شك، يصيبه من يصيبه، ويخطئه من يخطئه، ولا شك أن الجميع يجب أن يسعى لأن يصيب الحق ويصل إليه. ولكن لا يمكن أن نرمي هذه الأمة الكبيرة التي تعد بالمليارات أنهم جميعاً قد انقادوا وينقادون إلى عصبياتهم، ويتركون الحق الصراح..

نعم يمكن أن يضلوا عن الحق بسبب شبهة تعرض لهم، والشبهة سميت شبهة لأنها تشبه الحق..
إن من يرمي الناس بالتعصب المذهبي إنما يقول لهم: إنهم لا ينطلقون في مواقفهم من دين والتزام، بل من عصبياتهم الجاهلية..

فهو يتهم الجميع بأنهم يرون الحق ويصدون عنه لأجل عصبياتهم، هل هذا إلا التكفير ولكن بصورة مبطنة؟! وقد يحلو له أن يعتبره تكفيراً تجديدياً وحضارياً؟!.

3 ـ ما معنى الاعتدال الذي يتحدث عنه هذا الرجل هل يريد به الأخذ من هؤلاء ومن هؤلاء والوقوف في منتصف الطريق.. وكيف يستطيع أن يحدد لنا ما يأخذه الإنسان المعتدل من كل فريق، ويميزه عما لا يأخذه..

ثم هل الاعتدال عنده هو الوقوف في حد وسط بين التسنن والتشيع؟ أم هو وسطية بين الوهابية وبين غيرها من المذاهب؟!..

ولماذا لا تكون الوسطية هي بين الحنابلة، والأحباش؟ أو بين الشوافع والأحناف. أو المالكية، أو بين الزيدية والإسماعيلية.. وما إلى ذلك.

ويبقى السؤال ما هي معايير الاعتدال الذي يدعو إليه من يرفع هذا الشعار؟!..

4 ـ وحول غلو الشيعة الذي يجتهد فيه المدعو حسن بن فرحان، على حد تعبيره.. نقول:
أولاً: كيف يستطيع أن يثبت لنا أنه مجتهد؟!

ثانياً: هل قد حصحص جميع حقائق الدين. وحددها ثم قاس عليها ما عند الشيعة، فوجدهم قد تجاوزوا تلك الحقائق، ثم قاس عليها ما عند السنة فوجد أنهم أيضاً قد تجاوزوا تلك الحقائق، وبالغوا فيها وارتفعوا عنها؟!!

ثم قام بعد ذلك بإحصائية ومقارنة بين تجاوزات وارتفاعات هؤلاء وأولئك، فزاد ما عند هؤلاء على ما عند أولئك؟! ومتى فعل ذلك؟ وكيف؟..

ثالثاً: إننا نطلب من حسن بن فرحان أن يظهر لنا هذا الدين الجديد الذي اكتشفه وعرفه، وأن يعرفنا المعايير التي عرف بها الحق وميزه عن غيره.. لكي ننظر فيها، علنا نهتدي إلى ما اهتدى إليه ونسير على النهج الذي يسير عليه..

إن الواجب الشرعي والإنساني يفرض عليه أن يكشف للناس كلهم عن جميع ذلك.. ولا يكفي مجرد الادعاء والظهور بمظهر التقي الناصح. وإلا، فإن أئمة الضلال أيضاً، ودعاة الأديان الأخرى غير الإسلامية يتظاهرون بالتقوى والصلاح، ويرفعون شعار الاعتدال، ويدّعون أنهم منسجمون مع أحكام العقل والفطرة، وأن غيرهم منحرف ومتعصب، ويعاني من ضيق المذهبية والجهل، وما إلى ذلك..

رابعاً: إن العاجزين عن تقديم الدليل العلمي على دعاواهم هم الذين يلجأون أكثر من غيرهم إلى رفع مثل هذه الشعارات، التي هي محض ادعاء كاذب، وانتفاخات طاووسية، لا تلبث أن تتلاشى أمام البرهان والحجة..

وهذا بالذات هو ما حصل بالفعل مع حسن بن فرحان المالكي الذي ظهر في بداية الأمر، وكأنه طاووس معجب بنفسه، يوزع الأوسمة والاتهامات في كل اتجاه، وقد أجاب من يوم 21/1/1423 للهجرة حتى يوم 22/2/1423 للهجرة، أي خلال شهر على سبعة وأربعين سؤالاً ومداخلة..
ثم سكت أسبوعين، ثم أجاب بتاريخ 8/4/1423 للهجرة على أربعة فقط..

فلماذا كان هذا السكوت الطويل، حتى جاء هذا الجواب القليل.. يا ترى؟!

ثم إنه عاد فسكت حوالي شهر، ولم يجب أحداً بشيء، ثم بعث بهذه الرسالة المؤذية، لأنه واجه الردود العلمية الحاسمة، والأسئلة القوية والمحرجة، وهي تعد بالعشرات ـ فاضطر إلى أن يستقيل من الحوار وإعلان انسحابه الذليل، ولكنه نفث بعض ما يعتلج في صدره في هذه الرسالة التي هي مجرد ادعاءات ومحض اتهامات وإهانات ومساس بكرامات طائفة كريمة من المسلمين.

5 ـ وأما ما ذكره من أن كثيراً من الشيعة يحتجون على قلتهم بأن الله قد ذم الكثرة، ومدح القلة.
فإننا نقول في جوابه: إن الاحتجاج المذكور إن صح أنه صدر عن أحد الشيعة على سبيل الاستدلال إنما يأتي.. رداً على زعم أهل السنة أن الحق مع الكثرة، ويراد بذلك إثبات كون الحق مع السنة.
فيأتي الرد المنطقي الذي يقول: إن الميزان هو الحق الثابت بالدليل. حتى لو لم يلتزم به إلا أفراد قليلون.. وأن الكثرة ليست ميزاناً للحق والباطل..

وهذا استدلال صحيح.. ولا غبار عليه، وقد جاء رداً على من استدل بالكثرة لإبطال الحق.. وإلا، فليس ذلك من أدلة الشيعة على حقانية مسلكهم في التمسك بأهل البيت ()، إذ من الواضح: أن هناك من الفرق والأديان من هو أقل عدداً من الشيعة، فهل يكون الحق معها أيضاً؟!..

فما لكم كيف تحكمون؟!..

ونحن نربأ بأي إنسان يحترم نفسه أن ينسب إلى الشيعة، أو إلى كثير منهم أو إلى غيرهم ما لم يقولوه أو أن يحرف الكلم عن مواضعه..

6 ـ وأما الحديث عن الحقوق التي يتمتع بها السني داخل الوسط الشيعي.. والشيعي داخل الوسط السني. فنقول فيه:

إن الشيعة هم الذين كانوا وما زالوا يدعون إلى نفس هذه المقولة، حيث يؤكدون على أن السني مسلم له حقوقه الكاملة. وتترتب عليه أحكام الإسلام.. ولكنهم لا يقولون: إنه محق في كل معتقداته، وقضاياه الدينية، بل هم يخطئونه في كثير مما يلتزم به..

وهذه التخطئة لا تعني الحكم عليه بالنفاق..

كما أن أكثر السنة يعتقدون في الشيعي نفس هذا الاعتقاد: أي أنه مسلم، وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ولكنهم يخطئونه في بعض ما يذهب إليه.. وذلك لا يعني: أنهم يحكمون عليه بالنفاق..

وإنما يُحْكَم على شخص مّا بأنه منافق، إذا عُلِم أنه عارف بالحق ويتظاهر بالإصرار على خلافه مدعياً أن ذلك الخلاف هو ما توصل إليه في بحثه العلمي وأنكر ذلك الحق الذي ظهر له بالأدلة القاطعة، والحجج الدامغة، ولكنه أصرّ على رفضها، وعدم الالتزام بها، وجحودها..

7 ـ وأما قوله: أما أن نطمع في اعتدال أكثرية الطائفتين فهذا ضرب من الآمال المبالغ فيها..

فإننا نقول فيه:
أولاً: إذا كان هذا هو اعتقاد هذا الرجل فلماذا يتعب نفسه إذن؟!..

ثانياً: لماذا يبث اليأس في النفوس بهذه الطريقة، ولم لا يقول: إنه إذا استطاع كبار علماء الأمة أن يتلاقوا بنفوس راضية، وقلوب واعية، وعقول منفتحة، وبحثوا الأمور بصورة علمية صحيحة، وظهرت الحقائق لهم. فإنه سيكون لهم أعظم الأثر في بث هذه الحقائق بين الناس، وإقناعهم بقبولها.. فإن الناس ينقادون إلى علمائهم، وأهل الدين والأمانة فيهم.

8 ـ وتحدث عن نفسه بأنه ينتقد الغلو الشيعي والسني، وأنه لا يرضى بالمجاملة، لأنها نوع من النفاق..

ونقول:
حبذا لو نقد الغلو بطريقة علمية وموضوعية. ولكن الذي رأيناه منه في هذا اللقاء هو توزيع التهم والشتائم يميناً وشمالاً، دون أن يتجرأ على مناقشة مفردة واحدة.. وحين واجه النقاش العلمي والموضوعي، وقدمت له الحجج الظاهرة، والبراهين القاطعة، سكت شهراً، ثم أرسل هذه الرسالة لتكون هي الجواب على أكثر من عشرين مناقشة علمية في موضوعات إسلامية متنوعة حافلة بالأدلة والبراهين الكثيرة، وهي رسالة كما يراها القارئ الكريم تنضح بالكلمات المسمومة والحاقدة، التي تريد أن تلقي في روع قارئها: أن في الشيعة غلواً فاحشاً، وتعصباً مقيتاً، دون أن تقدم أي دليل، ودون أن تجيب على أي سؤال..

إذا كان هو الذي تحدث عن النفاق، فإن من حقنا أن نقول:
وأي نفاق أعظم من التظاهر بغير الحق، وإظهار الإنسان نفسه بصورة الواعظ والملتزم بالنهج العلمي في مناقشة القضايا،، لكي يتهرب بنفس هذا الكلام من تقديم أية حجة، أو إيراد أي برهان. بل هو يواجه الأدلة والحجج بالسكوت شهراً، ثم يجيب عنها بهذا السيل العارم من الاتهامات الباطلة، والكلمات الجارحة، والشتائم القبيحة..

9 ـ ويقول حسن بن فرحان: إنه يذّكر الغلاة من الشيعة بقراءة القرآن، وتدبر معانيه، ومراقبة النفس إلخ..

ونقول له:
أولاً: ماذا تقصد بالغلاة من الشيعة؟!


هل تقصد فرقة العلويين؟ أم تقصد طائفة من الشيعة الإمامية. أو الزيدية، أو الإسماعيلية، أو.. إلخ..
فإذا كنت تقصد فرقة العلويين، فلماذا تلقي الكلام بصفة التعميم، فتجعل الشيعة عنواناً عاماً، ثم تلقي الكلام بهذا النحو من الغموض والإبهام؟!..

وإن كنت تقصد طائفة بعينها كالإمامية أو الإسماعيلية أو.. أو.. إلخ.. فالمطلوب هو التحديد أيضاً..
وإن كنت تقصد فريقاً بعينه من طائفة الإمامية مثلاً.. فلا بد من ذكر ميزات هذا الفريق وأوصافه، وبماذا أصبح الغالي فيه غالياً. وبماذا أصبح المعتدل معتدلاً..

ثانياً: ماذا تقصد بالغلاة؟!.. وما هي حدود الغلو؟! وكيف نميز بينه وبين الاعتدال؟! فإن كان الحق هو الاعتدال، فلا بد من الأخذ به، حتى ولو غضب البشر كلهم، وإن كان الاعتدال هو الحلول الوسط، بمعنى أن يؤخذ من هذا ضغث ومن ذاك ضغث، فإن هذا يجر إلى التزام الباطل. وهو ما لا يرضى به الله ولا يرضاه أهل الشرف والكرامة من الناس..

ثالثاً: لقد نصحت الغلاة ـ بزعمك ـ بنصائح، حبذا لو أخذت بها أنت، فإنك لو التزمت جانب التقوى، وأخذت بتوجيهات القرآن، لمنعك ذلك من إلقاء الكلام على عواهنه، ولألزمك ذلك بالإجابة على أسئلة واستدلالات محاوريك، ولم تلجأ إلى كتابة هذه الرسالة الهروبية، المليئة بقواذع القول، وبالتعريضات المؤذية، وبالاتهامات التي لم تأت عليها ببرهان، فأدلتك هي نفس دعاويك وهو مصادرة على المطلوب.

رابعاً: لقد عرضت للشيعة بأن فيهم من يقول بتحريف القرآن، وقد أثبتنا لك في أجوبتنا على الدعاوى التي أطلقتها في الحوار على شبكة الميزان، أن غير الشيعة هم القائلون بالتحريف والمصرون عليه.

وهذا هو أحد الموارد التي عجزت عن معالجتها فالتجأت إلى كتابة هذه الرسالة التي تنضح بالأذى وتضج بالتجني، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.

10 ـ قد تحدثت عن الخرافات والمكذوبات لدى الشيعة، وزعمت أن الظروف التاريخية، والاضطهاد كان هو السبب..

ونحن وإن كنا قد تحدثنا عن هذا الأمر في حوارنا معك على شبكة الميزان بما نعتقد أنه يكفي لبيان الحق.. لكننا نعود هنا فنطلب منك أن تقرأ لائحة المكذوبات التي تعد بمئات الألوف من الأحاديث..

وهي من نتاج أفراد قليلين جداً، ذكرهم علماء الرجال عندك!!.. فلا ندري إن كان الموجود من الأحاديث الآن هل يبلغ عُشْر ما وضعه هؤلاء فقط، فضلاً عما وضعه، عشرات أو مئات غيرهم.

فإذا لم تكن قرأت هذه القائمة، فنطلب منك أن تقرأها من جديد، ولك بعد ذلك أن تتحدث بما شئت..

ونعود إلى تذكيرك بالمثل القائل من كان بيته من زجاج، فلماذا يقذف الناس بالحجارة، وبيوتهم أثبت، وأقوى، وأشد رسوخاً..

11 ـ وقال: إن المسلم مطالب بالسيطرة على مشاعره..

ونقول له: ليته سيطر على مشاعره، وهو يسطر هذه المواعظ الظاهرية التي تستبطن أعظم الادعاءات، وأشد أنواع الأذى والتجريح، من دون دليل، ولا برهان..

12 ـ وزعم: أن الشيعة يعتقدون بأئمتهم ما لا يقبله شرع، ولا عقل، ولا دين. وأن يد الغلاة قد سطرت الأهوال من ذلك، حتى ليخيل للقارئ: أن الدنيا والآخرة، والكون لم يخلق إلا للأئمة. بل هذا مصرح به في بعض روايات الغلاة..

ونقول:
أولاً: حبذا لو ذكر لنا هذه الأمور التي لا يقبلها شرع ولا دين، وبين لنا كيف ذلك..

ثانياً: إن هناك روايات في أبي بكر وعمر، وروايات في بعض الصحابة الآخرين.. وروايات في أولياء، وأتقياء، وزهاد. ما هو أعظم بكثير جداً مما يرويه غلاة الشيعة ـ بزعمه ـ في أئمتهم. فإن أراد الوقوف على شطر من ذلك، فليراجع كتاب الغدير للعلامة الأميني(رحمه الله)، فإن فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت..

وليقرأ مثلاً حديث رد الشمس لإسماعيل الحضرمي، وختم القرآن في اليوم الواحد خمس عشرة مرة، أو سبعين ألف مرة, وأن الله يزور أحمد بن حنبل في كل عام، وحديث: يا سارية الجبل، وحديث أن معاوية كاد أن يبعث نبياً، وغير ذلك مما ذكر في كتاب الغدير خصوصاً ج5 وج11 عن كثير من المصادر، وذلك كثير لا مجال لحصره وعده لكثرته..

ثالثاً: إن المسلمين يعتقدون: أن النبي () أفضل الخلق، وأنه هو مظهر الكمال الإنساني، وأنه الإنسان الإلهي في أعلى مراتبه، وأنه قد بلغ أعلى منازل القرب والزلفى.. وأن كل ما في هذا الوجود يعاني من النقص والفساد، ويميل إلى التلاشي والسقوط، ورسول الله ()، وحده وأهل بيته، وكذلك أنبياء الله هم الأكمل، والأفضل، والأمثل.

وبعدما تقدم نقول: من يستحق أن يخلق الخلق لأجل إظهار كماله، ليس إلا محمد ()، والكمّل من أهل بيته، أما الناقص فلا يستحق الخلق، إذا لم يكن من أجل إظهار كمال الكامل، وذلك كرامة من الله لذلك الكامل، وليكون أسوة وقدوة ومثلاً أعلى..

فما المانع إذن من أن يقال: إن الله خلق الخلق لأجل النبي الأعظم () والأئمة الطاهرين ()؟!..
13 ـ وقول حسن بن فرحان: إن بعض السنة يرون أن الشيعة الإمامية كلهم غلاة، وليس فيهم معتدل قط.. وأن رأي كثير من الشيعة أن جميع السنة غلاة..

نقول فيه:
أولاً: إن هذه الشهادات التبرعية بغلو هذا واعتدال ذاك، لا تجدي نفعاً، بل هي تزيد الطين بلة، والخرق اتساعاً، لأنها تسهم في تكريس الفرقة، وتثير لدى الناس حساسيات، لا حاجة إلى إثارتها، بل اللازم تركها في حالة الاسترخاء والركود، ليمكن للجميع أن يتخاطبوا بعيداً عن النظرة السلبية من كل طرف تجاه الآخر.. ومن دون عقد، ومن دون اتهامات مسبقة..

ثانياً: إن المنهج القرآني في الحوار والخطاب بين المختلفين هو: الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة على قاعدة، وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين..

أما مواجهة الطرف الآخر بالتهم وبالتوصيفات الجارحة، ففي ذلك صد عن سبيل الله، وهو جريمة كبيرة، لا يرتكبها إلا من هو مكلف بتكريس الانقسام بين أهل الدين الواحد..

ثالثاً: ليت حسن بن فرحان المالكي يذكر لنا بعض أسماء الشيعة الذين يقولون: بأن السنة غلاة كلهم!!

إن الشيعة يقولون: إن السنة مخطئون في استدلالاتهم على بعض القضايا، ولا بد لهم من إعادة النظر فيها، والتسليم بما يؤدي إليه الدليل القاطع.

أما اتهامهم بالغلو جميعاً فذلك ما نطلب من حسن بن فرحان المالكي أن يقدم لنا الدليل عليه..

كما أن السنة ـ عموماً ـ يقولون في الشيعة نفس هذا القول.. فلماذا إثارة هذا الجو من التحريض المتشنج؟!

14 ـ وأما حديثه عن مراتب الاعتدال والغلو.. فهو يدينه، ويسقط كل خطابياته وشعاراته عن الاعتبار، ويفرض عليه تحديد الاعتدال الذي يدعو إليه، وتحديد الغلو الذي يدعو الناس إلى تركه..

15 ـ وأما خطابه للمعتدلين من الشيعة بأن اعتدالهم مشكور، فنحب أن نسأله: أي اعتدال يقصد، والذين يخاطبهم في أي مرتبة هم من الاعتدال..

16 ـ ماذا يقصد بالاعترافات الخفية للمعتدلين من الشيعة؟!

فإن الذي نعرفه: أن كل ما اعترف به الشيعة قد أعلنوه، وقد ظهر: أن الذي اعترف به بعضهم وأعلنه، لم يستطع الصمود أمام الأدلة العلمية، بل أسقطته الاستدلالات والبراهين القاطعة، ولذلك لم يجد هؤلاء الأشخاص لهم مكاناً حتى بين عوام الشيعة، فرفضوهم، لظهور فساد أدلتهم، ووضوح سقوطها..

وأما الذين اعترفوا بالحق ودانوا، سواء أكانوا من الشيعة أو من غير الشيعة. فقد ثبتت أقدامهم، وكثر المتابعون لهم، وذلك لقوة حجتهم، وسطوع براهينهم..

17 ـ وأما الحديث عن التقية عند الشيعة..

فقد ذكرنا له في حوارنا معه:
أولاً: إن التقية عند أهل السنة وغيرهم هي الأقوى والأشد ظهوراً لأدنى سبب، وقد أوردنا من الشواهد والأدلة على ذلك ما يعد بالعشرات، فلماذا يعود إلى التلويح بالطعن على الشيعة بهذه الطريقة..

ثانياً: إن الشيعة لم يستعملوا التقية أبداً في بيان ما يعتقدونه، وهذا هو الذي عرّضهم لمختلف أنواع الأذى والاضطهاد. فكل ما عند الشيعة الإمامية مطبوع ومنشور، ولهم قواعدهم، وطريقتهم المعروفة للجميع في الأخذ والرد والاستدلال..

فإن كان ثمة من تقية لبعض الأفراد أحياناً، فإنما هي تقية على الجسد، لكي لا يتعرض ذلك الفرد للقتل من قبل حاقد أو جاهل، تماماً كتقية عمار بن ياسر..

ثالثاً: إن قوله: لو كان الشيعة صادقين لأخرجوا النقد في إنتاج..

نقول فيه: إن هذا إنما يصح لو ثبت له أنه يوجد نقد يلائم مذهبه، وينسجم مع أهوائه.. ثم هم يتسترون عليه.. وكيف يمكنه أن يثبت لنا ذلك..

وقد قلنا: إن جميع الشيعة يظهرون عقائدهم، ويكتبونها، وينشرونها، وقد شذ منهم أحمد الكاتب وغيره ممن ذكر أسماءهم وخرجوا عن طريقتهم.. وقد نشروا ما ذهبوا إليه ولم يخفوه، وقد ناقشهم العلماء بما أسقط حججهم، وأفقدهم المبرر للإصرار على تلك الآراء.. وإن من يراجع الكتب والمنشورات والمؤلفات يجد أن ما يظهر من نقد في كتب الشيعة لهو أكثر بكثير مما يظهر لدى أهل السنة..

رابعاً: وأما من ذكر هذا الرجل أسماءهم على أنهم قد انتقدوا الغلو الشيعي، فقد قلنا: إن الشيعة قد أسقطوا مقولاتهم بالدليل القاطع، والبرهان الساطع..

وإنما حكم عليهم علماء الشيعة بالضلال بعد أن أظهروا لهم بطريقة علمية عدم صحة ما ذهبوا إليه، وبينوا لهم فساد ما عولوا عليه؛ فأصروا عليها.. فلم يعد ثمة من وسيلة إلا تحذير الناس منهم، وإعلان رأي الإسلام فيهم، فإن من يتعمد الباطل ولا يخضع للحق.. لا بد أن يفضح أمره حتى لا ينخدع به الناس الطيبون.

خامساً: وإنه قد ذكر: أن المدافعين عن أولئك المعتدلين كانوا قلة قليلة..

ونقول: هذا طبيعي جداً، فإن الناس بعد أن يظهر لهم بطلان كلام هؤلاء، لا بد أن يبتعدوا عنهم، ويتركوهم، لأن علاقتهم بهم ليست لأجل أشخاصهم، أو لموقعهم الدنيوي، أو لنفوذ كلمتهم، أو لقدرتهم المالية، وما إلى ذلك. بل هو لأجل الدين، فإذا ظهر لهم أنهم غير صادقين في هذا الأمر، فإنهم سيتركونهم، لعدم وجود أي مبرر للارتباط بهم في هذه الحالة بل يصبح المبرر للانفصال عنهم هو الأقوى.

سادساً: قد ذكر أنه لا يوجد إنتاج مطبوع للسيد محمد حسين فضل الله فيما يرتبط بآرائه التي اختلف فيها مع الشيعة الإمامية..

ونقول: إن للسيد محمد حسين فضل الله كتباً كثيرة قد تضمنت آراءه في كثير من القضايا. وقد اعتمد علماء الشيعة على تلك المؤلفات في تفنيد كلامه، والرد على مقولاته..

إلا إن كان حسن بن فرحان يعلم أن لديه آراء أخرى لم يسجلها بعد. ويخالف فيها مذهب شيعة أهل البيت ()، فهذا أمر آخر، لا يمكننا تأكيده أو نفيه، بل عهدته على مدعيه..

18 ـ وأما دعوته معتدلي الشيعة إلى أن لا يتركوا للغلاة التحدث باسم المذهب.. فهي دعوى تحريضية، وسعي إلى تكريس الانقسامات، أو افتعالها داخل البيت الشيعي الواحد.

ونحن على يقين من أن الشيعة سيلتفتون إلى الأهداف الكامنة وراء هذا النوع من الخطاب، ونستطيع أن نطمئن هذا الرجل إلى أن هذه الدعوة لن يكون لها تأثير في بث الفرقة والنزاع بين الشيعة، وذلك لأن الشأن العقائدي والديني ليس بأيدي الساسة، ولا يباع في سوق النخاسة. بل هو في أيدي مراجع الدين، وعلماء الأمة، الأمناء والحريصين عليه وهو أعز عليهم من أي شيء في هذا الوجود، حتى من أنفسهم..

19 ـ وقد قال: إنه لا يجوز له السكوت عن هذا الغلو، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.

ونقول:
لماذا إذن سكت سكوتاً مذهلاً عن الإجابة على المناقشات العلمية وعن الأسئلة التي وجهت إليه؟ فلما أعياه السكوت ظهر علينا بمواعظه هذه التي ضمنها الكثير من الاتهامات، والكلمات المؤذية والجارحة، والساعية لتكريس الفرقة بين المسلمين، وها هو يسعى لتحريض الناس على ذلك عبر افتعال حالة غلو في داخل الشيعة، ومثلها في داخل السنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون..

نعم، لماذا سكت، ولم يجب على أي سؤال، ولم يناقش أية حجة. بل ترك عشرات الأسئلة والحجج، وتجاهلها، ولم يكترث لها، ولم يبين ما هو حق وباطل فيها، إن كان فيها باطل..

20 ـ ثم تحدث حسن بن فرحان عن لقائه في منتدى هجر. وقال: إنه تفاجأ بأن جميع المشاركات لم تعتبر القول بأن علياً هو الخالق الرازق من الغلو. ثم اعتبر هذا تواطؤاً على أمر ظاهر البطلان..

ونقول له:
أولاً: إن هذا يمثل هروباً من الجواب على عشرات الأسئلة المطروحة عليه في شبكة الميزان الثقافية، وفيها عشرات الأدلة.

وها هو يشتم الناس، ويتهمهم، ويؤذيهم كما ترى..

ثانياً: إن الحقائق التي طرحت عليه في (شبكة الميزان) ليس فيها أي شيء من هذا الغلو المزعوم، فلماذا يتهرب من الاعتراف بها؟! أو إبطالها بالدليل إن كان يستطيع ذلك؟!

ثالثاً: إنه لو صح ما ذكره من مفردات غلو عند الشيعة، قد تواطؤوا عليها وقبلوها وإذا كانوا يعلنونها بهذه الصراحة، والوضوح، والقوة..

فأين هي التقية التي زعم أنهم يمارسونها.. ويتذرع بها للتشكيك في صدق صحة كلامهم؟!

رابعاً: لقد حدد حسن بن فرحان هوية المشاركين، وأنهم شيعة، ونقول له:
كيف يستطيع تحديد هوية المشاركين الذين تواطؤوا على تلك المقولات، وأنهم شيعة إمامية، أو زيدية, أو إسماعيلية، أو من العلويين أو من غيرهم؟!..

نعم كيف استطاع معرفة مذاهب الذين يتصلون معه عبر الإنترنت بأسماء غير حقيقية في أغلب الأحيان؟

ولماذا لا يكون أكثرهم من الوهابية، أو من غيرهم ممن يريدون التشنيع على الشيعة بأمور يرون أنها تنفر الناس منهم؟!

21 ـ ثم ما معنى قول ابن فرحان: (أنا أعرف البعض يدندن حول تعريف الغلو، وأنني لم أستطع تعريف الغلو)؟.

ونقول:
أولاً: لماذا التعبير بـ (يدندن) ولماذا توجيه الإهانات للناس بهذه الطريقة؟!

ثانياً: إن هذا السؤال عن الغلو، وتعريفه، سؤال أساسي في كل ما يبني عليه خطابه العام، فإذا لم يجب على هذا السؤال، فلا معنى لكل هذا الحديث الطويل، وتسقط كل تلكم الشعارات التي أطلقها..

ثالثاً: إنه حين يعترف بأنه لم يستطع تعريف الغلو. فلا بد أن يجيب على سؤال لماذا كل هذا الضجيج والعجيج إذن؟! إنه يصبح بلا مبرر.

22 ـ إنه قد ذكر مفردات قال: إنها من بديهيات الغلو، وأنها تعلم بالاضطرار..

ونقول له:
أولاً: إننا إذا استثنينا المقولة الأولى، وهي مما لا يقول بها أي شيعي إمامي على الإطلاق، وهي القول بأن علياً هو الرب الخالق.. ومقولة: إن الأئمة () ينزل عليهم الوحي.. فإن سائر المفردات التي ذكرها.. قد رويت بل روي ما هو أشد منها لأبي بكر وعمر، بل لبعض الأولياء والصلحاء منهم!! فراجع الغدير ج11 وج5 تجد العجب العجاب.

ثانياً: إن عدداً من تلك المفردات التي ذكرها قد وردت أدلتها في كتب أهل السنة أنفسهم، فكيف يهاجم الشيعة في أمر رواه لهم أهل السنة أنفسهم، فلماذا يرى الشعرة في عين غيره، ولا يرى الخشبة في عينه، بل حتى لو رآها فإنه يقلل من خطرها، ويصغر من شأنها حتى وكأنها لم تكن.

23 ـ ويقول حسن بن فرحان: (يقصد هؤلاء الإخوة: أنني لا أرى الغلو كما يرون، ولا أرى تسويغ الكذب كما يسوغون..).

ونقول:
انظر إلى هذا الرجل كيف يفسر كلام الآخرين، وبأية لغة يخاطبهم، وبأي شيء يتهمهم. ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك..

24 ـ ثم ذكر هذا الرجل أن الشيعة يعدون من الغلو ما هو أدنى من الأمثلة التي ذكرها.. ولكنهم يتشددون في حصر الغلو في اعتقاد الألوهية للبشر، وأن لله سبحانه وتعالى أبناء، لكنهم إن كتبوا عن الزيدية، أو الصوفية، أو السنة، فإنهم يصفونهم بالغلو في أمور يسيرة.
ثم استشهد بكلام السبحاني عن الغلو، وأنه الخروج عن الحد..

ونقول:
أولاً: إن كلام السبحاني في تعريف الغلو هو القاعدة التي ينطلق الشيعة منها في حكمهم بالغلو على الآخرين، فإن كل تجاوز للحد غلو.. ولابد من التصدي له ورفضه.. فإذا كان هذا التجاوز في أمر صغير، فهو مرفوض، تماماً كما هو مرفوض في المسائل الأساسية الكبرى، فإن الملاك في الرفض فيهما واحد..

ثانياً: إن المهم في إثبات الغلو ونفيه هو معرفة الحد الذي يجب الوقوف عنده، ولا يجوز تجاوزه.. فقد يكون هناك أمور حساسة وخطيرة جداً قد ورد عن الشارع ثبوتها، فلا يجوز إنكارها بأية حجة كانت، ولا يجوز ولا يصح وصف من يثبتها، تسليماً لما ورد عن الشرع بأنه مغالٍ فيها..

ومجرد عدم ثبوتها عند شخص، لا يبرر وصف من ثبتت عنده بالغلو، ولا سيما مع كونها من الممكنات لا من المحالات..

وإنما يصح وصفه بذلك لو أثبت الدليل عدمها، وكثير من الأمثلة التي يسوقها حسن بن فرحان هي من الممكنات لا من المحالات، فهي إذن من قبيل ما لم يثبت فإن كان عنده دليل على النفي القاطع سوى الاستبعاد والتهريج فليظهره.. أما أن يشنع على من ثبتت عنده بطريقة تهريجية دون أن يقدم البرهان النافي سوى الدعوى المشفوعة بخطابيات وتشنيعات واستبعادات.

فذلك غير مقبول حتى عند من يوافقه في الرأي والمذهب.

ثالثاً: دعواه أن الشيعة يحصرون الغلو في اعتقاد الألوهية للبشر، أو اعتقاد أن لله أبناء، غير صحيح.

وكلماتهم تشهد بذلك، وقد عرف السبحاني الغلو الذي تعتقد به الشيعة بأنه تجاوز الحد الثابت بالدليل. ولا ينحصر ذلك في ألوهية البشر، واعتقاد البنوة لله تعالى.

25 ـ وتحدث حسن بن فرحان عن: أن الشيعة ينكرون عليه، في حوار له معهم في منتدى هجر، قوله: إن الغلو ملازم للكذب، مع أن السبحاني يقول ذلك.

ثم قال: إن السبب فقط في قبولهم ذلك من السبحاني، ورفضهم له منه، هو أن السبحاني شيعي، وهو سني. وهذا تعصب مقيت، هو الذي أوصل الأمة لهذا التفرق والتمزق..

ونقول له:
أولاً: إن ما يعنينا هو حوارنا معه على شبكة الميزان، حيث تهرب من الإجابة على عشرات الأدلة والأسئلة التي وجهت إليه، ثم أرسل هذه الرسالة التي حملت لنا هذه الروح، التي تأنس بالأذى للآخرين، ولا تخضع للحق الصراح، ولا تستجيب لنداء الدليل والبرهان..

ثانياً: قد بتنا نشك في صحة ما ينقله هذا الرجل لنا، فإن من يستنكف عن الاعتراف بالحق.. والتسليم للأدلة القاطعة التي واجهها على شبكة الميزان، ثم يواجه محاوريه بهذا الأسلوب الهروبي الذي يسعى من خلاله لصرف الناس عن التفكير بأجوبة الأسئلة، والاستدلالات المطروحة عليه، ثم يثير جواً اتهامياً تتجلى فيه مظاهر السعي لتكريس انقسامات، وخلافات، وترسيخ مفاهيم خاطئة، وبث شكوك وأوهام لدى كل فريق تجاه الفريق الآخر..

نعم إن من يفعل ذلك، لا يمكن الاعتماد على ما ينقله من أمور تحمل في طياتها مبررات للطعن في نزاهة من يعتبرهم خصوماً له..

ثالثاً: لو صدقنا حسن بن فرحان فيما ادعاه على الشيعة، وقبولهم من السبحاني، وعدم قبولهم منه، فكيف حصل له اليقين بأن سبب ذلك هو تشيع السبحاني، وتسنن المالكي؟!

ولم لا يكون السبب هو تبدل رأي محاوريه عن الرأي السابق إلى رأي لاحق؟!..

أو لماذا لا يكون الذين قبلوا من السبحاني هم غير الذين رفضوا رأي المالكي؟!

فيرى أولئك أن الكذب ملازم للغلو، ويرى هؤلاء أنه لا يلازمه، وأنه لا يصح الخلط بين الغلو والكذب..

ويبقى سؤال: كيف حصل له اليقين بأن السبب في القبول والرفض هو التعصب المذهبي..

26ـ وأما سؤال حسن بن فرحان الشيعة: كيف يرون القول بأن زيد بن علي أعلم من جعفر الصادق غلواً ولا تعدون القول بأن علياً هو الخالق الرازق غلواً..

وجوابه:
أولاً: إنه إذا ثبت أن جعفر الصادق () أعلم من زيد، فإن من يدعي عكس ذلك يكون مغالياً في زيد، لأنه يتجاوز فيه الحد الذي هو له..

ثانياً: ما هو الدليل على أن الشيعة الإمامية يقولون بأن علياً () هو الخالق والرازق؟!..
إن الشيعة الإمامية إنما يقولون: إن الخلق والرزق هو بيد الله سبحانه ومنه، وله تعالى أن يفوض ذلك إلى من شاء من خلقه على نحو يبقى هو تعالى مصدر الفيض، كما فوض أمر قبض الأرواح إلى ملك الموت، وفوض أمر الريح لملك الريح، وأمر القطر إلى ملك القطر والمطر.

وكما أعطى (آصف بن برخيا) القدرة على الإتيان بعرش (بلقيس) من اليمن إلى بيت المقدس.
ولكن المهم في البحث هو أنه هل يوجد دليل قاطع على أن الله تعالى قد فوض هذا الأمر أو ذاك لأحد من خلقه، سواء أكان ملكاً، أو غير ملك.. فإن وجد فبها ونعمت، وإن لم يوجد، فلا مجال للاعتقاد بما لا دليل عليه..

فهم إذن، لا يقولون: إن علياً () هو الخالق الرازق فعلاً. فلماذا ينسب إليهم هذا الأمر بصورة قاطعة.

27 ـ ثم عاد حسن بن فرحان ليتحدث عن التعصب، والغلو، ورمي الآخرين بهما، وتساءل: هل يريد الشيعة أن يتوحد المسلمون على الغلو الشيعي إلخ..

وقد قلنا: إنه لا يوجد غلو في الشيعة ولا في التشيع. وإنما يريد الشيعة الإمامية التوحد على حقائق الدين الثابتة بالدليل والبرهان.. كما أن أهل السنة لا يعتبرون أنفسهم غلاة، بل هم منسجمون مع قناعاتهم، ويرون أن الذي ظهر لهم من خلال ما يملكونه من أدلة هو ما يريده الله منهم..

28 ـ ويقول حسن بن فرحان المالكي: سنبقى في الاتهامات المتبادلة، والتكفير، والتبديع، ما دام الغلاة لهم الصدارة، وما دام المعتدلون ساكتين، ينتظرون لمن تكون الدائرة..

ولنا أن نسأل هذا الرجل، ما معنى قوله: (لمن تكون الدائرة)، فهل هناك حروب طاحنة تدور بين أعداء؟!..

وهل يستطيع أن يظهر لنا فتاوى مراجع الشيعة في تكفير أهل السنة؟

ولماذا يحرض من يسميهم بالمعتدلين على التحرك ضد من يسميهم بالغلاة؟..

ولماذا يسعى لشق عصا المسلمين، وإثارة بعضهم ضد بعض؟!

ولماذا يصر على الإلقاء في أذهان الناس: أن ثمة غلواً واعتدالاً في داخل كل مذهب؟!

وكيف يمكنه تحديد الغلو والاعتدال؟! وتمييز هذا عن ذاك؟!..

إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي تنتظر الإجابات الصحيحة والصريحة..

29 ـ وقد ذكر حسن بن فرحان: أن من البعيد أن يعير عقله وضميره، فعلى الفريقين الغلاة من السنة والشيعة، أن لا ينتظروا ذلك، لأن إرضاء الله أولى من إرضاء البشر..

ونقول له:
لا يوجد أحد طلب منه أن يعير عقله، إن كلا الفريقين يطلب منه أن يأخذ الأمور عن دليل وبرهان. وأن يكون منصفاً، ومنسجماً مع عقله وضميره..

وهل يستطيع أن يذكر لنا اسم واحد من الناس قال له: أحب أن تترك دينك لأجلي.. ولا أرضى منك أن تنظر في الأدلة، ولا أن تراجع النصوص.. وعليك أن تترك ما يحكم به عقلك، وما فرضه الله عليك؟!
30 ـ وقد ادعى أنه لا يضمر إلا ما يظهره، وأنه يخرج رأيه كله..

ونقول له:
فلماذا إذن لم تخرج رأيك على (شبكة الميزان الثقافية)، ولم تجب على الأسئلة الكثيرة التي وجهت إليك، وهي تعد بالعشرات، رغم أن الحوار كان معك، وقد أجبت على سبعة وأربعين سؤالاً خلال شهر، ثم سكت خمسة عشر يوماً، ثم أجبت عن أربعة.. ثم سكت حوالي شهر آخر، فلم تجب بشيء رغم أن الأسئلة والمداخلات التي تنتظر الإجابة تعد بالعشرات كما قلنا..

فإن تخرج رأيك كله فلماذا لم تعترف بما هو صحيح من تلك الأسئلة والأدلة التي عجزت عن مواجهتها؟! نبئونا بعلم، إن كنتم صادقين.

وأخيراً نقول:
إننا لا نحب للإنسان أن يعلن بذم واتهام وأذى الآخرين، ثم يطلق الادعاءات، ويزجي المديح تلو المديح لنفسه بطريقة استعراضية، ليغطي بذلك على هزائمه الكبيرة، أمام الأقلام الحرة والصريحة، وفي منتديات الفكر، وقد أسفر الصبح لذي عينين..

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذي اصطفى محمد وآله الطاهرين..

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس