منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الذات الإلهية 1
الموضوع: الذات الإلهية 1
عرض مشاركة واحدة

العلوية ام موسى الاعرجي
الصورة الرمزية العلوية ام موسى الاعرجي
عضو
رقم العضوية : 15094
الإنتساب : Feb 2015
الدولة : العراق / بغداد
المشاركات : 26
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 114
المستوى : العلوية ام موسى الاعرجي is on a distinguished road

العلوية ام موسى الاعرجي غير متواجد حالياً عرض البوم صور العلوية ام موسى الاعرجي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : الميزان العقائدي
Post الذات الإلهية 1
قديم بتاريخ : 05-Feb-2015 الساعة : 07:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أ‌-الشريعة الإسلامية هي أكمل الشرائع

الشريعة الاسلامية كونها الشريعة الخاتمة والكاملة قد بحثت كل النواحي التي يحتاجها الإنسان في سلوكه الى الله وبيّنت شرع الله في جميع الأمور وتطرقت الى كل نواحي الحياة كما في الامور الغيبية من جنة ونار وبرزخ وموت كمسيرة متسلسلة مترابطة تكاملية فأنى لأي شريعة غير الإسلام ان تشتمل على كل ما يعني الانسان وما يساعده ليحيا الحياة الصالحة بخلاف الشرائع السابقة كلها شرائع غير مكتملة بيّنها القرآن باستعمال أحرف التبعيض أي كآيات جزئية من العلم الشامل التام الكامل لشريعة النبي الخاتم لمحمد صلوات الله عليه وعلى آله وامتداد نبوته بالإمامة للأئمة صلوات الله عليهم أجمعين ومثال ذلك كنبي الله موسى ((وكتبنا له في الألواح من كل شيء)) وعيسى ((وأخبركم بعض الذين تختلفون فيه)) ويوسف ((وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث )) وسليمان ((وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك )) فالأنبياء السابقين لرسول عندهم أحرف من العلم وليس العلم المطلق.

أما عندما نصل الى رسول الله يقول تعالى ((ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء)) و ((ثم أورثنا الكتاب عبادنا الذين اصطفينا)) و ((وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)) و (( كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) هنا يظهر القرآن آيته الكاملة لمشركي قريش بأن الله هو الشاهد الأول على صدق دعوة الرسول على من يكذبونه من قريش والشاهد الثاني هو "من عنده علم الكتاب" وهو أمير المؤمنين فعنده علم الكتاب أي القرآن الكريم. ومن خلال العقيدة، أهل البيت يعلموننا موقع المعصوم في الوجود ودوره إذ يكشفون لنا أن أدوارهم بدأت قبل أن يخلق الله الدنيا والآخرة والسماوات والأرض، وجعلوا لتلك العلوم الغيبية علامات تكوينية يعبّر عنها القرآن بكلمة "آية" فالإمام الرضا يقول " فما ها هناك لا يعرف إلا بما ها هنا" فكل ما هو في عوالم الغيب له أمثله في أنفسنا وفي الآفاق الكونية من حولنا حتى نستطيع استيعاب تلك العوالم الغيبية البعيدة عن حواسنا المادية.

ب- معرفة الله
وخير من يعبّر عن معرفة الله سبحانه هم أهل البيت في الزيارة الجامعة " من عرفكم فقد عرف الله ومن جهلكم فقد جهل الله" ولذلك كان الإمام علي بن أبي طالب في سورة الفاتحة مصداق "إهدنا الصراط المستقيم " أي أن الإمام علي هو الصراط فأهل البيت هم الوحيدون الذين يملكون معرفة الله الصحيحة المعصومة بالعصمة الكلية وهذا لا يندرج حتى للأنبياء " وعصى أدم ربه فغوى" "وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه" ويوسف " وأذكرني عند ربك " إذ أن العصمة ثابتة لهم ولكن لم يصلوا الى أعلى درجات العصمة وما عرّفه علماء الكلام بـ "ترك الأولى".

إذن نتيجة تلك المقدمة :

أ- أن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة تامة بيّنت لنا جميع العلوم التي نحتاجها في مسيرتنا الى الله من خلال القرآن الكريم وجاء دور نبوة النبي الخاتم رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين بالهداية العامة أي الشريعة كإراءة الطريق للجاهل ومن بعده الأئمة الأطهار لإطلاعنا على تفاصيل جميع ما نحتاجه لنصل الى الله بالهداية الخاصة أي الإيصال الى الهدف والغاية بالمرافقة ودون تخلّف أو انقطاع لتلك الهداية بالتدريب العملي لإن الإمامة امتداد النبوة

ج - المعرفة الإنسانية وهي معرفة طبيعة الإنسان

من المهم أيضاً أن نبيّن تركيبة هذا المخلوق المميّز وهو "الإنسان" الذي كرّمه الله سبحانه وتعالى ورفعه على جميع مخلوقاته الأخرى بما حباه من نعمة عظيمة وهي نعمة العقل أولاً وبالإضافة الى ذلك زوّده بكلّ ما يحتاجه حتى يستطيع الرجوع الى الله بعد مسيرته في عالم الدنيا ((إنا لله وإنا إليه راجعون)) فيبيّن الله لنا أننا لم نخلق عبثاً أن لا بد من أن نعمل حتى نستطيع العودة الى العالم الذي أتينا منه والإمام يبين في حديث له " أن الإنسان خلق للجنة" " إن أنفسكم ليس لها ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها بأقل من ذلك" هذا بحد أدنى فإذا لم نقل أن الإنسان خلق للجنة فعلينا أن نقول " أن الإنسان خلق لله" عليه أن يعود إليه
لذلك الله سبحانه وتعالى خلق هذا الإنسان ببعدين رئيسيين ، الأول هو البعد المادي فبهذا البعد يتصل بالعالم الخارجي ويؤدي تكليفه في الأرض ويكوّن للقلب قاعدة معلوماتية بواسطة الحواس الخارجية وهي الحواس الخمسة ثم يتم البناء والإعداد للبعد الثاني ألا وهو البعد الغيبي
وهنا أهمية الإنتباه الى مسألة مهمة جداً بهذه الجملة الشرطية " إن سلمت هذه الحواس الخارجية من المعاصي والذنوب سوف تكون مؤهلة للعمل مع البعد الثاني أي البعد الغيبي ولكن بمستوى غيبي يتناسب مع طبيعة البعد الثاني" أو بعبارة أسهل
((أن هذه الحواس الخارجية لها بعد غيبي على مستوى البعد الثاني الغيبي ولكن لن تعمل في البعد الثاني الغيبي إلا إذا كانت الحواس الظاهرية في البعد الأول سليمة)) لأن فساد الظاهر يؤدي بشكل حتمي الى فساد الباطن !!! فانتبهي.

1- حواس ظاهرية مثل السمع والبصر وما نعبّر عنه بالحواس الخمسة لتزويد القلب بالعلم من العالم الخارجي المحسوس المادي ((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )) وهذا العالم الخارجي يسمى بعالم الخلق والبعد المادي للإنسان ينمو بالتدريج بمراحل تكاملية من النطفة الى المضغة فالعلقة فالعظام ثم كسونا العظام لحما أي هناك تدرج بالخلق ، إذن أول مرحلة هي مرحلة تزويد القلب بالعلومات من العالم الخارجي

2- حواس باطنية وهي باطن الحواس الخارجية للتعرف على عالم الباطن فيكون مثلاً للبصر الخارجي بعد غيبي يسمى البصر الغيببي أو "البصيرة" ويوجد سمع غيبي وحاسة شم غيبية مثل حاسة الشم التي كانت لنبي الله "يعقوب" ((إني لأجد ريح يوسف)) وتلك الحواس الغيبية ليعرف بها الغيبيات التي هي بالعالم الغيبي مثل الحق ، النور ، الهداية ، قال تعالى بسورة يس ((فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ)) فكل ما نراه ظاهرا له بالواقع حقيقة غيبية إسمها ملكوت الشيء، وأهم عضو يتعامل مع تلك المغيبات "القلب".

رد مع اقتباس