منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - اهمية الدعاء ..عن كتاب مدرسة الدعاء
عرض مشاركة واحدة

جارية العترة
الصورة الرمزية جارية العترة
المدير العام
رقم العضوية : 12
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : لبنان الجنوب الابي المقاوم
المشاركات : 6,464
بمعدل : 1.04 يوميا
النقاط : 10
المستوى : جارية العترة will become famous soon enough

جارية العترة غير متواجد حالياً عرض البوم صور جارية العترة



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الأدعية والمناجات والأذكار
افتراضي اهمية الدعاء ..عن كتاب مدرسة الدعاء
قديم بتاريخ : 09-Oct-2009 الساعة : 10:22 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الدعاء هو المعجزة الإلهية التي تحدت كل الوسائل والأسباب التي جعلها في الأشياء ولكنه تعالى لم يجعلها على نحو الانحصار، فقانون العلية والسببية لايلغى بالدعاء ولكن يؤكد للإنسان أنه الحاكم في كل شيء، فما أسرع ماتتحطم قدرات الإنسان وعلومه وتقديراته واختراعاته أمام كلمات الدعاء وتحصل المعجزة كما حصلت في كثير من الأمور لكثير من الناس، فكم من مريض وقف الطب عاجزاً بكل قدراته وإمكاناته ووسائله عن مد يد العون له، وإذا به بدعوة بسيطة يزول المرض وكأنه لم يكن. وكم من سجين قابع في أعماق الأرض وطوابير السجون لايرجو فرجاً ولا مخرجاً، بدعوة يأتيه الفرج والمخرج وهكذا.
وكما ورد في وصية أمير المؤمنين(9) لولده الحسن(9) «ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه، بما أذن لك من مسألته فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته واستطمرت شآبيب رحمته فلا يقنطنك إبطاء إجابته» الدعاء هو الذي ينسق روحية الإنسان ويجلي في نفسه الراحة والهدوء والاطمئنان والتثبت والأمل والرجاء والثقة الكاملة.
وهو سلاح مهم وقوى يشهره الإنسان في وجه اليأس والقنوط والحيرة والقلق والاضطراب والشرور والأهواء والشهوات، ويرتقى به إلى الخير والصلاح والسداد أنه يرتفع بالانسان إلى مراتب الإنسانية الحقة ويشعر أنه قوي وعزيز وكريم وأنه انتصر على كل السلبيات وكل مايواجهه من مشاكل وصعوبات ولعل هذا مايشير إليه الحديث الشريف: «سلاح المؤمن الدعاء».
كما ورد في الحديث الشريف «الدعاء مخ العبادة» أي حقيقة العبادة، كما تشير إليه الآية الكريمة: {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ
وكما قال الإمام زين العابدين(9) في الصحيفة بعد ذكر الآية: «فسميت دعاءك عبادة وتركه استكباراً وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين فذكروك بمنك وشكروك بفضلك ودعوك بأمرك وتصدقوا طلباً لمزيدك، وفيها كانت نجاتهم من غضبك وفوزهم برضاك
وإنسانية الإنسان إنما هي بالإيمان المطلق وبالصلة المطلقة بالله وبالقرب منه، والحب لله، التي تتمثل بالطاعة والانقياد والفناء، ولذلك أعطاه الله كل شيء كما ورد في الحديث الشريف:«يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون»( ) ومعنى مِثلي أو مَثَلي: أي أني أسخر الأشياء لك فتنقاد لك وتطيعك لطاعتك لي ولانقيادك لي وتستجيب لك لاستجابتك لي.
وكما يقول الحديث الشريف:
«لايزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل مخلصاً لي حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها إن سألني أعطيته وإن استعاذني أعذته( ) ولسانه الذي ينطق به».
لأن من يكون في طاعة الله سبحانه يسدده الله في سمعه وبصره ولسانه وكل جوارحه فلا يصدر منها شيء ألا وهو في رضى الله ولله.
وهي النظرة التي ننطلق فيها في موضوع الدعاء وبيان أهميته في الواقع الإيماني والإنساني، ولذلك لاينبغي أن ننظر إليه على أنه وسيلة العاجزين وأسلوب القاصرين ومنطلق الكسالى. بل كما أشرت أنه المعجزة الكبيرة التي ارتضاها وجعلها الإسلام للإنسان في تأكيد صلته بربه وارتقائه إلى الكمال والفضل وقضاء حوائجه ومطالبه.
وهو أهم سلاح يشهره الإنسان في وجه إشكالات ومتاعب ومصاعب الحياة.
وبالتالي هو عبادة يتوسل بها إلى الله سبحانه لأداء حق الله والثناء عليه والمدحة له.
فإن الملاحظ من إفراد الضمير في الآية الكريمة: {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ}( ) هو أن إجابة الدعاء منحصرة به دون غيره. وذلك لأن الإجابة تصرُّفٌ في شؤون العالم والموجودات ولايليق بل لايمكن أن يكون ذلك إلاّ منه تعالى المالك لها والقادر عليها.
فضل الدعاء:
للدعاء فضل كبير، ومنزلة عالية ومهمة عند الله سبحانه وهذا مايستفاد من القرآن الكريم كما تقدمت الإشارة إليه في الآيات الواردة في الدعاء فأي فضل عظيم أن يجيب لله سبحانه بنفسه على دعوة الداع يسمعها ويحققها للعبد. وهل فوق هذا فضل قوله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}( ). {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ} ( ) بل قوله تعالى: {قُلْ ما يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ}( ) إشارة واضحة وكبيرة إلى فضل الدعاء ومنزلته العظيمة عند الله، حيث جعل سبحانه الاهتمام منه بأمر الإنسان وشؤون الإنسان منوطة بالدعاء. هذه الكلمات المختصرة التي تنطلق من الانسان وتجسد إيمانه وتوجهه وتعلقه بالله هي التي تؤكد العناية والرعاية والاهتمام من الله بالعباد، وأعمال العباد لو وُضعت في ميزان المقابلة بالفضل الإلهي لم يكن للإنسان شيء أبداً بل لاتقابل بشيء، بل لايمكن أن تقابل أعمال العباد مهما بلغت بأصغر نعمة من نعم الله تعالى عليهم، لأن كل مافي هذا الوجود لله سبحانه وفيض منه فليس إلاّ الشكر على ماوفقه الله له من الأعمال والتماس الفضل منه تعالى للتوفيق إلى ماهو خير وصلاح.
وفضل الدعاء كما أشار إليه القرآن الكريم ويشعِرُ بأنه الأساس في تقييم واعتبار أوضاع الإنسان كلها، وقد أشارت إليه السنة الشريفة أيضاً.

ورد عن النبي(5) قال: «قال (عزَّ وجل) مامن مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلاّ قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض دونه، فإن سألني لم أعطه وإن دعاني لم أجبه. وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلاّ ضمنت السماوات والأرض رزقه فإن دعاني أجبته وإن سالني أعطيته وإن استغفرني غفرت له
وورد أيضاً، أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه: «وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل آمل أمَّل غيري بالإياس، ولأكسونه ذلّ ثوب المذلّة بين الناس، ولأبعدنه من فَرَجي وفضلي. أيأمل عبدي في الشدائد غيري أو يرجو سواي؟! وأنا الغني الجواد، بيدي مفاتيح الأبواب، وهي مغلقة، وبابي مفتوح لمن دعاني ألم تعلموا أن من دهاه نائبة لم يملك كشفها عنه غيري، فمالي آراه معرضاً عني وقد أعطيته بجودي وكرمي مالم يسألني، فأعرض عني ولم يسألني وسأل في نائبته غيري، وأنا الله ابتدء بالعطية قبل المسألة. أفأسأل فلا أجود؟ كلا. أليس الجود والكرم لي؟ أليست الدنيا والآخرة بيدي؟ فلو أن السماوات والأراضين سألوني جميعاً أعطيت كل واحد مسألته مانقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة، وكيف يَنْقُصُ مُلكٌ أنا قيِّمُهُ؟!»( وفي حديث قال رسول الله(5) «إن الحذر لاينجي من القدر. ولكن ينجي من القدر الدعاء، فتقدموا في الدعاء قبل أن ينزل البلاء، إن الله يدفع بالدعاء مانزل من البلاء ومالم ينزل وعن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبدالله(9) رجلان افتتحا الصلاة في ساعة واحدة فتلا هذا من القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه، ودعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلاوته، ثم
انصرفا في ساعة واحدة فأيهما أفضل فقال: كل فيه فضل كل حسن.
قال قلت: قد علمت أن كلاًّ حسن وأن كلاًّ فيه فضل؟ فقال الدعاء أفضل أما سمعت قول الله تبارك وتعالى: {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ}( ) هي والله العبادة هي والله العبادة أليست هي العبادة هي والله العبادة. أليست أشدهن هي والله أشدهن هي والله أشدهن هي والله أشدهن(
عندما نستعرض هذه الأحاديث ونقرأ مضامينها ونتأمل فيها لانقرأ سوى ماأشرنا إليه في الدعاء من الفضل والمنزلة الكبيرة العظيمة له. ونجد أن الإمام(9) حين سأل عن فضل الدعاء أكد هذا الفضل وحتى لاتكون في نفس الإنسان شائبة التردد والتوقف في أهمية الدعاء وفضله أقسم على ذلك ومشدداً بالقسم بأن الدعاء العبادة وهي أشدهن مكرراً ذلك مرات ثلاث كل ذلك ليضع الإنسان في أجواء الصلة مع الله والارتباط الكامل والتوجه الدائم إلى الله سبحانه في كل شؤونه مؤكداً له أن هذا المعنى أي الدعاء عبادة ترتقي بالعبد إلى منازل العابدين وتسلك به مسالك المتقربين، وترتقي به إلى مقام السالكين. وأيضاً ليرتقي بالمؤمن وبالداعي إلى حقيقة الدعاء وفضله يرتقي إلى هذا التصور الإيماني العملي من حالات العبادة وأفرادها. وأن الإنسان في نظرته للدعاء يجب أن يتسامى إلى آفاق بعيدة جداً، فهو ليس قولاً يقال وتردده الألسن بين يدي الله فقط، ولا هو حالة من الحالات الروحية تجعل الإنسان يتقلب في المشاعر والحالات الروحية فقط، وإنما الدعاء عملية واسعة يشترك فيها كيان الإنسان كله وينطلق ويتحرك بالإيمان المطلق بالله سبحانه، إنه يترجم حال الإنسان وعلاقته وإيمانه بربه ويعيش التسليم والتوكل والرضا والصفاء والإخلاص والصدق والصبر والشكر والحياة من خلال الدعاء ولذلك كان الدعاء مخ العبادة كما ورد في الحديث الشريف -أي حقيقة العبادة- لأن العبادة هي الانعتاق من كل شيء سوى الله تعالى في كل شيء، والانقياد الكامل لله في كل شيء. والإخلاص الكامل لله في كل شيء، والقرب الكامل والغناء الكامل في الله. فالذي لايرى مع الله شيئاً في هذا الوجود ويرجوه في كل شيء لماذا لايكون حاله حال الفناء والذوبان بالله، ولو أن الناس عاشوا هذه الفكرة وهي أن لانرى مع الله شيئاً لما كانت هناك تقلبات في أوضاعهم واضطراب في شؤونهم، ولما شاهدنا شيئاً من السلبيات التي تؤثر على أوضاع البشرية بما لايرتجى معه الخير أبداً.
لذلك حري بالإنسان المؤمن وهو يعيش إيمانه الصادق أن لايترك الدعاء لحظة من لحظاته ولايترك السؤال من الله سبحانه لكل شؤونه بصدق وإخلاص ليعيش الرضا والاطمئنان والخير والسعادة والتوفيق. وهذا ماتشير إليه الآية الكريمة: {قُلْ ما يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ}( ) ويقول الإمام الصادق(9) «عليكم بالدعاء فإنكم لاتقربون إلى الله بمثله ولا تتركوا صغيرة تصغرها أن تدعوا بها فإن صاحب الصغار هو صاحب الكبار»( )
وقال رسول الله(5) «يدخل الجنة رجلان كانا يعملان عملاً واحداً فيرى أحدهما صاحبه فوقه، فيقول: يا رب بما أعطيته وكان عملنا واحداً؟
فيقول الله تبارك وتعالى: سألني ولم تسألني. ثم قال: سلوا الله وأجزلوا فإنه لايتعاظمه شيء»(
وقال رسول الله(5) «لتسألن أو ليقبض عليكم. إن لله عباداً يعملون فيعطيهم، وآخرين يسألونه صادقين فيعطيهم، ثم يجمعهم في الجنة فيقول الذين عملوا ربنا عملنا فأعطيتنا فبما أعطيت هؤلاء؟ فيقول عبادي أعطيتكم أجوركم ولم ألتكم من أعمالكم شيئاً، وسألني هؤلاء فأعطيتهم وهو فضلي أوتيه من أشاء»( فالدعاء هو غاية مايتقرب به الإنسان إلى الله سبحانه ويتوسل به إليه. هذه الوسيلة لنيل ماعند الله بل هو من مظاهر العبودية المطلقة لله سبحانه. فالعامل يأخذ أجره من الله عدلاً وإحساناً. والسائل الداعي أجره أوسع ولاحدود له لأنه يعود إلى كرم الله ولطفه وجوده وكرم الله وجوده لاحدود له. {قُلْ ما يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ}( ) صدق الله العلي العظيم.
المفاهيم التي تستفاد من الدعاء:
الدعاء ينطوي ويشتمل على مفاهيم وعلوم عديدة واسعة لابد من معرفتها للاستفادة منها وذلك لأن الأئمة صلوات الله عليهم وسلامه كانوا يستعملون الدعاء وسيلة من وسائل التوجيه والتعليم وإيصال المعارف إلى الناس حين كانت السلطات الأموية خاصة تأخذ على أهل البيت(3) المنافذ وتضيق عليهم في الاتصال بالناس كما حدث ذلك في أيام الإمام زين العابدين(9) ولذلك كان الدعاء من أهم الوسائل والأمور التي يستفاد منها معارف مختلفة، وخاصة في حالات الصفاء والتجرد النفسي والانصهار في أجواء الدعاء ومراعاة شروطه وآدابه، فإن الصفاء رحلة واسعة في آفاق النفس والقلب والفعل ومن خلالها يتسامى الإنسان في فهمه لتلك التعابير التي ندعو بها وندرك ماتنطوي عليه من معاني ومفاهيم وعلوم، بل قد يبعد في ذلك إلى درجات المكاشفة والمشاهدات الفائقة والشهود القلبي التي تضعه على مشارف الحقائق بل تجعله في قلب الحقيقة، ولقد كان العلماء السابقون في استفادتهم المعارف والوصول إلى اليقين في العلوم على اختلافها يقومون ويبدؤون قبل الجلوس إلى المطالعة والتأمل في العلوم بالطهارة والصلاة والدعاء، لأنها من الأمور المساعدة على الوصول إلى ذلك، من هنا كانت دراسة الدعاء ذات منهج خاص يتميز عن بقية المناهج التي تعتمد لدراسة الأشياء والمواضيع العلمية، هذه ناحية وناحية أخرى أن الدعاء كلام المعصومين(3) وفيض من فيوضاتهم الروحية وهم يشيرون في أدعيتهم إلى مختلف العلوم بما لديهم من علوم القرآن وبما أودعه الرسول الأكرم عندهم من معارف وعلوم فالدعاء تمجيد وتقديس وتعظيم لله وكل شيء يسبح بحمده وكل شيء خاضع له وكل شيء تحت إرادته، فأدعيتهم كانت تشتمل على مختلف الأمور بحسب مقتضيات الأحوال التي يرونها مناسبة للدعاء والثناء بها عليه تعالى: فقد يكون الثناء على الله والمدحة بالقدرة القائقة التي أودعت في هذا الكون والوجود القوي والإمكانات الموجودة فيه فيعدد الإمام أو يشير إلى تلك القوى ويذكرها فيذكر السماوات والأرضين وكيف خلقها وما جعل فيها من كواكب وبروج ونجوم. وقد يكون القسم والدعاء والمدحة بخلق الإنسان وكيف خلقه وكَوّنَه فيعدد أجزاءه وتركيبه كما نشاهد ذلك ونقرؤه في دعاء الإمام الحسين يوم عرفة، وغيره من الأدعية.
وقد يكون الدعاء لتأكيد وجود الله ووحدانيته وصفاته فيذكر الإمام من الأدلة على وجوده ووحدانيته بما يعجز العلماء عن مثله وعن فهمه فضلاً عن شرحه والإشارة إلى ماينطوي عليه كما نجد ذلك في دعاء الصباح للإمام علي(9) بقوله: [يا من دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته]. وكما نجد ذلك أيضاً في دعاء أبي حمزة الثمالي للإمام زين العابدين [بك عرفتك وأنت دللتني عليك و لولا أنت لم أدر ماأنت
وكما أشار إليه الإمام الحسين في دعاء عرفة يوم عرفة قال(9) [وأنت الذي لا إله غيرك تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء وأنت الذي تعرفت إلى كل شيء فرأيتك ظاهراً في كل شيء وأنت الظاهر لكل شيء].
ويقول(9)[كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك. أيكون لغيرك من الظهور ماليس لك حتى يكون هو المظهر لك. متى غبت حتى صرت تحتاج إلى دليل يدل عليك. ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك. عميت عين لاتراك عليها رقيبا].
فكلماتهم(3) تختلف بحسب المقامات وهي أيضاً تشير بدقة وبسعة شاملة إلى أمور وعلوم بعيدة عن متناول الإنسان وعن حساباته، وذلك كما أشرنا إليه أن علومهم مأخوذة من الرسول الأكرم الذي أفاض الله عليه بالعلوم الواسعة ومن القرآن أيضاً حين أودع الرسول علومه عندهم والقرآن فيه تبيان كل شيء، ولايفهم القرآن وعلوم القرآن إلاّ أهل البيت(3)
من هنا يلزم أن تكون الدراسة للدعاء دراسة منهجية ودراسة واسعة، ونعطيها الأهمية والتأكيد لنتعرف على مايريده الأئمة في هذه الأدعية وماضمنوه من مفاهيم وعلوم وذخائر عقلية وفكرية، فيها الخير والنفع للإنسانيه أجمع.
أما أهم المواضيع التي تضمنتها الأدعية المأثورة عن أهل بيت العصمة(3)
1- العقيدة بكامل أقسامها التي تشمل الإيمان بالله سبحانه ووجوده ووحدانيته وصفاته والإيمان بأنبيائه ورسله وكتبه وملائكته وأوصيائه، والإيمان باليوم الآخر ومايتعلق به من الانتقال من دار الدنيا مروراً بعالم القبر وما يجري فيه، وعالم الحشر ومايتعلق به من النفخ بالصور والخروج من الأجداث سراعاً عراة حفاة وانتهاءً بموقف القيامة ومافيه من أهوال وأحوال يشيب لها الصغير ويهرم فيها الكبير. ومايتعلق بالسؤال والحساب والجنة والنار وعوالمهما.
2- الأخلاق وماحثّ عليه القرآن وأهل البيت(3) من مكارم الأخلاق وفضائل الصفات ومحامد الخصال وكريم الخصال التي يلزم علىكل إنسان مؤمن أن يتحلى ويتخلق بها ويكون ملازماً لها في كل الأحوال وتكون من أبرز خصائصه كالتقوى والورع والاستقامة والاعتدال والعدل والإحسان والصفح والحلم والصبر والشكر والصدق والوفاء والأمانة وغير ذلك مما هو من محاسن الأخلاق والابتعاد عن مساوىء الأخلاق التي نهى الشارع عنها وأكد على ضرورة الابتعاد عنها واجتنابها بكل صورها لما فيها من سوءٍ وقبح وظلم للنفس وللناس تؤدي إلى هبوط الإنسان عن مستوى الإنسانية مما يجعله بعيداً عن الخير وغير مؤهل للخير.
3- قضايا الاجتماع وما يجب أن يكون عليه المؤمن فيما بينه وبين اخوانه المؤمنين ومجتمعه من التعاطف والتراحم والتواصل والمحبة والألفة، ونبذ الفرقة والأحقاد والابتعاد عن التحاسد والتدابر والتنابذ والبغضاء والغيبة والنميمة وغير ذلك مما يؤدي إلى فساد المجتمعات وانهيارها.
4- الأحكام الشرعية: وتتعرض الأدعية في بعض الأحيان أو في غالبها لذكر القضايا الشرعية من الفرائض والعبادات كالصلاة والصيام والحج وأمثالها، ولذكر الطاعات وكيف يجب أن يكون المؤمن حال أدائها من التوجه الصادق والاخلاص الكامل، والنشاط في أدائها والقيام بها، ومراقبة الله فيها ومحاسبة النفس عليها.
هذا ويمكن للإنسان المتأمل والمتتبع لأحوال الأدعية والمداومة عليها أن يستفيد علوماً ومعارف أخرى كثيرة ويستخلص منها فوائد جمة، لأنا أشرنا إلى أن الدعاء من جملة الوسائل المعتمدة في نشر الدين وأحكامه وترسيخ الإيمان والعقيدة وتعليم وتهذيب النفوس والعقول.
إن حالة الانصهار بالدعاء ترتفع بالإنسان إلى آفاق بعيدة وما على المؤمن إلاّ أن يدعو ربه ويكون داعياً حقيقياً كما قال تعالى: {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}( ) والحمد لله رب العالمين.

توقيع جارية العترة

للمشاركة بلعن قتلة الحسين وأهل بيته وأنصاره سلام الله عليهم تفضلو هنا
اللَّهُمَّ خُصَّ أَنتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَ الثَّالِثَ وَ الرَّابِعَ‏ اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خَامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ وَ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ



لمتابعة صفحة باسميات - أحزان وأفراح منبرية للملا الحاج باسم الكربلائي




رد مع اقتباس