منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.46 يوميا
النقاط : 287
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-Feb-2012 الساعة : 07:40 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل 35




(ضَمِنتُ لِمَنِ اقتصَدَ أَن لا يَفتقرَ)



من الاعراف السائدة هنا ان مدة العقد بين الزوجين تطول وقد تصل المدة بين العقد والزواج عند البعض الى ثلاث سنوات ؛ وتحدث بسببها مشاكل عائلية كثيرة ؛ ولعله يمكن ان يستفاد منها كفرصة ذهبية لتربية الزوجين ولكن مع الاسف يقضيها عائلة الزوجة في هذه المدة في جمع اثاث البيت لابنتهم وان كان من القرضة الحسنة والعناء الشديد ؛ ولهذا توجد هنا مؤسسات خيرية تعين ابو الزوجة في تهيأة هذا الجهاز لتشكيل الحياة الزوجية ؛ ولذلك في اول لقائي لي مع العلوية ام مهدي ازلت عنهم هذا البعبع الرهيب وقلت لهم هذه سنن غير تابعة للقرآن الكريم والعترة الطاهرة وكما سياتيكم البحث مفصلا ان شاء الله وقلت لاهل زوجتي: لا اقول اني املك ما سوف اجهز بيتي بما تحب ابنتكم وانما اقول من السعادة ان اجعل حجر الكد الشريف في بيت سعادتنا وابنتكم تعينني في بناء هذا البيت بصبرها فيكون البيت لنا لذيذا طعمه لانه من جهادنا كلانا ونشعر باننا شريكين في بناء هذا البيت ؛ انا بكدى وهي بصبرها داخل البيت .
قلت للعلوية اصبري الى ان اذهب وارى الاوضاع في الحوزة هنا فانه بلد غريب لي ولا اعلم كيف ستكون اوضاعي هنا ولعله تطول مدة العقد بيننا .
قالت العلوية : نعم اصبر .
وحينما ذهبت الى الاهواز الى بيت خالي رحمة الله عليه وكان من التجار المعروفين جدا في النجف الاشرف وهو السيد باقر المعلم من احفاد السيد نعمة الله الجزائري ؛ قال خالي لماذا تتاخر في الزواج ثم التفت الى والدي وقال له زوجه لا تؤخر زواجه ودعهما في شهر رمضان المبارك يصومون تحت السقف المعمور بالحياة الزوجية السعيدة .
اثرت فيّ هذه الكلمات كثيرا فاتصل بالعلوية وقلت لها سنتزوج في هذه الايام فقالت :
اتصبر الى ما بعد شهررمضان المبارك ؟؟
قلت لها: لا! لاني غريب في هذا البلد ثم اسالك هل ترضين ان اصبر على الم الجوع؛ والم الفراق ؛ وعذاب الانتظار المرّ ؟
وقد قال امامي موسى بن جعفر :
عَنْ أَبِي الحَسَنِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ أَبِي: هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ؟
قَالَ: لا .
قَالَ : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا وَ إِنِّي أَبِيتُ لَيْلَةً لَيْسَ لِي زَوْجَة[1]
فقالت: انا راضية بما يرضيك واحب ما تحب .




[1] تهذيب ‏الأحكام: ج 7 ص 405.




فاستاجر والدي – رحمة الله عليه - البيت ولم يكن عندي ما افرش به الارض ؛ ولا ما اجعل فيه من اثاث حتى للمطبخ ؛ ولكن في كل هذه المصاعب لم اضعف امام زوجتي ولم اكن انسانا انهزاميا ؛ بل بلعكس كنت اصور من هذه الاشواك الجارحة لها وردة ما اجملها! حيث اضحك في و جهها ؛ واقول لها نحن السعداء لاننا سنبني حياتنا معا ؛ انت بصبرِك ؛ وانا بجهدي وجهادي وكدحي . وكم جميل عندما نشعر ان حُجرة السعادة التى تكون منها كهف نعيش بحماه انما بناها يدي ويدك ؛ انت بتدبير المنزل وانا بتدبير المعاش لان تدبير المعاش هو اهم ما يجب ان نراعيه في المعاش وقد قال امامنا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ضَمِنتُ لِمَنِ اقتصَدَ أَن لا يَفتقرَ[1]
بحارالأنوار 101 72
وَ قَالَ الْعَالِمُ : ضَمِنْتُ لِمَنِ اقْتَصَدَ أَنْ لَا يَفْتَقِرَ وَ اعْلَمْ أَنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى نَفْسِكَ وَ عِيَالِكَ صَدَقَةٌ وَ الْكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ مِنْ حِلٍّ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وسائل‏الشيعة 12 39
عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فِيمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله عَلِيّاً : قَالَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ .
مستدرك‏الوسائل 11 207
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : أَنَّهُ قَالَ صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ وَ لَا غِنَى كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ .
بحارالأنوار 1 95
وَ قَالَ امير المؤمنين : لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ .
واي سعادة افضل من ضمان الامام لنا بان لا نفتقر ان اقتصدنا يعني ان كان لنا تدبير في الحياة .
وجاء شهر رمضان المبارك وفي المنتصف منه وبمناسبة ولادة الامام الحسن ؛ دعونا الاهل والاقرباء وكالعادة لم يحضر الا 2 من الاصدقاء احدهما الاخ علي الجزائري ابن احد المحامين المعروفين في النجف الاشرف والاخر سيد علي القبانجي اخو سيد صدري القبانجي امام جمعة النجف حاليا رحمة الله عليهما ومن النساء فقط خالتي شافاها الله سبحانه
وحينما دخلت الى غرفة الزفاف قلت لها: سيدة اشكرك على كل ما مرّ ؛ وليس عندي مال اعدك به ؛ ولا مقام اطمع ان اتسلق عليه واتشبث بالدنيا من خلاله لأحقق لك امانيك الدنيوية ؛ ولكن عندي قلب اهديه لك؛ واجعله كمرآة على صدري وانظري فيه ؛ فسوف لا ترين فيه سوى صورتك
وكان البيت فارغا من السجاد ؛ ففرشت فيه عباءتها وجلسنا عليه ونحن مرحين متفائلين بالمستقبل واشتريت بعض الحوائج اللازمة ؛ وبدأت حياتنا التي كلها تفائل وانتظار البشائر من الله سبحانه.




[1] الكافي: ج 4 ص 53.




القسم الثالث


ذكريات الكفاح في الحياة الزوجية



الفصل :36


طلب مني بعض الاصدقاء ان اذهب للامتحان في الحوزة فقلت له اخي انا بكلوريوس في الفيزياء تركت الشهادة ولم يبق لي الا اشهر واستلم الشهادة لكنني هربت من الجامعة لحفظ ديني والان لا احب ان اقرء للامتحان بل اريد ان اقرء لفهم ديني ولا اقصد ان اخالف هذا النظام ابدا وليس هو من شاني ان اتدخل في هذه الامور ولكن لي الحق ان اعمل بما اعتقد ولذلك كان راتبي الشهري حدود 980 واجار بيتي 1100 في سنة 1982 كنت ادفع الراتب للاجار بعد ان اقترض من والدي باقي الاجار وابقى الشهر كله في حيره .......
قلت في نفسي ان لوالدي صديق شيخ معمم معروف لكنني لا احب ذكر اسمه وهو ممن يحب جدي السيد عبد الغفار المازندراني كثيرا فلو ذهبت اليه واخبرته بحاجتي لانني تصورت انه سيفرح حين اذكر له حاجتي وانا ابن رسول الله والذي يعرف نسبي وحسبي ثم ان قضاء الحاجة هي واجبة لكل انسان مؤمن ولكنني تفاءلت بمعرفته لي بانه سيساعدني لوجود الروايات الكثيرة والتي تذكر عظيم الاثر لقضاء حاجة المؤمن ومنها :
الكافي ج : 2 ص : 193
عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ لِي يَا مُفَضَّلُ اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ الْحَقُّ وَ افْعَلْهُ وَ أَخْبِرْ بِهِ عِلْيَةَ إِخْوَانِكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا عِلْيَةُ إِخْوَانِي قَالَ الرَّاغِبُونَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِمْ قَالَ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ قَضَى لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ مِنْ ذَلِكَ أَوَّلُهَا الْجَنَّةُ وَ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُدْخِلَ قَرَابَتَهُ وَ مَعَارِفَهُ وَ إِخْوَانَهُ الْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ لَا يَكُونُوا نُصَّاباً وَ كَانَ الْمُفَضَّلُ إِذَا سَأَلَ الْحَاجَةَ أَخاً مِنْ إِخْوَانِهِ قَالَ لَهُ أَ مَا تَشْتَهِي أَنْ تَكُونَ مِنْ عِلْيَةِ الْإِخْوَانِ .
و عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْمُؤْمِنُ رَحْمَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَتَى أَخَاهُ فِي حَاجَةٍ فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ سَاقَهَا إِلَيْهِ وَ سَبَّبَهَا لَهُ فَإِنْ قَضَى حَاجَتَهُ كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُولِهَا وَ إِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا فَإِنَّمَا رَدَّ عَنْ نَفْسِهِ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ سَاقَهَا إِلَيْهِ وَ سَبَّبَهَا لَهُ وَ ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تِلْكَ الرَّحْمَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَكُونَ الْمَرْدُودُ عَنْ حَاجَتِهِ هُوَ الْحَاكِمَ فِيهَا إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَى نَفْسِهِ وَ إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَى غَيْرِهِ يَا إِسْمَاعِيلُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَ هُوَ الْحَاكِمُ فِي رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ قَدْ شُرِعَتْ لَهُ فَإِلَى مَنْ تَرَى يَصْرِفُهَا قُلْتُ لَا أَظُنُّ يَصْرِفُهَا عَنْ نَفْسِهِ قَالَ لَا تَظُنَّ وَ لَكِنِ اسْتَيْقِنْ فَإِنَّهُ لَنْ يَرُدَّهَا عَنْ نَفْسِهِ يَا إِسْمَاعِيلُ مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَةٍ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا فَلَمْ يَقْضِهَا لَهُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ شُجَاعاً يَنْهَشُ إِبْهَامَهُ فِي قَبْرِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً .
وببركة هذه الروايات ازيلت عني بعض ستائر الخجل والحياء ؛ ذهبت الى سماحة الشيخ وبعد ان رحب بي وادخلني الى بيته ذكرت له انني لا اريد ان امتحن وهذه عقيدتي الخاصة ولذلك تحملت كل هذا الفقر والجوع فان امكن اعطني صلاة استاجار لكي لا اموت من الجوع انا وزوجتي فقال لي اذهب وعد غدا ........... خرجت من البيت واشعر بان العبرة في صدري تكاد تقتلني اريد ان ابكي اريد ان اهيم بين الوحوش في الجبال الوعرة اين انت يا امامي لأشكو اليك اين انت يا صاحب الزمان لابكي امامك واشكو لك الم يفكر سماحة الشيخ بالمسؤولية حينما اخبرته انني ساموت من الجوع انا وزوجتي ....... سبحان الله ؛ ولكنني بقيت انتظر يوم غد .........