منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - رحلة الى عرش الله
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.46 يوميا
النقاط : 287
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Oct-2011 الساعة : 10:03 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



الفصل : 9
بدأت السيارة تقترب من النجف الاشرف ؛ وبدأت افكر ان لي اختين وأخويين في النجف الاشرف فلاي بيت ينبغي ان اذهب اليه من هؤلاء ؛ وفجأة تذكرت ان اخي الاكبر ابو ميثم حيث اتصل بي قبل سفري وهو لا يعلم بسفري قائلا وهو يبكي خلف الجوال .........
فقلت له حبيبي ابو ميثم ما يبكيك ؟
وكان يهمني بكاءه حيث انه اخي الاكبر مني بكثير وقد قال الامام الرضا في كتاب تهذيب‏الأحكام 7ج ص393
*عَنِ الرِّضَا قَالَ : الْأَخُ الْأَكْبَرُ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ
وليتنا نمتثل هذه الاحكام الجميلة ونحترم كل فرد في العائلة وفي المجتمع بما امرنا اهل البيت ؛ لساد السلام والاحترام جميع البشر .
فقال لي :اخي رأيت امس رؤيا عجيبة. فقلت له وما هي ؟
فقال رأيت كانك جئت الى بيتنا وانت ماسك بيدك وبتمام الاحترام امرأة طويلة القامة ؛ جليلة ومهيبة وانت تدخل بيتنا وفي البيت مجموعة من النساء المحترمات وكنت حزينا اشد الحزن انت والجليلة التي كانت معك .
فقلت له اخي ان حلمك هذا تاويله واضح ؛ وهو انني عازم على السفر الى زيارة الامام الحسين في الاربعين ولكي امشي من النجف الاشرف بعد الاستاذان من امير المؤمنين الى كربلاء الحزينة فهذا يعني ان رؤياك بشارة كبيرة لي وهو ان حزني السرمد ؛ وقلبي المجروح لسيدتي زينب سيكون تسديدي في سفري الدنيوي نحو الاخرة ؛ وهو أمر لي ان احل في بيتك ان شاء الله وبشارة بوصولي سالما اليك ؛ وايضا لك بشارة لقبول ما تقدمه من خدمات لزوار الامام الحسين ان شاء الله تعالى .
لذلك لم اتردد في ذهابي الى بيت اخي ابو ميثم .
ولما وصلت السيارة الى النجف الاشرف قفز صاحبنا المرح المتفائل الراضي بظاهره بالقضاء والقدر على سقف السيارة وكأنه لم يكن للابتلاء في وجوده محل ؛ واخذ يناولنا الحقائب بكل نشاط وهو مبتسم وينادي بصوت ممزوج بابتسامة عذبه على( كيفكم اخواني الان اعطيكم كل الحقائب )
فاخذت حقيبتي وكانت هناك سيارة تنتظر الركاب الواصلين فاستاجرت سيارة وذهبت الى بيت اخي واذا بالساعة هي الرابعة بعد الظهر وهم لم يتناولوا الطعام منتظرين لقدومي احتراما لما شاهد في منامه ؛ فجلسنا جميعا وتناولنا ما قسمه الله لنا ؛ لان الانسان لا ياكل الا ما قدر له وان لم يقدر له فلو دخل في فم الانسان لخرج منه كما ورد في فاجعة مسلم بن عقيل كما ينقل في كتاب :
بحارالأنوار 44 354
و قد اشتد بمسلم بن عقيل العطش و على باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن فيهم عمارة بن عقبة بن أبي معيط و عمرو بن حريث و مسلم بن عمرو و كثير بن شهاب و إذا قلة باردة موضوعة على الباب. فقال مسلم : اسقوني من هذا الماء فقال له مسلم بن عمرو : أ تراها ما أبردها لا و الله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم ( لعنة الله عليك وعلى من مهد لك من السابقين )
فقال له ابن عقيل( ) ويحك من أنت؟
فقال أنا الذي عرف الحق إذ أنكرته و نصح لإمامه إذ غششته و أطاعه إذ خالفته أنا مسلم بن عمرو الباهلي فقال له ابن عقيل( ) لأمك الثكل ما أجفاك و أقطعك و أقسى قلبك أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم و الخلود في نار جهنم مني.
ثم جلس فتساند إلى حائط و بعث غلاما له فأتاه بقلة عليها منديل و قدح فصب فيه ماء فقال له اشرب فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه و لا يقدر أن يشرب ففعل ذلك مرتين فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثناياه في القدح فقال:
الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته (انتهى)
وبعد ان تناولنا الطعام . واسترحت ثم تجاذبنا اطراف الحديث فقلت لاخي:
سبحان الله كم كان طريق الكوت مزدحما حيث انهقريب الحدود الايرانية العراقية ومنه الى النجف الاشرف والناس كانهم السيل من اعلى قمم الجبال الشامخة بشموخ العز والولاء لآل الرسول صلى الله عليهم اجمعين الى الوادي ذو الارض الخصبة بورود استقبال اهل الولاء ؛ فقال اخي ومنذ 15 يوما والناس هكذا بدون انقطاع .
فقلت : سبحان الله وكم سيكون ما يبذلون - مع هذا الغلاء - من الاموال ليقدموا هذه الخدمات ؟
فقال اخي : مع كل هذا وهم يبكون لانهم يشعرون بانهم مقصرون في حق الزائرين .والشعور بالتقصير من اجمل خلال المؤمنين كما في هذه الرواية المباركة :
الكافي 2 73 باب الاعتراف بالتقصير ..
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ قَالَ أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنَ الْمُعَارِينَ وَ لَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ قَالَ قُلْتُ أَمَّا الْمُعَارُونَ فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ يُعَارُ الدِّينَ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ فَمَا مَعْنَى لَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ فَقَالَ كُلُّ عَمَلٍ تُرِيدُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اللَّهِ مُقَصِّرُونَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ .
الله اكبر ماهذا الكرم ؟
حقا لو شاهد حاتم الطائي ما يبذله الموالين في العراق من مهجة قلوبهم رخيصا للزائرين لخجل امام هؤلاء الموالين ؛ ان البعض منهم قد باع حتى اثاث بيته ليكون مساهما فيما يقدمه لذوي قربى الرسول صلى الله عليه واله وريحانته ومحبوبه ومحبوب كل الشيعة الا وهو سيد الشهداء الحسين روحي فداه