منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - مذكرات مدخن(04) نهاية الوهم
عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي مذكرات مدخن(04) نهاية الوهم
قديم بتاريخ : 12-Sep-2014 الساعة : 02:22 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مذكرات مدخن(04) نهاية الوهم
خمسة وثلاثين سنة من التدخين المتواصل، وتجربة أنواع مختلفة، من بين سجائر وغليون وشيشة.
تحكمت هذه العادة السيئة فيه، فصارت جزء من غذائه اليومي الذي يعيش عليه، وجزء من شخصيته التي يعرف بها بين الناس.
حتى أصبح أشبه بطفل رضيع لم يعرف الدنيا اﻻ التقام ثديي أمه، يتغذى عليهما ويحوطه دفئها وحنانها. لكنها قررت فجأة ودون استشارته، كما أنجبته دون استشارته، إيقاف إرضاعه من ثدييها واستبدال ذلك بقارورة بها سائل ﻻ يستسيغ طعمه.
قرر محمود التوقف عن كل ذلك، بعد شعوره أن ﻻ طائل خلفه، ولم يجني من وراءه اﻻ المرض وقلة الصحة.
اخذ قراره وبقي التنفيذ، فكان كمن نوى تسلق جبل شاهق، وهو خائف متهيب، كيف يبدأ أول خطوة؟!
قال في نفسه لنجاح أي عمل، يحب أن يكون على خطوات، تأخذ الواحدة منهن بعد الأخرى، ويكون معها الإصرار والاستمرار.
قام بتلك الخطوات بتتابع، لكنه لم يفلح، لكون الجو الذي يحيط به ﻻ يشجع على مثل هذا العمل.
جرب مرة ومرتين وثلاث، دون فائدة، ودون نتيجة تذكر.
ترك لنفسه عدة أيام ليفكر في اﻻمر، وليرى إن كان بمقدوره تركه؟
تسائل: لماذا أنا ضعيف أمام شيء هو اضعف مني!؟
أنا من أعطاه تلك القوة ومكنته من نفسي، يقودني حيث يشاء.
وأنا من يستطيع تجريده من تلك القوة، والتغلب عليه.
قرر مرة واحدة، مرة واحدة ﻻ رجعت فيها، التخلص من تلك العادة.
اخرج علبة السجائر من جيبه ومزقها شر ممزق.
اخرج الغليون من علبته ووطئه بقدميه.
اخرج علبة الجراك من خزانتها، ونثرها على اﻻرض واخذ يركلها برجله.
كسر غليونه الذي كان يفتخر ويتباها به أمام أصحابه.
كسر زجاجة الأرجيلة التي كان يزينها كعروس لليلة زفافها، وتتصدر مجلسه بانتظار ضيوفه.
أراد أن يولد من جديد، كما ولدته أمه أول مرة، دون قيود تستأسره، ودون وأوزار يؤاخذ بها.
أعلن أمام جميع أهل بيته اﻻ عودة للتدخين، وان ﻻ مجال للحنث بيمينه.
فهل وفى بوعده والتزم بعهده!؟
هذا ما نريد معرفته؟!
بقلم: حسين نوح مشامع

رد مع اقتباس