منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ظاهرة انتشار التشيع (دراسة معمقة)
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 214
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : صفوان بيضون
افتراضي ظاهرة انتشار التشيع (17)
قديم بتاريخ : 10-Mar-2010 الساعة : 06:44 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ظاهرة انتشار التشيع



الحلقة السابعة عشرة

السبب السادس



الدعاء في مذهب أهل البيت



يحتل الجانب الروحي والأخلاقي عند أهل البيت مرتبة عظمى ، وقد انعكس هذا الجانب على شيعتهم ، حيث تغذى الشيعة روحياً على نصوص أدعيتهم التي هي دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين .
إن هذه الدنيا بطولها وعرضها ومجموع أدبيات حضارتها المعاصرة والقديمة ، وكل نصوص الفصاحة والبلاغة لا توازن نصوص أدعية أهل البيت !
أنظر إلى كتب الأدعية والزيارات المأثورة عنهم في عمقها الروحي وصياغتها البيانية ، كيف تفعم القلب والروح وتحمل الإنسان إلى عالم أرفع وتحلق به في أفق أوسع ، تسمو فيه النفوس و الأرواح وتتطهر.
إن تمسك الشيعة بالدعاء و الإرتباط الروحي بالله سبحانه وتعالى عن طريق هذه الأدعية المباركة ، لا مثيل له في فئة من الناس في المذاهب والأديان الأخرى .
وخذ إن شئت جولة سريعة في كتاب الصحيفة السجادية الجامعة لأدعية الإمام زين العابدين ، أو في كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي الذي يضم أدعية وزيارات أهل البيت .
وهذه الأدعية والزيارات مفقودة عند المذاهب الأخرى ، فهم منها محرومون بسبب التعصب الأعمى عند حكامهم ، فهم يمنعون شعوبهم من هذه الأدعية ، لأنهم يخشون أن تهديهم إلى أحقية أهل البيت .
نعم يخاف الحاكم العربي من أدعية أهل البيت و مناجاتهم لربهم ، فيمنع بث أي دعاء لهم من إذاعته وتلفزيون بلده ، ويمنع تعليمها في جامعات بلده !
هذا البعد عن أهل البيت هو الذي سبب حالة الغلظة والشدة لدى أبناء المذاهب الأخرى وخاصة الوهابيين ، لأن لهذه الأدعية المباركة تأثيراً كبيراً في تهذيب النفس وبعث المشاعر الرقيقة لو كانوا يتعلمونها .
نقل عن أحد الأخوة المصريين وهو متخصص في اللغة العربية إنه استبصر بعد سماعه دعاء الصباح المروي عن أمير المؤمنين والذي مطلعه : ( اللّهُمَّ يامَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجهِ ، وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ المُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ ، وَأَتْقَنَ صُنْعَ الفَلَكِ الدَّوّارِ فِي مَقادِيرِ تَبَرُّجِهِ ، وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ ، يامَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ ، وَجَلَّ عَنْ مُلائَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ ، يامَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ العُيُونِ ، وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ، يامَنْ أَرْقَدَنِي فِي مِهادِ أَمْنِهِ وَأَمانِهِ ، وَأَيْقَضَنِي إِلى ما مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسانِهِ ، وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنِّي بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلى الدَّلِيلِ إِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الاَلْيَلِ ، وَالماسِكِ مِنْ أَسْبابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الاَطْوَلِ ، والنَّاصِعِ الحَسَبِ فِي ذِرْوَةِ الكاهِلِ الاَعْبَلِ ، وَالثَّابِتِ القَدَمِ عَلى زَحالِيفِها فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ ، وَعَلى آلِهِ الاَخْيارِ المُصْطَفِينَ الاَبْرارِ ، ....).
وللدعاء آداب عند أهل البيت مذكورة في الكتب والروايات :
منها ما هو قبل البدء بالدعاء كالطهارة والصدقة وشمّ الطيب والذهاب إلى المسجد والصلاة ركعتين .
ومنها ما يستحب البدء به في الدعاء كالبسملة والصلوات على محمد وآله ، وقد ذكرنا في قسم الحديث أن مذاهب السنيين قد روت أيضا أنّ الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته ، ثم يبدأ بحمد الله والثناء عليه وشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء وطلب حاجاته .
وترى الحمد والثناء لله تعالى في أدعية أهل البيت بأروع الصور وأسمى البلاغة والفصاحة والبيان .
وكنموذج لذلك ما جاء في دعاء الإفتتاح المروي عن الإمام المهدي والذي يستحب قراءته في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك ، جاء فيه :
( اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ ، مُجْرِي الْفُلْكِ ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ ، فالِقِ الاِْصْباحِ ، دَيّانِ الدّينِ ، رَبِّ الْعَالَمينَ ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ اَناتِهِ في غَضَبِهِ ، وَهُوقادِرٌ عَلى ما يُريدُ ، اَلْحَمْدُ للهِ خالِقِ الْخَلْقِ ، باسِطِ الرِّزْقِ ، فاِلقِ اَلاِْصْباحِ ذِي الْجَلالِ وَالاِْكْرامِ وَالْفَضْلِ وَالاِْنْعامِ ، الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى ، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَتَعالى ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ ، وَلا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ ، وَلا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الاَْعِزّاءَ ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ ، وَيَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَة وَاَنَا اَعْصيهِ ، وَيُعَظِّمُ الْنِّعْمَةَ عَلَىَّ فَلا اُجازيهِ ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَة هَنيئَة قَدْ اَعْطاني ، وَعَظيمَة مَخُوفَة قَدْ كَفاني ، وَبَهْجَة مُونِقَة قَدْ اَراني ، فَاُثْني عَلَيْهِ حامِداً ، وَاَذْكُرُهُ مُسَبِّحاً ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ ، وَلا يُغْلَقُ بابُهُ ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُؤْمِنُ الْخائِفينَ ، وَيُنَجِّى الصّالِحينَ ، وَيَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفينَ ، وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرينَ ، يُهْلِكُ مُلُوكاً وَيَسْتَخْلِفُ آخَرينِ ، وَالْحَمْدُ للهِ قاِصمِ الجَّبارينَ ، مُبيرِ الظّالِمينَ ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها ، وَتَرْجُفُ الاَْرْضُ وَعُمّارُها ، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللّهُ ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ ، ويَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ ، ويُميتُ الاَْحياءَ وَيُحْيِي الْمَوْتى وَهُو حَيٌّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُو عَلى كُلِّ شَئ قَديرٌ ) .

ومن الأدعية المشهورة أدعية الصحيفة السجادية ، وتسمى زبور آل محمد ، وهي مجموعة أدعية الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الإمام الرابع من أئمة أهل البيت ، وتحتوي عدداً كبيراً من الأدعية ، كدعائه فِي الْمُهِمَّاتِ ، والاسْتِعَاذَةِ ، وفِي الاِشْتِيَاقِ ، وفِي اللَجَأ إلَى اللِّه تَعالى ، وبخواتم الخير، وفِي الاعتراف ، وفِي طَلَبِ الحوائج ، وعند المرض ، وفِي الظُّلاَمَاتِ ، وفِي الاستسقاءِ ، وفِي مكَارِمِ الأخلاق ، ولأبويه ، ولجيرانه وأوليائه ، ولأِهل الثغورِ ، وفِي صلاة الليل ، وفِي الرِضا بِالقَضاء ، وعند ذكر الموت ، وعِنْدَ ختمه القرآن ، ولدخول شهر رمضان ولوداعه ، ولعيدِ الفطر والجمعة ، وفي يوم الأضحى والجمعةِ ، وفِي دفع كيد الأعداء ، وأدعية الأيام ، ومجموعة المناجاة . وكل واحد منها كنز روحي عظيم .
وكتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي من كتب الأدعية العظيمة وهو كتاب غني بتراث أهل البيت وثروة للبشرية جمعاء ، بما يحتويه من أدعية وأذكار رويت عن النبي وأهل بيته ، وقد رتبه الشيخ القمي ترتيباً حسناً فبدأ بالتعقيبات العامة للصلوات اليومية ، ثم التعقيبات الخاصة لها ، والأدعية اليومية ، والأدعية العامة ، كدعاء كميل ، والعشرات ، والسمات ، والمشلول والمجير ، والعديلة ، ودعاء الجوشن الكبير وغيرها .
وذكر أعمال السنة الهجرية شهراً شهراً ، وأيامها ، والأعمال التي تستحب وفضائلها ، وذكر الزيارات المستحبة للنبي وأهل بيتهو فضيلة الزيارات ، و الزيارات الجامعة و زيارة الأنبياء () و أبناء الأئمة و زيارة قبور المؤمنين .
وتتوفر في المكتبات وكذلك في مواقع النت كتب كثيرة للأدعية مثل مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ، ومفتاح الفلاح للبهائي العاملي ، والبلد الأمين والمصباح لإبراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، وفلاح السائل للسيد ابن طاووس ، والمجتبى للسيد ابن طاووس ، وغيرها .
كما تجد مجموعة كبيرة من الأدعية مروية عن أئمة أهل البيت في الكتب الروائية وتستطيع أن تراجع بعض هذه الأدعية مثل : دعاء كميل ، ودعاء أبي حمزة الثمالي ، ودعاء الندبة ، ودعاء السمات ، وأدعية تعقيبات الصلاة ، وأدعية الأيام وغيرها ، وزيارات النبي والأئمة وزيارة الجامعة الكبيرة .
أنصح أخوتنا الأعزاء وأخواتنا الكريمات أن يقتنوا كتب الأدعية وخاصة كتاب مفاتيح الجنان وألا يخلو بيت من تلك الكتب الثرية العظيمة .
وقد كانت هذه الأدعية سبباً في فتح الباب لعدد من المستبصرين ، حتى يبحثوا عن أصحاب هذا المنهج في معرفة الله تعالى والتعامل معه ، فوصلوا إلى مذهب أهل البيت .
... يتبع ...


رد مع اقتباس