منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - صراع النفس ين الفضيلة والرذيلة
عرض مشاركة واحدة

fadak
الصورة الرمزية fadak
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 9098
الإنتساب : May 2010
الدولة : الجنوب المقاوم
المشاركات : 1,619
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 0
المستوى : fadak is on a distinguished road

fadak غير متواجد حالياً عرض البوم صور fadak



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي صراع النفس ين الفضيلة والرذيلة
قديم بتاريخ : 26-Feb-2011 الساعة : 12:38 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



منذ الأزل ،، كان ولازال هناك صراعات تجوب الكرة الأرضية عن بكرة أبيها ،،
والمتضادات في هذا الجانب كثيرة جداً ،،

لاسيما وأن الله سبحانه وتعالى خلق من كل شيء زوجين إثنين ،،
وكما خلق الملائكة من نور ،، خلق معهم الشيطان ( ماردٍ من نار )
ومن هذا المنطلق بدأت الأمة البشرية تصارع على البقاء ،

وتتصارع مع الذات

أجل متاع الحياة الدنيا ،،
نحن نعيش في هذه الحياة ,, وما دُنيانا إلا طريق نَعْبُر به إلى آخرتنا ،،

نَمُر من خلالها بعدةِ مراحل ،، نعيش بها مبادئنا وقيمنا ،،
التي إستمديناها ،، من ديننا الإسلامي الذي خلقنا الله لأجله ،،


,, ولكن ،،


مع مرور الزمان ،، وتغيّر العصور والشعوب ،،
لازال بني آدم يصارع نفسه بين فضائل الإسلام ،،
ورذائل العصر ،، خاصة مع تعدد وسائل الإغراء ،،
مُسبباتها وسهولة الحصول عليها ،،
ومع عصر العولمة ،، والفضائيات والإنترنت ،، إشتدت وطأة ذلك الصراع ،،
وأصبح المرء أكثر شجاراً مع نفسه ،، بين رغباته في التحضُّر ،،
ومواكبة العصر والتطوّر ،، وبين تمسكه بمادئه وزُهده عن أمور دنياه ،،
حتى يظفر بالفضيلة ،، التي وبلا أدنى شك ،، جميعنا يتمنى الحصول عليها ونيلها ،،




~ صراع النفس بين الفضيلة والرذيلة ~
صراع مُحَتَّمْ ومشروع ،، طالما أن هناك الخير والشر يسكنان داخل النفس ،،
وطالما أن هناك ضمير يحاول جاهداً أن يرتقي بالنفس إلى مملكة الفضيلة ،،
حيث الشعور بالراحة والسعادة ،،


فالنفس البشرية تنقسم إلى ثلاثة أقسام ،،
وهي التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ،،


* النفس المطمئنة ،،
وهي النفس التي تشعر بالرضى والأمان ,,
والتي وصلت لمرحلة الكمال الديني والإستقرار في أرض الفضيلة ،،


قال تعالى ::
{ يا أيتها النفس المطمئنة * إرجعي إلى ربك راضية مرضية * }
سورة الفجر ,, الأيات ( ٢٧ - ٢٨ )




* النفس اللوامة ،،
وهي النفس التي تتصارع بين الخير والشر ،،
والتي يستيقظ بها الضمير ليطلب العفو والمغفرة من الله على ذنب إرتكبته ،،
وهي مبنية على الصلة بين العبد وربه ،، والتوبة والندم ،،


قال تعالى ::
{ ولا أقسم بالنفس اللوامة * }
سورة القيامة ,, الآية ( ٢ )





* النفس الأمارة بالسوء ،،
وهي النفس التي سيطر بها الشر على فعل الخير ،، وفقدت الضمير ،،
فما كان منها سوى الإنجراف في تيار الرذيلة ،، والمكوث في القاع ،،


قال تعالى ::
{ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي }
سورة يوسف ,, الآية ( ٥٣ )



ومن هذا المنطلق ،، عاشت النفس ذلك الصراع بإرادتها ورغبتها ،،
لأن النفس تملك بداخلها الخير وتملك الشر ،،
وهناك عقل أَمَّنْ الله به علينا لنعرف من خلاله الصواب من الخطأ ،،
فلا ننجرف وراء رغباتنا وشهواتنا التي حتماً ستفقدنا معنى الطمأنينة ،،
وترمي بنا إلى حيث الرذيلة ،،


بإمكاننا بكل تأكيد أن نزهد عن المتاع ،،
ونُطهِر النفس من شرورها ونُزكيها بعمل الخير ،،
بإمكاننا أن نرتقي بالذات ،،


لا ينقصنا سوى الإرادة والقوة ،، والتمسك بالإيمان مهما كانت المغريات ،،


قال تعالى ::
{ ونفس وماسواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها * }
سورة الشمس ,, الأيات ( ٧ - ١٠ )


إذاً بعد كل ذلك ،،
لا يسعني سوى القول ،،
لسنا معصومين من الخطأ ،، ولكن ،،


نستطيع تصحيح الخطأ ،،


فأيُ نفسٍ هي نحن ! وماذا نريد لها أن تكون ؟
حب النفس وحده لا يكفي ،،
الأهم ماسنفعله لها ،، كي نرتقي بها !


ياترى !
هل أصبحت المدينة الفاضلة التي بُنِيَت على قيَّم ومبادئ ،،
والتي تحدث عنها أفلاطون في فلسفته ،،
أسطورة بناها لنا التاريخ ،، تلاشت في عصرنا الحديث مع تقدم الحضارات وتطورها !!!


رد مع اقتباس