منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الإيمان بالقضاء والقدر
عرض مشاركة واحدة

السيد امير الاعرجي
الصورة الرمزية السيد امير الاعرجي
عضو
رقم العضوية : 15239
الإنتساب : Sep 2015
المشاركات : 9
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : السيد امير الاعرجي is on a distinguished road

السيد امير الاعرجي غير متواجد حالياً عرض البوم صور السيد امير الاعرجي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
Post الإيمان بالقضاء والقدر
قديم بتاريخ : 13-Sep-2015 الساعة : 10:49 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم


من دعاء الندبة : "اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ".

تشتمل هذه الفقرة على جملة من المطالب التي ينبغي الالتفات إليها وعدم إغفالها:
أ- في القضاء والقدر: تشتمل الفقرة الآنفة الذكر على بحثٍ في القضاء والقدر من حيثية الاصطفاء والاستخلاص، فما يجري من القضاء والقدر على أولياء الله إنَّما يكون من أجل دفعهم في سلّم الكمال, وهو قدرهم إذ أنهم سلّموا أمرهم لله تعالى، وفي رواية عن الإمام الباقر لزيد بن علي رضوان الله عليه: "وأمر الله يجري لأوليائه بحكمٍ موصول وقضاء مفصول، وحتم مقضي، وقدر مقدور، وأجلٍ مسمّى كوقت معلوم، فلا يستخفّنك الذين لا يؤمنون إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا .

ب- الإذعان لقضاء الله تعالى: تبتدئ هذه الفقرة بذكر الله سبحانه وتعالى وتنسب كلّ فيض من الوجود إلى ألوهيته، هي في عين الوقت تلزم الإنسان بأنّ يخضع منتهى ألوان الخضوع من خلال الحمد والتخضّع إذعاناً لتلك النعم وإيقاناً بأنّ كلّ نعمة صدرت وتصدر إنَّما هي من معدن ومنبع الإلوهية. والنفس المستخلصة والتي وقع عليها الاختيار الإلهي ترى أنّ ذلك يوجب الحمد وأنه في كلّ الأحوال لا يفرّق فيه بين سرّاء أو ضرّاء، كما في حديث الإمام الباقر مع جابر بن عبد الله الأنصاري حينما سأله عن أحواله فقال جابر: "أحبّ المرض على الصحة والموت على الحياة والشيخوخة


على الشباب, فقال له الإمام الباقر : أمّا أنا يا جابر فإنْ جعلني الله شيخاً أحبّ الشيخوخة، وإن جعلني شاباً أحبّ الشيبوبة، وإن أمرضني أحبّ المرض، وإن شفاني أحبّ الشفاء والصحة، وإن أماتني أحبّ الموت وإن أبقاني أحبّ البقاء".

ولذلك ينبغي أن يلتفت الإنسان المؤمن، إلى الإشارات اللطيفة التي يتضمنها هذا المقطع من سموّ النفس ورقيها وتهذيبها وإعطائها نوعاً من الدربة في الممارسات السلوكية نتيجة لما يتلقّاه ويحمله من تلك المعاني الخلقيّة التي تتولّد لديه من إذعانه كلّما اشتدّ به البلاء أملاً في استخلاص نفسه لنفس الباري وذوبان وجوده في دينه، وهذا السمو الرفيع هو النموذج الذي أمرنا بالاقتداء به والمتمثِّل بتلك المكارم التي إنَّما بُعث رسول الله وسلم ليُتمّمها في النفس الإنسانية


رد مع اقتباس