[fadak]

السؤال : ما هو ذنب الإنسان الذي يولد وهو صاحب عاهة أو مرض كالعمى والشلل ونحو ذلك؟
الجواب : في الواقع بأنه نحن لا بد أن نعرف بأنه ليس بالضرورة أن كل ما يصيب الانسان بالضرورة يكون نتيجة عمله الشخصي، لا بد أن يُلتفت إلى قاعدة عامة وقانون عام في الحياة الدنيا، لأنه نحن عندما نأتي إلى نشأة الدنيا ونشأة الاخرة، القوانين تختلف، في الاخرة الاحكام كلها احكام فردية، اما في الدنيا فالاحكام فيها احكام فردية وفيها احكام اجتماعية، بعبارة اخرى: أنَّ جملة من الاعمال التي نعملها قد تكون لها مردودات سلبية على الفرد فقط وقد تكون لها مردودات سلبية لا على الفرد فقط وانما على الفرد والمجتمع، لذا قالت الاية المباركة: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}، صريح الاية الكريمة تقول بأنه إذا وجدت فتنة لا تصيب اولئك الذين ظلموا بل تعم الجميع، في رواية عن الامام الصادق يمثل الامام في هذه الدنيا يقول: لو كنتم خمسة في مركب ماء، في سفينة، جالسين ، وقسمتم هذه السفينة على انفسكم كل واحد اخذ مقطع منها، ثم اراد واحد من هؤلاء أن يثقب الموضع الذي هو جالس فيه، هنا صحيح انه هذا الموضع ملك له ولكن إذا ثقبه يغرق هو فقط أو يغرق الجميع؟، مع أنَّ الذي قام بالعمل هو من؟ فرد واحد، ولكن لأن النشأة نشأة ترابطية نشأة اجتماعية الاثار فيها مترابطة قد تكون اعمال لفرد تؤثر على فرد آخر، لذا نحن نجد أن القران الكريم اشار إلى هذه الحقيقة يقول انه في مسألة ذلك العبد الصالح مع موسى سلام الله عليهما الآية تقول بأنه يستخرجا كنزاً وكان ابوهما صالحا، إذن صلاح الاب كانت سببا في أن يُحفظ الكنز لهما، كما أن صلاح الاب وفساد الاب له تاثير على الابناء، طبعا هنا قد يقول قائل: ما ذنبه؟
الجواب: ليس له ذنب، والمسؤوليات التي تترتب على مثل هذا النقص وهذه العاهة هو لا يتحملها وانما الذي يتحمل الذي اوجدها.
إذن الجواب في جملة واحدة وهو انه ما ذنبه؟ الجواب: لا ذنب له، الاعمال التي تكون منشأ للعاهة تارة تكون اجتماعية واخرى تكون فردية، إذا كانت فردية يكون هو مسؤلا عنها، اما إذا كانت اجتماعية طبعا ولم يكن مقصرا فيها والا إذا كانت قضايا اجتماعية وهو مقصر أيضاً يتحمل، كما عندنا في قضية يونس ،انه 60% منهم كانوا جيدين و 40% منهم كانوا غير جيدين، ولكن لأنَّ هؤلاء الجيدين لم يأخذوا على ايدي اولئك غير الجيدين الله عندما عمهم وجاء بالبلاء عمهم جميعا



المجيب السيد كمال الحيدري