منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - طريق الحق - السيد جعفر مرتضى العاملي
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 44  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 05:38 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


دعوى الدس في كتاب الكشي:

وقد حاول بعض الباحثين أن يتخلص من روايات الكشي بطريقة أخرى. نلخصها فيما يلي:

إن أصحاب الأئمة كتبوا آلاف الكتب الجامعة للروايات عن الأئمة «». ومنها ما عرف بالأصول الأربع مئة التي جمع منها الكليني والشيخ كتب: الكافي، وتهذيب الأحكام، والإستبصار، وجمع الصدوق وأبوه كتبهما.

وقد بقيت من ذلك العصر أيضاً الكتب الرجالية الأربعة المعروفة، وهي: اختيار معرفة الرجال للكشي، ورجال الشيخ، وفهرسته، ورجال النجاشي.

وقد ذهبت كتب أصحاب الأئمة «» مع الأيام، بسبب إرهاب الحكام، وحرق المكتبات في الكرخ ببغداد، وبسبب انصراف علماء الشيعة إلى تحصيل العلوم الممهدة لاستنباط الأحكام، وأهملوا تدراس كتب التفسير، والسيرة، والأدب وغيرها وتسامحوا في فهم روايات التاريخ، وصاروا يأخذونها من أمثال الطبري، وكذلك الحال بالنسبة لروايات الملل والنحل، حيث صاروا يأخذونها من كعب الأحبار، ووهب بن منبه ونظائرهما.

فتسربت أخبار الزنادقة من مثل تاريخ الطبري إلى كتب تاريخهم، والإسرائيليات، عن كعب الأحبار وغيره إلى كتب تفسيرهم، ودخلت أساطير الخرافة من كتب الملل والنحل في تآليفهم في الملل والنحل، وانتشرت روايات غير صحيحة في بعض كتب التراجم، كرجال الكشي، والمقالات للأشعري.

ثم ذكر عن الكشي رواية عن الإمام الصادق «» فيها: أن المغيرة كان يتعمد الكذب على الإمام الباقر، وكان أصحابه يأخذون كتب أصحاب الإمام الباقر «»، فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى الإمام، ثم يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم بأن يبثوها في الشيعة.

ثم ذكر عن الكشي أيضاً رواية عن يونس: أنه أخذ كتب أصحاب الإمام الباقر والصادق «عليهما السلام»، وعرضها على الإمام الرضا «»، «فأنكر منها أحاديث كثيرة وقال: لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب، يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله»([1]).

ثم قال: «أمثال هذه الروايات سواء صحت، وثبت أن الزنادقة دسوا في أمثال كتب الكشي، أو أن الكشي وهم في إيراد أمثال هذه الروايات الكاذبة في كتابه، على كلا التقديرين تثبت انتشار روايات غير صحيحة في أمثال كتاب رجال الكشي». ولم تدرس أخبار غير الأحكام، ومنها أخبار الغلاة. وهي معارضة بالأخبار التي تصرح بأنهم كانوا زنادقة لا غلاة.

ففي رواية عن الإمام الصادق «»: «أنه أتى بالزنادقة من البصرة، فعرض عليهم الإسلام، فأبوا»([2]).

وفي البخاري: أتي علي بزنادقة فأحرقهم([3]).

وفي فتح الباري: أن علياً أحرق المرتدين، يعني الزنادقة([4]).

وعن أحمد: أن علياً «» أتى بقوم من هؤلاء الزنادقة ومعهم كتب، فأمر بنار فأججت، ثم أحرقهم وكتبهم([5]).

ثم ذكر: أن أخبار الحرق جانبت الصواب، وأن الصواب: هو أنه أحرقهم بعد قتلهم، بعد أن طلبوا منه أن يبيعهم الجثة بمائة دينار، وقال: لا أكون عوناً للشيطان عليكم([6]).

زاد في رواية أخرى قوله: «ولا ممن يبيع جثة كافر»([7]).. انتهى كلامه ملخصاً.
ونقول:
إن ما قدمناه يكفي في بيان عدم صحة كلام هذا الباحث، ونعود فنذكر القارئ الكريم بما يلي:

أولاً: لا ربط لهذه الروايات المرتبطة بابن سبأ، بالطبري، ولا بكتب الملل والنحل، ليقال: إنها تسربت منه ومنها([8])، فإنها كما قال هذا الباحث نفسه: من مرويات الكشي، التي أخذها غيره عنه، وهي روايات لا ربط لها بكعب الأحبار، ولا بوهب بن منبه، بل هي مروية عن الأئمة «»، وأسانيد ثلاث روايات منها صحيحة..

ثانياً: لا ربط للكشي ولا لهذه الروايات بالمغيرة بن سعيد، وأبي الخطاب، وأصحابهما، فإنهم كانوا قد انتهى أمرهم قبل عصر الكشي، فلم يقع كتابه في أيديهم ليدسوا فيه..

ثالثاً: لا ريب في أن الدس المذكور ـ إن صح أنه قد حصل ـ فإن حصوله كان في عهد الأئمة «».. كما دلت عليه رواية الإمام الرضا «»، الذي ألمح إلى أن ذلك استمر إلى زمنه «».. وقد أنكر «» أحاديث كثيرة في الكتب التي عرضها عليه يونس([9])، وما أنكره لم يكن ينحصر بأحاديث الفقه والأخلاق، والأحكام مثلاً، بل كان يشمل جميع المعارف التي دونت في تلك الكتب.

وقد ذكرت الروايات: أن معظم ما كانوا يدسونه كان من أخبار الكفر والزندقة، وهي التي أنكرها «».. إذ لا يعقل أن يتركها، ويلاحق خصوص أخبار الأحكام!!

كما أن من الطبيعي: أن يولي الأئمة «» هذا الأمر بالغ الاهتمام، وأن يواصلوا جهودهم في تنقية كتب أصحابهم منها، وأن يلاحقوها في كل اتجاه. فهل يعقل أن يلاحقوها طيلة قرن ونصف، وتبقى متداولة ومثبتة في كتب أصحابهم، ثم تسربت إلى رجال الكشي أو غيره. بسبب وهم وقع فيه، أو دسٍ مارسه ذاك، وكأن كتب أصحابنا كانت مستباحة طيلة تلك القرون؟!

رابعاً: كيف يمكن لنا أن نطمئن على أن الدس لم يحصل حتى في كتب الصدوق والمفيد، والطوسي، ولو في غير الأحكام، ما دام أن العلماء كانوا مهتمين بالأحكام وغافلين عن غيرها؟!

فإذا أجاز أن تتسرب هذه المكذوبات إلى كتاب الكشي، أو أن يتعرض للدس فيه، فلماذا لا يجوز ذلك في غيره؟! مع العلم بأن الكافي قد اشتمل على غير أحاديث الأحكام، ولعلها تزيد على ثلثه.. كما أن كتب الصدوق وأبيه لم تقتصر على الأحكام، بل إن أحاديث السيرة والتاريخ هي الأكثر، والأوفر فيها.. فلماذا اعتبرها هذا الباحث مما تعرض للتصفية والتنقية، مع أن الصدوق متأخر عن الكشي أيضاً. ولم يظهر أنه يمتاز عنه في التحقيق والتدقيق.


فإن قيل إن العلماء قد نقوا كتب الفقه من تلك المدسوسات، فنقول:

من الذي قال: إنهم لم ينقوا كتب الرجال منها أيضاً؟!

ولماذا انحصر الدس بكتاب الكشي، ولم يتجاوزه إلى فهرست الشيخ، ورجال النجاشي وغيرهما.. وكيف يقول النجاشي عن كتاب الكشي: فيه علم كثير؟! ولماذا لم يشر هو ولا غيره من العلماء إلى هذا الدس، واكتفوا بالإشارة إلى اختلاط بعض التراجم وبعض الأحاديث ببعضها؟! وإلى وقوع التصحيف والغلط الكثير من النساخ فيه؟!

خامساً: إن ذلك الباحث قال: إن المطلوب هو التدقيق فيما يرويه الكشي لتمييز المكذوب من غيره..

ونقول له:
ألف: إن هذا مطلوب للجميع، وهو يحصل باستمرار في جميع كتب الحديث والتراجم والرجال، بما فيها الكتب الأربعة أيضاً..

ب: قد تصدى هذا الباحث «رحمه الله» للتحقيق في مورد ابن سبأ، ولكن ما قدمه لنا من نتائج، لم يأت وفق المراد، بل التحقيق الدقيق يوصل إلى خلاف ما أراد.

سادساً: لنفرض: أن الدس في الكتب قد استمر إلى زمن الكشي، فإن ما ساقه لا يؤدي إلى هذه النتيجة، فلاحظ الأسئلة التالية:

من قال: إن كتاب الكشي قد تعرض لهذا الدس؟!

ومن قال: إن الكشي قد وهم حين أورد تلك الروايات؟!

ومن قال: إن هذه الروايات مكذوبة؟!

ومن قال: إن كتب الصدوق، والكافي، والشيخ، والنجاشي وغيرهم لم تتعرض لهذا الأمر بالذات؟!

ولو سلمنا: أن الدس قد نال كتاب الكشي، فمن الذي قال: إنه قد نال هذا المورد، فلعله حصل في مواضع أخرى؟!

ولماذا يريد أن يسقط كتب شيعة أهل البيت «» عن الاعتبار بهذه الطريقة؟!

ويبدو: أن هذا الباحث قد أحس أن مقدماته لا تؤدي إلى النتيجة التي توخاها منها، بدليل قوله عن حديث المغيرة وأبي الخطاب في كتب أصحاب الأئمة «»: «سواء صحت وثبت أن الزنادقة دسوا في أمثال كتب الكشي» وأن الكشي وهم في إيراد أمثال هذه الروايات الكاذبة.

سابعاً: تقدم: أن ما ادعاه هذا الباحث من تعارض أخبار الغلاة مع أخبار الزنادقة، لا يصح لا مكان صدق جميع الروايات، إذ لا دليل على أن جميع الروايات تتحدث عن واقعة واحدة، بل الروايات ظاهرة بل صريحة في تعدد الوقائع..

ثامناً: قد حكم هذا الباحث بصحة رواية حرق الزنادقة بعد قتلهم، ولم يقدم دليلاً على دعواه.

وقد كان الأولى والأجدر به أن يحكم بصحة روايات الكشي، فإنها أصح سنداً وأكثر عدداً، وهي معتضدة بروايات عديدة أخرى، مروية في مصادر من كتب التاريخ والرواية والملل والنحل قبل عصر الكشي.

تاسعاً: إنه قد رجح روايات قتلهم، ثم حرقهم على روايات قتلهم بالدخان أو إحراقهم بالنار، مع أن القتل مفهوم عام يشمل القتل بالسيف، والقتل بالدخان، فلعل قول الرواية: قتلهم: أنه قتلهم بالدخان، ثم لما طلبوا منه «» أن يبيعهم جثثهم رفض ذلك، وأحرق تلك الجثث، معللاً ذلك: بأنه لا يريد أن يكون عوناً للشيطان عليهم، ولا ممن يبيع جثة كافر. فقد علم أنهم سوف يستفيدون من تلك الجثث في تأكيد ارتباطهم بهم، ومن وسائل نشر دعوتهم..

عاشراً: إنه لا مصلحة للمغيرة ولا لأبي الخطاب، وأصحابهما في دس أخبار حرق أمير المؤمنين «» للزنادقة في كتب أصحاب الأئمة «». لأنهم كانوا هم أنفسهم من الغلاة أيضاً..

يضاف إلى ذلك: تصريح الروايات: بأنهم كانوا يدسون الكفر والزندقة([10])، وليست هذه الأخبار منها. بل هي من العلم الكثير الذي حفل به كتاب الكشي، كما تقدم عن النجاشي «رحمه الله»..

حادي عشر: ليت هذا الباحث يدلنا على هذه الإسرائيليات، وأساطير الخرافة، وأخبار الزنادقة التي تسربت إلى كتب أصحابنا، ولا سيما رجال الكشي، والمقالات للأشعري، والطبري وغيره، فمن ذكرهم لنا في كلامه المسهب الذي قدمنا تلخيصاً عنه..

نفي ابن سبأ:

وقد ذكرت بعض الروايات: أن علياً «» قد نفى ابن سبأ إلى المدائن([11]).

وإن السبب: هو إظهاره الطعن على الخلفاء الثلاثة، والصحابة، وبراءته منهم، وادعى: أن علياً أمره بذلك، وأن التقية لا تجوز.

فأخذه علي، فسأله، فأقر بذلك، فأمر بقتله، فاعترض الناس على قتل من يدعو إلى حب أهل البيت، وإلى ولايتهم، والبراءة من أعدائهم، فسيره إلى المدائن([12]).

وقال البغدادي: «إن علياً «» أمر بإحراق قوم من الغلاة في حفرتين، حتى قال بعض الشعراء في ذلك:

لترم بي الحـوادث حيث شـاءت إذا لـم تـرم بـي فـي الحـفـرتــين

ثم إن علياً «» خاف من إحراق الباقين منهم، إختلاف أصحابه، فنفى ابن سبأ إلى ساباط المدائن.

فلما قتل علي «» زعم ابن سبأ: أن المقتول لم يكن علياً، بل كان شيطاناً تصور للناس في صورة علي، وأن علياً «» صعد إلى السماء كما صعد إليها عيسى بن مريم «» إلخ..»([13]).

وذكر البغدادي: أن ابن عباس نهى علياً عن قتل ابن السوداء، حتى لا يختلف عليه أصحابه، والحال: أنه عازم على قتال أهل الشام. فنفاه هو وعبد الله بن سبأ إلى المدائن. فافتتن بهما رعاع الناس بعد مقتل علي إلخ..([14]).

وزعموا: أنه لما بلغ نعي علي ابن سبأ وأصحابه ـ وهو بالمدائن ـ قالوا لمن نعاه: كذبت يا عدو الله، لو جئتنا ـ والله ـ بدماغه في صرة، فأقمت على قتله سبعين عدلاً. ما صدقناك، لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه إلخ..([15]).

زاد الملطي قوله: فبلغ ذلك الحسن بن علي «رضي الله عنه»، فقال: فلم ورثنا ماله، وتزوج نساؤه؟!([16]).

وعند نشوان الحميري: أن ابن عباس هو الذي قال ذلك([17]).

ونقول:

أولاً: قد عرفنا: أن ابن سبأ قتل في حياة علي «»، وأن الأرجح: هو أن بعض أتباعه الذين كانوا متسترين في عهد أمير المؤمنين «» قد كشفوا أمرهم بعد استشهاده، وقالوا لمن نعاه هذا القول..

ولعل المقصود بالذي بقي إلى ما بعد استشهاد علي «»: شخص آخر اسمه عبد الله، كان سبائياً في الإعتقاد، ولكنه كان من يهود الحيرة، وليس يمنياً كابن سبأ..

ثانياً: لعل المراد بتزويج نساء أمير المؤمنين، هو تزويج الإماء اللواتي كان يملكهن، ولعله «» كان بصدد تزويجهن، فاستشهد على يد أشقى الأولين والآخرين. وإلا فإن ما يقال من إنكار هؤلاء لموته «» لا بد أن يكون فور استشهاده، وقبل أن تمضي أربعة أشهر وعشرة أيام، ولم تمض بعد أربعة أشهر وعشرة، عدة الوفاة التي تحتاج المرأة لتمضيتها قبل أن تتزوج.

بل إننا نستبعد أن يكون أحد من نسائه «» قد تزوجت بعده..

ثالثاً: إن هذه الأقوال، تسقط أمام الروايات الصحيحة السند والمتعددة، التي ذكرها الكشي، فلا بد أن تحمل على تقدير صحتها على أن يكون قد نفي إلى المدائن قبل ظهور غلوه، فلما ظهر غلوه استدعاه علي إليه، وقرره، فلما أقر بما يوجب القتل حرقاً، قتله..

رابعاً: لعل سبب إبعاده إلى المدائن أمران:

أولهما: إظهاره الطعن على الخلفاء، وعدم ارتداعه عن ذلك، الأمر الذي قد يوجب الفتنة والإفساد.. كما يشير إليه قوله بعدم التقية. إلا أن يكون نفس قوله بإمامة أمير المؤمنين «»، وجهره بغاصبيتهم حقه هو المقصود بنسبة الطعن على الخلفاء إليه.

الثاني: كذبه على علي «» وزعمه أنه «» هو الذي أمره بذلك. وهذه جرأة عظيمة، لا مجال للتساهل معه فيها، لما تسببه من تصدعات، ومن سلبيات لها آثارها السيئة على الناس في مجالات عديدة..

خامساً: لقد لفت نظرنا قول البغدادي: إن علياً أحرق قوماً من الغلاة، ولكنه نفى ابن سبأ إلى المدائن. فإنه إذا كان ابن سبأ هو الرأس، فلماذا ترك «» الرأس، وقتل الأذناب؟!

إلا أن يقال: إن أولئك قد جهروا بالغلو، فعاقبهم بالقتل، أما ابن سبأ فاكتفى بالكذب عليه، وبالطعن على من يوجب الطعن عليهم، طلباً منه للفتنة. فنفاه إلى المدائن، ثم لما ظهر غلوه بعد ذلك عاقبه بالحرق..

سادساً: إذا كان علي «» قد أحرق ابن سبأ، كما دلت عليه الروايات الصحيحة، فهو لم يعش إلى ما بعد استشهاده «»، فإن كان أحد قد أنكر موته «»، فلا بد أن يكون غير ابن سبأ. ولعله أحد أتباعه الذين تستروا على غلوهم إلى ما بعد وفاة علي «».

وربما يكون هو عبد الله، وهو ابن السوداء الذي ذكر البغدادي: أن علياً «» نفاه هو وابن سبأ إلى المدائن، فلاحظ النص الأخير الذي ذكرناه آنفاً. ويكون البغدادي قد غلط في زعمه: أن الناس قد افتتنوا بابن سبأ، وابن السوداء، بعد استشهاد علي «»، لأن ابن سبأ قتل على يد علي «» وافتتانهم لعله كان بسبب ابن السوداء فقط. وسنوضح ذلك في الفقرة التالية:

ابن السوداء، وابن سبأ:

قال البغدادي: «إن عبد الله بن السوداء كان يعين السبأية على قولها. وكان أصله من يهود الحيرة، فأظهر الإسلام. وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة، فذكر لهم: «أنه وجد في التوراة: أن لكل نبي وصياً، وأن علياً وصي محمد..».

فقال شيعة علي لعلي «»: إنه من محبيك، فرفع قدره، وأجلسه تحت درجة منبره. ثم بلغه عنه غلوه، فهم بقتله إلخ..»([18]).

قال بعض الباحثين: «هذا مفاد رواية سيف عن عبد الله بن سبأ، أورده البغدادي محرفاً مشوشاً. وزعم: أن ابن سبأ غير ابن السوداء. وأنهما اثنان. وابن السوداء كان من يهود الحيرة، بينما ذكر سيف: أن ابن سبأ كان من صنعاء اليمن، ونعته بابن السوداء»([19]).


ونقول:
1 ـ إن النص الذي ذكره البغدادي ليس مأخوذاً من رواية سيف التي ذكرها الطبري، فقد صرح الطبري: بأن ابن سبأ يهودي من صنعاء([20])، والبغدادي يصرح: بأن ابن السوداء من يهود الحيرة..

ويصرح البغدادي أيضاً: بأن ابن سبأ أخبرهم بأنه وجد في التوراة: أن لكل نبي وصياً. ولم يذكر الطبري التوراة بشيء.

وليس في الطبري: أن علياً «» رفع قدر ابن السوداء، وأجلسه تحت درج منبره. وقد ذكر ذلك البغدادي..

وهذا يدل: على أن الطبري ليس هو المصدر الذي أخذ منه البغدادي..

2 ـ إن ما نقله الطبري عن ابن سبأ في هذا المورد([21]) ليس فيه إشكال ذو بال من الناحية العقائدية، فإن عقيدة الرجعة، وأن علياً وصي الرسول، وأنه خاتم الأوصياء، وأنه كان ألف نبي لهم أوصياء. وعدم الرضا بالوثوب على وصي الرسول، والقول بأن عثمان أخذ الخلافة بغير حق([22]) ليس فيه إشكال. إن ذلك كله من العقائد الثابتة بالآيات والروايات وغيرها من الشواهد والدلائل.

علي في السحاب:

وزعموا: أن فرقة من السبئية يقولون: إن علياً «» لم يمت، وإنه في السحاب، وإذا نشأت سحابة بيضاء صافية مضيئة، مبرقة مرعدة، قاموا إليها يبتهلون، ويتضرعون ويقولون: قد مر بنا في السحاب([23]).

قال البغدادي: «..وزعم بعض السبأية: أن علياً في السحاب، وأن الرعد صوته، والبرق سوطه»([24]).
قال إسحاق بن سويد:
بـرئـت مـن الخوارج لست منهم مـن الـغـزال مـنـهـم و ابـن باب
ومـن قـوم إذا ذكـــروا عـلـيــاً يـردون السـلام عـلى السحاب([25])

ونلاحظ هنا ما يلي:
أولاً: روي: أن النبي «» عمم علياً «» يوم الخندق عمامته السحاب على رأسه تسعة أكوار([26]).

وفي نص آخر: كانت له عمامة يعتم «» بها يقال لها: السحاب. فكساها علياً، فكان ربما طلع علي «» فيها، فيقول: أتاكم علي في السحاب، يعني: عمامته التي وهب له([27]).

ثانياً: قال العلامة العسكري: «السحابة البيضاء الصافية المنيرة لا تكون مبرقة مرعدة، وإنما السحابة السوداء هي التي تبرق وترعد»([28]).

جمجمة كسرى:

جاء في بعض الروايات ما خلاصته: أن علياً «» نزل إيوان كسرى، ومعه دلف بن مجير (منجم كسرى)، فصار يطوف منازل كسرى ويقول: كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا.. ويقول دلف: هو والله كذلك.

فما زال كذلك حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده، ودلف يقول: يا سيدي ومولاي كأنك وضعت هذه الأشياء في هذه المساكن.

فنظر «» إلى جمجمة نخرة، مطروحة، فدعا بطست، وأمر أن يصبوا فيه الماء، ووضع الجمجمة فيه، ثم قال: أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من أنا؟! ومن أنت؟!

فنطقت الجمجمة بلسان بيِّن، فقالت: أما أنت فأمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأما أنا فعبد الله، وابن أمة الله كسرى أنوشيروان..

ثم ذكرت الرواية: أن كسرى أخبره: أنه نادم على عدم إيمانه برسول الله.. وأنه في النار، ولكنه لا يعذب بها بسبب عدله ورفقه.

فانصرف الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهاليهم، وأخبروهم بما كانوا قد سمعوه من الجمجمة. فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين. فقال بعضهم: هو وصي الرسول.

وقال بعضهم: بل هو النبي.

وقال بعضهم: بل هو الرب ـ وهو عبد الله بن سبأ وأصحابه ـ وقالوا: لولا أنه الرب كيف يحيي الموتى؟!

فسمع «» بذلك، فحاول إقناعهم بالرجوع عن مقالتهم، فرجع بعضهم، وأصر بعضهم، فأحرقهم بالنار.

وتفرق منهم قوم في البلاد وقالوا: لولا أن فيه الربوبية ما كان أحرقنا في النار.

وفي نص آخر: فقال له أصحابه: إن تركتهم على مثل هذا كفر الناس.

فلما سمع ذلك منهم قال لهم: ما تحبون أن أصنع بهم؟!

قالوا: تحرقهم بالنار كما أحرقت عبد الله بن سبأ وأصحابه.

فأحضرهم، وقال: ما حملكم على ما قلتم؟!

قالوا: سمعنا كلام الجمجمة النخرة، ومخاطبتها إياك. ولا يجوز ذلك إلا لله تعالى، فمن ذلك قلنا ما قلنا.

فقال: ارجعوا إلى كلامكم، وتوبوا إلى الله.

فقالوا: ما كنا نرجع عن قولنا، فاصنع ما أنت صانع.

فأمر أن تضرم لهم النار وحرقهم.

فلما احترقوا قال: اسحقوهم، واذروهم في الريح.

فسحقوهم، وذروهم في الريح.

فلما كان اليوم الثالث من إحراقهم دخل إليه أهل ساباط، وقالوا: الله، الله في دين محمد «»، إن الذين أحرقتهم بالنار قد رجعوا إلى منازلهم أحسن ما كانوا.
فقال «»: «أليس قد أحرقتموهم بالنار، وسحقتموهم، وذريتموهم في الريح؟!

قالوا: بلى.

قال: أحرقتهم أنا والله أحياهم.

فانصرف أهل ساباط متحيرين([29]).

ونقول:

نلاحظ ما يلي:
1 ـ اضطراب نص الرواية في مصادره المختلفة فيما يرتبط بعبد الله بن سبأ فواحدة تقول: إن الناس قالوا له «»: تحرقهم بالنار، كما أحرقت عبد الله بن سبأ، ومقتضى ذلك أن ابن سبأ ميت.

وأخرى تقول: وقال بعضهم: هو الرب، وهو عبد الله بن سبأ وأصحابه..

2 ـ لماذا تكون جمجمة كسرى مطروحة على الأرض، ألم يكن أصحاب كسرى قد دفنوه، في موضع حصين وأمين؟! وقد علمنا: أن مدافن الملوك، تكون في مواضع مميزة، وغير عادية!!

3 ـ لم نعرف حكمة جعل الجمجمة في الماء؟! ألم يكن يمكنها أن تتكلم إلا إذا وضعت في الماء؟! إن كان الأمر كذلك، فلماذا تكلمت معه الجمجمة بعد رجوعه من حروب النهروان، بدون أن يضعها في طشت فيه ماء؟!([30]).

4 ـ يفهم من الرواية: أن الذين اختلفوا بسبب كلام جمجمة كسرى كانوا من أهل ساباط المدائن دون غيرهم من الأقوام الذين حضروا ما جرى، فما السبب يا ترى؟!
5 ـ ما الحكمة في إحياء الله الذين أحرقهم علي «» وسحقهم وذراهم في الريح؟! أليس إحياؤهم من موجبات تكريس ضلال الضالين،وترسيخ غلو الغالين؟!

ولو أن الذين رجعوا أخبروا الناس بما عاينوه من عذاب الله بسبب مقالتهم الباطلة، وأزالوا الشبهة عنهم، لكان رجوعهم ضرورياً ومبرراً، ولكن رجوعهم زاد الناس حيرة، حتى سأل الناس علياً «» عن حالهم، فجاءت إجابته غير مجدية في إخراجهم من حيرتهم، حيث أحال الأمر على الله سبحانه.

إلا إن كان أراد أن يزيل شبهتهم ببيان: أن الأمر لا يعود إليه، وذلك يكذب دعواهم الألوهية له..

6 ـ وبعد..فإن كان هؤلاء الذين أحياهم الله قد بقوا أحياء، فينبغي أن يعرفهم الناس، وأن يقصدهم الزائرون والسائلون، والمتعجبون، والمتبركون من جميع البلاد، وأن يدوِّن الناس ما جرى لهم، وأن يتناقلوه ويتداولوه بكرة وعشياً، وأن تعرف أسماؤهم، وأحوالهم، وعشائرهم، ومدافنهم و.. و.. الخ..

وإن كانوا قد عادوا إلى الموت فأين هي قبورهم؟! ولماذا لم تذكر أسماؤهم، ولا عرفت أحوالهم، ولا ذكر شيء مما جرى لهم وعليهم في كتب المسلمين وغيرهم؟!

لا يوجد من اسمه ابن سبأ:

وقد حاول أحد الباحثين: أن ينكر وجود عبد الله بن سبأ من الأساس، إذ لا يوجد رجل بهذا الاسم، بل الموجود في زمن علي «» هو عبد الله بن وهب بن راسب بن مالك بن ميدعان، بن مالك بن نصر، ابن الأزد بن الغوث، بن نبت بن مالك، بن زيد، بن كهلان، بن سبأ، فهو سبأي راسبي. وقد أصبح زعيم الخوارج، وقتل في النهروان.

ولم يوجد غيره بهذا الاسم، ولم يعرف التاريخ الصحيح أحداً آخر بهذا الاسم، فضلاً عن أن يؤله علياً، أو يؤسس فكرة الوصاية له، أو غير ذلك([31]).

ونقول:
لاحظ الأمور التالية:
1 ـ قال البلاذري المتوفى سنة279هـ: «وأما حجر بن عدي الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وحبة بن جوين البجلي، ثم العرني، وعبد بن وهب الهمداني ـ وهو ابن سبأ ـ فإنهم أتوا علياً، فسألوه عن أبي بكر وعمر إلخ..

فقال: أوقد فزعتم لهذا؟! وهذه مصر قد افتتحت إلخ..»([32]).

وذكر الثقفي هذا النص نفسه لكنه قال: «وعبد الله بن سبأ»([33]).

وسبأ هو أحد أجداد عبد الله، أما اسم أبيه فهو وهب.

وقد ذكر البلاذري كلامه الآنف الذكر بعد أن ذكر إرادة أمير المؤمنين «» الرجوع إلى صفين بعد النهروان..

فابن سبأ على حسب نقل البلاذري: همداني، وهمدان من خيار بن مالك بن زيد بن كهلان. أما عبد الله بن وهب الراسبي، فهو من راسب، وهم بطن من الأزد من نبت بن مالك بن زيد بن كهلان. فأين هذا من ذاك؟! وزعيم الخوارج لم يعبر عنه إلا بالاسم والنسب. وهذا معروف بابن سبأ([34]).

2 ـ إن لابن سبأ ذرية تنسب إليه، فكيف يكون شخصية وهمية؟!

فقد روي: أن زرارة قال للإمام الصادق «»: إن رجلاً من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض، الذي معناه: أن الله خلق محمداً وعلياً «صلوات الله وسلامه عليهما»، ففوض إليهما، فخلقا ورزقا، وأماتا وأحييا».

فقال «»: كذب عدو الله، إذا انصرفت إليه فاتل عليه هذه الآية التي في سورة الرعد: ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ([35]).


فانصرفت إلى الرجل فأخبرته، فكأني ألقمته حجراً، أو قال: فكأنما خرس([36]).

وقد أوضح الشيخ المفيد: أن هؤلاء المفوضة كانوا يقولون: بأنه تعالى تفرد بخلق الأئمة خاصة. وفوض إليهم خلق العالم بما فيه، وجميع الأفعال([37]).

----------


([1]) بحار الأنوار ج2 ص250 و 251 وإختيار معرفة الرجال ص224 و 225 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص489 و 490 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص262 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص99 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص71 وقاموس الرجال للتستري ج10 ص188 وج11 ص181.

([2]) مستدرك الوسائل ج18 ص167 ودعائم الإسلام ج2 ص481 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص61 وراجع: مجمع الزوائد ج6 ص262 والمعجم الأوسط للطبراني ج7 ص140.

([3]) صحيح البخاري ج4 ص130 و (ط دار الفكر) ج8 ص50 باب حكم المرتد ـ كتاب استتابة المرتدين، وفتح الباري المقدمة ص338 وج6 ص106 والتمهيد لابن عبد البر ج5 ص305 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج11 ص303 وتاريخ مدينة دمشق ج49 ص248 والمحلى لابن حزم ج11 ص189 ونيل الأوطار ج8 ص2 وعمدة القاري ج24 ص79 ونصب الراية ج4 ص263 و 345.

([4]) فتح الباري ج6 ص106 وعمدة القاري ج14 ص264 ومسند الحميدي ج1 ص244 والتمهيد لابن عبد البر ج5 ص316.

([5]) فتح الباري ج6 ص106 وصحيح ابن حبان ج12 ص421 والحديث في مسند أحمد ج1 ص282 برقم 2551 وفي مسند أحمد ج1 ص322: أتى بأناس من الزط يعبدون وثناً، فأحرقهم.

([6]) دعائم الإسلام ج2 ص481 و 482 ومستدرك الوسائل ج18 ص167 و 168 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص61.

([7]) عبد الله بن سبأ ج2 ص206 ودعائم الإسلام ج2 ص481 و 482 ومستدرك الوسائل ج18 ص167 و 168 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص61.

([8]) عبد الله بن سبأ ( ط سنة 1427هـ) ج2 ص204 ـ 211.

([9]) بحار الأنوار ج2 ص250 و 251 وإختيار معرفة الرجال ص224 و 225 و (ط مؤسسة آل البيت لإحياء التراث) ج2 ص489 و 490 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص262 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص99 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص71 وقاموس الرجال للتستري ج10 ص188 وج11 ص181.

([10]) إختيار معرفة الرجال ص225 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص490.

([11]) المقالات والفرق ص20 و 21 والملل والنحل للشهرستاني ج1 ص174 وتاريخ مدينة دمشق ج29 ص9 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 وفرق الشيعة للنوبختي ص22 والصوارم المهرقة ص292 والمواقف للإيجي ج3 ص678 وطرائف المقال ج2 ص231 والأنساب للسمعاني ج3 ص209 واللباب في تهذيب الأنساب ج2 ص98 والوافي بالوفيات ج17 ص100 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج1 ص409.

([12]) المقالات والفرق ص20 و 21 ولسان الميزان ج3 ص290 وينابيع المودة لذوي القربى ج3 ص229.

([13]) الفرق بين الفرق ص143 وعبد الله بن سبأ ج2 ص225 وراجع: الغدير ج7 ص156 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص71 وفتح الباري ج6 ص106 ومسند الحميدي ج1 ص245 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص515.

([14]) عن الفرق بين الفرق ص 18 و 39 و 123 و 138 واختصار الفرق لعبد الرزاق ص22 و 45 و 57 و 133 و 142 و 144.

([15]) المقالات والفرق ص20 و 21 والتنبيه والرد ص25 و 26 و 148 والحور العين ص154.

([16]) التنبيه والرد ص25 و 26 و 148 والحور العين ص154.

([17]) الحور العين ص154.

([18]) الفرق بين الفرق ص143.

([19]) عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ ق) ج2 هامش ص231 و 232.

([20]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج4 ص340 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص378 والكامل في التاريخ ج3 ص154 والغدير ج9 ص218 والفتنة ووقعة الجمل ص17 و 48 وتاريخ مدينة دمشق ج29 ص3 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج1 ص409.

([21]) تاريخ الأمم والملوك ج4 ص340 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص378

([22]) المصدر السابق.

([23]) التنبيه والرد ص25 و 26 وراجـع: الخطط للمقريـزي ج4 ص182 و 175 = = و 172 وصحيح مسلم ج1 ص16 وراجع: المقالات والفرق ص27 ومقالات الإسلاميين ج1 ص85 والفصل لابن حزم ج4 ص87 والبدء والتاريخ ج5 ص129 والفرق بين الفرق للبغدادي ص143 وراجع: الحور العين ص154 والملل والنحل للشهرستاني ج1 ص174 والتبصير في الدين ص108 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي الخطبة رقم 23 والمقدمة لابن خلدون (ط الأدبية) ص198.

([24]) راجع: عبد الله بن سبأ للسيد مرتضى العسكري ج2 ص226 و 328 وراجع ص312 و 330 و 331 و 361 وراجع: الأنساب للسمعاني ج3 ص209 والوافي بالوفيات ج17 ص100.

([25]) الفرق بين الفرق ص143 وتاريخ ابن معين الدوري ج2 ص141 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص504 وإكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج2 ص93.

([26]) بحار الأنوار ج20 ص203 ج41 ص88 ومستـدرك سفيـنـة الـبـحـار ج4 = = ص499 ومجمع البيان ج7 ص343 ومستدرك الوسائل ج1 ص213 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص324 .

([27]) بحار الأنوار ج16 ص250 ومكارم الأخلاق ص21 وراجع: كنز العمال ج8 ص60 وزاد المعاد ج1 ص50 والرياض النضرة (ط سنة 1372هـ) ج2 ص289 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص499 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص563 ووسائل الوصول إلى شمائل الرسول ص70 والسيرة الحلبية (ط القاهرة) ج3 ص379.

([28]) عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427 هـ) ج2 هامش ص228.

([29]) مستدرك الوسائل ج3 ص248 وج18 ص164 و 165 والفضائل لشاذان ص74 و 75 وبحار الأنوار ج41 ص213 ـ 215 وعيون المعجزات ص16.

([30]) بحار الأنوار ج41 ص215 ـ 217 والفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي ص72 ومدينة المعاجز ج1 ص229 ونوادر المعجزات ص23 وإلزام الناصب ج1 ص281.

([31]) عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427 هـ) ج2 ص323 ـ 325.

([32]) أنساب الأشراف (ط بيروت سنة1394هـ) ج2 ص382 و 383 وبحار الأنوار ج33 ص566.

([33]) الغارات للثقفي ج1 ص302.

([34]) راجع: قاموس الرجال (ط جماعة المدرسين) ج6 ص375 وعبد الله بن سبأ ج2 ص313.

([35]) الآية16 من سورة الرعد.

([36]) بحار الأنوار ج25 ص343 والإعتقادات للصدوق ص110 ـ 111 و (ط دار المفيد) ص100 وشرح أصول الكافي ج6 ص54 وتفسير نور الثقلين ج2 ص492.

([37]) بحار الأنوار ج25 ص345 وتصحيح إعتقاد الإمامية ص63ـ 66 و (ط دار المفيد) ص133 وأوائل المقالات ص173 وخاتمة المستدرك ج5 ص234.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 12-May-2010 الساعة 05:46 PM.

رد مع اقتباس