منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - والدة نموذجية(01)السقوط
عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي والدة نموذجية(01)السقوط
قديم بتاريخ : 06-Feb-2015 الساعة : 07:32 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


والدة نموذجية (1) السقوط
استيقظ قبل أذان الفجر، خائفا مذعورا.
خائفا من ظلام الليل، الذي يلف الكون من حوله، كأغصان أشجار ملتفة على بعضها مكونة غابة مظلمة موحشة. مذعورا من الوحدة التي يعيشها بعيدا عن والديه، رغم قرب غرفتهما منه، وكبر غرفته، وفخامة أثاثها، وجمال ديكورها، كعصفور سلبت منه حريته، وسجن في قفص ذهبي.
جنة لم تستطع إسكات جوعه، ولم تتمكن من إطفاء عطشه، ولم تقوى على تهدئة روعه.
نزل من على سريره وهو يتلفت يمنة ويسرة، كسارق يتلصص، خائف من هبات الهواء التي تمر عليه، يرتعد فرقا لمجرد تحرك شعره رأسه. خائفا مما يتحرك في الهواء، ستارة طائشة أو ورقة ضائعة.
وصل لغرفة والديه مسرعا، دافعا بابها ساقطا في احضان امه، كرضيع يتطلع الى ثديي امه بنهم.
أخذته الى حضنها محاولة تدئته، تسأله بلطف وحنان، عما يريده.
أخذته بيديه وذهبت به للمطبخ لتسكت جوعه وتطفئ عطشه.
هذا ما كان يتوقعه ونتوقعه نحن، حيث ان ألام مصدر الرحمة والحنان.
حاول ايقاضها باكيا قائلا: ماما اريد فطور! ما شاهده لم تكن أمه التي أرادها، بل دبا وحشيا في ملابسها وعلى سريرها، يحاول الهجوم عليه وافتراسه.
صرخت في وجهه: فطور في هذا الوقت من الليل؟
أقول ارجع الى فراشك ونم!
هرب من أمامها، كما يهرب الحمل من ذئب مفترس، بعد أن أخافته بصوتها المرعب!
توجه إلى الصالة، فتح التلفاز ليشاهد ما يخفف عنه هول ما رأى وما سمع. جلس قليلاً يتفكر في حاله، وما عليه فعله.
نسي أمر الجوع لبرهة، بسبب ما مر به. وعندما قرصه الجوع من جديد، أسرع إلى المطبخ عله يجد ما يسد به جوعه.
ماذا يمكنه أن يقوم به وهو في هذه السن الصغيرة، فهو لم يصل بعد للسن تمكنه من الاعتماد على نفسه. أراد محاكاة أمه عند إعدادها للطعام، فحاول الوصول إلى الرفوف العليا من دواليب المطبخ.
تحرك الكرسي الذي كان يقف عليه من تحت قدميه الحافيتين، فأراد إنقاذ نفسه من قوة السقوط، فمد يده ليمسك بأي شيء أمامه، فسقط ومعه بضعة أكواب وعدة صحون!
اعاد صياغتها: حسين نوح مشامع

رد مع اقتباس