منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - نرغب في معرفة من هو المختار بن ابي عبيدة الثقفي ؟
عرض مشاركة واحدة

الزهراء في قلبي
عضو مميز
رقم العضوية : 6865
الإنتساب : Nov 2009
المشاركات : 61
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 178
المستوى : الزهراء في قلبي is on a distinguished road

الزهراء في قلبي غير متواجد حالياً عرض البوم صور الزهراء في قلبي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : خادم أم الائمة المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-Jan-2011 الساعة : 06:46 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


نهضة الإمام الحسين() لم تكن نهضة شخص ضدّ شخص في بقعة من الأرض ويوم من
الزمان، بل هي نهضة منهج ضد منهج، منهج الحق والاستقامة والفضيلة ضد منهج الباطل والانحراف والرذيلة؛ ولذا فهي متجدّدة بتجدّد الزمان، ولكل مرحلة من مراحل الزمن قادتها ورجالها الذين يستلهمون روح الجهاد والمقاومة من سيّد الشهداء() الذي أطلق روح الرفض للباطل بدمه الشريف ليكون نقطة انطلاق الثوار والمجاهدين مادام الباطل والانحراف قائماً.
والنهضة الحسينية بدأت ساخنة بدماء زكية لتنتصر على سلاح الظلم والطغيان، وينتصر الحق بمفاهيمه وقيمه على الباطل، واستمرّت على سخونتها فلم تضمحل أو تنكص، بل هي قائمة ومتواصلة بدماء جديدة.
ولم تتوقّف النهضة لتنحصر في كربلاء وفي عاشوراء، بل أصبحتْ كلّ أيّام المقاومة والجهـاد عاشوراء، وكل بقعها الجغرافية كربلاء.
ومن النهضات والثورات التي اقتبستْ من نهج النهضة والثورة الحسينية في الجهاد والمقاومة هي ثورة المختار الثقفي، التي أضافت لشجرة المقاومة أغصاناً جديدة لتزحزح معاقل الظلم والطغيان، فكان لدم الإمـام الحسين() ودمـاء أهـل بيتـه وأصحابه الدور الأساسي في تحريك الضمائر لتتوجّه نحو المقاومة المسلّحة، اقتداءً بقائد الثوّار وسيّد الشهداء(سلام الله عليه).
وثورة المختار لم تكن وليدة بقرار قائدها الآني، بل كانت إرهاصاتها قائمة، وقد ساهمتْ أسباب وعوامل عديدة في انطلاقتها، وتوجد أسباب وعوامل بعيدة وأخرى قريبة.

الأسباب والعوامل البعيدة:
عُرفتْ الكوفة بموالاتها لأمير المؤمنين() فمنها انطلقتْ القوّة التي أخمدتْ تمرّد الناكثين والقاسطين والمارقين طاعة للقيادة الشرعية المتمثّلة بالإمام علي() وطاعة للإمام الحسن() من بَعده، وقد عاشت منعّمة بعدالتهما، ناقمةً على الأمويين الذين حوّلوا الخلافة إلى مُلْك يتوارثه الأبناء عن الآباء، وقدّمتْ آلاف الشهداء والمعوّقين والمهجّرين في عهد زياد والي معاوية، ومنها انطلقتْ حركة الشهداء من أمثال حجر بن عدي وعمرو بن الحمق.
وقد اجتمعت عدّة أسباب وعوامل لتزرع روح الحقد والانتقام على حكومة بني أميّة الجائرة، ومنها:
1 ـ تمرّد معاوية على حكومتَي الإمامين علي والحسن(عليهما السلام).
2 ـ غدر معاوية بالإمام الحسن() وعدم وفائه بالشروط التي أمضاها في معاهدة الهدنة(1).
3 ـ قتل الإمام الحسن() بالسم(2).
4 ـ أوامر معاوية بقتل المخلصين من أتباع أهل البيت .
5 ـ أوامر معاوية بإنكار فضائل الإمام علي() وسبّه ولعنه في الصلاة، ومحاصرة أتباعه اقتصادياً بقطع عطائهم ومحوهم من الديوان وهدم ديارهم(3).
6 ـ وضع أحاديث تحطّ من عصمة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)(4).
7 ـ إعلان معاوية لكفره الصريح بقوله: إنّ ابن أبي كبشة ليصاح به كلّ يوم خمس مرات أشهد أنّ محمّداً رسول الله)... لا والله إلاّ دفناً دفناً(5).
8 ـ استئثار الأمويين بالأموال، وتلاعبهم بالقضاء، والحكم برأيهم خلافاً للقرآن والسنّة(6).
9 ـ قرار معاوية بتصفية غير العرب إلاّ أنّه لم يفلح(7).
10 ـ استخلافه ليزيد وتحويل الخلافة إلى مُلْك وراثي، دون مؤهّلات، ودون موافقة الصحابة.
وكان الكوفيون ناقمين على الحكومة الأمويّة، وهم توّاقون للحركة المسلّّحة والثورة العسكرية للتحرّر من سلطة وحكومة الأمويين، إلاّّ أنّ ظروف الإرهاب والملاحقة والتعذيب والإغراء حالتْ دون التحاقهم بالركب الحسيني، وقد عملتْ الإشاعات المغرضة عملها في تطويق حركة الكوفيين واستعدادات عبيد الله بن زياد والي الكوفة؛ لمنع الناس من التوجّه إلى كربلاء.
وبقيتْ النقمة قائمة في النفوس، إلاّ أنّ الخوف من إرهاب الحكومة مَنَع مِن تحوّل النقمة إلى حركة جهادية مسلّحة، ولكنّ دماء الإمام الحسين() وخطاباته في عاشوراء وخطابات الإمام زين العابدين والعقيلة زينب ساهم مساهمة فعّالة في كَسْر حاجز الخوف وتحريك الضمائر، فكانت حركة التوّابين ومِن ثمّ حركة المختار التــي استطاعت تجميع القوى وتنظيمها، فكانت الثورة.
الأسباب والعوامل القريبة:
تظافرت عدّة أسباب وعوامل لتساهم في هذه الثورة وعلى رأسها شهادة الإمام الحسين() وما أعقبها من جرائم، ومنها:
ترك جثث الشهداء دون دفن، والاعتداء على مخيّم النساء والأطفال، وسبي بنات رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، والسير بهنّ إلى الكوفة ثمّ الشام، والشعور بالندم لعدم نصرته في حياته وهو ابن بنت رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وخامس أصحاب الكساء، وما ورد في حقّه من روايات شريفة. إضافةً إلى مؤهّلاته الذاتية، فهو أرقى نماذج الشخصية الإسلامية في جميع مقوّماتها الفكرية والسلوكية.
فقد ساهم دمه الزكي في كسر حاجز الخوف وتحريك الضمائر لتنطلق في موقف عملي بطولي استرخص به الثوّار دماءهم لنُصرته ونُصرة منهجه بعد شهادته.


ومن الأسباب والعوامل الأخرى:
أوّلاً: الواقع الاجتماعي والسياسي المنحرف.
الثورة هي عملية تغيير تنقل الواقع المنحرف إلى واقع آخر بتغييره على أسس ومفاهيم وقِيَم جديدة عليه، وإنْ كانت ثابتة في المنهج الذي تبنّتْه الأمّة دون تجسيد له في الواقع.
وتَمثَّلَ انحراف الواقع بانحراف:
1 ـ الحاكم المتسلّط.
2 ـ أجهزة الحكم.
3 ـ الأمّة.
فقد تسلّط يزيد على رقاب المسلمين دون مؤهّلات من علم وتقوى وعدالة، ودون مشورة من أهل الحل والعقد على رأي مَن يتبنّى البيعة والشورى طريقاً لانعقاد الخلافة، ودون نصّ من الله ورسوله على رأي مَن يتبنّى النصّ والتعيين الإلهي.

إضافة إلى انحرافاته الواضحة للعيان، ومنها:
1 ـ إعلان الكفر الصريح، كما ورد في الأبيات التي أنشدها:
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهـــدوا جَزَع الخزرج مِن وَقْعِ الأسل
قد قتلنا القومَ مِن ساداتكــم وَعَدَلْنَا ميل بَدْرٍ فاعْتــــدل
فأهلّوا واستهلّوا فَرَحَــــــاً ثُمّ قالوا يا يزيدَ لا تُشَــــل
لستَ مِن خندف إنْ لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعـل
لعبتْ هاشم بالملك فــــلا خبرٌ جاءَ ولا وحي نـــزل

2 ـ اشتهار يزيد بشرب الخمر والغناء، واتّخاذ الغلمان والقيان والكلاب، والنطاح بين الكباش والقرود، وما مـن يـوم إلاّ ويصبح فيه مخموراً، ويُلْبِس القرد قلانس الذهب(8).
3 ـ جرائم يزيد وأبرزها بعد مقتل الإمام الحسين() ما جرى على مدينة الرسول، في واقعة الحرّة، حيث قُُتِلَ ألف وسبعمائة من وجوه الناس، وعشرة آلاف من سائر الناس(9).
وافتضّ فيها ألف عذراء، وقيل إنّه حملتْ ألف امرأة من غير زوج(10).
والاعتداء على الكعبة ورميها بالمنجنيق وإحراقها.
4 ـ الاستئثار بأموال المسلمين وتعطيل الحدود، وإسناد المناصب للفسّاق والمنحرفين.
ثانياً: وجود القيادة والثلّة المجاهدة:
إنّ تغيير الواقع بحاجة إلى قيادة ميدانية وثلّة مجاهدة واعية وقاعدة شعبية، وهذا ما تحقّق فعلاً، فقائد الثورة هـو المختار الثقفي، فقد كان (من كبراء ثقيف وذوي الرأي والفصاحة والشجاعة والدهاء)(11).
وقد وصفتْه زوجتاه: (كيف نتبرّأ من رجل يقول: ربّي الله؟ كان صائماً نهاره قائماً ليله)(12).
وكان له ماضٍ نيّر في الوقوف مع الشهيد حجر بن عدي، ومع مسلم بن عقيل، وقد نشأ بالمدينة وهو موال لبني هاشم، ثمّ سار إلى البصرة (يُظهر بها ذكر الإمام الحسين في أيّام معاوية)، فأمسك به عبيد الله بن زياد فجلده ونفاه إلـى الطائف(13).
وقال له ابن زياد: أنت المقبل في الجيوش بالأمس لنصرة مسلم بن عقيل، وأنت ممّن يتولّى علياً وولده؟
فقال: (إنّي أحبّهم بمحبّة رسول الله لهم)(14).
واعترض على كلام ابن زياد الذي أساء به للإمام الحسين بعد شهادته، فقال:
(الحمـد لله الـذي أعـزّ الحسين () وجيشه بالجنّة والمغفرة، وأذلّك وأذلّ يزيد
وجيشه بالنار والخزي).
فضربه ابن زياد بعموده الحديد، ثمّ حبسه ولم يتجرّأ على قتله(15).
وعلى الرغم من اختلافه عن عبد الله بن الزبير، إلاّ أنّه وقف معه للدفاع عـن الكعبة(16).
فقد راعى المصلحة العليا وقدسية الكعبة، فتعاون مع ابن الزبير متعالياً على الاختلافات في الولاء والانتماء.
وكان من رجاله وقادة جيشه الصحابي عامر بن وائلة، وكان ثقة صادقاً عالماً شاعراً فارساً(17).
ومن المقرّبين إليه الصحابي أبو عبد الله الجدلي، وإبراهيم بن مالك الأشتر .....
وهناك بقية وبقية ...
فعليك بالمراجعة لتعرف حقيقة الأهداف كاملة ..
وأسأل الله التوفيق والهداية للجميـع .


آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 15-Jan-2011 الساعة 10:03 AM.

رد مع اقتباس