[صفوان بيضون]

الأخت الفاضلة والأديبة سليلة :
السلام عليك ، وعلى أسرة الميزان .
خاطرة ادبية موفقة ، ومن الطراز الممتاز.
استوفت العناصر كلها : من عنوان ، وفكرة ، ولغة طيعة شيقة ، وخيال ، وأسلوب ....
الخاطرة إن كانت واقعية سميناها خاطرة ، وإن كانت متخيلة فهي اشبه بالقصة ، وفي الحالتين ابدعت .
لن امدحك كثيراً ، لكن سأتناول جانباً واحداً فيها وهو هام جداً جداً ، ألا وهو عنصر التشويق .
ما الذي يميز العمل الأدبي عن غيره من أنواع الكلام ، وخصوصاً أن أدوات الحديث هي كلمات وأحرف وجمل .
تحدثنا سابقاً عن الأسلوب والفكرة والخيال واللغة ، واليوم نتحدث عن عنصر التشويق .
لماذا ينشد الطفل إلى حكايا أمه او جدته أو معلمه ، وبعدها إلى قصصه المقروءة ، إنه التشويق .
من أهم عناصر العمل الأدبي عنصر التشويق وخصوصاً في مجالات القصة والخاطرة .
وعملية تصعيد التشويق ورفع وتيرته عملية معقدة وصعبة وتحتاج إلى مهارة ، من اجل ان يظل القارئ منشداً للعمل بعيداً عن الملل .
كما في الفيلم أو المسلسل التمثيلي ، وجود احداث متلاحقة ، وعقدة للعمل ووصول العقدة إلى الذروة ، ووضع المشاهد أو القارئ أمام إحتمالات عديدة ، كلها تحفز النفس للتعلق بالعمل والاستمرار مع الكاتب إلى آخر كلمة .
وفي النهاية تأتي النتيجة غير المتوقعة أو الصدمة ، وكلما كانت الصدمة أقوى وغير متخيلة أو متوقعة كلما كان العمل أكثر نجاحاً .
لقد نجحت أيتها الأخت الأديبة في شدنا وتحفيزنا لمعرفة تلك الزائرة ، وطريقة تحدثك عنها بشيء من التحبب جعل الخيال يبتعد عن إحتمالاتها ، وهذا سر جمال الخاطرة ، وكذلك حوارك الحنون أو الهادىء معها أبعدها عن نطاق المعرفة ، واخيراً كانت الصدمة الصاعقة بمعرفتها .
هذا من الناحية الإيجابية ، أما إذا أردنا تطوير العمل فلا بد من قليل من الضغط ، والغموض ، والحوار المتخيل ، لكي نضع القارىء أمام عالم واسع يحلق به بأفكاره ويستمتع ، ثم نصدمه بالضربة القاضية كما يقولون .
أحسنت ووفقك الله وأتمنى ان نقرأ المزيد منك ومن كل الإخوة والأخوات .
أخوكم صفوان .