مقابلة مع والد السيد حسن نصر الله حفظه الله - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. إضاءات من نور المراجع والعلماء
إضاءات من نور المراجع والعلماء قال رسول الله (ص) : مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء

إضافة رد
كاتب الموضوع أبو حوراء مشاركات 6 الزيارات 6320 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

أبو حوراء
عضو مميز
رقم العضوية : 8699
الإنتساب : Apr 2010
الدولة : دمشق . مقيم في بيروت
المشاركات : 65
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 173
المستوى : أبو حوراء is on a distinguished road

أبو حوراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور أبو حوراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
Wink مقابلة مع والد السيد حسن نصر الله حفظه الله
قديم بتاريخ : 18-Jul-2010 الساعة : 10:21 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم اتمنى ان تستمتعوا بهذه المقابلة التي في تفاصيلها البسيطة ما يملأ القلب ويلامس الروح بعظمة وجمال الخالق .... وكل عمل يقوم به الإنسان لرضى الله ينموا ويكبر ...

[size="5"][الشهيد الصدر كان يخاطب السيد حسن نصر الله إنك لعلى شأن عظيم، إني أشم فيك رائحة القيادة وإنك من أنصار المهدي (عج)
حوار مع السيد عبد الكريم نصر الله والد امين عام حزب الله* *

* سيدنا نرحب بكم ويشرفنا استضافتكم لنا، وفي بداية هذا الحوار الطيب حبذا لو تطلعونا على نشأتكم فالشجرة الاصيلة الطيبة تؤتي ثمارا طيبة.

- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا وحبيب قلوبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وأهلا وسهلا بكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا نحن من قرية البازورية جنوبي لبنان، من مواليد عام 1935 ولدت وكبرت وترعرت في قرية البازورية حيث عملت هناك حتى بلغت العشرين من العمر حيث توجهت الى بيروت باحثا عن فرصة عمل فيها. في الحقيقة أود في بداية حديثنا أن أسرد لكم قصة حصلت مع والدي وقد رأى كثيرون أن لها علاقة بأن يبصر ولدي السيد حسن النور.
تزوج والدي من قريتنا وعلى مدى أربع سنوات كان يرزق بأولاد يموتون فور بلوغهم عامهم الاول، ولما كانت الاوضاع الاقتصادية والمعيشية صعبة في قريتنا، ضاق والدي ذرعا من العمل بالزراعة وقرر الهجرة نحو البرازيل وكانت والدتي تحمل في أحشائها مولودا آن ذاك فأخبرها والدي بأنه سيظل في البرازيل ما لم تكتب الحياة لهذا المولود وأما اذا ما بقي على قيد الحياة متجاوزا عامه الاول فإنه في هذه الحال سيعود الى أرض الوطن.
انطلقت باخرة شريليون وعلى متنها 1700 راكب في رحلتها المئة (وهي الرحلة الاخيرة التي يحق لها القيام بها)، ولما أصبحت وسط المحيط كسرت وأخذ ركابها يحاولون النجاة بحياتهم فكان عدد الناجين من تلك الكارثة 700 شخص بعدما ابتلع البحر الباقين.
أنجبت أمي فتاة منحها الله الحياة فعاد والدي بعد أربع سنوات ورزق خمس شبان (أنا أحدهم) وعندما رويت القصة لآية الله مصباح الجزلي وغيره من العلماء اعتبروا ان السر في بقاء والدي على قيد الحياة هو أن ينجبني لأنجب سماحة السيد حسن.

* ذكرتم بأن والدكم كان يعيش في قرية البازورية، فما الذي دفعكم الى أن تتوجهوا نحو بيروت للعيش فيها؟

- بالفعل عملنا – أنا وإخوتي - مع والدي في القرية وكنت بالاضافة الى اعمال تفتيت الجبال التي كنا نقوم بها أهتم بحلقات الشعر والزجل وحين بلغت العشرين من العمر قررت أن أتجه نحو بيروت للعمل فيها حاملا معي الطموح بأن أسس لعمل أعتاش منه.
عملت بائعا للخضار وانطلقت بمساعدة شبان قريتنا من الصفر حيث تمكنت من الانتقال من غرفتهم التي كانت تفتقر الى أدنى المواصفات الصحية الى بيت مستقل واقترنت بالحاجة أم حسن وهي من آل صفي الدين (بنت عم السيد هاشم والسيد عبد الله صفي الدين).

* ماذا تحملون في ذاكرتكم عن الاجواء التي شابت ولادة سماحة السيد حسن؟

- في عام 1960 حملت أم حسن (والجدير ذكره أنني كنت أُكنَّى بأبي حسن مذ كنت في الخامسة من العمر) وعندما بلغت شهرها السابع من الحمل، رأيت في المنام أن سيدين يشع من وجهيهما النور قد دخلا غرفتنا وجلسا لمحادثتي، قال أحدهم: يا سيد، كم ولدا ترغب بأن تنجب؟ أجبته: الله ربي هو وحده من يعلم ويحدد ذلك ومن سيرزقنا اياهم سنقبل بهم ونربيهم ونعلمهم قربة الى الله تعالى. فقال لي حينها: يا سيد، سيرزقك الله صبيان:حسن وحسين وفتاة سمها زينب. ثم رحلا، ولما استيقظت الحاجة قلت لها: يا حاجة، انت من اليوم أم حسن. وبالفعل أنجبت الحاجة السيد حسن وحسين وزينب ثم أنجبت بعدهم آخرين.

* ما هي الصفات التي مازلتم تذكرونها عن سماحته في طفولته؟

- كان السيد حسن في طفولته قنوعا جدا، وكنت كلما أعطيته مصروفه (ليرة أو ليرتين) أعادها لي قائلا: هذا الدكان أمامي (فقد كنا قد افتتحنا دكان بقالة وتحسنت أوضاعنا الاقتصادية)آخذ منه ما أحتاجه ساعة أشاء فما حاجتي الى هذه النقود؟ رغم أنّ من إخوته من كان يأخذها لشراء تذاكر السينما أو أي شيء آخر إلا أنه كان يختلف عنهم في ذلك، كما كان تلميذا نجيبا متفوقا في دراسته، وبالرغم من أنه تنقل بين مدارس عديدة إلا أن ذلك لم يؤثر أبدا على وضعه الدراسي، ولطالما تلقيت رسائل تنوّه بسلوكه ونشاطه وتفوقه الدراسي في مختلف المواد العربية منها والانجليزية. وأذكر جيدا انه كان يحب أن يكون رجلا من رجالات المجتمع.
كما أن هناك مشهدا من طفولة السيد لا يغيب عن بالي أبدا، كانت النسوة في الجنوب يرتدين الملابس السوداء ويغطين وجوههن بالقماش الاسود (برقع)، كان السيد حسن في الرابعة من عمره حين كان يرتدي ملابس جدته ويضع عباءتها على كتفيه ثم ينادي أبناء عمومته والاطفال الذين كانوا في مثل سنه يدعوهم لتأدية الصلاة بإمامته، هذا المشهد لا يمكن أن أنساه أبدا.
من القصص التي أذكرها أيضا عنه أنه كان في الرابعة عشرة من عمره، وكان ذلك يوما عاصفا حين هجّرنا من بيوتنا دون أن نحمل معنا ملابس غير تلك التي كانت على أبداننا، كان السيد في الخارج مع أصدقائه حين أقبل الشيخ والمختار يعرضان عليه مرافقتهما الى حاريص لتأدية واجب العزاء بزوج إحدى بنات القرية، لم تكن ملابس السيد ملائمة (لقد كانت في الحقيقة صيفية وكان الطقس شديد البرودة) إلا أنهما أقنعانه بأن لا حرج في ذلك وليتوكل على الله ويرافقهما، ركب السيد السيارة، وقد كان احياء ذكرى اليوم السابع للفقيد يعج بالمعزين من المغتربين ووجهاء القرية، ذلك أن المتوفى كان رجلا مهما، طُلب من شيخ القرية أن يخطب بالحاضرين ليعظهم حول الموت وكان الشيخ من الفقهاء في الدين الذين يجيدون الاجابة عن الاسئلة الفقهية لكنه لم يكن خطيبا منبريا اذ كان يفتقر الى البلاغة والفصاحة فطلب من السيد حسن أن يتولى هذه المهمة لكونه مدير مكتبة البازورية، اعتلى السيد المنبر بعد الخطيب الاول، وقد تطرقت كلمة السيد – الارتجالية – الى كافة الموضوعات السياسية منها والثقافية والدينية... وعندما هم السيد بالنزول اعتلى الشيخ عبد اللطيف بري (على ما أذكر) المنبر قائلا ما من حاجة الى ان يعلو اي خطيب هذا المنبر بعد أن عبّر هذا الفتى بما فيه الكفاية.
في اليوم التالي زارنا فضيلة الشيخ عبد اللطيف طالبا مني أن أسمح لولدي السيد حسن بأن يدرّس لديه في المدرسة الدينية، فقلت له مازال امام ولدي الكثير ليتعلمه لكنه أصر ووعدني بمساعدته ومساعدة العائلة لكن السيد كان قد أنجز أوراقه من أجل التوجه نحو العراق.
* كيف كان سماحته يقضي وقته في تلك الفترة وبما كان يملأ أوقات فراغه؟

- كان السيد حسن منتسبا الى مدرسة في فترة ما بعد الظهر وقبل الظهر كان يلعب الكرة أحيانا مع رفاقه، لكن ما كان يواظب عليه هو الاستماع الى دروس العلامة السيد محمد حسين فضل الله - رحمه الله – حتى الساعة الثانية ظهرا موعد الاستعداد للذهاب الى المدرسة.

* متى بدأ السيد يعبر عن رغبته في دراسة العلوم الدينية؟

- في الرابعة عشرة من عمره، أعرب السيد عن رغبته في دراسة العلوم الدينية في العراق، لكن رأيي بصراحة كان وقتها هو أن يكمل دراسته الاكاديمية – خصوصا أنه كان متفوقا – من أجل أن يصبح طبيبا أو مهندسا، يعين نفسه ويعينني ويساعدني على تربية إخوته، لكنه وعدني بأن دراسته الحوزوية لن تقف يوما حجر عثرة أمام تفوقه العلمي، في تلك الفترة عدنا الى قريتنا وهناك أخذ يتابع محاضرات الشيخ رجب ثم عرض عليه السيد بأن يحوّل الغرفة الواقعة تحت حسينية البلدة الى مكتبة يجمع فيها شبان القرية للاستفادة وتغذية فكرهم ولتحصينهم والحؤول دون توجههم نحو المقاهي لا سمح الله أو سبل الضلال، فرح الشيخ باقتراحه فرحا كبيرا وبالفعل بدأ السيد بجمع الكتب، وفي غضون أربعة أشهر استطاع أن يقوم بما يمكن أن نسميه الانجاز ونجح في استقطاب أصدقائه من الشبان الذين مازالوا حتى يومنا هذا من خيرة الرجال الملتزمين دينيا.
كما كان في تلك الفترة يصلي في مسجد صور ويجتمع بالسيد محمد الغروي الذي عرض عليه الذهاب الى العراق، والسيد الذي كان يطوق شوقا لأن يصبح جارا لأمير المؤمنين صارح السيد الغروي بوضعه الاقتصادي فما كان منه الا أن وعده بأن يدعمه ويساعده على الوصول الى العراق ويرشده لمن يعينه هناك.
وبالفعل سافر السيد حسن على متن الطائرة المتجهة نحو العراق، لكن في ذلك اليوم صودف تفجير طائرة في مطار العراق، وسرت شائعات حول امكانية أن يكون السيد على متنها وبقينا في حال من الترقب لأي خبر عنه أياما وأياما، ذلك أن الرسائل التي كان يرسلها الى القرية لم تكن تصلنا، لكن بعد أن تركنا القرية عائدين الى بيروت أثلج صدرنا خبر سلامة السيد حسن.

* كيف قضى السيد الفترة الاولى من إقامته في العراق؟

- كان جد السيد حسن يعيش في النجف، وقد حذره من مغبة الدخول في أي نقاش مع العراقيين وغيرهم حول الاوضاع السياسية في البلاد (اذ أن البلاد كانت منقسمة آن ذاك بين معارض وموال لسياسة صدام)، وقد فطن السيد الى ضرورة اخفاء الرسالة التي كان يحملها من العلامة الغروي للسيد محمد باقر الصدر وكان الغروي قد قال له: (لو ضُبطت والرسالة في حوزتك فأنت ذاهب الى السجن لا محالة، وأما في حال وصلتَ بها الى صاحبها فإنك ستكون بذلك من السعداء)، فخبَّأها في جواربه، واتجه أولا نحو المدرسة اللبنانية بعدها انتقل الى المدرسة الازرية عند السيد الصدر وهناك التقى بالسيد عباس الموسوي وهو أستاذه الذي تولى تدريسه (فقد كان نظام التدريس قائما على أن يتولى التلامذة القدامى تدريس الطلاب الجدد) وقد اعتنى به سماحة السيد عباس عناية الاخ بأخيه وفرح به فرحا عظيما.
تعمم السيد بعد سنتين من الدراسة الحوزوية لكنني كنت أجهل كيفية تعممه حتى بدأ الاجتياح الاسرائيلي على لبنان حيث تهجرنا من قريتنا الى بيروت وكان السيد موسى الصدر (عبر المجلس الشيعي) قد أقرّ منح كل عائلة مهجرة مبلغا من المال، فتوجهت لأجل ذلك مع بعض الاصدقاء الى مكتب الشيخ المرحوم محمد مهدي شمس الدين في عرمون وهناك التقينا السيد عباس الموسوي (لكنني لم أكن أعرفه حينها) وبعض المشايخ، دخلنا الى هناك وعندما انتاب الى سمعي لكنة السيد عباس العراقية أردت أن استعلم منه عن أحوال ولدي السيد حسن علّه تعرّفه في العراق أو التقاه، فقلت له: من أين قدومكم؟ أجاب السيد عباس: من العراق، فقلت له: لنا ولد هناك، السيد عباس: وما اسمه، فقلت له: حسن نصر الله، وعندها غضب السيد وقال: لا أسمح لك بأن تنعته بالولد، أجبته: عندما سأناديه سأخاطبه بما يحلو لي، فانتبه السيد الى صلة القربى بيني وبين من أسأل عنه وقال: أيكون السيد حسن ولدكم أم ابن أخيكم، فقلت له ضاحكا: انه ولدي، فاحتضني السيد عباس وبدأ بتقبيلي ثم أخذ يحدثنا عن السيد حسن وقصة تعميمه قائلا:
(سأحدثكم عن السيد حسن، هو روحي وحياتي ودمي وأخي وتلميذي... ثم قص علينا هذه القصة: في كل عام يقوم السيد باقر الصدر بمناظرة لمعرفة مدى بلاغة الطلاب الحوزويين ويتم تعميمهم على اثر ذلك، أبلغنا السيد الصدر في ذلك اليوم أنه سيتم تعميم أربعين طالبا هذا العام، وبدأ يختار التلاميذ ويعطيهم الحق في البدء بالمناظرة، لكن السيد الصدر جعل السيد حسن آخر المتكلمين، فأخذ لون وجه السيد بالاحمرار تارة والاخضرار طورا مستغربا أمر تركه حتى النهاية حيث منحه حق الكلام - والكل يعلم مواهب السيد في الخطابة التي يعد لها بعد جهد وسهر طويل- وعندما فرغ السيد من خطبته تقدم منه السيد محمد باقر حاملا العمامة ليضعها على رأسه (وهذا ما لم يفعله مع أحد غيره) وقال له: (إنك لعلى شأن عظيم، إني أشم فيك رائحة القيادة وإنك من أنصار المهدي) ثم وضع له العمامة على رأسه، لقد أثّرت في نفسي تلك الكلمات وهذه الحادثة التي كان ولدي السيد حسن قد أخفاها عني كما أنني أعلم بأنه ما كان ليخبرني بها لشدة تواضعه.

* متى تزوج سماحة السيد حسن؟

- عندما جاء السيد من العراق، كان من الصعب جدا أن يسكن معنا في بيتنا في برج حمود (بسبب الظروف السياسية التي كانت سائدة آن ذاك) وقد رأى أن من الواجب أن يتزوج وكان في التاسعة عشر من عمره لكنّ حالنا لم يكن مرتاحا وقتها، من جهة ولم أكن متحمسا لفكرة أن يتزوج وهو في التاسعة عشر من عمره من جهة ثانية، لكنّ العلامة السيد محمد حسين فضل الله -رحمة الله عليه- والذي كان متوجها معنا الى منزل الحاجة لعقد القران قال لي: يا سيد، ابنكم السيد حسن عمره الزمني تسعة عشر عاما لكن عمره العقلي هو خمس وثلاثون عاما وهو ليس قادرا على تحمل مسؤولية زوجة وأولاد فحسب إنه أهل لأن يحمل مسؤولية بلد أكبر من لبنان، توجهنا الى منزل العروس وعقدنا القران ثم تقرر أن يسكنا في مدينة بعلبك، اشترينا غرفة الصالة (وكانت مستعملة يومها) وقمنا بصنع مكتبة ومكث السيد مع عائلته هناك عامين ثم انتقلوا الى منطقة الاوزاعي في بيروت.

* برأيكم ما هي الامور التي أدت إلى أن يصبح السيد حسن نصر الله رمزا لكل أحرار العالم وقدوة يحاول الشبان الاقتداء بها؟

- التربية التي تلقاها السيد حسن، كما أن رفاقه (قل لي من تعاشر أقل لك من أنت).
كان لهما اثر في ذلك، فهو لم يعاشر أصدقاء سوء ولا أذكر أنه ذهب يوما الى السينما أو نزهات مشابهة، السيد في الثامنة أو العاشرة كان يميل الى اللهو واللعب وفي نشأته كان يحب العلم والعلماء والادباء والشعراء وكان يستأنس بالكتب ويبحث عنها، يقرؤها لا يترك الكتاب من يديه حتى ينهيه وعندما يفرغ منه تجده قد حفظه عن ظهر قلب لقد كان أشبه بالحاسوب في حفظ المعلومات.
ويروي لنا والدي أنه زار السيد في العراق يوما وكان شديد التعب فقد كانت هذه الرحلات تسيّر برا وقد كان جائعا جدا فمنّى نفسه بغذاء لذيذ ملؤه اللحم، يسدّ به جوعه وينسيه مشقة الطريق، لكن السيد حسن نهض ليطهو له الطعام وجدّه يتساءل عما قام لطهوه، ليفاجأ بطبق من البازيلاء بلا لحم والى جانبه صحن من الارز، وعندما سأله جده عن سبب خلو طبخه من اللحم شرح له السيد أن طلاب العلم يستحصلون على اللحم بعد وقفة تتجاوز الساعة بانتظار دورهم وأنا (اي السيد حسن) أفضل أن أقرأ وأحفظ كتابا في غضون هذه الساعة على أن أضيعها في أي عمل آخر.

* في بدايات انتساب السيد الى المقاومة الاسلامية ألم يراودكم خوف من فكرة استشهاده، ولا تزعجكم الترتيبات الأمنية التي يحاط بها ومحاولات العدو المتكررة لاستهدافه؟

- أبدا، كل أولادي في المقاومة الاسلامية وبعضهم جُرح ومع ذلك لا أخاف عليهم، في الحقيقة لقد خفت على السيد مرة واحدة فقط عندما تهجرنا من بلدنا الى برج حمود وتصادف في ذلك الحين قدوم السيد من العراق (وكان في التاسعة عشرة من عمره مرتديا ملابس العلماء) وقد توجه نحو المنزل سالكا طريق المتحف والمنطقة كانت بين الارمن والمسيحيين الذين أخذوا يرمقونه مستغربين ملابسه حائرين بديانته، جلس بيننا في المنزل قرابة الساعة ونصف الساعة وقد كنت متوترا الى درجة انني كنت ارغب بان يغادر البيت في أقرب وقت ممكن (حفاظا على سلامته) لم أستطع الخروج معه من البيت لأن عقولهم ستبدأ بتأويل سبب زيارته وهم الذين كانوا يجهلون عني أي شيء فقد كان ذبح المسلمين آن ذاك على بطاقات الهوية، ودعته وأرشدته الى طريق العودة وظل قلبي معه حتى وصل الى المنطقة الغربية واطمأنيت عليه.

* كم مرة تزورون سماحة السيد حسن نصر الله في الشهر؟

- (ضاحكا) لا تسألني كم مرة تراه كل شهر بل سلني كم مرة تراه في العام، في الحقيقة أنا أقوم بتأريخ هذه المناسبة حيث أكتب: التقيت بولدي السيد حسن بتاريخ... علنا في يوم من الايام نحتسب عدد هذه الزيارات، آخر مرة التقيته فيها كانت خلال شهر رمضان الفائت وأنا قليل الحركة أمني النفس بلقائه انشاء الله، لكن ما يشعرني بوجوده وبالراحة هو زيارات أبنائه وعائلته المتكررة لنا فهم يبثون فينا الروح كلما رأيناهم بيننا كما أننا نستطلع أخباره دوما.

* أولا تأذيكم هذه المسألة: صعوبة التواصل مع ولدكم؟

- في الحقيقة لا تأذيني هذه المسألة فأنا فعلا لا أنسى الزيارة التي قمت بها العام الفائت حتى العام القادم فهو في القلب دائما وصورته ليست فقط على كل جدران المنزل انها في داخلنا محفورة في أعماقنا، صدقا إنني أراه في أولاده في جواد والجميع، في أحفاده.
س: في أجواء تموز هناك سؤال يستحضرنا، اين كنتم أثناء عدوان تموز2006؟
ج: لقد كنا في قريتنا حين اتصل بي احد أبنائي يبارك لنا أسر جنديين اسرائيليين، ثم نصحنا بالابتعاد عن المنزل، خرجنا من منزلنا الى منزل أختي على أطراف البلدة حيث قضينا نحو ثمانية أيام، توجهنا بعدها -بعد أن استخرنا الله- مؤمنين بأن لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا نحو صيدا وهناك كانت الحياة شبه عادية فقضينا ايام العدوان في منزل الشيخ نزيه سبحاني حتى آخر يوم من أيام الحرب،حيث عدنا الى منازلنا ووجدنا كل شيء على حاله والحمد لله.

* كيف يعاملكم الناس عندما يعرفون بأنكم والد السيد حسن نصر الله؟
- اعتاد اللبنانيون على مسايرة أصحاب النفوذ أو الزعماء أو من لديهم صفة اجتماعية، واعتاد البعض أن يفسّر أي معاملة حسنة على أنها تصب في هذا الاطار، لكنني على الصعيد الشخصي آمل أن يُعامل كل شخص بالقدر الذي يستحقه ولا أخفيك القول بأنني أحترم من يحترمني ويحبني في الله ولا أحب العلاقات التي تبنى من أجل المصالح فالعلاقات الانسانية يجب أن تبنى على أسس منها الصدق، الاخلاص والمحبة في الله، أشكر الله أن الناس يكنون لنا الاحترام والتقدير وكل ما نأمله أن نكون من صلحاء ذرية رسول الله وسلم والحمد لله فبالرغم من أن البعض يختلف معنا في السياسة إلا أنهم والشكر لله يقصدوننا من أجل العديد من الامور، وهذه ثقة نعتز بها.

بوجه متلألئ بأنوار التقوى والايمان، وبحفاوة أحفاد وسلالة أهل بيت النبوة أطهر خلق الرحمن، وبوجه كتبت على كل طية من طياته حكاية من حكايات المجد والعنفوان، وبثغر لا ينطق الا بأطايب أحاديث خيرة الانام، استقبلنا والد سيد المقاومين بل والد كل المجاهدين المقاومين، فقضينا في ضيافته في يوم سيحفظ في ذاكرتنا مع أجمل الايام، تسامرنا في جو من السكينة حيث يحلو الكلام، في شهر الانتصار على الطغيان، عن صانع المجد للأمة عن حامل لواء الاسلام، عن سيد رفض الذل والاذعان، فبات اسمه على كل شفة ولسان.
أطلّ السيد عبد الكريم نصر الله والد امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في أول حديث له مع صحيفة الوفاق ووكالة الجمهورية الاسلامية للانباء فكان هذا الحوار الصريح:




* هل قام السيد منذ طفولته بمخالفتكم وقام بما لا ترضون له القيام به؟

- السيد وبالرغم من أننا أحيانا نعرض عليه امرا نعلم قد لا يراه مناسبا (فالانسان كلما كبر في السن مع الاسف كلما زاد تعلقه بهذه الدنيا الفانية) إلا أنه ما قال قط لا (ولو استطعت لقلت انه كجده المعصوم (ع)ما قال لا قط الا في تشهده ) بل إنه يلجأ مثلا للقول لتصبر على هذا الامر قليلا، انشاء الله. . وذلك حتى لا يجرح أو يدخل الحزن الى قلب احد، وفي الحقيقة مرة طلبت منه شيئا وكانت المرة الاولى التي يجيبني فيها بكلمة «لا» بشكل فوري، ذلك أن الامر كان يتعلق بطلب مساعدة لاحد اخوته وقد أجابني يومها «لي عشرون ألف أخ وعشرون ألف أخت» أي أنه يساوي بين جميع اخوانه ولا اعتبارات خاصة لديه لأحد دون الآخر.
في ختام الحديث الذي لا يمل مع السيد عبد الكريم نصر الله والذي كان بمثابة اطلالة لنا على حياة عائلة سيد المقاومين، لا يسعنا سوى أن نشكر أبا حسن على هذا الوقت الرائع الذي قضيناه في منزل العزة وللسيد نصر الله ألف تحية وألف شكر من كل عرب ومسلمي الامة، من كل أحرار الارض، جمعكم الله بكل أحبائكم عما قريب بما يرضيكم ويرضيهم على ما يرضي الله عز وجل.
يا سيدنا، وجدنا فيكم بعد ما سمعناه من سيرتكم على لسان والدكم بأس علي الكرار، وصبر نبينا محمد المختار، ومقاومة إمامنا الحسين المغوار يا من تربيتم وترعرعتم في بيت ما ألف لسان سيده سوى مدح المقاومة والمقاومين ألم يكن من ارتجل قائلا من على أرض إيران الاسلام (شعر ابا حسن):
بِستانَّا مزيَّن بأشجارو، أعطت جنى ممتاز أثمارو، تدلت الاغصان على الميلين وفاح الاريج بعطر أزهارو،
نحنا تولينا أبو الحسنين ومع أهل بيتو كيف ما ساروا، وبقي علينا للخميني دين، في كل عام نكون زواروا، السيد علي بين القلب والعين، بتشع ليل نهار أنوارو، السيد حسن لي قال من سنتين، لا تبرموا كتير ولا تحتاروا، على الارض موجود في حزبين، حزب الله وحزب للشيطان نقوا من الحزبين مين بتختاروا، فهنيئا لمن اختار قائدا زاده الايمان من شجرة مباركة طاهرة لا تعرف سوى البر والاحسان.


منقول السلام عليكم




آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 18-Jul-2010 الساعة 11:25 PM.


Rami
عضو
رقم العضوية : 2657
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 15
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : Rami is on a distinguished road

Rami غير متواجد حالياً عرض البوم صور Rami



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : أبو حوراء المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Sep-2010 الساعة : 01:13 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


احسنت اخي على هذه المقابله


safawee
عضو
رقم العضوية : 809
الإنتساب : Mar 2008
المشاركات : 20
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 196
المستوى : safawee is on a distinguished road

safawee غير متواجد حالياً عرض البوم صور safawee



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : أبو حوراء المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Sep-2010 الساعة : 04:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


شكرا جزيلا كلام رائع و اب رائع ااتتمنى له الصحة و السلامة


عشاق السيد علي
عضو
رقم العضوية : 7152
الإنتساب : Dec 2009
المشاركات : 8
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : عشاق السيد علي is on a distinguished road

عشاق السيد علي غير متواجد حالياً عرض البوم صور عشاق السيد علي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : أبو حوراء المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Sep-2010 الساعة : 02:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


يعطيك العافية


ابن ذي قار
عضو
رقم العضوية : 9147
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 15
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : ابن ذي قار is on a distinguished road

ابن ذي قار غير متواجد حالياً عرض البوم صور ابن ذي قار



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : أبو حوراء المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Sep-2010 الساعة : 09:59 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


احسنتم كثيرا وبارك الله فيكم


طــائر سليــمان
الصورة الرمزية طــائر سليــمان
عضو
رقم العضوية : 5582
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 40
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 180
المستوى : طــائر سليــمان is on a distinguished road

طــائر سليــمان غير متواجد حالياً عرض البوم صور طــائر سليــمان



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : أبو حوراء المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-Sep-2010 الساعة : 02:52 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


احسنت

شكرا

توقيع طــائر سليــمان


اللهم صلي على محمد وآل محمد....
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين....
....



سلسبيل أحمد
عضو
رقم العضوية : 8584
الإنتساب : Mar 2010
المشاركات : 20
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 171
المستوى : سلسبيل أحمد is on a distinguished road

سلسبيل أحمد غير متواجد حالياً عرض البوم صور سلسبيل أحمد



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : أبو حوراء المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Oct-2010 الساعة : 07:11 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الله يحفظ الجميع إنشاء الله

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc