تأملات في دعاء كميل - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. إضاءات من نور المراجع والعلماء
إضاءات من نور المراجع والعلماء قال رسول الله (ص) : مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء

إضافة رد
كاتب الموضوع موالية صاحب البيعة مشاركات 0 الزيارات 3885 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.55 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي تأملات في دعاء كميل
قديم بتاريخ : 10-May-2011 الساعة : 05:03 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


في معنى استغفار المعصوم

وعودة أخرى إلى الحديث عن طلب الإمام المغفرة من هذه الذنوب مع القول بالعصمة المطلقة له ، فنقول :

حين يطلب الإمام المغفرة من الله على الذنوب وغيرها كما ورد في الدعاء ، فهو وإن كان من جهة دعائه به دعاء حقيقي لأنه لا مجاز في الدعاء فكل ما يدعو به يكون على نحو الحقيقة والطلب الحقيقي ، ولكن السؤال هو أنه هل ذنوب الإمام كذنوبنا فيها المخالفة لأوامر الله سبحانه وفيها المعصية وفيها عدم السير على النهج الواضح المأمور به ؟! أم أن هذه الذنوب هي أمور أخرى ؟!

بعض التوجهات التي ذكرها العلماء
لقد ذكر العلماء في توجيه ذلك أمورا عديدة ، وأقربها إلى الحق وأجملها ، ما ذكره الفاضل العلامة الأربلي صاحب كشف الغمة ، والمعنى الذي ذكره تلقاه الأصحاب والعلماء بالقبول ، قال رحمه الله :

إن الأنبياء والأئمة تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى ، وقلوبهم مملوءة به ، وخواطرهم متعلقة بالملأ الأعلى ، وهم أبدا في المراقبة كما قال " أعبد الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك " ، فهم أبدا متوجهون إليه ، ومقبلون بكلهم عليه ، فمتى انحطوا عن تلك الرتبة العالية والمنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح وغيره من المباحات ، عدّوه ذنبا واعتقدوه خطيئة واستغفروا منه ، ألا ترى أن بعض عبيد أبناء الدنيا لو قعد وأكل وشرب ونكح وهو يعلم أنه بمرأى من سيده ومسمع لكان ملوما عند الناس ومقصرا فيما يجب عليه من خدمة سيده ومالكه ! فما ظنك بسيد السادات وملك الأملاك " . انتهى كلامه رحمه الله .

ويؤكد هذا الكلام الحديث الشريف : " التوبة حبل الله ، ومدد عنايته ولا بد للعبد من مداومة التوبة على كل حال ، وكل فرقة من العباد لهم توبة ، فتوبة الأنبياء من اضطراب السر ، وتوبة الأصفياء من التنفس ، وتوبة الأولياء من تلوين الخطرات وتوبة الخاص من الإشتغال بغير الله ، وتوبة العام من الذنوب " .

ومن التوجيهات أيضا
أن الأنبياء والإئمة لما كانت معرفتهم بالله فوق كل معرفة ، وإدراك لعظمة الله وجلاله فوق كل إدراك ـ ومن هنا كان قول أمير المؤمنين : " لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا " ـ ، فهم يرون أن العباد يجب أن يكونوا دائما وأبدا في خدمة الله ، وبما أن البشر لا ينقطعون عن المعاصي والآثام والخطايا ، وترتكب هذه المعاصي منهم بحضور الأنبياء والأئمة ، وحيث لا يمكنهم التغيير والتبديل برغم التوجيه والتعليم وإنكار المنكر ، يرون أن هذه الذنوب ذنوبهم ، لأنها ترتكب بحضرتهم ، ولذلك يستغفرون منها .

وهذا لا مانع منه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى بقوله تعالى " لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ " أي من ذنوب أمّتك .

ومن التوجيهات أيضا
أن النعم التي أفيضت عليهم ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ كبيرة وجليلة ، من النبوة والإمامة والعلوم والمعارف وإخدامهم الملائكة . وهم في مقابل ذلك يرون لله عليهم وجوب الشكر ، فيريدون شكره على ما أنعم الله عليهم ، وحيث إنهم يرون أن الشكر الذي يتلاءم ومقام العزة الإلهية صعب المنال فيعدّون ذلك تقصيرا ويعتبرونه ذنبا ، ولذلك يستغفرون منه مع أنهم لم يفعلوا ذنبا ولا ارتكبوا خطيئة ، بل هم على العكس يتواصلون في العبادة والذكر والطاعة لله والبكاء خوفا وشكرا .

ومما يروى في ذلك تأييدا لما ذكرنا ، ما روي عن عطا أنه قال : قلت لعائشة : أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله . قالت : وأيّ شأنه لم يكن عجبا ، إنه أتاني في ليلتي .. إلى أن قالت : ثم قال : ذريني أتعبّد لربي ، فقام فتوضأ ، ثم قام يصلي فبكى حتى سالت دموعه على صدره ، ثم ركع فبكى ، ثم سجد فبكى ، ثم رفع رأسه فبكى ، فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة ، فقلت : يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : ألا أكون عبدا شكورا ، ولم لا أفعل وقد أنزل الله عليّ هذه الليلة : " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ " .

هذا واقع وحال الأنبياء والأئمة الطاهرين في أدعيتهم واستغفارهم من الذنوب والأستقالة منها ، فهي في الواقع ليست ذنوبا ، وبكاؤهم ليس بكاء خطيئة كما يصدر من الناس ، وإنما هم لمقامهم السامي ومعرفتهم بعظمة الله وجلاله وما يجب عليهم من الاستمرار دائما وأبدا في خدمة الله تعالى وتمجيده وتسبيحه وتهليله فإذا انقطع عن ذلك بعمل مباح عدّ ذلك ذنبا .

وأين هذا مما يقال إنهم يفعلون الذنوب الصغيرة ويرتكبون الخطأ ؟

وأيّ نسبة ينسبونها للأنبياء والإئمة وبالتالي ينسبونها لله تعالى حيث أجازوا عليه أن يرسل أو يستخلف على الناس من يخطىء ويذنب ويرتكب ما يرتكبه الناس من موبقات وذنوب ؟ !

أهذا تهاون واستخفاف بالأنبياء والأوصياء والأمة ، أم هو تهاون واستخفاف بالله حيث ينسب إليه مثل هذه النسبة الباطلة ؟ ! أم هو تشكيك للناس في الله وفي الأنبياء والأوصياء ؟!
ورد عن الإمام زين العابدين أنه قال :
الإمام منا لا يكون إلا معصوما ، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ، ولذلك لا يكون إلا منصوصا .

فقيل : يا ابن رسول الله ، فما معنى العصمة ؟

قال : هو المعتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن ، لا يفترقان إلى يوم القيامة ، والإمام يهدي إلى القرآن ، والقرآن يهدي إلى الإمام ، وذلك قول الله تعالى : " إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ " .
وهذا ما يؤكده حديث الثقلين أيضا ، قال رسول الله : إني مخلف فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .



وفي هذين الحديثين تأكيد على العصمة ، كما يؤكده الإستشهاد بالقرآن وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم .

فأين المعصية من الإمام ؟!

كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا .

من كتاب تأملات في دعاء كميل
للسيد علي السيد حسين يوسف مكي


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc