الجفر والجامعة.. ومصحف فاطمة.. - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. الميزان العقائدي ميزان الحق
ميزان الحق أجوبة لسماحة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في العقيدة

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 2 الزيارات 2742 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الحق"> ميزان الحق
افتراضي الجفر والجامعة.. ومصحف فاطمة..
قديم بتاريخ : 08-Jan-2011 الساعة : 11:40 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الجفر والجامعة.. ومصحف فاطمة..
2- السؤال رقم 47:
هل أنزلت كتب أخرى على رسول الله غير القرآن واختص بها علي «رضي الله عنه»؟!

إن قلتم: لا، فبماذا تجيبون عن رواياتكم التالية:
1ـ الجامعة:
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله قال: يا أبا محمد، وإن عندنا الجامعة، وما يدريهم ما الجامعة؟!
قال: قلت: جعلت فداك، وما الجامعة؟.
قال: صحيفة طولها سبعون ذارعاً بذراع رسول الله ﷺ وإملائه من فلق فيه، وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش إلخ..([1]).
تأمل: «وفيها كل ما يحتاجه الناس».
فلماذا أخفيت إذن، وحُرمنا منها ومما فيها؟!
ثم: أليس هذا من كتمان العلم؟!
2ـ صحيفة الناموس:
عن الرضا «رضي الله عنه» في حديث علامات الإمام قال: «وتكون صحيفة عنده فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة»([2]).
نقول: أية صحيفة هذه التي تتسع لأسماء الشيعة إلى يوم القيامة؟!
ولو سجل فيها أسماء الشيعة في إيران مثلا في يومنا هذا لاحتجنا إلى مائة مجلد على أقل تقدير!!
3 ـ صحيفة العبيطة:
عن أمير المؤمنين رضى الله عنه قال: وأيم الله إن عندي لصحفاً كثيرة قطائع رسول الله ، وأهل بيته وإن فيها لصحيفة يقال لها: العبيطة. وما ورد على العرب أشد منها، وإن فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة، مالها في دين الله من نصيب([3]).
نقول: إن هذه الرواية ليست مقبولة ولا معقولة، فإذا كان هذا العدد من القبائل ليس لها نصيب في دين الله، فمعنى هذا أنه لا يوجد مسلم واحد له في دين الله نصيب!
ثم لاحظوا تخصيص القبائل العربية بهذا الحكم القاسي الذي يشم منه رائحة الشعوبية.
4 ـ صحيفة ذؤابة السيف:
عن أبي بصير عن أبي عبد الله رضى الله عنه: أنه كان في ذؤابة سيف رسول الله صحيفة صغيرة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف.
قال أبو بصير: قال أبو عبد الله: فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة([4]).
نقول: وأين الأحرف الأخرى؟!
ألا يفترض أن تخرج حتى يستفيد منها شيعة أهل البيت؟!
أم أنها ستبقى مكتومة حتى يقوم القائم؟؟! وتهلك الأجيال تلو الأجيال والدين محبوس في السرداب..؟!
5 ـ صحيفة علي:
وهي صحيفة أخرى وجدت في ذؤابة السيف:
عن أبي عبد الله رضى الله عنه قال: وُجِدَ في ذؤابة سيف رسول الله صحيفة، فإذا فيها مكتوب:
بسم الله الرحمن الرحيم، إن أعتى الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله، ومن ضرب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد ، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً([5]).
6ـ الجفر:
وهو نوعان: الجفر الأبيض، والجفر الأحمر:
عن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله رضى الله عنه يقول: إن عندي الجفر الأبيض.
قال: فقلت: أي شيء فيه؟!
قال: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم ، والحلال والحرام.. وعندي الجفر الأحمر.
قال: قلت: وأي شيء في الجفر الأحمر؟!
قال: السلاح، وذلك إنما يفتح للدم، يفتحه صاحب السيف للقتل.
فقال له عبد الله بن أبي اليعفور: أصلحك الله، أيعرف هذا بنو الحسن؟!
فقال: أي والله كما يعرفون الليل أنه ليل، والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم([6]).
نقول: تأمل: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم عليهم الله، والحلال والحرام، كلها في هذا الجفر!
فلماذا تكتمونه؟!
7ـ مصحف فاطمة:
ألف: عن علي بن سعيد، عن أبي عبد الله «رضي الله عنه» قال:
وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله، وإنه لإملاء رسول الله صلوات الله عليه وآله بخط علي «رضي الله عنه» بيده([7]).
ب: وعن محمد بن مسلم عن أحدهما رضى الله عنه:
(وخلفت فاطمة مصحفاً، ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها، إملاء رسول الله وخط علي «رضي الله عنه»)([8]).
ج: عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله رضى الله عنه:
(وعندنا مصحف فاطمة ، أما والله ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول الله وخط علي)([9]).
فإذا كان الكتاب من إملاء رسول الله ﷺ وخط علي، فلماذا كتمه عن الأمة؟!
والله تعالى قد أمر رسوله ﷺ أن يبلغ كل ما أنزل إليه، قال الله تعالى: ﴿أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة:67ـ77].
فكيف يمكن لرسول الله ﷺ بعد هذا أن يكتم عن المسلمين جميعاً هذا القرآن؟! وكيف يليق بعلي رضى الله عنه والأئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم؟!
أليس هذا من خيانة الأمانة؟!
8 ـ التوراة والإنجيل والزبور:
عن أبي عبد الله رضى الله عنه: أنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسريانية([10]).
نقول: وماذا يفعل أمير المؤمنين والأئمة من بعده بالزبور والتوراة والإنجيل، يتداولونها فيما بينهم ويقرؤونها في سرهم؟! ونصوص الشيعة تدعي أن علياً وحده حاز القرآن كاملاً، وحاز كل تلك الكتب والصحائف الأخرى على حد زعمكم. فما حاجته إلى الزبور والتوراة والإنجيل؟! وبخاصة إذا علمنا أن هذه الكتب قد نسخت بنزول القرآن؟!
بعد كل هذا نقول: نحن نعلم أن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم، وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص اليهود والنصارى كما هو واضح في كتبهم المتعددة.

3- الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإن هذا السؤال قد اشتمل على أمور كثيرة تحتاج إلى بعض التوضيح، فلاحظ ما يلي:
أولاً: إن الكتب التي أشار إليها في السؤال: الجامعة، والجفر، ومصحف فاطمة وغير ذلك.. ليست من الكتب المنزلة من عند الله، ولا هي حتى من الأحاديث القدسية.. وفي الأحاديث التي أوردها دلالات عديدة على ما نقول..
ثانياً: إن وجود هذه الكتب عند أهل البيت «» لا يعني أن الناس قد حرموا منها، إذ المفروض أن يكون الأئمة هم الذين يوصلون مضامينها للناس، كلما أمكنهم ذلك.. إذ لا شيء يدلُّ على أنهم «» قد كتموا العلم الذي في تلك الكتب.
وقد نقل نفس هذا السائل النص الذي تضمنته الصحيفة التي أسماها «صحيفة علي». فأين هو الكتمان؟!
كما أن سائر ما أخبر به الأئمة «» على مدى قرنين ونصف من الغيوب وغيرها، مما لم يكن متداولاً بين الناس، ألا يعد ذلك نشراً لمضامين تلك الكتب، أو على الأقل شطراً منها مما احتاج الناس إليه.
ونشر هذه الغيوب ما هو إلا إسهام في تربية الأمة، وفي تعليمها، وترسيخ يقينها، في الوقت الذي كان فيه غيرهم قد جمع ما كتبه الصحابة من حديث رسول الله «» وأحرقه..
ثالثاً: بالنسبة للصحيفة التي فيها أسماء الشيعة، وأسماء أعدائهم، وأنها لا تتسع لأسمائهم الكثيرة، نقول:
ألف: إن هذا الإشكال لم يعد له مورد، فإن قدرة الله تعالى على إعطاء من شاء من خلقه القدرة على جمع معلومات كثيرة في نطاق صغير لا يمكن المراء فيها. وأصبح بإمكان أصحاب هذه الشبهات أن يتأكدوا من هذه الحقيقة بعد أن اتسع القرص الكامبيوتري، لآلاف المجلدات مع مساحة صغيرة جداً، ولعل بعضه لا يتجاوز في حجمه رأس الأنملة..
ب: ربما يكون التدوين قد اقتصر على أسماء الخلَّص، والكبار الأخيار، والرؤساء والقادة من شيعتهم.. ورموز الطغيان، والفتك والعدوان من أعدائهم.
رابعاً: إن قبائل العرب تعد بالمئات والآلاف، وقد انتدب في ليلة الغار عشرة أشخاص من عشرة قبائل من قريش وحدها للفتك برسول الله «»، لكي يضيع دمه في القبائل، فلا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه.. فوجود ستين قبيلة من بين تلك الآلاف من القبائل ليس لها في دين الله نصيب، ليس أمراً غريباً، ولا خارقاً للعادة.
خامساً: إن وجود ستين قبيلة في العرب ليس فيها مسلم واحد ليس فيه شعوبية، لأنه لم يذكر عدد القبائل غير العربية التي ليس فيها أحد له نصيب في دين الله تعالى.. فلعلها تبلغ آلاف القبائل، فيكون حال العرب أهون حال. مع أن هذا النص قد يشير إلى أن المفروض بالعرب هو أن لا يطيقوا أن يكون حتى هذا المقدار من الكفرة بينهم.
سادساً: الصحيفة التي يفتح كل حرف فيها ألف حرف هي الأخرى ليست من الأعاجيب ولا الغرائب، فقد روي عن علي «» قوله:
«علمني رسول الله «» ألف باب من العلم، يفتح لي من كل باب ألف باب»([11]).
ولعل ما أخرجه علي «» من هذه العلوم لم يبلغ حد فتح باب واحد من العلم الذي عنده.
سابعاً: إن الكلام حول كتمان هذه الأحرف، أو تعليمها للناس ليس دقيقاً، وهناك علوم تحتاج إلى علوم مقدماتية، قادرة على إعداد الناس لتلقي بعض العلوم التي تكون أرقى منها، بل تكون هذه العلوم مقدمة وممهدة لتلك.. فلعل الناس كانوا غير قادرين على تحصيل هذه العلوم التمهيدية.
فقد ورد الأمر بأن نكلم أيضاً الناس على قدر عقولهم.
ومن المعلوم أيضاً: أن بعض الأمور إنما يصح بيانها حين يأتي وقتها، فقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ..﴾([12]).
بل لقد ورد في الحديث الشريف ما يدل على مطلوبية كتمان العلم عن غير أهله..
ثامناً: أما الحديث عن حبس الدين في السرداب، فيقصد به التشنيع الذي هو سلاح من لا يملك حجة.. والحقيقة هي: أنه لا مانع من أن تكون هناك أحكام لا تجد موضوعاتها إلا في آخر الزمان.. فمثلاً كان الحكم في الناس منذ بعث رسول الله «» بالأيمان والبينات والأقارير، ولكن إذا خرج الإمام «» حكم بالواقع كحكم آل داود، لأن البينة قد تغلط، أو تكذب، والحالف والمقرّ قد يكذبان أيضاً..
تاسعاً: أما كتمان ما في الجفر، فهو أيضاً غير ظاهر من الروايات، فلعل الأئمة ينشرون تلك العلوم والمعارف بحسب ما يحتاجه الناس، وربما تكون قد بقيت أمور لا تناسب إلا عصر ظهور الإمام المهدي «».. أو لا يصح إظهارها لغير أهلها، وقد يكون منها ذكر ما يجري على من تبقى من ذرية الزهراء «» في زمن الغيبة، فلعل إفشاء هذه الأمور قبل أوانها يكون مضراً بهم أو بالناس.
عاشراً: أما الرواية التي ذكرها عن محمد بن مسلم عن أحدهما: «وخلفت فاطمة مصحفاً، ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها، إملاء رسول الله وخط علي «»..».
فيرد عليه:
ألف: إن العبارة في المصدر هكذا: «وخلفت فاطمة مصحفاً، ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها، إملاء رسول الله وخط علي «»..»([13]).. والدليل على ذلك: أنه لا معنى لكلمة «ولكنه»، لأنها استدراك من لا شيء.
ب: كيف يكون من كلام الله أنزل عليها، ثم يكون رسول الله «» هو الذي يمليه؟! فإن المفروض هو أن تمليه هي، وليس رسول الله «»، لأنه إنما أنزل عليها لا عليه، ألا يدلُّ ذلك على أن الرواي قد خلط الكلام إلى الحد الذي يسقطه عن الإعتبار؟!
أو يكون المراد: أنه أنزل على أبيها، لها ولأجلها..
ج: وإذا كان من كلام الله، فإن ذلك لا يعني أنه قرآن، بل يكون من قبيل الأحاديث القدسية، وقد أوحي إلى رسول الله «» من أجل فاطمة «»، وبذلك ينسجم قوله: أنزله عليها، مع قوله: إملاء رسول الله.
حادي عشر: لا معنى لقول السائل عن مصحف فاطمة: «إذا كان من إملاء رسول الله، فلماذا كتمه الأئمة»؟! لأن الموجب للكتمان هو حساسية المضمون، وترتب المفسدة على إفشائه، سواء صدر من رسول الله أو صدر من غيره..
ثاني عشر: بالنسبة لآية: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾([14]). لا تدلُّ على لزوم إفشاء كل المضامين، بل هي خاصة بإبلاغ ولاية أمير المؤمنين «».. فلعل في إفشاء بعض مضامين مصحف فاطمة ما يكون خاصاً بها، أو ما لا مصلحة في إفشائه، مثل ذلك الذي يتعلق بما يجري على ذريتها، أو ما يتعلق بوصيتها، فإنهما معاً كانا في مصحف فاطمة.
ثالث عشر: قال السائل: كيف يمكن لرسول الله «» بعد هذا (أي بعد نزول قوله: ﴿مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ﴾) أن يكتم عن المسلمين جميعاً هذا القرآن..
ونجيب:
بأن مصحف فاطمة «» ليس قرآناً، وليس فيه شيء من القرآن. كما صرحت به الروايات التي أوردها السائل نفسه، ولعل بعضه قد أخبر الله تعالى به رسوله «» من أجلها «»، كما في بعض الأحاديث القدسية.. وبعضها الآخر: مما كان الملك يحدثها به..
رابع عشر: لا خيانة للأمة في كتمان ما في مصحف فاطمة، فإن ما فيه قد لا يكون مرتبطاً بالأمة، لأن فيه وصيتها، وفيه تسليتها عن أبيها بذكر ما يجري على ذريتها من بعدها..
ولو سلم أن فيه بعض ما يرتبط بالأمة، فليس كل ما كان كذلك يجب إفشاؤه في كل حين، فلعل له وقتاً لو أفشي في غيره لأضر بالأمة.. ويكون إفشاؤه في وقته أمانة، وإفشاؤه في غير وقته خيانة.
خامس عشر: أما حاجة علي «» إلى الزبور والتوراة والإنجيل.. فلأنه «»:
ألف: يحتج على كل ملة بكتابها.
ب: إنه «» وارث علم الأنبياء، كما كان النبي «»، وارثاً لعلومهم، ولكتبهم، وكانت عنده «» عصا موسى، وخاتم سليمان، وصحف إبراهيم وموسى، والتوراة والإنجيل والزبور، وغير ذلك..
ونسخ تلك الكتب بالقرآن معناه: نسخ أحكامها الشرعية لا نسخها كلها، أما سائر العلوم والمعارف والأخبار فيها فليست مورداً للنسخ. ولذلك ذكر لنا القرآن بعض حِكم لقمان، ومواعظه لابنه، لأن الحكم والمواعظ لا تنسخ.
ومن السياسات القرآنية الثابتة: أنه كان يؤكد على أهل الملل الأخرى أنه عارف بأدق دقائق كتبهم، ومختلف تفاصيلها، ويجعل ذلك من وسائل إقناعهم، ولم تنتف الحاجة إلى ذلك منهم بوفاة رسول الله «»، بل هي قائمة إلى يوم القيامة.
على أن من الواضح: أن المنسوخ لا يحذف، ولذلك بقي في القرآن ناسخه ومنسوخه، والنبي «» وأوصياؤه هم الذين يميزون هذا عن ذاك.
سادس عشر: قول السائل: إن الإسلام ليس إلا كتاب واحد، وأن تعدد الكتب من خصائص اليهود والنصارى.. فهو غير مقبول، لسببين:
ألف: إن وجود مواريث الأنبياء عند رسول الله «» وعند أوصيائه لا يعني أنه قد ضاهى اليهود والنصارى..
ب: إن القرآن مصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل.. لأن التوراة والإنجيل كلام الله بلا ريب. ونسخ بعض أحكامه لا يجعله من كلام غير الله تعالى..
كما أن فيه: أمثال، وحكم، وتربويات، ومواعظ، وأخلاق، وقيم، وغير ذلك.. وهذا ليس مما ينسخ..
وأدنى فوائده: أنه يساعد على إيمان أتباع الأديان السالفة من خلال الإحتجاج به عليهم. كما كان يحدث في زمن رسول الله «».. كما أن هذا كان ديدن الأئمة «» أيضاً، فإنهم كانوا يحتجون على أهل الملل والنحل بكتبهم، فلم يكن يسعهم إلا البخوع والتسليم.
وهذا من فوائد نزول عيسى «» في آخر الزمان، ليكون ذلك آية لليهود وللنصارى على حد سواء..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..

----------------------------------
([1]) انظر: «الكافي» (1/239).
([2]) انظر: «بحار الأنوار» (25/117).
([3]) «بحار الأنوار» (26/37).
([4]) «بحار الأنوار» (26/56).
([5]) «بحار الأنوار» (27/65).
([6]) «أصول الكافي» (1/24).
([7]) «بحار الأنوار» (26/41).
([8]) «البحار» (26/41).
([9]) «البحار» (26/48).
([10]) انظر: «أصول الكافي» (1/227).
([11]) الخصال ص572 و 652 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص165 = = وكتاب سليم بن قيس (تحقيق الأنصاري) ص211 و 330 و 420 و 431 و 435 و 462 ودلائل الإمامة (ط مؤسسة البعثة) ص235 و (مؤسسة المهدي) ص131 والإحتجاج ج1 ص223 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص571 ومدينة المعاجز ج5 ص69 وبحار الأنوار ج22 ص463 وج31 ص425 و 433 وج40 ص216 وج69 ص183 وج89 ص42 والتفسير الصافي ج1 ص42 والدر النظيم ص285 و 606. وراجع ايضاً: موسوعة الإمام علي بن أبي طالب «» في الكتاب والسنة والتاريخ ج10 ص16 و 17 وغاية المرام ج5 ص224 وج6 ص107 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص600 وج23 ص452 وتنزيه الشيعة الاثني عشرية عن الشبهات الواهية للتبريزي ج1 ص156 و 163.
([12]) من الآية 101 من سورة المائدة.
([13]) بصائر الدرجات ص176 وراجع ص178 وبحار الأنوار ج26 ص41 وراجع ص48 وج47 ص271.
([14]) الآية 76 من سورة المائدة.
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




ياعلي مدد
الصورة الرمزية ياعلي مدد
عضو دائم

رقم العضوية : 6795
الإنتساب : Nov 2009
الدولة : عند الحبيب
المشاركات : 1,198
بمعدل : 0.23 يوميا
النقاط : 223
المستوى : ياعلي مدد is on a distinguished road

ياعلي مدد غير متواجد حالياً عرض البوم صور ياعلي مدد



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الحق"> ميزان الحق
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Jan-2011 الساعة : 03:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسمه تعالى

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم



اجرك الله اخ خادم الزهراء على نقل هذه الاجوبة

توقيع ياعلي مدد

ياعلي مدد
ايا زهراء كيف لُطمتِ وخدّك مقبلُ الرسول
وكيف بالسياط ألموك وأنت بضعة الرسول
وكيف يا زهراء يعصروك وصدرك مشكى الرسول



اهـ . اهـ . من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق





fadak
الصورة الرمزية fadak
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 9098
الإنتساب : May 2010
الدولة : الجنوب المقاوم
المشاركات : 1,619
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 0
المستوى : fadak is on a distinguished road

fadak غير متواجد حالياً عرض البوم صور fadak



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الحق"> ميزان الحق
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Jan-2011 الساعة : 05:33 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أللهم نور بصرنا وبصيرتنا بنور وعلوم محمد واهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام
واجعلنا ممن يسمع القول فيتبع أحسنه
آجرك الله اخي خادم الزهراء لتنويرنا بالاطلاع على هذه الاجوبة

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc