ختومات العارفين - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: ميزان أنوار السلوك :. ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ}

إضافة رد
كاتب الموضوع مسكين مستكين مشاركات 3 الزيارات 21769 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

مسكين مستكين
الصورة الرمزية مسكين مستكين
عضو مميز
رقم العضوية : 7148
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : ارض عزيز الزهراء
المشاركات : 465
بمعدل : 0.09 يوميا
النقاط : 192
المستوى : مسكين مستكين is on a distinguished road

مسكين مستكين غير متواجد حالياً عرض البوم صور مسكين مستكين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي ختومات العارفين
قديم بتاريخ : 05-Oct-2010 الساعة : 02:27 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احاط به علمك
واحصاه كتابك .
على حب سيدتي ومولاتي مطلع البدر والصديقة الكبرى وهيبة الفجر ومنتثر الازهار وتفاحة الفردوس الكوثر المظلومة المحزونة ام الحسن ( فاطمة التقية النقية الزهراء ) عليها افضل وأكمل وأنبل الصلاة والسلام .
بفاطمة قد تمسكنا وبالامها قد تشاركنا واضلاعها جرح بركان ومثل الضلوع تحركنا
=============================================
على حب المظلومة
فاطمة
انقل لكم بعض الختومات العرفانية الصادرة من اولياء الله الصالحين
وهي عبارة عن ومضات نورانية صدرت منهم للترقي الى مدارج الكمال
نسأل الله عزوجل ان يكون هذا العمل مفيدا لجميع الاخوة والاخوات
وأسالكم الدعاء
=============================================
أولا " :
الرابطة القوية بالامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام :
ورد في احوال المرحوم اية الله العظمى السيد علي القاضي قدس سره
انه كانت له رابطة قوية بالامام الحسين 0
ويقول السيد هاشم الحداد وهو طالب عند اية الحق والعرفان السيد علي القاضي
لي كل موضع من الصحن المقدس للامام الحسين قد بت فيه
( ان في كل موضع من الصحن المطهر للامام الحسين )
وكان السيد هاشم الحداد قدس سره
يقول فيما يؤثر في معرفة النفس ومعرفة الرب :
ان ذكر اليونسية ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين )
في السجود وذكر ( يالله ياله يارب )
ساعة من الوقت في السجود له أثر بالغ في تقوية الروح
وأوصى :
من يتلظى غيضا" بان يقرأ سورة ( ألم نشرح لك صدرك )
عدة مرات فانه مؤثر ويؤدي الى شرح الصدر )
ختومات العارفين
ص32



سلسبيل أحمد
عضو
رقم العضوية : 8584
الإنتساب : Mar 2010
المشاركات : 20
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 171
المستوى : سلسبيل أحمد is on a distinguished road

سلسبيل أحمد غير متواجد حالياً عرض البوم صور سلسبيل أحمد



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مسكين مستكين المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Oct-2010 الساعة : 06:45 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ألف شكر نتمنى المزيد


مسكين مستكين
الصورة الرمزية مسكين مستكين
عضو مميز
رقم العضوية : 7148
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : ارض عزيز الزهراء
المشاركات : 465
بمعدل : 0.09 يوميا
النقاط : 192
المستوى : مسكين مستكين is on a distinguished road

مسكين مستكين غير متواجد حالياً عرض البوم صور مسكين مستكين



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : مسكين مستكين المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Oct-2010 الساعة : 06:21 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


البرنامج الأول: منهاج السالكين

كتب الشيخ محمد حسين الاصفهاني المعروف باكمباني ـ وهو من أعلام واساتذة الحوزة العلمية في النجف ـ الى العارف الملكي رسالة يطلب منه برنامجا للسلوك مما تعلمه من استاذه الملا حسينقلي الهمداني، قال العلامة الطباطبائي في تعريف الشيخ الأصفهاني: (كان الشيخ اصفهاني الأصل ولكنه قضى أيام حياته في العتبات المقدسة، وبعد إكمال دراسة المقدمات التحق بدرس الفيلسوف الإلهي الشيخ محمد باقر الاصطهباتاني لدراسة الحكمة، وحضر ثلاثة عشر عاما دروس الآخوند الخراساني في الفقه والاصول، وكانت له في تهذيب نفسه وتزكية باطنه علاقة ومكاتبة مع العالم التحرير فخر المجتهدين وسند العارفين الميرزا جواد الملكي الذي كان من أكابر تلامذة الآخوند الملا حسينقلي الهمداني).

ومما يجدر ذكره أن الشيخ الكمباني ترك الدرس والبحث إثنا عشر عاما وتفرغ للعبادة والسلوك في طريق العرفان.
وخلف آثارا علمية وعرفانية وفلسفية مهمة، منها: كتاب الأنوار القدسية وتحفة الحكيم وديوان شعر ونهاية الدراية. توفي في سنة 1361هـ. ودفن في النجف.

فكتب له العارف الملكي جوابا وشرح له طريقة وبرنامج استاذه الهمداني في السلوك العرفاني، وكانت نسخة هذه الرسالة عند العلامة الطباطبائي فأعارها الى تلميذه العلامة حسين زاده الآملي الذي استنسخها ثم نشرها للملأ العام في الآونة الأخيرة. ويقول العلامة الطباطبائي أيضا: (وكان الشيخ الكمباني ضنينا جدا في إعطاء هذه الرسالة، ولا توجد منها سوى نسختين، أحداهما عندي والاخرى عند الشيخ علي محمد البروجردي والذي يقيم حاليا في بروجرد، وهو من الأخيار. وفي هذه الرسالة جميع ما تعلمه الميرزا جواد الملكي من الآخوند الهمداني في التهذيب والتزكية الروحية).
وإليك عزيزي القارىء ترجمة نص الرسالة الجوابية للعارف الملكي:

بسم الله الرحمن الرحيم


روحي فداك
بعد الإعراض عن مشقة المجاملات وعدم الوصول الى الواقعيات على ما تفضلتم به في رسالتكم، وطلبكم من هذا المفلس برنامجا يوصلكم الى ما تريدون، فأقول بلا تكلف حقيقة ما تعلمته للسير في هذه العوالم وتحدثت لك منذ البدء عن بعض نتائجه بالتفصيل، لرغبتي الجامعة في أن أكون مع باقي رفاقي على صبغة واحدة في جميع العوالم.
وابين لكم هنا أصل وأساس ما أعلم لزومه في هذا الطريق بلا ضيق علي في ذلك، وأشرح لكم الآن إجمال ما تعلمته مرة اخرى.

قالوا في الطريق المطلوب لمعرفة النفس: إن النفس الإنسانية ما لم تعبر من عالمها المثالي فسوف لن تصل الى العالم العقلي. وما لم تصل النفس الى العالم العقلي فلا تحصل لها حقيقة المعرفة، ولن تصل الى المطلوب.
ولهذا من أجل الوصول الى هذا الهدف قال المرحوم المغفور له (جزاه الله عنا خير جزاء المعلمين):
يجب على السالك أن يقلل من طعامه مقدارا أكثر من المتعارف، ويوفر وقتا أكبر للاستراحة لتضعف الصفة الحيوانية عنده وتقوى الجنبة الروحية، وقال في تعيين ميزان ذلك:
أولا: على السالك أن لا يتناول أكثر من وجبتين في اليوم والليلة، وأن لا يأكل بين الوجبات. وثانيا: يجب عليه عندما يريد أن يأكل أن يكون ذلك بعد ساعة من الجوع، وأن يأكل بمقدار لا يشبع معه.

هذا في قلة الطعام، وأما في كيفيته فيجب عليه إضافة إلى مراعاة الآداب المعروفة أن لا يتناول لحما كثيرا، بمعنى أن يترك أكله في وجبتي الليل والنهار، وأن يترك أكله أيضا في كل أسبوع يومين أو ثلاثة. وإن استطاع تركه نهائيا فليعمل. ويجب على السالك أيضا أن يمتنع عن أكل الكرزات (الفستق والجوز واللوز والحمص والبندق وبرز القرع) فإن نازعته نفسه جدا الى أكله فليستخير الله في ذلك. وإن استطاع صيام ثلاثة أيام من كل شهر فليفعل.
وأما بالنسبة الى تقليل النوم فكان يقول: ينبغي للسالك أن ينام ست ساعات فقط في اليوم، وأن يهتم كثيرا بحفظ لسانه، وعليه باجتناب معاشرة أهل الغفلة، وهذا كاف في تقليل الجنبة الحيوانية عنده.

وأما ما يجب على السالك الإتيان به في سبيل تقوية الجانب الروحاني فهو:
أولا: أن يكون مغموما مهموما محزونا قلبه دائما بسبب عدم الوصول الى المطلوب.
وثانيا: أن لا يترك الفكر والذكر ما استطاع الى ذلك سبيلا.
وهذان هما جناحا السير في سماء المعرفة.

وعمدة الوصايا في الذكر هي أذكار الصباح والليل، وأهمها ما ورد في الأخبار، وأهم التعقيبات هي الصلاة على محمد وآل محمد. وعمدة الذكر هو ما كان عند النوم على ما هو المأثور في الأخبار، لا سيما إذا كان متطهرا بحيث يغشاه ال وهو في حال الذكر.

وأما قيام الليل فكان يوصي أن يكون قبل ساعة ونصف من طلوع الفجر في الصيف وثلاث ساعات قبل طلوع الفجر في الشتاء.
وكان يقول: لقد رأيت آثارا عظمية من سجدة الذكر اليونسية ـ أي ينبغي الاستمرار عليها ليلا ونهارا، وكلما اتي بها اكثر كان أثرها أعظم، وأقل القليل فيها هو تكرارها اربعمائة مرة، وقد جربت ذلك بنفسي أيضا، وادعى تجربة ذلك أيضا أشخاص آخرون.

ومما يزيد في تقوية الجانب الروحي عند السالك ايضا هو قراءة القرآن الكريم وإهداء ثوابها الى النبي وسلم.
وكان يقول فيما ينبغي للمبتدىء التفكير فيه: ليفكر في الموت الى الوقت الذي يشعر فيه من حاله أن الاستمرار في ذلك سينتهي به الى الحيرة، وإجمالا يجد في نفسه استعدادا، وحينئذ يلتفت الى عالم خياله ويفكر عدة أيام ليلا ونهارا ليفهم بأن كل ما يتخيله ويراه هو نفسه ولا يخرج عن حدود نفسه. فإذا تحول ذلك الى ملكه في نفسه فانه سيرى نفسه في عالم المثال، أي يفهم حقيقة عالم مثاله ويكون له هذا المعنى ملكة.

وكان يقول: وعندئذ يجب على السالك تغيير تفكيره ويمحو جميع الصور والأوهام والتفكير في العدم. وإذا صار ذلك ملكة عند الإنسان فلا بد أن يتجلى له سلطان المعرفة، أي سيفوز يتجلي حقيقة نفسه بالنورانية وبلا صورة وحد بكامل البهاء. فإذا رآه وهو في حال الجذبة كان أفضل، وعندما يجد الرقي في العالم العالية فسيرى أثر كل سير حاضرا.
ومن أجل ترتيب هذه العوالم يجب على الإنسان أولا أن يترقى من عوالم الطبيعة هذه الى عالم المثال، ثم الى عالم الأرواح والأنوار الحقيقية. ومن العجيب أن نرى التصريح بهذه المراتب في سجدة دعاء ليلة النصف من شعبان، والذي سيكون موافقا لوصول الرسالة، حيث يقول: (سجد لك سوادي وخيالي وبياضي) وعندما تفنى هذه الثلاثة بأجمعها سيحصل أصل المعرفة، حيث أن حقيقة السجدة هو عبارة عن الفناء، وعند الفناء عن النفس بمراتبها يحصل البقاء بالله (رزقنا الله وجميع اخواننا بمحمد وآله الطاهرين).

ولم نحرم ـ والحمد الله ـ ببركة دعاء الاخوان من هذه العوالم إجمالا. وقد جعلت الدعاء لكم ولبعض الاخوة الآخرين وردي الليلي.
وحد إكمال التفكير في عالم المثال، والذي يكون بعده محو الصورة، هو: إما أن يلتفت بنفسه تلقائيا ويرى حقيقة الموضوع عيانا، أو يفكر الى الحد الذي يعبر من العلمية الى العيان، وحينئذ تمحى الأوهام بالتفكير في العدم الى أن يتجلى من جهة حقيقة نفسه) انتهى.

وقال العلامة الطباطبائي في توضيح بعض عبارات الرسالة جوابا على سؤال الشيخ حسن زادة الأملي: ما معنى قول الميرزا الملكي: (وهو حينئذ يلتفت الى عالم خياله)؟..
قال: ما لم يجد الإنسان العلم فجميعه في صقع نفسه، والجميع عالم مثال لعلمه هو. وكل ما تراه (أي ما تدركه) هو نفسك وليس هو أمرا خارجا عنك.

والمقصود من قول الملكي (يجب تغيير الفكر ومحو جميع الصور والأوهام والتفكير في العدم) هو أن جميع هذه هي مظاهر تجليات الحق تعالى، وعليك أن ترى الحق في هذه المظاهر، ولا تنظر لها على أنها وجودات مستقلة، وهو المراد من العدم. وبما أن وجود الظهور بلا مظهر والجلوة بلا مجلي لا معني لها، ولا يمكن لها أن تتحقق، فإذن الجميع يرى بها الحق. والعارف هو ما اكتشف أخيرا ما كان قد حصل عليه أولا. وجميع الناس يكتشفون في حالة إلا أن طريقة الاكتشاف مختلفة. ويكون حينئذ قد وصل الى عالم النور والبياض والعيان.

البرنامج الثاني: ذكر اليونسية

ومن الأعمال المتعارفة عند السالكين هو ذكر اليونسية في حال السجود لمدة ساعة أو (400) مرة على الأقل في كل يوم، وقد نقل العارف الملكي عن استاذه حسينقلي الهمداني الأهمية العظمى لهذا العمل إضافة الى قراءة سورة القدر مائة مرة في ليلة الجمعة وعصرها، قال:
(ثم إني سألت بعض مشايخي الأجلة الذي لم أر مثله حكيما عارفا، ومعلما للخير حاذقا، وطبيبا كاملا: أي عمل من أعمال الجوارح جربتم أثره في تأثر القلب؟.. قال: سجدة طويلة في كل يوم يديمها ويطيلها جدا، ساعة أو ثلاثة أرباعها، يقول فيها:{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} شاهدا نفسه مسجونا في سجن الطبيعة، ومقيدة بقيود الأخلاق الرذيلة، ومنزها لله تعالى بأنك لم تفعله بي ظلما، وأنا ظلمت نفسي وأوقعتها في هذه المهلكة العظيمة. وقراءة القدر في ليالي الجمعة وعصرها مائة مرة.

قال قدس سرة: ما وجدت شيئا من الأعمال المستحبة يؤثر تأثير هذه الثلاثة. وقد ورد في الاخبار ما حاصله انه ينزل يوم الجمعة مائة نفحة أو رحمة، تسع وتسعين منها لمن قرئها مائه مرة في عصرها، وله نصيب في الواحدة ايضا).

وقال العارف الملكي ايضا في كتابه (المراقبات):
(كان لي شيخ جليل أيام تحصيلي في النجف الأشرف. وكان مرجعا للاتقياء من طلبة زمانه في التربية، وسألته عما جربه من الأعمال البدنية في تأثير حال السالك الى الله، فذكر أمرين:
أحدهما: أن يسجد في كل يوم وليلة سجدة واحدة طويلة ويقول فيها:{لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين} يقصد بذلك أن روحي مسجونة في سجن الطبيعة، ومقيدة بقيود الاخلاق الرذيلة، وإني بأعمالي جعلت نفسي مسجونة في هذا السجن، ومقيدة بهذه القيود، وانزه ربي من أن يكون هو الذي فعل بي ذلك ظلما، وأنا الذي ظلمت نفسي وأوقعتها في هذه المهالك.

وكان يوصي أصحابه بهذه السجدة، وكان كل من يعمل بها يعرف تأثيرها في حياته لا سيما من كان طول سجوده اكثر، وكان بعض أصحابه يكرر ذلك ألف مرة، وبعضهم أقل، وبعضهم أكثر، وسمعت أن بعضهم يكررها ثلاثة آلاف مرة.
والثاني: أن يتختم بخاتم فيروزج أوعقيق، وقد ورد أن الله تعالى قال: إنى لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأرجها خائبة).

البرنامج الثالث: شرائط التدبر في القرآن

قال العارف الملكي:
(قال الله عزوجل {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}. فمن تدبر في القرآن لابد أن يعرف بقدر تدبره معنى الكلام وعظمته، وعظمة المتكلم به، وأحضر قلبه عند قرائته وتدبر فيها، وتفهم مراداتها، وتخلى عن موانع الفهم، وفرض نفسه مخصوصا بأحكامها ومواعظها فيتأثر عند ذلك منها ويترقى بعد تأثره في مراتب فراسته الى عوالم بهية ومقامات سنية. هذه امور متعلقة بقراءة القرآن، بعضها واجب جدا، وبعضها فضل وأي فضل.

أما فهم معنى كلام الله فإجماله أن يعلم أن القرآن له حقيقة غير عوالم الألفاظ والمفاهيم والنقوش، وهو من أنوار الله ، وله في العوالم مظاهر، ولمظاهره تأثيرات. وله في عوالم الآخرة صورة كصورة الأنبياء والملائكة وعباد الله الصالحين، يتكلم في هذه الصور، ويشفع عند الرب تعالى ويشفع وهو شافع مشفع وصادق (ما حل) مصدق، وهو في الحقيقة تجل من تجليات الله جل جلاله، كل ذلك في أخبار أهل البيت الذين هم قيم القرآن ومع القرآن لا يفترقان.
وفيه تبيان كل شيء، وعلم ما كان ويكون، وهو نور يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم، بل بحقيقته في بعض العوالم اتحاد مع حقيقة رسول الله وسلم وخلفائه الطاهرين. كما يكشف عنه قول أمير المؤمنين : أنا القرآن الناطق.

وبالجملة للقرآن حقيقة، وحقيقته بحيث لا يصل إلى كنه معرفته هذه العلوم، وهو كما قال الله عزوجل: {لا يمسه إلا المطهرون} فالمعرفة بحقيقته ملازمة لمعرفة عظيمة، وهي ملازم لمعرفة عظمة المتكلم به، فمن عرفه بهذه المثابة لابد أن يحضر قلبه عند تلاوته، وتدبر في قراءته، واستفهم مراداتها واشاراتها ولطائفها، وإن في ذلك خيرا كثيرا، لأن في القرآن علم المبدأ والمعاد وهو العلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وانواع العلوم بحقائق الأشياء كما هي.
وبالجملة روي عن أمير المؤمنين أنه قال: (ما أسر إلي رسول الله شيئا كتمته عن الناس إلا أن يؤتي الله عبدا فهما في كتابه).

ولا بأس أن نشير الى مسألة واحدة من وجوه التدبر والاستفهام ليكون تذكرة لمن أراد أن يتذكر.
فنقول: إذا قرأ الانسان مثلا في سورة الواقعة: {أفرأيتم الماء الذي تشربون} فله أن لا يقتصر نظره الى طعم الماء فليتدبر من ذلك في وجوه، ومن ذلك: أن يتدبر في تكون الأشياء منه، مثلا يتفكر أن الماء الواحد كيف يكون نباتا وحبا وحيوانا وإنسانا.

ثم يتفكر في أجزاء الإنسان، أجزائه الظاهرة من العظم واللحم وغيرها، والبصر والسمع وغيرها، وقواه وأخلاقه الكريمة وأخلاقه الرذيلة وآثارها في الدنيا والآخرة، حتى يصل الى مراتب عقوله حتى يقف الى العقل المستفاد ويتفكر فيه حتى يراه كأنه عالم مستقل بإزاه هذا العالم فكأنه عالم صغير، بل يراه عالما كبيرا.

ثم يرجع الى مبدأ الماء فيرى كما في القرآن أنه من آثار رحمة الله، ثم ينظر الى أن الرحمة من الصفات، ورأى في الصفات المتصف. ومن هذا النوع من التدبر من مبادىء علم المكاشفة. ولعله إذا استغرق المتدبر فكره في ذلك يرى ما يصدق به قول الصادق : (ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله ومعه وبعده).
ثم قال: ( وكيف كان يجب على المستفهم أن يتخلى عن موانع الفهم وإلا فلا ينتفع بالقرآن حق الانتفاع، بل قد يتضرر إذا لم يتخل من موانع الفهم، وقد عدوا له وجودها ذكروا في:

أولها: التقيد في استقصاء إخراج الحروف من المخارج، وحفظ حدود محاسن التجويد، فانه يمنع عن التدبر في معاني الآية فلا يمكنه الاستفهام.

والثاني: أن تكون صفة وخلق من الأخلاق الرذيلة والصفات الخبيثة توجب طبع القلب عن فهم معاني القرآن كما دلت عليه بعض الآيات:{كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} وقوله:{وما يتذكر إلا من ينيب}. فان هذه الصفات في القلب يورث كدورة تمنع عن فهم حقائق الأشياء نظير صداء المرآة التي تمنع عن ترائي الصور فيها.

والثالث: أن يعتقد أمرا باطلا ويتخذه لنفسه مذهبا، ويبني أن ما وراء كفر أو ضلال، فإن ذلك أيضا من موانع الفهم لأن في أول استنارة القلب لرؤية الحق بالقرآن قبل تمكنه يراه كفرا ويدفعه ويؤوله، وهذا لا يهتدي الى الحق أبدا مادام فيه هذا التعصب لمذهبه الباطل.

والرابع: أن يجد في تفسير آية تفسيرا ظاهرا ويعتقد أن المراد مقصور به، وأن غير هذا المعنى تفسير بالرأي وهو محرم.

فإذا عرف القارىء حقيقة القرآن وعظمته، فلابد أن يتدبر في آياته، وإذا تدبر وتخلى من موانع الفهم واستفهم لابد أن يتجلى له مرادات الله على حسب مقامه من الدين، فإذا شرب من هذا المنهل كأسا أسكره، وإذا سكر من تجليات المعارف الربانية يتأثر قلبه بآثار مختلفة باختلاف الآيات، فيحصل له بحسب كل معنى حال ووجد، لأنه يرى كل آية كأنه هوالمخاطب بها، أو نزلت في حقه وهو المخصوص بها، فيتصف قلبه بحزن أو سرور، أو خوف أو رجاء، أو توكل أو تسليم، أو رضا أو توحيد، فيجيب الآيات بحسب حاله بعوذة واستغفار، واعتراف وتوبة، ودعاء وشكر، وتسبيح وتحميد، وتهليل وتكبير، بحسب أحواله الحاصلة له في تأثراته.

فإذا غلبه الخوف حصل له التبري من كل خير وسعادة مذكورة فيها لعباده الصالحين، فيتعوذ من شقاوته الى ربه، وإذا غلبه الرجاء يتشوق الى البلوغ لكل مقام سني من مقامات الكاملين والعارفين والمقربين، فيدعو الله أن يلحقه بهم وإذا اكتمل له هذه التأثرات فلابد أن ينتج له من بركات الوحي ونفحات الرب ما يترقى به حتى كأنه يرى الله متكلما معه ومخاطبا إياه، فكأنه يشهد بقلبه أن الله يخاطبه بألطافه، ويناجيه بأنعامه وإحسانه، فيكون حاله التعظيم والإصغاء والفهم والحياء.

ثم إن ساعة التوفيق لشكر هذه النعمة بما يليق بها، واستقبال هذه النفحة كما هو حقها، زاد الله في إنعامه وأعطاء مقاما آخر أعلى وأسنى، فيكون حاله كأنه يرى المتكلم في الكلام،س والصفات في الكلمات، كما أشار إليه الصادق عليه اسلام فيما روي عنه في توحيد الصدوق: (إن الله تجلى لعباده في كلامه ولكن لا يبصرون، فيكون مقصور الهم على المتكلم، ولا يبقى له نظر الى نفسه ولا قراءته، ولا الى سائر الأحوال، رزقنا الله وجميع المؤمنين بهذا المقام مقامهم، وأنعم علينا بمثل حالهم بحق أوليائه المقربين وأحبائه الفائزين صلوات الله عليهم أجمعين).

البرنامج الرابع: كيفية التذلل لله عزوجل

يقول العارف الملكي:
(من العوامل المؤثرة في تهييج الرقة وإثارة والخشية والبكاء: أن يغل يده الى عنقه، وأن يلبس المسوح، وأن يثير التراب على رأسه، وأن يخر على التراب وأن يمسح وجهه على التراب، وأن يضع رأسه على الجدران، وأن يمشي ويقف، ويصيح ويسكت، ويتمرغ في التراب، ويفرض نفسه في المحشر، ثم يعاتب نفسه بما ورد من عتاب أهل الجرائم.
ثم ينظر نظرة عن يمينه، ويتفكر في أصحاب باليمين وصورهم ولباسهم وزيهم، ثم ينظر عن شماله ويقدر نفسه مع أصحاب الشمال ويتصور أحوالهم المنكره من سواد الوجه وزرق العين وغل الأيدي والاقتران مع الشياطين ولبس القطران ومقطعات النيران، والزبانية كلهم حاضرون، والى أمر ربهم ناظرون، ثم حذر من صدور الخطاب بقوله: {خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه}.

ثم يناجي: يا أرحم الراحمين، يا غياث المستغيثين، أين رحمتك الواسعة، أين عطاياك الفاضلة، أين فضلك العظيم، أين منك الجسيم، أين كرمك يا كريم.
ثم يبكي ويذكر عظم حلمه وكرمه، وقديم فضله وإحسانه، وعميم عفوه وغفرانه.

فإن أتاه الخبيث وأراد أن يقنطه من رحمة ربه وقال: أنت مع هذه الذنوب والعيوب لست أهلا لرحمة الله والنظر الى لطفه، فأنه قال:{فسأكتبها للذين يتقون} وانت لست من المتقين، فلا يقبل قوله، ويعرض عن جوابه، ويناجي ربه في جوابه، ويزيد في إظهار الرجاء ويقول: حاشا لوجهك الكريم أن يعرض عن مثلي من المحتاجين الى عفوه وكرمه، والمتوسلين إليه بأوليائه، وأن لا يرحم عيني الباكية وقلبي الخاشع وبدني الذليل الخاضع.

ثم يقوي رجاءه و يبسط آماله، ويستدعي كلما يتصور ويتعقل من المقامات العاليه من المعرفة والمحبة والقرب والزلفى، والعمل والتقوى، ويكثر من قول: يا من يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره، يا من لا يعظم عليه شيء من العطايا العظيمة والكرامات الجليلة الجميلة، يا من لا ينقصه الإحسان ولا يزيده الحرمان.
ثم يؤكد هذا المعني ويقول: إلهي إن كنت غير متأهل لمسألتك فكرمك أهل لذلك ولما فوقه، إلهي أن معرفتى التي وهبتني يحكم لي أن أتمنى عليك العظائم، لأنك لم تهب ما وهبته على من وهبته من أوليائك باستحقاق منهم إلا بأن وهبتهم الاستحقاق بفضلك، فأنه لا يوجد الخير إلا منك، فتفضل علي بما تفضلت به عليهم من الاستحقاق حتى استحق إجابة ما سألتك.

إلهي أنت الذي لا تسئل عن فعلك، ولا تنازع في ملكك، ولا يعترض عليك أحد في فعلك، وأنت القادر الجواد، وليس لقدرتك حد، ولا لجودك منتهى، فأهلني بقدرتك، وجد لي بجودك، يا أجود الأجودين.
إلهي إنك تجد من تعذب غيري من اعداء اوليائك ومعاندي حضرة جلالك وأنا لا أجد من يعطيني غيرك يا كريم، أيضيقني بعد كرمك؟.. فانك لا تحتاج إلى عذابي ومنعي، وأنا أحتاج إلى عفوك وكرمك.

إلهي إن عدوك وعدوي جاءني ليحرمني من دعائك ويؤيسني من رحمتك الواسعة، فبفضلك أعرضت عن قوله، وخالفته فيما أمر به، فانصرني عليه بتصديق رجائي وآمالي فيك، إلهي أنا مع قلة معرفتي بمبلغ جودك وكرمك، وغنائك وقدرتك، لا اقطع بمنع عفوك وفضلك عن أحد من عبيدك حتى الكفار إلا أعداء اوليائك الذين ظلموهم وآذوهم، وليس عقيدتي في عذاب غيرهم من الكفار إلا عن وجه التعبد لكتابك وقول نبيك في وعيدك للكفار، ولا يرى عقلي ـ هذا الذي مننت به علي ـ أن يوجب عليك شيئا من العذلب، ولا الوفاء بالوعيد، ولا أرى عدم الوفاء بالوعيد نقصا في قدس صفاتك بحكم عقلي، ولا أقطع شيئا في ذلك إلا أن يكون ذلك أيضا من باب التعبد، إلهي هذا حكم عقلي في الكفار والجاحدين، فكيف بمن آمن بك، وأحب أن يطيعك، وأمل فضلك وتمنى قربك، ورجا من كرمك العظائم، وإن كان من العاصين والمذنبين.

إلهي من العبد الذنب، ومن السيد العفو والكرم، لا سيما إذا كان كريم العفو، إلهي هذا الذي تصورت من حكم عقلي في مطلق الأوقات، وأما بالنسبة إلى هذه الأوقات التي خلقتها لكرمك، ومننت بها على عبيدك وندبت فيها عبادك المذنبين الى مغفرتك وعفوك والسائلين الى الإجابة والعطاء، وفتحت فيها أبواب كرمك وجودك، فلا حكم لعقولنا من ذلك إلا العفو والكرم، وتبديل السيئات بالحسنات وإجابة الدعوات، وعطاء المسؤولات، والجود بالعظيمات من الكرامات، وهذا ظننا بك وبكرمك، وأنت أعلم بما بلغنا عن نبيك وآله صلواتك عليهم من معاملتك مع من يحسن ظنه بك).

البرنامج الخامس: المشارطة والمراقبة والمحاسبة

قال العارف الملكي:
( يجب على سالك طريق الله بعد التوبة الإلتزام بالمشارطه والمراقبة والمحاسبة. المشارطة مع نفسه من أول الصباح ( أي يشترط على نفسه اجتناب الذنوب من استيقاظه الى حين نومه)، ثم المراقبة الكاملة لأعماله من أول نهاره الى آخر ليلة، ثم المحاسة الكاملة حين النوم لكل ما أتى به خلال هذه المدة وما صرفه من قواه الظاهرية والباطنية والنعم الإلهية أو تركه مهملا، وقد فصل علماء الأخلاق البحث عن ذلك في كتبهم الأخلاقية، ونشير هنا الى أهم الفقرات المؤثرة جدا، وهي:
على الإنسان عند النوم أن يحاسب نفسه ويعالج خياناتها بقدر طاقته، والتوبة والتدارك لما هو ممكن فعلا، والعزم الجدي على إتيان ما أخره. واعلم انك الان تنام، والنوم أخ الموت، وهو صريح الآية الكريمة {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى}، فمن اللازم إذن أن يحضر عدة الموت ويتهيأ للموت، فيجدد عهد الإيمان ويتمدد نحو القبلة ومتوجها بقلبه الى القبلة الحقيقية ويدخل في فراشه بذكر البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم) والإتيان بالأعمال الخاصة عند النوم ما استطاع، ويسلم نفسه وروحه الى الله جل جلاله.

ومن أهم الأعمال حين النوم والتي لا ينبغي تركها هي: قول ( بسم الله الرحمن الرحيم) بلسانه وقلبه حين دخوله في فراشه، ثم يتلو الآيات التالية بتدبر{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} وقوله تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير* لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.
ثم قراءة تسبيح الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وآية الكرسي وثلاث مرات أو أحد عشر مرة سورة {قل هو الله أحد} وثلاث مرات (يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته) وتلاوة الآية المباركة: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم*إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب}.

ومن الأفضل أن يأتي بالاستغفارات المروية ومطلق الاستغفار(استغفر الله وأتوب إليه). وينبغي الالتفات الى أن الرب الجواد كما منح في هذا النوم مواهبا عظيمة لأنبياء وأولياء فمن الممكن أن تشمله هذه العناية الإلهية أيضا. وهذا العبد الذليل كانت له آمال عريضة ببعض المنامات التي زار فيها المعصومين ونال منهم مواهبا كبيرة.
وعلى كل حال فإن فتح له قراءة هذه الآية باب التفكير فيها، وإلا فليشتغل بذكر من الأذكار الى أن ينام.

ومن الأفضل أن تكون حركة لسانه في أواخر أنفاسه وهو بين النوم واليقظة بكلمة (يا الله) أو بلفظ الجلالة (الله) فقط من غير (يا) فأن أخذه النوم وهو في هذه الحالة فيكون لسانه مستغرقا بالذكر وهو نائم ويستيقظ أحيانا فيجد نفسه على حال الذكر هذه.
والخلاصة أنه يستسلم بشراشر وجوده الى حضرة الحق جل جلاله.

البرنامج السادس: رؤية المعصوم في عالم المنام

يقول العارف الملكي:
(نقل السيد الموسى الشبيري الزنجاني عن الشيخ علي الهمداني عن الميرزا جواد الملكي في إحدى مجالسه قوله: من أراد أن يرى أحد الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين في المنام فعليه أن يصوم يوما ويقرأ بعد الافطار مائة مرة {قل هو الله أحد} أو {إنا أنزلناه} أو أي سورة اخرى (والترديد في قراءة سورة التوحيد أو القدر منا).

البرنامج السابع: كيفية التوبة

يقول العارف الملكي:
(من أراد التوبة فلينظر بالتأمل في جميع ذنوبه، واحدا بعد واحد، في ثلاثة أمور:
الاول: في انقسام هذه الأعضاء. فيكتب لكل عضو صحيفة لما يجب عليه ولما يحرم، وفي كل صحيفة جدولين طويلين، وفي ذيل كل جدول أيضا جدولين. ثم يتفكر أوقاته من بلوغه الى حين التوبة تفصيلا، هل يجد فيها إخلالا بالواجبات أو ابتلاء بالمحرمات، ثم ينظر هل من المرحمات ما ارتكب به أو من الواجبات ما أخل به، يثبت كل منها في صحيفة ثم ينظر هل هو من حقوق الله أو من حقوق الناس، ويكتب كلا منها في جدول. ثم ينظر في حقوق الله هل له قضاء أو كفارة أو لا؟.. يثبته تفصيلا في محله. ثم إذا بالغ في تجسس حالاته وأوقاته أياما بهذا المنوال، فيثبت كل ذلك في محله. ثم ينظر في حقوق الناس هل له أداء وتبرئة أم ليس له إلا الاستغفار وهدية الأعمال. ثم يتجسس ما جنى في صغره من أموال الناس، وثبت في ذمته ضمان مالي لمسلم أو ذمي فيثبتها في صحيفة اخرى.

ثم يشتغل باستخلاص ذمته ويغتسل غسل التوبة، ويذهب الى موضع خال، ويعمل أولا بما رواه السيد ابن طاوس في كتاب الإقبال عن رسول الله للتائب، ثم يسجد على الأرض، ولو كان جلوسه على الرماد كان أولى، يدعو الله بأسمائه الحسنى، ويكثر من ذكر أسمائه الجمالية، ويختمه بيا أرحم الراحمين سبعا، ثم يعترف بذنوبه، ويعدها كلما أمكنه، ثم يحمد الله على إمهاله وفتح باب التوبة، ثم يصلي على محمد وآل محمد ويبالغ فيها، ثم يصلي على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة أجميعن وجميع عباد الله الصالحين وجميع المؤمنين، ثم يدعو لإمام زمانه حجة الله صاحب الزمان ـ أرواح العالمين فداه ـ بالفرج والعافية والنصر، ثم يكشف عن رأسه، ثم يحث التراب عليه، ويتمرغ في التراب، ويبكي بكاء الثكلى، ويلح في الاستغفار ويقول: يا من أجاب لأبغض خلقه إبليس أجبني في قبول توبتي، ووفقني لإتمامها فان الخير كله بيدك، وأنت الفاعل لما تشاء وكيف تشاء. ثم يقول: يا كريم العفو، يا مبدل السيئات بالحسنات، ويا قابل السحرة صل على محمد وآله واقبلني.

ثم يقول: اللهم إن كنت قبلت مثلي فاقبلني، يا قابل السحرة اقبلني. اللهم وإن لم تكن قبلت الى الآن مثلي فمن الآن فاقبلني وأمثالي، وليكن هذه أول ما ظهرت من وسعة رحمتك التي لم تظهر الى الآن في الوجود، فإن رحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء فامتعني رحمتك يا أرحم الراحمين.

ثم يكرر هذا التفصيل ثلاثا، ويختم كل واحدة منها بالصلاة وقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ثم يعزم على ترك الذنوب فيما يأتي مستعينا من الله ومتوكلا عليه، ويشرع في استمالها على ما ذكرنا مبتدء بالأهم والأهم، ليحسن ظنه بقبول الله تعالى، وان يرى توبته ناقصة، يراقب في الوفاء وبتوبته، وان اتفق أحيانا نقصها في بعض الامور فليعد الى التوبة ويقرأ على نفسه أخبار الرجاء، ولا ييأس من روح الله وقبوله، فما لم يسأم العبد من التوبة لا يمنع الله من المغفرة فإنه هو التواب الرحيم.

ويبالغ في الإلحاح والمسألة بالمغفرة على قدر عظمة الجنايات. وليتذكر توبة أبيه آدم وما روي أنه بكى مأتي عام. وليتذكر ما روي من توبة داود حيث روي أنه سجد أربعين يوما).

مشكاة العارفين

نسالكم الدعاء


مسكين مستكين
الصورة الرمزية مسكين مستكين
عضو مميز
رقم العضوية : 7148
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : ارض عزيز الزهراء
المشاركات : 465
بمعدل : 0.09 يوميا
النقاط : 192
المستوى : مسكين مستكين is on a distinguished road

مسكين مستكين غير متواجد حالياً عرض البوم صور مسكين مستكين



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : مسكين مستكين المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Oct-2010 الساعة : 03:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفيوضات الإلهية
والتجليات الربانية

يقول السيد حسين العالم قدس سره: "إن الفيض الإلهي والتجليات الربانية حاضرة لكل فرد من أفراد البشر ، ولكن شهودها يستلزم تصفية الذات ، والتوجه صوب الآخرة ، والفراغ من غير الله ، وحينها تصل إليك الكمالات الوجودية ، لأنه جل اسمه ليس ممسكا طرفة عين".

إذا تدبرت مليا فيما يقوله السيد ، من أن الفيض الإلهي والتجليات الربانية حاضرة لكل فرد من أفراد البشر ، تعرف على التحقيق ، بأن هذه الفتوحات ميسرة لكل أفراد البشر ، لا الأنبياء وحدهم ، ولا محمد ص وأهل بيته الطاهرين وحدهم ، بل إنها حاضرة لكل البشر. فالخطوة الأولى هي أن تصفي ثقافتك أولا من الترهات ، فالثقافة المعوجة هي المانعة الأولى ، التي تدرأ عنك الفيض الإلهي والتجليات الربانية. أو ما قرأت القرآن حيث يقول الله تعالى في سورة الشورى: "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ، أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم". فالله سبحانه وتعالى يقول بأن الله يكلم البشر إما كذا أو كذا. فهل نحن نخاطب الجدران والنصب ؟

أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

ثانيا لا بد من تصفية الذات ، كما يقول السيد حسين العالم قدس سره. لا بد من تزكية النفس عما سوى الله ، والتجافي عن دار الغرور ، والجهاد الأكبر الذي يفضي إلى الوجدان النوراني ، وإلى روح من الله نفخه فيك ، حتى يبزغ ويسطع في كل وجودك ، ويحييك الله بعد أن تكون ميتا ومقبورا في بدنك المادي ، كما يقول الله تعالى في سورة الأنعام: "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس".

فانهض إلى التطهير والتزكية التي تفضي لوجدان ونور سناها
تفضي لروح النفخ غير ملوث فبزوغه ختم الردى ومناها

ثالثا أن تجعل الآخرة أكبر همك ودوما نصب عينيك ، وأن تتجافى عن دار الغرور ، وأن تنيب إلى دار الخلود. فإذا تيقنت بأن النشأة الدنيا ممرك إلى دار الخلود ، وأن الدنيا مزرعة الآخرة ، وأن الآخرة هي دار القرار ، وهي دار الحصاد ، وأن وطنك هناك لا هنا ، فحينذاك تكون قد غيرت اتجاهك من الدنيا صوب الآخرة. يقول الرسول ص: "إن العبد إذا كان همه الآخرة ، كف الله تعالى عليه ضيعته ، وجعل غناه في قلبه ، فلا يصبح إلا غنيا ، وإذا كان همه الدنيا ، أفشى الله تعالى ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ، فلا يمسي إلا فقيرا ، ولا يصبح إلا فقيرا". ويقول ص: "خيركم أزهدكم في الدنيا وأرغبكم في الآخرة".

وهذا لا يعني انزوائك في الجبال والكهوف ، بل أن تكون في معمعة الحياة الدنيا وأنشط إنسان على وجه البسيطة ، ولكن يجب أن يكون همك كبيرا ، بكبر عالمك الأكبر الذي انطوى فيك ، وأن يكون اهتمامك بالعلل الغائية من خلقك ، لا أن تكون الدنيا مبلغ علمك وأكبر همك ، ولا مثل البهيمة همها علفها !!!

رابعا أن تتفرغ من غير الله ، وتتجه إلى الإنقطاع إلى الله ، والإنشغال بذكره وحبه وعشقه ، كما يقول إمامنا علي ع: "عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم" ، وكما يقول إمامنا الحسين ع: "ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك" ، ويقول ع في مكان آخر: "خسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا". فالفراغ من غير الله هو الفراغ من (الأغيار) بعينه ، كما يقول أبو عبد الله الحسين ، روحي له الفداء: "أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك ، حتى لم يحبوا سواك ولم يلجئوا إلى غيرك". فإذا أنت تيقنت – فكرا وعقيدة ولسانا وقلبا وبكل وجودك - بأن لا إصالة البتة للموجودات ، وإنما الإصالة للوجود وحده ، , وأن الموجودات هي مجرد تعينات ، وأنها ليست شيئا مذكورا ، هنالك تتفرغ كليا من غير الله ، لأنك حينذاك لا ترى إلا الله.

وهل تعرف ماذا يعنيه السيد حسين العالم قدس سره ، بأن الكمالات الوجودية تصل إليك ، لأنه جل اسمه ليس ممسكا طرفة عين ؟ إنه يعني بأن فيضه تعالى حاضر لكل إنسان ، ولكل أفراد البشر ، وهو تعالى لا يمسك فيوضاته وتجلياته عن المستعدين والمتلقين طرفة عين. ففيوضاته وتجلياته متدفقة منهمرة تملأ الخافقين ، ولكن ما أقل المتلقين !!!

فلننظر مليا في الكون كي نأتيك بالأمثال ، حتى تستوعب الأمر جيدا. فلننضرب مثال الأمواج الكهرومغناطيسية التي تملأ الكون ، وهي ليست ممسكة طرفة عين ، ولكن لا يتلقاها جهاز التلقي إلا إذا كان صالحا. أما إذا كانت الأجهزة فاسدة ، فتحرم من تلقي تلك الأمواج ، رغم أن الأمواج تملأ الأثير.

واعلم أن كثيرا جدا من الآيات وردت في القرآن الكريم تحث على العمل الصالح ، الذي هو العمل الذي يصلح جهازك الذي فسد في عالم الكون والفساد. فصلاح جهازك يجعلك مؤهلا لتلقي الأنوار الربانية والفيوضات الإلهية التي تملأ الخافقين. فالله أقرب إليك من حبل الوريد ، ولكنك بعيد عنه بسبب فساد أجهزتك ، وهذا الفساد ، مع الأسف الشديد ، يكون مانعا من تلقى الأنوار والفيوضات. أو ما سمعت الله تعالى يقول في سورة الأعراف: "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون".

فأين أعينك التي لا تبصر ؟ وأين آذانك التي لا تسمع ؟ وأين قلوبك التي لا تفقه ؟ هذه هي الأجهزة المتلقية في وجودك ، طمستها بأياديك الجاحدة وأفكارك المعوجة ، ثم أنت لا تقوم بالعمل الصالح لإصلاحها. وبدل ذلك تملأ حياتك بالظنون والأوهام ، وسوء الظن بهذا أو ذاك ، والشك في عباد الله الصالحين ، كأنك خير محض والآخرون شر محض !!! يقول الإمام علي ع: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب غيره".

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم

ويؤكد السيد حسين العالم قدس سره على دور العلم والمعرفة للإنفتاح على روائع النفس والكون ، ويقول بأن تحصيل العلم والمعرفة تنفخان فيك يقظة الروح ، وتهبان لك ثروة الحياة الروحانية. ويقول قدس سره ، في مكان آخر ، بأن العلم والمعرفة تزيد الإيمان قوة ، وتوصل الإنسان إلى المراتب العالية من السعادة ، بل إنها توصل الإنسان إلى مراتب من الإيمان ، يكون العمل فيها وفي وقتها يعادل عمل الثقلين. وأعطى السيد لذلك مثالا من إيمان الإمام علي ع يوم الخندق ، حتى قال الرسول ص عنه: "برز الإيمان كله إلى الشرك كله". وقال ص أيضا: "لضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".

ويعزو السيد حسين العالم قدس سره هذه البطولات التاريخية للإمام علي ع إلى إيمانه القوي وإلى سعة علمه ومعرفته ، حتى قال سلام الله عليه: "لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا". فعليه صلوات الله خالدة الدوام ، عدد قطر الرهام ، وزنة الجبال والآكام ، ما أورق السلام ، واختلف الضياء والظلام.




كتاب
قدوة الفقهاء والعارفين
279

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc