اللهفي حياة الإنسان (03) سنن الآباء والأجداد - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع حسين نوح مشامع مشاركات 0 الزيارات 5600 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي اللهفي حياة الإنسان (03) سنن الآباء والأجداد
قديم بتاريخ : 02-May-2020 الساعة : 12:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الله في حياة الإنسان (03) سنن الآباء والأجداد
المحاضرة الثالثة. صفحة 37
بسم الله الرحمن الرحيم: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون} 170 البقرة.

يوم الجمعة، اليوم السابع من شهر الخير والبركة، شهر العبادة والقربة، شهر الله العلي الأعلى، شهر رمضان الكريم، من السنة الواحدة والأربعين والأربعمائة والألف الأول من هجرة النبي محمد(ص).

وفي هذا اليوم من السنة الهجرية العاشرة بعد البعثة الشريفة، والذي أطلق عليه رسول الله(ص) بعام الحزن، كانت وفاة أبو طالب أبو الإمام علي(ع) وكافل رسول الله(ص) وعمه.

ولا زلنا تحت الحجر الصحي بسبب انتشار وباء كورونا في البلاد، ولا نجرأ على الخروج من بيوتنا إلا للأمور الطارئة، ومن بين التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً خوفاً من الإصابة بالوباء. وها قد عادت بعض المؤسسات التجارية إلى حياتها الطبيعية، وعادت لتفتح أبوبها طلباً للرزق، وعاد بعض الموظفين إلى وظائفهم.

الكتاب: الله في حياة الإنسان
المؤلف: الشيخ مرتضى مطهري
الملف: بي دي اف
التنزيل: شبكة الفكر الالكترونية
الدار: الهادي للطباعة والنشر- بيروت لبنان
الطبعة: الثالثة للعام 2006م

- وبدأنا نقاشنا في هذه الحلقة، بماذا جاء في مقدمة المحاضرة الثالثة؟
- جاء في مقدمة المحاضرة الثالثة من كتابنا هذا، تلخيصاً للمحاضرتين الأولى والثانية: إن القرآن الكريم يقسم البشر إلى قسمين: الأول: يتحكم الفكر فيهم، وتقوم سائر شؤون حياتهم على أساس إيماني ثابت، بحيث إن إيمانهم الراسخ والثابت يطغي على جميع شؤون حياتهم الأخرى، وسمي هؤلاء بالمنطقيين والعقليين. والقسم الثاني: لم يصلوا إلى حد البلوغ المنطقي والعقلي، ولا يستند إيمانهم إلى الاستدلال واليقين، بل تنشأ أفكارهم من سلسلة من المبادئ والعلل التي تفتقر إلى الأسس، ويشكل هؤلاء الأكثرية من بين أفراد البشر، وتكون أفكارهم العوبة لسائر شؤون حياتهم.
- وإن القرآن يرفض تبعية الفكر لشؤون الحياة الأخرى بصورة مطلقة، ويرفض أصالة وتقدم الفكر على سائر شؤون الحياة بصورة مطلقة.
- وإن القرآن بين أسس الأفكار، كما بين التصورات التي تفتقر إلى الأسس.
- وإن أحد مبادئ التصورات الخاطئة للإنسان: هو استخدام الظن بدلاً من العلم واليقين، فيما يصر القرآن على اتباع
العلم واليقين فقط.
- وأن القرآن ذكر مصادر أخرى للأفكار التي تفتقر إلى الأسس، وشبهها بالشجرة التي لا جذور لها، والتقليد هو من
جملة هذه المصادر.
- وأن القرآن لا يصف هذا المصدر بالتقليد، إنما يعبر عنه ب (الطاعة العمياء للأسلاف)، واعتبره منشأ انحراف وخطأ البشر وانتقده بشدة، لذا يقول على لسانهم: {إنا وجدنا آبائنا على أمة، وإنا على آثارهم مهتدون}22 الزخرف.

- ونبدأ نقاش المحاضرة الثالثة بهذا السؤال: إن القرآن الكريم يدين إتباع السنن، ولا يؤيد الأفكار التي تقف ضدها، بل
يرفض هاتين الفكرتين، لماذا؟
- لأنه يؤيد اتباع العقل والمنطق فقط.

- لماذا يدين القرآن الكريم الذين يتبعون السنن القديمة كما فعل أسلافهم؟
- لأن آبائهم وأجدادهم كانوا على خطأ، ومفتقرين إلى العقل والشعور. فيقول القرآن الكريم: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون} 170 البقرة.

- هل الميل نحو كل جديد وتجديد يعتبر صحيحاً؟
- لا يعتبر الميل نحو كل جديد وتجديد صحيحاً، لأن ليس كل شيء جديد يدل على النمو والتكامل والتقدم، ولإن كل قديم كان جديداً في بداية أمره، وكل سنة حمقاء كانت حديثة يوما ما.

- هل يحث القرآن الكريم على احياء الحقيقة والعقل والمنطق؟
- نعم، إن القرآن يحث على احياء الحقيقة والعقل والمنطق، وتقويم السنن بمعيار العقل والحقيقة، لمعرفة إذا كانت
حسنة أو سيئة. فإذا كانت صحيحة أمكن اتباعها، وإذا كانت خاطئة فلا بد من نبذها، وإن كانت متبعة من قبل
الأسلاف.

- لكن كيف الحال بالنسبة للأمور الحديثة؟
- إن الأمور الحديثة شأنها في ذلك شأن الأمور القديمة، ولا بد أن تقاس بالعقل والنقد والحقيقة، فكل جديد ليس دليلاً
على الحقيقة.

- هل من الواجب معرفة صحة أو خطأ الشيء الجديد؟
- نعم، لأن إذا كان الشيء الجديد صحيحاً، من الممكن اتباعه، وإلا فلا.

- كيف يجب أن يكون حب الإنسان للأشياء الجديدة؟
- فحب الإنسان للأشياء الجديدة يجب أن يكون ناتجاً عن أفضلية تلك الأشياء على مثيلاتها السابقة، لا لمجرد كونها
جديدة.

- ما هو التقليد الذي ينبذه القرآن؟
- التقليد الذي ينبذه القرآن: هو اتباع السنن بصورة غير منطقية، ودون الاستناد إلى أي معيار، فالقرآن يؤكد بطلان
هذا النوع من التقليد، ويعتبره أحد أسباب انحراف البشر.

– لماذا حارب الأنبياء إتباع السنن أو التقاليد الخاطئة؟
- لأنهم كانوا يرغبون في أن تكون للبشرية حرية فكرية، ولأن الإنسان الذي يتمتع بحرية فكرية، لا يجعل من اتباع
سنن أسلافه ملاكاً لعمله.

- ما هي الأمور الأخرى التي يعتبرها القرآن من عوامل الانحراف والخطيئة والتصورات الخاطئة؟
- من هذه الأمور الأخرى: هو اتباع الأكابر، وهناك فرق بين اتباع الأكابر وبين اتباع القدماء، لأن كل شيء يقدم
به العهد يتخذ طابع التقديس. وما أن يصبح سنة حتى يتخذ طابعاً مقدساً، سواء أكان هؤلاء الأفراد أكابر في نظرنا، او
لم يكونوا.

- في كل مجتمع يبرز أفراد في مجال معين، سياسي أو علمي أو رياضي أو فني، فهؤلاء يعتبرون أبطالاً في
مجتمعهم. فهل هذا النوع من التقليد يعتبر تقليداً للأسلاف؟
- بل هو تقليد للأكابر لأنهم عظماء، لا لكون عملهم أو كلامهم منطقياً.

- هل التقليد في الأمور الصغيرة أمراً خطيراً؟
- التقليد في الأمور الصغيرة ليس أمراً خطيراً، ولكن تقليد الكبراء في الأمور المهمة أمر خطير يدينه القرآن الكريم إذ
جاء فيه: {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا...}166 البقرة. ويوم القيامة يجيبون قائلين: {ربنا إنا اطعنا سادتنا
وكبراءنا فأضلونا السبيلا}67 الأحزاب. لكن هذا العذر غير مقبول عند الباري تعالى، لأنهم لم يحكموا منطقهم
وعقولهم في اتباعهم لأقوال وأفعال الكبراء.

- ما هي العوامل المهمة في زلل الإنسان؟ صفحة 44
- من العوامل المهمة في زلل الإنسان، مسألة اتباع هوى النفس، لأن الإنسان يتقبل الكثير من التصورات تبعاً لهواه،
لا تبعاً لمنطقه. فعندما يذهب الطفل إلى المدرسة ويتعلم بعض الشيء، يبدأ بالسخرية من أفكار وتصورات والديه،
فينقلب على أفكار المجتمع بكامله.

- ماذا يصبح عمل الإنسان عندما يتبع هواه؟ صفحة 45
- عندما يتبع الإنسان هواه يصبح عمله متناقضاً مع منطقه، وحتى مع الشريعة، ويقع لا محالة في آلاف الأخطاء،
التي قد تؤدي إلى إحداث ثورة فكرية.

- كيف قسم القرآن الأفكار؟
- قسم القرآن الكريم الأفكار إلى: أفكار متينة يمكن الاستناد إليها في جميع شؤون الحياة، وأخرى تفتقر إلى جذور
ويذمها القرآن الكريم، كما جاء: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير، أم من أسس بنيانه على شفا
جرف هار فانهار به في نار جهنم..}109 التوبة.

- القرآن الكريم في الآية الكريمة كم صنف من البشر ذكر؟
- القرآن ذكر صنفين من البشر: الأول ترتكز أعمالهم على تقوى الله ورضاه. والثاني: كما قالت الآية {أم من أسس
بنيانه على شفا جرف هار}.

- ما هي مرتكزات شخصية الإنسان، حسب الآية أعلاه؟
- المرتكز الأول: الأفكار والتصورات المنطقية ذات الدلالات والبراهين. المرتكز الثاني: الإرادة الإنسانية والأخلاقية،
وليس المقصود ميوله وشوقه وشهوته المتواجدة حتى في الحيوانات.

- الإنسان يختلف عن الحيوانات من حيث الشخصية، إذ له تصورات وإرادة، فتى تترسخ هذه الإرادة؟
- تترسخ هذه الإرادة عندما تلتحم مع التقوى الإلهية، وحسب المفهوم القرآني تعني السيطرة على النفس، فلو توجه
الإنسان نحو الله لترسخت تقواه.

- كيف أن فكر الإنسان وتصوره يشكلان نصف شخصيته؟ صفحة 48
- أن الإيمان بالله يعتبر نقطة أساسية في مرحلة التصور عند الإنسان، كما إن الإرادة تشكل النصف الآخر من
شخصيته، وهذه الإرادة لا تتخذ طابعها الحقيقي إلا بعد اتصافها بتقوى الله وطلب رضاه. لقوله تعالى: {أفمن أسس بنيانه على التقوى من خير، أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم}، وقوله: {ألم تر كيف
ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء}.

- ما المقصود من أن الله في حياة الإنسان؟ صفحة 49
- إن الله يشكل حسب وجهة النظر القرآنية ركني الشخصية الإنسانية، وإذا ما تشكل هذين الركنين، فهما يستندان إلى
مرتكز آخر هو الإيمان بالله فقط.

- كيف يرى القرآن جميع شؤون الإنسان؟
- يرى القرآن جميع شؤون الإنسان قائمة على أساس هذين المرتكزين، وهو لا يريد القول أن كل أفراد البشر هم
كذلك، بل يريد الصنع من الإنسان موجوداً سامياً وكاملاً.

- ماذا يقصد القرآن بالإنسان الكامل؟
- الإنسان الكامل هو من يرتكز على أساس إلاهي، وتتشكل شخصيته من ركنين هما: التصور والإرادة اللذان يستند
إليهما في كل شؤون حياته.

- هل ينظر القرآن إلى الإنسان على أنه حيوان يمتلك غرائز حيوانية؟
- لا، بل القرآن ينظر إليه كموجود له استعدادات إنسانية، ويريده إنساناً متكاملاً، وخلاصة القول أن رسالة السماء
جاءت لبناء مثل هذا الإنسان.

- وماذا عن التأثير الاجتماعي للتوحيد؟
هذا هو عنوان المحاضرة الرابعة، الذي سنأجله حتى نلتقي في الحلقة القادمة.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصدر: الله في حياة الإنسان
المؤلف: الشيخ مرتضى مطهري

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc