ايمان ابو طالب - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـنـبـر الـحـر :. ميزان المنبر الحر
ميزان المنبر الحر استراحة الأعضاء والمشاركات المتجددة

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الجوادين مشاركات 2 الزيارات 1488 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الجوادين
عضو مميز
رقم العضوية : 8208
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : العراق/بغداد
المشاركات : 784
بمعدل : 0.15 يوميا
النقاط : 204
المستوى : خادم الجوادين is on a distinguished road

خادم الجوادين غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الجوادين



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي ايمان ابو طالب
قديم بتاريخ : 11-Jun-2010 الساعة : 11:53 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

أهم الأدلة على إيمان أبي طالب




تكفلت كتب مستقلة بإثبات إيمان أبي طالب رضوان الله عليه..ومن أشهرها كتاب ( أبو طالب مؤمن قريش ) لمؤلفه الشيخ عبد الله الخنيزي الذي صادره الوهابيون وحبسوا مؤلفه (السعودي) بسببه ، وحكموا عليه بالإعدام ! ولكن الدولة السعودية خشيت من العواقب فأقنعت مفتيهم بتخفيف الحكم فخففه إلى الحبس والتعزير ! !


وقد كتب علماؤنا عن إيمان أبي طالب بحوثاً مستفيضة في مصادر السيرة والعقائد ، من أهمها ما كتبه المجلسي في البحار:35 والاميني في الغدير: 7 و 8 والشيخ نجم الدين العسكري في مقام الإمام علي والسيد جعفر مرتضى في الصحيح من السيرة:3/227 .


ونورد فيما يلي خمسة أدلة على إيمانه مستفادة من المصادر المذكورة وغيرها:
الدليل الأول: النصوص الصريحة الثابتة عندنا عن النبي والأئمة من آله وهم الطاهرون المطهرون الصادقون المصدقون ، غير المتهمين في شهادتهم لآبائهم وأقربائهم وأنفسهم .
منها: عن أمير المؤمنين أنه قال: والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف ، صنماً قط. قيل له فما كانوا يعبدون ؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم متمسكين به. انتهى.
وقال عنه في الغدير:7/384: رواه شيخنا الصدوق بإسناده في كمال الدين/104 والشيخ أبوالفتوح في تفسيره 4: 210 والسيد في البرهان 3: 795
ومنها: عن أبي عبد الله الصادق قال: نزل جبرئيل على النبي فقال: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك. فالصلب صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب ، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب ، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب. وزاد في رواية: وفاطمة بنت أسد. انتهى .
وقال عنه في الغدير: روضة الواعظين/121. راجع الكافي لثقة الإسلام الكليني/242 ، معاني الأخبار للصدوق ، كتاب الحجة السيد فخار بن معد/8 ، ورواه شيخنا للمفسر الكبير أبو الفتوح الرازي في تفسيره 4-210 ، ولفظه: إن الله عز وجل حرم على النار صلباً حملك وبطناً حملك وثدياً أرضعك وحجراً كفلك..إلخ .
ومنها: ما رواه في مقام الإمام علي:3/140: قال السيد الحجة فخار بن معد في كتابه ( الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب )/16 بالإسناد إلى الكراجكي عن رجاله ، عن أبان ، عن محمد بن يونس ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله أنه قال: يا يونس ما تقول الناس في أبي طالب ؟ قلت جعلت فداك يقولون: هو في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أم رأسه ! فقال: كذب أعداء الله ! إن أبا طالب من رفقاء النببين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
ومنها: في المصدر المذكور أيضاً ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لابي عبد الله : إن الناس يزعمون أن أبا طالب في ضحضاح من نار ؟ فقال: كذبوا ما بهذا نزل جبرئيل على النبي ! قلت وبما نزل ؟ قال: أتى جبرئيل في بعض ما كان عليه فقال: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك: إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين ، وماخرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة. ثم قال : كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال: يا محمد أخرج من مكة فما لك بها ناصر بعد أبي طالب !
ومنها: في المصدر المذكور أيضاً عن أبي بصير ليث المرادي قال: قلت لابي جعفر: سيدي إن الناس يقولون: إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه ؟ فقال : كذبوا ، والله إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفةِ ميزان وإيمان هذا الخلق في كفة لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم، ثم قال: كان والله أمير المؤمنين يأمر أن يحج عن أب النبي وأمه وعن أبي طالب في حياته ، ولقد أوصى في وصيته بالحج عنهم بعد مماته. انتهى.
الدليل الثاني: تصريحات أبي طالب رضي الله عليه بصدق النبي وأنه رسول رب العالمين.
قال السيد جعفر مرتضى في الصحيح من السيرة:3/230:
ويكفي أن نذكر نموذجاً من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله: إن كل هذه الاشعار قد جاءت مجي التواتر من حيث مجموعها (شرح النهج:14/78 ) ونحن نذكر هنا اثني عشر شاهداً من شعره ، على عدد الأئمة المعصومين من ولده عليه و تبركاً وتيمناً ، والشواهد هي:
1 - ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً نبياً كموسي خط في أول الكتب
2 - نبي أتاه الوحي من عند ربه ومن قال لا ، يقرع بها سن نادم
3 - يا شاهد الوحي من عند ربه إني على دين النبي أحمد
4 - أنت الرسول رسول الله نعلمه عليك نزِّل من ذي العزة الكتب
5 ـ أنت النبي محمدُ قرمٌ أغرُّ مُسَوَّدُ
6 ـ أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب على نبي كموسى أو كذي النون
7 ـ وظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
8 ـ لقد أكرم الله النبي محمداً فأكرم خلق الله في الناس أحمد
9 ـ وخير بني هاشم أحمدٌ رسول الاله على فترةِ
10 ـ والله لا أخذل النبي ولا يخذله من بنيَّ ذو حسب
11 ـ وقال رحمه الله يخاطب ملك الحبشة ويدعوه إلى الإسلام:
أتعلم ملك الحسن أن محمداً نبياً كموسى والمسيح ابن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به فكلٌّ بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلوته في كتابكم بصدقِ حديث لا حديث الترجم
فلا تجعلوا لله نداً فأسلموا فإن طريق الحق ليس بمظلم
12 -ـ وقال مخاطباً ولده حمزة رحمه الله :
فصبراً أبا يعلي على دين أحمد وكن مظهر للدين وفقت صابر
وحط من أتى بالحق من عند ربه بصدق وعزم لاتكن حمز كافر
فقد سرني أن قلت إنك مؤمنٌ فكن لرسول الله في الله ناصر
وباد قريشاً في الذي قد أتيته جهاراً وقل ما كان أحمد ساحر
وأشعار أبي طالب الناطقة بإيمانه كثيرة ، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر لنفسخ المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل ويقال في هذا الموضوع. انتهى .
ونضيف إلى ماذكره صاحب الصحيح ما قاله الطبرسي في الاحتجاج: 1/345: وقد اشتهر عن عبدالله المأمون أنه كان يقول: أسلم أبو طالب والله بقوله:
نصرت الرسول رسول المليك ببيض تلالا كلمع البروقِ
أذب وأحمي رسول الاله حماية حام عليه شفيق
وما إن أدبُّ لأعـدائه دبيب البكار حذار الفنيق
ولكـن أزيـر لهــم ساميــاً كما زار ليث بغيل مضيق
وما ذكره أبو الفداء في تاريخه:1/170 قال: ومن شعر أبي طالب مما يدل على أنه كان مصدقاً لرسول الله(ص)قوله:
ودعوتني وعلمت أنك صادقٌ ولقد صدقت وكنت ثم أمين
الدليل الثالث: تحليل مقومات شخصية أبي طالب (رض) وعلاقته بالنبي منذ أن أوصاه به أبوه عبد المطلب وكفله إياه ، ونصرته له من أول بعثته ، وفي أصعب مراحلها..إلى أن توفي في السنة العاشرة من البعثة..فإن أي باحث ينظر في ذلك يقتنع بأن نصرته وحمايته للنبي لايمكن أن تصدر إلا عن مؤمن قوي الإيمان .
بل لا يحتاج الأمر إلى دراسة مقومات شخصيته وكل حياته ، فيكفي دراسة بعض مواقفه لإثبات ذلك .
منها: الموقف الذي رواه في الغدير:7/388: عن الأصبغ بن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين علياً يقول: مرَّ رسول الله بنفر من قريش وقد نحروا جزوراً ، وكانوا يسمونها الفهيرة ويذبحونها على النصب ، فلم يسلِّم عليهم . فلما انتهى إلى دار الندوة قالوا : يمر بنا يتيم أبي طالب فلا يسلم علينا ! فأيكم يأتيه فيفسد عليه مصلاه ؟ فقال عبد الله بن الزبعري السهمي: أنا أفعل ، فأخذ الفرث والدم فانتهى به إلى النبي وهو ساجدٌ فملا به ثيابه ومظاهره ، فانصرف النبي حتى أتى عمه أبا طالب فقال: يا عم من أنا ؟ فقال: ولم يا ابن أخي ؟! فقص عليه القصة فقال: وأين تركتهم ؟ فقال: بالابطح. فنادى في قومه: يا آل عبد المطلب ! يا آل هاشم ! يا آل عبد مناف ! فأقبلوا إليه من كل مكان ملبين ، فقال: كم أنتم؟ قالوا: نحن أربعون، قال: خذوا سلاحكم ، فأخذوا سلاحهم وانطلق بهم حتى انتهى إلى أولئك النفر ، فلما رأوه أرادوا أن يتفرقوا ، فقال لهم: ورب هذه البنية لا يقومن منكم أحد إلا جللته بالسيف ! ثم أتى إلى صفاة كانت بالأبطح فضربها ثلاث ضربات حتى قطعها ثلثة أفهار ، ثم قال: يا محمد سألتني من أنت ؟ ثم أنشأ يقول ويومي بيده إلى النبي :
أنت النبيُّ محمَّدُ قَرْمٌ أعَزُّ مُسَوَّدُ
ثم قال: يا محمد أيهم الفاعل بك ؟ فأشار النبي إلى عبد الله بن الزبعري السهمي الشاعر ، فدعاه أبو طالب فوجأ أنفه حتى أدماها ! ثم أمر بالفرث والدم فأمرَّ على رؤس الملا كلهم ! ثم قال: يا ابن أخ أرضيت ؟
ثم قال: سألتني من أنت ؟ أنت محمد بن عبد الله ثم نسبه إلى آدم ثم قال:
أنت والله أشرفهم حسباً وأرفعهم منصباً !
يا معشر قريش من شاء منكم يتحرك فليفعل أنا الذي تعرفوني !
رواه السيد ابن معد في الحجة/106 وذكر لِدَة هذه القضية الصفوري في نزهة المجالس 2: 122 وفي طبع/91 ، وابن حجة الحموي في ثمرات الأوراق بهامش المستطرف 2: 3 نقلاً عن كتاب الأعلام للقرطبي 13
ومنها: الموقف الذي رواه الطبرسي في الإحتجاج:1/345 قال:
لما رأى المشركون موقف أبي طالب من نصرة الرسول ، وسمعوا أقواله اجتمعوا بينهم ، وقالوا ننافي بني هاشم ونكتب صحيفة ونودعها الكعبة ، أن لا نبايعهم ، ولا نشاريهم ، ولا نحدثهم ، ولا نجتمع معهم في مجمع ، ولا نقضي لهم حاجة ، ولا نقتضيها منهم ، ولا نقتبس منهم ناراً ، حتى يسلِّموا الينا محمداً ، ويخلوا بيننا وبينه أو ينتهي عن تسفيه آبائنا ، وتضليل آلهتنا. وأجمع كفار مكة على ذلك .
فلما بلغ ذلك أبا طالب ، قال يخبرهم باستمراره على مناصرة الرسول ومؤازرته له ، ويحذرهم الحرب ، وينهاهم عن متابعة السفهاء:
ألا أبلغا عني على ذاتِ بينِها لؤيّاً وخصَّا من لؤيٍّ بني كعبِ
ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً نبياً كموسى خُطَّ في أول الكتْبِ
وأن عليه في العباد محبةً ولا حيفَ فيمن خصَّهُ الله بالحب
وأن الذي لفقتم في كتابكم يكون لكم يوماً كراغية السقب
أفيقوا أفيقوا قبل أن تُحْفََر الزُّبَى ويصبح من لم يجنِ ذنباً كذي الذنب
ولا تتبعوا أمر الغواة وتقطعوا أواصرنا بعـد المـودة والقـرب
وتستجلبوا حرباً عواناً وربَّمَا أمَرَّ على من ذاقهُ حَلَبُ الحـرب
فلسنا وبيتِ الله نسلم أحمداً لعزَّاءَ من عضِّ الزمان ولا حرب
ولَمَّا تَبِنْ منا ومنكم سوالفٌ وأيـد أبيـدت بالمهنـدة الشهـب
بمعترك ضَنْك ترى كِسَرَ القنا به نَواً لضباعِ العُرْجِ تعكف كالسرب
كأن مجال الخيل في حجراته وغمغمة الأبطال معركة الحرب
أليس أبونا هاشمٌ شدَّ أزره وأوصى بنيه بالطعان وبالضـرب
ورواها في البحار:35/160 وزاد فيها:
ولسنا نملُّ الحرب حتى تملَّنا ولا نشتكي مما ينوب من النكب
ولكننا أهل الحفائظ والنهى إذا طار أرواح الكماة من الرعب
ومنها: إيمانه بمعجزات النبي وكراماته ، ونظمه إياها شعراً .
قال الطبرسي في الاحتجاج:1/343:
روي أن أبا جهل بن هشام جاء إلى رسول الله وهو ساجد وبيده حجر يريد أن يرميه به ، فلما رفع يده لصق الحجر بكفه فلم يستطع ما أراد ، فقال أبو طالب:
أفيقوا بني غالب وانتهوا عن الغي من بعض ذا المنطق
وإلا فإني إذن خائفٌ بوائقَ في داركم تلتقـي
تكون لغيركـمُ عبــرةً وربِّ المغارب والمشـرق
كما نال من كان من قبلكم ثمودٌ وعـادٌ ومـاذا بقـي
غداةَ أتاهم بها صرصـرٌ وناقة ذي العرش قد تستقي
فحلَّ عليهم بها سَخْطَةٌ من الله في ضربة الأزرق
غـداة يعـضُّ بعرقوبهــا حساماً من الهند ذا رونق
وأعجب من ذاك في أمركم عجائب في الحجر الملصق
بكف الذي قام من خبثه إلى الصابر الصادق المتقي
فأثبتـه اللـه فـي كفـه على رغمةِ الجائر الأحمق
أحيمق مخزومكم إذ غوى لغيِّ الغواةِ ولم يَصْـدُقِ
الدليل الرابع: استدل به سبط ابن الجوزي على إيمان أبي طالب ، ومفاده: أن خصوم علي من الأمويين والزبيريين وغيرهم ، كانوا حريصين على انتقاصه بأي عيب ممكن في نفسه وأبيه وأمه وعشيرته ، وقد سجل التاريخ مراسلات علي ومعاوية ومناظرات أنصارهم ، وقد تضمنت ماذمهم علي به وإزراؤه عيهم بكفر آبائهم وأمهاتهم ، بل سجل التاريخ أن علياً فاخر معاوية بأبي طالب ، فكتب له في رسالة ( ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ) ومع ذلك لم يتكلم معاوية ولا غيره من أعداء علي بكلمة ذم في أبي طالب !!
فلو أنه كان مشركاً ومات على الشرك كما يدعون ، لاغتنم أعداء علي هذه النقطة وعيروه بها وشنعوا عليه بها. ولو كان حديث ضحضاح أبي طالب صادراً عن النبي لسمعت أخباره شعراً ونثراً في صفين وبعدها.. !
وهذا يدل على أن أحاديث شرك أبي طالب وأنه في النار والضحضاح ، قد وضعت في عهد الأمويين بعد شهادة علي !
الدليل الخامس: ترحم النبي على أبي طالب واستغفاره له ، وتسميته عام وفاته ووفاة خديجة رضوان الله عليهما ( عام الحزن ).
قال الأميني في الغدير:7/372:
أخرج ابن سعد في طبقاته 1: 105 عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال: أخبرت رسول الله(ص)بموت أبي طالب فبكى ثم قال: إذهب فاغسله وكفنه وواره ، غفر الله له ورحمه .
وفي لفظ الواقدي: فبكى بكاء شديداً ثم قال: إذهب فاغسله.. الخ. وأخرجه ابن عساكر كما في أسنى المطالب/21 والبيهقي في دلائل النبوة. وذكره سبط ابن الجوزي في التذكره/6 وابن أبي الحديد في شرحه 3-314 والحلبي في السيرة 1-373 والسيد زيني دحلان في السيرة هامش الحلبية 1-90 والبرزنجي في نجاة أبي طالب وصححه كما في أسنى المطالب/35 وقال: أخرجه أيضاً أبوداود وابن الجاوود وابن خزيمة وقال: إنما ترك النبي(ص)المشئ في جنازته اتقاء من شر سفهاء قريش ، وعدم صلاته لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ .
عن الأسلمي وغيره: توفي أبوطالب للنصف من شوال في السنة العاشرة من حين نبئ رسول الله(ص)، وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام ، فاجتمعت على رسول الله(ص)عليها وعلى عمه حزناً شديداً ، حتى سمى ذلك العام عام الحزن. انتهى .
وقد روى الخطيب البغدادي في تاريخه:13/196 عن ابن عباس ترحم النبي واستغفاره لابي طالب بعد موته ، وكذا الذهبي في تاريخ الإسلام:1/235 ، وروت مصادرنا أحاديث كثيرة في ذلك كما في مناقب آل أبي طالب:1/150 عن آخرين وبحار الأنوار:19/15 وص 25 وج 22/530
هذا وقد ثبت أن أبا طالب كان على دين عبد المطلب ، وسوف يتضح لك إيمان عبد المطلب ومقامه ، رضوان الله عليهما ، في فصل شفاعة الأنبياء ( ) .


الموقع الرسمي للشيخ علي الكوراني حفظه الله
صراط علي

توقيع خادم الجوادين





ماهرالصندوق
مشرف سابق
رقم العضوية : 8535
الإنتساب : Mar 2010
الدولة : سوريا-دمشق
المشاركات : 673
بمعدل : 0.13 يوميا
النقاط : 198
المستوى : ماهرالصندوق is on a distinguished road

ماهرالصندوق غير متواجد حالياً عرض البوم صور ماهرالصندوق



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الجوادين المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-Jun-2010 الساعة : 10:45 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


إن إيمان أبو طالب لا يحتاج إلى دليل إلا لمن طبع الله على قلوبهم
لقد حاول بنوا أمية أن يشوهوا كل الحقائق التي ترتبط بالإمام علي (ع)
وجندوا أصحاب الأقلام الرخيصة لتزوير الحقائق كشيخ المضيرة أبو هريرة
مشكور أخي على النقل الموفق

توقيع ماهرالصندوق

يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** وتوجهي وعن الكرام أئمتي
أنا بالنبي محمد متعلق *** وبشطه أرسيت حمل سفينتي
وأبو تراب مفزعي وهو الوقا *** يوم الحساب إذا نشرت صحيفتي
وبفاطم أرجو الجواز على الصرا*** ط إذا ذنوبي أثرت في مشيتي
وإذا الجنان أبين أن يفتحن لي *** فأبو محمد الزكي وسيلتي
وبسيد الشهداء أرجو رفعة *** في جنة قد أزلفت للشيعة




خادم الجوادين
عضو مميز
رقم العضوية : 8208
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : العراق/بغداد
المشاركات : 784
بمعدل : 0.15 يوميا
النقاط : 204
المستوى : خادم الجوادين is on a distinguished road

خادم الجوادين غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الجوادين



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : خادم الجوادين المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-Jun-2010 الساعة : 01:19 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


العلامة السيد سلطان الواعظين الشيرازي

أما الدلائل المثبتة لإيمان أبي طالب (ع) فكثيرة ، ولا ينكرها إلا من كان في قلبه مرض ، منها :

1ـ قول النبي (ص) : أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بسبابته والوسطى منضمتين مرفوعين ، نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج14/69 ، ط دار إحياء الكتب العربية ومن الواضح انه (ص) لم يقصد بحديثه الشريف كل من يكفل يتيما ، فإنا نجد بعض الكافلين للأيتام لا يستحقون ذلك المقام وهو جوار سيد الأنام في الجنة ، لأنهم على جنب كفالتهم لليتيم يعملون المعاصي الكبيرة ، والذنوب العظيمة ، التي يستحقون بها جهنم لا محالة .

ولكنه صلوات الله عليه قصد بحديثه الشريف جده عبد المطلب ، وعمه أبا طالب ، الذين قاما بأمره ، وتكفلاه ، وربياه صغيرا ، حتى أنه صلوات الله عليه كان يعرف في مكة بيتيم ابي طالب ، بعد وفاة جده عبد المطلب ، فقد تكفل أبو طالب رسول الله (ص) وكان في الثامنة من العمر ، وكان يفضله على أولاده ويقيه بهم .

2ـ حديث مشهور بين الشيعة والسنة ورواه القاضي الشوكاني أيضا في الحديث القدسي ، أنه قال (ص) : نزل علي جبرئيل فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول : إني حرمت النار على صلب أنزلك و بطن حملك و حجر كفلك(1).



لأبي طالب حق على كل مسلم

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج14 / 83 و84 ، ط دار إحياء التراث العربي : و لم أستجز أن أقعد عن تعظيم أبي طالب ، فإني أعلم أنه لولاه لما قامت للإسلام دعامة ، و أعلم أن حقه واجب على كل مسلم في الدنيا إلى أن تقوم الساعة ، فكتبت :

و لو لا أبو طالب و ابـنـه لما مثل الدين شخصا فقامــا

فذاك بمكة آوى و حـامـى و هذا بيثرب جس الحمامــــا

تكفل عبد منــــاف بأمــــر و أودى فكان علي تمامـــــــا

فقل في ثبير مضى بعد ما قضى ما قضاه و أبقى شماما

فلله ذا فاتحا للهــــــــــدى و لله ذا للمعالي ختامـــــــــــا

و ما ضر مجد أبي طالــب جهول لغا أو بصير تعامـــــى‏

كما لا يضر إياة الصبــاح من ظن ضوء النهار الظلامـا

أشعار أبي طالب في الإسلام

وأدل دليل على إيمان أبي طالب (ع) أشعاره الصريحة بتصديق النبي ودين الإسلام ، المطبوعة في ديوانه وفي كثير من كتب التاريخ والأدب ، وقد نقل بعضها ابن أبي الحديد في شرح ‏نهج ‏البلاغة ج14/71ـ81 ط دار إحياء الكتاب العربي ، منها ميميته المشهورة :

يرجون منا خطـــــة دون نيلـــهـــا ضراب و طعن بالوشيج المقــــــوم

‏يرجون أن نسخى بقتل مـــحـــمــد و لم تختضب سمر العوالي من الدم

‏كذبتم و بيت الله حتى تفـــلـــقــــوا جماجم تلقى بالحطــــيـم و زمــــزم

‏و تقطع أرحام و تنــــــسى حليلـــة حليلا و يغشى محــــــرم بعد محرم

‏على ما مضى من مقتكم و عقوقكم ‏و غشيانكم في أمركم كـــل مـــأثــم

‏و ظلم نبي جاء يدعـو إلى الهدى ‏وأمر أتى من عند ذي العرش قيـم(2)

وإليكم أيضا قصيدته اللامية الشهيرة والتي ذكرها ابن أبي الحديد في شرح النهج وذكرها كثيرة من الأعلام وهي مطبوعة في ديوانه أنقل إلى مسامعكم بعضها :

أعوذ برب البيت من كل طاعـــن‏ علينا بســــوء أو يلـــــوح بباطـــل

‏و مـــن فاجـــر يغتابــنا بمغيبـــة و من ملحق في الدين ما لم نحاول

‏كذبتم و بيـت الله نبــزى محمـــد و لما نطاعــن دونــــه و نناضــــل‏

و ننصره حــتى نصـــرع دونـــه‏ و نذهـل عـــن أبنائنـــــا و الحلائل‏

و ابيض يستسقى الغمام بوجهـه ‏ثمال اليتــامــى عصمـة للأرامــــل

‏يلوذ بــه الهلاك مـــن آل هاشــم‏ فهم عنـــده في نعمــة و فواضــــل

‏ ‏لعمري لقــد كلفــت وجدا بأحمد و أحببته حــب الحبــيب المواصــل

‏و جدت بنفسي دونـــه فحميتـــه ‏و دافعـــت عنــه بالذرى و الكواهل

‏فلا زال للدنيا جمـــالا لأهلــهـــا و شينا لمن عـــادى و زين المحافل

‏و أيــده رب العبـــاد بنـصـــــره ‏و أظهــر ديــــنا حقـــه غيـــر باطــــل

ومن شعره المطبوع في ديوانه ونقله ابن أبي الحديد أيضا :

يا شاهد الله علي فاشهد أني على دين النبي أحمد

من ضل في الدين فإني مهتد

بالله عليكم أنصفوا !! هل يجوز أن ينسب قائل هذه الأبيات والكلمات ، إلى الكفر !!

والله إنه من الظلم والجفاء أن تنسبوا أبا طالب إلى الكفر ، بعد أن يشهد الله سبحانه بأنه ، على دين النبي أحمد (ص) .

الشيخ عبد السلام : أولا : هذه الأشعار ونسبتها إلى أبي طالب أخبار آحاد ، غير متواترة ، ولا اعتبار بخبر واحد .

ثانيا : لم ينقل أحد بأن أبا طالب أقر بالإسلام وتفوه بكلمة التوحيد : لا إله إلا الله . بل قالوا : ما أقر إلى أن مات .

قلت : واعجبا ! إنكم جعلتم حجية التواتر وخبر الواحد حسب ميلكم ، فتارة تتمسكون بخبر الواحد وتصرون على حجيته مثل الخبر الذي رواه أبو بكر عن النبي (ص) : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " قبلتم به مع تعارضه للآيات القرآنية !!

ثم إذا كان التواتر عندكم شرط صحة الخبر ، فكيف تستدلون بحديث رواه المغيرة بن شعبة الفاسق ، بأن أبا طالب في ضحضاح من النار ، وليس لهذا الحديث راو آخر(3).

ولا يخفى على المحقق البصير والمدقق الخبير أن أخبار الآحاد حول إيمان أبي طالب و الأشعار المنسوبة إليه لو جمعت لحصل منها التواتر المعنوي ـ أي حصل منها معنى واحد وهو إيمان ابي طالب ـ فأن كثيرا من الأمور حصل فيها التواتر عن هذا الطريق ، مثل شجاعة الإمام علي (ع) ، فإن أخبار الآحاد عن بطولته في الميادين وجهاده في ساحات القتال ، كشفت عن شجاعته وبسالته بالتواتر .

إقرار ابي طالب (ع) بالتوحيد

وأما قولك : لم ينقل أحد أن أبا طالب أقر بالإسلام والتوحيد ! فهو تحكم وباطل ، فهو إعادة واه بغير أساس ودليل ، لأن الإقرار لا يكون موقوفا على صيغة معينة ، ولا منحصرا بتركيب واحد . بل يحصل بالنثر والشعر بأي شكل كان تركيبه إذا فهم منه الإقرار ، وكان صريحا وبليغا .

والآن أنشدكم الله أيها الحاضرون !! أي إقرار أصرح وأبلغ من هذا الكلام الذي قاله أبو طالب :

يا شاهد الله علي فاشهد أني على دين النبي أحمد

وإضافة على هذا البيت وغيره من أشعاره الصريحة في إيمانه وإسلامه ، فقد روى الحافظ أبو نعيم ، والحافظ البيهقي أن صناديد قريش مثل أبي جهل ، وعبد الله بن أبي أمية ، عادوا أبا طالب في مرضه الذي توفي فيه ، وكان النبي (ص) حاضرا فقال لعمه أبي طالب : يا عم قل لا إله إلا الله ، حتى أشهد لك عند ربي تبارك وتعالى ، فقال أبو جهل وابن أبي أمية : يا أبا طالب أترجع عن ملة عبد المطلب ! وما زالوا به . حتى قال :

اعلموا ... أن أبا طالب على ملة عبدالمطلب ولا يرجع عنها .

فسروا وفرحوا وخرجوا من عنده ، ثم اشتدت عليه سكرة الموت وكان العباس أخوه جالسا عند رأسه ، فرأى شفتيه تتحركان ، فأنصت له واستمع وإذا هو يقول : لا إله إلا الله . فتوجه العباس إلى النبي (ص) وقال يا ابن أخي والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته بها ـ ولم يذكر العباس كلمة التوحيد لأنه كان بعد كافرا ـ .

ولا يخفى أننا أثبتنا من قبل أن آباء النبي (ص) كلهم كانوا موحدين ومؤمنين بالله يعبدونه ولا يشركون به شيئا .

فلما قال أبو طالب في آخر ساعات حياته : اعلموا ... أن أبا طالب على ملة عبد المطلب ، ولا شك أن عبد المطلب كان على ملة أبيه إبراهيم مؤمنا بالله موحدا ، فكذلك أبو طالب (ع) .

مضافا إلى ذلك فقد تفوه ونطق بكلمة التوحيد وسمعه أخوه العباس يقول : لا إله إلا الله .

فإيمان أبي طالب ثابت عند كل منصف بعيد عن اللجاج والعناد .

موقف أبي طالب (ع) من النبي (ص)

إذا كان أبو طالب (ع) مشركا كما يزعم بعض الناس ، كان من المتوقع أن يعارض النبي (ص) من حين إعلانه النبوة والرسالة ، إذ جاء إليه و قال : إن الله قد أمرني بإظهار أمري وقد أنبأني واستنبأني فما عندك يا عم ؟

فلو كان أبو طالب غير مؤمن بكلامه وغي معتقد برسالته ، لكان من المفروض أن ينتصر لدين قريش ومعتقدات قومه ، فينهاه عن ذلك الكلام ويوبخه ويؤنبه ، بل يحبسه حتى يرجع عن كلامه أو يطرده ولا يأويه ولا يحميه كآزر عم إبراهيم الخليل (ع) فحينما سمع من الخليل كلاما يخالف دينه ودين قومه ، هدده وهجره ، وقد حكى الله سبحانه ذلك في كتابه الكريم سورة مريم / 43 قال حكاية عن قول إبراهيم (ع) : ( إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا ((قالَ أَ راغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إبراهيم لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأََرْجُمَنَّكَ وَ اهْجُرْنِي مَلِيًّا)(4).

ولكن أبا طالب حينما سمع ابن أخيه يقول : إن الله أنبأني واستنبأني ، وأمرني بإظهار أمري ، فما عندك يا عم ؟

أيده وأعلن نصرته له بقوله : أخرج يا بن أخي ! فإنك الرفيع كعبا ، والمنيع حزبا ، والأعلى أبا ، والله لا يسلقك لسان إلا سلقته ألسن حداد ، واجتذبه سيوف حداد ، والله لنذللن لك العرب ذل البهم لحاضنها .

ثم أنشأ قائلا :

و الله لن يصلوا إليـــك بجمعـهــم حتى أوسد فــي التــراب دفينـــا

فانفذ لأمرك ما عليـــك مخـــافـــة و أبشر بذاك و قر منــك عيونا

و دعوتني و زعمت أنك ناصحي فلقد صـدقت و كنــــت قدما أمينا

و عرضت دينا قد علمـــت بأنـــه من خيـر أديـــان البـــريــة دينــا

لو لا الملامــة أو حــذاري سبــه لوجدتنــي سمحــا بذاك مبـــــينـا

ذكر هذا الشعر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج 14 / 55 ط. إحياء الكتب العربية ، ونقله سبط ابن الجوزي في التذكرة : 18 ، ط. بيروت ، وتجده في ديوان أبي طالب أيضا.

ولو راجعتم ديوانه ، وما نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، لوجدتم أشعارا أخرى صريحة في تصديق النبي (ص) ، وفي إعلان نصرته والذب عنه .

فأنصفوا أيها الحاضرون ، وخاصة أنتم أيها العلماء ! هل يجوز لكم أن تنسبوا قائل هذه الكلمات إلى الكفر والشرك ؟!

أم إنها تنبئ عن إيمان وإسلام قائلها وأنه مؤمن حقيقي ومسلم ملتزم ومتمسك بما جاء به محمد المصطفى (ص) ؟!

كما اعترف بذلك بعض أعلامكم ، فقد نقل الشيخ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة / الباب الثاني والخمسون نقل من رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ : وحامي النبي ، ومعينه ، ومحبه ، أشد حبا ، وكفيله ، ومربيه ، والمقر بنبوته ، والمعترف برسالته ، والمنشد في مناقبه أبياتا كثيرة ، وشيخ قريش : أبو طالب .

لقائل أن يقول : إذا كانت هذه التصريحات من أبي طالب في تصديق النبي (ص) وتأييده ونصرته والدفاع عنه ، فكيف نجد أكثر المؤرخين وأصحاب السير ذهبوا إلى كفره أو التوقف في إيمانه ؟!

والجواب : إن الدعايات الأموية ـ خاصة في زمان معاوية ـ لعبت دورا هاما في مثل هذه الأمور ، فمن سنحت له الفرصة أن يأمر بسب أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (ع) ويأمر بلعنه ولعن ولديه الحسن والحسين سبطي رسول الله (ص) وريحانتيه وحبيبه ويشتمهم على رؤوس الأشهاد وعلى منابر الإسلام والمسلمين ، حتى صارت هذه المنكرات عادة جارية حتى في قنوت الصلوات وخطب الجمعات ، فمن أتيحت له هكذا فرصة وقام بقلب الحقائق وتغيير الوقائع وتبديل الحق بالباطل وبالعكس ، فهل يأبى من إنكار إيمان أبي طالب (ع) وبث الدعايات في أنه مات كافرا ، أم يعجز من ذلك ويصعب عليه ؟!

والأعجب .. أن معاوية وأباه وكذلك ابنه يزيد ورؤوس الكفر والنفاق ، مع كثرة الدلائل المذكورة في تاريخهم الدالة على كفرهم وإلحادهم وعد إيمانهم ، يظهرون للمسلمين بظاهر الإيمان بل يعد معاوية وابنه من أمراء المؤمنين إلى يومنا هذا ، فهؤلاء مع سوابقهم في محاربة النبي (ص) ، ومعاندتهم للدين ، ودخولهم في الإسلام كرها بعد عام الفتح ، ثم نفاقهم وشقاقهم بين المسلمين وقتالهم لأمير المؤمنين (ع) ، وتحركاتهم العدوانية وأعمالهم الشيطانية على الإسلام ، والقيام بالأعمال الوحشية ، والتهجمات البشعة على بلاد المسلمين والناس الآمنين ، ونهب أموالهم ، وقتل رجالهم ، وهتك أعراضهم مثل هجوم بسر بن أرطاة على الطائف واليمن والأنبار وغيرها ، وهجوم الأعور بني مرة مسلم بن عقبة بجيش الشام على مدينة الرسول (ص) في واقعة الحَرّة ، ونقض معاوية عهده مع الإمام الحسن (ع) وقتله بالسم ، وكذلك قتله حجر بن عدي وأصحابه ، وغيره من صحابة رسول الله (ص) ، وقتل يزيد حسينا (ع) وسبي أهله وحريمه ، وغير ذلك من الأعمال العدوانية والكفر والإلحاد المشهود منهم والمشهور عنهم في التاريخ ، كل هذا وتحسبونه من أمراء المؤمنين ! لعنهم الله !!

ولكن أبا طالب مع تلك المواقف المشرفة ، والسوابق المشرقة التي هي أظهر من الشمس ، تقولون ما آمن ومات مشركا !! أما يكون هذا وذاك من تأثير الدعايات الأموية !!



(1) روى ابن ابي الحديد في شرح ‏نهج ‏البلاغة : ج14/67 ط دار احياء الكتب العربية روى حديثا سنده إلى أمير المؤمنين (ع) أنه قال: قال رسول الله (ص): قال لي جبرائيل: إن الله مشفعك في ستة : بطن حملتك آمنة بنت وهب ، و صلب أنزلك : عبد الله بن عبد المطلب ، و حجر كفلك : ابي طالب ، و بيت آواك : عبد المطلب و أخ كان لك في الجاهلية قيل : يا رسول الله و ما كان فعله ؟ قال : كان سخيا يطعم الطعام و يجود بالنوال . و ثدي أرضعتك : حليمة السعدية بنت ابي ذؤيب .

وروى في صفحة 68 عن الإمام محمد بن علي الباقر (ع) قال : لو وضع إيمان ابي طالب في كفة ميزان و إيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه ثم قال: أ لم تعلموا أن أمير المؤمنين عليا ع كان يأمر أن يحج عن عبد الله و ابيه ابي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم .

وقال في صفحة 69 : وروي أن علي بن الحسين ع سئل عن هذاـ أي عن إيمان ابي طالب ـ فقال : وا عجبا ! إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر و قد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام و لم تزل تحت ابي طالب حتى مات ، أي إذا كان أبو طالب غير مؤمن لفرق رسول الله بينه وبين زوجته فاطمة بنت اسد حينما أسلمت .

وقال في صفحة 70 : وقد روي عن ابي عبد الله جعفر بن محمد (ع) أن رسول الله (ص) قال : إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الكفر، فآتاهم الله أجرهم مرتين و إن أبا طالب أسر الإيمان و أظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين . قال : و في الحديث المشهور: أن جبرائيل (ع) قال للنبي(ص) ليلة مات أبو طالب : اخرج منها ـ أي مكة ـ فقد مات ناصرك .

أقول : والله لو كان واحد من هذه الاخبار يرد في اسلام أي رجل غير ابي طالب (ع) لتسلمه علماء العامة ومحدثوهم بالقبول ، وتلقوا إسلامه وايمانه أمرا مسلما بلا شك ولا ريب ، ولكنا ويا للأسف نجد هذه الشبهات تلقى حول ايمان ابي طالب واسلامه ، من بعض علماء العامة ولعل السبب في ذلك لأنه والد الإمام علي (ع) ولأن عليا ابنه سلام الله عليه !! " المترجم "

(2) القصيدة مطلعها كما في الديوان : ألا من لهم آخر الليل معتم ‏طواني و أخرى النجم لم يتقحم " المترجم "

(3) قال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج14 / 70 ، ط. إحياء الكتب العربية :

و أما حديث الضحضاح من النار فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد و هو المغيرة بن شعبة و بغضه لبني هاشم و على الخصوص لعلي ع مشهور معلوم و قصته و فسقه أمر غير خاف . " المترجم "

(4) سورة مريم ، الآية 46 .


توقيع خادم الجوادين




إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc