آية الله العظمى القائد السيد علي الخامنئي السيرة والمسيرة - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. إضاءات من نور المراجع والعلماء
إضاءات من نور المراجع والعلماء قال رسول الله (ص) : مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع موالية صاحب البيعة مشاركات 0 الزيارات 15817 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.55 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي آية الله العظمى القائد السيد علي الخامنئي السيرة والمسيرة
قديم بتاريخ : 02-Oct-2009 الساعة : 09:01 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم

أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين





السيرة والمسيرة
المقدمة:


لم يشهد التاريخ الإسلامي السياسي المعاصر حدثاً فريداً وبارزاً كحدث انتصار الثورة الإسلامية المباركة بقيادة الإمام الراحل الخميني العظيم، حيث استطاع قلب المعادلات الإستكبارية وتغيير أحد أهم وأبرز الأنظمة السياسية التي تحمل لواء العداء للإسلام وقوانينه. وكان في طليعة نتائج هذه الثورة أنها قدّمت للعالم نموذجاً رائعاً، كما قدّمت له أطروحة قانونية فريدة لم يعرف لهما العالم السياسي المعاصر من قبل مَثيلاً إلا حكومة رسول الله(صل الله عليه وآله) وحكومة أمير المؤمنين(ع).

هذه الأطروحة تجسّدت في إعادة بعث الروح من جديد للنظرية الإسلامية في مجال الحكومة والولاية - التي هي معتقدنا - إكمالاً للدين وإتماماً للنعمة الإلهية الكبرى على البشرية.


ولا يختلف اثنان في أنّ إعادة طرح الإمام الخميني المقدس لشكل النظام السياسي الإسلامي، من خلال طرحه لنظرية ولاية الفقيه، قد لعب دوراً مهماً وبارزاً في إغناء الفكر السياسي الإسلامي، وتذكير الأمة بالدور الكبير للفقيه والحاكم والولي، وقيادة الأمة في عصر الغَيبة.



هذا وقد جاء تشكيل الإمام الخميني(قدس سره) للدولة الإسلامية المباركة في إيران الإسلام بعد فترة طويلة من غياب الإسلام عن مسرح الأحداث السياسية في العالم، مما ميز هذه الدولة بالمبادئ والأفكار والأسس الإسلامية التي قامت عليها، باعتبار أنها قد حققت الحلم الذي طالما انتظرناه، وأشعلت النور الذي طالما أملناه.


وفي ظل غياب الإمام الخميني المقدس ورحيله إلى الرفيق الأعلى، ظهر نور مشرق بالأمل، أضاء على الأمة كلها. وكان بمثابة العزاء للأمة في مصابها، ولا زال ذلك هو الرمز المنير والشمس المشرقة سماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام القائد السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله العالي)، قائد الأمة وولي أمرها، وخليفةَ للإمام الراحل، فالرجل الذي اختاره كبار علماء ومراجع الأمة لهذه المهمة الصعبة، وهذا الحمل الثقيل، هو امتداد حقيقي للإمام الراحل (قدس سره)، لشخصية الإمام، ولفكر الإمام، ولخطه الأصيل, ولنهجه المحمدي؛ الأمر الذي حمل السكينة والطمأنينة تجاه مستقبل الثورة الإسلامية المباركة.


فالإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه) هو ابن الإمام البارّ، وتلميذه، وأحد أقرب أصحابه إليه، ولعل ثلاثين عاماً من العلاقة المتينة كافية لتجعل من سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) بضعةً للإمام الخميني (قدس سره)، حيث ستبقى الثورة تستلهم فكر الإمام الراحل وخطاه المباركة، وسيبقى فكر الإمام الخميني المقدس هو فكر الثورة، وخطه خطها, ونهجه الأصيل نهجها.


وكما قال سماحة الإمام القائد المرجع الخامنئي(دام ظله) في أول بيان له بُعيد انتخابه:
"إنّ أية حادثة وأية غاية لن تتمكن من فصل فكر الإمام وتعاليمه عنا، لأنها جزء من وجودنا، وأنا في مسؤوليتي الخطيرة الجديدة ألتزم وأتعهد بتطبيق تلك التعاليم الإلهية بحذافيرها".

وهنا نكون في جولة مختصرة وموجزة جداً في رحاب السيرة العطرة للقائد المرجع الإمام الخامنئي(زيد عزه ومجده).

نبذة مختصرة عن سيرة ولي أمر المسلمين قائد الثورة الإسلامية المرجع الأعلى آية الله العظمى الإمام القائد السيد علي الحسيني الخامنئي(دام ظله العالي)

لن تستطيعوا أن تجدوا شخصاً يحمل صفات السيد الخامنئي، من حيث التزامه بالإسلام وخدمته له وللشعب بكل وجوده، لن تجدوا ذلك الشخص أبداً، فأنا أعرفه منذ سنوات طويلة (الإمام الخميني المقدس)

النشأة:

قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام القائد السيد علي الحسيني الخامنئي(دام ظله) نجل المرحوم الزاهد آية الله الحاج السيد جواد الحسيني الخامنئي(قدس سره). ولد يوم 28 من صفر عام 1358هـ (17/4/1939م) في مدينه مشهد المقدسة.

وكان سماحته ثاني أولاد آية الله السيد جواد الخامنئي(قدس سره).
وكانت حياة السيد جواد الخامنئي(قدس سره) شأنه شأن باقي علماء الدين ومدرسي الحوزات العلمية حياة الزهد والبساطة. وقد اعتادت عائلته الكريمة على هذه الحياة.


ويستذكر الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) الحالة التي عايشها هو وأسرته آنذاك حيث يقول "كان والدي رجل دين معروف وفي نفس الوقت ورعاً...حياتنا كانت تسير بعسر... مازلت أتذكر انه في بعض الليالي ما كان يوجد في بيتنا وجبة عشاء.. والدتي كانت تُعدُ بعناء العشاء لنا وهذا العشاء كان لا يتجاوز الخبز والزبيب".

وحول البيت الذي كانت تعيشه عائله آية الله السيد جواد الخامنئي(قدس سره) يقول الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) "البيت الذي ولدت وترعرعت فيه حتى سن الرابعة أو الخامسة،لا تتعدى مساحته الستين أو السبعين متراً وكان يقع في حي فقير في مشهد ويحوي على غرفه واحده وقبو معتم ومظلم.


وحينما كان يحل على والدي ضيفاً ما حيث إن الناس كانوا يترددون على والدي باعتباره عالم دين وموضع ثقة، كان لابد لنا أن ننزل إلى القبو ريثما يترك الضيوف بيتنا.

وبعد فترةٍ وجيزة اشترى بعض الناس الذين يكنون المحبة لوالدي قطعة أرض وأضافوها إلى هذا البيت وأصبح لدينا بعدها ثلاث غرف".

وهكذا ترعرع الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في عائله فقيرة ولكنها في نفس الوقت عائلة متدينة وملتزمة، يسودها المحبة والصفاء والاطمئنان الإيماني.

وذهب الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) وشقيقه الأكبر إلى "الكُتاب" ليتعلما القرآن ومن ثمة درسا في مدرسة " دار التعليم الديني " التي تأسست للتو حيث أنهيا دراستهما الابتدائية في هذه المدرسة.


السيرة العلمية

وكان الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) قد تعلم " جامع المقدمات" والصرف والنحو في الثانوية ومن ثمة توجه إلى الحوزة العلمية وتعلم الأدب والمقدمات على يد والده وباقي الأساتذة.

وحول الأسباب التي جعلته يدخل الحوزة العلمية يقول الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) "العامل الرئيس الذي جعلني أن أسلك هذا الطريق النير الذي سلكه والدي من قبل، هو الروح المعنوي التي كان يتحلى بها والدي كما أن والدتي أيضاً كانت لديها رغبة بأن أسلك هذا الطريق".


وتعلم سماحته الكتب الأدبية مثل "جامع المقدمات"و" السيوطي" و" المغني" في مدرستي " سليمان خان "و"نواب" حيث كان والده يشرف على سير تعليمه.

كما تعلم كتب "المعالم" و" شرح اللمعة"و "شرائع الإسلام" لدى والده والمرحوم آية الله "آقا ميرزا مدرس اليزدي".

وتعلم كتاب الرسائل والمكاسب لدى آية الله الشيخ هاشم القزويني(قدس سره) وأكمل دروس الفقه والأصول لدى والده. وتجدر الإشارة هنا بأن عمر سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) آنذاك لم يكن يتجاوز الخامسة عشر عاماً.

ودرس قائد الثورة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) الفلسفة والمنطق وكتاب المنظومة للسبزواري لدى آية الله الميرزا جواد آقا الطهراني وبعده لدى آية الله الشيخ رضا آيسي.

و لم تستغرق دراسة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) الرسمية في الحوزة العلمية أكثر من خمس سنوات ونصف حيث طوى خلالها بجد ومثابرة المقدمات والسطوح العليا.
في حوزة النجف الأشرف:

وتوجه سماحته عام1957م إلى زيارة العتبات المقدسة والدراسة الحوزوية العليا في النجف الأشرف بعد أن أكمل دورة خارج الفقه والأصول في سن الثامنة عشر على يد المرجع الكبير آية الله العظمى السيد الميلاني(قدس سره) في مدينه مشهد المشرفة.

وفي النجف حضر الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) دروس الخارج لدى المراجع العظام مثل السيد محسن الحكيم والسيد محمود الشاهرودي والسيد الخوئي والميرزا باقر الزنجاني والسيد يحيي اليزدي والميرزا حسن البجنوردي(قدس الله سرهم) حيث أعجبه المنهج الدراسي والبحثي في الحوزة العلمية في النجف وطلب من والده أن يسمح له بأن يبقى في النجف ولكن بسبب بعض الظروف العائلية اضطرته للعودة إلى مشهد ثم عاد مرةً أخرى لمدينة قم المقدسة.

في حوزة قم العلمية

واستمر آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) بمتابعة دروسه العليا في الفقه والفلسفة والأصول في مدينه قم المقدسة وتتلمذَ على يد المراجع العظام كالسيد البروجردي والإمام الخميني المقدس والشيخ مرتضي الحائري والعلامة الطباطبائي.

وفي العام1964م استشف سماحته(دام ظله) من خلال الرسائل التي تأتي إليه من مدينه مشهد بأن والده قد أصيب بمرض "المياه البيضاء" في العين مما ترك أثراً سلبيا على نفسيته وكان حائراً حينها بين البقاء في مدينه قم ومتابعة دروسه وبين الذهاب إلى مدينة مشهد والإشراف على علاج والده.

ولقد توصل الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) إلى هذه النتيجة بأن يترك مدينة قم ويذهب إلى مدينة مشهد لرعاية والده ويقول الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في هذا المجال "ذهبت إلى مشهد حيث الباري عز وجل وفقني واتجهت إلى العمل وحسب اعتقادي فإنه إذا ما كان لدي نجاحات في مجال الحياة فإن هذا النجاح نابع عن بر الوالدين والإحسان إليهما".

لقد اختار الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في هذا المفترق، الطريق الأمثل والأكثر صوابا وكان بعض الأساتذة والفقهاء يأسفون لأن سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) سيترك الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة على عجل. ولو بقي في قم لكان أفضل له ولكن المستقبل اظهر بأنه خير ما فعل وقد انتخب السبيل الأفضل حيث إن الله تعالى قدر له مصيراً أفضل وأنجح مما كان يتوقعه الآخرون.

وتابع سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) دروسه العلمية والفقهية والأصولية في مدينة مشهد المشرفة عند ضريح ثامن الأئمة() واستمر بمتابعة دروسه على يد آية الله العظمى السيد الميلاني حتى عام 1964م.

كما انه إضافةً إلى رعاية والده المريض بقي حتى عام 1964م في مشهد حيث قام سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) بتدريس الفقه والأصول والمعارف الدينية للطلاب والشباب.

* بعضٌ من النتاج الثقافي والعلمي للإمام القائد الخامنئي(دام ظله):

نشير بشكل إجمالي إلى بعض النتاجات الثقافية للإمام القائد الخامنئي(دام ظله).

1ـ المشروع الشامل للفكر الإسلامي في القرآن.

2ـ من أعماق الصلاة.

3ـ بحث حول الصبر.

4ـ أربعة كتب رئيسية في علم الرجال.

5ـ الحوزة وعلماء الدين. (مجلدين).

6ـ حياة أئمة الشيعة (لم يطبع).

7ـ قيادة الإمام الصادق(ع).

8ـ الدروس العظيمة من سيرة أهل البيت(ع).

9ـ الوحدة والتحزب.

10ـ الفن في الإسلام.

11ـ روح التوحيد , نفي العبودية لغير الله.

12ـ ضرورة العودة إلى القرآن.

13ـ سيرة الإمام السجاد (ع).

14ـ الإمام الرضا (ع) وولاية العهد.

15ـ الغزو الثقافي.. الخلفيات والأهداف.

16ـ الثقافة وبناء المجتمع.

17ـ الصابئة.

18ـ المهادنة.

19ـ تقريرات أبحاث الخارج لسماحته في القصاص. (لم تطبع).

20ـ حديث الولاية (ما يقارب 20 مجلداً. طبع منها 9 مجلدات).

21ـ أجوبة الاستفتاءات - العبادات والمعاملات. (مجلدين).

22ـ أجوبة الاستفتاءات في الصوم.

23ـ مناسك الحج.

24ـ القرآن كتاب حياة.

وهناك العديد من الأبحاث الفقهية للإمام القائد الخامنئي(دام ظله) والتفسيرية للقرآن الكريم وآلاف الاستفتاءات الفقهية لم تطبع لحد الآن, هذا بالإضافة إلى عشرات الأبحاث والكتب المتنوعة حول فكر ونظريات أطروحات المفكر الإسلامي والفقيه المحقق الرجالي الإمام القائد الخامنئي(دام ظله). بالإضافة إلى أنه(حفظه الله) قد ترجم العديد من الكتب قبل انتصار الثورة الإسلامية المباركة.

قبس من السيرة الجهادية والسياسية للإمام الخامنئي:

يقول الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) "أنا من طلاب الإمام الخميني في الفقه والأصول والسياسة والثورة, لكن أول شرارة للعمل السياسي والجهادي في مقارعة الطاغوت أوقدها فيَ المجاهد الكبير وشهيد طريق الإسلام الشهيد المظلوم السيد نواب صفوي(رحمه الله), فعندما زار نواب صفوي مع عدد من أفراد جماعة فدائيي الإسلام إلى مدينة مشهد عام 1952م حيث ألقى خطاباً مثيراً وموقظاً في مدرسة سليمان خان حول موضوع إحياء الإسلام وسيادة الأحكام الإلهية مما كشف للشعب الإيراني خداع وحيل الشاه والانجليز وأكاذيبهم , ويقول سماحته (دام ظله): آنذاك أثار نواب صفوي لديَ حوافز الثورة الإسلامية ولم يكن لديَ أدنى شك في أن المرحوم نواب أضاء السراج في قلبي".

مع نهضة الإمام الخميني (قدس سره)

دخل الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) معترك الجهاد السياسي منذ عام 1962م عندما كان مقيماً في مدينة قم المقدسة مع بدء الإمام الخميني(قدس سره) حركته الثورية والاحتجاجية ضد سياسات محمد رضا شاه بهلوي المعادية للإسلام والمرضية لأمريكا.

وخاض الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) غمار الجهاد بشكل مباشر وفعال بالرغم من وجود العديد من التقلبات والمنعطفات وأعمال التعذيب والنفي والسجن ولم يأبه لأيٍ من الأخطار في هذا الطريق طريق ذات الشوكة.

و قد أوكل الإمام الخميني المقدس مهمةً لسماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في شهر محرم 1383 هـ ق بإيصال بيانه إلى آية الله العظمى الميلاني(قدس سره) وعلماء خراسان بشأن إقامة البرامج التبليغية لعلماء الدين خلال شهر محرم وفضح سياسات الشاه الأمريكية وحول أوضاع إيران وأحداث مدينة قم.

فنفذ سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) هذه المهمة , وسافر إلى مدينة بيرجند من اجل التبليغ تلبيةً لما أراده الإمام الخميني(قدس سره) ومن أجل فضح نظام بهلوي وأمريكا, ولهذا السبب اُلقيَ القبض على سماحته في 9 محرم (2حزيران 1963م) وبقي معتقلاً حتى أُفرج عنه شريطة أن لا يصعد المنبر وان يكون تحت المراقبة.

وعندما وقعت حادثة 15 خرداد (5 حزيران) الدموية نُقل الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) من بيرجند إلى مشهد وأُودع السجن العسكري لمدةٍ عانى خلالها أقسى ظروف وأنواع التعذيب الوحشي.

* الاعتقال الثاني:


في شهر بهمن 1342هـ ش المصادف كانون الثاني 1964م (رمضان 1383هـ ق) توجه الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) مع عدد من أصدقائه العلماء المجاهدين وفقاً لخطة مدروسة إلى مدينة كرمان , وبعد أن مكث في مدينة كرمان نحو ثلاثة أيام وألقى عدداً من الخطب والتقى مع العلماء وطلاب العلوم الدينية غادرها إلى مدينة زاهدان.

حيث لَقِيَت خُطب ومُحاضرات الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) الحماسية والتوعوية وكشفه للحقائق ترحيباً واسعاً من قِبَل أهالي زاهدان وخاصة في السادس من بهمن (26 كانون الثاني) - ذكرى الانتخابات والاستفتاء المزيف للشاه.

في يوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك الذي يصادف مولد الإمام الحسن () بلغت صراحة وشجاعة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) وحماسه الثوري ذِروتها في فضح السياسات الشيطانية والأمريكية لنظام بهلوي, وعلى إثرها اعتقلته السافاك ( الأمن السري) ليلاً ونقلته إلى طهران جواً , ووضع الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في زنزانة انفرادية بسجن قلعه قزل حوالي شهرين تحمل خلالها مختلف أنواع وأصناف التعذيب الجسدي والمعنوي.

* الاعتقالان الثالث والرابع:

لَقيت دروس التفسير والحديث والفكر الإسلامي لسماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في مدينتي مشهد وطهران استقبالاً قل نظيره من قِبَل الشباب المتحمس والثوري, وأدت هذه النشاطات إلى إثارة غضب السافاك وملاحقته, ولهذا السبب فقد عاش متخفياً مطارداً في طهران عام 1966 ثم اعتقل الإمام القائد بعد عام وسجن , وأدت هذه النشاطات العلمية النوعية والتوعوية وعقد الجلسات والتدريس وفضح مساوئ النظام إلى اعتقاله مرةً أخرى من قِبَل جهاز السافاك الرهيب في نظام بهلوي عام1970م وإيداعه السجن.

* الاعتقال الخامس

ويقول سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) حول اعتقاله للمرة الخامسة من قبل السافاك : " منذ عام 1348 (1969) كان هناك شعور بوجود حركة مسلحة في إيران , إن حساسية وصرامة أجهزة النظام السابق تجاهي قد زادت لأنهم أدركوا حسب القرائن أن هذه الحركة لا يمكن أن تكون غير مرتبطة بأفراد مثلي".

عام 1971م أودعت مجددا السجن للمرة الخامسة, وكانت الأساليب العنيفة للسافاك في السجن تشير بوضوح إلى أن الجهاز كان خائفاً جداً من التحاق التيارات المجاهدة المسلحة بمراكز الفكر الإسلامي ولا يمكنه(السافاك) القبول بأن نشاطاتي الفكرية والتبليغية في مشهد وطهران كانت منعزلة عن تلك التيارات. وبعد إطلاق سراحي ازداد عدد المشاركين في الدروس العامة للتفسير والدروس العقائدية في الخفاء".

* الاعتقال السادس

بين الأعوام 1971 -1974م كانت دروس التفسير والعقائد التي يلقيها سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في ثلاثة مساجد هي "كرامت" و"إمام حسن" و" ميرزا جعفر" في مدينة مشهد المقدسة , كانت تجذب إليها الآلاف من الجماهير وخاصة الشباب الواعي والمثقف وطلبة العلوم الدينية الثوريين والملتزمين وتعرفوا من محاضرات ودروس الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) على الأفكار الإسلامية المحمدية الأصيلة.

وكانت محاضرته عن في البلاغة محاضرات متميزة وكانت تستنسخ في كراسات بعنوان "قبس من نهج البلاغة" وتتلقفها الأيدي المؤمنة المجاهدة بشوقٍ كبير.

وكان طلبة العلوم الدينية الذين ينهلون من محضر سماحته درس الحقيقة والجهاد, يشدون الرحال إلى مختلف مدن إيران القريبة والبعيدة لتعريف الناس بالحقائق النورانية التي تعلموها من الإمام القائد(دام ظله) وإعدادهم للثورة الإسلامية الكبرى.

وأدت هذه النشاطات إلى أن يداهم السافاك بصورة وحشية في شهر دي عام 1353(نهاية عام 1974) منزل الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في مدينة مشهد المشرفة ويعتقله ويصادر العديد من مؤلفاته وكتاباته القَيمة.

وكان هذا سادس وأصعب اعتقال تعرض له سماحة الإمام القائد الخامنئي المفدى(دام ظله) وبقي حتى خريف1975م في سجن اللجنة المشتركة التابع للشرطة والسافاك حيث عانى خلال هذه المدة في زنزانته أقسى ظروف السجن وأشد أصناف العذاب والتنكيل في هذا الاعتقال وحسب تعبير سماحته(حفظه الله) "فقط يدركها الذين عانوا تلك الظروف".

بعد إطلاق سراحه من السجن عاد إلى مدينة مشهد المقدسة وواصل نفس البرامج والنشاطات العلمية والتحقيقية والثورية بكل جد ونشاط, إلا أنه لم يسمح له بإقامة الدروس السابقة.

* في المنفى

أَلقى النظام البهلوي المجرم في نهاية عام 1356( آذار/ مارس 1978) القبض على آية الله العظمى الإمام الخامنئي(دام ظله) ونفاه إلى مدينة إيرانشهر وبقي فيها بعض الشهور. إلا أنه في منتصف عام 1978م ومع تصاعد جهاد الشعب الإيراني المسلم الثوري استطاع سماحته أن يعود إلى مدينة مشهد المقدسة من منفاه لكي يساند الثوار والمجاهدين.

وكان في مقدمة صفوف جهاد الشعب ضد النظام البهلوي والسفاك, وبعد عدة سنوات من النضال والجهاد والمقاومة في سبيل الله وتحمل كل المصاعب والمشقات والأشواك, شاهد سماحته الثمرة الطيبة للانتفاضة والمقاومة والجهاد الذي تجسد في انتصار الثورة الإسلامية الكبرى في إيران الإسلام, والسقوط المذل لحكم بهلوي الجائر وإقامة حكم الإسلام في هذه البلاد. حيث تحول الحكم من حكم الشاه إلى حكم الله تعالى.

* على أعتاب انتصار الثورة الإسلامية

على أعتاب انتصار الثورة الإسلامية وقبل عودة الإمام الخميني المقدس من باريس إلى طهران, أسس الإمام الخميني(قدس سره) "مجلس الثورة الإسلامية" في إيران من شخصيات مجاهدة من بينها آية الله الشهيد المطهري وآية الله الشهيد البهشتي وانضم آية الله العظمى الخامنئي(دام ظله) إلى عضوية المجلس بأمر مباشر من الإمام الخميني(قدس سره), وتم إبلاغ سماحته ببيان الإمام الخميني(قدس سره) من قبل الشهيد المطهري(رحمه الله) وبعد استلامه بيان قائد ثورة المستضعفين الإمام الخميني(قدس سره), عاد سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) من مشهد إلى طهران.

* بعد انتصار الثورة الإسلامية:

وأخيراً لاح فجر النصر وهوت أركان نظام بهلوي البغيض بفضل القيادة الحكيمة للإمام الخميني المقدس وجهاد المخلصين وتضحيات الشعب ودماء عشرات الآلاف من الشهداء وآهات آلاف المعذبين، وانتصبت أعمدة الثورة الإسلامية، وقطف سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) ثمار الانتفاضة والثورة والاستبسال والجهاد المتمثلة في انتصار الثورة الإسلامية المباركة، وذلك بعد أكثر من 15 سنة من الكفاح والجهاد والمقاومة في سبيل الله، وتحمّله المشاق الجسيمة، وشهد لحظات السقوط المذل لنظام بهلوي المستبد والشرير وبزوغ شمس الإسلام المحمدي الأصيل على ربوع إيران.

وبعد الانتصار المبارك تابع الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) نفس النشاط والحماس على طريق تحقيق أهداف الثورة الإسلامية، وهي جميعها نشاطات فريدة وحيوية. يتلخص أهم عطائه في إنشاء الحزب الجمهوري الإسلامي بالتعاون مع نخبة من رجال الدين المجاهدين ورفاق دربه من أمثال الشهيد باهنر وآية الله الشهيد بهشتي وآية الله الشيخ رفسنجاني وآية الله السيد الأردبيلي في مارس من العام 1978م، هذا الإقدام الذي هيأ الفرصة لحضور فعال وتنظيمي للقوى المؤمنة والمخلصة الحليفة للنظام الإسلامي المبارك في مواجهة الجماعات المعادية للإسلام والملحدة.

* بعض المناصب التي شغلها الإمام القائد الخامنئي(دام ظله):

فيما يلي بعض المناصب التي شغلها سماحة آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في السنين الأولى لانتصار الثورة الإسلامية المباركة:

1ـ تأسيس "الحزب الجمهوري الإسلامي" بالتعاون والتنسيق مع رفاقه من العلماء المجاهدين في مارس 1979م.

2ـ نائب وزير الدفاع في عام1979م.

3ـ مسؤول قوات حرس الثورة الإسلامية (1979م).

4ـ عينه الإمام الخميني(قدس سره) إماماً لجمعة طهران (1979م).

5ـ ممثل الإمام لحلّ المعضلات السياسية وغيرها في محافظة سيستان وبلوجستان (آذار عام 1979م).

6ـ ممثل أهالي طهران في مجلس الشورى الإسلامي (1979م).

7ـ ممثل الإمام الخميني (قدس سره) في المجلس الأعلى للدفاع (1980م).

8ـ الحضور الفاعل والمخلص كمقاتل في جبهات الدفاع المقدس, عام 1980م مع بداية الحرب التي فرضها العراق على إيران ومهاجمة جيش صدام المعتدي للحدود الإيرانية, من خلال تزويده بالسلاح والمعدات وتحريكه من قبل القوى الاستعمارية العظمى مثل أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق.

9ـ تعرض الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في 26 حزيران عام 1981م إلى محاولة اغتيال دنيئة في مسجد «أبي ذر» بمدينة طهران قامت بها جماعة المنافقين الضالة، نُقل على أثرها إلى المستشفى، وسط أمواج الحزن والذهول التي عمّت الجماهير والمسؤولين، وظل في المستشفى بسبب شدة الجراح لأكثر من شهر إلى حين انتخابه لمنصب رئاسة الجمهورية.

10ـ منصب رئيس الجمهورية: بعد استشهاد السيد رجائي (ثاني رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران) رشحت القوى الثورية المؤمنة سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي(حفظه الله) لخوض معركة رئاسة الجمهورية، وبالفعل فقد حصل على أكثر من 16 مليوناً صوتاً من مجموع 17 مليوناً، وأصبح في عام 1981م ثالث رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران وذلك بعد مصادقة الإمام الخميني المقدس على مرسوم تنصيبه، وأعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية من 1985م – 1989م.

واقترنت فترتا رئاسة سماحته(دام ظله) بأهمية خاصة وذلك لأنها سجلت تقلبات مرحلة حساسة وهي الحرب المفروضة، والتحديات الكبيرة التي كانت تواجهها البلاد آنذاك، وبدء عملية الإعمار بعد الحرب، وكثير من الأحداث الخطيرة الأخرى مما جعلها فترة حساسة في تاريخ الثورة الإسلامية حاضراً ومستقبلاً.

11ـ رئيس المجلس الأعلى للثورة الثقافية 1981م.

12ـ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام 1987م.

13ـ رئيس هيئة مراجعة الدستور 1989م.

14ـ رئيس مجلس سياسات البلاد العليا عام 1987م.

كما شغل سماحة آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي(حفظه الله) وبأوامر منفصلة من قبل الإمام الخميني (قدس سره) عدة مناصب أخرى مما زاد في خبرته وقدراته القيادية والتنفيذية.

وقد سجل سماحته إبان تلك الفترة حضوراً فاعلاً في جميع الميادين باعتباره أمين سرّ الإمام الخميني المقدس وأحد أقرب المقرّبين إليه، وخرج من كل الدسائس والمؤامرات متمتعاً بثقة الإمام الخميني(قدس سره) المطلقة إلى آخر لحظة من عمره الشريف، حتى أن الإمام الخميني المقدس قد أعرب في مناسبات عديدة للمقرّبين وبعض المسؤولين عن رأيه الصريح بأن السيد الخامنئي(دام ظله) الفرد الأكفأ والأقدر لخلافته.

* القيادة وولاية أمر المسلمين

الجهاد المتواصل للإمام القائد الخامنئي(دام ظله) ليلاً نهاراً كان سبباً لتقويم الدعامات الأساسية للثورة، ويأساً لأعداء الإسلام والمسلمين.

وبرحيل الإمام الخميني (قدّس سره الشريف) في 3 حزيران (1989م) عقد الفقهاء والمجتهدين في مجلس الخبراء في صباح اليوم التالي جلسة طارئة لانتخاب القائد...، ولم تمض عشرون ساعة على الجلسة حتى تمت مبايعة آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي (مد ظله العالي) ولياً لأمر المسلمين، وقائداً للثورة الإسلامية المباركة بأكثرية الآراء، واستطاع الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) بقيادته الحكيمة تسيير دفة الثورة، والسير بها على نهج الإمام الراحل الخميني المقدس، وعلى خطه الإسلامي الأصيل، بعيداً عن مطامع الأعداء في الداخل والخارج.

و يزداد هذا الإمام القائد ـ بلطف الله ورعايته ـ يوماً بعد يوم في قلوب المؤمنين محبةً وعشقاً، وفي قلوب الأعداء حقداً وبغضاً، وهكذا يتسامى في سلّم القيادة ـ بعون الله ـ قدرةً وازدهاراً حتى ظهور بقية الله الأعظم (عجل الله فرجه)، والعيش في ظل قيادة خاتم الأوصياء - صلوات الله عليه.

خلفيات تصدي آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) لولاية أمر المسلمين.

على أثر عروج الروح الملكوتية للإمام الخميني المقدس إلى بارئها، استُدعي في نفس الليلة أعضاء مجلس الخبراء (الذي يضم عشرات الفقهاء والمجتهدين) من المدن الإيرانية كافة، وفي صباح اليوم التالي (الأحد 4 حزيران 1989 م) عُقد اجتماع كبير ضم أبرز قادة البلاد ومسؤوليها، قرأ فيه الإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه) وصية الإمام الخميني الراحل(قدس سره) وسط أجواء البكاء والنحيب. وفي عصر اليوم نفسه، عُقد اجتماع آخر، اقتصر على أعضاء "مجلس الخبراء"، وجرى فيه النقاش حول انتخاب القائد الجديد.

وبعد الانتهاء من المناقشات في "مجلس الخبراء" حول القيادة الجديدة تم التصويت بالأكثرية لصالح القيادة الفردية، فتحوّل النقاش بعد ذلك إلى إيجاد المصداق الحقيقي للقيادة الفردية، فكانت الأنظار تتجه إلى سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي (دام ظلّه) الذي كان يرفض بقوة تحمّل هذه المسؤولية العظمى.

وبعد إصرار الجميع عليه، فضلاً عن الكثير من العوامل الأخرى، رضخ سماحته لهذا الترشيح واضطلع بالمسؤولية الكبرى، وقد كان إصرار جميع الفقهاء والمجتهدين في مجلس الخبراء مبنياً على أساس المواصفات الشرعية والقانونية والخبرات والمميزات التي يتمتع بها سماحته(حفظه الله) بالإضافة إلى الشهادات والكلمات التي صدرت من الإمام الراحل الخميني المقدس، ومن جملة هذه الشهادات التالية:

بعضٌ من شهادات الإمام الراحل الخميني(قدس سره) بالإمام القائد الخامنئي(دام ظله):

* أولاً: حين عُزِل الشيخ منتظري من منصبه كقائد مستقبلي، التقى آية الله الشيخ رفسنجاني الإمام الخميني(قدس سره)، وضمن حديثه قال آية الله الشيخ رفسنجاني للإمام: "إنّ عَزْلكم الشيخ المنتظري سيجعلنا مستقبلاً في مواجهة طريق مسدود". فأشار الإمام (قدس سره) إلى عدم وجود هذا الطريق، حين قال: "أليس لديكم السيد الخامنئي؟!".

* ثانياً: خلال سفر آية الله العظمى الخامنئي (دام ظلّه) إلى كوريا الشمالية، كان الإمام - وبحضور ابنه السيد أحمد وآية الله العظمى الأردبيلي - يشاهد على شاشة التلفاز وقائع سفر السيد الخامنئي(دام ظله) وحواره مع المسؤولين الكوريين، فقال السيد أحمد للإمام: "أنظروا كيف يُحسن الجواب" - يقصد السيد الخامنئي (دام ظلّه)! فقال الإمام الراحل(قدس سره): "إنه جديرٌ بالقيادة".

* ثالثاً: في اجتماع مع الإمام الخميني (قدس سره)، قبل أشهر من عروج روحه الطاهرة للملكوت الأعلى، ضم رؤساء السلطات الثلاث السابقين (السيد الخامنئي والسيد الأردبيلي والشيخ رفسنجاني)، ورئيس الوزراء السابق حسين الموسوي والعلامة المجاهد المرحوم السيد أحمد (ابن الإمام)، جرى الحديث حول الفراغ القيادي الذي سيحدث بعد الإمام، وما ينص عليه الدستور بهذا الشأن، فقال الإمام الخميني (قدس سره): "لن يحدث فراغ قيادي، إنّ لديكم مَن يسدّه". فقيل له: "مَن هو؟"، فأشار الإمام إلى سماحة السيد الخامنئي (دام ظلّه) قائلاً: "هذا السيد الخامنئي".

وغيرها من التصريحات والإيحاءات من الإمام الراحل(قدس سره).

أما المواصفات التي يتميز ويتمتع بها الإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه) واعتمد المجتهدين والفقهاء في مجلس الخبراء عليها فهي:

1ـ المواصفات الشرعية، التي يراها فقهاء الإسلام بشأن القيادة وشروطها.

2ـ المواصفات القانونية المدونة في دستور الجمهورية الإسلامية.

3ـ المواصفات الشخصية للإمام القائد الخامنئي(دام ظلّه).

أولاً: المواصفات الشرعية، التي طرحها ويطرحها فقهاء الإسلام بشأن القيادة وشروطها.

فإننا نجدها تتوافر دون استثناء في سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله)، حيث ثبتت كفاءته وقدراته القيادية عملياً طيلة السنوات العشر التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية. كما يشهد على عدالته وتقواه وورعه جميع أهل الحل والعقد من الفقهاء والمجاهدين وغيرهم، فضلاً عن المقبولية الكبيرة التي يتمتع بها سماحته(حفظه الله) عند الأمة الإسلامية.

أما اجتهاده ومرجعيته، فمسلَّم بهما لدى أهل الخبرة والتخصص، وقد حظيَ الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) بشهادات من عشرات المراجع والمجتهدين، نذكر منها:

1 - شهد الإمام الخميني (قدس سره) - أستاذه - باجتهاده أكثر من مرة، وقد أكد ذلك السيد أحمد الخميني(نجل الإمام) في رسالة البيعة التي أرسلها للإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه) بقوله:

"إنّ سماحة الإمام قال باجتهادكم المطلق عدة مرات".

2 - شهد آية الله العظمى الشيخ مرتضى الحائري (قدس سره) (أستاذه الذي توفي عام 1985 م) باجتهاده أمام العديد من الطلبة- وهو نجل المرجع الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة.

3 - "مجلس الخبراء" المؤلف من عشرات المجتهدين والفقهاء الورعين.

4 – الدعم والتأييد ومساندة أكبر الفقهاء والمراجع العظام مثل:

* آية الله العظمى فقيه أهل البيت(ع) السيد محمد رضا الگلبايگاني(قدس سره).

* آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي(قدس سره).

* آية الله العظمى شيخ الفقهاء والمجتهدين الأراكي(قدس سره).

* آية الله العظمى الفقيه الورع الشيخ هاشم الآملي(قدس سره).

* آية الله العظمى العارف الكبير السيد بهاء الديني(قدس سره).

هذه الشهادات والمواقف هي الأخرى تكفي للتثبّت من صحة الانتخاب ألائق والمميز لسماحة الامام القائد الخامنئي (دام ظلّه) بمبانيها الشرعية وشرائطها الفقهية والقانونية.

إذاً، إنّ توافر جميع المقوّمات الشرعية لانتخاب سماحة آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه) لولاية الأمر، تجعل قيادته كقيادة الإمام الراحل الخميني المقدس تماماً في أسسها وحدودها وإطلاقها، وطبيعة أوامرها ونواهيها الولائية الشرعية.

ثانياً: المواصفات القانونية المدونة في دستور الجمهورية الإسلامية.

والذي ينص في الفصل الثامن منه على القيادة: شرائطها، وانتخابها، صلاحياتها وواجباتها، وقد رُوعيت هذه المواصفات بدقة في انتخاب الإمام القائد الخامنئي المفدى (دام ظله). ومما جاء في الدستور في المادة الخامسة: "في زمن الغَيبة، غَيبة الإمام المهدي (عج)، تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل، المتّقي، البصير بأمور العصر، الشجاع، القادر على الإدارة والتدبير. وذلك وفقاً للمادة السابعة بعد المائة".

وبناءاً على توفر هذه المواصفات وبشكل مميز وكبير واستثنائي في شخصية سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه) فإنه، وبعد انتخابه قائداً للأمة الإسلامية، أصبح يمتلك الصلاحيات والواجبات التي ينص عليها دستور الجمهورية الإسلامية. وجاء في المادة 110 من الدستور أنّ واجبات القائد وصلاحياته هي:

1 - تعيين السياسات العامة لنظام جمهورية إيران الإسلامية، بعد التشاور مع مجمع تشخيص مصلحة النظام.

2 - الإشراف على حُسن إجراء السياسات العامة للنظام.

3 - إصدار الأمر بالاستفتاء العام.

4 - القيادة العامة للقوات المسلحة.

5 - إعلان الحرب والسلم والنفير العام.

6 - نصب وعزل وقبول استقالة كلٌ من:

أ) فقهاء مجلس صيانة الدستور.

ب) رئيس السلطة القضائية.

ج) رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفاز.

د) رئيس أركان القيادة المشتركة (للجيش).

هـ) القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية.

و) القيادات العليا للقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي.

7 - حل الخلافات، وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث.

8 - حل مشكلات النظام التي لا يمكن حلّها بالطرق العادية، من خلال مجمع تشخيص مصلحة النظام.

9 - إمضاء حكم تنصيب رئيس الجمهورية بعد انتخابه من الشعب.

10 - عزل رئيس الجمهورية، مع ملاحظة مصالح البلد، وذلك بعد صدور حكم المحكمة العليا بتخلّفه عن وظائفه القانونية، أو بعد رأي مجلس الشورى الإسلامي بعدم كفاءته السياسية على أساس المادة التاسعة والثلاثين.

11 - العفو أو التخفيف من عقوبات المحكوم عليهم في إطار الموازين الإسلامية بعد اقتراح رئيس السلطة القضائية.

وهذه الصلاحيات والواجبات للقائد كانت ولا تزال على ما هي عليه بعد تعديل دستور الجمهورية الإسلامية، لذا فهي وفق نظرية ولاية الفقيه التي طرحها الإمام الخميني(قدس سره) تكاد تكون ثابتة، وثبات هذه الصلاحيات وممارستها من قِبل الإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه) تعني أنّ ولايته كولاية الإمام الراحل الخميني المقدس تماماً، ومن دون أي تجزئة.

ثالثاً: المواصفات الشخصية للإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه):

فضلاً عن المواصفات الشرعية والدستورية، فإنّ سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظلّه) يتميز بمواصفات شخصية لا تجتمع في غيره، منها:

1ـ خبرته التنفيذية الطويلة، حيث شغل سماحته العديد من المناصب التنفيذية, وقبل ذلك كان عضواً في مجلس قيادة الثورة، الذي شكّله الإمام الراحل قبل الانتصار في عام 1979 م، وضم أبرز قادة الثورة، ولوجوده في كل هذه المواقع الدينية والسياسية دلالات عميقة على المستويات العملية والسياسية والاجتماعية العالية التي يتمتع بها.

2ـ سوابقه الجهادية، التي تعود إلى سنوات تتلمذه على يد الإمام الخميني (قدس سره)، منذ العام 1958 م.

3ـ يحظى سماحته باحترام بالغ ومقبولية عامة، على مختلف المستويات عند الشعب والجهاز الحكومي والحوزات العلمية ومرجعياتها الدينية وأجهزتها والفقهاء وأئمة المدن. وهذا الأمر بالغ الأهمية.

4ـ كما يتميز سماحته بالبصيرة والوعي والخبرة العميقة والدقيقة وبعد النظر في الأمور الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك مما يهم حياة المجتمع البشري.

5ـ كما أنه (دام ظله) يمتلك خبرة في الإدارة وتسيير أمور المجتمع وبناء العلاقات المحلية والدولية.

6ـ وهو (حفظه الله) شجاعاً في العمل بوظائفه الشرعية والسياسية وغيرها ممّا يرتبط بإدارة الحكم وصيانة بلاد المسلمين وأموالهم وأعراضهم ونفوسهم, فهو لا يخاف في الله لومة لائم؛ والتجربة العملية أثبتت شجاعته وحكمته.

7ـ مضافاً إلى ذلك فإن الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) صبور وعطوف وله قدرته الكبيرة على تحمل الصعاب.

8ـ بالإضافة إلى سعة الصدر في التعامل مع الأمة بجميع فئاتها حتى المعارضين.

9ـ بالإضافة إلى حيازته لمعالي الأخلاق من زهد وتواضع وإخلاص وتوكل على الله ورحمة وعطف والتقوى العالية, هذه الأخلاق التي شهد بها العدو قبل الصديق.

الولي والمرجع الكبير الإمام القائد الخامنئي(دام ظلّه) ولياً لأمر المسلمين لا للإيرانيين فقط

تعتبر تجربة الحكم الإسلامي وشكله المتّبع في نظام الجمهورية الإسلامية من الظواهر التي لم يعهدها المسلمون منذ عصر الأئمة ()، باعتبار أنه نظام يقوم على أساس أن يكون الحاكم فيه ومصدر السلطة الأولى هو الولي الفقيه، الذي هو في نفس الوقت ولياً للأمة الإسلامية كلها لا ولياً للأمر في الدولة التي يقوم نظامها على أساس الإسلام فقط. ومن هنا، نشأ سؤال أو اعتراض لدى البعض مفاده أنه: ما هي علاقة الإمام الخميني الراحل(قدس سره) أو الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) بسائر المسلمين؟

وهل أنّ المساحة الجغرافية للقيادة تتعدّى حدود إيران وتشمل غير الإيرانيين، أم أنها تقتصر على إيران فقط؟


والإجابة عن هذا السؤال تتفاوت بتفاوت المباني الفكرية والشرعية لأصحابها، إضافة إلى طبيعة الموقف من الجمهورية الإسلامية ونظامها القائم. ولكن من خلال إدراكنا وفهمنا لما حصل من بيعة عامة للإمام القائد الخامنئي(دام ظله) من قِبل الأمة ومراجعها ندرك أبعاد ومساحة ولايته العامة.

فقد بُويع الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) من الأمة من خلال انتخاب "مجلس الخبراء" له، وهو المجلس الذي عيّنته الأمة مباشرة، وارتضت قراراته.


ثم توالت عليه رسائل البيعة وبياناتها، بصفته ولياً لأمر المسلمين المطلق الذي تجب طاعته على الجميع. وبايعه مراجع الدين الكبار، عبر الرسائل التي بعثوا بها إلى سماحته، كرسائل البيعة والتأييد التي بعثها شيخ الفقهاء والمجتهدين آية الله العظمى الشيخ محمد علي الآراكي، وسماحة آية الله العظمى السيد محمد رضا الموسوي الگلبيگاني ، وسماحة آية الله العظمى الشيخ هاشم الآملي وسماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (قدّس الله أسرارهم جميعاً) وغيرهم من الفقاء.

كما بايعته الجامعة الكبرى في "قم المقدسة" من خلال مؤسستيها الكبيرتين (مجلس إدارة الحوزة، وجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية). وكذلك الحوزات والتجمعات العلمية في "مشهد" و"أصفهان" و"طهران" وغيرها.. ومنها "جماعة علماء طهران".


وأما خارج إيران الإسلام، فقد بايعه المسلمون الواعون في فلسطين ولبنان والعراق وباكستان وأفغانستان والهند ودول الخليج وغيرها.. ، بتجمعاتهم الشعبية وحركاتهم السياسية وشخصياتهم البارزة ومسيراتهم العملاقة، إضافة إلى الشخصيات والمواقف الأخرى من مختلف دول العالم.


و هنا قد ترد بعض الأسئلة:

1ـ س: كيف يتسنى لقائد ينتخبه مجلس الخبراء المنتخب من قبل الشعب الإيراني المسلم، قيادة الأمة الإسلامية في سائر البلدان ويكون قائداً للشيعة، بينما لم يقم الشيعة من بقية الدول بانتخابه؟

ج- إن طريقة انتخاب القائد من قبل المجتهدين والفقهاء في مجلس الخبراء بمثابة الآلية للكشف عن الشخصية التي تتوافر فيها شروط القيادة بمواصفاتها الإسلامية الشرعية والقانونية والشخصية، لا انتخابه للشعب الإيراني بمفرده.

وعليه فهو يناظر المرجعية التي تأتي عن طريق الكشف العقلي والشرعي لمرجع التقليد من قبل أهل الخبرة والذي لا يختص ببلد معين. هكذا هو شأن القائد الذي سيصبح بالتالي قائداً لمسلمي العالم.


2ـ الولي الفقيه الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) موجود اليوم في الجمهورية الإسلامية في إيران. فكيف تكون له ولاية على المسلمين في خارج الجمهورية الإسلامية؟

ج- الولي الفقيه يشابه من حيث الإدارة العامة للمسلمين مرجع التقليد للمسلمين، فعندما نتحدث عن ولي للأمة يعني أننا لا نتوقف عند جنسيته وإنما عند أهليته للقيادة، فمن كان أهلاً ومتصدياً على المسلمين أن يطيعوه ويسيروا تحت لوائه، كما أننا عندما نلتزم بالمرجع إنما نلتزم به بصرف النظر عن بلده لأن المطلوب أن نقلده إذا كان أهلاً للتقليد من هذه الأمة الإسلامية، فالمسألة لا ترتبط بحدود دولة وإنما ترتبط بأهلية ومضمون وهذا ما هو متوفر في الإمام القائد الخامنئي(حفظه الله ورعاه) في أنه متصدٍ لولاية أمر المسلمين وهذا هو إمامنا وقناعتنا.

3ـ هل يجب طاعة الولي الفقيه حتى على الفقهاء الآخرين ومقلديهم؟ وهل يجوز لهم معارضته وردَّ حكمه؟

يجيب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحائري (دام ظله)-

الجواب في نقطتين

* أولاً: هو القبول بمبدأ الانتخاب, فيقال ما دام الناس قد انتخبوا هذا الفقيه دون غيره من الفقهاء وقد تمت البيعة والولاية له, فقد أصبح ولياً على الكل بما فيهم الفقهاء الآخرون, وإن كان هؤلاء الفقهاء قبل ذلك في عرض واحد مع هذا الفقيه المنتخب.
ومن ثم لا يجوز للفقهاء الآخرين غير المنتخبين مخالفة أوامر ولي الأمر المعين.

* ثانياً: إننا حتى لو قبلنا بالنصب العام, وأن الفقهاء كلهم قد نصبوا من قبل الإمام (ع) نصباً عاماً للنيابة عنه (ع) فإن حل الحل (بنظر لما هو كائن) يتم عن طريق المقايسة بين مصلحة مخالفة أمر ولي الأمر بأمر آخر لفقيه آخر, وبين مفسدة شق عصا المسلمين.

فلو حكم الولي المنتخب بحكم ولائي, فإن السواد الأعظم من المؤمنين سوف يستجيب له ويطيع أمره (الحكم) باعتبار ما وضعته الأمة فيه من ثقة, ولو خالفه الفقيه الآخر الذي لم يحصل على ثقة الناس أو حصل على ثقة جماعة قليلة من الأمة فإن ذلك سوف يؤدي إلى شق عصا المسلمين.

والفقيه أعرف من غيره بأن مفسدة شق عصا المسلمين أعظم من مصلحة مخالفة أمر الولي بأمر آخر وإن رأى أنه مصيب في مخالفته إياه.

ولو كان الفقيه الآخر(غير المنتخب) يرى نفسه ولياً على الأمة حقاً لما فعل هذا , لأن أول مهام ولي الأمر هو حفظ مصلحة المولى عليه , وقد خالف هذه المصلحة بعلمه هذا (كما هو واضح).

المصدر: المرجعية والولاية/ ص 163.

وهناك إجابات أخرى لمجموعة من المجتهدين. لتوسع يمكنك مراجعة – كتاب ولاية الفقيه ولاية الفقاهة والعدالة- لآية الله الشيخ جوادي الآملي(دام ظله) – وكتاب شبهات وردود لآية الله الشيخ مصباح اليزدي(دام ظله).


نظرةٌ على بعض الجوانب المشرقة التي تطالعنا في حياة مرجع القائد الخامنئي

1ـ الحضور الواسع لسماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في ساحة الصراع قبل الثورة إلى جانب الإمام (رحمه الله) وتصدره لمواقع المواجهة متحملاً في سبيل ذلك أقسى أنواع الصعاب والمحن والتي تكشف عن مدى معايشته لجذور الثورة الإسلامية وإلمامه بخصائص رائدها الإمام الخميني (رحمه الله)، بحيث يمكن القول بأن خصائص الثورة والولاية والحكومة الإسلامية قد خالطت لحمه وعظمه ودمه، ناهيك عن عمق إلمامه بالقضايا الثقافية التي جعلته يمارس دوراً ريادياً في إحباط كافة الهجمات والمؤامرات الثقافية والسياسية للاستكبار.

2ـ تمتع سماحته(دام ظله) بالقدرة الخارقة على إدارة دفة شؤون المسلمين في الداخل والخارج بفضل توليه المناصب وممارسته للمسؤوليات الخطيرة في النظام إلى جانب الألطاف والعناية الإلهية التي تحفه والتي أثارت دهشة الأعداء فضلاً عن الأصدقاء، في حين تصور العدو الجاهل أن الفرصة أصبحت مؤاتية لتنفيذ مخططاته الجبانة إثر رحيل الإمام الخميني(قدس سره) وانتخاب سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) من قبل مجلس الخبراء.

3ـ النجاح الساحق الذي حققه سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في مواصلة نهج الإمام الخميني(قدس سره) وتجسيد عزة وحكمة النظام الإسلامي المقدس، مع تنوع الدسائس والمؤامرات التي تستهدف عمق النظام، والتي أخذت تتضاعف حدتها يوماً بعد يوم.

وهنا يمكن الإشارة إلى المحاور التي أفرزتها ظروف السنوات المباركة لتصدي سماحته(دام ظله) المسيرة والقيادة في الجمهورية الإسلامية:

أ ـ تصاعد حدة العداء الذي يمارسه الاستكبار متمثلاً بأمريكا والصهيونية الممزوج باستغلال فرصة غياب الإمام الخميني(قدس سره)، واللجوء إلى الغزو الثقافي بعد فشل العمليات العسكرية في الحرب المفروضة لثمان سنين متوالية.

فقد مارس الاستكبار هذه المرة الغزو الثقافي والذي تتأتى خطورته من خلال ما يستبطنه من سموم خفية وصخب كامن لا يبرز للساحة مستهدفاً قطاع الشباب النامي باعتبارهم السند الحقيقي للنظام الإسلامي المقدس.

ب ـ شرائط البناء وإعادة الإعمار التي تتطلب التخطيط والتخصص والمهارة من جهة، وما يرافقها من بذل الجهود بغية المحافظة على أهداف الثورة ومبادئها السامية وعلى رأسها مراعاة العدالة الاجتماعية من جهة أخرى. إلى جانب بروز ما يعرقل تلك المسيرة من قبيل ظهور الطبقة المرفهة والثروات الضخمة التي أفرزتها سياسة اللين والإغماض ووجود موظفي فالدولة متأثرين بالأساليب والأنماط الغربية. والذي ترك بصماته على عملية إعادة البناء.

ج ـ تنكر بعض العناصر الثورية لأصول الثورة ومبادئها، الأمر الذي أدى إلى تصعيد مناوئي النظام لنشاطاتهم المشبوهة عبر استغلال الأجواء الجديدة من جهة، وإثارة الشبهات بشأن أهداف الثورة ومبادئها من جهة أخرى، مستفيدين من أجواء الانفتاح والتسامح، وهذا ما جعل الساحة مفتوحة لنشاط الأعداء وممارساتهم الخبيثة أيضاً.

د ــ لابد من الإقرار بأن النظام الإسلامي يفتقر إلى الأنصار والأعوان الذين تتوفر فيهم تلك الصفات التي استبطنتها شخصيات ورجالات الثورة الأوائل الذين لحقوا بركب أبي عبد الله الحسين(ع) مضرجين بدمائهم الطاهرة الزكية وانضموا إلى كواكب النور وقوافل الشهداء كالأستاذ الشهيد آية الله مرتضى المطهري، وآية الله الشهيد السيد البهشتي، والشهيد الرجائي والشهيد باهنر وآية الله الشهيد قدوسي والشهيد شمران وآية الله الشهيد صدوقي وآية الله الشهيد السيد دستغيب وآية الله الشهيد مدني وآية الله أشرفي أصفهاني وآية الله الشهيد الدكتور مفتح وآية الله السيد الطالقاني.

وغيرهم العشرات من سائر الثلة المخلصة المؤمنة التي تميزت بالقاعدة الشعبية العريضة، ونفاذ البصيرة، والصمود والمجابهة، والتدبير والإدارة، إلى جانب ذوبانهم في الإمام الخميني المقدس وإطاعة أوامره، والذين تصدوا لمؤامرات الأعداء وقََبروها في مهدها. وللأسف ليس لدى النظام عناصر بتلك السعة، وإذا ما أضفنا إلى ذلك تغيير المواقف وحالات التراجع التي يعيشها بعض الأفراد المحسوبين على النظام، يكون من السهل الشعور بغربة ومظلومية الولاية والقيادة.

هــ ـ ما يضاعف الشعور المرير السابق الظروف الخاصة الاستثنائية الدولية على صعيدي السياسة والاقتصاد. انهيار الاتحاد السوفيتي، النظام الدولي الجديد والذي تريد أمريكا أن تتزعم فيه قيادة العالم، وتصاعد التوترات في المنطقة كالعراق، تركيا، أفغانستان، وسائر البلدان المحاذية للجمهورية الإسلامية من آسيا الوسطى، انخفاض الأسعار العالمية للنفط، ازدياد التضخم العالمي، كل ذلك خلق حالات من ممارسة الضغوط ومضاعفتها ضد الجمهورية الإسلامية.

العالمي، كل ذلك خلق حالات من ممارسة الضغوط ومضاعفتها ضد الجمهورية الإسلامية.

وإن لم يكتب لهذه الضغوط النجاح بفضل حكمة القيادة الرشيدة والمسددة من الله تعالى وإمام الزمان(عج) للإمام القائد الحسيني الخامنئي(دام ظله العالي) وحضور جماهير الأمة المؤمنة، ولكن على العموم تركت هذه المؤامرات بعض الآثار السلبية على الجمهورية.

4 ـ القضية الأخيرة الملموسة في حياة مرجع المسلمين وولي أمرهم الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) العناية الخاصة والألطاف الإلهية الخفية والعلنية والكرامات الإلهية التي حفه الله تعالى بها "من كان مع الله كان الله معه" والتي لم تتأتّى إلا من خلال إخلاصه المشهود في كافة المسؤوليات التي نهض بها، وقد لَمِست الأمة ذلك عملياً في شخصيته المباركة والمسددة. بالإضافة إلى توكله الحقيقي على الله والتسليم إليه, إلى جانب شجاعته في اتخاذ القرارات المصيرية واقتحام الميدان.

كما طالعتنا بوضوح فضائله وكمالاته الإنسانية والمعنوية المتمثلة بتربيته وتهذيبه لنفسه، وعبادته، وخشوعه وخضوعه لله تعالى، وانهماكه بالأدعية والتوسلات والمناجاة، والتزامه وحثه على التمسك بخط الإمام الخميني المقدس، وعشقه الكبير لأهل البيت (ع)، وعلاقته الخاصة بإمام الزمان(عج), ومعالجته لمشاكل الطبقة المحرومة والمستضعفة، إلى جانب توجيهاته وإرشاداته وإنارته الدرب أمام الأمة الإسلامية جمعاء سيما الأمة الإسلامية في إيران ولبنان والعراق وفلسطين وربوع العالم الإسلامي.

وكلنا أمل بأن تستفيد الأمة الإسلامية جمعاء من هذه البركات المنورة والملكوتية لسنوات طوال وأن تبقى بوجوده المبارك راية الإسلام المحمدي الأصيل خفاقة حتى ظهور الحجة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.

من سمات ولي أمر المسلمين

من كلمة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد المجاهد حسن نصر الله

عندما يضع الله النبي أو الإمام المعصوم ولياً لأمر الناس لأنه المعصوم، فمواصفات العلم والزهد والحكمة والشجاعة والأبوة تتجسد في قمتها بالإمام المعصوم، وعندما يغيب الإمام المعصوم علينا أن نفتش عن هذه المواصفات نفسها في الشخص الذي يتحلى بها أكثر من غيره. يعني أن يكون فقيهاً وعادلاً، وليس فقط أن يكون مجتنباً الحرام، زاهداً في الدنيا شجاعاً خبيراً حكيماً واعياً ومدبراً.

على امتداد الزمن، وطيلة تاريخنا، كان يوجد فقهاء من هذا النوع، لم يخلُ زمن من فقيه من هذا النوع، يحمل الأمانة ويحافظ عليها بحسب ظروف المرحلة التي هو فيها، إلى أن أذََن الله سبحانه وتعالى، في خط الفقهاء والمرجعيات لعظيم هذا العصر، الإمام الخميني(قدس سره) بأن يصنع هذا الانتصار التاريخي المدوّي، وكان أن برزت شخصية الإمام الخميني رحمهم الله، وملأت العيون والعقول والقلوب لدرجة أن أحدنا كان يتصور أنه لم يمر في تاريخنا فقهاء عظام من هذا النوع...

في هذا الزمن أتى الإمام الخميني لنرى فيه ما دون المعصوم(ع) الذي تجتمع فيه هذه المواصفات: علم وشجاعة وإخلاص وزهد وورع وعرفان وتدبير، واستطعنا بحمد الله، بعد كل هذه القرون المتمادية والمظلومية التي لها أول وليس لها آخر، وشاء الله سبحانه وتعالى، أن يقيم في هذا العصر على يدي الإمام الخميني (قدس سره) دولةً لآل محمد(ص), وهذه الدولة تزداد يوماً بعد يوم، عزة وقوة ومنعة، ثم توفي الإمام (قدس سره) وأصبح عندنا ولي أمر جديد، وبتشخيص الإمام وتسميته، فالذي نوَّه باسم السيد الخامنئي(دام ظله)، هو الإمام الخميني (قدس سره) نفسه وتمّ اختيار السيد القائد ولياً للأمر..

إذ أردنا الآخرة، فآخرتنا مع ولي أمرنا نائب الحجة(عج)؛ وأزيدكم، إذا أردنا عزّ الدنيا وشرفها وكرامتها فلن ننالها إلاَّ مع ولي الأمر، حتى هذه المقاومة الكبيرة التي نعتني بها والتي هي الشيء الوحيد في هذا العالم العربي الذي نرفع رأسنا به ونعتز به وبوجوده، لولا رجل اسمه روح الله الموسوي الخميني لما كان لها وجود في لبنان، وبعده لولا رجل اسمه علي الحسيني الخامنئي لما استمرت المقاومة.

(نصر الله، خطاب عاشوراء، ص59-61).

توثيق لبعض من مؤامرات الاستكبار العالمي بعد رحيل الإمام الخميني المقدس

سنكتفي بالإشارة بصورة مقتضبة لعناوين أهم المؤامرات التي حاكها الاستكبار العالمي بعد رحيل الإمام الخميني المقدس دون التعرض لدور الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في إحباطها مراعاة للاختصار، لكن الاطلاع العام عليها سيؤدي لمعرفة التأثيرات الهائلة والانجازات العظيمة التي قدمها سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله). فإن الوابل المكثف لهذا المسلسل المتلاحق من المؤامرات ما هو إلا مؤشر صادق للأحداث التي جرت منذ انبثاق وانتصار الثورة الإسلامية المباركة وذلك لإسقاط هذه الثورة المقدسة وإجهاض تأثيراتها ومعطياتها على الساحة السياسية والثقافية والجهادية فالعالم, لكن القيادة الحكيمة للإمام الراحل (قدس سره) وقيادة خليفته المفدى الإمام القائد الخامنئي(زيد عزه) حالت دون تحقيق مخططات الأعداء, وإليكم أهم الدسائس والمؤامرات الاستكبارية ضد الثورة الإسلامية المباركة وامتداداتها:ـ

1ـ الغزو الثقافي المكثف بعد انتهاء الحرب, والذي يعتبره الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) أخطر من المباغتة الحربية.

2ـ غزو العراق للكويت وهجوم أمريكا وحلفائها على العراق.

3ـ التواجد العسكري المكثف للقوات الأمريكية في الخليج بعد هجوم العراق على الكويت.

4ـ إعادة بناء البلاد وظهور التيارات الموالية للغرب في مجال الاقتصاد.

5ـ ظهور الطبقة الثرية "أثرياء الحرب" التي تمتلك أموالاً طائلة بسبب مواقفها المتغربة.

6ـ التواجد الأمريكي في آسيا الوسطى سيما أذربيجان.

7ـ ظهور حركة طالبان في أفغانستان وافتضاح الدور الأمريكي والباكستاني في إيجاد وتقوية هذه الحركة, بهدف تشديد الضغط على الجمهورية الإسلامية.

8ـ المؤامرات الاقتصادية في إطار المقاطعة، وقانون داماتو (معاقبة الشركات التي تتعاقد مع إيران)، وتغيير مسار نقل أنابيب النفط و...

9ـ المصادقة على تخصيص ميزانية من الكونغرس بمبلغ عشرين مليون دولار أمريكي سنوياً لإسقاط النظام الإسلامي.

10ـ عقد محكمة مكينوس ودعوة سفراء الدول الأوربية من طهران وممارسة الدعايات المغرضة ضد كبار مسؤولي الجمهورية الإسلامية عام 1996.

11ـ تصاعد الأعمال الإرهابية لزمرة المنافقين واغتيال أبرز رجالات النظام وتوفير الدعم اللازم لها من قبل أمريكا وصدام.

12ـ أزمة البوسنة والهرسك وممارسة الإبادة العرقية للحيلولة دون قيام بلد إسلامي في أوربا على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران.

13ـ أزمة كوسوفو والإبادة الجماعية للمسلمين في أوربا للمرة الثانية.

14ـ الضجة المفتعلة والحرب الإعلامية بشأن حكم الإعدام للمرتد سلمان رشدي. والزعم بتغيير الجمهورية الإسلامية لمواقفها حيال الغرب.

15ـ تجدد فتنة منتظري, والقيام ببعض النشاطات والتواطؤ لتدبير حوادث البلبلة الاجتماعية والسياسية من قبل عصابة مهدي هاشمي.

16ـ توتير الأوضاع وتأزيم الظروف من قبل بعض الصحف الحديثة العهد والمعارضة للنظام الإسلامي, والتي توجه أغلبها من قبل عناصر مفضوحة, كان لها ارتباط بالحكومة (الشاهنشاهية) البائدة ولها ارتباطات وثيقة بالغرب والاستكبار, وذلك عن طريق طرح مواضيع باسم "الحرية" و"التنمية السياسية" و"الراديكالية والتقدمية" و...!

17ـ التآمر لخفض أسعار النفط وتدمير الاقتصاد الإيراني من قبل الغرب وبعض بلدان المنطقة.

18ـ تصعيد وتكثيف الحملات والهجمات الغربية المنظمة في الأوساط الدولية والإعلامية ضد الجمهورية الإسلامية تحت ذرائع واهية مثل "حقوق الإنسان – أسلحة الدمار الشامل – الإرهاب" وغيرها.

19ـ تصعيد وتكثيف ميزانية الحملات الإعلامية للدول الغربية والصهيونية العالمية ضد العقائد والمبادئ ومقدسات النظام الإسلامي من جديد. وافتتاح راديو (آزادي) التابع للمنافقين من قبل أمريكا والذي ينشط في الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية.

20ـ تحرك بعض الفئات المناوئة للنظام، سيما الجبهة الوطنية وحزب نهضت آزادي، وحدوث الانحراف في بعض الحركات الجامعية.

21ـ افتعال الأزمات والتوترات بهدف تعثر علاقات الجمهورية الإسلامية مع بلدان الخليج كادعاء الإمارات لامتلاك الجزر الإيرانية الثلاث.

22ـ الهجوم الشرس والمنسق والمنظم ضد أفكار ونهج الثورة الإسلامية المباركة والإمام الخميني (رحمه الله) وخط الإمام وولاية الفقيه والقيادة الإسلامية المباركة. وتشويه مبادئ خط الإمام وإثارة الشبهات والإشكالات والتظليل. بوسائل متعددة منها الكتب والمجلات والنشرات ومواقع الانترنت والإذاعة والتلفزيون وغيرها من الوسائل المتاحة لهم.

23ـ إحياء تيار الانفتاح الغربي المريض، وتسلله داخل المؤسسات الثقافية، الفنية والإعلامية للبلاد.

24ـ الدعم المالي واللوجستي المباشر والغير مباشر من قبل الاستكبار للمخالفين والمعارضين للنظام الإسلامي المقدس.

25ـ استهداف الشباب من خلال إشاعة الفساد، والانحراف، والاستهتار وإدخال اليأس إلى قلوب أبناء الشعب.

26ـ توسيع حجم الفضائيات وضخ البرامج المبتذلة بهدف القضاء على إيمان الأمة ومبادئها. من خلال البث المرئي والسمعي.

27ـ الحملات العسكرية الأمريكية على أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب والعمل على إقناع إيران بالموافقة على المساهمة فيها (دونما شرط مسبق) ضد الإرهاب بزعامة أمريكا والسعي لحملها على التبعية الكاملة لهذه السياسة.

28ـ الهجوم الأمريكي الأخير على العراق, ومحاولة توريط الجمهورية وجرها وفتح جبهة جديدة معها...

وغيرها من المؤامرات والدسائس التي خطط لها ويخطط لها من قبل الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية وأذنابهما في الداخل والخارج.

إطلالة على مرجعية ولي أمر المسلمين الإمام القائد الخامنئي(دام ظله)

تمثل المرجعية أحد فصول حياة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله)؛ فقد خلت الحوزة العلمية بعد رحيل المراجع العظام الكبار من قبيل الإمام الخميني المقدس والسيد الگلبايگاني والسيد المرعشي النجفي والسيد الخوئي والشيخ هاشم الآملي والشيخ الأراكي من المراجع الذين يماثلون الإمام الخميني المقدس سناً ومرتبة تعرفهم العامة, وبرز جيل من المراجع الجدد.

وهنا برز العدو الحاقد يمارس دوره مرة أخرى؛ في سعي حثيث منه للفصل بين المرجعية والقيادة خوفاً من وحدة القيادة والمرجعية في شخص القائد, وتكررت التجربة الرائدة للإمام الراحل الخميني(قدس سره) عندما اجتمعت في شخصه المبارك قيادة الأمة والمرجعية الدينية, فشكل بذلك حصناً منيعاً للأمة الإسلامية أمام القوى المستكبرة.

وإن الإدراك الصحيح والتحليل المناسب للظروف السياسية والاجتماعية الحساسة الراهنة تفرض علينا الأخذ بالاعتبار إلى جانب الفقاهة والتخصص، شروط وملاكات وضوابط خاصة أخرى في أمر المرجعية وقيادة المجتمع الإسلامي، وقبول هذه الحقيقة وهي أن سماحة الإمام الخميني المقدس قد أوجد تحولاً عظيماً في المرجعية الشيعية بالخصوصيات والأساليب الأصولية في النهج السياسي والديني، وأوضح أن إدارة أمور البلاد والاستجابة للمتطلبات الشرعية وتعيين تكليف الشعب في المجالات المختلفة الاجتماعية والدينية والسياسية بحاجة إلى معلومات واسعة ونظرة عميقة للمسائل والموضوعات الجارية في البلاد والعالم، ومعرفة عميقة للاتجاهات والأهداف المختلفة للتيارات الحاكمة. وإن التحول والتغيّر الدائم في الموضوعات تتطلب أحكاماً جديدة، والتي ينبغي أن تؤمَّن بالتواجد المستمر والواعي للمرجع وإشرافه الدائم على جميع التغييرات الجارية.

وبرحيل الإمام الخميني العظيم كانت المسألة التي تلحّ على الأذهان هي: مَن يمكنه ملئ مكان الإمام الخميني (قدس سره) في القيادة والمرجعية؟ إلى أن أوضح وبيَن العلماء الخبراء والمجتهدين العظام علم وفقاهة ومرجعية قائد الثورة الإمام القائد الخامنئي المفدى(دام ظله العالي).

نظرة على شرائط مرجع التقليد:

يشترط فيمن يُرجع إليه في التقليد عشرة أمور أساسية:

البلوغ، العقل، الذكورة، الإيمان، طيب الولادة، الاجتهاد، العدالة، الحياة، الأعلمية، والإحاطة بأمور الزمان والمكان.

وإذا أردنا أن نطبّق هذه الضوابط على سماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) فإننا سنجد أن سماحته على درجة عالية من الاجتهاد المطلق، وعلى درجة مميزة جداً من العدالة والتقوى والورع والنضج والإدراك والمقدرة على تشخيص الموضوعات ومصالح الأمة وفهم مؤامرات المستكبرين ليس من موقع حكم الولي فقط، بل أيضاً من موقع الفقيه المرجع.

ويكفي أن نذكر هنا نموذجين من الشهادات المتوافرة على ذلك:

* أولاً: اجتمع في مجلس الخبراء ما يقارب الثمانون من أهل الخبرة وكلهم من الفقهاء والمجتهدين واختاروا الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) ولياً للأمرً بأكثرية أربعة أخماس أعضاء المجلس، فإذا كان اجتهاد الفقيه يثبت بشهادة شخصين من أهل العلم والخبرة، فما رأيكم باجتهاد فقيه شهد له أكثر من خمسين فقيهاً ومجتهداً بالاجتهاد والفقاهة والعدالة والكفاءة؟! ألا يمثل ذلك وحدهُ شهرةً بين أهل العلم والاختصاص كافية للاطمئنان بل للقطع واليقين بأهلية هذا الفقيه للمرجعية والإفتاء؟

* ثانياً: لقد توافر ما يزيد على ستين شهادة خطية وغير خطية حول فقاهة ومرجعية سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)، وكلها من شخصيات علمية عالية ذات خبرة من داخل إيران وخارجها وأغلبهم معروف ومشهور بفقاهته واجتهاده وتقواه وورعه، وكل هذه الشهادات تؤكد أهلية الإمام القائد(دام ظله) للمرجعية وبراءة الذمة بتقليده.

ونحن عندما نختار مرجعية الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)، فإننا نختارها على أساس هذه الموازين الشرعية وهذه الشهادات والبينات.

هذا كله عدا عن المرجحات التي تجعل سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) متقدماً على غيره ومتعين التقليد والتي سنذكر بعضها في العنوان التالي:

من مرجحات المرجعية الدينية

هناك مجموعة مرجحات لمرجعية الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) ذكرها بعض الفقهاء من أهل الخبرة في شهاداتهم المختلفة، وهذه المرجحات مع الشروط والمواصفات التي ذكرناها آنفاً تجعل تقليد الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) متعيناً بلا إشكال، ونحن نذكر هنا بعضها:

أولاً: إن المرجعية اليوم بالإضافة إلى الشروط الأساسية المعتبرة فيها بحاجة إلى فقيه يعي ما يجري في هذا العالم, ويدرك مصالح الأمة العليا, والمخاطر والمؤامرات التي تتعرض لها ويكون متقدما على غيره في هذا الوعي وهذا الإدراك.

ومما لا شك فيه أن سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) على درجة عالية ومتقدمة من الوعي والإدراك والنضج والقدرة على فهم مؤامرات المستكبرين وتشخيص مصالح الأمة الإسلامية, ليس من موقع حكم الولي فقط بل من موقع فتوى المرجع أيضاً.
ثانياً: إنّ مما يساعد أي شخصية على تولي موقع المرجعية الخطير هو أن تكون هذه الشخصية مستوعبة لقضايا ومشاكل وهموم الأمة الإسلامية في كل الأبعاد والمجالات سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها.

فاليوم ليس ابتلاؤنا الأكبر في مسائل الطهارة والنجاسة والصلاة والصوم.. فان فقهاءنا القدامى(قدس سره) أوضحوا هذه المسائل بصورة جيدة ومتينة, ولكن اليوم هناك مسائل فقهية كبيرة فرضتها ابتلاءات الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة, والأمة بحاجة إلى إجابات تحدد موقفها العملي منها.

فاليوم لدينا حجم كبير من الحركات الإسلامية والجهادية التي تريد أن تستفتي في أمورها السياسية والإدارية والجهادية والعسكرية والأمنية وأمور المواجهة والتحدي, فإن لم تكن شخصية المرجع مدركة لساحات الجهاد وأولوياتها وتصادماتها, فكيف يمكن لها أن تعطي أجوبة تشكل ضمانة , ولا تؤدي إلى كارثة أو إرباك في الساحة.

كما أننا في الساحة الاقتصادية بحاجة إلى أجوبة على مسائل اقتصادية كثيرة مثل مسائل البنوك والعلاقات الاقتصادية وغيرها, فإذا كانت المرجعية لا تعيش هموم الأمة ومشاكلها الاقتصادية والتجارية بعمق فإنها لا تستطيع أن تقدم إجابات وحلول فقهية لكل تلك القضايا التي يبتلى بها المجتمع أو الدولة.

ومما لا شك فيه أن سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) في كل هذه المجالات متميز ومتقدم جداً, ويمتلك من الخبرة والوعي والتجربة ما لا يمتلكه الكثيرون, فقد عاش (حفظه الله) مع قضايا وهموم الأمة الإسلامية لسنوات طويلة, كما عاش مع المشروع الإسلامي في زمن الثورة, وشارك في بناء أول جمهورية إسلامية بعد مئات السنين, وكان رئيسها لثماني سنوات وقادها وقاد معها الأمة الإسلامية منذ رحيل الإمام الخميني المقدس, فهو الأنضج والأكثر قدرة على إعطاء إجابات شافية على مسائل من هذا النوع وعلى أن يقود معركة التحدي بوجه قوى الاستكبار العالمي.

ثالثاً: ما أشار إليه الفقيه المحقق سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي(دام ظله) حيث يقول عن خصوصيات الإمام القائد الخامنئي(دام ظله): "أنّه مضافاً إلى سيطرته على المباني التي لا بد من توفرها لدى كل فقيه مطلق عادل فإنه (دام ظله) يتمتع بخصوصيات تخصه, أشير إلى اثنين منها:

1_ الاطلاع الواسع بعلم الرجال وحيازته لمعلومات جيدة جداً من هذا العلم, لقد بذل سماحته الجهد الكبير في علم الرجال, ويعد من المجتهدين الذين يولون علم الرجال أهمية خاصة.. وله تفوق ملحوظ وواضح في هذا العلم وهذه ميزة ذات انعكاس علمي على الفقيه خصوصاً في هذا الزمان.

2ـ الفهم السليم والمستقيم والذوق المتزن في فهم الآيات والروايات. فإن السيد القائد المعظم يستظهر من الآيات والروايات بصورة ملفتة جداً.. يلمح القضايا الأدبية ويدرسها بصورة دقيقة ويُكون منها دلالة, وهذه أيضاً خصوصية جيدة جداً من خصوصياته".

رابعاً: إن المرجعية اليوم باتت تشكل مؤسسة ضخمة في حياة الأمة, وبات الاستكبار العالمي يحرص على التسلل إلى هذه المؤسسة واختراقها ولو عبر الحاشية ومدراء المكاتب والوكلاء والمقربين وغيرهم, وهذا يتطلب أن يتوافر في شخصية المرجع مستوى معين من الحس الإداري والحسم في إدارة الأمور وفي السيطرة عليها, بمعنى أن يكون المرجع حاسماً وجازماً وصاحب قراره, بحيث لا يستطيع أن يؤثر عليه من حوله, وهذا من ابسط الشروط في أي موقع قيادي وإداري, والكل يُجمِع على أن سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) عندما كان رئيسا للجمهورية الإسلامية وبعدما أصبح قائداً للأمة يمتلك مستوى راقي في الإدارة والقاطعية واتخاذ القرارات والحسم ويمكنه بكل جرأة أن يَحكُم من حوله ولا يَحكِمه أحد, ولا يسيطر عليه أحد إلا وعيه وفهمه وتكليفه الشرعي الأصيل, وهذا معروف لدى الناس جميعا وهو أيضاً مما يساعد على المزيد من الاطمئنان عندما نريد أن ننتمي إلى هذه المرجعية الصالحة والرشيدة.

خامساً: بناء على أن 80% من أبواب الفقه تشكل فقه المجتمع والحكومة, فإن من المسلم أعلمية القائد وتبحرة في فقه المجتمع , وقدرته من خلال موقعه على تغذية الساحة الإسلامية بفقه مستوعب ومستجيب لظروفها وملابساتها ومتطلباتها.

سادساً: بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيام الحكومة الإسلامية المباركة على أرض الثورة, أصبح من الأولويات انتخاب المرجع الذي يمتلك وعيا بمخططات الأعداء ومكائدهم, وقد أثبتت التجربة العملية والشهادات أن سماحة الإمام القائد الخامنئي (مد ظله العالي) هو الأبصر والأخبر والأعرف بالسياسات الدولية وله تجربة سابقة وخبرة في التعرف على المكائد التي تحيكها أنظمة الدول ضد الواقع الإسلامي الأصيل. وهذا الأمر ليس أمرا نظريا فحسب بل إن تجربة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) في حفظ الثورة الإسلامية ليومنا هذا هي خير دليل على ذلك.

سابعاً: وهو العنصر الأهم (وحدة القيادة والمرجعية) لقد توافرت في شخصية الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) شروط القيادة فكان قائداً للأمة, وشروط المرجعية بالموازين الشرعية, فصار بالإمكان أن يكون قائدنا ومرجعنا واحداً, وفي هذا تحصين لموقع القيادة وتحصين لموقع المرجعية حيث كلاهما يقوى. وتقوى بإتحاد القيادة والمرجعية الأمة الإسلامية وتحبط خطط الاستكبار ومؤامراته.

وحتى لو كان بإمكاننا أن نختار مرجعاً بين ثلاثة أو أربعة مراجع بينهم الإمام القائد الخامنئي(دام ظله), فلماذا نضع أنفسنا في الوسط ونختار غير القائد ليكون قائدنا شخصاً ومرجعنا شخصاً آخر حتى نقع في مشكلة! أليس في وحدة القيادة والمرجعية تلافياً لكثير من المشكلات التي تنشأ عن التفريق بين القيادة والمرجعية؟! وهذا ما تسعى قوى الاستكبار جاهدة إليه.

وإن اجتماع القيادة والمرجعية في شخص واحد وفي هذا الظرف الحساس الذي تمر به الساحة الإسلامية العالمية من الصراع المرير مع الفكر وقوى الاستكبار العالمي يمثل أعلى درجات الوحدة المطلوبة في مثل هذا الصراع والذي يأخذ بيد الأمة الإسلامية إلى النصر, إذ تتقلص الخلافات وتتحد الجهود ويرص الصف ويتجه نحو العدو المشترك.

وكما يقول سماحة المجاهد الكبير حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حول فوائد الوحدة بين القيادة والمرجعية:ـ

1- الأصل في الإسلام هو الوحدة في القيادة والمرجعية، هكذا كان رسول الله وكذلك أمير المؤمنين في زمانهما عندما قادا مسيرة الأمة الإسلامية.

2- الوحدة تعطي المسلم سلوكاً متوازناً على مستوى كل أموره فلا يكون هناك اضطراب في حركته العملية تجاه كل القضايا عبادية كانت أو سياسية أو جهادية أو ما شابه.

3- الوحدة تعطي المجتمع المسلم عموماً صفة التقارب والتلاحم وعدم وجود الآراء المتعددة التي قد ينقسم الناس عليها وبسببها وذلك مدعاة لإثارة آراء وآراء مضادة لا مبرر لها.

4- الوحدة أيضاً لا تسمح لبعض الأفراد المنحرفين من استغلال بعض الآراء في هذا المجال من اجل تشتيت صفوف المؤمنين وتفريق كلمتهم وتوجهاتهم.

5- الوحدة تمنع من قدرة العدو على استغلال تعدد الفتاوى لبث التفرقة والخلاف بين أبناء المجتمع الإسلامي، والوحدة تعطي المجتمع مظهر قوة وقدرة وعزة بين الأمم في العالم.

بالإضافة إلى كل ذلك فإن سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) يتصف أيضاً بالعديد من المواصفات نذكر بعضاً منها بشكل مختصر:ـ

انه (حفظه الله) عارف وعالم بالزمان والمكان, وهو عالم بالعلاقات الحاكمة في السياسة والاجتماع والاقتصاد. ولديه إحاطة دقيقة بالعلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وصاحب رؤية وموقف في قضايا العصر.

ومحيط بطرق مواجهة حيل وتزويرات الثقافة المهيمنة على العالم. وذا بصيرة ونظرة اقتصادية. وهو(حفظه الله) عارف بكيفية التعامل مع النظام الاقتصادي في العالم. وعارف بالسياسيين والسياسات والقواعد والطرق التي يتبعونها.

ومدرك لنقاط ضعف قوى الاستكبار العالمي. ومتمكناً من حل المعضلات الفقهية والسياسية والفكرية والاجتماعية.

بالإضافة إلى سعة اطلاعه على أوضاع المسلمين وتفاصيل مشاكلهم. وخبرته الطويلة في شؤون الدولة منذ انتصار الثورة الإسلامية. وجهاده الدائم في سبيل الإسلام, وصموده أمام الأعداء.

وفهمه السليم والمباشر للكتاب والسنة. وبصيرته في إدارة أمور المسلمين بأسهل وأحكم السبل. بالإضافة إلى اهتمامه البالغ بتعزيز المسلمين وأتباع أهل البيت .

ويضاف إلى ذلك كلّه أنّه فقيه مبسوط اليد ونافذ الكلمة. وإن هذه الملاكات والخصائص جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار في هذا العصر والذي عاد فيه الإسلام إلى الحكم.


مقتطفات من شهادات المجتهدين من أهل الخبرة بمرجعية الإمام القائد الخامنئي(دام ظله)

نموذج من شهادات أهل الخبرة بأعلمية ولي أمر المسلمين المرجع الأعلى الإمام القائد السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله)

1- شهادة سماحة الفقيه الكبير آية الله السيد جعفر الحسيني الكريمي(دام ظله):


....أما ما سألتم من أعلمية السيد القائد ولي أمر المسلمين آية اللَّه العظمى السيد الخامنئي دام ظله فأقول إني طيلة سنين أجالس السيد القائد واشترك في جلسة شورى الإفتاء بمحضر من جنابه مع حضور عدة من الفقهاء العظام المعروفين (دامت إفاضاتهم) فرأيت السيد القائد دام ظله أدقّ نظراً وأسرع انتقالاً وأقوى استنباطاً للفروع من الأصول من غيره من المراجع العظام (حفظهم الله تعالى).

فإن كان ذلك هو الميزان في الأعلمية كما هو كذلك، فهذا الميزان قد لمسته من مباحثات السيد القائد دام ظله، ومن هنا أعترف وأشهد بأنه أعلم أقرانه المعاصرين نفعنا الله تعالى وإياكم بزعامته وإفاضاته وإرشاداته.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد جعفر الحسيني الكريمي 26/11/1419هـ

2- شهادة الفقيه المحقق آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي(دام ظله)‏:


بعد أن عرض سماحة آية السيد الهاشمي إضاءته في معنى الأعلمية قال: «لا بد من التنبيه على أن القائد (الإمام الخامنئي) يتمتع بشكل واسع بهذه الخصوصية، ويلتزم في الاجتهاد باستنباط الأحكام الفقهية من باطن الفقه، وأنه لا يتأثر بالعوامل الخارجية، وهذه من مميِّزات السيد القائد المعظم، ولهذا ترون بأن فتاواه غالباً تتطابق مع فتوى المشهور من العلماء حيث يتلقى أقوال العلماء الكبار بكل عظمة واحترام وتقدير ثم يدخل في البحث، وهذا الأمر من الأمور المهمة في الأعلمية، وفي الاقتراب من الحقيقة والواقع». (نظرة جديدة في ولاية الفقيه ص‏37-38).

ومن هذه الخلفية دعا سماحة آية الله محمود الهاشمي الشاهرودي الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) إلى التصدي للمرجعية حين وفاة المرحوم آية الله العظمى السيد الكلبايكاني قائلاً: «... وتعد اللحظات منتظرة تصدِّي سماحتكم لشؤون المرجعية وإدارة الحوزات العلمية راجية من محضركم الشريف مل‏ء الفراغ الحاصل في هذا الشأن».

3- شهادة سماحة المجاهد آية الله الشيخ محمد اليزدي(دام ظله):



... في ظل الخلاف الحاصل بين الفقهاء العظام في معنى الأعلمية وكيفية إحرازها فإني أعتقد أن آية الله الخامنئي دام ظله هو الأعلم والأقوى من حيث المجموع بالنسبة إلى العلوم والأمور اللازمة في التقليد والقيام بأعباء مرجعية الأمة الإسلامية.


وعليه يمكنكم تقليده في كل المسائل التي هي مورد الحاجة كما كنت قد كتبت ذلك سابقاً.
محمد يزدي 77 12 18 هـ ش‏

4- شهادة سماحة الفقيه آية الله الشيخ أحمد جنتي( دام ظله):


...ملاك الأعلمية عندي أن يكون الفقيه أقدر على استنباط الأحكام من مصادرها وأدلتها الشرعية مع ملاحظة الزمان والمكان والمقتضيات. وأنا لا أعرف في المرشحين للمرجعية اليوم أقوى وأقدر من السيد القائد دام ظله. أضف إلى ذلك إن المسألة اليوم مسألة الإسلام والكفر لا مسألة الأحكام الفرعية فحسب فليتقِ الله امرؤ ولينظر في عواقب الأمور ومكائد الشياطين وعدائهم للإسلام وعزمهم على هدم أركانه وتحطيم المسلمين الأصيلين المحمديين والله من ورائهم محيط. ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

أحمد جنتي 6 رجب 1414هـ

5- شهادة سماحة الفقيه آية الله الشيخ إبراهيم جناتي(دام ظله):

...من المسلم أن الأعلمية شرط في المرجعية والأعلم يجب أن يلاحظ من حيث المجموع. لأن من الشروط هو المعرفة والتبصر بأمور الزمان، ويجب أن تتوفر في المرجع القدرة على إدراك المتغيرات والعلاقات الخارجية والداخلية.

فبنظري الأصلح والأعلم من حيث المجموع هو حضرة آية الله الخامنئي(مد ظله العالي).

9 / 9 / 1373هـ ش.

6- شهادة سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري(دام ظله):

...طلب مني بعض إخواني المؤمنين أن أبدي رأيي بصراحة في مسألة تقليد سيدي الكريم وقائد المؤمنين وولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله على رؤوس المسلمين. وإني بعد معرفتي بعلمه الغزير ورأيه السديد في مختلف مجالات الشريعة الإسلامية.

ونظراته في الفرد والمجتمع أشهد بأعلميته وبذلك يتعين عندي تقليده حفظه الله تعالى والله على هذا شهيد. أسأل اللَّه جلّ وعلا أن يوفقه لإعلاء شأن الرسالة وقيادة هذه الأمة لما فيه علاؤها وسؤددها وتحقيق الأهداف التي رسمها الإمام الخميني الراحل (قدس سره الشريف) والله ولي التوفيق. 6 ذو الحجة 1418 هـ

7- شهادة سماحة الفقيه آية الله مرتضى بني فضل(قدس سره)


(... من المؤكد أن سماحة السيد القائد المعظم هو الأعلم بعد الشيخ الآراكي...) .
(هذا الكلام ورد على لسان سماحة آية الله الشيخ بني فضل بعد وفاة المرحوم المقدس الگلبيگاني (رحمه الله) وهو مضبوط ومسجل بالصوت والصورة) 8- سماحة الشيخ المجاهد حجة الإسلام والمسلمين غلام رضا الحسنـي(دام ظله):

...الأولى تقليد وطاعة سماحة آية الله العظمى الإمام والقائد الخامنئي الذي هو أعلم وأتقى وأورع وأشجع..., بالإضافة إلى أن تقديم سماحته في المرجعية تقوية للنظام الإسلامي الفتي وخدمة للمصالح العامة والخاصة للمسلمين في العالم.

غلام رضا الحسني - 10/9/73 هـ.ش

وهنا نأتي على ذكر جملةٍ من أسماء بعض العلماء من أهل الخبرة الذين شهدوا بمرجعية وتقليد قائد الثورة الإسلامية ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام القائد السيد علي الحسيني الخامنئي(دام ظله).

1ـ آية الله الفقيه السيد جعفر الكريمي.

2ـ آية الله السيد عباس خاتم يزدي

3ـ آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره)

4ـ آية الله السيد أحمد الفهري.

5ـ آية الله الشيخ محمد إبراهيم الجناتي

6ـ آية الله المجاهد الشيخ أحمد جنتي.

7ـ آية الله السيد يوسف الطباطبائي.

8ـ آية الله محمد واعظ الخراساني

9ـ آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي

10ـ آية الله رضا أستادي

11ـ آية الله السيد مجتبى الحسيني.

12ـ آية الله مرتضى بني فضل

13ـ آية الله الشيخ عباس محفوظي

14ـ آية الله محمد مؤمن.

15ـ آية الله الشيخ صابري الهمداني

16ـ آية الله عبد الحسين الغروي

17ـ آية الله محمد تقي هاشمي الحسيني

18ـ آية الله جعفر الإشراقي

19ـ آية الله علي إلهي قزلجه أي

20ـ آية الله الشيخ محمد اليزدي

21ـ آية الله السيد هادي الروحاني

22ـ آية الله الشيخ محمد الإمامي الكاشاني

23ـ آية الله الشيخ المؤيد

24ـ آية الله محمد حسن قديري

25ـ آية الله السيد أحمد خاتمي

26ـ آية الله محيي إبراهيم الأنصاري.

27ـ آية الله واعظ زاده خراساني.

28ـ آية الله عبد الراجي الموسوي الجزائري

29ـ آية الله السيد علي شفيعي

30ـ آية الله السيد إسماعيل هاشمي

31ـ آية الله السيد علي أكبر قرشي

32ـ آية الله مهماني نواز

33ـ آية الله محمد حسين الزرندي

34ـ آية الله الشيخ حسين الراستي

35ـ آية الله السيد حسين الأبطحي.

36ـ آية الله السيد الموسوي الزنجاني

37ـ آية الله أسد الله إيماني

38ـ آية الله أبو الفضل الخوانساري

39ـ آية الله هادي باريك بين

40ـ آية الله أحمد محسني جرجاني

41ـ آية الله معصومي

42ـ آية الله محمد حسين مجتهدي

43ـ آية الله السيد حبيب الله طاهري

44ـ آية الله غرويان

45ـ آية الله عبد النبي النمازي

46ـ آية الله السيد كمال فقيه إيماني

47ـ آية الله عباس واعظ الطبسي

48ـ آية الله السيد ملك الحسيني

49ـ آية الله السيد جلال الدين طاهري

50ـ آية الله السيد مرتضى العسكري

51ـ آية الله الشيخ محسن الأراكي.

52ـ آية الله محمد رضا آدينه وند لرستاني

53ـ آية الله إسماعيل فردوسي بور

54ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد حسين الأنزابي

55ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة السيد كمال الحيدري.

56ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ منيـر الدين الحديدي

57ـ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ المجاهد حسين الكوراني.

58ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صابر جبّاري

59ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين إبراهيم فاضل الفردوسي

60ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين فاضل الهرندي

61ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة السيد ساجد علي النقوي

62ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ يحيى الجعفري

63ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين نور مفيدي

64ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد هاشميان

65ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ محمديان

66ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين غلام رضا الحسنـي

67ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الموسوي.

68ـ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين أنصاريان.

69ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ الرباني

70ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ السليماني

71ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين اليعسوبي

72ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين مروّج

73ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ عباس علي الأختري

74ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين إمام الجماراني

75ـ سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنان.

76ـ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد يزبك.

77ـ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ المجاهد عبد الهادي الفضلي.

بالإضافة إلى العلماء والفقهاء من أعضاء جماعة العلماء المجاهدين وجماعة مدرّسي الحوزة العلميّة في قم المقدّسة, التي تضم العديد من الفقهاء والمجتهدين الورعين.
وإننا أمام هذا الحجم الكبير من الشهادات والذي لم يتوافر لأي مرجعية أخرى نعتبر أن هذا الحشد كاف لأن يؤمن ويقنع كل مؤمن يسعى لرضا الله عز وجل بأن تقليد سماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) مبرئ للذمة بل هو متعين بلا أي إشكال.

وبالرغم من الحرب الاستكبارية التسقيطية التشويهية والحظر والتعتيم الثقافي والفكري والإعلامي على شخصه وفكره النوراني المبارك. فإن سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) يقوم اليوم بتصدي لأمر النهوض بالأمة والواقع والتعبئة الدينية وتبليغ رسالة الإسلام وفكره وحضارته وسيادته الكونية، بالإضافة إلى قيامه (حفظه الله) بالحفاظ على كيان الحوزات العلمية والمدارس الدينية. وتوجيه وتوعية الأمة الإسلامية من مخططات وألاعيب الاستكبار العالمي.

وهنا نختم بكلمة لسماحة المجاهد الكبير حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله(دامت بركاته) الأمين العام لحزب الله. حيث قال سماحته:

"... أود أن أقول إن قبول سماحة السيد القائد التصدي لمسؤولية المرجعية هو نعمة إلهية كبيرة جداً , ومن أعظم النعم الإلهية على المؤمنين أن يكون ولي أمرهم مرجعهم ومرجعهم ولي أمرهم لأن هذا يؤكد وحدة الالتزام ووحدة الطريق ووحدة السلوك والحركة, بمعزل عن المباني الفقهية في هذا المجال وأتحدث من الناحية العملية ومن الناحية الواقعية. مثلاً أي واحد منا يكون القائد هو ولي الأمر بالنسبة له وهو أيضاً مرجع التقليد بالنسبة له يشعر بانسجام كامل في شخصيته وفي حياته وفي أدائه وفي سلوكه ولا يشعر بأي نوع من التشتت أو الازدواجية وأقول إنني أتحدث من الناحية الواقعية بمعزل عن المباني الفقهية في هذا الموضوع لذلك نحن نتعاطى مع مرجعية القائد كما نتعاطى مع ولايته أنها من البركات الإلهية الكبرى التي منَ الله بها على أمتنا.

وأعتقد أن المؤمنين تدريجياً حتى من لم يكتشف هذه النعمة حتى الآن سيكتشفها قريباً إنشاء الله تعالى".

بسم الله الرحمن الرحيم

(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)

صدق الله العلي العظيم

اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني.

اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهم المصادر:

1ـ (الأراكي) شيخ الفقهاء والمجتهدين / إصدار دار الولاية للثقافة والإعلام.

2ـ المنتظري ... من ... إلى / إصدار دار الولاية للثقافة والإعلام.

3ـ مرجعية سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله) / إصدار دار الولاية للثقافة والإعلام.

4ـ الإمام الخامنئي(دام ظله) شمس الولاية / مركز بقية الله الأعظم.

5ـ وحدة المرجعية والقيادة / آية الله السيد أحمد الفهري(دام ظله).

6ـ مرجعية الإمام القائد (دام ظله) / إصدار جمعية المعارف الإسلامية.

7ـ لماذا نقلد؟ كيف ومن؟ / حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أكرم بركات.

8ـ المرجعية بعد رحيل آية الله العظمى الأراكي(قدس سره) / توزيع دار الولاية للثقافة والإعلام.

9ـ جريدة العهد اللبنانية / يوم الجمعة 29 جمادى الآخرة 1415 هـ

10ـ مجموعة من الاستفتاءات الخطية والمحاضرات الموثقة بصوت والصورة.

ملاحظة: لمن أحب الاطلاع على أصول الشهادات الخطية وصورها مراجعة كتاب مرجعية الإمام القائد لجمعية المعارف – وكتاب المرجعية لدار الولاية للثقافة والإعلام.



إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc