الليلة 26 - على مائدة السحر - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الشــعـر والأدب :. ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم صفوان بيضون حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431

إضافة رد
كاتب الموضوع صفوان بيضون مشاركات 0 الزيارات 3323 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 214
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431
افتراضي الليلة 26 - على مائدة السحر
قديم بتاريخ : 18-Jul-2011 الساعة : 04:34 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(26)
الإثنين : 6-9-2010
++++++++++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين
السلام عليكم .
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة السحر "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم السّابع والعشرين :
اَللّـهُمَّ ارْزُقْني فيهِ فَضْلَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَصَيِّرْ اُمُوري فيهِ مِنَ الْعُسْرِ اِلَى الْيُسْرِ، وَاقْبَلْ مَعاذيري، وَحُطَّ عَنّيِ الذَّنْبَ وَالْوِزْرَ، يا رَؤوفاً بِعِبادِهِ الصّالِحينَ .

نبدأ بالمحطة الاجتماعية الأسرية وعنوانها : مهارات الأسرة في إعداد الأبناء للمستقبل .
يشكو كثير من الآباء من فوضى الوقت عند الأبناء وعدم إحساسهم بأهمية الوقت، وكذلك تضييع الوقت والعبث به بشكل يفضي إلى الفشل أحياناً، والتأخر الدراسي أحياناً، وإهمال الواجبات أحياناً أخرى، والعديد من المشكلات التي تنجم عن هذه الفوضى.
والواقع أنّ دور الأب والأُم حيوي وفي غاية الأهمية في تعويد أبنائهما على التفكير المنظم المخطط؛ حتى نستطيع أن نعدهم للتعامل مع العصر الحديث الذي يقوم على النظام والتخطيط لكل صغيرة وكبيرة؛ فالعشوائية في التفكير والسلوك كانت ولا تزال آفة الكثيرين منّا، وهي السبب في ضياع الكثير من فرص التقدّم للأُمّة بصفة عامة وتحقيق التقدّم والنجاح المطلوبين على مستوى الأفراد بصفة خاصة.
إنّ الغرب لم يتقدّم من فراغ، فلقد أخذ بأسباب التقدّم جميعاً وأولها بل أبرزها التخطيط وأساليب التفكير الإستراتيجي.
ومن هذا المنطلق لابدّ أن يعلم الآباء أنّ لهم دوراً أساسياً في توجيه أبنائهم وتقويم سلوكهم لتحقيق الهدف المنشود، ولكن هناك عوامل ينبغي أن يراعيها ولي الأمر قبل أن يعلم أولاده التخطيط والنظام، وهذه العوامل هي:
1- القدوة: فينبغي للآباء مراعاة أنّ الأبناء ينظرون إلى آبائهم ويتعلّمون منهم حتى دون أن ندعوهم إلى ذلك، فيجب أن يكتسب كل منّا سلوكيات التفكير المنظم وأساليب التخطيط والتنظيم حتى في الأشياء البسيطة؛ مثل التخطيط لإجازة أو نزهة، فالقدوة أقصر الطرق للإقناع.
2- الصبر: تغيير العادات القديمة وزرع سلوكيات يستلزم وقتاً طويلاً وجهداً ومثابرة، فلا تتراجع.
3- المتابعة: ينبغي أن تراقب وتقيس مدى اقتراب أبنائك من تبني هذا النهج في التفكير، ومساعدتهم وتشجيعهم على الاستمرار.
وقبل أن يشرع الأب في تدريب أبنائه على ممارسة التخطيط والنظام في كل شؤون حياتهم، هناك بعض الخطوات الإجرائية التي ينبغي أن يفعلها الأب مع أبنائه، وهي:
1- اطلب منه أن يعد خطته لمدة شهر أو ثلاثة أشهر مثلاً وإطلاعك عليها.
2- قم بإقتراح ما تراه من تعديلات إن قَبِلَ ذلك، وتجنب الضغط عليه إذا تمسك بما خطط له، المهم أن يبدأ.
3- تجنب مطالبته بزيادة الأهداف، (قراءة عشر صفحات من كتاب يومياً بدلاً من 5 حسب خطته)؛ حتى لا تثقل عليه أو تشعره أنّك أنت الذي خطط له.
4- شجعه بإستمرار على إنفاذ ما خطط له، وقدم له هدية مثلاً تتلاءم مع ما قام بتنفيذه بالفعل من الخطة. على سبيل المثال: إذا وعدته من قبل بأنّه إذا حقق 75% من الخطة التي وضعها لنفسه سيحصل على جائزة قيمتها 10 جنيهات، وإذا حقق 60% فقدم له جائزة توازي ما حققه من إنجاز فقط.
5- حاول حل المشكلات التي يواجهها أثناء تنفيذ الخطة من خلال لفت نظره إليها، ومساعدته لإكتشاف الحلول إن أمكن.
6- أطلعه على بعض خططك؛ لتبين له أنّك مهتم بهذا الأمر، ولتحفزه على الاستمرار، ولتقدم له بطريق غير مباشر نماذج للتخطيط السليم.
++++++++++++++++
(الترشيد في التربية).. لا المنع
بين اطلاق الحبل على الغارب وبين تضييق الخناق وشدّ الحبل توجد منطقة وسطى، وخير الأمور – كما قيل – أوسطها أو أواسطها، وهي منطقة (الترشيد)، ذلك أنّ إرخاء الحبل زيادة عن اللزوم يفضى إلى الدلال المُفسد والمخرِّب لأخلاق وسلوكية الشاب والفتاة، لأنّهما حينئذ سيأمنان العقوبة المادية أو المعنوية فيسيئان الأدب، كما هو شأن كل إنسان غيرهما، كما أنّ شدّ الحبل هو من باب الضغط الذي يولِّد الإنفجار، ولا مصلحة للوالدين لا في (التسيّب) ولا في (الكبت) لأن نتائجهما معروفة سلفاً، فحتّى في الأسر التي يبدي فيها الأبناء والبنات احتراماً ظاهرياً للوالدين المرخيين للحبل والشادّين له، كثيراً ما يتم اختراق وخرق الالتزامات الأدبية في السر إن لم يتح خرقها في العلن.
ليس من حل توفيقي أو أوفق سوى أن نعتمد أسلوب (الترشيد) في التربية، فالإنسان – كما هي طبيعته – حريص على ما منع، منذ أن اقترب أبوينا من الشجرة الممنوعة في الجنّة وحتى الإقتراب من آخر شجرة ممنوعة في هذه الدنيا، فبدلاً من لغة (لا تفعل) – والحديث هنا في غير المحرّمات التي لا مجال للترشيد ولا للترخيص فيها – يستحسن استخدام لغة (افعل ولكن..) لننتقل إلى لغة التمثيل والشواهد فهي أنفع في تقريب الفكرة، فبدلاً من المنع عن اللعب – بشتّى أجناسه – يقال: العب ولكن بقدر.. تذكر أنّ لديك مسؤوليات أخرى تنتظرك.. والإسراف حتى في اللعب مضر، وبدلاً من منع فتاة عن مرافقة أو مصاحبة فتاة أخرى، يقال: خذي حذرك كوني يقظة، فليست الفتيات كلهنّ سواء أو مثلك في الأدب، لا تطرحي كلّ الثقة فيمن تصاحبين حتى تثبت لك التجربة عكس ذلك.. بدلاً من المنع في الإنفاق يقال: هذا المال مالك فبدلاً من أن تبذِره في المشتريات غير الضرورية أو الضرورية التي يطغى فيها جانب على جوانب واحتياجات ضرورية أخرى، وفِّر بعضه لوقت آخر، لحاجة أخرى، وهكذا فيما سوى ذلك.
الله تعالى يُعلِّمنا لغة الترشيد، فتح أبواب الجنّة كلّها، وأباح أشجارها كلّها لأبوينا، وحذّر من الإقتراب من واحدة.. منع هوداً قوم صالح من أن يمسّوا الناقة بسوء وأن يتركوا لها شرب يوم لتدر عليهم لبنها ولهم شرب يوم آخر.. وطلب إلى جنود طالوت أنّ لا يشربوا من النهر؛ لكنّه أباح لهم أن يغترفوا غرفة، ومنع القرية الإسرائيلية التي كانت حاضرة البحر من الصيد ليوم واحد فيما أجازهم الستة أيام الأخرى من الأسبوع.. وطالبنا بالصوم لشهر وأرخصنا في أحد عشر شهراً.. فليس هناك (منع كلّي) اللّهمّ إلّا في المحرّمات التي أباح استخدامها في الضرورات أيضاً وبقدر رفع الحاجة.
هناك (ترشيد) و(إرشاد) والترشيد هو (ترويض) لقبول الأصلح والأنفع، ولذلك الفضيلة – عند علماء الأخلاق – موقف وسيط بين رذيلتين، وفي وصفه تعالى لعباد الرّحمن (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (الفرقان/ 67)، (القوام) هو حالة (الترشيد) وهي مبدأ تربوي كما هي مبدأ اقتصادي وسياسي وإداري أيضاً.
وإمّا (الإرشاد) فهو النصيحة السابقة على الفعل، المقدمة التي تسبق (الترشيد).. هي (الوقاية) و(الترشيد) العلاج.
- الزهد بنصائح الأهل.. لماذا؟
يطرح بعض الآباء والأمّهات سؤالاً مهماً:
لماذا يُعرِض أبناؤنا وبناتنا عن نصائحنا؟ لماذا يسدّون أسماعهم عن وصايانا لماذا لا يأخذون بتعاليمنا وتعليماتنا؟ هل انتهى زمن النصائح واندثر؟
من جهتهم، يقول الأبناء والبنات في الردّ على هذه المؤاخذة: آباؤنا لا يملكون إلّا النصائح المجرّدة.. لا نجد لما يقولون تطبيقاً؟ نصائحهم لا تتناسب وطبيعة العصر.. زمانهم غير زماننا..
وقد يتحدّث آخرون بلهجة مغرورة فيقولون: نحن أفهم منهم فلماذا نلجأ إليهم؟
بين (أسف) الآباء المقرون (بالألم) أحياناً.. ورفض الأبناء المشوب (بالتكبّر) أحياناً.. يمكن أن نتلمّس خيط الحقيقة.
+++++++++++++
أترككم أيها المشاهدون الأعزاء مع الفقرة اليومية الرمضانية : " وقفة مع نهج البلاغة " .
+++++++++++++
قصة بئر الدبّ
قيل إن هارون الرشيد غضب يوماً على نديمه أبي نواس إذ مزح معه مزحة ثقيلة ، فأمر حُجّابه أن يلقوه في بئر الدب ليفترسه . فسأل أبو نواس الحجاب أن يمهلوه حتى المساء ، ليأخذ معه زاداً . فجاء بكتاب كبير ، وألصق في صفحة منه حبات مِن الجوز ، وفي التالية حبات مِن التين ، وفي صفحة حبات مِن اللوز ، وفي التالية حبات مِن الزبيب ... وهكذا .
ولما حان وقت الإنزال إلى البئر ، أوصاهم أن ينزلوه رويداً رويداً ، فربطوه بالحبل وبيده الكتاب ، وبدؤوا بنزلونه ببطء ، ولما وصل إلى الدب الجائع ، بدأ يطعمه النقولات صفحة بعد صفحة ، مما لذّ وطاب ، حتى استأنس الدبّ بصحبته ، رجاءَ دوام الرزق ، ولم يقابله بأي إيذاء ... وهكذا حتى الصباح .
ولم ينم الملك تلك الليلة مِن الأرق ، وهو يتصوّر كيف أن الدب يلتهم أبا نواس ويفصفص عظامه . ومنذ الفجر ، ذهب الملك إلى البئر ليرى ما حلّ بصاحبه ، فإذا به يجد أبا نواس حياً سليماً ، فكلّمه متعجباً مِن بقائه حياً مع الدب المتوحش دون أن يأكله !. فقال أبو نواس : كيف لا أبقى يا مولاي ، وقد وضعتني مع الدب فاستطعت التفاهم معه ؟!. فنظر الملك فوجد أبا نواس يقلّب صفحات الكتاب ، فقال له : ماذا تفعل ؟. قال : إنني أعلّم الدبّ القراءة . قال : أرني كيف تعلمه القراءة ؟. ففتح صفحة مِن الكتاب فيها حبات الجوز ، فشرع الدب يأكل الحبات سطراً سطراً وهو يهمهم كأنه يقرأ . ثمّ فتح له صفحة ثانية وثالثة وهكذا . فأُعجب الملك مِن أمره !.
ثمّ قال أبو نواس مسترحماً : يا أمير المؤمنين إن الَّذي استطاع أن يتفاهم مع الدب ، ألا يستطيع أن يتفاهم مع الخليفة ؟ فعفى عنه وأخرجه .
++++++++++++++++++++++
لوامع نوارنيّة من كلمات أمير المؤمنين ..
آفات محذورات
• آفةُ الأمانة، الخيانة.
• آفةُ الذكاء المَكر.
• آفة العبادة الرياء.
• آفة الآمال حضورُ الآجال.
• آفة الاقتدار البغيُ والعُتُوّ.
• آفة الإيمان الشِّرك.
• آفة الجود التبذير.
• آفة الحديث الكِذْب.
• آفة الرئاسة الفَخْر.
• آفة الرعيّة قلّةُ الطاعة.
• آفة السخاء المَنّ.
• آفة الشرف الكِبْر.
• آفة العقلِ الهوى.
• آفة العقل الوَلَهُ بالدنيا. (الوَلَه: ذَهاب العقل والتحيّر في شدّة الوجْد ).
• آفة العلم تركُ العمل به.
• آفةُ العطاء المَطْل. (المَطْل: التسويف والمُدافعة بالعِدَة والدَّين ).
• آفة العمل ترك الإخلاص فيه.
• آفة الغِنى البُخل.
• آفة القُدرة منعُ الإحسان.
• آفة القُضاةِ الطَّمَع.
• آفة القويِّ استضعافُ الخَصْم.
• آفة اللُّبّ العُجْب.
• آفة المشاورة انتقاضُ الآراء.
• آفة المعاش سُوءُ التدبير.
• آفة الملوك سُوءُ السِّيرة.
• آفة النِّعَم الكُفْران.
• آفة النَّقْل كِذْبُ الرواية.
• آفة الهيبةِ المِزاح.
• آفة الوفاء الغَدْر.
• آفة اليقين الشك.
+++++++++++++
اِجْعلُوا
• اجعَلِ الدِّينَ كهفَك، والعدلَ سيفَك، تَنْجُ مِن كلِّ سوء، وتَظْهَر على كلِّ عدوّ.
• اجعَلِ العقلَ والحقَّ إمامَيك، تَنَلِ البُغْية بهما.
• اجعَلْ جِدَّك لإعدادِ الجواب، ليومِ المسألة والحساب.
• اجعلْ جزاءَ النعمةِ عليك، العفوَ عمّن أساء إليك.
• اجعلْ رفيقَك عملَك، وعدوَّك أمَلَك.
• اجعلْ زمانَ رَخائك، عُدّةً لأيّامِ بلائك.
• اجعلْ سِرَّك إلى واحد، ومَشْورتَك إلى ألف.
• اجعلْ شكواك إلى مَن يَقدِر على غِناك.
• اجعلْ عُمرَك كنفقةٍ دُفِعَت إليك، فكما لا تُحبّ أن يَذهبَ ما تُنفِق ضَياعاً، فلا تُذْهِبْ عمرَك ضَياعاً.
• اجعلْ فكرَك وهمَّك لآخرتك.
• اجعلْ كلَّ همّك وسعيك للخَلاص مِن مَحلّ الشقاء والعقاب، والنجاةِ من مَقام البلاء والعذاب.
• اجعلْ لنفسك فيما بينَك وبين الله سبحانه أفضل المواقيت والأقسام.
• اجعلْ من نفسِك على نفسِك رقيباً، واجعلْ لآخرتَك مِن دُنياك نصيباً.
• اجعلْ نفسَك ميزاناً بينَك وبين غيرك، وأحبِبْ له ما تُحبّ لنفسك، واكرَهْ له ما تكره لها، وأحسِنْ كما تُحبْ أن يُحسَن إليك، ولا تَظلِمْ كما لا تُحبّ أن تُظلَم.
• اجعلوا اللسانَ واحداً، ولْيَخْزُنِ الرجلُ لسانَه؛ فإنّ هذا اللسانَ جَموحٌ بصاحبهِ!
• اجعلوا طاعةَ اللهِ شِعاراً دون دِثارِكم، ودخيلاً دون شعاركم، ولطيفاً بين أضلاعكم، وأميراً فوق أُمورِكم، ومَنْهَلاً لحينِ وُرودِكم. ( الشعار: ثوب هو أقربُ إلى الجسد من الدثار. الدخيل: ما خالط الجسد).
• اجعلوا ـ عبادَ الله ـ اجتهادَكم في هذه الدنيا التزوّدَ مِن يومها القصير، ليومِ الآخرة الطويل!
• اجعلوا كلَّ رجائكم لله سبحانه، ولا ترجوا أحداً سواه؛ فإنّه ما رجا أحدٌ غيرَ الله تعالى إلاّ خاب.
+++++++++++++
محطة العطاء
الفقير هدية الله إلى الغني :
بهذا النص جاء الخبر عن الإمام محمد الباقر ( ) حيث قال : « الفقير هدية الله إلى الغني فإن قضى حاجته فقد قبل هدية الله وان لم يقض حاجته فقد رد هدية الله » .
الفقير هدية :
ولكن ممن ولمن ؟ .
ممن : من الله .
ولمن : إلى الغني .
وليحاسب الغني نفسه ، وهو يقف وجهاً لوجه أمام هدية الله ـ وهو هذا الفقير ـ يأتي ليطلب منه ما يسد حاجته فهل يقبل هذه الهدية أم يردها ؟ .
ولكن رد مثل هذه الهدية بعيد عن المؤمنين الذين يقدمون كل غال ونفيس في سبيل التقرب إليه جلت عظمته .
تشويق غير المنفقين على التوسط بهذاالعمل
أ ـ الإنساني :
ولم يقتصر التشويق والحث على الإنفاق على الاغنياء ليقوموا بهذا العمل الإنساني بل تعداه إلى غير هؤلاء من الناس فقد جاء عن النبي ( ) :
« من مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيئاً » .
إن النبي الأكرم يريد من وراء هذا الحديث أن يطمئن الغني بأن دخول الشخص الثالث بينه وبين الفقير لا يوجب تقليلاً للثواب والأجر .
ولماذا ينقص من أجره ، والمعطي هو الله ؟ .
ولو كان الإنسان هو المجازي لكان لمثل هذا الحساب احتمال أما وان الله هو الذي يرسل الهدية وهو الذي يتقبل العطاء ويأخذ الصدقات قبل الفقير فلا مجال لمثل هذا الحساب .
وبعد كل هذا فإن الله هو الذي يستقرض من الغني ما ينفقه فلا بعد اذاً لو كان الأجر محفوظاً لكليهما المنفق ، ومن توسط في اخراج المال الى الفقير .
اما الإمام الصادق ( ) ، فقد وسع دائرة الثواب لتمشمل أكثر من واحد لو تعدد الوسطاء بين الغني ، والفقير حيث جاء ذلك في حديث عنه قال فيه :
« لو جرى المعروف على ثمانين كفاً لأجروا كلهم من غير أن ينقص عن صاحبه من أجره شيئاً » .
وقد يستغرب الإنسان وهو يردد فقرات هذا الحديث في قوله :
« لو جرى المعروف على ثمانين كفاً » . . . الخ .
بهذا العدد وبهذه الكثرة ، وهل توجد هكذا عملية يحدث فيها أن يصل رقم الوسطاء إلى هذا الحد .
وللجواب عن ذلك نقول :
ان الاستغراب المذكور يزول لو لا حطنا ما جاء عن النبي ( ) في مثل هذا الموضوع حيث قال :
« من تصدق بصدقة عن رجل الى مسكين كان له مثل أجره ، ولو تداولها أربعون ألف انسان ثم وصلت إلى المسكين كان لهم أجر كامل . وما عند الله خير وأبقى للذين اتقوا وأحسنوا لو كنتم تعملون » .
وقد يوجه البعض هذا التصعيد في الرقم فيعتبره للمبالغة ليفهم بأن المنفق أجره محفوظ ، ولو تعدد الزطاء ، وكانوا من الكثرة بمكان .
ولكن الذي نراه أن الحديث لا مبالغة فيه من حيث الموضوع وهو حصول الأجر للوسطاء ، وان تعددوا .
نعم قد يكون هذا الرقم جاء للمبالغة من حيث العد والعدد إذ حصول مثل هذا العدد من الوسطاء قد يكون نادراً في قضية إحسان من شخص لآخر ، وإلا فلو فرضنا انه حصل مثل ذلك ، أو أقل منه فإن الأجر يكون محفوظاً لهم ، كما يقول النبي ( ) :
« وما عند الله خير وأبقى للذين أنفقوا وأحسنوا » ولا لوم على من يستكثر مثل هذا الجزاء وهو ينظر إلى الأجر بمنظار كونه المعطي انسان ومخلوق ضعيف أما لو نظرنا إلى القضية بمنظار كون المعطي هو الله الذي لا حد لعطائه وفظله وانعامه فالمسألة تهون بل تتضاءَل في رحاب لطفه كل هذه الوساوس والشكوك
وقد جاء في فقرات من أدعية أهل البيت ( ) قولهم :
« يامن الكرم من صفة أفعاله والكريم من أجل أسمائه » .
ب ـ التأنيب على عدم الإنفاق :
ومن التشويق إلى الإنفاق ينتقل القرآن الكريم إلى الطريق الثاني في سلوكه مع الذين لا ينفقون من أموالهم في سبيل الله وبه يتوخى أن يستنهض هممهم لهذا المشروع الإجتماعي الحياتي ، وهو الإحسان بالبذل .
والآيات في هذا الخصوص تبدأ بفتح حوار مع الموسرين ومْناقشتهم في عدم استجابتهم لنداء الضمير ، وإسعاف المعوزين وتنبيههم إلى أن ذلك لا يضر بالله وإنما تعود آثاره وخلفياته السيئة على أنفسهم ، وعليهم أن يتبدروا حالهم ما دامت الفرصة مواتية وقبل أن يبعد الزورق عن الساحل وبذلك يتلاشى الضوء الأخضر ، وحينئذ فلا ينفع الندم .
( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ) . سورة محمد - 38 .
حوار هاديء يتضمن مناقشة دقيقة يجريه الله مع من يشح على نفسه يمنعها من فعل الخير فلا يساعد من هو في حاجة إلى المساعدة .
« ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله »
من خلال هذا المقطع تتجلى روعة الحوار في تعبير الآية بقوله « تدعون » ولم يقل ليفرض عليكم ، يكلفكم ، أو يأمركم ، وما شاكل من هذا النوع من العبارات التي تدل على الاستعلاء ، بل افتتح الله وهو العالي الحوار معهم بهذه الدعوة المفتوحة والأسلوب الهادئ الرقيق وبدلاً من أن تكون التلبية لهذه الدعوة بالإيجاب والإسراع لكسب الخير ونيل الجزاء فإن الاستجابة منهم كانت عكسية ، وإذا بالواقع العملي لتلك الدعوة يتضح من خلال الفقرة التالية :
« فمنكم من يبخل » :
ومن خلال بخله يتوقف عن تلبية هذه الدعوة الخيرة بجمع الشمل وبث روح التعاون بين الجميع .
ويبدأ الحساب :
« ومن يبخل فأنما يبخل عن نفسه » .
لا على الله فأن عدم الاستجابة معناها الحرمان من الأجر والثواب في الآخرة وبذلك يخسر الصفقة وتفوت منه الفرصة .
أما الله فلا يفوته بهذا الامتناع شيء ذلك لأنه يصرح قائلاً :
« والله الغني » :
فلا حاجة له بالمال ، وهل يحتاج إلى المال من كان مصدر العطاء الى الناس ؟
وما يأتي على لسان الآيات الكريمة عندما تصرح بأن الله يستقرض من الناس أو يطالبهم بالإنفاق ، فإنما هو لإيصال النفع اليهم قبل الفقراء نظراً إلى أن ما يصل إلى المحسنن يضاعف أجره ، ويزيد على مقدار ما ينفعه ، وهذا اشارة الى أن معطي المال أحوج إليه من الفقير الآخذ فبخله بخل على نفسه ، وذلك أشد البخل قال مقاتل : إنما يبخل بالخير والفضل في الآخرة عن نفسه .
« وأنتم الفقراء » :
الفقراء إليه سبحانه في كل صغيرة ، وكبيرة في الدارين الدنيا والآخرة .
في الحياة الدنيا : الى مقوماتها .
وفي الآخرة : إلى ثوابها وجزائها .
وإذا كان الغني هو الله ، وهو القادر ، والرازق ، والقابض ، والباسط , والناس هم الفقراء إليه فعندما يطلب الغني الواقعي ـ الله ـ من الغني الصوري ـ المعطي ـ فإن هذا الطلب لا يعود بالنفع إلى الأول بل إلى الثاني لاحتياج هذا إلى الجزاء والثواب دون الأول إذ من الواضح أن فاقد الشيء لا يعطي كما تقرره القاعدة المعروفة .
وقد أكد القرآن الكريم على هذا المعنى في آية أخرى قال فيها :
( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) (سورة فاطر - 15) .
ومرة أخرى تؤكد هذه الآية ما افادته الآية السابقة من غنى الله وفقر العبد اليه ، ولكن في التكرار معنىً جديد تفيده الآية وقد نبهت عليه وبه تمتاز هذه الآية عن سابتقها .
ان هذه الآية أعطت صورة مميزة لغنى الله عن غنى البشر ، وقد جاء بذلك بوصف الغني بأنه « الحميد » .
« أن تذييل الآية بصيغة الحميد للإشارة إلى انه غني محمود الأفعال إن اعطى وإن منع لانه اذا اعطى لم يعطه لبدلٍ لغناه عن الجزا ء والشكر ، وكل بدل مفروض .
وإن منع لم تتوجه إليه لائمة إذ لاحق لاحد عليه ولا يملك منه شيء » .
وهذا بعكس ماعليه الغني من بني الإنسان فإنه ان أعطى فإنما هو لبدل ليشكر وليمدح ، وإن منع توجه عليه اللوم اذ في أمواله حق معلوم للسائل والمحروم ، فبتقصيره وعدم الإنفاق يتوجه عليه اللوم .
وفي تأنيب آخر ضمن آية كريمة أخرى عرضت لنا صورتين لشخصين منفق وبخيل ، وما يجري على كل منهما :
( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغنى عنه ماله إذا تردى ) (سورة الليل 5 ـ 11) .
من خلال هذه المقابلة الدقيقة التي يجريها القرآن الكريم بين شخصين :
أحدهما : أعطى واتقى .
والآخر : بخل واستغنى .
وما لكل منهما من أجر وما سيجري عليه .
نرى الأول : فقد وعده الله بقوله « فسنيسره لليسرى » ، وسيجعل له حياة هادئة رغيدة ميسرة واليسر هنا عام لا يقتصر على شكل خاص في الحياة بل يشمل جميع مراحل حياته الجانب المالي وغيره نتيجة لاستجابته لنداء الله وقيامه بما تفرضه عليه الوظيفة الإجتماعية .
وأما الثاني : فقد وعده الله على العكس مما وعد به الأول « فسنيسره للعسرى » حياة معسرة ومعقدة يجد فيها أنواع العسر والضيف والكمد يتلكأ فيها :
يقول الإمام جعفر بن محمد الصادق ( ) :
« فأما من أعطى مما آتاه الله واتقى وصدق بالحسنى أي بأن الله يعطي بالواحد عشراً إلى كثير من ذلك ، وفي رواية أخرى إلى مائة ألف فما زاد فنيسره لليسرى قال لا يريد شيئاً من الخير إلا يسره الله له ، وأما من بخل بما آتاه الله واستغنى وكذب بالحسنى بأن الله يعطي بالواحد عشراً إلى أكثر من ذلك ، وفي رواية أخرى إلى مائة الف فما زاد فنيسره للعسرى قال لا يريد شيئاً من الشر إلا يسره الله له ، وما يغنى عنه ماله إذا تردى أما والله ماتردى من حبل ولا تردى من حائط ، ولا تردى في بئر ، ولكن تردى في نار جهنم » .
++++++++++++++++++
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة الإفطار إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc