رســـالة في معنى الولي .. - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الأرشــــيـف :. ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه ) هذا القسم خاص بإحياء عيد الغدير المبارك وكل عام وأنتم بخير
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع سليلة حيدرة الكرار مشاركات 2 الزيارات 2433 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.57 يوميا
النقاط : 312
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي رســـالة في معنى الولي ..
قديم بتاريخ : 07-Nov-2011 الساعة : 08:42 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


رسالة في معنى المولى

الشيخ المفيد (رض)

بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ المفيد رضي الله عنه أنكر رجل من البهشمية ضمنا وإياه وجماعة من المعتزلة والمجبرة مجلس أن يكون قول رسول الله () : "من كنت مولاه فعلي مولاه" يحتمل الإمامة أو فرض الطاعة والرئاسة.
و قال: غير معروف في اللغة ولا معلوم عند أهلها أن المولى إمام ولا مفترض الطاعة ولا يعبر أحد منهم عن الإمام بالمولى ولا عن المفترض الطاعة إلا إذا كان فرض طاعته من جهة الملك.
و قال إن أهل اللغة هم الأصل في هذا الباب وإليهم يرجع في صحته وفساده وإذا ثبت عنهم ما ذكرناه في نفي معناكم في مولى من لفظه سقط تعلقكم.
فقلت له ما أنكرت على من قال لك إنك لم تزد على الدعوى في جميع ما ذكرته شيئا وإن اللغة وأهلها بخلاف وصفك من إقرارهم بتضمن لفظة مولى الإمامة وعلمهم بذلك وظهوره وانتشاره في أشعارهم وكثرته في استعمالهم.
فمن ذلك قول الأخطل وهو يمدح عبد الملك بن مروان حيث يقول :
فما وجدت فيها قريش لأمرها *** أعف وأوفى من أبيك وأمجدا
فأورى بزنديه ولو كان غيره *** غداة اختلاف الناس أكدا وأصلدا
فأصبحت مولاها من الناس كلهم *** وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا
فوصفه بأنه أصبح إمامها ورئيسها من بين كل الناس بلفظة مولاها.
والأخطل من لا يطعن عليه في العربية ولا يمكن تخطئته فيما علم من جهة اللغة كان أحد شعراء العرب وفصحائهم والمبرزين في معرفة العربية.
والكميت بن زيد وهو ممن استشهد بشعره في كتاب الله عز وجل وأجمع أهل العلم على فصاحته ومعرفته باللغة ورئاسته في النظم:
و جلالته في العرب حيث يقول في قصيدته المشهورة:
و يوم الدوح دوح غدير خم *** أبان له الولاية لو أطيعا
و لكن الرجال تبايعوهــــا *** فلـــم أر مثلها خطرا مبيعا
فلم أبلغ به لعنا ولكن *** أســـاء بذاك أولهم صنيعا
و أوجب له الإمامة بخبر الغدير ووصفه بالرئاسة من جهة المولى.
وليس يجوز على الكميت مع جلالته في اللغة والعربية وضع عبارة على معنى لم يوضع عليه قط في اللغة ولا استعملها قبله فيه أحد من أهل العربية ولا عرفتها شيء عنه كذا كما وصفت أحد منهم لأنه لو جاز ذلك عليه جاز على غيره ممن هو مثله وفوقه ودونه حتى يفسد اللغة بأسرها ولا يكون لنا طريق إلى معرفة لغة العرب على الحقيقة وينغلق الباب في ذلك.
ثم من تقدم هذين الرجلين من أصحاب رسول الله () وفصحاء العرب الذين تحدوا بالقرآن وكان علامة إعجاز عجزهم عنه وقد شهدوا رسول الله () يقول هذا الكلام في أمير المؤمنين ع ووصفه به وفهموا معناه واضطروا إلى قصده فيه لمشاهدتهم مخارج ألفاظه ومعاينتهم إشاراته واضطرارهم بتحصيل ذلك إلى مراده كقيس بن سعد بن عبادة رحمه الله حيث يقول في قصيدته التي لا يشك أحد من أهل النقل فيها والعلم بها من قوله كالعلم بنصرته أمير المؤمنين ع وحربه أهل صفين والبصرة معه وهي التي أولها :
قلت لما بغى العدو علينا *** حسبنا ربنا ونعم الوكيل
حسبنا ربنا الذي فتح البصرة *** بالأمس والحديث طويل
حتى انتهى إلى قوله :
و علي إمامنا وإمام *** لسوانا أتى به التنزيل
يوم قال النبي من كنت مولاه *** فهذا مولاه خطب جليل
إن ما قاله النبي على الأمة *** حتم ما فيه قال وقيل
فيشهدها هكذا شهادة قاطعة بإمامة أمير المؤمنين ع من جهة خبر يوم الغدير ويصرح بأن المقول فيه يوجب رئاسته على الكل وإمامته عليه هذا مع صحبته رسول الله () ورئاسته في الأنصار ومشاهدته الحال كما قدمنا بدءاً.
ثم حسان بن ثابت وشعره المشهور في ذلك وهو شاعر رسول الله () المقدم في الفصاحة في الجاهلية والإسلام وقد قال له رسول الله () لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك هذا مع رواية الشيعة بأجمعها عن أسلافها إلى أن ينتهي إلى عصر رسول الله () أن الذي جعله رسول الله () لعلي ع في يوم الغدير هو الإمامة فإن الذي ضمنه لفظة مولى هو الرئاسة.
وفي جملتهم أهل بيت رسول الله ع جميعا يدعون ذلك ويصححونه ويعتمدون عليه في إمامة أبيهم أمير المؤمنين ع وليس يمكن عاقلا دفع أحد منهم عن العلم بالعربية والاضطلاع باللغة إذ كانوا أهلها وعنهم أخذ أكثرها فلو لم يكن مع أصحابنا غير النقل في هذا الباب لأغناهم عن الأشعار واستشهاد أقوال أعيانهم من أهل اللغة فكيف ومعهم جميع ذلك وهذا يكشف عن خطإ دعواك على أهل اللغة واعتمادك على فساد قولنا من جهتهم.
فقال جميع ما ذكرت لا دليل فيه على صحة ما ذهبت إليه وذلك أن ما بدأت فيه من شعر الأخطل فإن المكنى عنه بالهاء التي في مولاها هي الأمة لأنه عنى بقوله فأصبحت مولاها ناصر الأمة والذاب عنها بولايتك هي دون أن يكون عنى الإمامة.
وكيف يكون مراده في هذا الباب الإمامة والهاء على ما قدمنا كناية عن الأمة ولو كان أراد ذلك لكان معنى كلامه فأصبحت إمام الأمة وهذا مما لا يتلفظ به عاقل.
فأما شعر الكميت الذي ذكر فيه مولى فإنه لا حجة فيه من قبل أنه خبر عن اعتقاده في معنى خبر الغدير والعرب ليس يعصمها فصاحتها من الغلط في الاعتقاد وإنما كان يسوغ لك التعلق بالكميت لو ضمن شعره الذي ذكر خبرا عن العرب فأما وهو عن عقده كما شاء فليست فيه حجة.
وكذلك أيضا ما ذكرته عن قيس إن صح فهو خبر عن عقده دون العرب كافة وأهل الفصاحة عامة.
فأما حسان فقد كفينا التعلق به لشهرة مذهبه في أبي بكر وعمر وعثمان مما ينفي ما يدعى عليه في القول بإمامة علي بعد رسول الله ص.
فأما ما ذكرت عن الشيعة فلسنا ندفع أكثرهم عن الفصاحة ولكنا ندفع جميعهم عن صحة عقد في معنى لفظة مولى إذا اعتقدوا فيها الإمامة وإذا كان الأمر على ذلك فقد صح ما ذهبنا إليه في هذا الباب.
فقلت ما أنكرت على من قال لك إن ما تأولت به شعر الأخطل ورمت بالالتجاء إليه إفساد تعلقنا به واضح البطلان وذلك أن الهاء إنما هي كناية عمن تقدم وصفه دون ما لم يتقدم بل لم يجر ذكره البتة أ لا ترى أنه قد بدأ بذكر قريش فقال فما وجدت فيها قريش لأمرها إلى آخر كلامه.
ثم قال على النسق فأصبحت مولاها من غير خلط للأمة بذكر قريش أو غيرها مما يصح أن يكنى بالهاء عنه.
فكيف يمكن تأويلك على ما تأولت مع أنه لو كان على ما ذهبت إليه لخرج الكلام من حد المدح المخصص أو تناقض في اللفظ ودل على فساد الغرض وذلك أن نصرة الأمة لم تكن مقصورة عليه دون غيره كما ليست مقصورة على سائر الأئمة دون جماعة المسلمين بل قصرها على مذهبك يجب أن يكون على غير الإمام من العاقدين له لأنها بعقدهم يثبت وباختيارهم يصح مع كونهم من وراء الإمام لتأديبه عند الغلط وتقويمه عند الاعوجاج والزلل.
فكان لا يبين منهم مما خصه به من المدح بل يكون الخاص له بذلك سفيها في قصده جاهلا في غرضه مع استحالة قوله فأصبحت مولاها مبينا له ذلك بعد العقد دون ما قبله وهو على ما ذهبت إليه عنى أمرا قد كان حاصلا له لا محالة عند الخلق قبل العقد من النصرة التي يشترك فيها جميع أهل الإسلام وهذا باب يكشف عن صحة القول فيه تأمل شعر المادح ويستدل على أغراضه ويعرف به حقيقة ما قلناه عند الإنصاف دون ما تأولت.
فأما اعتذارك في شعر الكميت بذكر عقده وجواز الغلط في العقد فإنه من أعجب شيء وذلك أن عقده في معنى اللفظ لم يكن من طريق العقول ولا القياس فتجيز عليه الغلط فيه وإنما كان من جهة اللغة إذ كانت معاني الألفاظ لا يرجع أحد من أهل العقل في عبارتها المستحقة لها إلى غير اللسان فلو جاز أن يتوهم على الكميت أن يغلط في اعتقاده معنى لفظ المولى حتى يجعله عند نفسه ما لم يجعله عربي قبله قط مع جلالته في اللغة لجاز أن يتوهم على جرير والأخطل والفرزدق.
بل على من تقدمهم مثل إمرئ القيس وزهير ونحوهما من شعراء الجاهلية وضع رجل وفرس وحمار على ما لم يضعه أحد من العرب قبلهم عليه بل لا ينكر أن يكون من تقدم هؤلاء أيضا قد فعلوا ذلك ومثله وهذا هو الذي قدمناه من غلق باب اللغة والحيلة من إفساد الشريعة وهو يكفي في إسقاط ما ذكرته عن القيس إذ كان شيئا واحدا.
فأما ما دفعت به حكايتنا عن حسان بمذهبه المشهور فليس بشيء يعتمد عليه وذلك أنه لا يمتنع عندي وعندك بل عند كل أهل العقل أن يعتقد الإنسان مذهبا في وقت ثم ينصرف عنه إلى غيره في وقت آخر ويظهر قولا في زمان ثم يظهر ضده في زمان آخر وهو قول حسان المتضمن للشهادة على إمامة علي ع بخبر الغدير بعينه عند القول وذلك أن الرواية جاءت بأنه استأذن رسول الله () عند ما سمع منه في أخيه أمير المؤمنين ع أن يقول شعرا فأذن له فقال ذلك الشعر وليس بمنكر أن يؤثر الدنيا بعده ويرغب عن الآخرة فيمدح أعداءه ويذمه هو بعد أن مدحه.
وقد كان زياد بن مرجانة بلا خلاف بين الأمة من شيعة أمير المؤمنين ع ومن أشد الناس حبا له وولاية في الظاهر ثم آل أمره إلى التشيع لعثمان والإغراق في مدحه وذم أمير المؤمنين ع والإغراق في سبه فما ينكر أن يكون حال حسان كحاله ولا يستحيل صحة هذا الشعر منه.
فأما قولك إن الشيعة ليس يدفع فصاحة أكثرها غير أن ما تدعيه في لفظ مولى غلط منها من جهل العقد فالكلام فيه كالكلام في باب قيس والكميت حرفا بحرف.
مع أنك قد أغفلت موضع الاعتماد وهو أنا اعتمدنا انتشارها عن سلفها من أهل الفصاحة وعن أهل بيت نبيها ع خلفا عن سلف إلى أن ينتهي إلى من حضر منهم يوم الغدير أنهم اعتقدوا إمامة أمير المؤمنين ع بالقول وفهموها منه وعلموها يقينا بقصد رسول الله () إلى إفهامهم وإشارته إليها عليهم وليس هذا مما يقع الغلط فيه قياسا ولا عقلا بل إنما يقع أن وقع حسا وسماعا وهذا باطل لا محالة فيعلم أنك لم تعلم مما قلناه شيئا البتة.
فقال صاحب المجلس حين انتهيت إلى هذا الموضع وإن شيخنا أعزه الله قد اعتمد أصلا صحيحا وهو أن ما طريقه اللغة فسبيل التوصل إليه سلوك طريقه دون التجاوز إلى غيره.
وقد رأينا جماعة ممن لا يختلف الناس في معرفتهم باللغة ولا يطعن عليهم في علمها وقد صنفوا الكتب المرجوع إليها من هذا الباب كالخليل بن أحمد وأبي زيد وفلان وفلان ثم لم يذكروا في موضع من كلامهم ولا تصنيفاتهم أن المولى إمام فعلم أن ما ذكره من دخول الشبهة على الشيعة في معنى اللفظ صحيح إذ لم يكونوا راجعين فيها إلى أحد من عددناه وهم أئمة اللغة.
فأما أمر الكميت فإنه يحتمل ثلاثة أوجه.
أحدها أن يكون عبر عن الإمامة بلفظ المولى لاعتقاده الإمامة بها ولا يكون ذلك معروفا عند أهل اللسان.
و الوجه الآخر أن يكون اتقى الله في معنى الإمامة من لفظة مولى يومي إلى أنه تعمد الكذب في ذلك على أهل اللغة فلم يتق الله على القلب والصدر.
و الوجه الآخر أن يكون اعتقد أن ما جرى يوم الغدير يوجب له التفضيل على الكل والتفضيل علامة الإمامة على ما ذهب إليه جماعة الراوندية واعتقدوا إمامة أمير المؤمنين ع من جهة فضله فيما زعموا على الكل لا من جهة النص.
فأما حسان فما سمعنا منك قولا عنه فكنا نتأمله وننظر معناه غير أنك أضفت إليه في الجملة مثل ما أضفت إلى الكميت وهلم ما قال حسان لكي ننظره كما نظرنا ما تقدم.
فقلت له ما أنكرت على من قال لك إن الذين وصفتهم بمعرفة اللغة وجعلتهم أئمة فيها وأشرت إلى وجوب الرجوع إليهم فيما تعلق بها ليس هم الحجة بانفرادهم دون غيرهم ولا كل من عداهم من أهل اللغة راجعا إليهم بل لو قالوا قولا بأجمعهم وخالفهم عليه مثلهم في العدد أو دونهم ممن قد اشتهر أيضا بمعرفة اللغة وإن لم يكن له مصنف يأتي به لوجب الترجيح عندك بين القولين والنظر في المذهبين حتى لو أنهم أنكروا شيئا فجاء بصحته رجل من أهل البادية لشاع لمحبه ولم يمتنع بإنكارهم.
وإنما كان يسلم لك ما تعلقت به لو كان من عددت وذكرت جميع أهل اللغة المرجوع إليهم كيف والذين عددت إنما هم في جملة أهل اللغة كالجزء الذي لا يتجزأ في أكثر العالم فليس لك بهم تعلق مع أنك لم تجد عنهم النكير على من جعل المولى إماما وبمعنى الإمام ولم ترجع في ذلك إلى شيء من كتبهم ومصنفاتهم وإنما رجعت خلو الكتب والمصنفات من تسطير ذلك وليس خلوها منه دليلا على فساده لا سيما وقد بينا إثبات من لا يطعن عليه من أهل اللغة أن الإمامة بلفظة مولى واستشهدنا بأشعارهم التي هي أشهر عنهم من أن يجحد لو أمكن إنكارها ولا خلاف بين أهل العلم أن المثبت في هذا الباب وأشكاله أولى من النافي فأما ما قسمته من أمر الكميت فإن القسم الأول منه قد أتينا عليه بما لم نسمع له جوابا.
والثاني قد مضى أيضا ما هو إسقاط له وهو أنه إن جاز أن يتوهم على الكميت وهو أحد من استشهد بشعره في كتاب الله عز وجل وفاق في النظم شعر أهل عصره وبلغ في الفصاحة الرتبة التي لم يخف على أحد من أهل الأدب أن يكون حملته العصبية والعناد على أن يتقي الله تعالى على ما وصفت بالقلب ويستعمل عبارة لم يستعملها أحد قبله ويضع لفظا على غير معناه حتى يسيره في الشعر ويظهر التدين به لم يأمن أن يكون كثير من فصحاء الجاهلية الذين لم يعتقدوا الإيمان فيحجزهم عن الكذب دون أن يكونوا كالكميت في الديانة قد وضعوا أكثر هذه الألفاظ الذي نضعها نحن على المعاني الآن ولم يكن لها قبل بل كانت على غيرها ومعهودة في سواها لعصبية على طائفة منهم لغرض من الأغراض أو محبة الإبداع ليعرفوا بالخلاف أو عنادا لبعض منهم أو لسبب من الأسباب فاتقوا الله تعالى في ذلك على حسب اتقاء الكميت في لفظة مولى ويكونوا به أخلق وفعلهم له أجدر وهو عليهم ومنهم أجوز وهذا هدم للأصل بأسره وإفساد اللغة جميعا وتشكيك فيها جملة وهو باب الإلحاد.
فأما الوجه الثالث فإنه تأويل فاسد بين الإحالة وذلك أنه لو كان كما وصفت جعلت إماما باعتقاد الفضل لا بالقول لعلق ما يعينه به من الولاية على الجميع والرئاسة بذكر الفضل بعينه دون القول الذي لم يوجبه البتة وإنما كان على ما زعمت عنده كاشفا عن رتبة بها يستحق ذلك الوصف أو كان إذ ذكر القول لا يقتصر عليه في باب الرئاسة دون ما يوجبه من الفضل بل يضم أحدهما إلى الآخر.
فلما أفرد القول نفسه دل على أنه لم يرد إيجاب الإمامة بغيره كيف وهو مع هذا يعدد في جميع قصائده المشهورة في مدائح بني هاشم فضله الذي بان به من الكل شيئا بعد شيء وخصلة بعد خصلة ولا يوجب له الإمامة عند ذكر شيء فيه بلفظه حتى إذا انتهى إلى يوم الغدير بعينه.
فالإمامة بنفس القول الواقع فيه دون ما سواه فهل يخفى هذا الباب على أحد أو يمكن تأويله مع ما وصفنا إلا عند إمكان تأويل جميع أقوال الشعراء على غير أغراضهم وصرفها بأسرها عن مراداتهم وأما استشراحك إياي شعر حسان فإني لم انصرف عنه إلى الإجمال إلا لعلمي بشهرته عندكم واستفاضته فكان اقتصاري على ما مضى من نظيره في الشهرة من الشعر يغني عن ذكره معينا.
فأما إذا رمتم شرحه فهو قوله عند نصب رسول الله () عليا ع في يوم الغدير بعد استئذانه في قول الشعر والإذن له في ذلك على ما جاء في الأخبار:
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم *** وأسمع بالرسول مناديا
فقال فمن مولاكم ووليكم *** فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا وأنت ولينا *** ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني *** رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه *** فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه *** وكن للذي عادى عليا معاديا
و هذا صريح في الإقرار منه بإمامة أمير المؤمنين ع من جهة القول الكائن في يوم الغدير من رسول الله () لعلي ع لا يمكن تأويله ولا يسوغ صرفه إلى غير حقيقته.
فقال صاحب المجلس هكذا قال رسول الله () في يوم الغدير قم يا علي فإنني رضيتك للعالم إماما.
كما قال حسان فيما أضفته إليه فإن كان قال ذلك فقد سقطت الخصومة ولا حاجة بك إلى التعلق بلفظة مولى مع احتمالها.
وإن كان إنما قال من كنت مولاه فعلي مولاه على ما تقدم القول فيه فهذا القول الذي حكيته عن حسان كذب لا محالة والكذب سبيلنا جميعا أن نطرحه.
فقلت له إن رسول الله () وإن لم يكن قال هذا القول مفصلا حتى حسب تفصيل حسان له فقد أتى بمعناه بأخصر لفظ وأفهمه فافتقر حسان في شرحه إلى ما حكيناه عنه من القول وليس كل حكاية تضمنت غير لفظ المحكي وإن أفادت المعنى مطرحة ولا مستدلاً بها على كذب الحاكي ولا غلطه.
ولو كان ما اعتمدت عليه اعتمادا لاستحال حكاية العربي بالفارسي والفارسي بالنبطي والعبراني بالسرياني وبطلت جميع الحكايات المنظومة إذ كان ما حكي بها غير منظوم وهذا يوجب أن لا يكون أحد من الشعراء المتقدمين ولا المتأخرين صدق في حكاية قضية مضت وحكمة نقلت وذكر كرم وجد وفعل عجيب وقع إلا إذا حكوه بألفاظه الجلية عينا وذكروه على ترتيب التعبير سواء وهذا ما لا نذهب إليه ولا أحد من أهل النظر فنشتغل في الإطناب فيه.
فعاد صاحبي المتكلم أولا فقال إن الذي أتيت به من شعر الأخطل فإنه وإن لم يكن أراد بقوله فأصبحت مولاها الخلافة على ما قلت وأراد قريشا على ما وصفت فليس أيضا فيه دلالة على ما ذهبت إليه وذلك أنه أراد بمولى أي ناصر قريش ومن يجب أن ينصره قريش والكميت فقد قلنا إنه لا يستحيل أن يكون اعتقد فضل أمير المؤمنين ع على الكل بما جرى يوم الغدير فأوجب له الإمامة به لا من جهة القول.
فراسله الكلام صاحب المجلس هاهنا فقال ويمكن أن يكون غلط وإن كان من أهل اللغة وإن إمرأ القيس مع جلالته في معنى صاحبه قد غلطه جماعة في شيء ذكره عنه لم أحفظه في وقت إتياني هذه المسألة وهو نفسه أعني الكميت قد غلط في قوله :
أبرق وأرعد يا يزيد *** فما وعيدك لي بضائر
فلم ينكر غلطه في لفظة مولى وإن كان على الصفة التي هو عليها في اللغة.
فقال المتكلم أولا الأمر كما وصفه سيدنا أدام الله عزه يعني صاحب المجلس ويمكن أيضا ما قلناه.
وتكلم رجل منهم من آخر المجلس فقال وكيف وهم يدعون يعني أصحابنا أن رسول الله () قال في ذلك لعلي ع أنت أمير المؤمنين فلا يستحيل أن يكون الكميت عمل على هذا فقال ما قال في شعره من جهته ولم يقله من جهة لفظة مولى.
وتكلم قوم من جنبات المجلس واختلط كلامهم فسكتهم ثم أقبلت على صاحبي المتكلم الأول مهما ما أنكرت على من قال لك إن ما لجأت إليه أيضا في هذه النوبة مع تسليم أن الهاء كناية عن قريش من أن المولى هو الناصر وإنما أراد نصرته لقريش ونصرتهم له يسقط من قبل أن نصره قريش لم يتجدد وجوبها عليه بالعقد له بالإمامة بل هي لازمة نصرتهم له قد تقدم وجوبها عليهم قبل العقد له من جهة السنة والكتاب والإجماع على وجوب نصرة المسلم للمسلم والمتدين أخاه في الدين.
فلم يك يحتاج في وجوبها إلى طلب كرم أبيه وفضله كما زعم الشاعر في طلب قريش ذلك حيث يقول ما ذكره :
فما وجدت فيها قريش لأمرها *** أعف وأوفى من أبيك وأمجدا
و أورى بزنديه ولو كان غيره *** غداة اختلاف الناس أكدى وأصلدا
تجدد حال بعد أن لم تكن
فأصبحت مولاها من الناس كلهم *** وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا
و لو لا أن الأمر على ما قلناه دون ما قلت ما كان وجوب نصرته لهم ونصرتهم له مما يوجب تهنئته وحمده دون سائر الناس الناصرين والمنصورين اللهم إلا أن يكون نصرة إمامة وسلطان رئاسة فيعود الأمر إلى ما قلناه وقد قدمت أن تأمل الشعر بعين الإنصاف يؤكد قولنا ويبطل ما خالفه دون النظر والاحتجاج وقد بان ذلك والحمد لله.
ثم أقبلت على صاحب المجلس فقلت ما قاله سيدنا أدام الله عزه في غلط إمرئ القيس عند من غلطه والكميت في بيته من الشعر الذي طعن فيه فقد رضينا به شاهدا وذلك أن الذي غلطهما من منتحلي اللغة شذ بتغليطهما من سائر أهلها وتفرد في الحكم بما لم يوافقه عليه أحد من رؤساء علمائها وصار في ذلك فردا من بينها ومسنا في الشذوذ من جملتها ولم يكن كذلك إلا لرئاستهما في المعرفة وتقدمها في الصناعة وكونهما قدوة لمن نشأ بعدهما.
وإذا كان كذلك فواجب أن تكون هذه الحال حال من غلط من عددناه في لفظة مولى وما عبر بها وهذا يؤكد ما قلناه ويزيده بيانا ويسقط ما خالفه وضاده في معناه على أن البيت الذي حكي عن الأصمعي الطعن فيه على الكميت رحمة الله عليه بخلاف بيته المتضمن النص على أمير المؤمنين ع بخبر الغدير في الحكم وذلك أنه إنما ساغ لمن طعن فيه الطعن لتفرده دون متقدم متبوع ولا قرين مماثل مذكور مع ما في ظاهر اللغة المشهورة في خلافه وإن كانت له فيه حجج يعتمد عليها ودلائل يلجأ في جوازه إليها.
وما تأوله من خبر الغدير وصرح به فيه فقد سبقه إليه من يعتمد في باب القول عليه ممن عددناه من أهل الفصاحة من الصحابة وأهل البيت ع وحكموا فيه بمثل ما حكم وطابقه عليه وسائر أهل عصره من الشيعة ومن نشأ بعده من أهل الفصاحة فلم يك عروضا لذلك ولا نظيرا له من وجه من الوجوه.
ثم شرعت في إفساد ما تعلق به الرجل الذي حكيت اعتراضه بالخبر الوارد في يوم الغدير في السلام على علي بإمرة المؤمنين فامتنعوا من استماعه.
وقال صاحبي المتكلم الكلام معي دونه وليس يجب أن تكلم كل من كلمك فيذهب الزمان وفروا من الكلام عليه كل الفرار ثم شرع في كلام أورده لم أحفظ فيه زيادة على ما تكلم بعدم موافقته على معاني ما أسقطته به مما تقدم من كلامي وانقضى المجلس وانصرفنا.
 
اعلم أرشدك الله أن نفس ما اعتمدوا عليه في دفعنا عن معنى لفظة مولى يفسد عليهم بالذي راموا به فساد دليلنا في صحته من الشعر والرواية بعينه وذلك أنه يقال لهم إذا كنتم قد تركتم حال من ذكرناه من أهل الفصاحة وجعلنا اعتمادنا ثلاثة منازل.
أحدها: الجهل والغلط.
والثاني: العصبية والعناد.
والثالث: التأويل المتعلق بالاعتقاد.
فما أنكرتم أن تكون هذه الثلاثة المنازل حال من دعوتمونا إلى الرجوع إليه وإلى كتبه ومصنفاته وزعمتم أنهم العماد في هذا الباب إذ لم يكونوا معصومين من ذلك ولا مبرأين منه ولا علم عليهم في دفع جوازه منهم بل كانت أحوالهم داعية إليه وأسبابهم مقربة منه ودواعيهم موقعة فيه لأنه قد فصلت لهم الرئاسة لا شك من جهة من كان يدفع نص النبي () على أمير المؤمنين ع بالإمامة ويتدين بذلك ويلبث عليه معاقب وقد علم كل عاقل تأثير الرغبة والرهبة في الحق وستره والباطل وقسره وهذا ما لا يجدون فيه فصلاً.
كما أن الشيعة لم تقتصر في ادعاء النص على يوم الغدير بدون غيره بل قد روته في يوم الدار عند دعوة بني هاشم ووافقها على ذلك جمهور أصحاب الحديث من العامة وغيرهم وفي أماكن شتى ومقامات أخر فكيف يصح أن يكون أراد ذلك الكميت فلم يعلقه بيوم الدار مع استفاضته في الطائفتين ولا بغيره مما عددناه وعلقه بيوم الغدير وهو يرى الشيعة كلها تعتمد من يوم الغدير في الإمامة على لفظة مولى للإجماع خاصة دون ما كان بعدها مما رووه وأقلوا من الاحتجاج به لموضع الخلاف وهذا ما لا يتوهم أحد وبالله نستعين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا كثيرا...

نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا



توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك




حيدر رضا
الصورة الرمزية حيدر رضا
عضو مميز
رقم العضوية : 12307
الإنتساب : Oct 2011
الدولة : العراق بغداد
المشاركات : 688
بمعدل : 0.15 يوميا
النقاط : 180
المستوى : حيدر رضا is on a distinguished road

حيدر رضا غير متواجد حالياً عرض البوم صور حيدر رضا



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Nov-2011 الساعة : 10:53 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الله ياسليلة حيدرة الكراراحسنتم ولعنة الله على كل من ينكر امامة علي ويتسمى بامير الموءمنين الملعونين النواصب


سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.57 يوميا
النقاط : 312
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Nov-2011 الساعة : 06:22 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين

أشكرك أخي الموالي حيدر رضا على مروركم الكريم بصفحتي
جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب زوج البتول وفحل الفحول صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
رزقنا الله وإياكم في الدنيا زيارتهم وفي الأخرة شفاعتهم
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا

توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc