بسم الله الرحمن الحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
================================
المقابلة الخاصة مع
الملا جليل الكربلائي
( الحلقة الأولى )
مقدمة :
كل خادم للحسين بخدمته جليلٌ ، وهو خادمٌ وجليل .
كل شيء كربلائي جليلٌ وهو كربلائيٌ وجليل .
من منا لا يعرف الملا جليل الكربلائي ، وصوته الشجي القوي الدافئ يصدح في المجالس الحسينية كبلبل حزين نذر نفسه أن يشجي كل محب للجمال الحسيني بجمال حنجرته .
تعرفت إليه أول مرة ضيفاً على مهرجان الإمام علي (ع) في إحدى الاحتفاليات المقامة في منطقة السيدة زينب (ع) ، وقتها جلس بجانبي ، وسرقت منه بضع كلمات طيبة ، ثم قدمته إلى المنصة ، ليغرد في مدح الأمير صلوات الله عليه .
عدة سنوات مرت بين ذلك اللقاء ولقائي الثاني به عندما دعوته هذا العام لإقامة مجلس في إحدى المؤسسات الشبابية في حي الأمين بدمشق ، لبى مسرعاً دون تردد وكانت ليلة الأربعين – أربعين الحسين (ع) - وقتها كان الملا على موعد مع طائرة الذهاب إلى الأهواز في إيران في نفس اليوم ، ليحي مجلساً هناك ، أجّل سفره من أجل تلك الليلة ، ولم يبخل كعادة الحسينيين ، واعتلى المنبر الطاهر ، وبدأ ينعى أبا الأحرار .
قبل الموعد بيومين زرته في مكان إقامته ، زيارة ترحيب ، شرحت له عن منتدانا ، وأننا نطمع في إقامة لقاء معه ، لبى مسرعاً كعادته .
في اليوم التالي يوم الجمعة الساعة الرابعة عصراً أجريت هذه المقابلة ، وبعد أن سهرت في إعداد الأسئلة والتي لم تكن محضرة مسبقاً ، جلس على الأرض وبدأ بالإجابة بعفوية وصدق ودموعه انهمرت مرات ومرات ، جليل يبكي بسهولة فحرارة الحب الحسيني عالية لديه ، والذي اعتاد إبكاء الآخرين من الصعب أن يُبكيه أحد ، لكن جليل بكى بنفسه دون أن يُبكيه أحد ، الله ما أجمل تلك الدموع الصادقة .
وابتدأ اللقاء سريعاً وانتهى سريعاً قبل المغرب بدقائق ، وليته يمتد عمراً ، فعندما يداعب المحب جمال محبوبه لا يشعر بالزمن ، ويتمنى لو يتوقف ، وعدني الملا أن يجيب على أسئلة الجمهور ، لكن مكان إقامته البعيد يحول دون ذلك .
سأقدم اللقاء هكذا ، تاركاً للإخوة والأخوات حرية التعبير ، وسأجمّع الأسئلة ، وفي أول لقاء جديد معه وعندما يعود إلى دمشق سأحاول أن أطرح عليه أسئلة الجمهور ، هذا أمل ووعد ، ومناي أن أجلس مع هذا العملاق الشفاف ثانية لأرتشف منه أو أسترق بضع لحظات سرمدية من عشقه الحسيني الطافح ، لأضمها إلى جنبات روحي وأبثها إلى أرواح كل العاشقين الحسينيين في منتدى الميزان ، منتدى السيدة الزهراء والتي أسر لي الملا أن علاقة خاصة تربطه بها ، لا يستطيع البوح بها للناس ، ومن منا يرضى بأن يبوح بسر يربطه بالزهراء أم الأسرار المستودعة في روحها الفردوسية .
أرحب باسم منتدى الميزان بالملا جليل الكربلائي وأبدأ معه ومعكم هذه الرحلة الولائية الرائعة ....
... يتبع ...