الليلة 22 - على مائدة السحر - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الشــعـر والأدب :. ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم صفوان بيضون حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431

إضافة رد
كاتب الموضوع صفوان بيضون مشاركات 0 الزيارات 2824 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 214
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431
افتراضي الليلة 22 - على مائدة السحر
قديم بتاريخ : 16-Jun-2011 الساعة : 05:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(22)
الخميس ،2، أيلول ، 2010
++++++++++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين
السلام عليكم .
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة السحر "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم الثّالث والعشرين :
اَللّـهُمَّ اغْسِلْني فيهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَطَهِّرْني فيهِ مِنَ الْعُيُوبِ ، وَامْتَحِنْ قَلْبي فيهِ بِتَقْوَى الْقُلُوبِ ، يا مُقيلَ عَثَراتِ الْمُذْنِبينَ .

نبدأ بالمحطة الإحتماعية الأسرية : التوازن في تربية الأبناء
من الأمور المهمّة جدّاً التي يجب أن يراعيها الوالدان، الموازنة في تربية الأبناء بما يحقّق الصلاح لهم والتقويم السليم، بعيداً عن الإفراط في التدليل وتلبية كافة المتطلّبات والحاجات سواء الضرورية كانت أو غير الضرورية، والنقيض لذلك هو إهمال رعايتهم والتكاسل عن تربيتهم أو التأفف منهم وتركهم هملاً دون توجيه أو تربية أو تقويم.
فلا تعني التربية توفير الطعام والشراب والملبس والكماليات فقط وينتهي دور الوالدين، بل المطلوب هو استشعار هذه الأمانة والمسؤولية والقيام بها على أكمل وجه.
ومن الأمور التي تفسد سلوك الأبناء، التدليل المفرط والمستمر دون ضوابط، وهذه عشرة أسباب تجعل التدليل الزائد مفسدة للأبناء:
- يساهم في ضعف شخصية الأبناء.
- يجعل ثقة الأبناء بأنفسهم ضعيفة لإعتمادهم المستمر على الوالدين.
- يجعل الأبناء يخشون مواجهة الآخرين والخوف من التعامل مع الغير.
- يفسد أخلاقيات وسلوكيات الأبناء.
- يجعلهم لا يتحمّلون المسؤولية ويصبحوا اتكاليين.
- يصبح الأبناء عدوانيين مع الآخرين وأنانيين.
- لا يتحكمون في مشاعرهم المختلفة.
- يجعلهم فريسة سهلة للغرباء.
- لا يشعرون بأهمية المال أو الحرص عليه والصرف دون اهتمام.
- عدم معرفة قيمة أو أهميته وضياع الأوقات بالتوافه.
وكم رأينا من الأبناء مَن ساءت أخلاقه أو تعرض للإنحراف بسبب التدليل الزائد من قبل الوالدين؛ ممّا جعلهما يغضّان الطرف عن مساوئه وانحرافه خوفاً على مشاعره حتى انجرف إلى الهاوية، وسقط في وحل الإدمان أو الجريمة أو الإنحراف.
أبناؤنا زينة الحياة الدنيا؛ فيجب الحفاظ عليهم ورعايتهم حق الرعاية وأداء هذه الأمانة كاملة، ولنحسن تربيتهم وتعليمهم وتقويمهم حتى لا نخسرهم أو نضيعهم بأيدينا.
وهذه خطوات عملية للموازنة في عملية التدليل للأبناء:
- العدالة والمساواة بين جميع الأبناء وعدم تفضيل أحد على أحد.
- التدليل بإنضباط للأطفال الصغار إلى سن معينة، وعدم المبالغة أو الإفراط فيه.
- ليس كلُّ ما يريده الأبناء يُلبى، بل نعلّمهم بتلبية الأمور الضرورية.
- نوجّه الأبناء ونعلّمهم المحافظة على الأوقات والأموال والممتلكات.
- تعويد الأبناء على ضبط مشاعرهم منذ الصغر، ويجب على الوالدين ألا يلتفتا لهم إذا أجهشوا بالبكاء لطلب حاجة معيّنة غير مهمة.
- تعويد الأبناء على القيام ببعض المسؤوليات التي تنمي الثقة في نفوسهم وتعزّزها لديهم.
- معالجة السلوكيات الخاطئة أوّلاً بأوّل، حتى لا تتأصل ويصبح من الصعب تغييرها بسهولة.
- عدم التساهل ببعض الأخطاء التي يقوم بها الأبناء، كالتعدي على الآخرين أو أخذ حاجاتهم دون وجه حق وعدم احترام الغير، ويجب أن تُعالج وفق برنامج تربوي مدروس.
- التوجيه والتعليم دون قسوة أو عقوبة شديدة حتى لا نخسر أبناءنا.
- ديمومة الدعاء للأبناء بالصلاح.
هذه مجموعة من النقاط العملية والمعينة على تحقيق التوازن في تربية الأبناء دون إفراط ولا تفريط؛ حتى يتحقّق لنا الجانب المشرق المطلوب في أبنائنا، وحتى نفرح بهذا الغرس الذي غرسناه بأيدينا ورعيناه حقّ الرعاية.
فلنحرص على هذا الجيل حتى يُرضي الله تعالى، ويفخر به الوالدان، ويعتز به الوطن، ولنعالج أخطاءنا ولنقوّم تعاملنا مع أبنائنا حتى نفخر بغراسنا ونسعد بتربيتهم. والله الهادي إلى سواء السبيل.
++++++++++++++
ولدي..كن غصناً في شجرة محمّد , وآل محمد .
ولدي الحبيب.. يا فلذة كبدي.. ويا أغلى ما عندي في هذه الحياة.. لقد ربيتك على الأخلاق والمثل فهي كنزك الذي لا ينضب، وهي الأمانة التي حملتك إياها في هذه الدنيا لتكون نورك ومفتاح طريقك لتوصلها إلى غيرك ليتحقّق الخير والفائدة للجميع.
أوصيك يا ولدي بتقوى الله ورسوله محمّد (ص) فليكن قدوة لك فهو المثل الأعلى في كل شيء علماً ومنطقاً وخلقاً وسيرة وقيادة وإدارة وإيماناً وصبراً على الأذى وشجاعة وحلماً ومادام على خلق عظيم، وقد جاء ليتمّم مكارم الأخلاق فنبيّنا محمّد وآله (ص) قدوة لنا بإستقامة السلوك والصدق والأمانة.
1- نحب رسول الله وآله (ص) ، لأنّ الله تبارك وتعالى الذي خلقنا قد اصطفاهم من بين الناس لتأدية هذه الرسالة، فيجب أن تعلم بأنّ الله إختار خير الأخيار ، لأنّه – سبحانه – أعلم بمَن يعطيه أمانة الرسالة ، ومادام الله اصطفاهم من بين الناس لهذه المهمّة العظيمة ، فنحن أيضاً نصطفي محبّتهم من بين الناس أجمعين.
2- يا بني إقتد بخلق سيّدنا محمّد وآله (ص)، واعلم إنّنا عندما نحب رسول الله وآله (ص) فإنّنا ننال ثماراً طيِّبة ، فمحبّتهم كالشجرة المثمرة ، فقد أثمرت حب الله تعالى لنا ، وحب الأنبياء ، وحب الملائكة ، وحب جميع المسلمين فيالها من محبّة جنينا منها أطيب وأعلى الثمار .
++++++++++++++
أترككم أيها المشاهدون الأعزاء مع الفقرة اليومية الرمضانية : " وقفة مع نهج البلاغة " .
++++++++++++++
الآن ننتقل إلى حل مسابقة اليوم .
سؤال اليوم : ثلاثة من الأئمة (ع) استشهدوا عن نفس العمر ، فمن هم ؟
الجواب : الإمام الحسين سيد الشهداء (ع) ، وابنه الإمام السجاد زين العبدين (ع) ، وابنه الإمام محمد الباقر (ع) ، وقد استشهدوا عن عمر 57 سنة .
الأسماء التي أجابت الإجابة الصحيحة هي :
من السعودية : رقية من القطيف .
من إيران : كاظم وزهراء وعبد الأمير ومنى .
من سورية : أحمد الروماني وعبد الرحيم .
من العراق : تحسين ومصطفى ونور .
ألف مبروك للإخوة والأخوات الذين دخلت أسماؤهم قرعة نهاية الشهر ، وحظاً طيباً لباقي المشاركين .
وإلى سؤال جديد من المسابقة الرمضانية في برنامجكم : " على مائدة الإفطار " قترقبوها .
ونذكر الإخوة بجائزة المسابقة : يمنح الفائزون الثلاث شرف زيارة الإمام الرضا (ع) مع إقامة لمدة خمسة أيام في مشهد المقدسة . وأن يوم الجمعة القادم هو آخر يوم في محطة المسابقة الرمضانية .
+++++++++++++++
مسعود : سارق الطعام ( الجزء الأول ) ..
في شوارع المدينة....والوقت كان منتصف النهار والناس مكتظين حول رجل سارق وحرس من حوله كانوا يوسعونه ضرباً , تأريخ هذه الحادثة هو زمن بغداد القديمة... والزمن محكوم بظلم عبّاسي...
السارق مسعود : اتركوني....لم اسرق شيئاً ...اتركوني ....
الحارس : لن اتركك الى ان يقطّع الأمير اوصالك او يديك يا سارق....
وأخذوا مسعود الى الأمير في ذلك الوقت .....وهنالك حصل ما تعجب له النفوس...فإذا بمسعود يزج في زنزانة مظلمة ورطبة جدّاً ....
الحارس : هذا مكانك يا سارق ...فلتتعفن الى ان يتم القصاص منك أو يسلب روحك ملك الموت ....
مسعود: اخرجوني من هنا .... انا لم اسرق شيئاً.....اخرجني من هنا ارجوك ....
وأنهال بالبكاء والصياح , لكن..... بلا جدوى .....
حينها , سمع مسعود صوت رجل يحدّثه بهدوء .....
الرجل : سارق يقتص من سارق !!!! يا للعجب .... وأخذ يضحك ضحكة تكاد تكون خفيّة ...
مسعود : أنا لست بسارق ... انهم ... انهم اتهموني .... وضربوني واهانوني ... فلا يجوز لك الضحك على ما لاتعلم ...
الرجل: ألم تسرق من أحد شيئاً من قبل ؟
مسعود : بلى ... لكنني لم أسرق ما ليس لي....
الرجل : ما تقصد بما ليس لك ؟
مسعود : القوت هو قوت الشعب وهم يسرقون مني كرامتي ومصدر رزقي الذي يبعدني عن الحرام , هم لا زالوا يهمّون بجمع أموال المسلمين وغير المسلمين الجائعين والشبعى ... انا اسرق لقمتي التي تمنعني من الهلاك .. فقط ....
الرجل : وما ستقول لله يوم الحساب عن هذه اللقمة المسروقة ؟
مسعود : الله يعلم ما لي وما ليس لي ... ويعلم انني اقوم بما اقوم به فقط لأنني بائس ويائس وليس بيدي حيلة , فأخذت افعل ذلك كي اجني ما يسد رمقي .... والا ّ هلكت ...
الرجل : اذن فوقتك معي هنا يطول .... اليس كذلك ؟
مسعود : من يدخل سجون هؤلاء الظالمين لا ينجوا أو يخرج منها بسهولة يا أخ الأسلام .... لكن قل لي , وها انت قد علمت ما علمت عنّي .... لم تخبرني ما قصّتك انت , ولا السبب الذي تم سجنك بسببه ...
الرجل : انا لي قصّة طويلة لا استطيع سردها في يوم واحد ...
وأخذ مسعود يضحك من اعماق قلبه وقال : الم تسمعني عندما قلت بأنني لن انجو أو أخرج من سجون الظالمين بسهولة ؟
الرجل : احسست فيك النباهة والعفّة بالرغم من كونك سارق لقمة عيشك كما تقول ... فتعال الى هنا وأجلس بقربي كي اسرد حكايتي لك , لربما ستخرج منها بشيء يمكن ان يساعدك ان كُتبتْ لك الحياة ...
مسعود : افسح المجال ... سأجلس هنا , فأنت غامض وأنا اتوق لمعرفة ما جرى لك ... هنا أستطيع سماع الكلام بوضوح اكثر...
فابتسم الرجل وقال : لك ذلك ... هل تود ان تعرف ما جرى وما يجري بكل تفاصيله ؟ لأنك ان كنت كذلك , فإننا سنخوض في مواضيع شتّى لا تقتصر على ما جرى لي فقط بل عن ما يجري في ظلمات السجون ومظلومي آل البيت...
وبدأ مسعود يتشوّق لمعرفة ما وراء هذا الرجل من قصّة وقال : ان كنت ممن اظن بهم , فلي اسئلة اود معرفة اجابتها .....
الرجل احسّ منه من يقصد : كلا .. ولكن يشرّفني ان اكون ممن يعرفونهم .
مسعود : كأن الله بعث لي نوراً يرشدني لطريق من اودّ معرفة حقيقة ما حصل لهم ... .فأنا في شك مريب .....
الرجل : قد علم الله منك الصدق لذا سأساعدك على معرفة الحق والحقيقة , لكن ادع لي بأن يطول بقائي الى ان تعرف ما تود معرفته دون نقصان فلا تكون في شك من بعد ذلك ...
مسعود : وأنت ايضاً ادع لي الله ان يمد في عمري كي أسمعك للنهاية ... فأنا قد بُشّرت باستحالة جسدي أشلاء أشلاء , وسرعة الحكم بهذا الأمر مناط بمقدار جنون الخليفة ورعونته ...
الرجل يضحك ثم سكت لبعض الوقت ثم قال : سنذهب الى حيث وقعت الواقعة الكبرى والتي بُشّرنا بها كمسلمين بما يطلق عليه بالولاية والأمامة والتي نصّها الله لأسباب غيبية كثيرة , ومن تمَّ اختيارهم لهذه المهمة اسماؤهم مكتوبة على عرشه الكريم سبحانه , مما يدل على ان الله قد اتم هذا الأمر من قبل .... ولهم صفات لا يملكها الاّ من خلق من طينة رسول الله وليس من بقيّة الطينة ...
مسعود : ماذا تعني ببقيّة الطينة ؟
الرجل : ما عنيت هو ان مواليهم وشيعتهم هم من خُلقوا من باقي الطينة ومن هم من الأئمة مخلوقون من نسل محمد وطينته وهم مختلفين كل الأختلاف عنّا حتّى وان كانوا بشراً...
مسعود : معك يا رجل ... فكأنني ارى ذلك الزمن الآن وانا وانت معاً نشهده بساعاته ....
الرجل : في زمن الرسول الأعظم محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام , حينها كانت فاطمة قد ولدت الحسن والحسين , جاءت البشرى الى رسول الرحمن بأن المخلّص سيكون من نسل فاطمة والحسين بالذات ... فقال ص " المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الاَُمم ، يأتي بذخيرة الانبياء ، فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً " , فلما سمع المقرّبون بالأمر أخذ يصف لهم ما سيؤول اليه امر المسلمين من بعده , وكان الله قد اوصاه بأن يرشد المسلمين لمن هو احق الناس بالخلافة والأمامة من بعده ....
مسعود : ها انت ستجيب عن أوّل سؤال لي....
الرجل ابتسم وقال بكل هدوء : اعرف ... اعرف ... فما يجول بخاطرك اليوم قد جال بخاطري الى ان خدمت من هم سادتي وعلمت من الله انهم بحق اصحاب الحق ... .فلا تستعجل وسأعلمك بما لم تعلم من قبل , شريطة ان لا تكون كما كان موسى من الخضر عليهما السلام حين قال له " أنك لن تستطيع معي صبرا "...
مسعود : بالرغم من كل الشغف الذي بداخلي , لكنني سأحاول ان اصبر ....
فأخذ الرجل يكمل له القصّة وقال : حين ذهب رسول الله صلّى الله عليه وآله الى اصدقائه واهله , وأخبر ما اراد ان يخبرهم به عن الولاية والأمامة وما تعلّق بأمور غيبية تختص بمولانا صاحب العصر والزمان , ذكر لعليّ وفاطمة بعضاً من وصفه , وقال " المهدي مني أجلى الجبهة ، أقنى الاَنف ، يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً " ...
مسعود : فما حصل للمسلمين حين علموا بهذه المعلومات ؟
الرجل : بعضهم استبشر خيراً بأن هنالك من سينقذهم ويناصرهم من بعد رسول الله وان روح الرسول الأعظم ستحرسهم ورسالته ستكون مكتملة ً بهم ونسلهم من بعد ..
مسعود : والبقيّة ؟
الرجل : يا أخ ...كما لك احبّاء ... لك اعداء... وهنالك المداهنين المنافقين ... كأنّك حين تراهم امامك كلّ منهم كملاك مستبشر فرح لرؤياك وسماعك ... لكنّهم من خلفك كسهامٍ مسمومة تنتظر منك الغفلة عن امرها لتطيح بك وتجعلك نسياً منسيّاً ....
مسعود : اخفتني يا رجل من الملأ ...لكن اكمل ...
الرجل : ففي يوم الحج الأخير لرسول الله صلّى الله عليه وآله , نزل جبريل الى محمد الحبيب وأخذ يعلمه برسالة الله له , تلك الرسالة كانت تنص بأن يجمع القوم ويخبرهم بأن الولي من بعده هو الأمير علي بن ابي طالب ومن بعده الحسن فالحسين فأبناء الحسين كما تعرف ... تلك كانت ما يعرف بيوم الغدير...
مسعود : لا تتوقف , اكمل ... ولا تقل كما تعرف , فلست بمحمد أو علي عليهما وآلهما افضل الصلاة والسلام , انا عبد جاهل لا علم لي ...
اخذ الرجل يضحك , ثم قال : بارك الله في صراحتك ... فإننا جهلاء مقارنة بمدينة العلم وبابها ...
مسعود : فمن المدينة ومن بابها ؟
الرجل : اما المدينة فهو الرسول الأعظم محمّد وأمّا الباب لهذه المدينة فهو علي ... وهما من عرفا الله حقّ معرفته ولم يعرفه احد سواهما ....
مسعود : آه لو كنت سيفاً .. .لقتلت من قتلهم وتمرّغت بدماء القتلة لآخر قطرة حتى اشفي غليلي بالثأر لهم ....
الرجل وهو متعجّب ومبتسم : اراك تحمل حقداً على اعداء الله كالذي أحمله ... فكيف لا تعرف شيئاً ابداً ؟ وكيف تكون من المشكّكين ؟
مسعود : ما أخبرتني به امي قبل ان تموت كان ان اوالي من كانت تواليهم وهم كل من مات فداء لنا وللأسلام وقالت انهم محمد وآل محمد... لكنني لم اعرف من اصدّق ... هل اصدّق قلبي الموالي لهم ؟ أم اصدّق عينين ما رأت احدهم على منبر الاّ واقتادته الى السجون ؟ أو اذُن لم تسمع سوى السباب والشتائم من حاشية الملوك واتباع الملك ومن رجال الدين الذين تم تكريمهم واصبحوا اعزّ القوم بأموال السلاطين وأتباعهم من الناس ... هم يُسيّسون الدين بما يخدم الملك وأهوائهم ويميلون ميلاً مع كل ريح تهبُّ ولهم في كلّ ميلة حديث للرسول ولعلمائهم وآيات من القرآن لا اعرف ان كانت قد فسّرت حسب ما يدّعون ام لها تفاسير اُخرى كما في تفاسير آل البيت ... وانا لست بطالب علم كي اعي ما يدور من حولي ... قد قتلني الفقر وهلكتني الحياة القاسية وبتُّ بعيداً عن ما اريد معرفته ...ا صبحت ابحث عن لقمتي بدل ان ابحث عن الحقيقة ... احياناً اشعر بأنّ هذه هي حيلة من حيل السلاطين كي لا يتسنّى لنا اي وقت للتفكير بغير ما يجعلنا بهائم ... اموال السلاطين سحت وحرام وتلعن من يأكل منها ,اليس كذلك ؟
الرجل : ها قد قلتها ... اموال السلاطين حرام ... فمن يملك من السلطان مالاًً كان قد عمل شيئاً يرضي الأهواء ... وهو حرام وحسابه عسير ... لكن فقط ان كان السلطان ظالم ويستحب المال الحرام ... كذلك ان كانت الأموال تتأتّى من عمل باطل يقدّم لملك او لغير ملك , وقول زور وسرقة ورياء وسحت وغير ذلك الكثير الكثير ... لكن ان كان سلطانك عادلاً ولم يقصّر في واجبه تجاه امّـته واعطى كل ذي حقٍّ حقّه , وكنت تعمل فيما يرضي الله , فهذا بحث آخر لأن المال هنا حلال ان عملت شيئاً تستحق ان تحصل على مال جزاءاً لما قمت به ... حتّى ان عملت بما يرضي الله عند حاكم ظالم ولم تكن ظالماً لنفسك و لم تظلم الناس ولم تغضب الله بما تفعل .. اذن فأموالك حلال ...
مسعود : بمعنى ؟
الرجل : بمعنى من تقرّب للملك اصبح كالملك بسحته وظلمه وظلاله وذنبه وفسقه وجوره ان اتّبع هواه وظلم نفسه وغيره ...
مسعود : اتقصد بأن ما رأته عيني وما سمعته اذني هو محض افتراء ؟
الرجل : يا اخ الأسلام ... من والى آل البيت فقد والى الله ورسوله , ومن احبّهم فقد احبّه الله ورسوله , الم تسمع قول رسول الله صلّى الله عليه وآله عن موالاة آل البيت ؟
مسعود : فما قال ؟
الرجل : قال رسول الله (ص) : " اللهم وال من والى خلفائي وأئمة أئمتي من بعدي وعاد من عاداهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم ".. وقال الأمام علي عن هؤلاء الذين رأتهم عينك وسمعتهم اذنك " الناس ثلاثة : فعالم ربّاني , ومتعلّم على سبيل النجاة , وهمج رعاع , اتباع كل ناعق , يميلون مع كل ريح ,لم يستضيؤا بنور العلم , ولم يلجأوا الى ركن وثيق , الناس اعداء ما جهلوا " , وعن أمير المؤمنين قال : قال رسول الله : "يا علي أنت أخي ووزيري ، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وأنت صاحب حوضي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني" , وعن الحسين بن علي قال قال رسول الله : يا علي أنت المظلوم بعدي ، فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك . . . يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث معي ، وأنت أول من يجوز الصراط معي وأنت أول من يرد حوضي ، تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود تشفع لمحبنا فيهم وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد ، وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك ..... فما تقول في ذلك ؟
مسعود : انا عاجز عن الكلام ... فما اسمعه كأنني اودّ قوله وهو ها هنا في شغاف القلب الجريح المظلوم , أن الأمير علي عليه وآله الصلاة والسلام قد وصف الناس كما لو انّه قد جال في الكون كلّه ...حقاّ هذا دليل على علمه عليه وآله السلام .... حسناً فلتكمل لي القصّة ...
الرجل قد ابتهج لأنه قد اجاب عن بعض ما اراد الرجل معرفته ولأنه استشعر محبّة آل البيت في قلب مسعود , ثم قال : اتعلم ان الأمام له صفات واجبة الوجود , والاّ لا تصح امامته ؟
مسعود : فما الصفات ؟
الرجل : اول ما يكون من امر الأمامة هي تنصيبه بأمر الهي , وقصدت الأمام علي بن ابي طالب , حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وآله " لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي , أنت ولي كل مؤمن بعدي " ...
مسعود : فكأنني ارجع لآخر حج لرسول الله ص , فما قال بشأن علي بن ابي طالب عليه وآله الصلاة والسلام يوم غدير خم ؟
الرجل : لم تقتصر على ذلك اليوم فقط ... فلما جمع النبي (ص) عشيرته وصنع لهم طعاما ودعاهم إلى الإسلام قال (ص) : (من يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي) فقال علي (ع) : أنا يا رسول الله . فأخذ برقبته وقال : (هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا) ... وقال ايضا ً " إن علياً مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي لا يؤدي عني إلا أنا وعلي فلكل نبي وصي ووارث وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب "... وفي غدير خم قد كرر هذا الأمر , وقال صلّى الله عليه وآله " من كنت مولاه فهذا علي مولاه . اللهم وال من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار" .
مسعود : فما ذكر الله في القرآن عنه ؟
الرجل : قوله تعالى : (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) . ونزلت هذه الآية بحق علي لما تصدق بخاتمه وهو يصلي في المسجد , وآية المباهلة وهي : (( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )).
مسعود: فما قصد بأنفسنا ؟
الرجل : والمقصود من أنفسنا هو الإمام علي (ع) ولو كان غيره أفضل منه أو أقدم لقدمه النبي معه للمباهلة . وهو من وصفه الرسول الحبيب محمد بهارون فذكر بأنّ علي منزلته لمحمد كمنزلة هارون من موسى الاّ ان لا نبي من بعد رسول الله بقوله ص " انت منّي بمنزلة هارون من موسى الاّ انه لا نبي بعدي "... وذكر حديثاً بأهليته لتفسير القرآن واهليته لقادة الأمّة من بعده ص قال " علي مع القرآن والقرآن مع علي"...
مسعود : اعجب من ضعاف النفوس ... كل هذا ويشتمون ويطلقون التهائم والسباب !!! ألا لعنة الله على الظالمين ...
الرجل وقد اعجب بما قال مسعود : انني لأرى فيك من سيولد من جديد .. .لكن هذه المرّة ستعيش الدين وعلمه , وانني لأراك معلّماً ناصحاً للناس كما انا معك اليوم ...
مسعود : فما حصل من امر الأمام من بعد الوصيّة النبوية الألهيّة ؟
الرجل : حصل ما كسر عماد الدنيا وحطّم القلوب وانوارها وجاء بالغمام وظلمته الساحقة لدروب الحق , ناصرة لأهل الضلالة الى يوم صاحب الحق , تمحو كل ما اختطّه الرسول وآل الرسول كل سنوات العناء الماضية بلحظات سوداء تحت السقيفة ومعاهدتهم الرعناء ومؤامرتهم الدنيئة القاضية على الحق والحقيقة , التي سُلب بها حق أُقـِرَّ من رب السماء , متجاهلين بها الله ورسوله والدين وكل ما كان ... اعماهم المال والجاه وطمعوا بما ليس لهم حقٌّ به ... الا وهو والله حق محمد وآل محمد .... من اجدر من علي بالخلافة ؟ من اعدل منه وهو فاروق الحق والباطل؟من اجدر من ابي تراب بحكم بلاد علويّة منذ ايام الرسالة الأولى ؟ بها انتهى وبها يعود واهله ولجيش المعاد يقود ولقتال الشر موجود رايته ستبقى مرفوعة الى حين تحمل على يد من هو من نسله , تسحق الظالمين وجندهم وتنشر الرعب والدمار اين ما توجّهت في بلاد سادها الفسق والضلال ....
مسعود: لعمري انت رجل حكيم ولك علم بالغيب ...
الرجل: لا يعلم الغيب الاّ الله يا اخ الأسلام ... لكنني قد علمت من آل البيت ما لا يعلمه سواهم ولم يعلموا الاّ ما علّمهم اياه الله جل وعلا ...
لهم من العلم ما شاء الله ان يكون .... لا تستطيع ادراك ما يدركون ولا علم كل ما يعلمون .... ألا تعلم ان امير المؤمنين عليه وآله الصلاة والسلام قد ذكر عن الماء شيئاً لن يعرفه خلق هذا الزمان ؟ نوّه بأنّه يستطيع ان يتّخذ من الماء نوراً يستضاء به بأمر الله ومشيئته ....لكنّه شيء قد قدّر زمانه لأمد البعيد ... فقال في علمه ص " انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليأت الباب " .
مسعود : ياالهي ... وهؤلاء القردة السكارى الفاسقون يفعلون ما يفعلون ببضعة محمد !!! اهكذا يفعل بمحمد وآل محمد !!! ويقال لسلطان الضلال " امير المؤمنين " ... قل امير الكافرين فهو لوصفهم اقرب...
الرجل : هكذا كان وصف من ارادهم الله حطباً لجهنّم ... فهم واردوها لامحالة ... وهم من كان للشيطان سلطان عليهم .... ومن وُصفوا بأن قلوبهم غلف ... وعلى قلوب اقفالها ... وأئمة الكفر ... ولمّا يؤمنوا حتى يلج الجمل في سم الخياط , وهم الأعراب .... وهم المنافقون في الدين ... وهم ذوو النفوس الضعيفة من بخسوا حق محمد وآل محمد ....
ومنهم يخرج كلب آخر الزمان أموي قذر شرس يقتّل ويهتك الستر والعرض ويقتل المهد والكهل والنساء ويبقر البطون الثقال بما فيها بقراً ويبث الرعب والخوف في ارض السواد الأعظم ويُخسف بجيشه بعد ان يكون الدم المسفوك في وادي الفرات للركب في صحراء وهي نهايتهم كذا الله امر وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ...
مسعود : فهل يقتل ؟
الرجل : وبشّر القاتل بالقتل والدنيا حصاد فما تزرع تحصد والنفس بالنفس والله يمهل ولا يهمل ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين والله المنتقم العادل .... ولكلٍ جزاء ما اقترف فالعين بالعين والسن بالسن والنفس بالنفس فمن قتل نفساً بغير نفس او فساد في الآرض فما يكون عقابه سوى غضب عظيم من الله وهو العلي العظيم ؟ لا تقلق يا اخ فهو مقتول على يد السبط المطهّر الحجة إمام كل زمان ان شاء الله ...
مسعود : هذا يوم بعيد ...
الرجل : تراه بعيداّ ونراه قريباً ...لا علم لنا بوقته سوى ما قيل عن ذلك الوقت المعلوم عند الله , أنّ آباء الإمام عليه و عهدوا إليه وأنذروه وأطلعوه على ما عرفوه من توقيف الرسول صلّى الله عليه وآله على زمان الغَيْبة وكيفيّتها ، وطولها وقصرها ، وعلاماتها وأماراتها ، ووقت الظهور ، والدلائل على تيسيره وتسهيله ..... فلا بُدّ فيه مِن أن يكون قاطعاً على النصر والظفر حين يظهر والاّ هلك ... وإذا كان ظهور الإمام أنّما هو بأحد هذه الأُمور : إمّا بكثرة أعوانه وأنصاره ، أوقوّتهم ونجدتهم ، أو قلّة أعدائه ، أو ضعفهم وجورهم ؛ وهذه أُمور عليها أمارات يعرفها من نظر فيها وراعاها ، وقربت مخالطته لها ، فإذا أحسَّ الإمام بما ذكرناه ـ إمّا مجتمعاً أو متفرِّقاً ـ وغلب في ظنّه السلامة ، وقويّ عنده بلوغ الغرض والظفر بالأرب ، تعيّن عليه فرض الظهور ، كما يتعيّن على أحدنا فرض الإقدام والإحجام عند الأمارات المؤمّنة والمخيفة . فولله سيكون امام الكل على السواء وسيحكم الدنيا كما امر الله ... فقد قال ابو عبد الله " ما زالت الارض إلا ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله " , وقال " لو لم يبق في الارض إلا اثنان لكان الثاني منهما الحجة "... وقال " إن الارض لا تخلو إلا وفيها عالم كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم ، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم ".... وقال : " إن الله لم يدع الارض بغير عالم ، ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل ".
مسعود : وإن لم يكن هنالك عالم أو امام ؟
الرجل : قال ابو عبد الله " لو بقيت الارض بغير إمام لساخت "... وأكّد ذلك الأمام الباقر بقوله " لو أن الامام رفع من الارض ساعة لساخت بأهلها وماجت كما يموج البحر بأهله "... وما روي من كلام أمير المؤمنين علي لكميل بن زياد النخعي المشهور حيث قال : أخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه بيدي وأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر تنفس الصعداء ، ثم قال – وذكر الكلام بطوله حتى انتهى إلى قوله - " اللهم بلى ولا تخلو الارض من حجة قائم لله بحجته إما ظاهر معلوم ، وإما خائف مغمو ر، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ".
مسعود : وكيف عرفت كل ذلك ؟
الرجل: من موطن النبوة ومنبع العلم ... آل البيت ... فهم من ذكرهم الله بقوله" في بيوت اذن الله لها ان ترفع " بيت فاطمة ام ابيها عليها وآلها افضل الصلاة والسلام .... فهي منبع كل العلم ( مدينة العلم وبابها) ... لذا كانت قبلة لكل طالبي العلم ... بيوت الأئمة الأطهار ومساجدهم واي مكان تجدهم فيه ... اينما وجدتهم تراهم ساجدين مسبّحين معلمين للناس ما الحق وما الباطل وما يجوز وما لا يجوز ... وفيهم وضع الله مقدرة تفسير القرآن لا في غيرهم ... علي مع القرآن والقرآن مع علي .
يا أخ ... ومن تعلـّّم من الأمام وابتعد عن مباهج النفس حرفاً ابتعد عن النار وعذابها خطوة او اكثر ... لأنك بالتزامك بالدين الصحيح ستقيّد النفس الأمّارة بالسوء ... فيبقى لك الروح والتي ستـُطهّر بالدين ويبقى الجسد الذي سيـُحمى بالأبتعاد عن المكاره والمهالك والشر والخطيئة ... والأيمان بالله ينظّف ويطهّر ويحمي ويشد الى طريق الجنّة ... فالله رب الأفئدة وهو اعلم بما فيها ...
مسعود : انك لتبهرني بجميل الكلام وعمق معانيه ... قل لي ... فما قال الأمام علي عليه وآله الصلاة والسلام حين سُرق حقّه اما عينيه وبمرئى ومسمع الجميع ؟
الرجل: إن علياً ليس ممن تغريه المناصب وتستهويه الكراسي حتى يستجيب فور إقبال الناس عليه ، فإن الأمرة كلها لا تساوي لديه جناح بعوضة . بل الدنيا كلها عنده كعفطة عنز – على حد تعبير له – والقيادة لا تساوي عنده شيئاً مذكوراً ، إن لم يقم من خلالها الحق ويبطل الباطل .... هذا هو الأمام بحق ... لكنّه قال لهم ان الأمامة حق لآل محمد لعلمه بما سيحصل ان وقعت السلطة بيد السفهاء ... وها انت ترى بأُم عينيك مدى القسوة والأضطهاد التي يعاني منها دعاة الحق المحمدي ... ودعاة الحق البشري وطالبي العدالة ... وقال عليه الصلاة والسلام «.. أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته ، ولا الجاهل فيضلهم بجهله ، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف للدول فيتخذ قوماً دون قوم ، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ، ويقف بها دون المقاطع ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة..» اليس هذا الرجل اولى بالحكم والأمامة ؟ كان هذا الحديث في بيان مواصفات ولاة الأمر وموظفي الدولة الذين يرشحهم الإسلام لإدارة شؤون الأمة الإسلامية ... وقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه وآله افضل الصلاة والسلام " إحذروا على دينكم ثلاثة : ... إلى أن قال : و رجلاً آتاه الله عز و جل سلطانا ، فزعم أن طاعته طاعة الله و معصيته معصية الله و كذب ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،لا ينبغي للمخلوق أن يكون جنة لمعصية الله،فلا طاعة في معصية و لا طاعة لمن عصى الله ،إ نما الطاعة لله و لرسوله و لولاة الأمر ، و إنما أمر الله عز و جل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر ، لا يأمر بمعصيته ، و إنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته ". وهم من ذكرهم الله بمحكم الكتاب بقوله سبحانه" انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهّركم تطهيرا " , وقال رسول الله صلى الله عليه و آله " يا علي هذه الآية نزلت فيك و في سبطي و الأئمة من ولدك "... والأمير علي بنفسه كرّر ذلك بقوله عليه وآله افضل الصلاة والسلام " إن الله عز و جل فضلنا أهل البيت ، و كيف لا يكون كذلك و الله عز و جل يقول في كتابه " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا " فقد طهرنا الله من الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، فنحن على منهاج الحق »... وعن أبي عبد الله عن أبيه عن جده قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على منبر الكوفة ، و كان فيما قال : «... فنحن أهل بيت عصمنا الله من أن نكون فتانين ، أو كذابين أو ساحرين أو زيافين ، فمن كان فيه شي‏ء من هذه الخصال فليس منا و لا نحن منه .
إنا أهل بيت طهرنا الله من كل نجس ، نحن الصادقون إذا نطقنا ، و العالمون إذا سُئلنا ، أعطانا الله عشر خصال لم تكن لأحد قبلنا و لا تكون لأحد بعدنا : الحلم و العلم و اللب و الفتوة ، و الشجاعة و السخاوة و الصبر و الصدق و العفاف و الطهارة . فنحن كلمة التقوى و سبيل الهدى و المثل الأعلى ، و الحجة العظمى و العروة الوثقى و الحق الذي أقر الله به " فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون »....كل هذه الصفات لم تقنع السفهاء بحجمهم مقارنة بابن النبي وصهره , وطمعوا بحقّه وحق اولاده من بعده , فقد قال رسول الله وسلّم " أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي و الخليفة على الأحياء من أمتي ، حربك حربي و سلمك سلمي ، أنت الإمام أبو الائمة الإحدى عشر ، من صلبك أئمة مطهرون معصومون ، و منهم المهدي الذي يملأ الدنيا قسطا و عدلا ، فالويل لمبغضكم "....
فدمعت عينا مسعود حتى وقع الدمع على التراب , ثم قال : ها انا العبد الضعيف مثال صغير على وقوع ما خشي الأمام عليه وآله افضل الصلاة والسلام منه ... يا أخ ... فأنظر اليَّ ولا داعي لضرب مثال آخر ... متى الأنتقام يا موجد العدل ؟ متى ؟ومتى يظهر القائم بالأمر يا الهي ؟
فتبسّم الرجل وقال : الصبر... الصبر ... فمن صبر لقي من الله فرجاً لتدمع العين له الدهر كلّه فرحاً... فأدع معي بهذا الدعاء ...
مسعود : اي دعاء ؟ ولم اقوله ؟
الرجل أخذ بيد مسعود وشدّه اليه قليلاً : اخفض صوتك يا رجل ... فالحرّاس قادمون , ولا اريدهم ان يعرفوا اننا نتحادث ...
مسعود : ولم الخوف من الحديث ؟
الرجل : لا تسأل ... فقط اطع واسمع , وحين يرحل الرجال إسأل كما تشاء وسوف اجيب ...
ولم يسكت مسعود , وسمعه الحرّاس وقالوا : لم تمض الاّ ساعات قلائل وجنّ الرجل ...
ففتحوا بوّابة سجنه ووضعوا له الطعام والشراب من كل صنف القليل القليل وقالوا : كل ولا تنطق شيئاً تسلم على حياتك ... ولا تخف فلم نلق لك بالسم الليلة , فالخليفة يود لقائك والتحدّث معك قبل قتلك ... انما ليس اليوم ...
ورحلوا ... وبقي مسعود في حيرة من امره متسائلاً : أ أُقتلْ لأجل بعض الطعام ؟ لمَ ؟ هل يستطيع خليفتهم البقاء يوم أو يومين بلا طعام أو شراب ؟ الم يقـتل بنا لأجل الطعام والشراب والجواهر وما يجعله السبّاق لنعيم الدنيا وعذاب الآخرة ؟ ... ثم ...لمَ لمْ يسقوك أو يطعموك ؟
الرجل : لا تسألني عن ذلك .. لأنك تعرف الجواب ...

نتابع القصة في الليلة القادمة .....
++++++++++++
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة الإفطار إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc