مذكرات مهجر- 1 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع حسين نوح مشامع مشاركات 0 الزيارات 1920 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي مذكرات مهجر- 1
قديم بتاريخ : 30-Jul-2013 الساعة : 12:14 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مذكرات مهجر- 1
في تمام الرابعة صباحا وبعد أداء صلاة الفجر خوفا ووجلا، كما يؤديها المحارب على جبهة القتال. وفي يوم مظلم دامس كاتم، لم نشعر فيه بما يتحرك أو يتنفس حولنا. وتحت جناح الظلام، وقبل طلوع الشمس فتكشفنا بانتشار ضيائها، كنا نمشي على الأقدام رجالا ونساء، كأننا ذاهبون لحضور مجلس عزاء. ما عدا من كان لديه أطفال وعجزة, فلقد خصص لهم حافلة صغيرة لتقلهم.

لم نكن نشعر باختلاف ألوان الملابس على أجسادنا، بل كل ما كان علينا يعكس ألوانا سوداء داكنة. والسكوت والسكون كان يلفنا من كل جانب، كبرنس شتوي ثقيل. ما عدا أصوات الأحذية التي كانت تصطدم بما أمامها من أحجار في محاولة لإثارة الغبار، كأحذية جنود يتدربون في ثكنة عسكرية. وهمهمات تخرج من الأفواه هنا وهناك، تكيل اللعنات والسباب للمسؤولين عن هذا الإذلال والاهانة. وعيون تتطلع للخلف بين الفينة والأخرى، لعل شيء ما يحدث وتنتهي المعاناة.

لقد كنا نقاد كما تقاد الشياة مهرولة هنا وهناك فرحة جذلة، وهي لا تعلم أنها تجر لحتفها. نمر عبر الطرقات والممرات الضيقة الملتوية، والمليئة بالحفر والأحجار الناتئة، كأنها تتحدانا بقوتها وتحفزنا لتجاوزها. وبين البيوت والبنايات المتراصة على جنبات الطرق والحارات، التي كانت في الأيام السابقة تقابلنا ذهبا وإيابا. وقفت اليوم لتوديعنا وداعا حارا، كأم رءوم تودع ابنها البار الوداع الأخير.

بقينا نواصل سيرنا هكذا على الأقدام ولمدة طويلة لم نتمكن من تحديد زمنها، لهول الصدمة. وشعرنا حينها أننا في متاهات، وكلما انتهينا من واحدة خرجت علينا أخرى، كجسم ثعبان ضخم ملتوي ومتداخل في بعضه، حتى وصلنا إلى حافلة كانت بانتظارنا، لتقلنا لوجهة حددت سلفا. ولم يستطع بعض المسافرين اللحاق بنا، لكونهم من قبل صلاة الفجر، يؤدون مراسم الزيارة والدعاء، فطلب منهم اللحاق بنا في سيارات أجرة. وتركنا المدينة دون أداء الوداع الأخير، ودون استلام ملابسنا من المغسلة، والتي كان من المفترض استلامها في اليوم اللحاق.

بدأ هذا الحفل الوداعي الساخر في تمام الساعة الثانية صباحا، من ذلك اليوم المشؤوم، حيث طرقت علينا الأبواب بابا بعد باب، كما تطرق زنزانات على السجناء إيذاننا بترحيلهم. وكان الطرق يخترق طبلة الآذان ليستقر في القلوب، كالبرق الثاقب يخترق أجواء الفضاء، فيرجع صوتا ودويا هائلا لا يحتمل، ينشر الرعب والخوف. فاستيقظ على أثره من كان نائما مرعوبا فزعا، وربما سقط الأطفال من على سرتهم، أو من بين أيدي أمهاتهم، من هول الصدمة. طلب منا بصوت آمر ناهر، كأننا قد اقترفنا ذنبا لا يغتفر وها نحن نتحمل نتائجه، تجهيز حقائب سفرنا وربط أمتعتنا استعدادا للمغادرة البلاد الساعة السابعة صباحا.

كان هذا آخر السوء، لان ما كان قبله لم يكن بأقل منه سوءا. وكان آخر طريق حافلتنا الطائرة العائدة لأرض الوطن، دون توديع الإمام الرضا . هذا بعد إعلامنا قبلها بيومين بإلغاء رحلتنا، ولن يكون هناك طائرة تقلع عائدة بنا للديار قبل يوم الخميس. ففرحنا فرحا كثيرا، وهنئ بعضنا بعضا لتمديد فترة الزيارة.

كان من الممكن إعطاء الحملة درسا لا ينسوه أبدا، وجعلهم عبرة لآخرين أمثالهم، ممن يقتاتون على آلام الآخرين. لكن غياب من بيده الحل والعقد، ومن يمكن التفاوض معه. أو قل هروبه من ساحة المواجهة، وهذا ما تمكن في تصويره لنا كوادرهم ببراعة متناهية. وافتراق كلمتنا وتضعضعها، لخوف البعض من تحمل مصاريف إضافية، جعل هياجنا وانتفاضتنا ووقوفنا أمامهم يذهب أدراج الرياح، وجعلنا نسلم لهم أرواحنا ويقودونا كالأضاحي.

كان هذا في يوم الثلاثاء الموافق (29) شعبان لعام 1434 هجرية.
بقلم: حسين نوح مشامع

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc