السناء في مجالس الولاء - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان تفسير الأحلام أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )

 
كاتب الموضوع سيد جلال الحسيني مشاركات 5 الزيارات 10023 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي السناء في مجالس الولاء
قديم بتاريخ : 19-Nov-2013 الساعة : 09:57 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .
ان محرم هو الفصل التبليغي والموسم الذي يفور باجتماع الناس في المحافل المختلفة في العالم .
وعلى اصحاب المآتم والهيئات ان يهتموا كثيرا بالخطباء ويوصوهم ببيان الحقائق التاريخية و تشييد العدالة التي من اجلها امر الله سيدنا الامام الحسين صلوات الله عليه لكل تلك التضحيات .
كما ان الرادود وقصائده مهم واللطم والجزع بانواعه كلها من الشعائر الدينية التي حفظ الله بها الدين ومظلومية اهل البيت ؛ فان الموعظة وبيان الحقائق التاريخية مهمة ايضا ليتعرف الناس على حقيقة اهداف اعداء اهل البيت ويكون جزعهم جزع العارف بحقهم .
بقي جانبا مهما جدا قد اهمله بعض الخطباء - اعزهم الله - وهو الجانب الاخلاقي في محرم وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله كما في كتاب
مستدرك ‏الوسائل 11 187 6- باب استحباب التخلق بمكارم الأخلاق
عن الشَّيْخُ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ : إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ .
فكما ان الهدف الاصلي لبعثة الرسول الله صلى الله عليه واله هو " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ" فكذلك هو هدف الامام الحسين عليه صلوات الله ولذلك قال النبي صلى الله عليه واله كما في كتاب
كامل‏ الزيارات 52 الباب الرابع عشر حب رسول الله ...
عن يعلى بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله : حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط .
فان الامام الحسين صلوات الله عليه من بداية خروجه من المدينة المنورة والى مكة المكرمة ثم الى كربلاء كانت حركاته وسكناته روحي فداه تبين دين السماء الذي حاول بني امية بتمهيد من السقيفة اندثاره بكل جهودهم وجهدهم ولذلك فعلى المحقق وعلى الواعي للحقائق الكربلائية ان يطالع كربلاء من المدينة المنورة بكل دقة ويستحلب الحقائق من كل طرفة عين .
ان الليالي التي تعارف عليها اهل الهيئات والمآتم بان يجعلون كل يوم لاحد من الشهداء هي توافق بينهم ؛ ولذلك نجد في ايران لهم ليالي مختصة بغير ما جعله الاخوة في البلاد العربية كالعراق ؛ فان الليالي في ايران هي هكذا :
الليلة = 1 = مسلم بن عقيل .
الليلة = 2 = ورود الامام الحسين لكربلاء
الليلة 3 = السيدة رقية صلوات الله علیها
الليلة = 4 = اولاد مسلم بن عقیل او عبد الله بن الحسن او عن الحر سلام الله عليهم اجمعين
الليلة = 5 = عن حبيب وزهير او عن الاصحاب رضوان الله عليهم
الليلة = 6 = القاسم بن الحسن صلوات الله عليه
الليلة = 7 = على الاصغر او عبد الله الرضيع صلوات الله عليه
الليلة =8 = علي الاكبر عليه صلوات الله
الليلة = 9 = ابا الفضل روحي فداه وسلام عليه
الليلة = 10 = الوداع وزينب والحسين عليهما السلام
الليلة = 11 ليلة الوحشة
الليلة = 12 عن الامام زين العابدين صلوات الله عليه
هذه هي الليالي المتعارفة للايرانيين .
ولهم اسلوب في طريقة المنبر وهو ان الخطيب عليه القاء المحاضرة والرادود ويسموه "المداح" عليه ان ينعى ويقرء المصائب المناسبة لتلك الليلة وبعدها اللطم الذي يجريها نفس الرادود او المداح
وانما اخترت ان ارتقي المنبر باللغة الفارسية لهذا السبب وهو ان اهتم بطرح الفكرة التي هيئت لها ابحاثي عن تلك الليلة ولا اشغل نفسي بحفظ الاشعار .
ولكن حرصا مني لنيل مقام الخطباء العرب بالنعي والقاء الاشعار الحزينة اقرء بالبداية بعض الاشعار والنعي وفي النهاية اطرح المصيبة والمختصة بتلك الليلة باسلوب الرقة .
وان الايرانييين يكتفون بطرح المصيبة باسلوب عادي وهم يبكون بكاء الفاقدة ولدها الاوحد ويلطمون ويضربون على رؤوسهم .
واسلوبي هذا بين اوساط الخطباء في ايران هو اسلوب جديد لم يسبقني له احد لان الاشعار التي اقرءها والنعي هو باللغة العربية ثم اترجم معناه بالرقة للحاضرين ثم بعدها اتلوا آية من القرآن الكريم تخص موضوع تلك الليلة .
في هذه السنة فكرت ان اكتب مواضيعي بالتفصيل لكل ليلة وسيرى القارئ ان اكثر اهتمامي لطرح الموضوع الخاص بتلك الليلة هو اهتمام بالجانب الاخلاقي المستوحات من مواقف كربلائية .
وسميت الكتاب ب"السناء في مجالس الولاء"
ومعنى السناء كما في كتاب مجمع البحرين للطريحي رحمه الله :
مجمع ‏البحرين ج : 1 ص : 231
السناء بالمد: الرفعة، و في الخبر: بشر أمتي بالسناء أي بارتفاع القدر و المنزلة عند الله.
والان ابدء بسرد الليالي ومجالسي فيها .


توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir



سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-Nov-2013 الساعة : 06:50 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



الليلة الأولى
ليلة مسلم بن عقيل صلوات الله عليه
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ؛ إنّا لله وإنّا إليه راجعون
صلى الله عليك يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى آل بيتك المعصومين ؛ لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
صلى الله عليك يا أبا عبد الله ؛ روحي وأرواح العالمين لك الفداء
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما

مسح الحسين برأسها فاستشعرت*** بـاليتم وهـي عـلامة تـكفيها
لـم يـبكها عـدم الوثوق بعمِّها *** كـلا ولا الـوجد الـمبرِّح فيها
لـكـنها تـبكي مـخافة أنـها*** تـسمي يـتيمة عـمِّها وأبـيها

( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبيرٌ ) (11)"المجادلة"

ان الله یرفع الذين آمنوا والذين أُوتوا العلم درجات كما ورد في الرواية عن الإمام العسكري صلوات الله تعظيم العالم وتقديمه على من سواه :
بحارالأنوار ج 2 ص 13 باب 8- ثواب الهداية و التعليم و فضل ...
عن تفسير الإمام وكتاب الإحتجاج‏: بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ صلوات الله عليه أَنَّهُ اتَّصَلَ بِهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ فُقَهَاءِ شِيعَتِهِ كَلَّمَ بَعْضَ النُّصَّابِ فَأَفْحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتَّى أَبَانَ عَنْ فَضِيحَتِهِ فَدَخَلَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه صلوات الله وَ فِي صَدْرِ مَجْلِسِهِ دَسْتٌ عَظِيمٌ مَنْصُوبٌ وَ هُوَ قَاعِدٌ خَارِجَ الدَّسْتِ وَ بِحَضْرَتِهِ خَلْقٌ مِنَ الْعَلَوِيِّينَ وَ بَنِي هَاشِمٍ فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِي ذَلِكَ الدَّسْتِ وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أُولَئِكَ الْأَشْرَافِ فَأَمَّا الْعَلَوِيَّةُ فَأَجَلُّوهُ عَنِ الْعِتَابِ وَ أَمَّا الْهَاشِمِيُّونَ فَقَالَ لَهُ شَيْخُهُمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَكَذَا تُؤْثِرُ عَامِّيّاً عَلَى سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الطَّالِبِيِّينَ وَ الْعَبَّاسِيِّينَ فَقَالَ علیه صلوات الله إِيَّاكُمْ وَ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى‏ كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ أَ تَرْضَوْنَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَماً قَالُوا بَلَى قَالَ أَ لَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ فَلَمْ يَرْضَ لِلْعَالِمِ الْمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ يُرْفَعَ عَلَى الْمُؤْمِنِ غَيْرِ الْعَالِمِ كَمَا لَمْ يَرْضَ لِلْمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ يُرْفَعَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ أَخْبِرُونِي عَنْهُ قَالَ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ أَوَ قَالَ يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ أُوتُوا شَرَفَ النَّسَبِ دَرَجَاتٍ أَ وَ لَيْسَ قَالَ اللَّهُ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فَكَيْفَ تُنْكِرُونَ رَفْعِي لِهَذَا لَمَّا [لِمَا] رَفَعَهُ اللَّهُ إِنَّ كَسْرَ هَذَا لِفُلَانٍ النَّاصِبِ بِحُجَجِ اللَّهِ الَّتِي عَلَّمَهُ إِيَّاهَا لَأَفْضَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ شَرَفٍ فِي النَّسَبِ فَقَالَ الْعَبَّاسِيُّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ شَرَّفْتَ عَلَيْنَا وَ قَصَّرْتَنَا عَمَّنْ لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ كَنَسَبِنَا وَ مَا زَالَ مُنْذُ أَوَّلِ الْإِسْلَامِ يُقَدَّمُ الْأَفْضَلُ فِي الشَّرَفِ عَلَى مَنْ دُونَهُ فِيهِ فَقَالَ علیه صلوات الله سُبْحَانَ اللَّهِ أَ لَيْسَ الْعَبَّاسُ بَايَعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ تَيْمِيٌّ وَ الْعَبَّاسُ هَاشِمِيٌّ أَوَ لَيْسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ كَانَ يَخْدُمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ هُوَ هَاشِمِيٌّ أَبُو الْخُلَفَاءِ وَ عُمَرُ عَدَوِيٌّ وَ مَا بَالُ عُمَرَ أَدْخَلَ الْبُعَدَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الشُّورَى وَ لَمْ يُدْخِلِ الْعَبَّاسَ فَإِنْ كَانَ رَفْعُنَا لِمَنْ لَيْسَ بِهَاشِمِيٍّ عَلَى هَاشِمِيٍّ مُنْكَراً فَأَنْكِرُوا عَلَى الْعَبَّاسِ بَيْعَتَهُ لِأَبِي بَكْرٍ وَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ خِدْمَتَهُ لِعُمَرَ بَعْدَ بَيْعَتِهِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزاً فَهَذَا جَائِزٌ فَكَأَنَّمَا أُلْقِمَ الْهَاشِمِيُّ حَجَرا .
إننا في أول يوم من أيام محرم الحرام لهذا العام وهو 1435 قمري هجري نبدأ بموضوع المعرفة لكي نبكي ونجزع على الإمام الحسين صلوات الله عليه بمعرفة كما وردت روايات كثيرة في مقام من زار أهل البيت عارفا بحقهم .
فإن الذي يبكي بمعرفة يكون جزعه أشد ممن يبكيه وله معرفة أقل منه فإن الإمام الصادق قال كما في كتاب :
بحارالأنوار ج 98 ص 177 باب 18- زياراته صلوات الله عليه ....
عن كامل الزيارات عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ صلوات الله عليه وآله إِذَا أَرَدْتَ الْمَسِيرَ إِلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه صلوات الله ‏.... (السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ أَبِيكَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَ عِنْدَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ عِنْدَ رُسُلِ اللَّه‏ ) .
فإن من عرف الله سبحانه يكون عنده مصيبة الإمام الحسين أعظم وطبيعي سيكون جزعه أشد وأعمق كما قال الإمام " وَ مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ".فمن عرف الله سبحانه عرف الحسين ومن عرف الحسين فقد عرف الله سبحانه فإن الحسين عليه السلام هو الإمام المنصوب من الله سبحانه فكل ظلم ظلموا به الإمام الحسين فهو قساوة من غير المحق لصاحب الحق
فإن الإنسان إن أحب أهل طاعة الله وملأ قلبه بحب المعصومين عليهم صلوات الله فإنه مبشر بالخير لأنه أحب أهل الخير وأبغض أهل معصيته وأعداء دينه كما في الرواية عن كتاب
الكافي ج 2 ص 126
عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه صلوات الله ( قَالَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً فَانْظُرْ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَفِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُحِبُّكَ وَ إِنْ كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَلَيْسَ فِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُبْغِضُكَ وَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ).
فإن الفرق کبیر بین من یعرف مقداراً من مقامات أهل البیت علیهم السلام وبین من یجهل کل شیئ عنهم روحی فداهم ؛ فإن الأنبياء إنما أصبحوا أنبياء لأنهم اقتبسوا شيئا من أنوار محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ؛ وكانوا يقتدون بآثارهم .
بحارالأنوار ج 26 ص 264
كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، رُوِيَ أَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّ مَوْلَانَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ علیه صلوات الله ( أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَوْمٍ حَذَفُوا مُحْكَمَاتِ الْكِتَابِ وَ نَسُوا اللَّهَ رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ النَّبِيَّ وَ سَاقِيَ الْكَوْثَرِ فِي مَوَاقِفِ الْحِسَابِ وَ لَظَى وَ الطَّامَّةَ الْكُبْرَى وَ نَعِيمَ دَارِ الثَّوَابِ فَنَحْنُ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ فِينَا النُّبُوَّةُ وَ الْوَلَايَةُ وَ الْكَرَمُ وَ نَحْنُ مَنَارُ الْهُدَى وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَ الْأَنْبِيَاءُ كَانُوا يَقْتَبِسُونَ مِنْ أَنْوَارِنَا وَ يَقْتَفُونَ آثَارَنَا وَ سَيَظْهَرُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ بِالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ وَ هَذَا خَطُّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ) .
ولكن ليس كل أحد يمكنه الوصول لمقام معرفة أهل البيت بهذه المعرفة إلا من كان عاقلاً ؛ فأكثر الناس استجابة لأهل البيت هو من أطاع عقله الباطن الذي يوصله لوجوب التمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم صلوات الله .
الكافي ج 1 ص 15
(يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَ أَكْمَلُهُمْ عَقْلًا أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يَا هِشَامُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ علیه صلوات الله وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُول) .
فإن الإنسان الذي يوفق لمعرفة أهل البيت هو الذي سيبكي قلبه كما تبكي عيناه وهو المسرور يوم القيامة ؛ والذي لا يعرف أهل البيت ويعرض عنهم هو من سيحشر أعمى يوم القيامة :
الكافي ج 1 ص 435
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله ( فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً قَالَ يَعْنِي بِهِ وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قُلْتُ وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‏ قَالَ يَعْنِي أَعْمَى الْبَصَرِ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى الْقَلْبِ فِي الدُّنْيَا عَنْ وَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قَالَ وَ هُوَ مُتَحَيِّرٌ فِي الْقِيَامَةِ يَقُولُ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‏ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها قَالَ الْآيَاتُ الْأَئِمَّةُ علیه صلوات الله فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى‏ يَعْنِي تَرَكْتَهَا وَ كَذَلِكَ الْيَوْمَ تُتْرَكُ فِي النَّارِ كَمَا تَرَكْتَ الْأَئِمَّةَ علیه صلوات الله فَلَمْ تُطِعْ أَمْرَهُمْ وَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُمْ قُلْتُ وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى‏ قَالَ يَعْنِي مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله غَيْرَهُ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَ تَرَكَ الْأَئِمَّةَ مُعَانَدَةً فَلَمْ يَتَّبِعْ آثَارَهُمْ وَ لَمْ يَتَوَلَّهُمْ قُلْتُ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ قَالَ وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله قُلْتُ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ قَالَ مَعْرِفَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه صلوات الله وَ الْأَئِمَّةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ قَالَ نَزِيدُهُ مِنْهَا قَالَ يَسْتَوْفِي نَصِيبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ قَالَ لَيْسَ لَهُ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ مَعَ الْقَائِمِ نَصِيبٌ ) .
نعم إن من يعبد الله ولكن ليس له أي معرفة وليس هو في سبيل أن يتعلم لترفع درجته عند الله سبحانه كما تلوت عليكم الآية الكريمة في أول المجلس هذا ؛ فهذا يعبد الله ضلالا لا هدف له في اعتقاداته كما ورد في كتاب :
الكافي ج 1 ص 180
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ علیه صلوات الله ( إِنَّمَا يَعْبُدُ اللَّهَ مَنْ يَعْرِفُ اللَّهَ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ فَإِنَّمَا يَعْبُدُهُ هَكَذَا ضَلَالًا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ قَالَ تَصْدِيقُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَصْدِيقُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وَ مُوَالَاةُ عَلِيٍّ علیه صلوات الله وَ الِإئْتِمَامُ بِهِ وَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى علیه صلوات الله وَ الْبَرَاءَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَدُوِّهِمْ هَكَذَا يُعْرَفُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ).
فإن من عرف أهل البيت عليهم صلوات الله فهو الآمن يوم القيامة من الفزع الأكبر كما قال أمير المؤمنين بأسلوبه الجميل وهو الأسلوب الذي نحتاج أن نقتدي به حيث يسأل الراوي عن معلومة ولما يبدي الراوي عدم علمه بالجواب يظهر الإمام صلوات الله عليه الحقيقة لكي يرسخ الجواب في أذهان المستمعين والتالين للرواية وهي عن كتاب
الكافي ج 1 ص 185
14- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله قَالَ( قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه صلوات الله دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ علیه صلوات الله يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ. وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قَالَ بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ الْحَسَنَةُ مَعْرِفَةُ الْوَلَايَةِ وَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ السَّيِّئَةُ إِنْكَارُ الْوَلَايَةِ وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ ).
فإن الخير كل الخير بالمعرفة لأن المعرفة هي الحكمة التي قال الله سبحانه عنها بأنها الخير الكثير ؛ ومن يعرف الخير سوى الباري تعالى ؟؟
فكيف إن كان الخير كثيراً؟ لاحظ قوله تعالى كما في هذه الرواية عن كتاب
الكافي ج 2 ص 284
عن يُونُسُ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه صلوات الله قَالَ( سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً قَالَ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَ اجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا النَّارَ ).
فإن من رزق المعرفة فسوف يرزق خيراً كثيرا كما أسلفنا ومن هذا الخير الكثير هو ما توضحه الرواية التالية و من تلك الآثار العظيمة لشروق شمس المعرفة على قلب الإنسان هو إحساسه بلذة عظيمة لا تعادلها أي لذة في الدنيا كما ورد في كتاب :
الكافي ج 8 ص 247
عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه صلوات الله ( قَالَ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي فَضْلِ مَعْرِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا مَدُّوا أَعْيُنَهُمْ إِلَى مَا مَتَّعَ اللَّهُ بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ نَعِيمِهَا وَ كَانَتْ دُنْيَاهُمْ أَقَلَّ عِنْدَهُمْ مِمَّا يَطَئُونَهُ بِأَرْجُلِهِمْ وَ لَنُعِّمُوا بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ تَلَذَّذُوا بِهَا تَلَذُّذَ مَنْ لَمْ يَزَلْ فِي رَوْضَاتِ الْجِنَانِ مَعَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ إِنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ آنِسٌ مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ وَ صَاحِبٌ مِنْ كُلِّ وَحْدَةٍ وَ نُورٌ مِنْ كُلِّ ظُلْمَةٍ وَ قُوَّةٌ مِنْ كُلِّ ضَعْفٍ وَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سُقْمٍ ثُمَّ قَالَ علیه صلوات الله وَ قَدْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَوْمٌ يُقْتَلُونَ وَ يُحْرَقُونَ وَ يُنْشَرُونَ بِالْمَنَاشِيرِ وَ تَضِيقُ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا فَمَا يَرُدُّهُمْ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنْ غَيْرِ تِرَةٍ وَتَرُوا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ وَ لَا أَذًى بَلْ مَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ دَرَجَاتِهِمْ وَ اصْبِرُوا عَلَى نَوَائِبِ دَهْرِكُمْ تُدْرِكُوا سَعْيَهُمْ ).
فعلينا أن نسأل الله سبحانه وتعالى في أن يزيدنا هدى وإيماناً ويقذف في قلوبنا حب آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين فإن التوفيق إلى حبهم وزيادة الهدى اليهم هي من توفيقات الباري تعالى كما ورد في كتاب
بحارالأنوار ج 24 ص 151
عن تفسير فرات بن إبراهيم‏: الْفَزَارِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ( دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ صلوات الله عليه فَقَالَ لِي يَا خَيْثَمَةُ إِنَّ شِيعَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِهِمُ الْحُبُّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُلْهَمُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّنَا وَ يَحْتَمِلُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ فَضْلِنَا وَ لَمْ يَرَنَا وَ لَمْ يَسْمَعْ كَلَامَنَا لِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ يَعْنِي مَنْ لَقِيَنَا وَ سَمِعَ كَلَامَنَا زَادَهُ اللَّهُ هُدًى عَلَى هُدَاهُ ) .
ومن أراد أن يعرف عن أهل البيت مقداراً هم وصفوا أنفسهم لنا فعليه بزيارة الجامعة الكبيرة والتي أوردها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وهي موجودة في كتاب من لا يحضره الفقية .
فإن من عرف الإمام الحسين صلوات الله عليه بهذه المعرفة التي نقلتها لكم وهي أقل بكثير من رأس الابرة فسيعرف الإمام الحسين .
فإن الإمام الحسين كان مع كل تلك مقاماته العظيمة متواضعا ً بحيث أنه يبحث عن محبيه وأولياءه وكان في تواضعه نوراً يشرق السرور في قلب من عرفه روحي فداه ؛ لاحظوا قصة الإمام الحسين روحي فداه مع حبابة الوالبية والتي شرحته بالتفصيل في كتابي " الحبابة الوالبية زوارة الحسين" وسأنقل لكم مقداراً منه وأنت تدبر الرواية لتتعرف كيف كان الإمام مع مواليه والرواية تزيدنا أملا وسرورا لأنها تبعث الأمل في قلوبنا بشفاعته والبحث عنا في عرصات يوم القيامة :
بصائر الدرجات صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ عَبَايَةُ بْنُ رِبْعِيٍّ عَلَى امْرَأَةٍ فِي بَنِي وَالِبَةَ قَدِ احْتَرَقَ وَجْهُهَا مِنَ السُّجُودِ فَقَالَ لَهَا عَبَايَةُ يَا حَبَابَةُ هَذَا ابْنُ أَخِيكِ قَالَتْ وَ أَيُّ أَخٍ قَالَ صَالِحُ بْنُ مِيثَمٍ قَالَتْ ابْنُ أَخِي وَ اللَّهِ حَقّاً يَا ابْنَ أَخِي أَ لَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا عَمَّةِ قَالَتْ كُنْتُ زَوَّارَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه صلوات الله قَالَتْ فَحَدَثَ بَيْنَ عَيْنِي وَضَحٌ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ وَ احْتَبَسْتُ عَلَيْهِ أَيَّاماً فَسَأَلَ عَنِّي مَا فَعَلَتْ حَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ فَقَالُوا إِنَّهَا حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ بَيْنَ عَيْنَيْهَا فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ قُومُوا إِلَيْهَا فَجَاءَ مَعَ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ وَ أَنَا فِي مَسْجِدِي هَذَا فَقَالَ يَا حَبَابَةُ مَا أَبْطَأَ بِكِ عَلَيَّ قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدَثَ هَذَا بِي قَالَتْ فَكَشَفْتُ الْقِنَاعَ فَتَفَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ علیه صلوات الله فَقَالَ يَا حَبَابَةُ أَحْدِثِي لِلَّهِ شُكْراً فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ دَرَأَهُ عَنْكِ قَالَتْ فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً قَالَتْ فَقَالَ يَا حَبَابَةُ ارْفَعِي رَأْسَكِ وَ انْظُرِي فِي مِرْآتِكِ قَالَتْ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَلَمْ أُحِسَّ مِنْهُ شَيْئاً قَالَتْ فَحَمِدْتُ اللَّهَ ).
ولأهمية المعرفة خطب الإمام الحسين يوم عاشوراء ليعرِّف الناس نفسه لكي لا يقولوا لم نكن نعرفك :
(أيها الناس اسمعوا قولي و لا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم علي، و حتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم فإن قبلتم عذري و صدقتم قولي و أعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد و لم يكن لكم علي سبيل و إن لم تقبلوا مني العذر و لم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي و لا تنظرون إن وليي اللّه الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين ).
فلما سمعن النساء هذا منه صحن و بكين و ارتفعت أصواتهن فأرسل إليهن أخاه العباس و ابنه علياً الأكبر و قال لهما: سكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن.
و لما سكتن حمد اللّه و أثنى عليه و صلى على محمد و على الملائكة و الأنبياء و قال في ذلك ما لا يحصى ذكره و لم يسمع متكلم قبله و لا بعده أبلغ منه في‏ منطقه‏ «1» ثم قال:
(عباد اللّه اتقوا اللّه و كونوا من الدنيا على حذر فإن الدنيا لو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء و أولى بالرضا و أرضى بالقضاء، غير أن اللّه خلق الدنيا للفناء فجديدها بال و نعيمها مضمحل و سرورها مكفهر و المنزل تلعة و الدار قلعة فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، و اتقوا اللّه لعلكم تفلحون‏.
أيها الناس إن اللّه تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء و زوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته و الشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها و تخيب طمع من طمع فيها و أراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم اللّه فيه عليكم و أعرض بوجهه الكريم عنكم و أحل بكم نقمته فنعم الرب ربنا و بئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة و آمنتم بالرسول محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته و عترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر اللّه العظيم فتبا لكم و لما تريدون إنا للّه و إنا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعدا للقوم الظالمين‏ «3».
أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم و عاتبوها و انظروا هل يحل لكم قتلي و انتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم و ابن وصيه و ابن عمه و أول المؤمنين باللّه و المصدق لرسوله بما جاء من عند ربه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمي، أو لم يبلغكم قول رسول اللّه لي و لأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدقتموني بما أقول و هو الحق و اللّه ما تعمدت الكذب منذ علمت أن اللّه يمقت عليه أهله و يضرّ به من اختلقه و إن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري و أبا سعيد الخدري و سهل بن سعد الساعدي و زيد بن أرقم و أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللّه لي و لأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟! )
آه ..... آه
مع كل هذا فإن هؤلاء القساة أبكوا الإمام مرات ومرات وأولها حينما جاءه خبر شهادة مسلم بن عقيل
فإن مسلم الذي ذهب الى الكوفة لأخذ البيعة للإمام
وهم من دعوه ولكنهم بعد أن هجموا على بيت طوعة التي آوته في بيتها حينما بقي غريبا في الكوفة وحدث ما حدث مما تعرفونه
عن كتاب الهنداوي
وانتهى بابن عقيل إلى باب القصروقد اشتد به العطش وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن فإذا بقلة باردة موضوعةعلى الباب فقال مسلم: اسقوني من هذا الماء. فقال مسلم الباهلي أتراها ما أبردها، لا والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم. فقال له (علیه صلوات الله ) لأمك الثكلما أجافك وأفضَّك وأقسى قلبك، أنت يا ابن الباهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنممني. ثم جلس متسانداً إلى الحائط فبعث عمرو بن حريث غلاماً له فجاء بقلة عليها منديلوقدح، فصب فيه ماء باردا
ليشرب مسلم، فأخذ يشرب فامتلأ القدح دما فلم يقدر أن يشرب ففعل ذلك ثلاثا فلماأراد في الثالثة أن يشرب سقطت ثناياه في القدح فقال: الحمد لله لو كان لي من الرزقالمقسوم لشربت:

كـأنما نـفسك اختارت لها عطشا لما درت أن سيقضي السبطُ عطشانا
فـلم تُطق أن تسيغ الماء عن ظمأ مـن ضـربة ساقها بكرُ بنُ حمرانا


قال في البحار: دعا ابن زياد بكر بن حمران الذي قتل مسلما فقال: اقتلته قال: نعمقال: فما كان يقول وأنتم تصعدون به لتقتلوه؟ قال: كان يكبر ويسبح ويهلل وستغفر فلماأدنيناه لنضرب عنقه قال: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا قم قوم خذلونا وقتلونا فقلت له الحمد لله الذي أقادني منكوضربته ضربة لم تعمل شيئا فقال لي: أو ما يكفيك في خدش مني وفاء بدمك أيها العبدقال ابن زياد وفخرا عند الموت قال فضربته الثانية فقتلته(1).
عـين جودي لمسلم بن عقيل*** لرسول الحسين سبط الرسول
لـشهيدٍ بـين الأعادي وحيدٍ ***وقـتيلٍ لـنصر خـير قتيل
جـاد بالنفس للحسين فجودي
*** لـجـوادٍ بـنـفسه مقتول
فـقليلٌ مـن مسلم طلَّ دمع
*** لـدمٍ بـعد مـسلمٍ مـطلول
أخـبر الـطهر أنـه لـقتيلٌ
*** فـي وداد الحسين خير سليل
وعـليه الـعيون تسبل دمعا
***هـو لـلمؤمنين قصد السبيل
وبكاه الـنبي شجواً بفيضٍ
*** من جوى صدره عليه هطول
قـائلاً إنـني إلـى الله أشكو
***ما ترى عترتي عقيب رحيلي
فابك من قد بكاه أحمد شجوا
***قـبل مـيلاده بـعهد طويل
وبـكاه الـحسين والآل لـما
*** جـاءهم نـعيه بدمعٍ همول
كان يوما على الحسين عظيما
*** وعـلى الآل أيُّ يـوم مهول

صـعد لـلگصر والگوم وياه *** طلب ماي اليطفي جمرة احشاه
سگوه وبـالگدح سگطن ثناياه
*** وما سلم على ابن زياد بالحين

إنا لله وإنا اليه راجعون



توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir



سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-Nov-2013 الساعة : 01:23 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الليلة الثانية : ليلة وردود الامام الحسين بكربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ؛ إنّا لله وإنّا إليه راجعون
صلى الله عليك يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى آل بيتك المعصومين ؛ لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
صلى الله عليك يا أبا عبد الله ؛ روحي وأرواح العالمين لك الفداء
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما

قالوا تسمى كربلا فتنفس الصعدا***وقــال هـاهنا حـول فـناء
حـطوا الرحال فذا محط خيامنا
***وهـنا يـكون مصارع الشهداء
حـطوا الرحال فذا مناخ ركابنا
***وبـهـذه والله سـبي نـسائي
وبـهذه الأطـفال تـذبح والنسا
*** تـعلو عـلى قـتبٍ بغير وطاء
وبـهذه تـتفتت الأكـباد مـن
*** حـرِّ الـظما وحرارة الرمضاء
وبـهذه والله تـسلبني الـعدى
*** وتـجول خـيلهم على أعضائي
وبـهذه نـهب الـخيام وحرقها
*** وبـهذه حـرمي تـقيم عزائي
و ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرينَ )(114)"هود"
إن الإمام الحسين هو مصباح الهدى وسفينة النجاة ؛ حينما ورد إلى كربلاء وردها ليحمل راية الشفاعة لمن والى القرآن الكريم والعترة الطاهرة والقصة التي ينقلها أهل السيرة والمؤرخون عن الجعفي أدل دليل على ذلك واليك القصة
حینما وصل الإمام إلى قصر بني مقاتل‏ : و سار من عذيب الهجانات حتى نزل قصر بني مقاتل‏ فرأى فسطاطامضروبا و رمحا مركوزاً و فرساً واقفاً فسأل عنه فقيل هو لعبيد اللّه بن الحر الجعفي‏ فبعث إليه الحجاج بن مسروق الجعفي فسأله ابن الحمر عما وراءه قال:هدية إليك و كرامة إن قبلتها هذا الحسين يدعوك إلى نصرته فإن قاتلت بين يديه أجرت و إن قتلت استشهدت فقال ابن الحر: و اللّه ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة ما رأيته خارجا لمحاربته و خذلان شيعته فعلمت أنه مقتول و لا أقدر على نصره و لست أحب أن يراني و أراه‏.
فأعاد الحجاج كلامه على الحسين فقام صلوات اللّه عليه و مشى إليه في جماعة من أهل بيته و صحبه فدخل عليه الفسطاط فوسع له عن صدر المجلس يقول ابن الحر: ما رأيت أحدا قط أحسن من الحسين و لا أملأ للعين منه و لا رققت على أحد قط رقتي عليه حين رأيته يمشي و الصبيان حوله و نظرت إلى لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب فقلت له أسواد أم خضاب؟ قال: يا ابن الحر عجل عليّ الشيب فعرفت أنه خضاب‏ «2».
و لما استقر المجلس بأبي عبد اللّه حمد اللّه و اثنى عليه قال: يا ابن الحر إن أهل مصركم كتبوا إلى أنهم مجتمعون على نصرتي و سألوني القدوم عليهم و ليس الأمر على ما زعموا و إن عليك ذنوبا كثيرة، فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك؟قال: و ما هي يا ابن رسول اللّه؟ فقال: تنصر ابن بنت نبيك و تقاتل معه‏.فقال ابن الحر: و اللّه إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة و لكن ما عسى أن اغني عنك و لم أخلف لك بالكوفة ناصرا فأنشدك اللّه أن تحملني على هذه الخطة فإن نفسي لا تسمح بالموت! و لكن فرسي هذه «الملحقة» و اللّه ما طلبت عليها شيئا قط إلا لحقته و لا طلبني أحد و أنا عليها إلا سبقته فخذها فهي لك.
قال الحسين: أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك‏ و لا فيك و ما كنت متخذ المضلين عضدا و إني أنصحك كما نصحتني إن استطعت أن لا
تسمع صراخنا و لا تشهد وقعتنا فافعل فو اللّه لا يسمع و اعيتنا أحد و لا ينصرنا إلا اكبه اللّه في نار جهنم‏.
و ندم ابن الحر على ما فاته من نصرة الحسين عليه السّلام فأنشأ:
أيا لك حسرة ما دمت حيا

تردد بين صدري و التراقي‏

لاحظتم كيف يقول له الإمام عليه صلوات الله بأن عليك ذنوبا ؛ فالخروج مع الإمام هي غسل لذنوبه وهذا أمر مسلم به كما في الرواية الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله حيث قال :
" حب علي حسنة لا تضر معها سيئة"
وقد يقول قائل بأن هذه الرواية مخالفة للآية القرآنية الكريمة في سورة النساء:
(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَ لا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصيراً )(123)(النساء)
نجيبه بأنك عرفت شيئا وغابت عنك أشياء ؛ كيف يحق لك أن تعمل العرض على آية واحدة وهناك عشرات الآيات التي تعضد الرواية وتسندها وتدعمها فهل أنت إلاّ عامل ببعض القرآن وتارك لبعض والله سبحانه يقول :
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى‏ أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )(85)"البقرة"
أولاً : أن هناك فرق بين الوعد والوعيد حيث أن الوعيد للشر والوعد بالخير كما جاء في كتاب :
مجمع‏البحرين ج : 3 ص : 161
الوعيد في الإشتقاق اللغوي كالوعد إلا أنهم خصوا الوعد بالخير و الوعيد بالشر للفرق بين المعنيين‏"انتهى"
فلله تعالى أن یعفو عن أی إنسان مهما کانت ذنوبه وهو أرحم الراحمین وکما شرحنا الروایة فی کتابنا "حب علی حسنة لا تضر معها سيئة"
وثانيا أن من الآيات القرآنية الكريمة هي :
(قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ )(53)"الزمر"
دعائم‏الإسلام ج1 ص75 و سئل أبو جعفر صلوات الله عليه عن قول الله عز و جل قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أ خاص أم عام قال خاص هو لشيعتنا .
فإن الله سبحانه يغفر الذنوب جميعا فهل أوضح من هذا ومن أصدق من الله قيلا .
وقد ورد في سورة هود :
(وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرينَ )(114)"هود"
فإن حب علی حسنة لا ريب فيه لكل مسلم مهما كان مشربه ومذهبه وأي حسنة أعظم وأكبر من حب أمير المؤمنين وعليه فإن هذه الحسنة المباركة تُذهب بسيئات الموالي والمحب له صلوات الله عليه .
ومن تلك الآيات هي :
(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )(103)"الانبياء"
بحارالأنوار ج 7 ص 175 * عن تفسير القمي: عَنْ عَمْرِو بْنِ شَيْبَةَ قَالَ( قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ صلوات الله علیه جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَيْنَ يَكُونُ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ شِيعَتُهُ ؟؟فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِيٌّ وَ شِيعَتُهُ عَلَى كُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا يَحْزَنُونَ وَ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا يَفْزَعُونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَالْحَسَنَةُ وَ اللَّهِ وَلَايَةُ عَلِيٍّ ثُمَّ قَالَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .
وهذه الرواية وردت في عدة مصادر :
بحارالأنوار ج 39 ص 306 باب 87- حبه و بغضه صلوات الله عليه
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ فَرَضِيتَ بِهِمْ إِخْوَاناً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً فَطُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَقَ عَلَيْكَ وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَبَ عَلَيْكَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ الْعَالِمُ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ أَحَبَّكَ فَازَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ هَلَكَ يَا عَلِيُّ أَنَا الْمَدِينَةُ وَ أَنْتَ بَابُهَا فَهَلْ تُؤْتَى الْمَدِينَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا يَا عَلِيُّ أَهْلُ مَوَدَّتِكَ كُلُّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ وَ كُلُّ ذِي طِمْرٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَبَرَّ قَسَمَهُ يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ كُلُّ طَاوٍ وَ زَاكٍ مُجْتَهِدٍ يُحِبُّ فِيكَ وَ يُبْغِضُ فِيكَ مُحْتَقِرٌ عِنْدَ الْخَلْقِ عَظِيمُ الْمَنْزَلَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَا عَلِيُّ مُحِبُّوكَ جِيرَانُ اللَّهِ فِي دَارِ الْفِرْدَوْسِ لَا يَتَأَسَّفُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوا مِنَ الدُّنْيَا يَا عَلِيُّ أَنَا وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَيْتَ وَ أَنَا عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَيْتَ يَا عَلِيُّ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ الذُّبُلُ الشِّفَاهِ تُعْرَفُ الرَّهْبَانِيَّةُ فِي وُجُوهِهِمْ يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ يَفْرَحُونَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ عِنْدَ خُرُوجِ أَنْفُسِهِمْ وَ أَنَا شَاهِدُهُمْ وَ أَنْتَ وَ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ فِي قُبُورِهِمْ وَ عِنْدَ الْعَرْضِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ إِذْ سُئِلَ سَائِرُ الْخَلْقِ عَنْ إِيمَانِهِمْ فَلَمْ يُجِيبُوا يَا عَلِيُّ حَرْبُكَ حَرْبِي وَ سِلْمُكَ سِلْمِي وَ حَرْبِي حَرْبُ اللَّهِ مَنْ سَالَمَكَ فَقَدْ سَالَمَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَا عَلِيُّ بَشِّرْ إِخْوَانَكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ إِذْ رَضِيَكَ لَهُمْ قَائِداً وَ رَضُوا بِكَ وَلِيّاً يَا عَلِيُّ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الْمُنْتَجَبُونَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ مَا قَامَ لِلَّهِ دِينٌ وَ لَوْ لَا مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنْكُمْ لَمَا أَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا يَا عَلِيُّ لَكَ كَنْزٌ فِي الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَيْهَا شِيعَتُكَ تُعْرَفُ بِحِزْبِ اللَّهِ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ الْقَائِمُونَ بِالْقِسْطِ وَ خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ يَا عَلِيُّ أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَ أَنْتَ مَعِي ثُمَّ سَائِرُ الْخَلْقِ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَى الْحَوْضِ تَسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ فِيكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى‏ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِي الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِي الْجِنَانِ تَتَنَعَّمُونَ يَا عَلِيُّ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَ الْخُزَّانَ يَشْتَاقُونَ إِلَيْكُمْ وَ إِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَيَخُصُّونَكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ يَسْأَلُونَ اللَّهَ لِمُحِبِّيكُمْ وَ يَفْرَحُونَ لِمَنْ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْهُمْ كَمَا يَفْرَحُ الْأَهْلُ بِالْغَائِبِ الْقَادِمِ بَعْدَ طُولِ الْغَيْبَةِ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ فِي السِّرِّ وَ يَنْصَحُونَهُ فِي الْعَلَانِيَةِ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الَّذِينَ يَتَنَافَسُونَ فِي الدَّرَجَاتِ لِأَنَّهُمْ يَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ ذَنْبٍ يَا عَلِيُّ إِنَّ أَعْمَالَ شِيعَتِكَ تُعْرَضُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ فَأَفْرَحُ بِصَالِحِ مَا يَبْلُغُنِي مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ لِسَيِّئَاتِهِمْ يَا عَلِيُّ ذِكْرُكَ فِي التَّوْرَاةِ وَ ذِكْرُ شِيعَتِكَ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقُوا بِكُلِّ خَيْرٍ وَ كَذَلِكَ فِي الْإِنْجِيلِ فَاسْأَلْ أَهْلَ الْإِنْجِيلِ وَ أَهْلَ الْكِتَابِ يُخْبِرُوكَ عَنْ إِلْيَا مَعَ عِلْمِكَ بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ وَ إِنَّ أَهْلَ الْإِنْجِيلِ لَيَتَعَاظَمُونَ إِلْيَا وَ مَا يَعْرِفُونَ شِيعَتَهُ وَ إِنَّمَا يَعْرِفُونَهُمْ بِمَا يَجِدُونَهُ فِي كُتُبِهِمْ يَا عَلِيُّ إِنَّ أَصْحَابَكَ ذِكْرُهُمْ فِي السَّمَاءِ أَعْظَمُ مِنْ ذِكْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَهُمْ بِالْخَيْرِ فَلْيَفْرَحُوا بِذَلِكَ وَ لْيَزْدَادُوا اجْتِهَاداً يَا عَلِيُّ أَرْوَاحُ شِيعَتِكَ تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ فِي رُقَادِهِمْ فَتَنْظُرُ الْمَلَائِكَةُ إِلَيْهَا كَمَا يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَى الْهِلَالِ شَوْقاً إِلَيْهِمْ وَ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا عَلِيُّ قُلْ لِأَصْحَابِكَ الْعَارِفِينَ بِكَ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَعْرِفُهَا يُفَارِقُهَا عَدُوُّهُمْ فَمَا مِنْ يَوْمٍ وَ لَا لَيْلَةٍ إِلَّا وَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَغْشَاهُمْ فَلْيَجْتَنِبُوا الدَّنَسَ يَا عَلِيُّ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَلَاهُمْ وَ بَرِئَ مِنْكَ وَ مِنْهُمْ وَ اسْتَبْدَلَ بِكَ وَ بِهِمْ وَ مَالَ إِلَى عَدُوِّكَ وَ تَرَكَكَ وَ شِيعَتَكَ وَ اخْتَارَ الضَّلَالَ وَ نَصَبَ الْحَرْبَ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ أَبْغَضَ مَنْ وَالَاكَ وَ نَصَرَكَ وَ اخْتَارَكَ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ وَ مَالَهُ فِينَا يَا عَلِيُّ أَقْرِئْهُمْ مِنِّي السَّلَامَ مَنْ رَآنِي مِنْهُمْ وَ مَنْ لَمْ يَرَنِي وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ أَشْتَاقُ إِلَيْهِمْ فَلْيُلْقُوا عِلْمِي إِلَى مَنْ يَبْلُغُ الْقُرُونَ مِنْ بَعْدِي وَ لْيَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِ اللَّهِ وَ لْيَعْتَصِمُوا بِهِ وَ لْيَجْتَهِدُوا فِي الْعَمَلِ فَإِنَّا لَا نُخْرِجُهُمْ مِنْ هُدًى إِلَى ضَلَالَةٍ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَنْهُمْ رَاضٍ وَ أَنَّهُمْ يُبَاهِي بِهِمْ مَلَائِكَتَهُ وَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ بِرَحْمَةٍ وَ يَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ‏ يَا عَلِيُّ لَا تَرْغَبْ عَنْ نَصْرِ قَوْمٍ يَبْلُغُهُمْ أَوْ يَسْمَعُونَ أَنِّي أُحِبُّكَ فَأَحَبُّوكَ لِحُبِّي إِيَّاكَ وَ دَانُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ وَ أَعْطَوْكَ صَفْوَ الْمَوَدَّةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ اخْتَارُوكَ عَلَى الْآبَاءِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَوْلَادِ وَ سَلَكُوا طَرِيقَكَ وَ قَدْ حُمِلُوا عَلَى الْمَكَارِهَ فِينَا فَأَبَوْا إِلَّا نَصَرْنَا وَ بَذَلُوا الْمُهَجَ فِينَا مَعَ الْأَذَى وَ سُوءِ الْقَوْلِ وَ مَا يُقَاسُونَهُ مِنْ مَضَاضَةِ ذَلِكَ فَكُنْ بِهِمْ رَحِيماً وَ اقْنَعْ بِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ اخْتَارَهُمْ بِعِلْمِهِ لَنَا مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ وَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِينَتِنَا وَ اسْتَوْدَعَهُمْ سِرَّنَا وَ أَلْزَمَ قُلُوبَهُمْ مَعْرِفَةَ حَقِّنَا وَ شَرَحَ صُدُورَهُمْ وَ جَعَلَهُمْ مُتَمَسِّكِينَ بِحَبْلِنَا لَا يُؤْثِرُونَ عَلَيْنَا مَنْ خَالَفَنَا مَعَ مَا يَزُولُ مِنَ الدُّنْيَا عَنْهُمْ وَ مَيْلُ الشَّيْطَانِ بِالْمَكَارِهِ عَلَيْهِمْ أَيَّدَهُمُ اللَّهُ وَ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ الْهُدَى فَاعْتَصِمُوا بِهِ وَ النَّاسُ فِي غَمْرَةِ الضَّلَالِ مُتَحَيِّرِينَ فِي الْأَهْوَاءِ عَمُوا عَنِ الْمَحَجَّةِ وَ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُمْ يُمْسُونَ وَ يُصْبِحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَ شِيعَتُكَ عَلَى مِنْهَاجِ الْحَقِّ وَ الِاسْتِقَامَةِ لَا يَسْتَأْنِسُونَ إِلَى مَنْ خَالَفَهُمْ لَيْسَتِ الدُّنْيَا مِنْهُمْ وَ لَيْسُوا مِنْهَا أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى ).
والآية الأخرى :
-( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7)وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )(8)( الزلزلة)
وهل ميزان الأعمال إلا بيد أمير المؤمنين كما ورد في زيارته
مستدرك‏الوسائل ج 10 ص 222 الْمَزَارُ الْقَدِيمُ، رُوِيَ عَنْ مَوْلَانَا مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ صلوات الله عليهأَنَّهُ قَالَ (مَضَيْتُ مَعَ وَالِدِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صلوات الله عليه إِلَى قَبْرِ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلوات الله عليهبِالنَّجَفِ بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ بَكَى وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَى أَبِي الْأَئِمَّةِ وَ خَلِيلِ النُّبُوَّةِ وَ الْمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ السَّلَامُ عَلَى يَعْسُوبِ الْإِيمَانِ وَ مِيزَانِ الْأَعْمَالِ وَ سَيْفِ ذِي الْجَلَال‏ ).
فأي ذنب هو أكبر من حب علي بن أبي طالب
في هذه الرواية الجواب الكافي لهذا السؤال :
بحارالأنوار ج : 8 ص : 60
عن تفسير الإمام عليه السلام‏] عَنِ النَّبِيِّ قَالَ (أَمَا إِنَّ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ لَمَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَدْ وُضِعَ لَهُ فِي كِفَّةِ سَيِّئَاتِهِ مِنَ الْآثَامِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي وَ الْبِحَارِ السَّيَّارَةِ تَقُولُ الْخَلَائِقُ هَلَكَ هَذَا الْعَبْدُ فَلَا يَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الْهَالِكِينَ وَ فِي عَذَابِ اللَّهِ مِنَ الْخَالِدِينَ فَيَأْتِيهِ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الْعَبْدُ الْجَانِي هَذِهِ الذُّنُوبُ الْمُوبِقَاتُ فَهَلْ بِإِزَائِهَا حَسَنَةٌ تُكَافِئُهَا وَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ أَوْ تَزِيدُ عَلَيْهَا فَتَدْخُلُهَا بِوَعْدِ اللَّهِ يَقُولُ الْعَبْدُ لَا أَدْرِي فَيَقُولُ مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ رَبِّي يَقُولُ نَادِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مِنْ بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا وَ قَرْيَةِ كَذَا وَ كَذَا قَدْ رُهِنَ بِسَيِّئَاتِهِ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ وَ لَا حَسَنَةَ بِإِزَائِهَا فَأَيُّ أَهْلِ هَذَا الْمَحْشَرِ كَانَتْ لِي عِنْدَهُ يَدٌ أَوْ عَارِفَةٌ فَلْيُغِثْنِي بِمُجَازَاتِي عَنْهَا فَهَذَا أَوَانُ شِدَّةِ حَاجَتِي إِلَيْهَا فَيُنَادِي الرَّجُلُ بِذَلِكَ فَأَوَّلُ مَنْ يُجِيبُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ أَيُّهَا الْمُمْتَحَنُ فِي مَحَبَّتِي الْمَظْلُومُ بِعَدَاوَتِي ثُمَّ يَأْتِي هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَ جَمٌّ غَفِيرٌ وَ إِنْ كَانُوا أَقَلَّ عَدَداً مِنْ خُصَمَائِهِ الَّذِينَ لَهُمْ قِبَلَهُ الظُّلَامَاتُ فَيَقُولُ ذَلِكَ الْعَدَدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ كَانَ بِنَا بَارّاً وَ لَنَا مُكْرِماً وَ فِي مُعَاشَرَتِهِ إِيَّانَا مَعَ كَثْرَةِ إِحْسَانِهِ إِلَيْنَا مُتَوَاضِعاً وَ قَدْ نَزَلْنَا لَهُ عَنْ جَمِيعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلْنَاهَا لَهُ فَيَقُولُ عَلِيٌّ فَبِمَا ذَا تَدْخُلُونَ جَنَّةَ رَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ الْوَاسِعَةِ الَّتِي لَا يَعْدَمُهَا مَنْ وَالَاكَ وَ وَالَى آلَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ قَدْ بَذَلُوا لَهُ فَأَنْتَ مَا ذَا تَبْذُلُ لَهُ فَإِنِّي أَنَا الْحَكَمُ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَهُ مِنَ الذُّنُوبِ قَدْ غَفَرْتُهَا لَهُ بِمُوَالَاتِهِ إِيَّاكَ وَ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِي مِنَ الظُّلَامَاتِ فَلَا بُدَّ مِنْ فَصْلِي بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُ عَلِيٌّ ع يَا رَبِّ أَفْعَلُ مَا تَأْمُرُنِي فَيَقُولُ اللَّهُ يَا عَلِيُّ اضْمَنْ لِخُصَمَائِهِ تَعْوِيضَهُمْ عَنْ ظُلَامَاتِهِمْ قِبَلَهُ فَيَضْمَنُ لَهُمْ عَلِيٌّ ذَلِكَ وَ يَقُولُ لَهُمْ اقْتَرِحُوا عَلَى مَا شِئْتُمْ أُعْطِكُمْ عِوَضاً مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ قِبَلَهُ فَيَقُولُونَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ تَجْعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلَامَتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِكَ لَيْلَةَ بَيْتُوتَتِكَ عَلَى فِرَاشِ مُحَمَّدٍ فَيَقُولُ عَلِيٌّ قَدْ وَهَبْتُ ذَلِكَ لَكُمْ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَانْظُرُوا يَا عِبَادِيَ الْآنَ إِلَى مَا نِلْتُمُوهُ مِنْ عَلِيٍّ فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ وَ يُظْهِرُ لَهُمْ ثَوَابَ‏ نَفَسٍ وَاحِدٍ فِي الْجِنَانِ مِنْ عَجَائِبِ قُصُورِهَا وَ خَيْرَاتِهَا فَيَكُونُ ذَلِكَ مَا يُرْضِي اللَّهُ بِهِ خُصَمَاءَ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ يُرِيهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى بَالِ بَشَرٍ يَقُولُونَ يَا رَبَّنَا هَلْ بَقِيَ مِنْ جِنَانِكَ شَيْ‏ءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ لَنَا فَأَيْنَ تَحِلُّ سَائِرُ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ بِأَسْرِهَا قَدْ جُعِلَتُ لَهُمْ فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا عِبَادِي هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي اقْتَرَحْتُمُوهُ عَلَيْهِ قَدْ جَعَلَهُ لَكُمْ فَخُذُوهُ وَ انْظُرُوا فَيَصِيرُونَ هُمْ وَ هَذَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي عَوَّضَهُ عَلِيٌّ ع فِي تِلْكَ الْجِنَانِ ثُمَّ يَرَوْنَ مَا يُضِيفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مَمَالِكِ عَلِيٍّ ع فِي الْجِنَانِ مَا هُوَ أَضْعَافُ مَا بَذَلَهُ عَنْ وَلِيِّهِ الْمُوَالِي لَهُ مِمَّا شَاءَ مِنَ الْأَضْعَافِ الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا غَيْرُهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَ ذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الْمُعَدَّةُ لِمُخَالِفِي أَخِي وَ وَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلوات الله علیه) .
وأن أفضل وسيلة للنجاة هي البكاء على سيد الشهداء عليه الصلوات :
وسائل‏الشيعة ج 14 ص 501 66- باب استحباب البكاء لقتل الحسين
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ (أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه السلام حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدَّيْهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ فِيمَا مَسَّنَا مِنَ الْأَذَى مِنْ عَدُوِّنَا فِي الدُّنْيَا بَوَّأَهُ اللَّهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَسَّهُ أَذًى فِينَا فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ مِنْ مَضَاضَةِ مَا أُوذِيَ فِينَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ الْأَذَى وَ آمَنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَخَطِهِ وَ النَّارِ
وَ فِي الْمَجَالِسِ وَ فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ :عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وَ أَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ وَ مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يُحْيِا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ )الْحَدِيثَ
ووردت رواية صحيحة السند في كتاب كامل الزيارات ومصادر اخرى والرواية طويلة أنقل لكم موضع الحاجة منها لموضوعي :
19705- عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ (أَ مَا تَذْكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ يَعْنِي بِالْحُسَيْنِ قُلْتُ‏ بَلَى قَالَ أَ تَجْزَعُ قُلْتُ إِي وَ اللَّهِ وَ أَسْتَعْبِرُ بِذَلِكَ حَتَّى يَرَى أَهْلِي أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَأَمْتَنِعُ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَبِينَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ دَمْعَتَكَ أَمَا إِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُعَدُّونَ مِنْ أَهْلِ الْجَزَعِ لَنَا وَ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَ يَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا أَمَا إِنَّكَ سَتَرَى عِنْدَ مَوْتِكَ حُضُورَ آبَائِي لَكَ وَ وَصِيَّتَهُمْ مَلَكَ الْمَوْتِ بِكَ وَ مَا يَلْقَوْنَكَ بِهِ مِنَ الْبِشَارَةِ أَفْضَلُ وَ لَمَلَكُ الْمَوْتِ أَرَقُّ عَلَيْكَ وَ أَشَدُّ رَحْمَةً لَكَ مِنَ الْأُمِّ الشَّفِيقَةِ عَلَى وَلَدِهَا إِلَى أَنْ قَالَ مَا بَكَى أَحَدٌ رَحْمَةً لَنَا وَ لِمَا لَقِينَا إِلَّا رَحِمَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ الدَّمْعَةُ مِنْ عَيْنِهِ فَإِذَا سَالَ دُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ دُمُوعِهِ سَقَطَتْ فِي جَهَنَّمَ لَأَطْفَأَتْ حَرَّهَا حَتَّى لَا يُوجَدَ لَهَا حَرٌّ وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا يَتَضَمَّنُ ثَوَاباً جَزِيلًا يَقُولُ فِيهِ وَ مَا مِنْ عَيْنٍ بَكَتْ لَنَا إِلَّا نُعِّمَتْ بِالنَّظَرِ إِلَى الْكَوْثَرِ وَ سُقِيَتْ مِنْهُ مَعَ مَنْ أَحَبَّنَا )
فإن الحسين ورد في كربلاء في هذا اليوم وهو الثاني من المحرم وبدءت المصائب :
عن الهنداوی قال أبو مخنف: وساروا جميعا إلى أن أتوا أرض كربلاء فوقف فرس الحسين من تحتهفنزل عنها وركب أخرى فلم تنبعث من تحته خطوة واحدة يميناً وشمالاً ولم يزل يركب فرسابعد فرس حتى ركب سبعة أفراس وهو على هذا الحال فلما رأى الإمام ذلك الأمرالغريب قال: يا قوم ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: أرض الغارضية. قال: فهل لها اسم غيرهذا؟ قالوا: تسمى نينوا. قال: هل لها اسم غير هذا؟ قالوا: تسمى كربلاء فقال: قفواولا ترحلوا فهاهنا والله مناخ ركابنا وهاهنا والله سفك دمائنا وهاهنا والله هتكحريمنا وهاهنا والله قتل رجالنا وهاهنا والله ذبح أطفالنا وهاهنا والله تزار قبورناوبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ولا خلف لقوله.
أقول إن كل ما أخبر به الإمام الحسين قد تحقق حيث قتلت الرجال وذبحت الأطفالوأحرقت الخيام وسبيت النساء ولهذا لما التقى الإمام زين العابدين مع جابر بنعبد الله الأنصاري كان يبكي ويقول له: يا جابر: هاهنا قتلت رجالنا يا جابر هاهناذبحت أطفالنا يا جابر هاهنا أحرقت خيامنا. وإذا بزينب المخدرة العقيلة تخرج بالأسر من كربلاء بتلك الحالة العظيمة :
لـم أنسَ زينبَ بعد الخِدر حاسرةً *** تُبـدي النيـاحة ألحاناً فألحانـا

مَسجـورة القلـبإلا أنّ أعينَهـا*** كالمُعصرات تصُبّالدمع عقيانا

تـدعـو أبـاها أميـر المؤمنين ألا*** يـا والدي حَكمَـت فينـا رَعايانا

وغـابَ عنّـاالمُحامي والكفيلُ فمَن*** يَحمي حِمانـا و مَن يُؤوي يَتامانا

إن عَسعَسَ الليل وارى بَـذلَ أوجُهنا***و إن تَنفّـس وجه الصبـحأبدانا

نـدعـوا فلا أحدٌ يَصبوا لِدَعوتِنا*** و إن شكَونـا فلا يُصغى لِشَكوانا


توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir



سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-Nov-2013 الساعة : 01:23 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الليلة الثانية : ليلة وردود الامام الحسين بكربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ؛ إنّا لله وإنّا إليه راجعون
صلى الله عليك يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى آل بيتك المعصومين ؛ لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
صلى الله عليك يا أبا عبد الله ؛ روحي وأرواح العالمين لك الفداء
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما

قالوا تسمى كربلا فتنفس الصعدا***وقــال هـاهنا حـول فـناء
حـطوا الرحال فذا محط خيامنا
***وهـنا يـكون مصارع الشهداء
حـطوا الرحال فذا مناخ ركابنا
***وبـهـذه والله سـبي نـسائي
وبـهذه الأطـفال تـذبح والنسا
*** تـعلو عـلى قـتبٍ بغير وطاء
وبـهذه تـتفتت الأكـباد مـن
*** حـرِّ الـظما وحرارة الرمضاء
وبـهذه والله تـسلبني الـعدى
*** وتـجول خـيلهم على أعضائي
وبـهذه نـهب الـخيام وحرقها
*** وبـهذه حـرمي تـقيم عزائي
و ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرينَ )(114)"هود"
إن الإمام الحسين هو مصباح الهدى وسفينة النجاة ؛ حينما ورد إلى كربلاء وردها ليحمل راية الشفاعة لمن والى القرآن الكريم والعترة الطاهرة والقصة التي ينقلها أهل السيرة والمؤرخون عن الجعفي أدل دليل على ذلك واليك القصة
حینما وصل الإمام إلى قصر بني مقاتل‏ : و سار من عذيب الهجانات حتى نزل قصر بني مقاتل‏ فرأى فسطاطامضروبا و رمحا مركوزاً و فرساً واقفاً فسأل عنه فقيل هو لعبيد اللّه بن الحر الجعفي‏ فبعث إليه الحجاج بن مسروق الجعفي فسأله ابن الحمر عما وراءه قال:هدية إليك و كرامة إن قبلتها هذا الحسين يدعوك إلى نصرته فإن قاتلت بين يديه أجرت و إن قتلت استشهدت فقال ابن الحر: و اللّه ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة ما رأيته خارجا لمحاربته و خذلان شيعته فعلمت أنه مقتول و لا أقدر على نصره و لست أحب أن يراني و أراه‏.
فأعاد الحجاج كلامه على الحسين فقام صلوات اللّه عليه و مشى إليه في جماعة من أهل بيته و صحبه فدخل عليه الفسطاط فوسع له عن صدر المجلس يقول ابن الحر: ما رأيت أحدا قط أحسن من الحسين و لا أملأ للعين منه و لا رققت على أحد قط رقتي عليه حين رأيته يمشي و الصبيان حوله و نظرت إلى لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب فقلت له أسواد أم خضاب؟ قال: يا ابن الحر عجل عليّ الشيب فعرفت أنه خضاب‏ «2».
و لما استقر المجلس بأبي عبد اللّه حمد اللّه و اثنى عليه قال: يا ابن الحر إن أهل مصركم كتبوا إلى أنهم مجتمعون على نصرتي و سألوني القدوم عليهم و ليس الأمر على ما زعموا و إن عليك ذنوبا كثيرة، فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك؟قال: و ما هي يا ابن رسول اللّه؟ فقال: تنصر ابن بنت نبيك و تقاتل معه‏.فقال ابن الحر: و اللّه إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة و لكن ما عسى أن اغني عنك و لم أخلف لك بالكوفة ناصرا فأنشدك اللّه أن تحملني على هذه الخطة فإن نفسي لا تسمح بالموت! و لكن فرسي هذه «الملحقة» و اللّه ما طلبت عليها شيئا قط إلا لحقته و لا طلبني أحد و أنا عليها إلا سبقته فخذها فهي لك.
قال الحسين: أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك‏ و لا فيك و ما كنت متخذ المضلين عضدا و إني أنصحك كما نصحتني إن استطعت أن لا
تسمع صراخنا و لا تشهد وقعتنا فافعل فو اللّه لا يسمع و اعيتنا أحد و لا ينصرنا إلا اكبه اللّه في نار جهنم‏.
و ندم ابن الحر على ما فاته من نصرة الحسين عليه السّلام فأنشأ:
أيا لك حسرة ما دمت حيا

تردد بين صدري و التراقي‏

لاحظتم كيف يقول له الإمام عليه صلوات الله بأن عليك ذنوبا ؛ فالخروج مع الإمام هي غسل لذنوبه وهذا أمر مسلم به كما في الرواية الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله حيث قال :
" حب علي حسنة لا تضر معها سيئة"
وقد يقول قائل بأن هذه الرواية مخالفة للآية القرآنية الكريمة في سورة النساء:
(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَ لا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصيراً )(123)(النساء)
نجيبه بأنك عرفت شيئا وغابت عنك أشياء ؛ كيف يحق لك أن تعمل العرض على آية واحدة وهناك عشرات الآيات التي تعضد الرواية وتسندها وتدعمها فهل أنت إلاّ عامل ببعض القرآن وتارك لبعض والله سبحانه يقول :
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى‏ أَشَدِّ الْعَذابِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )(85)"البقرة"
أولاً : أن هناك فرق بين الوعد والوعيد حيث أن الوعيد للشر والوعد بالخير كما جاء في كتاب :
مجمع‏البحرين ج : 3 ص : 161
الوعيد في الإشتقاق اللغوي كالوعد إلا أنهم خصوا الوعد بالخير و الوعيد بالشر للفرق بين المعنيين‏"انتهى"
فلله تعالى أن یعفو عن أی إنسان مهما کانت ذنوبه وهو أرحم الراحمین وکما شرحنا الروایة فی کتابنا "حب علی حسنة لا تضر معها سيئة"
وثانيا أن من الآيات القرآنية الكريمة هي :
(قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ )(53)"الزمر"
دعائم‏الإسلام ج1 ص75 و سئل أبو جعفر صلوات الله عليه عن قول الله عز و جل قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أ خاص أم عام قال خاص هو لشيعتنا .
فإن الله سبحانه يغفر الذنوب جميعا فهل أوضح من هذا ومن أصدق من الله قيلا .
وقد ورد في سورة هود :
(وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرينَ )(114)"هود"
فإن حب علی حسنة لا ريب فيه لكل مسلم مهما كان مشربه ومذهبه وأي حسنة أعظم وأكبر من حب أمير المؤمنين وعليه فإن هذه الحسنة المباركة تُذهب بسيئات الموالي والمحب له صلوات الله عليه .
ومن تلك الآيات هي :
(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )(103)"الانبياء"
بحارالأنوار ج 7 ص 175 * عن تفسير القمي: عَنْ عَمْرِو بْنِ شَيْبَةَ قَالَ( قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ صلوات الله علیه جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَيْنَ يَكُونُ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ شِيعَتُهُ ؟؟فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِيٌّ وَ شِيعَتُهُ عَلَى كُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا يَحْزَنُونَ وَ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا يَفْزَعُونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فَالْحَسَنَةُ وَ اللَّهِ وَلَايَةُ عَلِيٍّ ثُمَّ قَالَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .
وهذه الرواية وردت في عدة مصادر :
بحارالأنوار ج 39 ص 306 باب 87- حبه و بغضه صلوات الله عليه
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ فَرَضِيتَ بِهِمْ إِخْوَاناً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً فَطُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَقَ عَلَيْكَ وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَبَ عَلَيْكَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ الْعَالِمُ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ أَحَبَّكَ فَازَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ هَلَكَ يَا عَلِيُّ أَنَا الْمَدِينَةُ وَ أَنْتَ بَابُهَا فَهَلْ تُؤْتَى الْمَدِينَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا يَا عَلِيُّ أَهْلُ مَوَدَّتِكَ كُلُّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ وَ كُلُّ ذِي طِمْرٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَبَرَّ قَسَمَهُ يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ كُلُّ طَاوٍ وَ زَاكٍ مُجْتَهِدٍ يُحِبُّ فِيكَ وَ يُبْغِضُ فِيكَ مُحْتَقِرٌ عِنْدَ الْخَلْقِ عَظِيمُ الْمَنْزَلَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَا عَلِيُّ مُحِبُّوكَ جِيرَانُ اللَّهِ فِي دَارِ الْفِرْدَوْسِ لَا يَتَأَسَّفُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوا مِنَ الدُّنْيَا يَا عَلِيُّ أَنَا وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَيْتَ وَ أَنَا عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَيْتَ يَا عَلِيُّ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ الذُّبُلُ الشِّفَاهِ تُعْرَفُ الرَّهْبَانِيَّةُ فِي وُجُوهِهِمْ يَا عَلِيُّ إِخْوَانُكَ يَفْرَحُونَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ عِنْدَ خُرُوجِ أَنْفُسِهِمْ وَ أَنَا شَاهِدُهُمْ وَ أَنْتَ وَ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ فِي قُبُورِهِمْ وَ عِنْدَ الْعَرْضِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ إِذْ سُئِلَ سَائِرُ الْخَلْقِ عَنْ إِيمَانِهِمْ فَلَمْ يُجِيبُوا يَا عَلِيُّ حَرْبُكَ حَرْبِي وَ سِلْمُكَ سِلْمِي وَ حَرْبِي حَرْبُ اللَّهِ مَنْ سَالَمَكَ فَقَدْ سَالَمَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَا عَلِيُّ بَشِّرْ إِخْوَانَكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ إِذْ رَضِيَكَ لَهُمْ قَائِداً وَ رَضُوا بِكَ وَلِيّاً يَا عَلِيُّ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الْمُنْتَجَبُونَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ مَا قَامَ لِلَّهِ دِينٌ وَ لَوْ لَا مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنْكُمْ لَمَا أَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا يَا عَلِيُّ لَكَ كَنْزٌ فِي الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَيْهَا شِيعَتُكَ تُعْرَفُ بِحِزْبِ اللَّهِ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ الْقَائِمُونَ بِالْقِسْطِ وَ خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ يَا عَلِيُّ أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَ أَنْتَ مَعِي ثُمَّ سَائِرُ الْخَلْقِ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَى الْحَوْضِ تَسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ فِيكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى‏ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِي الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِي الْجِنَانِ تَتَنَعَّمُونَ يَا عَلِيُّ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَ الْخُزَّانَ يَشْتَاقُونَ إِلَيْكُمْ وَ إِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَيَخُصُّونَكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ يَسْأَلُونَ اللَّهَ لِمُحِبِّيكُمْ وَ يَفْرَحُونَ لِمَنْ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْهُمْ كَمَا يَفْرَحُ الْأَهْلُ بِالْغَائِبِ الْقَادِمِ بَعْدَ طُولِ الْغَيْبَةِ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ فِي السِّرِّ وَ يَنْصَحُونَهُ فِي الْعَلَانِيَةِ يَا عَلِيُّ شِيعَتُكَ الَّذِينَ يَتَنَافَسُونَ فِي الدَّرَجَاتِ لِأَنَّهُمْ يَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ ذَنْبٍ يَا عَلِيُّ إِنَّ أَعْمَالَ شِيعَتِكَ تُعْرَضُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ فَأَفْرَحُ بِصَالِحِ مَا يَبْلُغُنِي مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ لِسَيِّئَاتِهِمْ يَا عَلِيُّ ذِكْرُكَ فِي التَّوْرَاةِ وَ ذِكْرُ شِيعَتِكَ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقُوا بِكُلِّ خَيْرٍ وَ كَذَلِكَ فِي الْإِنْجِيلِ فَاسْأَلْ أَهْلَ الْإِنْجِيلِ وَ أَهْلَ الْكِتَابِ يُخْبِرُوكَ عَنْ إِلْيَا مَعَ عِلْمِكَ بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ وَ إِنَّ أَهْلَ الْإِنْجِيلِ لَيَتَعَاظَمُونَ إِلْيَا وَ مَا يَعْرِفُونَ شِيعَتَهُ وَ إِنَّمَا يَعْرِفُونَهُمْ بِمَا يَجِدُونَهُ فِي كُتُبِهِمْ يَا عَلِيُّ إِنَّ أَصْحَابَكَ ذِكْرُهُمْ فِي السَّمَاءِ أَعْظَمُ مِنْ ذِكْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَهُمْ بِالْخَيْرِ فَلْيَفْرَحُوا بِذَلِكَ وَ لْيَزْدَادُوا اجْتِهَاداً يَا عَلِيُّ أَرْوَاحُ شِيعَتِكَ تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ فِي رُقَادِهِمْ فَتَنْظُرُ الْمَلَائِكَةُ إِلَيْهَا كَمَا يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَى الْهِلَالِ شَوْقاً إِلَيْهِمْ وَ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا عَلِيُّ قُلْ لِأَصْحَابِكَ الْعَارِفِينَ بِكَ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَعْرِفُهَا يُفَارِقُهَا عَدُوُّهُمْ فَمَا مِنْ يَوْمٍ وَ لَا لَيْلَةٍ إِلَّا وَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَغْشَاهُمْ فَلْيَجْتَنِبُوا الدَّنَسَ يَا عَلِيُّ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَلَاهُمْ وَ بَرِئَ مِنْكَ وَ مِنْهُمْ وَ اسْتَبْدَلَ بِكَ وَ بِهِمْ وَ مَالَ إِلَى عَدُوِّكَ وَ تَرَكَكَ وَ شِيعَتَكَ وَ اخْتَارَ الضَّلَالَ وَ نَصَبَ الْحَرْبَ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ أَبْغَضَ مَنْ وَالَاكَ وَ نَصَرَكَ وَ اخْتَارَكَ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ وَ مَالَهُ فِينَا يَا عَلِيُّ أَقْرِئْهُمْ مِنِّي السَّلَامَ مَنْ رَآنِي مِنْهُمْ وَ مَنْ لَمْ يَرَنِي وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ أَشْتَاقُ إِلَيْهِمْ فَلْيُلْقُوا عِلْمِي إِلَى مَنْ يَبْلُغُ الْقُرُونَ مِنْ بَعْدِي وَ لْيَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِ اللَّهِ وَ لْيَعْتَصِمُوا بِهِ وَ لْيَجْتَهِدُوا فِي الْعَمَلِ فَإِنَّا لَا نُخْرِجُهُمْ مِنْ هُدًى إِلَى ضَلَالَةٍ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَنْهُمْ رَاضٍ وَ أَنَّهُمْ يُبَاهِي بِهِمْ مَلَائِكَتَهُ وَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ بِرَحْمَةٍ وَ يَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ‏ يَا عَلِيُّ لَا تَرْغَبْ عَنْ نَصْرِ قَوْمٍ يَبْلُغُهُمْ أَوْ يَسْمَعُونَ أَنِّي أُحِبُّكَ فَأَحَبُّوكَ لِحُبِّي إِيَّاكَ وَ دَانُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ وَ أَعْطَوْكَ صَفْوَ الْمَوَدَّةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ اخْتَارُوكَ عَلَى الْآبَاءِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَوْلَادِ وَ سَلَكُوا طَرِيقَكَ وَ قَدْ حُمِلُوا عَلَى الْمَكَارِهَ فِينَا فَأَبَوْا إِلَّا نَصَرْنَا وَ بَذَلُوا الْمُهَجَ فِينَا مَعَ الْأَذَى وَ سُوءِ الْقَوْلِ وَ مَا يُقَاسُونَهُ مِنْ مَضَاضَةِ ذَلِكَ فَكُنْ بِهِمْ رَحِيماً وَ اقْنَعْ بِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ اخْتَارَهُمْ بِعِلْمِهِ لَنَا مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ وَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِينَتِنَا وَ اسْتَوْدَعَهُمْ سِرَّنَا وَ أَلْزَمَ قُلُوبَهُمْ مَعْرِفَةَ حَقِّنَا وَ شَرَحَ صُدُورَهُمْ وَ جَعَلَهُمْ مُتَمَسِّكِينَ بِحَبْلِنَا لَا يُؤْثِرُونَ عَلَيْنَا مَنْ خَالَفَنَا مَعَ مَا يَزُولُ مِنَ الدُّنْيَا عَنْهُمْ وَ مَيْلُ الشَّيْطَانِ بِالْمَكَارِهِ عَلَيْهِمْ أَيَّدَهُمُ اللَّهُ وَ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ الْهُدَى فَاعْتَصِمُوا بِهِ وَ النَّاسُ فِي غَمْرَةِ الضَّلَالِ مُتَحَيِّرِينَ فِي الْأَهْوَاءِ عَمُوا عَنِ الْمَحَجَّةِ وَ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُمْ يُمْسُونَ وَ يُصْبِحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَ شِيعَتُكَ عَلَى مِنْهَاجِ الْحَقِّ وَ الِاسْتِقَامَةِ لَا يَسْتَأْنِسُونَ إِلَى مَنْ خَالَفَهُمْ لَيْسَتِ الدُّنْيَا مِنْهُمْ وَ لَيْسُوا مِنْهَا أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى ).
والآية الأخرى :
-( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7)وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )(8)( الزلزلة)
وهل ميزان الأعمال إلا بيد أمير المؤمنين كما ورد في زيارته
مستدرك‏الوسائل ج 10 ص 222 الْمَزَارُ الْقَدِيمُ، رُوِيَ عَنْ مَوْلَانَا مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ صلوات الله عليهأَنَّهُ قَالَ (مَضَيْتُ مَعَ وَالِدِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صلوات الله عليه إِلَى قَبْرِ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلوات الله عليهبِالنَّجَفِ بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ بَكَى وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَى أَبِي الْأَئِمَّةِ وَ خَلِيلِ النُّبُوَّةِ وَ الْمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ السَّلَامُ عَلَى يَعْسُوبِ الْإِيمَانِ وَ مِيزَانِ الْأَعْمَالِ وَ سَيْفِ ذِي الْجَلَال‏ ).
فأي ذنب هو أكبر من حب علي بن أبي طالب
في هذه الرواية الجواب الكافي لهذا السؤال :
بحارالأنوار ج : 8 ص : 60
عن تفسير الإمام عليه السلام‏] عَنِ النَّبِيِّ قَالَ (أَمَا إِنَّ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ لَمَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَدْ وُضِعَ لَهُ فِي كِفَّةِ سَيِّئَاتِهِ مِنَ الْآثَامِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي وَ الْبِحَارِ السَّيَّارَةِ تَقُولُ الْخَلَائِقُ هَلَكَ هَذَا الْعَبْدُ فَلَا يَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الْهَالِكِينَ وَ فِي عَذَابِ اللَّهِ مِنَ الْخَالِدِينَ فَيَأْتِيهِ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الْعَبْدُ الْجَانِي هَذِهِ الذُّنُوبُ الْمُوبِقَاتُ فَهَلْ بِإِزَائِهَا حَسَنَةٌ تُكَافِئُهَا وَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ أَوْ تَزِيدُ عَلَيْهَا فَتَدْخُلُهَا بِوَعْدِ اللَّهِ يَقُولُ الْعَبْدُ لَا أَدْرِي فَيَقُولُ مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ رَبِّي يَقُولُ نَادِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ مِنْ بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا وَ قَرْيَةِ كَذَا وَ كَذَا قَدْ رُهِنَ بِسَيِّئَاتِهِ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ وَ لَا حَسَنَةَ بِإِزَائِهَا فَأَيُّ أَهْلِ هَذَا الْمَحْشَرِ كَانَتْ لِي عِنْدَهُ يَدٌ أَوْ عَارِفَةٌ فَلْيُغِثْنِي بِمُجَازَاتِي عَنْهَا فَهَذَا أَوَانُ شِدَّةِ حَاجَتِي إِلَيْهَا فَيُنَادِي الرَّجُلُ بِذَلِكَ فَأَوَّلُ مَنْ يُجِيبُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ أَيُّهَا الْمُمْتَحَنُ فِي مَحَبَّتِي الْمَظْلُومُ بِعَدَاوَتِي ثُمَّ يَأْتِي هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَ جَمٌّ غَفِيرٌ وَ إِنْ كَانُوا أَقَلَّ عَدَداً مِنْ خُصَمَائِهِ الَّذِينَ لَهُمْ قِبَلَهُ الظُّلَامَاتُ فَيَقُولُ ذَلِكَ الْعَدَدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ كَانَ بِنَا بَارّاً وَ لَنَا مُكْرِماً وَ فِي مُعَاشَرَتِهِ إِيَّانَا مَعَ كَثْرَةِ إِحْسَانِهِ إِلَيْنَا مُتَوَاضِعاً وَ قَدْ نَزَلْنَا لَهُ عَنْ جَمِيعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلْنَاهَا لَهُ فَيَقُولُ عَلِيٌّ فَبِمَا ذَا تَدْخُلُونَ جَنَّةَ رَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ الْوَاسِعَةِ الَّتِي لَا يَعْدَمُهَا مَنْ وَالَاكَ وَ وَالَى آلَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ قَدْ بَذَلُوا لَهُ فَأَنْتَ مَا ذَا تَبْذُلُ لَهُ فَإِنِّي أَنَا الْحَكَمُ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَهُ مِنَ الذُّنُوبِ قَدْ غَفَرْتُهَا لَهُ بِمُوَالَاتِهِ إِيَّاكَ وَ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِي مِنَ الظُّلَامَاتِ فَلَا بُدَّ مِنْ فَصْلِي بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُ عَلِيٌّ ع يَا رَبِّ أَفْعَلُ مَا تَأْمُرُنِي فَيَقُولُ اللَّهُ يَا عَلِيُّ اضْمَنْ لِخُصَمَائِهِ تَعْوِيضَهُمْ عَنْ ظُلَامَاتِهِمْ قِبَلَهُ فَيَضْمَنُ لَهُمْ عَلِيٌّ ذَلِكَ وَ يَقُولُ لَهُمْ اقْتَرِحُوا عَلَى مَا شِئْتُمْ أُعْطِكُمْ عِوَضاً مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ قِبَلَهُ فَيَقُولُونَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ تَجْعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلَامَتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِكَ لَيْلَةَ بَيْتُوتَتِكَ عَلَى فِرَاشِ مُحَمَّدٍ فَيَقُولُ عَلِيٌّ قَدْ وَهَبْتُ ذَلِكَ لَكُمْ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَانْظُرُوا يَا عِبَادِيَ الْآنَ إِلَى مَا نِلْتُمُوهُ مِنْ عَلِيٍّ فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِنْ ظُلَامَاتِكُمْ وَ يُظْهِرُ لَهُمْ ثَوَابَ‏ نَفَسٍ وَاحِدٍ فِي الْجِنَانِ مِنْ عَجَائِبِ قُصُورِهَا وَ خَيْرَاتِهَا فَيَكُونُ ذَلِكَ مَا يُرْضِي اللَّهُ بِهِ خُصَمَاءَ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ يُرِيهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى بَالِ بَشَرٍ يَقُولُونَ يَا رَبَّنَا هَلْ بَقِيَ مِنْ جِنَانِكَ شَيْ‏ءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ لَنَا فَأَيْنَ تَحِلُّ سَائِرُ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ بِأَسْرِهَا قَدْ جُعِلَتُ لَهُمْ فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا عِبَادِي هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي اقْتَرَحْتُمُوهُ عَلَيْهِ قَدْ جَعَلَهُ لَكُمْ فَخُذُوهُ وَ انْظُرُوا فَيَصِيرُونَ هُمْ وَ هَذَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي عَوَّضَهُ عَلِيٌّ ع فِي تِلْكَ الْجِنَانِ ثُمَّ يَرَوْنَ مَا يُضِيفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مَمَالِكِ عَلِيٍّ ع فِي الْجِنَانِ مَا هُوَ أَضْعَافُ مَا بَذَلَهُ عَنْ وَلِيِّهِ الْمُوَالِي لَهُ مِمَّا شَاءَ مِنَ الْأَضْعَافِ الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا غَيْرُهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَ ذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الْمُعَدَّةُ لِمُخَالِفِي أَخِي وَ وَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلوات الله علیه) .
وأن أفضل وسيلة للنجاة هي البكاء على سيد الشهداء عليه الصلوات :
وسائل‏الشيعة ج 14 ص 501 66- باب استحباب البكاء لقتل الحسين
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ (أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه السلام حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدَّيْهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ فِيمَا مَسَّنَا مِنَ الْأَذَى مِنْ عَدُوِّنَا فِي الدُّنْيَا بَوَّأَهُ اللَّهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَسَّهُ أَذًى فِينَا فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ مِنْ مَضَاضَةِ مَا أُوذِيَ فِينَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ الْأَذَى وَ آمَنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَخَطِهِ وَ النَّارِ
وَ فِي الْمَجَالِسِ وَ فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ :عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وَ أَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ وَ مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يُحْيِا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ )الْحَدِيثَ
ووردت رواية صحيحة السند في كتاب كامل الزيارات ومصادر اخرى والرواية طويلة أنقل لكم موضع الحاجة منها لموضوعي :
19705- عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ (أَ مَا تَذْكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ يَعْنِي بِالْحُسَيْنِ قُلْتُ‏ بَلَى قَالَ أَ تَجْزَعُ قُلْتُ إِي وَ اللَّهِ وَ أَسْتَعْبِرُ بِذَلِكَ حَتَّى يَرَى أَهْلِي أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَأَمْتَنِعُ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَبِينَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ دَمْعَتَكَ أَمَا إِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُعَدُّونَ مِنْ أَهْلِ الْجَزَعِ لَنَا وَ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَ يَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا أَمَا إِنَّكَ سَتَرَى عِنْدَ مَوْتِكَ حُضُورَ آبَائِي لَكَ وَ وَصِيَّتَهُمْ مَلَكَ الْمَوْتِ بِكَ وَ مَا يَلْقَوْنَكَ بِهِ مِنَ الْبِشَارَةِ أَفْضَلُ وَ لَمَلَكُ الْمَوْتِ أَرَقُّ عَلَيْكَ وَ أَشَدُّ رَحْمَةً لَكَ مِنَ الْأُمِّ الشَّفِيقَةِ عَلَى وَلَدِهَا إِلَى أَنْ قَالَ مَا بَكَى أَحَدٌ رَحْمَةً لَنَا وَ لِمَا لَقِينَا إِلَّا رَحِمَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ الدَّمْعَةُ مِنْ عَيْنِهِ فَإِذَا سَالَ دُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ دُمُوعِهِ سَقَطَتْ فِي جَهَنَّمَ لَأَطْفَأَتْ حَرَّهَا حَتَّى لَا يُوجَدَ لَهَا حَرٌّ وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا يَتَضَمَّنُ ثَوَاباً جَزِيلًا يَقُولُ فِيهِ وَ مَا مِنْ عَيْنٍ بَكَتْ لَنَا إِلَّا نُعِّمَتْ بِالنَّظَرِ إِلَى الْكَوْثَرِ وَ سُقِيَتْ مِنْهُ مَعَ مَنْ أَحَبَّنَا )
فإن الحسين ورد في كربلاء في هذا اليوم وهو الثاني من المحرم وبدءت المصائب :
عن الهنداوی قال أبو مخنف: وساروا جميعا إلى أن أتوا أرض كربلاء فوقف فرس الحسين من تحتهفنزل عنها وركب أخرى فلم تنبعث من تحته خطوة واحدة يميناً وشمالاً ولم يزل يركب فرسابعد فرس حتى ركب سبعة أفراس وهو على هذا الحال فلما رأى الإمام ذلك الأمرالغريب قال: يا قوم ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: أرض الغارضية. قال: فهل لها اسم غيرهذا؟ قالوا: تسمى نينوا. قال: هل لها اسم غير هذا؟ قالوا: تسمى كربلاء فقال: قفواولا ترحلوا فهاهنا والله مناخ ركابنا وهاهنا والله سفك دمائنا وهاهنا والله هتكحريمنا وهاهنا والله قتل رجالنا وهاهنا والله ذبح أطفالنا وهاهنا والله تزار قبورناوبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ولا خلف لقوله.
أقول إن كل ما أخبر به الإمام الحسين قد تحقق حيث قتلت الرجال وذبحت الأطفالوأحرقت الخيام وسبيت النساء ولهذا لما التقى الإمام زين العابدين مع جابر بنعبد الله الأنصاري كان يبكي ويقول له: يا جابر: هاهنا قتلت رجالنا يا جابر هاهناذبحت أطفالنا يا جابر هاهنا أحرقت خيامنا. وإذا بزينب المخدرة العقيلة تخرج بالأسر من كربلاء بتلك الحالة العظيمة :
لـم أنسَ زينبَ بعد الخِدر حاسرةً *** تُبـدي النيـاحة ألحاناً فألحانـا

مَسجـورة القلـبإلا أنّ أعينَهـا*** كالمُعصرات تصُبّالدمع عقيانا

تـدعـو أبـاها أميـر المؤمنين ألا*** يـا والدي حَكمَـت فينـا رَعايانا

وغـابَ عنّـاالمُحامي والكفيلُ فمَن*** يَحمي حِمانـا و مَن يُؤوي يَتامانا

إن عَسعَسَ الليل وارى بَـذلَ أوجُهنا***و إن تَنفّـس وجه الصبـحأبدانا

نـدعـوا فلا أحدٌ يَصبوا لِدَعوتِنا*** و إن شكَونـا فلا يُصغى لِشَكوانا


توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir



سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-Nov-2013 الساعة : 12:58 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الليلة الثالثة : ليلة رقية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ؛ إنّا لله وإنّا إليه راجعون
صلى الله عليك يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى آل بيتك المعصومين ؛ لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
صلى الله عليك يا أبا عبد الله ؛ روحي وأرواح العالمين لك الفداء
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما
هـذي ودائعُك التي أودعتها ** أرجـعتُها لـك يا أخي بتمام
إلا رقـية لا تسل عن حالها ** ماتت وقد دفنت بأرض الشام
والـعذر فيه يا ابن أمي إنها ** كانت وسادتُها الوريد الدامي
وإليك عذراً من سواد مُتونها سود المتون لعمَّة الأيتام
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظيماً )(54)"النساء"
من الآية المباركة واضح أن هناك أُناس يُحسدون على ما أتاهم الله سبحانه من فضله ؛ فمن هؤلاء المحسودون ؟؟ وما هو الحسد ومعناه ؟؟.
ورد عن معنى الحسد في كتاب
مجمع‏البحرين ج : 3 ص : 37
(حسد) قوله تعالى: من شر حاسد إذا حسد [113/5]
قال الشيخ أبو علي: الحاسد الذي يتمنى زوال النعمة عن صاحبها و إن لم يردها لنفسه، فالحسد مذموم و الغبطة محمودة، و هي أن يريد من النعمة لنفسه مثل ما لصاحبه و لم يرد زوالها عنه - انتهى
قوله: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )[4/54] المراد بالناس الأئمة، لما
روي عنهم أنهم قالوا نحن المحسودون الذين قال الله تعالى أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله‏" انتهى ما اردنا نقله من كتاب مجمع البحرين"
فإن الحسد من أشد وأذم الصفات الأخلاقية ؛ ولذلك فإن الإمام أمير المؤمنين عليه صلوات الله حذر بأشد التحذير طالب العلم من الحسد حيث قال فغŒ کتاب
الكافي ج 1 ص 48
كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه يَقُولُ يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ وَ عَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ ).
وهذا الكلام تنبيه عظيم لطالب العلم لكي يجاهد نفسه حتى يتخلص من الحسد وتنبيه لنا لكي نعرف العالم ونتعرف على حقغŒقته قبل أن نقبل قوله في قضية ما لأن الحسد عين طالب العلم فإن عميت عيناه فإنه لا يبصر شيئا وأخيراً سوف يحكم ظلما على قضايا هي بريئة إلا أن الحسد هو الذي أعمى هذا العالم فحكم بما حكم كما قال أهل البيت في تفسير الآية الكريمة وبجميع تفاسير الشيعة أنهم هم المحسودون :
الكافي ج 1 ص 186
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه : ( نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَتَنَا لَنَا الْأَنْفَالُ وَ لَنَا صَفْوُ الْمَالِ وَ نَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وَ نَحْنُ الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏ ).
الكافي ج 1 ص 206
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ صلوات الله عليه فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ قَالَ نَحْنُ الْمَحْسُودُونَ) .
أعزائي الحضور :
قد يقول قائل فهل يمكن أن يحسد العالم بعد كل ما تعلمه من مذام الحسد فأقول له أولاً تلوت عليك رواية أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقول الله سبحانه :
(وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فيهِ وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى‏) (131)"طه"
وهناك رواية عن الإمام الصادق صلوات الله عليه تبين حقيقة الأمر بوضوح وهي في كتاب
الكافي ج 1 ص 240
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ( سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه يَقُولُ إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ قَالَ قُلْتُ فَأَيُّ شَيْ‏ءٍ فِيهِ قَالَ زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ صلوات الله عليه وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشُ الْخَدْشِ وَ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ قَالَ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ فِي الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ قَالَ السِّلَاحُ وَ ذَلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَيَعْرِفُ هَذَا بَنُو الْحَسَنِ؟؟
فَقَالَ : إِي وَ اللَّهِ كَمَا يَعْرِفُونَ اللَّيْلَ أَنَّهُ لَيْلٌ وَ النَّهَارَ أَنَّهُ نَهَارٌ وَ لَكِنَّهُمْ يَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَ طَلَبُ الدُّنْيَا عَلَى الْجُحُودِ وَ الْإِنْكَارِ وَ لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ).
فإنهم أبناء عمومة الأئمة صلوات الله عليهم ولكن الحسد حملهم لإخفاء مناقب أهل البيت
وكثير هم من أخفوا مناقب أهل البيت حسداً كما في هذه الرواية
بحارالأنوار ج 36 ص 62
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ (إِنِّي لَأَحْفَظُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَرْبَعَ مَنَاقِبَ مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَذْكُرَهَا إِلَّا الْحَسَدُ قَالَ فَقِيلَ لَهُ اذْكُرْهَا قَالَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً قَالَ وَ مَا كَانَ يَمْلِكُ يَوْمَهُ ذَلِكَ إِلَّا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ فَأَعْطَى دِرْهَماً بِاللَّيْلِ وَ دِرْهَماً بِالنَّهَارِ وَ دِرْهَماً بِالسِّرِّ وَ دِرْهَماً بِالْعَلَانِيَةِ ).
والحسد هو الكفر كما في الروايات الكثيرة التي ذكرت مذام الحسد :
الكافي ج 2 ص 289
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ( قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أُصُولُ الْكُفْرِ ثَلَاثَةٌ الْحِرْصُ وَ الِاسْتِكْبَارُ وَ الْحَسَدُ ....وَ أَمَّا الْحَسَدُ فَابْنَا آدَمَ حَيْثُ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ).
الكافي ج 2 ص 291
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْعَدِكُمْ مِنِّي شَبَهاً قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْفَاحِشُ الْمُتَفَحِّشُ الْبَذِي‏ءُ الْبَخِيلُ الْمُخْتَالُ الْحَقُود الْحَسُودُ الْقَاسِي الْقَلْبِ الْبَعِيدُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ يُرْجَى غَيْرُ الْمَأْمُونِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتَّقَى ).
الكافي ج 2 ص 306
1- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِأَيِّ بَادِرَةٍ فَيَكْفُرُ وَ إِنَّ الْحَسَدَ لَيَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ).
الكافي ج 2 ص 307
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : (آفَةُ الدِّينِ الْحَسَدُ وَ الْعُجْبُ وَ الْفَخْرُ) .
الكافي ج 2 ص 327
2- عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ( يَقُولُ إِبْلِيسُ لِجُنُودِهِ أَلْقُوا بَيْنَهُمُ الْحَسَدَ وَ الْبَغْيَ فَإِنَّهُمَا يَعْدِلَانِ عِنْدَ اللَّهِ الشِّرْكَ ).
الكافي ج 5 ص 505
4- عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ غَيْرَةُ النِّسَاءِ الْحَسَدُ وَ الْحَسَدُ هُوَ أَصْلُ الْكُفْرِ إِنَّ النِّسَاءَ إِذَا غِرْنَ غَضِبْنَ وَ إِذَا غَضِبْنَ كَفَرْنَ إِلَّا الْمُسْلِمَاتُ مِنْهُنَّ) .
ولأهمية هذا الوباء العظيم حذر الإمام الصادق من أن نقص المنام على إنسان حسود كما في كتاب
الكافي ج 8 ص 336
530- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الرُّؤْيَا لَا تُقَصُّ إِلَّا عَلَى مُؤْمِنٍ خَلَا مِنَ الْحَسَدِ وَ الْبَغْيِ) .
بحارالأنوار ج 9 ص 193
( ثُمَّ قَالَ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ يَعْنِي بِالنَّاسِ هُنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً وَ هِيَ الْخِلَافَةُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ )

بحارالأنوار ج 23 ص 287 بصائر الدرجات: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام( فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَنَحْنُ النَّاسُ الْمَحْسُودُونَ عَلَى مَا آتَانَا اللَّهُ مِنَ الْإِمَامَةِ دُونَ خَلْقِ اللَّهِ جَمِيعاً ).
بحارالأنوار ج 23 ص 299 50- تفسير فرات بن إبراهيم‏: عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ( قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً قَالَ نَحْنُ النَّاسُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ وَ نَحْنُ الْمَحْسُودُونَ وَ نَحْنُ أَهْلُ الْمُلْكِ وَ نَحْنُ وَرِثْنَا النَّبِيِّينَ وَ عِنْدَنَا عَصَا مُوسَى وَ إِنَّا لَخُزَّانُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ لَسْنَا بِخُزَّانٍ عَلَى ذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ وَ إِنَّ مِنَّا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَ عَلِي [عَلِيّاً] وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ )
بحارالأنوار ج 66 ص 411
128- وَ قَالَ لَا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى وَ لَا مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ وَ لَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ وَ لَا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَا بِالْقُوتِ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ وَ الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ النَّصَبِ وَ مَطِيَّةُ التَّعَبِ وَ الْحِرْصُ وَ الْكِبْرُ وَ الْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ وَ الشَّرُّ جَامِعٌ لِمَسَاوِي الْعُيُوبِ )
بحارالأنوار ج 69 ص 199
وَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ : ( الْحَسَدُ مَاحِقُ الْحَسَنَاتِ وَ الزَّهْوُ جَالِبُ الْمَقْتِ وَ الْعُجْبُ صَارِفٌ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ دَاعٍ إِلَى الغَمْطِ وَ الْجَهْلِ وَ الْبُخْلُ أَذَمُّ الْأَخْلَاقِ وَ الطَّمَعُ سَجِيَّةٌ سَيِّئَةٌ ).
بحارالأنوار ج 69 ص 261
31- الخصال‏عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا عَلِيُّ أَنْهَاكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ عِظَامٍ الْحَسَدِ وَ الْحِرْصِ وَ الْكَذِبِ ).
بحارالأنوار ج 70 ص 237
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : (قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِأَيِّ بَادِرَةٍ فَيَكْفُرُ وَ إِنَّ الْحَسَدَ لَيَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَب‏).
بحارالأنوار ج 70 ص 241
كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : ( لِلَّهِ دَرُّ الْحَسَدِ حَيْثُ بَدَأَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَهُ ) .
بحارالأنوار ج 70 ص250
8- معاني الأخبار الأمالي للصدوق ‏ عَنِ الصَّادِقِ قَالَ: ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَقَلُّ النَّاسِ لَذَّةً الْحَسُودُ )
بحارالأنوار ج 70 ص 252
- الخصال عَنِ الصَّادِقِ : ( لَا يَطْمَعَنَّ الْحَسُودُ فِي رَاحَةِ الْقَلْبِ ).
بحارالأنوار ج 70 ص 256
وَ قَالَ : ( صِحَّةُ الْجَسَدِ مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ ).
بحارالأنوار ج 70 ص 256
وَ قَالَ : ( الْحَسَدُ لَا يَجْلِبُ إِلَّا مَضَرَّةً وَ غَيْظاً يُوهِنُ قَلْبَكَ وَ يُمْرِضُ جِسْمَكَ وَ شَرُّ مَا اسْتَشْعَرَ قَلْبَ الْمَرْءِ الْحَسَدُ ).
بحارالأنوار ج 70 ص 257
وَ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : ( إِيَّاكَ وَ الْحَسَدَ فَإِنَّهُ يَتَبَيَّنُ فِيكَ وَ لَا يَتَبَيَّنُ فِيمَنْ تَحْسُدُهُ ).
ومن كل ما مضى من الروايات والآيات الكريمة نفهم أن هناك من هو يعلم الحق والحقيقة ولكن الحسد يمنعه من إظهاره وهذا لا يختلف قد يكون في قرابة آل البيت وقد يكون في عالم معروف بعلمه .
ولو راجعنا قضية سيدتنا السيدة رقية الحبيبة لوجدناها لقد رميت بسهم الحسد من بعض العلماء فأخذ لا يتحمل المقام العظيم لها فأخذ يبث سمومه للتشكيك بوجودها والعياذ بالله
ولو أنصف هذا المشكك وأخرج نفسه من بئر الحسد لقال إن وجودها خلال حدود 1400 سنة بين فكي الأعداء الشرسين القساة حيث أن الشام مركز الأمويين ومع ذلك بقي شموخ حرمها يشعشع بالأنوار وقبر سيدهم معاوية معترك الذباب والنمل والمزابل فأي دليل أدل من هذا ؟!!!
ثم إنني كتبت الأدلة الواضحة في كتابي " دمعة رقية" من الأشعار التي وردت في حقها واحدها للثقة العين الجليل سيف بن عميرة راوي زيارة عاشوراء المعروفة و ذكرت كتب الأنساب وكثير من الأدلة الأخرى هناك فهذه الطفلة المعصومة المظلومة كما ينقل الهنداوي
قال في المنتخب: كان للحسين ( ) بنت صغيرة يحبها وتحبه، وقيل كانت تسمى رقية، وكان لها ثلاث سنين وفي مقتل الحسين لبحر العلوم كان عمرها أربع سنين، وكانت مع الأسرى في الشام، وكانت تبكي لفراق أبيها ليلها ونهارها فرأت الامام ليلة في النوم، فلما انتبهت جزعت جزعا شديداً، وقالت: إئتوني بوالدي وقرة عيني، وكلما أراد أهل البيت إسكاتها ازدادت جزعا وبكاء، ولبكائها هاج حزن أهل البيت فأخذوا في البكاء، ولطموا الخدود، وحثوا على رؤوسهم التراب، ونشروا الشعور، وقام الصياح.
فسمع يزيد صيحتهم وبكائهم فقال: ما الخبر؟ قيل له: إن بنت الحسين الصغيرة رأت أباها بنومها فانتبهت وهي تطلبه وتبكي. فلما سمع ذلك قال: ارفعوا إليها رأس أبيها وحطُّوه بين يديها تتسلى به، فأتوا بالرأس في طبق مغطى بمنديل.
جـابوه او شـافتهم امـن ابعيد*** او صـاحت هله ابراسك iiيلعميد
يـهلال عـزنه ابـليلة الـعيد *** لـيش اگطـعت بـينه iiيصنديد
او عفتنه اويه ناس موش اجاويد
فوضعوه بين يديها فرفعت المنديل وضمت الرأس إلى صدرها وهي تقول: يا أبتاه من ذا الذي خضبك بدمائك ؟ يا أبتاه من ذا الذي قطع وريديك يا أبتاه؟ من ذا الذي أيتمني على صغر سنى؟.
يـا والدي والله هظيمه اصير من صغري يتيمه
يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟، يا أبتاه من للنساء الحاسرات؟، من للأرامل المسبيات؟، يا أبتاه من للعيون الباكيات؟، يا أبتاه من للضائعات الغريبات؟، يا أبتاه من لنا بعدك؟، يا أبتاه من لنا بعدك؟، يا أبتاه ليتني قبل هذا اليوم عمياء، يا أبتاه ليتني توسدت التراب ولا أرى شيبك مخضباً بالدماء.
ثم وضعت فمها على فم الشهيد المظلوم وبكت حتى غشي عليها!!
قال الإمام زين العابدين : (عمه زينب ارفعي اليتيمة من على رأس والدي فإنها فارقت الحياة).
عـمه يزينب گومي ليها ** مـاتت الطفله من بچيها
إنّا لله وإنّا إليه راجعون .



توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir



سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Nov-2013 الساعة : 07:33 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



الليلة الخامسة عن الحر
إنـي أنا الحرُّ ومأوى الضيف*** أضـرب فـي أعناقكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف
إن الحر بن يزيد الرياحي سلام الله عليه هو النوذج الأمثل للتائب وهو العنوان الأكمل لرحمة أهل البيت صلوات الله عليهم وعفوهم وصفحهم الصفح الجميل الذي قاله تعالى في القرآن المجيد فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَميلَ )(85)"الحجر" ويعني العفو بدون عتاب وهو الوارد عن أهل البيت صلوات الله عليهم .
إن الحر هو الذي وقف في وجه الإمام وأرعب عياله وهو الذي منعهم من الرجوع للمدينة المنورة وإذا به يوفق للتوبة النصوح والذي بذل فيه مهجته وهو أغلى ما عنده :
( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ) (53)"الزمر"
بل وإن الله تعالى يبدل سيئات التائب توبة نصوحا الى حسنات :
(إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً) (70)"الفرقان"
(وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرينَ) (114)" هود"
فأي حسنة أفضل من التوبة ثم الإصلاح ببذل مهجة الفؤاد دفاعاً عن بهجة قلب رسول الله وريحانته .
وحينما يراجع الإنسان المتأمل سيرة هذا البطل يجده أًنه يستحق التوبة ولم يكن شيئاً في هذه الدنيا يحدث صدفة وعبثا ؛ والأن نبدأ بدراسة مقدار وجيز من سيرته لعله نوفق في معرفة هذا البطل الحر من قيد النفس والهوى .
اولاً لنذكر عدد وجيزاً من الروايات التي وردت في أهمية الأدب :
الكافي ج 1 ص 23 كتاب العقل و الجهل .....
18- عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ (كُنَّا عِنْدَ الرِّضَا صلوات الله عليه فَتَذَاكَرْنَا الْعَقْلَ وَ الْأَدَبَ فَقَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ الْعَقْلُ حِبَاءٌ مِنَ اللَّهِ وَ الْأَدَبُ كُلْفَةٌ فَمَنْ تَكَلَّفَ الْأَدَبَ قَدَرَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ لَمْ يَزْدَدْ بِذَلِكَ إِلَّا جَهْلًا ).
الكافي ج 1 ص 17 كتاب العقل و الجهل .....
يَا هِشَامُ مَنْ أَرَادَ الْغِنَى بِلَا مَالٍ وَ رَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ وَ السَّلَامَةَ فِي الدِّينِ فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ يُكَمِّلَ عَقْلَهُ فَمَنْ عَقَلَ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ اسْتَغْنَى وَ مَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا يَكْفِيهِ لَمْ يُدْرِكِ الْغِنَى أَبَدا (إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً )(70)"الفرقان"
(وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرينَ )(114)" هود"
غررالحكم ص 50
العقول مواهب الآداب مكاسب‏
غررالحكم
إنما الشرف بالعقل و الأدب لا بالمال و الحسب
غررالحكم ص 247
الأدب أحسن سجية
غررالحكم ص 247
أفضل الأدب ما بدأت به نفسك
غررالحكم ص 247
أحسن الآداب ما كفك عن المحارم
غررالحكم ص 247
إن الناس إلى صالح الأدب أحوج منهم إلى الفضة و الذهب
غررالحكم ص 247
ثمرة الأدب حسن الخلق
غررالحكم ص 247
لا يرأس من خلا عن الأدب و صبا إلى اللعب
غررالحكم ص 248
كل شي‏ء يحتاج إلى العقل و العقل يحتاج إلى الأدب
غررالحكم ص 248
حسن الأدب يستر قبح النسب
غررالحكم ص 248
قليل الأدب خير من كثير النسب
غررالحكم ص 407
خير ما ورث الآباء الأبناء الأدب ....."انتهى ما اردت نقله في أهمية الأدب"
وعندما نراجع سيرة هذا البطل نجدها كلها أدب
أولاً : في وقت الصلاة قال للإمام الحسين كما نقله السيد المقرم: وأذّن الحجاج بن مسروق الجعفي لصلاة الظهر فقال الحسين للحر: أتصلي بأصحابك قال: لا بل نصلي جميعا بصلاتك فصلى بهم الحسين.
لاحظتم كيف كان أدبه في صلاته خلف الإمام الحسين مع العلم هو قادم ليلقي القبض عليه ويسلمه لعبيد الله بن زياد .
وعنىما قال له الإمام الحسين صلوات الله عليه :
"ثكلتك أمك ما تريد منا؟"
لاحظ جواب الحر كيف راعى فيه الأدب " قال الحر: أما لو غيرك من العرب يقولها لي و هو على مثل هذا الحال ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من كان! و اللّه ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما نقدر عليه"
ثم قال بكمال الأدب : و لكن خذ طريقا نصفا بيننا لا يدخلك الكوفة و لا يردك إلى المدينة حتى أكتب إلى ابن زياد فلعل اللّه أن يرزقني العافية و لا يبتليني بشي‏ء من أمرك.
هذا الأدب للحر جره لحسن العاقبة علماً بأنه لم يكن من الذين راسلوا الإمام الحسين ولم يعلم بالكتب التي أرسلت إليه كما نقله عنه السيد المقرم .
" أيها الناس إنكم إن تتقوا اللّه و تعرفوا الحق لأهله يكن أرضى للّه و نحن أهل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم و السائرين بالجور و العدوان و إن أبيتم إلا الكراهية لنا و الجهل بحقنا و كان رأيكم الآن على غير ما اتتني به كتبكم انصرفت عنكم.
فقال الحر: ما أدري ما هذه الكتب التي تذكرها فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجين مملوءين كتبا.
قال الحر: إني لست من هؤلاء ....
والأمر الآخر الذي نراه في سيرة هذا البطل هو يقينه وقوة عقله حيث أنه أول خروجه من الكوفة سمع صوت يقول له يا حر أبشر بالجنة ؛ فلاحظوا كيف تعامل مع النداء:
عن كتاب مقتل السيد المقرم :" فقال الحسين عليه السّلام نعم يتوب اللّه عليك‏ فسره قوله، و تيقن الحياة الأبدية و النعيم الدائم و وضح له قول الهاتف لما خرج من الكوفة فحدث الحسين عليه السّلام بحديث قال فيه لما خرجت من الكوفة نوديت أبشر يا حر بالجنة فقلت ويل للحر يبشر بالجنة و هو يسير إلى حرب ابن بنت رسول اللّه "‏.
نعم الحر لم غŒنخدع بالنداء ويستفيد منها الاستفادة الخاطئة منها حيث كان بإمكانه أن يقول باعتباري أذهب لحرب الحسين وجاءتني هذه البشارة فأنا في قتالي مع الإمام الحسين محق .
أبدا لم ينخدع وإنما قال لا أقبل النداء في حربي للإمام وهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ؛ ولما وفق للتوبة قال معتقداً بأن النداء كان يشير إلى توبته وشهادته بين يدي الإمام الحسين . بينما تجد كثير من الناس ينخدعون لرؤيا يروها في تهمة الناس وهتك حرمات الله والغيبة والتهمة لتكهن باطل أو لسماع وسوسة ؛ فإن في زماننا هناك كثير من يدعي الغيب ويدعي العلم ببواطن الناس وهو كذب والدليل عليه هذه الرواية المباركة :
بحارالأنوار ج 26 ص 144
عن بصائر الدرجات: عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَصِيرٍ يَقُولُ( قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه مِنْ أَيْنَ أَصَابَ أَصْحَابَ عَلِيٍّ مَا أَصَابَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَنَايَاهُمْ وَ بَلَايَاهُمْ قَالَ فَأَجَابَنِي شِبْهَ الْمُغْضَبِ مِمَّ ذَلِكَ إِلَّا مِنْهُمْ قَالَ قُلْتُ فَمَا يَمْنَعُكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ بَابٌ أُغْلِقَ إِلَّا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ صلوات الله عليه فَتَحَ مِنْهُ شَيْئاً ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ أُولَئِكَ كَانَتْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِيَةٌ ).
ممكن للبعض عن طريق الكذب والخداع يدعي بأنه صاحب معاجز في إصلاح ذات البين أو نيل الرغائب في حين أن الذهاب لهؤلاء الدجالين غير جائز بل له عاقبة مرعبة كما في هذه الرواية المباركة:
من ‏لايحضره‏ الفقيه ج 3 ص 445
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ صلوات الله عليه قَالَ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لِامْرَأَةٍ سَأَلَتْهُ أَنَّ لِي زَوْجاً وَ بِهِ عَلَيَّ غِلْظَةٌ وَ إِنِّي صَنَعْتُ شَيْئاً لِأُعَطِّفَهُ عَلَيَّ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ أُفٍّ لَكِ كَدَّرْتِ الْبِحَارَ وَ كَدَّرْتِ الطِّينَ وَ لَعَنَتْكِ الْمَلَائِكَةُ الْأَخْيَارُ وَ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَالَ فَصَامَتِ الْمَرْأَةُ نَهَارَهَا وَ قَامَتْ لَيْلَهَا وَ حَلَقَتْ رَأْسَهَا وَ لَبِسَتِ الْمُسُوحَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ فَقَالَ إِنَّ ذَلِكَ لَا يُقْبَلُ مِنْهَا ).
والدليل الأخر على توفيقه هو اختياره السبيل الناجح والحق حينما خير نفسه بين الجنة والنار
(كان من أصحاب ابن سعد فلما رأى الحر أن القوم صمموا على قتال الحسين (صلوات الله عليه ) قال لعمر بن سعد: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: أي والله قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيح الأيدي، فأخذ الحر يقول: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا أختار على الجنة شيئا، ولو قطعت وحرّقت. ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين وجاز على عسكر ابن سعد واضعا يده على رأسه، وهويقول اللهم إليك أنبت فتب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك، وأولاد نبيك ثم قال للحسين (صلوات الله عليه (
فاختار أحسنها عاقبة كما هو أمر أمير المؤمنين صلوات الله عليه بتدبر العواقب قبل الإقدام في العمل :
مستدرك‏ الوسائل ج 11 ص 306
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ الْحُسَيْنِ صلوات الله عليه ( وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ بِغَيْرِ نَظَرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلنَّوَائِبِ التَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ النَّدَمَ )
بحار الأنوار ج 74 ص 238
(وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ بِغَيْرِ نَظَرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلنَّوَائِبِ التَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ النَّدَم‏)
وأخيراً تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ؛ فإن الاهتداء للإمامة شرط قبول التوبة كما في هذه الرواية
وسائل‏ الشيعة ج 1 ص 124
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ .... عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ صلوات الله عليه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏ قَالَ أَلَا تَرَى كَيْفَ اشْتَرَطَ وَ لَمْ تَنْفَعْهُ التَّوْبَةُ وَ الْإِيمَانُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ حَتَّى اهْتَدَى وَ اللَّهِ لَوْ جَهَدَ أَنْ يَعْمَلَ مَا قُبِلَ مِنْهُ حَتَّى يَهْتَدِيَ قَالَ قُلْتُ إِلَى مَنْ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ إِلَيْنَا) .
إن الحر رضوان الله عليه تاب ثم آمن بالحق وعمل أفضل ما يمكن لعامل أن يعمل وهو التضحية بدمه فداء لإمام زمانه ثم اهتدى حيث تمسك بالعروة الوثقى وهو الإمامة الحقة .
وحينما استشهد جاء اليه الإمام الحسين وهو "يقول: بخ بخ لك يا حر أنت حر كما سمتك أمك وأنت الحر في الدنيا والسعيد في الآخرة".
وهذا يعني أن للمرأة في بيت الحر شيخصيتها المرموقة حيث يسمع كلامها ولها الحق في تسمية أبناءها لأن الإمام نسب التسمية لأمه وليس لأبيه .
ومنها نفهم الهدوء العائلي واحترام الشخصيات في بيت الحر سلام الله عليه ولذا قال الإمام إن أمك كانت محقة في التسمية وفائزة بالاختيار . كما أن هذه التسميات من قبل الأم كانت لآخرين في تلك الأزمان كما في هذه الرواية :
الخرائج ‏و الجرائح ج 1 ص 216 الباب الثاني في معجزات أمير المؤمني
قال أنا الذي سمتني أمي مرحبا. فقال علي صلوات الله عليه أنا الذي سمتني أمي حيدرة.
فنفهم من كلام الامام صلوات الله عليه أنت حر كما سمتك أمك حرا أهمية الإسم وتأثيره على المولود .
عن الهنداوي
فلما رأى الحر أن القوم صمموا على قتال الحسين (صلوات الله عليه ) قال لعمر بن سعد: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: أي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيح الأيدي، فأخذ الحر يقول: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا أختار على الجنة شيئا، ولو قطعت وحرّقت. ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين وجاز على عسكر ابن سعد واضعا يده على رأسه، وه ويقول: اللهم إليك أنبت فتب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك، وأولاد نبيك ثم قال للحسين (صلوات الله عليه )
جعلت فداك أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم، وأنا تائب إلى الله مما صنعت فهل ترى لي من توبة؟ وفي خبر
أنه جاء إلى الحسن وقد طأطأ رأسه إلى الأرض فقال له الحسين ارفع رأسك من أنت؟ فرفعه وسأله هل له من توبة؟ فقال له الحسين (صلوات الله عليه ): نعم يتوب الله عليك. وفي رواية قال له: أهلا وسهلا أنت والله الحر في الدنيا والآخرة.
وعندما رمى ابن سعد سهما نحو مخيم الحسين (صلوات الله عليه ) وصاح: اشهدوا لي عند الأمير إني أول من رمى، فرمى أصحابه كلهم، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد إلا أصابه سهم من سهامهم، قال الحسين (صلوات الله عليه ) لأصحابه:
قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم. فقال له الحر: يا ابن رسول الله، كنت أول خارج عليك فأذن لي لأكون أول قتيل بين يديك، وأول من يصافح جدك غدا. فأذن له الحسين فتقدم وهو يقول:
إنـي أنا الحرُّ ومأوى الضيف أضـرب فـي أعناقكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف
فقاتل قتالا شديدا حتى قتل أكثر من أربعين فارسا وراجلا، ثم عقر فرسه وبقي يقاتل راجلا فحملت عليه الرجالة وتكاثروا عليه حتى قتلوه، فاحتمله أصحاب الحسين حتى وضعوه بين يديه وقيل بل أتاه الحسين ودمه يشخب فجعل الحسين يمسح وجهه، ويقول: بخ بخ لك يا حر أنت حر كما سمتك أمك وأنت الحر في الدنيا والسعيد في الآخرة.
وأنشأ يقول:
لنعم الحرُّ حرُّ بني الرياح*** صبورٌ عند مشتبك الرماح
لنعم الحرُّ إذ واسى حسينا*** وجـاد بنفسه عند الكفاح
ولكن لو سألتني أيها المحزون عن هذه المسافة الفاصلة بين قبر الحر وقبر الحسين (صلوات الله عليه )، لأجبتك: إن السبب في ذلك هو أن الحر لم يقطع رأسه مع أصحاب الحسين، لأن عشيرته حملته عندما أمر ابن سعد بفصل الرؤوس ورض الأجساد، قامت بنو رياح وقالت: والله لا يقطع رأس زعيمنا وأيدينا على قوائم سيوفنا. فقال ابن سعد: احملوا جسد شيخكم. فحملته عشيرته ودفنوه في هذا المكان.
هذا، وزينب واقفة وتنظر إلى الحر وقد حملته عشيرته، والحسين ملقى على وجه الأرض جثة بلا رأس، وكأني بها تنادي وا حسيناه، وا غريباه.


توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir


 


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc