طريق الحق - السيد جعفر مرتضى العاملي - الصفحة 2 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. الميزان العقائدي
الميزان العقائدي أنت تسأل وسماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي يجيب

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 44 الزيارات 46717 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-May-2010 الساعة : 01:31 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


جواب الرسالة الثانية


بسمه تعالى
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
فضيلة الأخ الكريم الشيخ (ص..) دمت مؤيداً ومسدداً..
السلام عليكم وعلى جميع من تحبون ورحمة الله وبركاته..

وبعد..
فقد تلقيت رسالتك الكريمة بيد الشكر والامتنان. وحمدت الله سبحانه على أن حباني بأخ كريم مثلك كنت قد توسمت فيه منذ الرسالة الأولى النبل، والكرم، وحسن النية، وسلامة الطوية، ولا أخفيك أنني بمجرد أن قرأت تلك الرسالة التي أرسلت معها مقالة الشخص الآخر، قلت لمن حضرني من الأخوة: إن ثمة فرقاً بين الرجلين، فإن الشيخ (ص..) يتكلم وفق الأصول العلمية، وأتوقع أن يكون منصفاً، وأريباً، وأديباً، وصادقاً..

وقد صدق الله ظني، فله الحمد والشكر، ولكم مني المحبة والإخلاص. والمزيد من الإكبار والاحترام..

حفظكم الله ورعاكم، ومد في عمركم، وسدد خطاكم. إنه ولي قدير..


[مبررات الأخذ بالمذاهب الأربعة:]


أخي الكريم الفاضل..

بالنسبة لسؤالكم أقول:
ذكرتم ـ حفظكم الله، وأمد في عمركم ـ: أن علماء المسلمين من جمهور أهل السنة والجماعة أجازوا الأخذ من المذاهب الأربعة. واعتبروها مجزية ومبرئة للذمة.

وأقول، وأقتصر في إجابتي على فتح نافذة على الآفاق الرحبة لهذا الموضوع، ثم أنتظر إجابتكم الكريمة لكي يتسنى لي معرفة اتجاه البحث الذي تحبون التوجه إليه، والتعويل عليه..

من أجل ذلك أقول بإيجاز شديد:
أولاً: إن سؤالنا هنا يا سماحة الشيخ الجليل هو عن المستند الذي اعتمد عليه علماء المسلمين من جمهور أهل السنة في إجازتهم للعمل بأي مذهب كان من هذه المذاهب الأربعة، أو بإضافة المذهب الظاهري، أو الزيدي، أو الإمامي؟!

فهل وجدوا آية في كتاب الله، أو حديثاً عن رسول الله «» يدلهم على ذلك؟!. سوى الأوامر العامة التي تحث الجاهل على الرجوع إلى العالم.. كقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾»([1]).

ثانياً: لقد كنتم على درجة كبيرة من الدقة حين قلتم عن المذاهب الأربعة: «أجاز علماء المسلمين»، وقلتم: «كلها مجزية، ومبرئة للذمة». وهذا هو نفس مضمون الفتوى التي أصدرها شيخ الأزهر في وقته، الشيخ محمود شلتوت فيما يرتبط بالعمل بمذهب الشيعة الإمامية.

وقد لفت نظرنا: أنكم، لم تقولوا: «إنهم قد أوجبوا على الناس الأخذ بخصوص المذاهب الأربعة».

ولم تقولوا: «إن العمل بغيرها لا يبرئ الذمة»..

كما أنكم ذكرتم: أنكم ترون أن الأخذ من فقهنا مبرئ للذمة. وهذا بنفسه يصلح جواباً عن سؤالكم الثاني. فإنه لو لم يكن مذهب أهل البيت «» من الحق، لما كان مبرئاً للذمة، لأن الباطل لا يمكن أن يكون مبرئاً لذمة أحد..

ثالثاً: لو وجهنا هذا السؤال للشافعي، فقلنا له: هل تعمل برأي أحمد، الذي يخالف رأيك واجتهادك؟!

أو سألنا مالكاً: هل يأخذ برأي الشافعي المخالف لما يراه؟!

أو سألنا أبا حنيفة: هل تأخذ بفتوى ابن حنبل الذي تراه مخطئاً؟!

بل لو سألنا الشافعي نفسه: هل تأخذ أنت برأيك القديم، وتدع رأيك الذي أصبحت ترى أنه هو الصحيح؟!

فهل تراهم سيجيبوننا بالإيجاب أم بالنفي؟!

إن الإجابة بالإيجاب لا تنسجم مع حقيقة أن كل واحدٍ منهم يرى الآخر مخطئاً فيما ذهب إليه. وأن رأيه هو الأقرب إلى الصواب، وأن رأيه الجديد أيضاً أقرب إلى الحق من رأيه القديم، وما ذلك إلا لأن الحق واحد، أصابه من أصابه، وأخطأه من أخطأه.

إلا إن قلنا بالتصويب في الأحكام، ونحن لا نرى التصويب صواباً.. فإن كنتم ترونه صواباً فلا بد من بحث هذه المسألة معكم أولاً. فنحن نرى أن الحق واحد، إذ ما بعد الحق إلا الضلال والخطأ، ولئن قبلنا جدلاً التصويب في الأحكام، فإنه باطل جزماً في الاعتقادات. بل إن نفس حديث: تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، يدل على بطلان التصويب في الاعتقادات. وأن الحق فيها واحد، فلا بد من البحث عنه.

نعم.. يكون المجتهد المخطئ في الأحكام الذي بذل جهده معذوراً في خطأه عند الله.

ودعوى بعض المصوبة: أن الله تعالى ينشئ حكماً وفق ما أدى إليه نظر المجتهد، أو وفق رأيه وظنه تحتاج إلى إثبات قطعي. وأنى يمكن ذلك؟!

وقد يجوز لي أن أفهم من كلامكم: أنكم لا تقولون بالتصويب، لأنكم قلتم: «مبرئة لذمة المكلف الذي يقع عليه التقليد للعالم كي يصل إلى مقاصد الشريعة الإسلامية التي يريدها الله تعالى»، حيث دلت هذه العبارة على: أنكم تقولون: إن مقاصد الشريعة واحدة، ويحاول المجتهدون الوصول إليها. فقد يصيبها المجتهد، فيتنجز التكليف، وقد يخطئها، فيكون معذوراً عند الله..


[لماذا مذهب أهل البيت دون سواه؟!:]


رابعاً: إن ما نعتمد عليه في التزامنا بالأخذ عن خصوص أهل بيت النبوة «» يحتاج في بيانه إلى ملاحظة أمور كثيرة، نذكر منها ما يلي:
ألف: إن مجرد أن يكون هناك مجتهد يستقي من عبير النبوة لا يعني أنه يجوز الأخذ منه عندكم. ولأجل ذلك منعتم من تقليد غير الأربعة برهة من الزمن. ولا يزال هذا المنع سارياً ـ بنحو أو بآخر ـ إلى يومنا هذا.

ب: إن لله تعالى كما ذكرتم، مقاصد يريد للناس الوصول إليها.. وقد شرع لنا أحكاماً وشرائع توصل إلى تلك المقاصد.. وهو يريد منا سلوك طريق بعينه للحصول على تلك الأحكام، ولأجل ذلك لم يرض بأخذ تلك الأحكام بواسطة القرعة، أو التنجيم، أو المنامات، أو الكهانة، أو قراءة الكف، أو قراءة الفنجان، أو من الجن، أو من غير المسلمين، أو من فساق العلماء، فلم يجوز لنا تقليدهم، وأخذ أحكام الدين منهم، ولا.. ولا..

ج: إنه لا يجوز أخذ الشريعة من الجاهل.. بل لا بد من أخذها من «أهل الذكر»، والتعبير بكلمة «ذكر» إنما هو لبيان: أن السبيل إلى الشرائع والأحكام هو نقل الحفظة، الذين لهم صفة الذكر بمعناها الدقيق، فلا يصح الأخذ ممن يسهو، وينسى، فضلاً عمن يخطئ، أو يتعمد الخلاف..

د: بل قد يقال: هذا التعبير «أهل الذكر» يضع علامة استفهام على الفتوى بالرأي أيضاً.. إذ إن من يريد أن يفتينا برأيه، أو من يستند إلى الاستحسان، أو غيره مما يفيد الظن المطلق لا يكون ذاكراً لأحكام الله، فلا مجال لسؤاله، ولا للأخذ منه.

وهذا يوضح الفرق بين أئمة المذاهب الأربعة، وبين أئمة أهل البيت «»، فإن أئمة أهل البيت «» ليسوا مجتهدين كاجتهاد أبي حنيفة أو مالك أو غيرهما، بل هم حفظة للشريعة، نقلة لها، وهم أهل الذكر، ولذلك لا تجد لديهم اجتهاد الرأي، ولا استحسان، ولا غير ذلك.

أما أئمة المذاهب الأربعة، فهم مثل سائر المجتهدين الذين يقلدهم العوام في زماننا هذا، فإن هؤلاء المجتهدين يمارسون استنباط الأحكام والسنة، وفق ضوابط معينة من شأنها أن تجعلهم أكثر إصابة لأحكام الله الواقعية.. وليسوا من «أهل الذكر» بالمعنى الذي ذكرناه.

ويشترط في هذه الضوابط التي يستفيدون منها أن تكون مرضية لدى الشارع الحكيم، وما ذكرناه يفسر لنا الروايات التي رواها السنة والشيعة، والتي حصرت «أهل الذكر» بأئمة أهل البيت «»([2]).

ولعلك تقول: إن مورد الآية هو إرجاع المشركين إلى العارفين بالأمور.

ونجيب:
بأن من المعلوم: أن المورد لا يخصص الوارد. فالآية عامة، من حيث أنها تُرجِعُ كل من يجهل شيئاً إلى العالم به، ثم جاءت الروايات لتكون قرينة منفصلة على المراد، وتبين لنا: أن أهل المعرفة التامة، والحفظة لجميع المعارف والحقائق هم خصوص العترة. فكَوْنُ موردِ الآية خاصاً لا يوجب كون مضمونها كذلك.

هـ: وبعد.. فلو كان أهل البيت «» كسائر المجتهدين لوقع الاختلاف بينهم في الفتاوى، كالاختلاف بين أئمة المذاهب الأربعة، فضلاً عن غيرهم.. لكنك تجدهم متفقين في كل شيء، ومذهب الشيعة الإمامية يعتمد على أقوالهم وسيرتهم، رغم أنهم اثنا عشر إماماً عاشوا في برهة زمنية تمتد إلى مائتين وخمسين سنة.

و: إن علماء المذاهب الأربعة قد ولدوا بعد استشهاد النبي «» بعقود كثيرة، وبعضهم ولد في القرن الثاني والثالث للهجرة.. وإنما فُرِضَتْ مذاهبهم، واستُبْعِدَ ما عداها بعد زمان من وفاتهم.. ونحن من أجل ذلك نطرح الأسئلة التالية..

من كان المرجع للناس قبل ولادة الأئمة الأربعة، وقبل وصولهم إلى هذه الدرجة العلمية؟!


وكيف ثبت أن الناس قد قلدوهم في حياتهم، وتركوا سائر الفقهاء، وما أكثرهم في تلك الفترة؟!

وما هو مصير من أخذ من سفيان الثوري، والزهري، والشعبي، والأوزاعي، وابن جريج، وعطاء، وإبراهيم، والحسن، وابن حزم و.. و..؟! وهل أجزأه ذلك، وبرئت ذمته أم لا؟!

بل ما هو حال من كان يأخذ من علماء بلده وعصره بعد موتهم، قبل أن تفرض المذاهب الأربعة على الناس، فإن ذلك قد تأخر لعدة عقود من الزمن؟!

على أن هارون الرشيد قد أراد أن يحمل الناس على العمل بموطأ مالك، فنهوه عن ذلك بما جعله يتراجع. فلماذا استساغوا حصر المذاهب بالأربعة بعد ذلك.. أي بعد أكثر من قرنين من الزمن؟!

ز: إن الأربعة من أئمة المذاهب مجتهدون، ولكن الاجتهاد لا ينحصر بهم، وليس ثمة ما يرجحهم على غيرهم.. فلماذا فرضت مذاهبهم، ولم يفرض مذهب الأوزاعي، أو الثوري، أو الظاهري، أو غيرهم؟!

ح: إن المذاهب الأربعة مختلفة فيما بينها، فما الذي رجح لكل طائفة الأخذ بإمام بعينه، فهذا يرجح الأخذ بمذهب الشافعي على الأخذ بمذهب غيره، أو بالعكس؟! بل لماذا لا تتوحد المذاهب الأربعة في مذهب واحد؟!

ط: إن الروايات عن رسول الله «» تدل على لزوم أخذ الشريعة من خصوص أهل البيت «»، وهي كثيرة جداً، ولا ريب في تواترها، ونختار منها هنا حديثين فقط، وهما:

1 ـ حديث الثقلين المتواتر الذي جعل العترة من أهل بيت النبوة عدلاً للقرآن، وأوجب التمسك به وبهم، وقرر أن هذا التمسك يوجب الأمن من الضلال.. فقال «»: «إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي» أو نحو ذلك.

ومصادر هذا الحديث من كتب أهل السنة كثيرة جداً وسنذكر شطراً منها عما قريب.

وقد اعترف ابن حجر بكثرة طرق هذا الحديث، وقال: إنه روي عن بضعة وعشرين صحابياً.. كما في آخر الفصل الثاني من الباب التاسع من الصواعق المحرقة.

مع أن تتبع طرقه يعطي: أنه مروي عن ثمانية وثلاثين صحابياً، وهو موجود في صحيح مسلم والترمذي وغيرهما.
وهو يدل دلالة واضحة: على أن المطلوب هو حصر أخذ الدين بالقرآن وبأهل البيت «»، وأن في ذلك يحصل الأمن من الضلال، مما يعني: أن الأخذ من غيرهم مظنة الوقوع في الخطأ والخطل..

2 ـ حديث: «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»([3]).

وبعد.. فإن التمسك بالقرآن وبأهل البيت «» وفق توجيهات رسول الله «» يزيل كل خلاف في الأمة، ويجمع شملها، ويوحد كلمتها.. والحجة عليه واضحة في حديث الثقلين، وحديث سفينة نوح، وليس ثمة ما يوجب اليقين ببراءة الذمة إذا أخذنا من غيرهم..

والاشتغال اليقيني يستدعي اليقين بالبراءة.

وكلام رسول الله «» في حديث الثقلين وأمثاله كاف في تحصيل هذا اليقين.

ويجب أن لا ننسى: أن التمسك بالقرآن لا يعني التمسك بالعترة ولا يغني عنه، وهذا هو منطوق هذا الحديث.

ولمزيد من البيان والإيضاح نذكر لكم هنا فقرات مما ذكرناه في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «» ج15 ص97 فما بعدها، فنقول:

حديث الثقلين:

قالوا: ولما بلغ رسول الله «» الجحفة أمر بشجرة، فقمَّ ما تحتها، فخطب الناس، فقال: «إني كائن لكم فرطاً، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا أبداً: كتاب الله، وسنة نبيه»([4]).

ونقول:
إن هذا الحديث لا ينافي حديث الثقلين الآتي ذكره، والذي جعل العترة عدلاً للقرآن.. ولتوضيح المراد يرجى ملاحظة ما يلي:

1 ـ الثقل: بفتح القاف، أم بسكونها؟!:

الظاهر: أن كلمة «الثقلين» هي بفتح الثاء المشددة، وفتح القاف بعدها.

قال ابن حجر الهيثمي: «سمى رسول الله «» القرآن وعترته ثَقَلين، لأن الثَّقَل كل نفيس خطير مصون. وهذان كذلك، إذ كل منهما معدن العلوم الدينية، والأسرار والحكم العلية، والأحكام الشرعية؛ ولذا حث رسول الله «» على الاقتداء والتمسك بهما، والتعلم منهما.

وقيل: سميا ثِقْلين، لثقل وجوب رعايتهما»([5]). أو رعاية حقوقهما.

وقال الشريف الرضي في المجازات النبوية: تسمية الكتاب والعترة بالثقلين، وواحدهما ثقل، وهو متاع المسافر الذي يصحبه إذا رحل، ويسترفق به إذا نزل، فأقام عليه الصلاة والسلام الكتاب والعترة مقام رفيقيه في السفر، ورفاقه في الحضر، وجعلهما بمنزلة المتاع الذي يخلفه بعد وفاته([6]).

2ـ النص الصحيح والصريح:

إنه لا يمكن الاعتماد على الرواية التي تقول: «كتاب الله وسنة نبيه» أو «كتاب الله وسنتي» واعتبارها أنها هي حديث الثقلين المعروف دون سواها.. بل الصحيح هو أن نقول:

إن حديث الثقلين المعروف هو ذلك الحديث المتواتر، والمروي بأسانيد صحيحة، وله نصوص متقاربة، منها ما ورد في صحيح مسلم، من أنه «» قال في غدير خم:

«يوشك أن يأتي رسول ربي، فأجيب. وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، خذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحث على كتاب الله ورغب فيه ـ ثم قال: وأهل بيتي. أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي الخ..» أو نحو ذلك([7]).


رواة الحديث من الصحابة:

وقد ذكر السخاوي: أن حديث الثقلين هذا مروي عن:
1 ـ أبي سعيد الخدري.
2 ـ زيد بن أرقم.
3 ـ جابر.
4 ـ حذيفة بن أسيد الغفاري.
5 ـ خزيمة بن ثابت.
6 ـ سهل بن سعد.
7 ـ ضميرة.
8 ـ عامر بن أبي ليلى.
9 ـ عبد الرحمن بن عوف.
10 ـ عبد الله بن عباس.
11 ـ عبد الله بن عمر.
12 ـ عدي بن حاتم.
13 ـ عقبة بن عامر.
14 ـ علي «».
15 ـ أبي ذر.
16 ـ أبي رافع.
17 ـ أبي شريح الخزاعي.
18 ـ أبي قدامة الأنصاري.
19 ـ أبي هريرة.
20 ـ أبي الهيثم بن التيهان.
21 ـ أم سلمة.
22 ـ أم هاني بنت أبي طالب.
23 ـ رجال من قريش([8]).

وقد زاد صاحب العبقات على ما تقدم؛ الأسماء التالية:
24 ـ الحسن بن علي «».
25 ـ سلمان الفارسي (المحمدي).
26 ـ حذيفة بن اليمان.
27 ـ زيد بن ثابت.
28 ـ عبد الله بن حنطب.
29 ـ جبير بن مطعم.
30 ـ البراء بن عازب.
31 ـ أنس بن مالك.
32 ـ طلحة بن عبيد الله.
33 ـ سعد بن أبي وقاص.
34 ـ عمرو بن العاص.
35 ـ سهل بن سعد.
36 ـ أبا أيوب الأنصاري.
37 ـ فاطمة الزهراء «صلوات الله وسلامه عليها».
38 ـ أبا ليلى الأنصاري([9]).


حديث الثقلين متواتر:

وقد صرحوا: بأن النبي «» قد قال هذا القول في مواطن عديدة، فقد قاله في عرفة في حجة الوداع، وفي المدينة في مرضه الذي توفي فيه. وفي غدير خم، وقاله بعد انصرافه من الطائف([10]).

وقد صرحوا: بأنه مروي عن نيف وثلاثين صحابياً([11]).

وقد ظهر مما تقدم: أنه مروي عن ما يقرب من أربعين.

وقد اعتبر ابن حجر الهيثمي الحديث المروي عن ثمانية من الصحابة متواتراً([12])، فكيف إذا كان مروياً عن ثمانية وثلاثين صحابياً؟! أو أكثر حسبما ذكرناه؟!


وسنتي وعترتي متوافقان:

إن من الواضح: أن حديث: «كتاب الله وعترتي» متواتر.

وأما حديث: «وسنتي» فليس كذلك، فلو كانا متعارضين لوجب تقديم المتواتر.

على أن حديث «كتاب الله وعترتي» لا ينافي حديث «وسنتي».. بل هما حديثان مستقلان لا يضر أحدهما بالآخر.

ولو سلمنا ارتباطهما، فهو ارتباط لا يضر، حيث يكون أحدهما موضحاً، أو مقيداً للآخر، ويكون المعنى: أن سنة الرسول «» التي يوصي الناس بالتمسك بها هي التي تنقلها العترة، وهي التي تحفظ الناس من الضلال؛ لأن العترة معصومة عن الخطأ والسهو والنسيان، وعن كل نقص وعيب وخلاف..

أما السنة التي يأتي بها أمثال: الوليد بن عقبة، أو مروان بن الحكم، أو أبي هريرة أو سمرة بن جندب، أو كعب الأحبار، أو عمرو بن العاص، أو معاوية وأضرابهم، فلا يؤمن عليها من أن تكون قد تعرضت للتحريف، أو التزييف.. وقد حفل التاريخ ببعض الشواهد على حدوث ذلك، خصوصاً فيما يرتبط بأهل البيت «».

فيكون في هذين الحديثين دلالة على الحجة، وعلى طريق ثبوتها معاً..


أسرار في حديث الثقلين:

1 ـ وتقدم: أن حديث الثقلين هذا يدل على عصمة العترة «»، لأنه «» جعلها عدلاً للقرآن، في كون التمسك بها يوجب الأمن من الضلال، فلو كانوا «» يسهون، أو يخطئون، أو ينسون، أو يكذبون ـ والعياذ بالله ـ أو يحتمل ذلك في حقهم لم يكن التمسك بهم من موجبات الأمن من الضلال عن الحق..

2 ـ قد أكد هذا الحديث أن هذه العصمة ثابتة لهم ومستمرة إلى حين الورود على الحوض، وهو يدل على بقائهم في موقع الهداية للأمة ما دامت الدنيا باقية، وذلك إنما يكون ببقائهم فيها بصورة فعلية، وعلى قيد الحياة، تماماً كما هو الحال بالنسبة لبقاء القرآن..

3 ـ إن هذا لا يكون إلا ببقاء إمامتهم وحضورهم.. وليكن هذا أحد الإرشادات إلى حياة الإمام المهدي «» إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

قال الهيثمي: «في أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك إلى يوم القيامة. كما أن الكتاب العزيز كذلك»([13]).

وأخيراً: فقد قال السمهودي: «وهذا الخبر يفهم منه وجود من يكون أهلاً للتمسك من أهل البيت والعترة الطاهرين في كل زمان»([14]).

4 ـ يضاف إلى ذلك: أنه لو جاز عليهم الخطأ لفارقوا القرآن، مع أن هذا الحديث يقول: إنهما لن يفترقا حتى يردا على النبي «» الحوض..

5 ـ إن التعبير بأن القرآن والعترة لن يفترقا.. يعطي: أن القرآن يكون مع العترة ويصدقهم، ولا يكون مع غيرهم في مقابلهم أبداً، وأنه لا يتضمن أي شيء يخالف أقوالهم، وأفعالهم، كما أنهم هم أيضاً لا يفارقون القرآن..
وهذا معناه: أن القرآن والسنة النبوية يحتاجان إلى حافظ ومبين، يشرحهما، ويبين ناسخهما من منسوخهما، والمحكم من المتشابه فيهما، ويكشف عن غوامضهما، وينفي تحريفات المبطلين عنهما.. وهذا الحافظ والشارح هو أهل البيت «».

6 ـ لو كان الرجوع إلى الكتاب والسنة من دون رجوع للعترة يحفظ الأمة من الضلال، لم يختلف الناس بعد رسول الله «»، ولم يتفرقوا إلى عشرات الفرق، ولم يختلفوا في أحكامهم واعتقاداتهم و.. و.. الخ..

كما أنه لو كان الرجوع إلى الكتاب والسنة من دون العترة كافياً، لم يبق معنى لقوله تعالى: ﴿..فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ([15]) فإنه إذا وجب السؤال، وجاء الجواب، فلا بد من الأخذ به، والعمل على طبقه، وهذا يستلزم ثبوت العصمة للمسؤول، إذ لولا ذلك لجاز أن يخطئ في الإجابة، ولا معنى لإيجاب الأخذ بالخطأ، ولا لإيجاب العمل به..
من هم العترة؟!:

ومن الواضح: أن المقصود بالعترة ليس جميع أقارب رسول الله «»، بل المراد بهم هو ما بيَّنه «» بقوله: «وعترتي أهل بيتي» كما صرحت به النصوص الكثيرة لحديث الثقلين.

وذلك يشير: إلى ما ورد في آية التطهير، التي أثبتنا أن المراد بأهل البيت «» فيها هم: «أهل بيت النبوة». وقد دل حديث الكساء، وحديث الأئمة بعدي اثنا عشر وغيرهما، على أنهم: فاطمة، وعلي، والحسنان.. ثم الأئمة التسعة من ذرية الحسين «»، فراجع كتابنا: «أهل البيت في آية التطهير».

وقد ذكر العلامة الوشنوي كلاماً يفيد في توضيح هذا المعنى فراجع([16]).

والحمد لله، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حرر بتاريخ: 21/ 1/ 1431 هـ. ق.
أخوكم جعفر مرتضى العاملي

----------

([1]) الآية 43 من سورة النحل.
([2]) راجع: شواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص432 حتى ص437 وخصائص الوحي المبين ص229 عم تفسير الثعلبي، وجامع البيان للطبري ج14 ص108 و (ط بولاق) ج17 ص5 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي (ط اسلامبول) ص46 و 119 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج11 ص272 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج2 ص570 وروح المعاني للآلوسي ج14 ص147 ورواه: ابن شهرآشوب في منا قب آل أبي طالب ج4 ص179 عن القطان في تفسيره، ووكيع، والأسدي، وسفيان الثوري، والطرائف لابن طاوس ص94 عن تفسير محمد بن مؤمن الشيرازي.
([3]) راجع: المعجم الصغير للطبراني (ط دهلي) ص78 وعيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص211 والمعارف (ط مصر) ص86 والصواعق المحرقة ص184 ومستدرك الحاكم ج3 ص150 ومجمع الزوائد ج9 ص168 وتاريخ الخلفاء ص573 والخصائص الكبرى ج2 ص266 وينابيع المودة (ط اسلامبول) ص28 و 27 و 183 و 161.
([4]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص36 وفي هامشه عن البخاري ج4 ص12 وعن صحيح مسلم ج2 ص861 والحديث في الموطأ (بشرح السيوطي) ج2 ص208 كتاب القدر والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص603 وفيض القدير ج3 ص340 ومستدرك الحاكم ج1 ص93 وتنبيه الغافلين ص43 وميزان الإعتدال ج2 ص302 والكامل ج4 ص69 والضعفاء للعقيلي ج2 ص251 والعلل ج1 ص9 وكمال الدين ص235 والبحار ج23 ص132 وكنز العمال ج1 ص173 ـ 187 والجامع الصغير ج1 ص505 و 506 والسنن الكبرى للبيهقي ج10 ص114 والجامع لأخلاق الرواة ج1 ص166 وسنن الدارقطني ج4 ص160 والعهود المحمدية ص635 وطبقات المحدثين بإصبهان ج4 ص68 وعن تاريخ الأمم والملوك للطبري ج2 ص403 وذكر أخبار إصبهان ج1 ص103 والعبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ق2 ص59.
([5]) الصواعق المحرقة ص226 و 227 وراجع تيسير الوصول.
([6]) المجازات النبوية ص218.
([7]) صحيح مسلم ج7 ص123 وتيسير الوصول ج1 ص16 والنهاية في اللغة لابن الأثير ج3 ص177 والصواعق المحرقة، والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص621 و 622 والطرائف ص114 ـ 122 ومسند أحمد ج5 ص182 و 189 و 190 وج4 ص371 و 366 وج3 ص17 و 26 و 14 و 59 ومستدرك الحاكم ج3 ص148 و 110 و 109 و 533 وتلخيص المستدرك للذهبي (مطبوع بهامشه) والدر المنثور ج2 ص60 والمعجم الكبير ج5 ص186 و 187 وج3 ص63 و 66 ونوادر الأصول ص68 وكنز العمال (ط أولى) ج1 ص48 وتهذيب الكمال ج10 ص51 وتحفة الأشراف ج2 ص278 ومشكاة المصابيح ج3 ص258 وسنن الدارمي ج2 ص310 والسنة لابن أبي عاصم ص629 و 630 والسنن الكـبرى ج2 ص148 = = ومصابيح السنة ج2 ص205 والبداية والنهاية ج5 ص206 و 209 وج7 ص9 وكشف الأستار عن زوائد البزار ج3 ص221 وسمط النجوم العوالي ج2 ص502 وتهذيب اللغة للأزهري ج9 ص78 ولسان العرب ج4 ص538 ومجمع الزوائد ج9 ص156 و 163 وترجمة الإمام أمير المؤمنين من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج1ص45 وعن السيرة الحلبية ج3 ص308 ونظم درر السمطين ص231 و 232 والمنهاج في شرح صحيح مسلم ج15 ص180 وفيض القدير ج3 ص14 وشرح المواهب اللدنية ج7 ص5 و 8 والمرقاة في شرح المشكاة ج5 ص600 ونسيم الرياض في شرح الشفاء ج3 ص410 وعن أشعة اللمعات في شرح المشكاة ج4 ص677 وذخائر العقبى ص16 وغرائب القرآن ج1 ص347 والفصول المهمة لابن الصباغ ص24 والخصائص للنسائي ص30 وكفاية الطالب ص11 و 130 والطبقات الكبرى ج2 ص194 وأسد الغابة ج2 ص12 وج3 ص147 وحلية الأولياء ج1 ص355 وتذكرة الخواص ص332 والعقد الفريد والسراج المنير في شرح الجامع الصغير ج1 ص321 وشرح الشفاء للقاري (مطبوع بهامش نسيم الرياض) ج3 ص410 ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج1 ص96 و 101 وج2 ص390 وج5 ص95 وعن تفسير الرازي ج3 ص18 وعن تفسير النيسابوري ج1 ص349 وتفسير الخازن ج1 ص257 وج4 ص94 و 21 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص113 وج3 ص485 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص130 وفضائل الصحابة ص22 وتحفة الأشراف ج11 ص263 و 255 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص30 وج10 ص114 ومسند ابن الجعد ص397 ومنتخب مسند عبد بن حميـد ص114 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص51 ومسند أبي يعلى ج2 ص297 = = و303 ومسند ابن خزيمة ج4 ص63 والمعجم الصغير ج1 ص131 و 135 والمعجم الأوسط ج3 ص374 وج4 ص33 والغدير ج1 ص30 و 176 وج3 ص297 وج10 ص278 وفدك في التاريخ ص98 ومستدرك سفينة البحار ج1 ص508 وج3 ص86 وأمان الأمة من الاختلاف ص126 و 130 و 132 و 135 ونهج السعادة ج3 ص96 وج8 ص417 ومسند الإمام الرضا ج1 ص106 و 108 ودرر الأخبار ص40 ومكاتيب الرسول ج1 ص358 و 553 ومواقف الشيعة ج1 ص33 وج3 ص474 وتفسير أبي حمزة الثمالي ص5 وتفسير العياشي ج1 ص5 وتفسير القمي ج1 ص173 وج2 ص345 والتبيان ج9 ص474 وتفسير مجمع البيان ج7 ص267 وج9 ص340 وكشف اليقين ص188 و 426 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص6 وج12 ص232 و 396 وتفسير جوامع الجامع ج1 ص411 والتفسير الصافي ج1 ص21 وج2 ص69 وتفسير الميزان ج1 ص12 وج3 ص86 وج16 ص319 وج17 ص45 والكنى والألقاب ج1 ص262 وشواهد التنزيل ج2 ص42 واختيار معرفة الرجال ج1 ص85 وج2 ص484 و 485 والدرجات الرفيعة ص451 والضعفاء للعقيلي ج2 ص250 وج4 ص362 والكامل ج6 ص67 وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص258 وج41 ص19 وج54 ص92 وسير أعلام النبلاء ج9 ص365 وكشف الغمة ج2 ص172 ونهج الإيمان ص202 وحياة الإمام الحسين للقرشي ج1 ص79 وحياة الإمام الرضا للقرشي ج1 ص9 ولمحات في الكتاب والحديث والمذهب للصافي ص137 ومجموعة الرسائل ج1 ص56 و 189 وج2 ص47 و 49 و 51. وراجع: بصائر الدرجات ص433 و 434 ودعائم الإسـلام ج1 ص28 وعيـون أخبـار الرضـا ج1 ص34 و 68 والخصـال ص66 = = والأمالي للصدوق ص500.





وراجع: كمال الدين وتمام النعمة ص64 و 234 و 235 و 236 و 238 و 239 و 240 و 278 ومعاني الأخبار ص90 وشرح أصول الكافي ج1 ص34 وج5 ص166 والوسائل ج1 ص2 وج18 ص19 ومستدرك الوسائل ج3 ص355 وج7 ص255 وج11 ص374 وكتاب سليم بن قيس ص201 ومسند الرضا ص68 و 210 ومناقب أمير المؤمنين ج1 ص148 وج2 ص112 و 115 و 116 و 117 و 135 و 136 و 137 و 140 والمسترشد ص559 ودلائل الإمامة ص20 والهداية الكبرى ص18 وشرح الأخبار ج1 ص99 وج2 ص379 و 502 وج3 ص12 ومائة منقبة ص161.

وراجع: الإرشاد ج1 ص233 والأمالي للمفيد ص135 والأمالي للطوسي ص162 و 255 و 548 والإحتجاج ج1 ص191 و 216 و 391 وج2 ص147 و 252 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص3 والعمدة لابن البطريق ص68 و 69 و 98 و 102 و 118 والتحصين ص636 وسعد السعود لابن طاووس ص228 وإقبال الأعمال ج2 ص242 والطرائف لابن طاووس ص114 و 115 ومشكاة الأنوار ص11 والصراط المستقيم ج2 ص32 وكتاب الأربعين للشيرازي ص363 و 364 و 365 و 367 والفصول المهمة في أصول الأئمة ج1 ص549 وحلية الأبرار ج2 ص328 ومدينة المعاجز ج2 ص382 وبحار الأنوار ج2 ص100 و 104 و 226 و 285 وج5 ص21 وج10 ص369 وج16 ص337 وج22 ص311 و 476 وج23 ص107 و 108 و 109 و 113 و 117 و 526 وج23 ص133 و 134 و 136 و 140 و 141 و 145 و 146 و 147 وج24 ص324 وج25 ص237 وج28 = = ص262 و 287 وج30 ص588 وج31 ص376 و 415 وج35 ص184 وج36 ص315 و 331 و 338 وج37 ص114 و 129 وج47 ص399 وج86 ص13 و 27 ونور البراهين ج1 ص384 وكتاب الأربعين للماحوذي ص41 و 68 والعوالم (الإمام الحسين) ص605 و 734 ومناقب أهل البيت ص82 و 173 و 171 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص27 و 28 و 30 و 58 وج2 ص3 و 8 و 47 والنص والإجتهاد ص13 والمراجعات ص72 و 73 و 262 والسقيفة للمظفر ص188 وكتب اللغة مادة ثقل، مثل: القاموس المحيط، وتاج العروس، والمناقب المرتضوية ص96 و 97 و 100 و 472 ومدارج النبوة لعبد الحق الدهلوي ص520. ونقله: الشيخ محمد قوام الدين الوشنوي في حديث الثقلين عن أكثر من تقدم، وعن الصواعق المحرقة ص75 و 78 و 99 و 90 و 136 وعن ينابيع المودة ص18 و 25 و 30 و 32 و 34 و 95 و 115 و 126 و 199 و 230 و 238 و 301 وإسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) ص10 وعن فردوس الأخبار للديلمي ونقله صاحب العبقات عن عشرات المصادر الأخرى، فراجع حديث الثقلين ص22 ـ 29 فراجع.
([8]) حديث الثقلين للوشنوي ص13 عن الإستجلاب لشمس الدين السخاوي.
([9]) حديث الثقلين ص14 عن عبقات الأنوار المجلد الخاص بحديث الثقلين.
([10]) الصواعق المحرقة (ط سنة 1385 هـ) ص148 و 149.
([11]) راجع: الصواعق المحرقة (ط سنة 1385 هـ) ص148 و 149 والجامع الصحيح للترمذي ج2 ص220 و 221.
([12]) الصواعق المحرقة (ط سنة 1385 هـ) ص21.
([13]) الصواعق المحرقة (ط سنة 1385 هـ) ص149 وراجع: الفصول المهمة لابن الصباغ ص310 ونور الأبصار ص28 وينابيع المودة (ط سنة 1301 هـ) ج2 ص414.
([14]) حديث الثقلين للعلامة الوشنوي ص22 عن السمهودي.
([15]) الآية 43 من سورة النحل.
([16]) حديث الثقلين للعلامة الوشنوي ص19 فما بعدها.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 07-May-2010 الساعة 03:50 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-May-2010 الساعة : 04:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الرسالة الثالثة


[المفاجأة والندم:]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله رسول الرحمة ونبي الأمة وعلى أهل بيته وأصحابه أجمعين، أما بعد:
سماحة الأخ السيد جعفر مرتضى العاملي (حفظكم الله وأيدكم)..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكر الله تعالى على كثير نعمه، ومن تلك النعم: أن أنعم علي بأخ عالم فقيه، جمع العلم، والأخلاق الحميدة، التي أمست نادرة في وقتنا هذا، إنما عنيت بهذا سماحتكم..

ولا أخفي عليكم أنني قد وقعت تحت تأثير المفاجأة الكبيرة حين تلقيت منكم هذا الجواب، الذي أعتبره جواباً عميقاً، قد أجاب عن كل التساؤلات التي تدور في ذهني والتي ألمحت عنها من خلال سؤالي، فما كان منكم إلا التصريح عن مكنونات ما دار في ذهني، وهذا لا يكون إلا من عالم مجتهد، أدعو لكم بطول العمر والعافية، وما فيه خير لدين الله وإظهار الحق.

وللأمانة إنني ما زلت نادماً على ما ادعيته جزافاً عنكم، في تلك المقالة وأرجو منكم المعذرة، وإنني منذ تلقيت ردكم علي ما زال إعجابي يكبر، والمحبة تزيد في قلبي تجاهكم، وأرجو من الله التوفيق والسداد لما يحب ويرضى.

[البداء والعصمة؟!:]

أخي سماحة السيد جعفر مرتضى (أيدكم المولى)..
أولاً: أريد أن أوضح مسألة مهمة وهي عن طريقة البحث ـ وأحمد الله أن وفقني لعالم مجد من أمثالكم ـ التي أنتهجها في التفكير والاستدلال، فأنا لست أشعري العقيدة، بل أنا من أصحاب القول بوجوب إعمال العقل والمنطق في الوصول إلى الحق، وهذا المنهج الذي ينفر الكثير من أصدقائنا منه ويعتقدون بأنه مخالف لما يريد الله ورسوله، مع أن الأدلة المسوقة إلينا من الكتاب والسنة النبوية الشريفة تحث على ذلك فقد قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ.

وقوله عز وجل: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ.

وعن النبي (صلى الله عليه وسلم): «قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له».

وعنه (صلى الله عليه وسلم): «استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا».

فإنني أعمل جاهداً وأحث الآخرين على هذا، فقد نهى الله تعالى عن إهمال هذه النعمة الكبيرة، فقد قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ.

وقوله أعز من قائل: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ.

من هنا كان التصميم عندي منذ بدأت دراستي الدينية على أن أكون من أهل الصواب، ومن الذين يعملون عقولهم لا كالذين يقولون: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ.

ثانياً: إن ما دفع بالسلطة السياسية في زمن الدولة العباسية إلى تحديد مذاهب التقليد بالمذاهب الأربعة هو من باب نظم الأمور، وذلك لأن تلك المذاهب تناسب ما تريده السلطة في ذلك الحين نعم وإن إقفال الاجتهاد لهو شيء مقيت وهم بذلك لم يرجعوا إلى الله ورسوله، وحتى إلى المنطق.

وتأييداً لم طرحته علي من أسئلة حول أصحاب المذاهب وما يرونه حول آرائهم، أجدك محقاً، بل إنني أزيد من المؤيدات عليه، فقد قال مالك: «الكل يؤخذ عليه ومنه إلا من هذا فإنه فقط يؤخذ منه» وقد أشار إلى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم). من هنا يا سماحة السيد أؤيدك فيما تقول، لذلك تجد التخبط في فقه السني مما يخالف ما يريده رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لكن ما جعل أمر المذهب كذلك هم من تسلطوا على الرقاب ونشروا الرعب والإرهاب باسم الدين والإسلام، وهما منهم براء. وهناك أمثلة كثيرة من التاريخ الإسلامي، وأوضحها ما حصل على السبط الشهيد سيدنا الحسين بن علي (رضوان الله عليه) على يد يزيد عليه لعنات الله. أريد منكم أن لا تستغرب مني هذا القول، فهذا ما يجب أن يكون عليه العالم المنصف الذي يبحث عن الحق وأهله..

ثالثاً: أما عن المصوبة وتبديل رأي الله عز وجل حسب فتوى المجتهد فهذا عين البداء الباطل الذي ينافي علم الله عز وجل، من هنا أنتهز تلك الفرصة لأسئلكم عن البداء الذي يعتقد به الشيعة والذي قرأت شيئاً عن هذا الموضوع في كتابكم الصحيح من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم).

فما هي حقاً عقيدتكم بهذا الموضوع؟!

رابعاً: ذكرتم حفظكم الله أن أهل الذكر هم خصوص أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم)، فهذا يدل على أنهم وحسب ما تلمحون إليه من أهل العصمة الذين لا يصدر عنهم الزلل والخطأ والخطل، لأن الحفظة كما عبرتم يجب أن يكونوا معصومين إن كانوا عدلاً للقرآن الكريم كما أشارت له الأحاديث التي ذكرتها مع مصادرها، وهذا كلام يدخل الوجدان والفؤاد، لكن تلميحكم يحتاج للتوضيح، وأرجو أن تفيدونا بهذا أكثر فإنني قد وقفت عند هذه المسألة، فهل يجوز أن يكون هناك معصوم غير الأنبياء، قد يعصم الإنسان نفسه وهذا مقدور للناس مع السير نحو الله عز وجل؟! ولكن هل عصمتهم كعصمة الأنبياء، وبعبارة أخرى هل عصمتهم تكوينية أم غير ذلك؟!

وإن كان هؤلاء (الحفظة) و (أهل الذكر) لديهم تلك العصمة، فمن أين لهم القدرة على استنباط الأمور والجواب على الأمور المحدثة، التي حصلت في عهدهم، وقد انقطع الوحي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)، أو استشهاده كما عبرت سماحتكم؟! فإن قلنا: إنهم لهم القدرة على ضبط الأحكام كما علمها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وذلك بسبب العصمة، فكيف كانوا يصلون إلى مقاصد الشريعة، وإلى الحكم الشرعي، دون إعمال الاجتهاد، أو مع انقطاع الوحي باستشهاد النبي (صلى الله عليه وسلم)؟!

خامساً: لقد فهمت من خلال جوابكم الكريم أن العترة هم خصوص أهل البيت (صلوات الله عليهم) دون زوجاته، أو أعمام النبي (صلى الله عليه وسلم)، أو زوجاته؟ فهل هم أولاد فاطمة بنت النبي (عليها صلوات الله)؟ ولماذا خصوص هؤلاء لا غيرهم من ولد علي أو من الحسنين (عليهم رضوان الله)؟!

وأخيراً.. أشكر لكم هذا الاهتمام، والتوسيع الذي كان في محله، وأسأل الله التوفيق والتسديد وأن يجعلنا وإياكم من الذين يسترشدون بهدي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، إنه سميع مجيب الدعوات..
أخوكم الشيخ (ص..)..
22 / محرم / 1431 هـ. الموافق 8/1/2010م


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-May-2010 الساعة : 06:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


جواب الرسالة الثالثة


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين..
فضيلة العالم الكامل، واللبيب الفاضل الشيخ (ص..) دام تأييده..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..
فقد وصلتني رسالتكم الكريمة التي تعبر عن صادق محبتكم، وطيب أخلاقكم، وطهر روحكم، وعظيم أدبكم، فبارك الله تعالى بكم، وأمد في عمركم في خير وعافية في الدين والدنيا. إنه سميع مجيب الدعاء.

أخي الكريم الفاضل..
لقد أظهرت رسالتكم الكريمة أنكم بحمد الله من أهل العلم والعمل به، وأنكم من أهل الإنصاف والتدبر والتقوى، فبارك الله بكم، وزادكم من عنده ما تقرُّ به عينكم في الدنيا والآخرة..

أخي صاحب الفضيلة..
لم أكن أريد أن أطيل عليكم، غير أن التساؤلات التي تطرحونها فرضت علي قدراً من البيان، وبعض التفصيل الذي قد يكون مملاً لكم، أو مرهقاً. فأنا أعتذر لكم إن كنت قد تسببت لكم بشيء من ذلك.. وإن كان نبل أخلاقكم، ورحابة صدركم يأبيان إلا أن تغمرونا بلطفكم ومحبتكم، فرضي الله عنكم وأرضاكم.

أخي الفاضل الجليل..
إنني أود أن أهنئكم من كل قلبي على هذا النهج الذي رضيتموه لأنفسكم، وهو الالتزام بالبحث الموضوعي، واعتماد ضوابطه الصحيحة، والاحتكام إلى العقل فيما يستقل العقل بحكمه. أو فيما اعتمد عليه من نتائج قدمها له الدليل القاطع والبرهان الساطع، ليوازن فيما بينها، وليعطي كلمته الفصل، وحكمه العدل فيها، ليكون ذلك هو المبرر للالتزام الصارم والحازم بتلك الأحكام، من دون التفات إلى هوى، أو تعويل على موروث لم يتعرض له أحد بالتحقيق، وبالتمحيص الدقيق.

وهذا توفيق إلهي، حباكم الله به، لا بد من شكره، ومن الابتهال إليه تعالى بأن يديمه عليكم، وأن لا يحرمكم تعالى من ألطافه الخفية الزاخرة البركات والعنايات الربانية.

أخي الكريم..
فيما يرتبط بالتساؤلات التي طرحتموها أقول:
إنها وإن كانت تحتاج إلى المزيد من التفصيل والبيان، غير أنني سأجيب عنها بالاختصار قدر الإمكان، فأقول: وعلى الله أتوكل، ومنه أستمد العون والقوة:
السلطة السياسية ونظم الأمور:

ذكرتم حفظكم الله: أن السبب في حصر مذاهب التقليد بالأربعة هو نظم للأمور.. غير أننا نقول:
1 ـ إننا لم نلمح في التاريخ ما يدل على أن الأمور قد اختلت بسبب فتح باب الاجتهاد. وهذا باب الاجتهاد مفتوح عند الشيعة الإمامية إلى يومنا هذا ولم يوجب ذلك اختلالاً في مذهبهم، ولا في مجتمعهم، ولا في سياساتهم، ولا في غير ذلك. كما أنه لم يوجد أحقاداً بين أتباع مجتهديهم ـ وما أكثرهم عبر العصور..

2 ـ بل وجدنا أن الصراعات الصعبة بين أتباع المذاهب الأربعة قد تطورت، وتنامت، وبلغت إلى حدود الصراعات المسلحة فيما بينهم، وذلك بعد أن حصرت المذاهب فيها..

3 ـ إن نفس حصر المذاهب بالأربعة هو الذي ميز بينها، وفرق الناس إلى أربعة فرق تبعاً لذلك، وجعل لهذه الفرق حدوداً وقيوداً، ولو تركت الأمور على حالها، وقلد الناس من رأوا فيه الأهلية لذلك لم تتكون تلك الحساسيات التي انتهت بصراعات دامية. رسخت الفرقة، وزرعت الإحن والأحقاد..

4 ـ علينا أن لا ننسى أن مذهب أهل البيت «» كان حاضراً في الساحة الإسلامية منذ توفي رسول الله «». وقد استمر في التنامي والانتشار عبر العصور، ولم يستطع الحكام منعه من ذلك. فضلاً عن أن يتمكنوا من اجتثاثه واستئصاله من الجذور، رغم أن الرغبة في استئصاله قد أفرزت سياسسات بالغة القسوة والشراسة في مختلف العصور..

وأحداث التاريخ خير شاهد على ذلك. ولا أريد أن أرهقكم بإيراد الأمثلة، فأنا واثق بأنكم لستم بحاجة إلى ذلك..

بين التصويب والبداء:

وقلتم: إن التصويب هو عين البداء الباطل، الذي ينافي علم الله عز وجل.. ثم سألتم حقيقة عن البداء الذي يعتقد به الشيعة..

ونجيب بما يلي:
1 ـ إن البداء إن كان بمعنى أن الله تعالى قد غير رأيه بسبب اكتشافه الخطأ في الرأي الأول، فهذا باطل، ومحال على الله تعالى العالم بكل شيء، والآيات القرآنية والأدلة العقلية صريحة في ذلك.

ولا يعتقد أحد من شيعة أهل البيت «» بهذا الأمر البديهي البطلان. بل هم يحرصون على اقتلاع أمثال هذه الأباطيل والأضاليل من أذهان جميع الناس..

2 ـ إن البداء الذي نعتقد به: هو أن ترد الأخبار عن الله ورسوله عن الآجال والأرزاق، والخلق، والصحة، والمرض، وما إلى ذلك وفق ما تقتضيه الحكمة فيما يرتبط بالسنن الإلهية فيها، وإجراء الأمور على طبيعتها.. كالإخبار عن أن عُمْر فلان من الناس ـ بحسب تركيبة جسده، وطبيعة مكوناته، والمحيط الذي يعيش فيه، والهواء الذي يتنشقه، و.. و.. الخ.. هو مئة سنة مثلاً.. ثم لنفترض أن ذلك قد كتب في لوح المحو والإثبات، وتطلع عليه الملائكة.. وأخبر تعالى نبيه بذلك.. و.. و..

ولكنه تعالى لا يكتب في اللوح، أو ولا يخبر نبيه، أو يخبره ويأمره بعدم البوح بأنه يعلم أيضاً أن هذا الشخص سوف يقتل ظلماً، أو عقوبة، أو يستشهد في ساحات الجهاد.. أو أنه سيشرب السم، أو سيخرج من محيطه السليم إلى محيط آخر موبوء مثلاً، أو سيقع من شاهق، أو سيتعرض لحادث سير، أو زلزال أو .. أو ..
فإذا حصل ذلك، وقتل هذا الرجل وهو في سن العشرين بسبب ما ذكرناه، ورأى الناس أو الملائكة أو النبي ذلك، فسيقولون: إن هذا بداء..

وهكذا الحال فيما لو أخبر بمقدار عمر فلان، ولم يخبر عن أنه يعلم بأنه سيقطع رحمه، فيموت قبل ذلك التاريخ بثلاثين سنة. أو سيصل رحمه فيزاد في عمره ثلاثون سنة. [.. على أن من الممكن أن يطلع الله نبيه على ما في اللوح المحفوظ.. ولكنه يأمره بأن يخبر الناس عما في لوح المحو والإثبات، الذي تكتب فيه مقتضيات السنن، من دون نظر إلى ما يعرض لها من موانع، أو ما يفقد من موانع، أو ما يفقد من شرائط، أو ما يَعْرُض من تغيرات، بسبب نشوء مقتضيات جديدة نتيجة عوامل أخرى فرضتها إرادات آخرين]([1]).

3 ـ ولو لم يكن العمر الذي نقص أو زاد هو ذلك المقدار الذي اقتضته السنن، لم يكن معنى للحكم بزيادة العمر، أو بنقيصته، فإن وجود الحد المعين هو الذي يصحح القول بالزيادة عليه والنقيصة وعنه.

4 ـ فظهر: أن البداء هو ظهور شيء بعد خفائه، أو تجسده على صفحة الواقع بعد كمونه.. فإن أضيف البداء إلى غير الله تعالى قُصِد به الظهور بعد الخفاء، كقوله تعالى: ﴿وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا([2]).

وإن أضيف إلى الله تعالى أريد به التجسد والتحقق على صفحة الوجود لأمر يعلم الله تعالى منذ الأزل أنه يستحقه في حينه بعد تحقق مقتضياته، وشرائطه، وانتفاء موانعه.

وهذا كتجسد المنْطَبَق للعلم على صفحة الواقع في قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ([3])..

وقال سبحانه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ([4]).. وهناك آيات أخرى تدخل في هذا السياق..

وهكذا يقال بالنسبة للأرزاق وغيرهـا، مما يكـتـب تقديـره في اللـوح ـ أعني لوح المحو والإثبات ـ ثم ظهرت الموانع التي لم يخبر عنها أو تفقد الشرائط، فيمحى ما اقتضته السنة الإلهية، ويكتب ما تحقق على صفحة الوجود بالفعل بالاستناد إلى المقتضيات بحسب ما توفر لها، أو فقد منها من شرائط وموانع..

[ومن موارد البداء في القرآن الكريم قصة يونس وقومه، وقصة ذبح اسماعيل، ثم فداؤه بذبح عظيم، وربما تكون قصة نوح وابنه أيضاً من هذا القبيل]([5]).

5 ـ ولولا أن الأمر يكون على هذا النحو لم يكن هناك لوح محو وإثبات، ولوح محفوظ «وهو أم الكتاب»، واللوح المحفوظ أو «أم الكتاب» هو العلم المخزون المكنون الذي يختص به الله تعالى لنفسه [فلا يُطلع عليه سائر الملائكة، وقد يُطلع بعض أنبيائه وأوليائه]([6])، ومن خلال مطابقة ما في لوح المحو والإثبات له.. يأتي، أو فقل: يتبلور معنى البداء..

6 ـ ومن الواضح: أن السنن الإلهية مجموعة نظم وقوانين تنتظم في دائرة قانون العلية، أراد الله تعالى أن يُخضِعَ مسيرة الكون والحياة لها..

واختيار الإنسان من جملة هذه السنن والمؤثرات.

فإذا كان الله تعالى قد جعل نظاماً يرتبط بالأعمار من خلال عناصر مختلفة داخلة في تكوين البشر، وإنه يستطيع أيضاً إخضاع هذه الأعمار نفسها لشرائط مختلفة قد تتوفر وقد لا تتوفر له في محيطه، وفي الهواء والغذاء، وفي الحالات النفسية المختلفة، وما إلى ذلك.. كما أنه قد يجعل لها موانع ومعوقات، وتكون إرادة الإنسان نفسه بأن يختار ما يوجب قتل نفسه، أو لا يختاره، وقد تكون الموانع هي إرادات غيره، فيختارون التسبب بقتله، أو لا يختارون ذلك..

يضاف إلى ذلك: أن إرادة الله تعالى أيضاً تبقى هي العلة التامة التي تهيمن على جميع العلل، والأسباب، والمسببات، وأنه تعالى قد يتدخل لإلغاء الأسباب والعلل، وفقاً لما رسمه تعالى لمسيرة الحياة في أحوالها وتقلباتها، وما يختل من شرائط، ويطرأ من موانع إلا حين يتنافى إعمالها مع مقام الألوهية، كما لو كان ذلك من مفردات الظلم، أو إذا كان إعمالها يتناقض مع الوعد الإلهي، أو غير ذلك.. وقد قال تعالى: ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً([7])، وقال: ﴿لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ([8]).

7 ـ وبهذا البيان، وبقانون البداء بالبيان الذي قدمناه يظهر بوضوح: بطلان قولهم: إن الله تعالى محكوم بقدره، وأنه قد جف القلم بعد أن كتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وصار الله ـ والعياذ بالله ـ مغلول اليد كما قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ([9]).

وإذا كان عدم القول بالبداء معناه: أنه قد فُرِغَ من الأمر. وأن يده تعالى مغلولة، وأنه عاجز عن التصرف.. فلا أظن أن أحداً يجرؤ على القول بذلك، بعد أن صرح الله تعالى بذم اليهود على مقولتهم تلك، ولهذا الأمر سلبياته الكبيرة والخطيرة كما سنشير إليه عن قريب.

فوائد الاعتقاد بالبداء:

1 ـ إن الاعتقاد بالبداء يذكي الطموح في الإنسان، ويدعوه إلى أن يرسم الخطط، ويضع البرامج، وأن يسعى للتخلص من العوائق، وتغيير المعادلات.

2 ـ قد ذكر المجلسي «رحمه الله» أيضاً، ثلاث فوائد للبداء أيضاً، هي:
ألف: أن يظهر الله سبحانه للملائكة الكاتبين في اللوح، والمطلعين عليه، لطفه تعالى بعباده، وإيصالهم في الدنيا إلى ما يستحقونه، فيزدادون به معرفة..

ب: أن يعلم العباد ـ بواسطة إخبار الرسل والحجج لهم ـ أن لأعمالهم الحسنة مثل هذه التأثيرات، وكذلك لأعمالهم السيئة تأثيراتها. فيكون ذلك داعياً لهم إلى فعل الخيرات، وصارفاً لهم عن فعل السيئات..

ج: إنه إذا أخبر الأنبياء والأوصياء «»، أحياناً عن لوح المحو والإثبات، ثم أخبروا بخلافه يلزم الناس الإذعان به، ويكون في ذلك تشديد للتكليف عليهم، وتسبيب لمزيد من الأجر لهم. إذ لا شك أنهم يؤجرون على هذا التسليم([10])..

أما الاعتقاد بعدم البداء، ففيه السلبيات التالية:
1 ـ إنه يجر الإنسان إلى حالة من الكسل والخنوع، ويفقده كل حيوية ونشاط وقوة، حتى لا يكون إنساناً فاعلاً في الحياة ولا مؤثراً فيها..

2 ـ إنه يجر الإنسان إلى اليأس القاتل، وإلى الخيبة، والفشل الروحي الذريع..[والقنوط من رحمة الله]([11]).

3 ـ إنه يعني: أن الله سبحانه عاجز عن التصرف، وأنه غير قادر على فعل أي شيء، وحين يرى الإنسان ربه عاجزاً عن أي تصرف، فلماذا يرتبط به؟! ولماذا يطلب منه حوائجه، أو يتوسل إليه لكشف الضر عنه، أو يدعوه لشفاء المريض، ولزيادة الرزق، ولغير ذلك؟! إنه سيشعر أنه في غنى عنه.. وإنه لا مبرر للارتباط به.. وبذلك يرى نفسه غير مطالب بتحقيق رضا الله، ولا بالتزام الحدود الشرعية والإيمانية.. [لأن الأوامر والنواهي تفقد معناها، بعد أن فقدت أثرها]([12]).

4 ـ إنه يفقد الإيمان بالغيب مضمونه ومعناه.. لأنه يحوله من غيب حي، وفاعل، ومؤثر، إلى غيب قاس قاهر، يبعث الجمود والشلل في الحياة الإنسانية..

أي أن الاعتقاد بعدم البداء المساوق للاعتقاد بالجبرية الإلهية للبشر، هو المسبب لتلك السلبيات.

فأما الشيعة الجاهلون بالبداء فإنما يعملون بمقتضى فطرتهم، التي تقودهم إلى انتهاج سبيل من يؤمن بهذه الحقيقة الفطرية الراسخة.

أما عدم الاعتقاد به، بسبب الجهل، أو عدم الالتفات فلا محذور فيه.. من حيث الاعتقاد، ولكنه يوجب حرمان الإنسان من فوائد وعوائد رصدها الله لمن يلتفت ويعتقد بهذا الأمر بصورة تفصيلية.

وقد ظهر بذلك أن الذين ينكرون البداء، بحجة أنه يستبطن الجهل من الله، وأنه تعالى لم يكن يعلم بالشيء ثم علمه.. لم يفهموا حقيقة البداء على النحو الذي بيناه، من أن ما يكتب في اللوح [أعني لوح المحو والإثبات]([13]) هو ما يوافق الحكمة وما تقتضيه سنن الخلق والتكوين، ونظام العلية، بغض النظر عما يرد على ذلك من موانع، أو ما يستجد من مقتضيات، قد يكون بعضها من خلال فعل الإنسان الاختياري الذي يتمثل بالصدقة، أو الدعاء، أو الاستشفاع، أو ما إلى ذلك..

----------

([1]) ما بين المعقوفتين إضافة لاحقة للتوضيح.
([2]) الآية 48 من سورة الزمر.
([3]) الآية 143 من سورة البقرة.
([4]) الآية 31 من سورة محمد.
([5]) ما بين المعقوفتين إضافة لاحقة للتوضيح.
([6]) ما بين المعقوفتين إضافة لاحقة للتوضيح.
([7]) الآية 49 من سورة الكهف.
([8]) الآية 9 من سورة آل عمران والآية 31 من سورة الرعد.
([9]) الآية 64 من سورة المائدة.
([10]) راجع سفينة البحار مادة البداء.
([11]) ما بين المعقوفتين إضافة لاحقة للتوضيح.

([12]) ما بين المعقوفتين إضافة لاحقة للتوضيح.
([13]) ما بين المعقوفتين إضافة لاحقة للتوضيح.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 07-May-2010 الساعة 06:28 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-May-2010 الساعة : 06:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


عصمة غير الأنبياء:

وقلتم: «فهل يجوز أن يكون هناك معصوم غير الأنبياء؟! قد يعصم الإنسان نفسه، وهذا مقدور على الناس، مع السير نحو الله عز وجل؟! ولكن هل عصمتهم كعصمة الأنبياء»؟!

وبعبارة أخرى: هل عصمتهم تكوينية، أم غير ذلك؟!

ونقول:
أولاً: قد ذكرتم أنتم في عبارتكم الآنفة الذكر: أن الإنسان قد يعصم نفسه، وأن هذا الأمر مقدور للناس، وهذه الإلتفاتة بحد ذاتها كافية في الإجابة على سؤالكم الأول.. وهو قولكم: «فهل يجوز أن يكون هناك معصوم غير الأنبياء»؟!

ونزيد على ما ذكرتم: أن الله سبحانه قد أوجب العصمة على جميع خلقه، فهو تعالى إذا كان قد شرع أحكاماً، ونهى وأمر، وحث وزجر، فإنه يريد من جميع الناس إطاعته في جميع ما أمر به، وما نهى عنه، ولو رضي بترك مورد واحد مما أمر به، أو بفعل مورد واحد مما نهى عنه لم يكن هذا حراماً، وذاك واجباً.. وكذلك الحال لو صرف النظر عن بعض المستحبات، أو بعض المكروهات..

كما أنه لو رضي من رسوله، أو من المؤتمن على الشريعة بالإجابة الخاطئة في واحد من أحكام الشريعة (لأجل نسيان الحافظ، أو سهو الذاكر، أو خطئه) لم يكن ذلك الحكم مطلوباً لله سبحانه.. لأن رضاه بالخطأ فيه معناه: أنه لم يعد يريده.

هذا فضلاً عن أن صفة «أهل الذكر» تنتفي عن المسؤول في هذا المورد الذي أخطأ فيه، فلا يكون هذا المكلف الجاهل بالحكم قد رجع إلى أهل الذكر له، بل يكون من رجوع الجاهل إلى الجاهل.

ثانياً: إن الفرق بين عصمة النبي، وعصمة سائر الناس هو:
ألف: أن النبي واجب العصمة، بمعنى أن عصمته معلومة لنا بالبداهة، إذ لا يمكن أن يبعث الله نبياً غير معصوم. لأن نفس مقام النبوة يقتضي ذلك.

وهذا في بداهته يساوق بداهة ملازمة النهار لطلوع الشمس، إذ لا يمكن أن تكون الشمس طالعة، والنهار غير موجود. وإذا قلت: هذا جسم، فمعنى ذلك: أن له طولاً وعرضاً وعمقاً، لأن هذه هي خصوصية الأجسام، وأنه قابل للقسمة، وهكذا الحال بالنسبة لقابلية الأطوال للقسمة أيضاً.

كما أن الزمان يقتضي التجدد والحدوث ويقبل القسمة. والأمثلة على ذلك كثيرة.

ب: إن النبي «» معصوم عن الذنب، والخطأ، والنسيان، والسهو، ومنزه عن كل عيب ونقص.

العصمة التكوينية:

أما العصمة التكوينية فهي غير معقولة لا في الأنبياء، ولا في غيرهم، وذلك لما يلي:
ألف: إننا نسأل عن السبب في تخصيص هؤلاء بهذه العصمة الإجبارية التكوينية؟!

ولماذا لم ينلها غيرهم من سائر بني الإنسان؟!!

ولماذا نحن نتعب ونشقى، ونحصل على القليل، ثم تكون لهم هم الدرجات العالية، مع أنهم لم يتعبوا ولم يجاهدوا أنفسهم مثلنا؟!

ب:ألا يكون الشخص الذي يقوم بالامتناع ـ من تلقاء نفسه ـ عن سيئة واحدة، أو يبادر إلى عمل حسنة واحدة في حياته، يجاهد بها نفسه وغرائزه، ـ ألا يكون ـ أفضل من جميع النبيين والأوصياء المعصومين بالتكوين وبالإجبار؟!

ج:ألا يعني ذلك: أن لا يستحق المعصوم مدحاً ولا أجراً على عباداته، ولا على أي شيء من طاعاته للأوامر والزواجر الإلهية؟!([1]).

إلى غير ذلك من علامات استفهام لا يمكن استيفاؤها في هذا البحث المقتضب.

ما فروا منه وقعوا فيه:

1 ـ إن المدعين للعصمة الإجبارية هم أنفسهم يقولون: إن النبي «» قد يخطئ، ولكن الله تعالى لا يقره على خطئه.

فأولاً: كيف نجمع بين تكوينية العصمة، وبين صدور الخطأ من المعصوم؟!

ثانياً: ولو جاز ذلك، فلا شيء يوجب الطمأنينة إلى عدم تكرار الخطأ في المرة الثانية، التي يزعمون: أنها تصحيح للمرة الأولى، بل لا شيء يدلنا على أن المرة الثانية هي الخطأ، والأولى هي الصواب أيضاً.

الفرار من لوازم جبرية العصمة:

إن الحديث عن جبرية العصمة، قد ألجأ البعض إلى القول: بأن الله تعالى قد جعل الثواب بالتفضل على البشر، ونفى أن يكون للإستحقاق أي دور فيه، استناداً إلى القول بأن الثواب على غير المقدور غير قبيح، بل القبيح هو العقاب على غير المقدور..

ونقول:
إن هذا غير مقبو ل، ولا معقول.. وذلك لما يلي:
1 ـ إن قبح العقاب على غير المقدور، وعدم قبح الثواب عليه، لا ينتج أن يكون الثواب للعباد كلهم وفي كل شيء بالتفضل لا بالإستحقاق، بل تحتاج المثوبة بالتفضل إلى شرط آخر، وهو أن لايلزم من سلب القدرة محذور آخر، مثل:
الترجيح بلا مرجح.

أو الخروج عن دائرة العدل.

أو أن يصبح أشقى الأشقياء كفرعون ـ إذا فعل حسنة واحدة ـ أفضل من أعظم الأنبياء كنبينا محمد «».

أو أن يكون على خلاف القاعدة التي رسمهـا، والسنة التي أجراهـا الله سبحـانه في عباده، حيث جعل المثـوبـة والعقوبـة بالإستحقاق بصـورة عامة.

وهذه اللوازم كلها، وبالإضافة إلى لوازم أخرى فاسدة سوف تصبح قائمة وموجودة هنا، إذا كان ثواب العباد كلهم في كل شيء بالتفضل لا بالإستحقاق.. وسيتضح ذلك في النقاط التالية:

2 ـ إذا كان الله تعالى يجبر الأنبياء على أمور، ثم يثيبهم عليها تفضلاً منه مع أنهم لا اختيار لهم فيها، ولا يفعل ذلك بغيرهم من الناس، ولا يتفضل عليهم فيما لا اختيار لهم فيه، بل يطلب منهم بذل جهود جبارة ومقاومة الإغراءات القوية، لكي يثيبهم، فهل هذا من العدل؟!

وهل يصح نسبته إلى الله تعالى؟!

3 ـلماذا رجَّح أشخاصاً بأعيانهم على غيرهم فقرر عصمتهم التكوينية الجبرية، وأن يثيبهم على الأمر غير المقدور لهم، وجعلهم أنبياء وأئمة، ولم يختر غيرهم لذلك، ولم يعصم غيرهم، ولم يثبهم على مثل ذلك؟! فهل هذا إلا من قبيل الترجيح بلا مرجح؟!

4 ـإن جبرية العصمة تعني: أن يكون أشقى الأشقياء ـ كابن ملجم، أو فرعون مثلاً ـ إذا عمل حسنة واحدة في حياته، مهما كانت تلك الحسنة صغيرة، أو إذا امتنع عن سيئة واحدة، أفضل من خاتم الأنبياء محمد «»، لأنه إنما فعل ذلك باختياره، وبمجاهدة نفسه، وغرائزه، وشهواته، وأهوائه..

5 ـإن هؤلاء الناس يتحدثون كثيراً عن أوضاع سلبية في الفكر، وفي الممارسة للأنبياء، وعن نسيانهم، وعن سهوهم في الأمور الحياتية، وعن أن العصمة لا تمنع من الخطأ في تقدير الأمور، وتفاصيل متنوعة لممارسات زعم أنها صدرت، أو يحتمل أن تكون قد صدرت من الأنبياء «» بعضها يصل إلى حد الشرك بالله سبحانه، وقتل نفوس بريئة، وارتكاب جرائم دينية..

ثم يقولون: إن الله تعالى لا يرضى ذلك، ويقولون: إن العصمة إجبارية.. فهل عجز الله عن إجبار وليه، أو نبيه على ما يريد؟! وكيف يمكن أن نلائم بين جبرية العصمة، وبين صدور الأخطاء الصغيرة، أو الكبيرة، المقصودة، وغير المقصودة هنا، وهناك؟! أو احتمال الشرك، واحتمال وقوع جرائم دينية منهم؟!

6 ـ إذا كان القول بالجبر الإلهي المطلق مرفوضاً، لبطلان الثواب والعقاب، بل لبطلان التكليف من أساسه، وقلنا: إن التفويض أيضاً مرفوض، لاستلزامه التعطيل، وغير ذلك من المحاذير.

وإذا كان القول الصواب هو أنه: «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين»، فهل استثنى الله تعالى أنبياءه، وأولياءه من هذه القاعدة؟!

وأين الدليل على هذا التخصيص، والاستثناء؟!

7 ـإن بعض القائلين بجبرية العصمة يفرق أيضاً بين الطاعات، فلا جبر فيها، والمعاصي فيكون فيها القهر والجبر([2]). ولا ندري ما هو المبرر لهذا التفريق.

ومن الواضح: أن ترك الطاعة هو الآخر يكون من المعاصي، فالنبي إذن لا يقدر على هذا الترك، فما معنى كونه مختاراً في فعل أمر لا يقدر على تركه؟!

8 ـإن مقولة البلخي عن أن الثواب للبشر جميعاً وفي كل شيء إنما هو بالتفضل قد رفضها علماؤنا الأبرار «رضوان الله عليهم».. والتزموا بأنه بالإستحقاق، إذ لا يجوز في حكم العقل: المساواة بين المطيع والعاصي، فضلاً عن أن يعطى العاصي ويمنع المطيع.

ولو أن المثوبة كانت من باب التفضل لجاز ذلك، وقد ذكرنا الدليل على ذلك، وذكرنا الرد على مقولة البلخي في كتابنا: مأساة الزهراء([3])، فراجع.

المطيفون بالعرش:

وعلينا أن نشير هنا: إلى أن هذا لا يتنافى مع ما روي، من أن النبي «» وأهل بيته «» كانوا أنواراً مطيفين بالعرش، وأن آدم «» قد تمنى مقامهم، ثم توسل بهم كما توسل بهم نوح، وإبراهيم،، ويونس، وسائر الأنبياء «»..

فجعلهم مطيفين بالعرش معناه: أن الله تعالى قد تفضل عليهم بمقام، قبل أن يفعلوا ما يوجب ذلك.. وهذا يعطي: أن المثوبات تكون بالتفضل لا بالاستحقاق..

ونجيب:
بأن من المجازفة القول: بأن إعطاء هذا المقام كان عن غير استحقاق منهم، فإنه تعالى يقول: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ([4]). ونحن نقطع بأنهم حين خرجوا من عالم الخزائن خرجوا ساعين بكل وجودهم إليه، فمن أين يمكن الجزم بأنهم «صلوات الله عليهم» حين أخرجهم الله من عالم الخزائن لم يخرجوا ساعين بكل وجودهم إليه، وطالبين قربه ورضاه؟! ولم يحصل ذلك من أي من سائر المخلوقات حتى سائر الأنبياء «».. ولهذا البحث مجال آخر..

أهل الذكر ومستحدثات المسائل:

ثم إنكم طرحتم سؤالاً آخر يقول: من أين لأهل الذكر القدرة على استنباط الأمور، والجواب على مستحدثات المسائل، وقد انقطع الوحي، بوفاة أو باستشهاد رسول الله «»؟! فكيف كانوا يصلون إلى مقاصد الشريعة، وإلى الحكم الشرعي، من دون إِعمال الإجتهاد، والحال أن الوحي قد انقطع، حتى إن قلنا: أن لهم القدرة على ضبط الأحكام كما علَّمها النبي «» لعلي «»؟!

ونجيب:
أولاً: إن كان مرادكم: أن ما بلغه النبي «» للأمة، علمه لعلي «» لا يشتمل على مستحدثات المسائل بعده، فهذا يعني: أن الشريعة التي جاء بها «» ناقصة، لا تفي بحاجات الناس إلى يوم القيامة، بل هي بحاجة إلى اجتهاد المجتهدين، ليقدموا للناس حلولاً وأحكاماً للموضوعات الحادثة بعد الرسول «».. ونحن نجل مقامكم السامي في العلم والدين على أن يكون هذا هو ما قصدتموه..

ثانياً: إن القرآن فيه تبيان كل شيء، والذي عنده علم الكتاب هو النبي «» ووصيه علي «» كما ورد في الروايات([5]) ـ لا عبد الله بن سلام، ولا غيره من علماء أهل الكتاب ـ ولهذا البحث مجال آخر.

ولنا هنا سؤالان:
[القرآن تبيان لكل شيء:]

أحدهما: هل إن إيداع الله تعالى كل شيء في كتابه، حتى أصبح ﴿تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ([6]). كان لأجل انتفاع الناس به، واستخراج ذلك منه؟! أو كان لغرض آخر؟! فإن كان لا يريد ذلك، فما هو الغرض الآخر الذي توخاه من ذلك؟! وما فائدة هذه المعارف، إذا كان لا أحد يقدر على الاستفادة منها إلى يوم القيامة؟!

وإن كان المطلـوب هو الإستفـادة من بعض ما في الكتاب دون بعض ـ قل أو كثر ـ فيرد السؤال عن فائدة ما لم يمكن اكتشافه منها، ولا يراد الإستفادة منه؟!

وإن كان المطلوب هو الإستفادة من كل ما فيه، فلا بد من أن لا يكون ذلك على سبيل الحدس والتظني، ولا بالإستحسان والآراء، ولا سيما إذا ضممنا إلى ذلك ما ورد من النهي عن تفسير القرآن بالرأي([7]).

ونحن لا نجد أحداً يمكن أن يدعي أن بإمكانه أن يعرف كل ما تضمنه القرآن.. ولو ادعى ذلك، فلا أحد يصدقه في دعواه، إلا إن كان النبي «» هو الذي أشار إليه، ودل عليه.

ويقول الشيعة: إن النبي «» قد دل الناس على علي «» [قال عنه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها]([8]) والذي علمه الرسول «» ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب([9])، والذي لو شاء لأوقر سبعين بعيراً من سورة الفاتحة([10])، فما بالك بما سواها. بالإضافة إلى قرائن وروايات أخرى، وتؤيد الأحداث بعد وفاته: أنه كان هو الأعلم من كل أحد، وأن احتياج الكل إليه واستغنائه عن الكل، دليل على أنه إمام الكل كما قال الخليل بن أحمد الفراهيدي([11]).

وحسبك في ذلك قول عمر الذي تكرر سبعين مرة أو أكثر: لولا علي لهلك عمر([12])، أو لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن([13])، أو نحو ذلك..

ومن الذي يستطيع أن ينفي بضرس قاطع أن يكون ما علمه علي «» قد كان عند الحسنين «عليهما السلام» أيضاً، إما بتعليم من النبي «»، أو من علي «» أو من كليهما؟!

ومن الذي يستطيع أن ينفي أن يكون سائر الأئمة «» قد أخذوا تلك العلوم بعينها يداً بيد، وكابراً عن كابر؟!


----------


([1]) هذا السؤال قد سأله علماؤنا رضوان الله تعالى عليهم لأولئك القائلين بعدم قدرة المعصوم على المعصية. راجع اللوامع الإلهية: ص169.
([2]) راجع: اللوامع الإلهية ص169 فإنه قد نسب ذلك إلى الأشاعرة.
([3]) ج1 ص63 و 64.
([4]) الآية 21 من سورة الحجر.
([5]) راجع المصادر التالية: شواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص308 و 310 و 307 ومناقب ابن المغازلي الحديث رقم361، والخصائص ص26 وغاية المرام ص357 و 360 و 104 عن تفسير الثعلبي والحبري (مخطوط)، ودلائل الصدق ج2 ص135 عن ينابيع المودة ص102 ـ 105 ونقل عن أبي نعيم، وتفسير الثعلبي ج5 ص303 وشواهد التنزيل ج1 ص400 و 401 و 402 و 404 و 405 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص86 وزاد المسير ج4 ص252 والجامع لأحكام القرآن ج9 ص336 والبحر المحيط ج5 ص390.

وراجع: إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص362 ـ 365 وج3 ص451 و 452 متناً وهامشاً وج3 ص280 ـ 285 متناً وهامشاً وج20 ص75 ـ 77 عن العديد من المصادر، والعمدة لابن بطريق ص124 والجامع لأحكام القرآن ج9 ص336.
([6]) الآية 89 من سورة النحل.
([7]) راجع: تفسير الثوري ص6 وتفسير السمرقندي ج1 ص36 وتفسير الرازي ج7 ص191 والبرهان للزركشي ج2 ص164.
([8]) ما بين المعقوفتين إضافة لاحقة للتوضيح.
([9]) راجع: الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص571 والخصال ص572 و 652 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص165 وكتاب سليم بن قيس (تحقيق الأنصاري) ص211 و 330 و 420 و 431 و 435 و 462 ودلائل الإمامة للطبري (ط مؤسسة البعثة) ص235 و (مؤسسة المهدي) ص131 والإحتجاج ج1 ص223 ومدينة المعاجز ج5 ص69 وبحار الأنوار ج22 ص463 وج31 ص425 و 433 وج40 ص216 وج69 ص183 وج89 ص42 والتفسير الصافي ج1 ص42 والدر النظيم ص285 و 606.

وراجع ايضاً: الأنوار العلوية ص337 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «» في الكتاب والسنة والتاريخ ج10 ص16 و 17 وغاية المرام ج5 ص224 وج6 ص107 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص600 وج23 ص452 وتنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية للتبريزي ج1 ص156 و 163.
([10]) راجع: التراتيب الإدارية ج2 ص183 وبحار الأنوار ج89 ص103 و 93 عن أسرار الصلاة، ومناقب آل أبي طالب ج2 ص53 وتفسير البرهان ج1 ص3 وينابيع المودة ص65 وجامع الاخبار والآثار للأبطحي ج2 ص48 وإحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص594 كلاهما عن: أسرار الصلاة ص138 وعن شرح ديوان أمير المؤمنين ص15 مخطوط. وشرح عين العلم وزين الحلم ص91 والروض الأزهر ص33 وجالية الكدر ص40 وتاريخ آل محمد ص150.
([11]) راجع: الإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص135 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج8 ص81.
([12]) راجع: الإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص1103 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص18 و 141 وج12 ص179 و 205 ونظم درر السمطين ص129 و 132 والمواقف للإيجي ج3 ص627 و 636 وتفسير السمعاني ج5 ص154 وتفسير الرازي ج21 ص22 والمناقب للخوارزمي ص81 ومطالب السؤول ص76 و 77 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص201 وجواهر المطالب لابن الـدمشقي ج1 ص195 و 296 وينـابيع المـودة ج1 ص216 وج2 ص172 = = وج3 ص14 وذخائر العقبى ص80 والرياض النضرة ج3 ص143 والأربعين للفخر الرازي ص466.
([13]) راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص101 ونصب الراية للزيلعي ج3 ص117 والمناقب للخوارزمي ص101 وذخائر العقبى ص82 وينابيع المودة ج2 ص172 عن أحمد، وأبي عمر، وفتح الباري ج13 ص286 وتأويل مختلف الحديث ص152 والإستيعاب ج3 ص1102 ونظم درر السمطين ص131 وفيض القدير ج4 ص470 وأسد الغابة ج4 ص23 وتهذيب التهذيب ج7 ص296 ومطالب السؤول ص163 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص201 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص195.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 07-May-2010 الساعة 07:42 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-May-2010 الساعة : 09:54 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


[مليون باب من العلم:]

الثاني: هل يستطيع أحد أن يقول: إن الأمم المتعاقبة قد استنفدت المليون باب من العلم الذي علمه رسول الله «» لعلي «»؟!

وكم هي الأبواب التي احتاجها الناس من علم علي «» في عصر الأئمة، وهي ألف ألف باب من العلم؟!

وهل احتاج الناس في تلك العصور إلى جميع ما في القرآن من علوم ومعارف، ودلائل وأحكام؟! وها نحن نشاهد بأم أعيننا ضآلة ما اكتشفه الناس حتى الآن من معارف القرآن!!

ثالثاً: إن ما احتاج إليه الناس خارج دائرة النصوص الصريحة والمباشرة، لا يعدو كونه مجرد تطبيقات لقواعد شرعية عامة لهج بها القرآن، وصرح بها رسول الله «».

وتطبيق القاعدة على مصداقها ليس إعمالاً للرأي، بل هو تطبيق للنص على مورده.. فمثلاً: قاعدة: «لا تعاد الصلاة إلا من خمس» يمكن تطبيقها على عشرات المسائل التي قد يبتلي بها المكلف في مقام العمل..

وهكذا يقال بالنسبة لقاعدة: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام».. وغير ذلك كثير..

ولكن ذلك لا يعني: أن شطراً من هذه الأحكام قد علمه الرسول «» لأمير المؤمنين «»، ووصل إلى الأئمة من بعده.. كما أن ذلك لا يعني أن فهم جميع ما في القرآن كان ميسوراً لغير علي «» والأئمة من بعده.

غير أننا نريد أن نقول هنا:
إن ما احتاجه الناس من أحكام في زمن الأئمة «»، وبعدهم كان لا يتعدى حدود هذه القواعد وتلك النصوص التي عرفها علي والأئمة «». ولا ريب في أنه لم يخرج عن دائرة دلالات القرآن أيضاً..

وهل لو عاش علي «» في القرن الثاني والثالث للهجرة لم يكن يعرف أحكام الله في الوقائع التي حدثت، ليحتاج إلى اجتهاد الرأي؟!

رابعاً: إن كان المراد بالإجتهاد هو فهم آيات القرآن، وكلمات النبي «»، فكيف صار أئمة المذاهب أقدر من غيرهم على فهمها؟!

خامساً: لماذا اختلفت فتاوى الفقهاء الأربعة فيما بينهم، بل اختلفت فتاوى الفقيه الواحد بين قديمه وجديده، بل كان لكل واحد من أولئك الفقهاء فتاوى متعددة ومختلفة في المسألة الواحدة؟!

فلماذا لم يختلف أئمة أهل البيت «» في الفتاوى لا مع بعضهم، ولا مع أنفسهم؟! مع أنهم اثنا عشر إماماً، وقد عاشوا أكثر من ماءتين وثلاث وسبعين سنة؟!

ولماذا لم توحد معرفة أئمة المذاهب الأربعة بمقاصد الشريعة ـ على حد تعبيركم ـ بين فتاواهم؟!

وهل كان الشافعي مثلاً يعرف مقاصد الشريعة في فقهه القديم، ثم جهلها في فقهه الجديد، أو بالعكس؟! فإن كان الجواب بأنه كان يعرف المقاصد في كلا الحالتين، فيرد سؤال: لماذا اختلفت فتاواه الجديدة مع القديمة إذن؟! وإن كان الجواب بالنفي، فلا تبقى قيمة لفقهه، ولا لفتاواه، وإن كان الجواب بالسلب في مرحلة، والإيجاب في أخرى، فيرد السؤال: من الذي قال: إن معرفته بالمقاصد قد حدثت في فقهه الجديد دون القديم، وفي صورة العكس لماذا لا يكون العكس؟!

وحين اختلفت فتاوى الفقهاء لماذا لم تحفظهم معرفتهم بمقاصد الشريعة من الاختلاف في الفتوى؟!

إستشهاد النبي :

إشارة:
ألمحتم في كلامكم إلى التعابير التي صدرت منا، الدالة على استشهاد الرسول «»..

ونقول:
إن النصوص تؤكد: أن النبي «» قد مات شهيداً بسم الخيبرية له على أقل تقدير.
ورووا: أنه «» قال في مرض موته مشيراً إلى ذلك: فهذا أوان انقطاع أبهري([1]).

من هم العترة؟!:

وقد تساءلتم عن العترة، هل هم خصوص أهل البيت «» دون زوجاته؟! أم أعمام النبي «»؟! أم زوجاته؟!

فهل هم أولاد فاطمة «عليها صلوات الله»؟!


ولماذا خصوص هؤلاء لا غيرهم من ولد الحسنين «عليهما السلام»؟! لا غيرهم من ولد علي، أو الحسنين «رضوان الله عليهم»..

ونجيب:
إن تفصيل القول في هذا الموضوع يحتاج إلى كتابة مئات الصفحات، لذلك رأيت أن أقتصر على ذكر عناوين مشيرة للمطلوب، من دون دخول في التفاصيل، مع العلم بأن لي كتاباً بعنوان: أهل البيت في آية التطهير، وكتاباً آخر باسم: الغدير والمعارضون، قد يسهمان في الإجابة على هذه الأسئلة.

ولعل الأخوة يرسلون إليكم هذين الكتابين.

وفي جميع الأحوال أقول:
أولاً: إن المقصود بأهل البيت «» هم الذين عنتهم الآية المباركة، الدالة على عصمتهم: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً([2]). حيث دلنا رسول الله «» من خلال حديث الكساء المعروف والثابت: على أن أهل البيت في هذه الآية هم: علي، وفاطمة، والحسنان « »([3]).

ولم يجعل معهم العباس، ولا أولاده، ولا غيرهم من بني هاشم.

ومنع أم سلمة، وعائشة، وزينب، من الدخول معهم تحت الكساء، وقال لها: إنك من أهلي، وهؤلاء أهل بيتي. أو قال لها: إنك على خير، وهؤلاء أهل بيتي، أو نحو ذلك.. فراجع المصادر، ويبدو من النصوص: أن هذه الحادثة قد تكررت أكثر من مرة..

ثانياً: إن المقصود بأهل البيت هو أهل بيت النبوة، لا أهل بيت السكنى.

ثالثاً: إن ورود آية التطهير في ضمن الآيات التي تتحدث عن الزوجات لا يعني دخول الزوجات في جملة أهل البيت، وذلك لأكثر من دليل وشاهد، مثل:

ألف: ما أشرنا إليه من منع زوجاته من الدخول تحت الكساء، حيث نزلت الآية الكريمة في تلك المناسبة..

ب: إن الزوجة من أهل الرجل، وليست من أهل بيته، وقد روي هذا عن زيد بن أرقم([4]).

ج: إن شمول الآية للزوجات غير ظاهر إلا من خلال السياق، والحال أن الدلالة السياقية، التي هي من أضعف الدلالات تسقط إذا توفرت أية دلالة أخرى على خلافها.

د: إن السياق لا يأبى أن يكون المقصود هو خصوص أهل الكساء، لأن الآيات في سياقها العام إنما تخاطب النبي «»، فتقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً([5]).

﴿وَإِنْ([6]) كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً([7]).

ثم تقول: وكأنه بتقدير: وقل لهن يا أيها النبي: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً([8]).

وقل لهن: ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً([9]).

وقل لهن: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى..﴾.

إلى أن قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً([10]).

وقل لهن: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً([11]). إلى آخر الآيات.. فكل هذه الآيات هي مقول القول الأول في الآية الأولى..

فكأنه تعالى بعد أن أمر نبيه «» بأن يبلغ أزواجه هذه الأوامر والنواهي والتوجيهات، التفت إليه وقال له: إنما نأمرك بأن تقول لهن ذلك، لأن بيتك بيت نبوة، وطهارة. فلا بد من إبعاد حتى النسبة المجازية التي تكون لأدنى ملابسة.

فلا يجوز أن تأتي ذلك ولو من طريق الجار أو القريب، أو الساكن في البلد، فكيف بمن هي زوجة أحد أفراد أهل بيت النبوة؟!

ويمكن تقريب المقصود بالمثال التالي: لو أن شخصاً جليلاً عابداً زاهداً كان يسكن في منطقة فيها بعض من يرتكب مخالفات شرعية، فإن الناس يطلبون منهم الكف عن التجاهر بهذه الأمور، حفاظاً منهم على قداسة ذلك الرجل الجليل..

ولو كان لذلك الرجل الجليل ولد متجاهر ببعض الذنوب، فإن الناس ينهونه ويقولون له: إننا نصر عليك بترك هذه الأفعال، حفاظاً على مكانة أبيك.. [ولكن لو أن ذلك الولد لم يستجب للدعوة إلى الإرتداع، فلا يعني ذلك لحوق الرجس بوالده، بل يعني: أن ذلك الولد في غاية السوء، وأنه هو الذي يتحمل مسؤولية أعماله. وأن والده برئ منها.

وهكذا يقال بالنسبة لآية التطهير، فإن عدم ارتداع النساء عما نهاهن الله عنه، واستغلالهن للعلقة الزوجية برسول الله يظهر سوءهن في أنفسهن، ولا يلحق برسول الله «» رجساً، ولا نقصاً.

وتكون آية التطهير شاهداً على ذلك، ودليلاً عليه.. وبها يَحفظ الله تعالى لأهل البيت «» طهرهم ونقاءهم، ويضع المسؤولية على عاتق النساء إن صدرت منهن مخالفة]([12]).

هـ: إنه يمكن أن يكون الخطاب في الآيات موجهاً للنبي «»، ثم التفت إلى النساء وخاطبهن في آيات كثيرة، فهو كقوله تعالى: ﴿بِسْمِ اللِه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ([13])، فإنها كلها تحدثت عن الله تعالى بضمير الغائب.. ثم التفت بالخطاب إليه تعالى مباشرة، فقال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ..([14]).

ومثله قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى([15])، فإنه تحدث عن الذي فعل هذا الأمر المشين بصيغة الغائب، ثم التفت إليه وقال له: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى([16])، وأمثال ذلك كثير..

و: الملاحظ: هو أن الله تعالى قد عدى كلمة يريد في آية التطهير باللام، فقال: ﴿يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ([17]).. فهو نظير قوله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ([18])..

مع أنه تعالى يقول في آية أخرى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ([19]).. والفرق بينهما: أن إرادة الكافرين في هذه الآية الأخيرة تعلقت بالمصدر الحاصل من الفعل وكلمة أن، وهو الإطفاء مباشرة.

أما في الآية الأخرى التي عدَّت الإطفاء باللام، فقد تعلقت إرادة الكافرين بشيء آخر، وهو الإفتراء على الله، ليكون وسيلتهم لإطفاء نور الله. فإطفاء نور الله كان هو الداعي لتعلق إرادتهم بالكذب والإفتراء على الله سبحانه..

ز: إن الآيات المباركة حول الزوجات لا تناسب مضمون آية التطهير إلاعلى النحو الذي ذكرناه، لأن تلك الآيات قد قررت: أن الزوجات كنَّ في معرض التسريح من بيت الزوجية، وأن فيهن المحسنات، وغير المحسنات، وقد خيَّر الله تعالى نبيه «» بين أن يُرجى من يشاء منهن، ويؤوي إليه من يشاء، وهدد بعضهن في سورة التحريم تهديداً شديداً.. كما أنه «» قد اعتزلهن، وكان بصدد طلاقهن، بسبب إصرارهن على الحصول على ما لا يحق لهن الحصول عليه من نفقات لا ينبغي لأمثالهن طلبها..

وقد آذين رسول الله «» في ذلك كثيراً..

فدل ذلك كله: على أن الله تعالى كان بصدد حفظ مقام النبوة، وأهل بيت النبوة. ولم يكن مهتماً بالزوجات إلا بمقدار إرجاعهن إلى طريق الصواب، وقيامهن بما يجب عليهن، وعدم التسبب بأي شيء ينقص حتى لدى أهل الأهواء أو العقول القاصرة من مقام النبي، ومقام أهل بيته. حتى لو كانت هذه النسبة مجازية كنسبة إساءات المنحرفين من بلد أو قبيلة إلى الأبرياء من أهل ذلك البلد، أو القبيلة.

لأجل ذلك نلاحظ: أن الآيات التي سبقت ولحقت آية التطهير قد اقتصرت على الطلب من الزوجات مجرد العمل بتكاليفهن العادية، كالعزوف عن الدنيا، والسعي إلى الآخرة، والإبتعاد عن الفاحشة المبينة. ودعوتهن إلى العمل الصالح الذي يجعلهن أهلاً لأن يرزقهن الله رزقاً كريماً. والإلتزام بتقوى الله، والتستر عن الرجال الأجانب بنحو لائق، وعدم التبرج تبرج الجاهلية الأولى، وإن يقمن الصلاة، ويؤتين الزكاة، ويطعن الله ورسوله..

وهذا هو الحجم الذي أعطته الآيات للزوجات. وما ورد في سورة التحريم أيضاً يزيد في وضوح هذا الأمر، أما أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، فلهم حديث آخر، ومقام آخر..

وهم الذين جاءت الآية لتؤكد فضلهم ومقامهم. وسعي الرسول «» لإيضاح ما ترمي إليه الآية فيما ظهر وتجلى في حديث الكساء.

فالأهمية القصوى هي لأهل بيت النبوة كما قلنا..

رابعاً: إن قوام بيت النبوة ليس بمجرد القربى النسبية، بل بالمواصفات الفاضلة، والسجايا الكريمة، والميزات الرفيعة التي تؤهل شخصاً مّا لهذا المقام، ولأجل ذلك قال رسول الله «»: «سلمان منا أهل البيت».

إذ المقصود ليس كونه منتسباً إليهم، فإنه كان رجلاً فارسياً، ولا كان منتسباً إليهم بالولاء، لأنه هو الذي كاتب له، واشترى نفسه منه، وإعانة النبي «» سيده لا تجعل سلمان من مواليه، بحيث يترتب عليها أحكام الولاء. فهو من أهل البيت لاستجماعه ميزات قريبة منهم.. ورفعته دون غيره إليهم..

ولأن الميزات المشار إليها لم تكن متوفرة في غير أهل الكساء لم يدخل النبي «» عمه العباس في أهل البيت، ولا أدخل أحداً من أبناء العباس، ولا من أبناء سائر أعمامه «»، ودخل ابن عمه علي «صلوات الله وسلامه عليه» فيهم..

إلا أن يقال: إن علياً «» كان أقرب إلى النبي «» من عمه العباس، لأن علياً «» كان ابن عم النبي «» لأبيه وأمه، ولم يكن العباس كذلك، بل كان عم النبي «» لأبيه دون أمه، ولأجل ذلك كان علي «» هو الذي يرث رسول الله «» بعد الطبقة الأولى دون عمه العباس..

إلا أن يقال: إن حكم الإرث شيء، والأقربية النسبية شيء آخر.. وهذا قول غير ظاهر الوجه.

وحاصل الكلام: أن أهل بيت النبوة لا يعرفون بالنسب، ولا بغيره، بل بمميزات أخلاقية ونفسانية، وسلوكية، ومواصفات خاصة ترتقي بالشخص منهم عن مستوى الإنسان العادي، وتجعله بهذا المقام السامي والرفيع..

وإذا كان من المتعسر أو المتعذر إطلاع الناس على حقيقة المزايا التي يمتلكها الأشخاص، فلا بد من الرجوع إلى عالم الغيب والشهادة لمعرفة هؤلاء الناس وتمييزهم عن غيرهم. ويكون ذلك بالرجوع إلى أمناء الوحي، وهو النبي «» نفسه.

وقد رجعنا إلى النبي «» فوجدناه في حديث الكساء الصحيح قد نص على أن علياً والحسنين، والزهراء، من أهل بيت النبوة..

ثم وجدناه يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، أو أميراً، أو إماماً كلهم من قريش([20]). كما رواه لنا البخاري، ومسلم، وأحمد، وغيرهم كثير، كما أن في الروايات عن رسول الله «» تصريح بأسماء هؤلاء الخلفاء، وهذه الروايات موجودة في كثير من كتب أهل السنة والشيعة على حد سواء..

----------


([1]) راجع: المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 ص58 وتلخيص المستدرك للذهبي، وصححاه على شرط الشيخين، وذكر نحوه عن تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص169 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص53 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص432 والدرر لابن عبد البر ص269 وكنز العمال ج11 ص466 وراجع ص467 وراجع: المجموع للنووي ج18 ص386 وإمتاع الأسماع ج13 ص348 والطب النبوي لابن القيم الجوزي ص97 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص71 ومجمع البيان ج9 ص121 و 122 وفيه: ما أزال أجد ألم الطعام.. وفي نص آخر: ما زالت أكلة خيبر تعاودني كل عام..

وراجـع: بحـار الأنـوار ج21 ص6 و 7 والمحـلى لابن حـزم ج11 ص25 و 27 = = والمصنف للصنعاني ج11 ص29 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج1 ص434 وج5 ص134 والبداية والنهاية ج3 ص400 وج4 ص239 و 240 والكامل لابن عدي ج3 ص402 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار التحرير بالقاهرة سنة 1388 هـ) ج2 ق2 ص32 و (ط دار صادر) ج8 ص314 والسيرة النبوية لابن هشام المجلد الثاني ص338 سلسلة تراث الإسلام. وعن سنن أبي داود ج2 ص370 وسنن الدارمي ج1 ص32 والسنن الكبرى للبيهقي ج10 ص11 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص303 والتنبيه والإشراف ص224 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص399 و 400.
([2]) الآية 33 من سورة الأعراف.
([3]) راجع المصادر التالية: جامع البيان ج22 ص5 و 7 والدر المنثور ج5 ص198 و 199 عنه، وعن ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والخطيب، والترمذي، والحاكم، وصححاه، والبيهقي في سننه، وابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وفتح القدير ج4 ص279 و 280 وجوامع الجامع ص372 والتسهيل لعلوم التنزيل ج3 ص137 وتأويل الآيات الظاهرة ج2 ص457 ـ 459 والطرائف ص122 و 130 المناقب لابن المغازلي ص301 ـ 307 وشواهد التنزيل ج2 ص11 و 92 ومسند الطيالسي ص274 والعمدة لابن بطريق ص31 ـ 46 ومجمع الزوائد ج7 ص91 وج9 ص121 و 119 و 146 و 167ـ 169 و 172 وأسد الغابة ج4 ص49 وج2 ص9 و 12 و 20 وج3 ص413 وج5 ص66 و 174 و 521 و 589 وآية التطهير في أحاديث الفريقين المجلد الأول كله. وأسباب النزول ص203 ومجمع البيان ج9 ص138 وج8 ص356 و 357 وبحار الأنوار ج35 ص206 و 223 وج45 ص199 وج37 ص35 و 36 ونهج الحق ص173 و = = 175 والجامع لأحكام القرآن ج14 ص182 وصحيح مسلم ج7 ص130 وسعد السعود ص204 و 106 و 107 وذخائر العقبى ص21 ـ 25 و 87 وكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ص405 والإيضاح لابن شاذان ص170 ومسند أحمد ج4 ص107 وج3 ص259 و 285 وج6 ص292 و 298 و 304 وج1 ص331 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص483 و 486 وكفاية الطالب ص54 و 242 و 371 و 377 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب «» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج1 ص184 و 183 والمعجم الصغير ج1 ص65 و 135 والجامع الصحيح ج5 ص663 و 699 و 351 و 352 وخصائص الإمام علي «» للنسائي ص49 و 63 والمستدرك على الصحيحين ج2 ص416 وج3 ص172 و 146 و 147 و 158 و 133 وتلخصيه للذهبي (مطبوع بهامشه)، وتفسير القمي ج2 ص193 والتبيان ج8 ص307 ـ 309 والتفسير الحديث ج8 ص261 و 262 ومختصر تاريخ دمشق ج7 ص13 والبرهان (تفسير) ج3 ص309 ـ 325 وتفسير فرات ص332 ـ 340 ووفاء الوفاء ج1 ص450 وراجع: نزهة المجالس ج2 ص222 ومنتخب ذيل المذيل للطبري ص83 وحبيب السير ج1 ص407 وج2 ص11 والشفاء لعياض ج2 ص48 وسير أعلام النبلاء ج10 ص346 و 347 وج3 ص270 و 315 و 385 و 254 والغدير ج1 ص50 وج3 ص196 وإحقاق الحق (الملحقات) ج9 ص1 ص69 وج3 ص513 و 531 وج2 ص502 و 573 وج14 ص40 ـ 105 وج18 ص359 و 383 عـن مصادر كثيرة جداً، وسليم بن قيس ص105 و 52 و 53 وراجع ص100 ونزل الأبرار ص102 ـ 104 و 108 وكنز العـمال ج13 ص646 ونـوادر الأصـول ص69 = = و265 والصراط المستقيم ج1 ص184 و 188 وقال في جملة ما قال: «أسند نزولها فيهم صاحب كتاب الآيات المنتزعة. وقد وقفه المستنصر بمدرسته، وشرط أن لا يخرج من خزانته. وهو بخط ابن البواب. وفيه سماع لعلي بن هلال الكاتب. وخطه لا يمكن أحد أن يزوره عليه» ومرقاة الوصول ص105 ـ 107 وذكر أخبار أصبهان ج2 ص253 وج1 ص108 وتهذيب التهذيب ج2 ص297 والرياض النضرة ج3 ص152 و 153 ونهج الحق (مطبوع ضمن إحقاق الحق) ج2 ص502 و 563 ومصابيح السنة ج4 ص183 والكشاف ج1 ص369 والإتقان ج2 ص199 و 200 وتذكرة الخواص ص233 وأحكام القرآن لابن عربي ج3 ص1538 والفصول المهمة لابن الصباغ ص7 و 8 والإصابة ج2 ص509 وج4 ص378 وترجمة الإمام الحسن «» لابن عساكر (بتحقيق المحموي) ص63 و 70 والصواعق المحرقة ص141 ـ 143 و 137 ومتشابه القرآن ومختلفه ج2 ص52 وتفسير نور الثقلين ج4 ص270 ـ 277 وإسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار) ص106 و 107 ونور الأبصار ص110 ـ 112 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج1 ص224 و 243 والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص46 وج3 ص37 وفرائد السمطين ج1 ص316 و 368 وج2 ص10 و 19 و 22 و 23 وينابيع المودة ص107 و 167 و 108 و 228 و 229 و 230 و 260 و 15 و 8 و 174 و 294 و 193 والعقد الفريد ج4 ص313 ومقتل الحسين «» للخوارزمي ج2 ص61 و 62 وراجع: التـاريخ الكبـير للبخـاري ج1 قسم2 ص69 و 70 و 110 وراجع ص197 وكتاب الكنى للبخاري ص25 ـ 26 ونظم درر السمطين ص133 و 238 و 239 وتهـذيـب = = تاريخ دمشق ج4 ص207 ـ 209 والنهاية في اللغة ج1 ص446 ولباب التأويل ج3 ص466 والكلمة الغراء «مطبوع مع الفصول المهمة» ص203 و 217 وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص104 و 106 وترجمة الإمام الحسين «» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ص60 ـ 76 والمعتصر من المختصر ج2 ص226 و 267 وراجع أيضاً: المواهب اللدنية ج2 ص122 والمحاسن والمساوئ ج1 ص481 ونفحات اللآهوت ص84 و 85 وتيسير الوصول ج2 ص161 والكافي ج1 ص287 ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج5 ص96 عن ابن أبي شيبة وكنز العمال (ط الهند) ج16 ص257 والاتحاف ص18 وتاريخ الإسلام للذهبي (عهد الخلفاء الراشدين) ص44 وأحكام القرآن للجصاص ج5 ص230 وتاريخ بغداد ج10 ص278 وج9 ص26 و 27 والمناقب للخوارزمي ص23 و 224 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص300 ومشكل الآثار ج1 ص332 ـ 339 والسنن الكبرى ج2 ص149 ـ 152 وج7 ص63 والبداية والنهاية ج5 ص321 وج8 ص35 و 205 ومنهاج السنة ج3 ص4 وج4 ص20 وعن ذخائر المواريث ج4 ص293 وعن ميزان الاعتدال ج2 ص17.
([4]) راجع: منهاج السنة ج4 ص21 وصحيح مسلم ج7 ص123 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص494.
([5]) الآية 28 من سورة الأعراف.
([6]) إنما تستعمل كلمة (إن) في مورد يكون كل من الطرفين محتملاً في حق النساء. ولو أنه أبدلها بكلمة (إذا) لدل على حتمية حصول الشرط. ويكون كقولك: إذا جاءك زيد فاعطه هذه الأمانة. حيث تدل كلمة (إذا) على حتمية مجيئه.



(هذا الهامش أضيف لاحقاً للتوضيح).
([7]) الآية 29 من سورة الأعراف.
([8]) الآية 30 من سورة الأعراف.
([9]) الآية 31 من سورة الأعراف.
([10]) الآية 33 من سورة الأعراف.
([11]) الآية 34 من سورة الأعراف.
([12]) ما بين المعقوفتين إضافة لاحقة للتوضيح.
([13]) الآيات 1 ـ 3 من سورة الفاتحة.
([14]) الآية 4 من سورة الفاتحة.
([15]) الآيتان 1 و 2 من سورة الفاتحة.
([16]) الآية 3 من سورة الفاتحة.
([17]) الآية 33 من سورة الأعراف.
([18]) الآية 8 من سورة الصف.
([19]) الآية 32 من سورة التوبة.
([20]) راجع: مسند أحمد ج5 ص90 و 92 و 93 و 99 و 101 وج6 ص4 وصحيح مسلم ج6 ص4 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص34 و 37 وكتاب الغيبة للنعماني ص123 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص196 وراجع: الأمالي للصدوق ص387 والخصال ص475 وكمال الدين ص273 وبحار الأنوار ج36 ص231 و 241 وغايـة المـرام ج2 ص271 ومسند أبي عوانـة: ج4 ص394 وحلية الأولياء ج4 ص333 وإعلام الورى ص382 والعمدة لابن البطريق ص416 ـ 422 وإكمال الدين ج1 ص272 و 273 والخصال ج2 ص469 و 275 وفتح الباري ج13 ص181 ـ 185 والغيبة للنعماني ص119 ـ 125 وصحيح البخاري ج4 ص159 وينابيع المودة: ص444 و 446 وتاريخ بغداد ج2 ص126 وج14 ص353 والمستدرك على الصحيحين ج3 ص618 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامشه) نفس الصفحة، ومنتخب الأثر ص10 ـ 23 عن مصادر كثيرة، والجامع الصحيح للترمذي ج4 ص501 وسنن أبي داود ج4 ص116 وكفاية الأثر من ص49 حتى نهاية الكتاب.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 08-May-2010 الساعة 09:59 AM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-May-2010 الساعة : 10:05 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


[معالجة أهل السنة لحديث الاثني عشر خليفة:]

وهذا ما يفسر لنا ما نجده من تآليف كثيرة لعلماء كبار من أهل السنة حول الأئمة الاثني عشر، مثل: كفاية الطالب للكنجي الشافعي، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، والإتحاف بحب الأشراف، للشبراوي الشافعي، ونور الأبصار للشبلنجي الشافعي، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي، والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي، والأئمة الاثنا عشر للفضل بن روزبهان، وتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، وذخائر العقبى.. وغير ذلك كثير جداً..

ويبدو لنا: أن هؤلاء الأعلام أرادوا حل معضلة حديث: يكون بعدي اثنا عشر إماماً أو أميراً أو خليفة كلهم من قريش.. خدمة منهم لمذهب التسنن، فاعتبروا: أن المراد هو الإمامة والخلافة بالعلم، والصلاح، والتقوى، وظهور الكرامات، بل توسع بعضهم في الولاية والأولياء حتى نسب لأقطاب الصوفية من الكرامات ما يجعلهم في مقامات تضارع مقامات الأنبياء، أو تزيد..

وبذلك يكونون قد حلوا المعضلة التي نشأت من الحديث المذكور من جهة، وحجموا وضيقوا مفهوم الإمامة، وأفرغوها من محتواها العميق، لتصبح أمراً عادياً يمكن لكل أحد أن يناله من جهة أخرى.. فقد اعتبروا الأئمة المنصوص عليهم مجرد عباد وزهاد ومجتهدين في الفقه، ولديهم قسط وافر من العلم، كما هو عند غيرهم.

الجاحظ ماذا يقول؟!:

فتلخص مما تقدم: أن تعيين الأئمة في ولد الحسين «»، إنما جاء من النص من النبي «» مباشرة، أو من نص الإمام السابق على اللاحق.. ومن الأهلية الظاهرة التي لمسها الناس فيهم، حتى إن الجاحظ يقول في رسالته: «فضل هاشم على عبد شمس» ما يلي:

«ومن الذين يعد من قريش، أو من غيرهم، ما يعد الطالبيون في نسق واحد، كل واحد منهم: عالم، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاك، فمنهم خلفاء، ومنهم مرشحون: ابن، ابن، ابن، ابن. هكذا إلى عشرة.. وهم: الحسن بن علي، بن محمد، بن علي، بن موسى، بن جعفر، بن محمد، بن علي، بن الحسين، بن علي.
وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب، ولا من العجم إلخ..»([1]).

ولكي يتضح ما نرمي إليه، نشير إلى الأمور التالية:
1 ـ إن الجاحظ ليس رجلاً عادياً، بل هو عالم معروف، وكاتب مشهور في عصره، وبعد عصره، وهو متنوع الثقافة، وقد كتب في مختلف الموضوعات التي شاع التكلم بها في عصره.. وكان معتزلياً على طريقة أهل البصرة، الذين كانوا عثمانية، أي يقدمون عثمان على علي «»، مقابل معتزلة بغداد الذين يقدمون علياً «» على عثمان وعلى جميع الصحابة..

وهو وإن كان يظهر الحياد في كتاباته، ولكن أهل نحلته من المعتزلة، كالإسكافي وغيره كانوا يتهمونه بالنصب والعداء لأهل البيت.

وقد ألف كتاباً في نقض فضائل أمير المؤمنين «»([2]). ولعله هو كتاب العثمانية المطبوع الذي رد عليه الإسكافي المعتزلي، وأورد ابن أبي الحديد المعتزلي شطراً من ردوده..

2 ـ إن الجاحظ كان يعيش في البصرة، وقد توفي قبل وفاة الإمام الحسن العسكري «» بخمس سنين. فلو فرضنا: أن الجاحظ قد كتب عباراته التي ذكرناها آنفاً في آخر ساعة من ساعات حياته. فذلك يعني: أن عمر الإمام الحسن العسكري «» حين كتب الجاحظ هذه الكلمات كان في حدود اثنتين وعشرين سنة.

3 ـ إن الإمام العسكري «» لم يكن أشهر ولا أعرف من آبائه الطاهرين. ولا سيما الإمام علي، والحسن، والحسين والصادق، والباقر، والرضا «».

بل كان الأئمة بعد الإمام الرضا «» ـ رغم نباهة شأنهم، وعلو قدرهم يعرفون بـ «ابن الرضا». ويطلق هذا التعبير على الإمام الجواد، والهادي، والعسكري أيضاً([3]).

ويؤيد ذلك: قول أسلم بن مهوز المنبجي في داليته المعروفة التي يمدح بها أئمة سامراء:

إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا فحسبك من هـاد يشـير إلى هادي

4 ـ وإذا كان الإمام العسكري «» في سامراء موضوعاً تحت الرقابة الشديدة، وكان لا يصل إليه إلا من ترضى السلطة بإيصاله.. وكان الجاحظ في البصرة، وهو منحرف عن علي «» وولده. وكان نقل الأخبار في تلك الأيام وتداولها محدوداً جداً، ويواجه بصعوبات عملية، إذ لم يكن هناك وسائل اتصال، ولا إذاعات، ولا أجهزة تلفاز، ولا هواتف ثابتة ولا نقالة، ولا إنترنت.. ولا.. ولا..

وإذا كانت السلطة تفرض هيبتها وسياستها على الناس، وتمنع من تداول فضائل وكرامات وعلوم ومعارف أهل البيت عليهم.. وتحدُّ بكل وسيلة من وسائل القمع من نشاطات شيعة أهل البيت «»، ـ نعم، إذا كان الأمر على هذا الحال ـ فإن شيوع ذكر هذا الإمام المحاط بالسدود والموانع، حتى لا يكاد يصل إليه، أو يتصل به أحد من الناس، والذي كان لا يزال شاباً في مقتبل عمره.. إن شيوع ذكره، وذيوع صيته سيكون في مستوى الكرامات، ويبلغ حدود المعجزات، فكيف إذا بلغ الأمر بالمنحرفين عنه إلى حدّ أن يصفوه بما وصفه به الجاحظ في مثل هذه الظروف.

فهذا إن دل على شيء، فهو يدل على أنه «» كان على درجة من العظمة استطاعت أن تقهر كل تلك الموانع والسدود لتشرق شمس فضله على القريب والبعيد، والعدو والولي. رغم أنف السلطة، ورغم كل جهودها لخنق صوت أهل هذا البيت، وإخماد صيتهم.

مع أنك تجد اهتمام تلك السلطات التي تحمل اسم الخلافة لرسول الله «»، وتنتحل صفته، كإمام وراع، وحافظ للدين وأهله.. تجد اهتمامها ظاهراً بالمغنين، والجواري والأعراب، وحتى قطاع الطرق، والمجرمين، وإعلاء شأنهم، وإلخ..

وأعتقد أنكم واقفون على كثير من الحقائق في هذا المجال. وفي الختام أقول: ربما أكون في أكثر ما قلته لكم في هذه الرسالة كناقل التمر إلى هجر.. ومثلكم من غض النظر وعذر..

والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وآله الطاهرين..
25 / 1/1431 هـ. ق الموافق 11/1/2010 م ش.
جعفر مرتضى الحسيني العاملي
----------

([1]) آثار الجاحظ ص235.
([2]) آثار الجاحظ ص235.
([3]) مروج الذهب ج3 ص237 وراجع: قاموس الرجال ج10 ص248. والرسالة التي في آخر ج11 من قاموس الرجال ص58.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 08-May-2010 الساعة 10:09 AM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-May-2010 الساعة : 10:37 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الرسالة الرابعة

[تخصيص علي بالسلام؟!:]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله الذين اصطفى من بعده، وعلى من والاهم أجمعين..
أما بعد..

سماحة السيد العالم العلامة الأخ جعفر مرتضى العاملي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا أخفي عليك يا فضيلة العلامة، أن إعجابي بكم يزداد مرة بعد مرة، وذلك يعود إلى تلك الأجوبة المقنعة، والأدلة الدامغة التي توردها ضمن تلك الرسائل، وهنا لا يسعني إن كنت منصفاً، وموضوعياً، إلا أن أقر وأعترف: بأن هذه الأدلة التي سقتها لي وسعيت بسرعة خيالية ما كنت أتصور أن تجيب عليها، أن أعترف لكم، بما يلي:

أولاً: إن قلمكم الكريم هو قلم هين، سهل، طيع، في يدكم الكريمة، أرجو الله عز وجل أن يحفظ العلماء أمثالكم من كل سوء، وأن يجعلكم ذخراً لهذه الأمة التي تحتاج فعلاً، لأصحاب الدليل الساطع، والكلام الواضح، الذي لا بد لكل منصف يقبل بالدليل، من القبول به والخضوع له..

وهذا ليس من باب الضعف، أو من باب الإنبهار فقط. بل إنني قد قبلت على نفسي ومن بداية الحوار أن أقبل بالدليل الذي لا يرد، وبالكلام المسدد المؤيد..

ثانياً: يا فضيلة السيد المؤيد، لقد كانت الطريقة التي اتبعتها في أدلتكم طريقة واضحة لا تحتاج إلى نقاش..

لكن هناك عنوان قد عنونت به إحدى الفقرات بالتالي: (فوائد الاعتقاد بالضلال) وأعتقد قصدتم به (فوائد الاعتقاد بالبداء بدل الضلال).
وهذا ليس إلا من باب الخطأ المطبعي كما أعتقد..

ثالثاً: لقد ذكرت في معرض الإجابة أن علياً ()، فلما خصصته بهذا السلام، لأنه من المتعارف عليه أن هذه الآداب بالتسليم لا تكون إلا للأنبياء () فقد فهمت منكم أنه هو وصي النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهو باب علمه الذي علمه ألف باب من علم ينفتح له من كل باب ألف باب، فهل مقام الوصاية يجعله يرتقي إلى مصاف الأنبياء () ويتعامل معه كما يتعامل مع الأنبياء، مع العلم أن كل الرسل كان لهم أوصياء من بعدهم وكانوا أنبياء، فلما علي (رضوان الله عليه وكرم الله وجهه) نال منكم كشيعة هذه الآداب بالتعاطي معه ومع أبنائه الأئمة (رضوان الله عليهم أجمعين)؟!

رابعاً: حين كنت تذكر النبي (صلوات الله وسلامه عليه) كنت تذكر () وليس (صلى الله عليه وعلى آله) وهذا ما له من تفسير لغوي كما لا يخفى عليكم، وبالتالي فهذا لا بد له من تفسير!!

خامساً:إنني إذ أقدر وأعترف لكم: بأنني قد اقتنعت بكل ما قلته، يبقى هناك بعض التساؤلات التي لا أريد أن أرسلها كلها دفعة واحدة، وأترك للوقت كي أمررها الواحدة تلو الأخرى حتى لا أثقل على نفسي في القراءة والتمحيص، ولا أكدركم بالكتابة، واتساع البحث، وأرجو منكم أن تقبلوا عذري بشغلكم بما هو أهم، وأرجو منكم المسامحة، وأدعو الله لكم بالتوفيق لما قد توجهتم له، فقد علمت أنكم على أهبة السفر، وأخيراً وليس آخراً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم الشيخ (ص..)
27 / محرم / 1431 هـ. الموافق 13/1/2010م


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-May-2010 الساعة : 11:13 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


جواب الرسالة الرابعة

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد و آله الطاهرين..
الاخ الكريم العلامة الشيخ (ص..)، دمت مؤيداً ومسدداً.
السلام عليكم، و على جميع من تحبون ورحمة الله و بركاته..

و بعد ..
فقد تلقيت رسالتكم الكريمة، بيد الشكر والتقدير. وحمدت الله تعالى على أنكم على خير ما أتمناه لكم من الصحة والعافية والتوفيق والتسديد، وشكرته سبحانه على أن أفادني أخاً في الله، فاضلاً، نبيلاً، وكريماً عزيزاً، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ورضي الله عنكم وأرضاكم في الدنيا والآخرة.

أخي الكريم الفاضل..

تضمنت رسالتكم الميمونة أموراً، أحب التوقف عندها.. ولكن مع توخي الإختصار قدر الإمكان، وهي التالية:

الخطأ الذي وقع:

قلتم: إنه قد وقع خطأ في رسالتنا السابقة التي أرسلناها إليكم، وأن الصحيح هو: أن يكون العنوان: (فوائد الإعتقاد بالبداء) بدل (فوائد الإعتقاد بالضلال).

وأقول: نعم هذا خطأ مطبعي واضح، ومن سهو القلم الجامح، فسبحان من لا يسهو ولا يخطئ. وإنني أهنئنكم على هذه الملاحظة القيمة، وأدعو لكم الله تعالى بأن يسدد خطاكم، ويأخذ بيدكم إلى كل فلاح وخير، ويبعدكم عن كل سوء وضير.. إنه سميع قريب، مجيب الدعاء..


السلام على غير الأنبياء:

قلت:لقد ذكرت في معرض الإجابة أن علياً «» فلما خصصته بهذا السلام، لأنه من المتعارف عليه أن هذه الآداب بالتسليم (أي قول: «») لا تكون إلا للأنبياء «»..

فهل مقام الوصاية يجعل علياً يرتقى إلى مصاف الأنبياء؟! إلى آخر ما ذكرتم..

ونجيب بما يلي:
أولاً: إن الأمر المتعارف، أي الذي يفرضه الناس فيما يرتبط بطريقة التعامل مع الأشخاص، لا يجعل هذا الأمر العرفي من الواجبات الشرعية التي لا يجوز التخلف عنها. إلا إذا كان الشارع نفسه قد أمضى أو قرر هذه الآداب، وفرضها على البشر كما هو الحال بالنسبة لنبينا الأكرم «»، فإنّ الله تعالى قد فرض علينا آداباً معه أوجب علينا رعايتها، فقال: ﴿لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ﴾ وقال: ﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾.. وقال: ﴿مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾.

أما ما يأتي به العرف، فيمكن أن يذهب به العرف نفسه.

ثانياً: إنّ هذا التسالم العرفي الذي أشرتم إليه غير ثابت، فإن غير الشيعة أيضاً يخصون علياً «» بهذا التعبير، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (الشافعي) ملتزم في كتابه هذا بهذه العبارة بالذات.. كما أن الكثيرين من غير الشيعة الذين كتبوا حول الأئمة من أهل البيت «» قد استفادوا من هذا التعبير، كما يعلم بالمراجعة..

ثالثاً: مع غض النظر عن هذا وذاك نقول:

إن كان السلام بمعنى التسليم، فلا ضير فيه، لأن الناس من الشيعة ومن غيرهم يسلمون على النبي «» حين زيارته، وعلى غيره أيضاً. وكان ابن عمر يفعل ذلك أيضاً([1]) والله تعالى قد جعل السلام تحية الإسلام.

ونحن نعتقد: أن الأئمة، وأوّلهم علي «» كانوا شهداء، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فلماذا لا نسلم عليهم؟! ألستم تسلمون على أهل القبور؟!([2])، ونحن نقول لهم أيضاً: «السلام عليكم يا أهل لا اله إلا الله من أهل لا اله الا الله».

ونقول:«السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة»..

وإذا تدبرنا في المضمون، فإننا سنجد ـ بناءً على هذا ـ: أن قولنا لأي مؤمن: عليك السلام، أو ، لا يختلف عن قولنا عن أحد أئمتنا: «»، أو أن نقول في زيارتنا له: «السلام عليك».

وقد أمر الله رسوله «» أن يقرئ خديجة السلام..([3]).

وفي القرآن إشارات وتصريحات بالتسليم على غير الأنبياء، فقد قال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾، وقال تعالى لنبيه: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾، وقال: ﴿وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾، وقال: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾. بل إن إبراهيم «» قد قال لأبيه آذر: ﴿قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي﴾.

وأمّا إن كان المراد بكلمة «» الدعاء، فلا إشكال في السلام على غير الأنبياء أيضاً، إذ لا مانع من الدعاء لأي مؤمن بأن يكون مشمولاً للسلام الإلهي، فما بالك بمن جعله الله في آية المباهلة نفس رسول الله ، أعني علياً «»، فإنه هو الذي يستحق هذا السلام، بصبره وجهاده، وتضحياته، وعبادته وزهده وتقواه. كما دلت عليه الآيات المشار إليها آنفاً.

وهذا لا ضير فيه من ناحية المضمون أيضاً، فهو من قبيل قولك: «رحمه الله»، أو «رضي الله عنه»، وقولك عن النبي: «».. وما إلى ذلك..

رابعاً: واللافت هنا: أنكم أنتم في نفس رسالتكم هذه التي تضمنت سؤالكم هذا قد صليتم وسلمتم على غير الأنبياء، فقلتم:

والصلاة والسلام على:

1 ـ من بعث رحمة للعالمين .

2 ـ وعلى آله الذين اصطفى من بعده.

3 ـ وعلى من والاهم أجمعين.
فلماذا جاز لكم أن تسلموا على أهل البيت، وعلى من والاهم، ولا تجيزون ذلك لغيركم؟!

وأليس ذلك إلا لأن المرتكز في ذهنكم: أن معنى سلامكم هذا هو طلب مشموليتهم بالرحمة والسلام؟! وهذا هو نفس معنى قولنا: «»، فإنه طلب من الله: أن يشمل من نسلم عليه بسلامه كما ذكرنا.

ليس هذا دليلاً!!:

قد يدّعى: أن منشأ اختصاص التسليم بالأنبياء «» هو الآية الكريمة: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.

ونجيب بما يلي:
ألف: إن المراد بالتسليم في هذه الآية هو الخضوع والإنقياد والاستسلام، لا أن يقول القائل: «». ولو كان هذا هو المراد، لكان الأحرى أن يقول: «وَسَلِّمُوا سلاماً»، بدل قوله: ﴿وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.

ب: حتى لو سلمنا جدلاً بأن المراد بهذه الآية هو أن نقول: «»، فإننا نقول:
لما اختص التسليم بهم ولم تختص الصلاة بهم أيضاً، لأن الصلاة في الآية أيضاً لا تختص بالأنبياء، فقد قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾، وقال: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً([4]).

وذلك معناه:أن الصلاة تكون على النبي وعلى غير النبي.

يشهد لذلك: أن النبي «» قد أمرنا بأن نصلي عليه الصلاة الإبراهيمية، ونهانا عن أن نصلى عليه الصلاة البتراء، والصلاة الإبراهيمية تتضمن الصلاة على أهل البيت، فإذا كان علي «» هو سيد أهل بيت النبوة، فهذا الأمر يدل على أن له مقاماً يفرض علينا التعامل بما يقتضيه ذلك المقام..

فإن كان قد حدث بين الناس عُرْفٌ يقضي بتخصيص الأنبياء «» بخصوصية بعينها، فإن رسول الله «» نفسه قد أخرج علياً وأهل البيت من سائر الناس، وبيَّن لنا كيفية الصلاة عليهم بنحو دلّنا على أن ثمة خصوصية في أهل البيت (بيت النبوة) توجب تعظيمهم وتخصيصهم بما لا يُعَظَّم و لا يُخَصَّص به غيرهم..


العطف على الضمير بإعادة الجارّ:

وقد ألمحتم إلى أن الصحيح هو أن يقال:«صلى الله عليه وعلى آله». لا أن يقال: «»، إذا لا يصح العطف على الضمير إلّا بإعادة الجارّ..

و نجيب بما يلي:
إن ما ذكرتموه في أمر الصلاة على النبي «» غير صحيح، فقد ورد في القرآن الكريم العطف على الضمير من دون إعادة الجار، وذلك في عدة موارد، نذكر منها:

1 ـ قوله تعالى: ﴿..وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ([5])، بعد قوله: ﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ..﴾، أي: ولمن لستم له برازقين.

2 ـ قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ([6]).

فقد عطف كلمة: «المسجد» على الضمير في كلمة: «به»، من دون أن يعيد الجار، حيث لم يقل: «وكفر به، وبالمسجد الحرام».

وليس معطوفاً على كلمة «سَبِيلِ»، لأنه صلة للمصدر وهو كلمة: «وَصَدٌّ».

وقد رأينا: أنه قد عطف على المصدر ـ وهو كلمة: صدٌ ـ قوله: «وَكُفْرٌ»، ولا يعطف على المصدر حتى تكمل معمولاته، فلما عطف عليه كلمة: «كُفْرٌ» كان ذلك أمارة على أن كل ما يأتي بعد هذه الكلمة ليس من معمولاته، فيتعين أن تكون كلمة: «المَسْجِدِ» معطوفة على الهاء في «بِهِ».

إن قلت: لعله معمول لمصدر محذوف، تقديره: «وَصَدٌّ عَن المَسْجِدِ».

فالجواب: أن المصدر لا يعمل محذوفاً.

وقد صرح أبو حيان أيضاً: بأنه لا يجوز الفصل بين المصدر وصلته، فلا يصح جعل كلمة المسجد معمولة للمصدر، الذي هو كلمة: «صَدٌّ».

3 ـ وقرأ حمزة: ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ..([7]) بجر كلمة «وَالأَرْحَامِ» عطفاً على الضمير، من دون إعادة الجار. وهي أيضاً قراءة ابن رزين، وابن مسعود، وابن عباس، والقاسم، وإبراهيم النخعي، والأعمش، والحسن البصري، وقتادة، ومجاهد، ويحيى بن وثاب.

وقالوا: إن هذه القراءة مروية عن النبي «»([8]).

بل في كلام بعضهم: أنها متواترة عنه «»([9]).

4 ـ وقد يستدل بقوله تعالى: ﴿قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ([10])، بعطف ما يتلى على الضمير في كلمة: «فيهن».

5 ـ بل قد يستدل بقوله تعالى: ﴿لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ([11]) بعطف كلمة: «والمقيمين» على الكاف في «إليك» أو الكاف في «قبلك».

وإن كنا نناقش في الآيتين الأخيرتين، باعتبار أن قوله تعالى: ﴿وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ يمكن أن يكون معطوفاً على لفظ الجلالة. أي: أن الله يفتيكم، والقرآن يفتيكم أيضاً.

كما أن قوله: «والمقيمين» منصوب بفعل محذوف وتقديره أخص.

هذا وقد قال أبو زرعة: «أنكروا أيضاً: أن الظاهر لا يعطف على المضمر المجرور إلا بإظهار الخافض، وليس بمنكر. وإنما المنكر أن يعطف الظاهر على المضمر الذي لم يجر له ذكر، فتقول: مررت به وزيد. ليس هذا بحسن. فأما أن يتقدم للهاء ذكر فهو حسن، وذلك (عمرو مررت به وزيد)، فكذلك الهاء في قوله: ﴿تَسَاءلُونَ بِهِ﴾ وتقدم ذكرها ﴿وَاتَّقُواْ اللهَ﴾»([12]).

6 ـ قد جوَّز الكوفيون، ويونس، وأبو الحسن، والشلوبين عطف الظاهر على الضمير بدون إعادة الجار.

7 ـ وقال الشاعر، وهو الأعشى، أو عمرو بن معدي كرب، أو خفاف بن ندبة:
فاليوم قَـرّبْتَ تهجونـا ولا عجب فاذهـب فما بك والأيامِ من عجب

بجر كلمة «الأيام» عطفاً على الكاف في كلمة «بك».

8 ـ وقال الشاعر:
لو كـان لي وزهـيرٍ ثالـث وردت من الحـمـام عـدانـا شـر مــورود

بجر كلمة «زهيرٍ» عطفاً على الياء، في كلمة «لي».

9 ـ وقال آخر:
إذا بنــا بـل أنيسـانِ اتـقـت فئـة ظـلــت مـؤمـنــة ممـن تعــاديهـا

فقد عطف كلمة «أنيسانِ» على الضمير في قوله «بنا»، والعاطف هو كلمة «بل».

10 ـ وقال آخر:
ابــك آيـــة بــي أو مصـــــدر مـن حمـــر الحــلـة جـاب جسور

بجر كلمة «مصدرٍ» عطفاً على الياء في كلمة «بي».

11 ـ وقال الشاعر:
أكــر عـلى الـكتـيـبـة لا أبـــالي أفـيـهــا كـان حتـفـي أم سـواهـا

فكلمة «سواها» معطوفة على ضمير الغائب وهو «الهاء» في كلمة «فيها».

12 ـ وقال آخر:
إذا أوقـدوا نـاراً لحـرب عدوهم فقـد خاب من يصلى بها وسعيرِها

فكلمة «سعيرِها» معطوفة على الهاء في كلمة «بها».

13 ـ وقال آخر:
بنـا أبـداً لا غـيرنـا تـدرك المـنى وتـكـشف غماء الخطوب الفوادح

فكلمة «غيرنا» معطوفة على الضمير في كلمة «بنا».
14 ـ وقال آخر:
هـلا سألت بـذي الجماجم عنهم وأبـي نـعـيـم ذي اللـواء المـحرق

فكلمة «أبي نعيم» معطوفة على الضمير في كلمة «عنهم».

15 ـ وقول الآخر:
تعـلـق في مثـل السواري سيوفنا ومـا بينهـا والكعب غـوط نفانف

فكلمة «والكعب» مجرورة عطفاً على الضمير في كلمة «بينها».

وبعد.. فلا مجال لحمل هذه الأشعار كلها على الضرورة، ولا يصح رميها بالشذوذ، وهي بهذه الكثرة.

16 ـ وفي جميع الأحوال نقول:
قال ابن مالك في ألفيته:
وعود خـافـض لدى عطف عـلى ضـمـير خـفـض لازماً قد جعـلا
وليـس عنـدي لازمــاً إذ قـد أتى في الـنـظـم والـنـثر الصحيح مثبتا

17 ـ على أن من الممكن القول: إذا جاز الإبدال والتأكيد للضمير بالظاهر، من غير إعادة الجار، فلماذا لا يجوز العطف عليه من دون ذلك؟!

وما زعموه من أن الضمير كالتنوين.. فلا بد في العطف من إعادة الجار.. غير صحيح، لأن هذا التعليل لو صح لاقتضى عدم جواز العطف عليه مطلقاً حتى مع إعادة الجار، إذ لا يجوز العطف على التنوين، بل ذلك يقتضي أن لا يجوز التوكيد، ولا الإبدال منه.

ولو صح قولهم: إن الضمير بمنزلة التنوين، للزم القول بعدم صحة العطف على الضمير المنصوب أيضاً، مع أنهم قد جوزوا أن يقال: رأيتك وزيداً، فلماذا جاز العطف عليه في حال النصب، إذا كان بمنزلة التنوين؟!

كلمتنا الأخيرة:

وآخر كلمة نقولها هنا: هو أن ما يزعمونه من محاذير، وما يقدمونه من توجيهات للمنع لا يصلح لإثبات ذلك، مع ورود ذلك في الآيات وغيرها مما ذكرناه..

ولعل في السابقين من كان يريد أن يضيف كلمة «على» إلى الصلاة على النبي وآله «»، ليوهم بعض الناس: بأن صلاتنا على النبي «» تختلف عن الصلاة التي على الآل، فهذه من سنخ، وتلك من سنخ آخر.

أما مع العطف بدون إعادة الجار، فإن الصلاة عليهما تكون من سنخ واحد.. وهذا ما كان يسعى لإبعاده عن مخيلة الناس العاديين.. ولكن ما ذكرناه قد بين بطلان مسعاه.

وأكتفي بهذا القدر، وأستودعكم الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

28/محرم الحرام/1431 هـ. الموافق 14/1/2010م.
جعفر مرتضى العاملي

----------


([1]) راجع: المجموع لمحيى الدين النووي ج8 ص274 والمغني لعبد الله بن قدامة ج3 ص591 والشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة ج3 ص496 وكشاف القناع للبهوتي ج2 ص600 وسبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي ج12 ص390.
([2]) راجع: الجامع لأحكام القرآن ج5 ص301 وتفسير الآلوسي ج6 ص125 ومجمع الزوائد ج3 ص60 وعمدة القاري ج8 ص69 والمعجم الأوسط للطـبراني ج8 = = ص129 والمعجم الكبير للطبراني ج19 ص446 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص386 والمنتخب من ذيل المذيل ص70.
([3]) راجع: مسند أحمد ج2 ص231 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص231 وج8 ص197 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج7 ص133 وفضائل الصحابة للنسائي ص75 والمستدرك للحاكم ج3 ص185.
([4]) الآية 43 من سورة الأحزاب.
([5]) الآية 20 من سورة الحجر.
([6]) الآية 213 من سورة البقرة.
([7]) الآية 1 من سورة النساء.
([8]) حجة القراءات ص190.
([9]) البحر المحيط لأبي حيان ج3 ص159.
([10]) الآية 127 من سورة النساء.
([11]) الآية 162 من سورة النساء.
([12]) حجة القراءات ص190.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 08-May-2010 الساعة 11:35 AM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-May-2010 الساعة : 11:38 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الرسالة الخامسة

[الشهادة الثالثة وعلم النبي :]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين وعلى الآل المصطفين، ولعن على من عاداهم من خلق البشر إلى قيام يوم الدين..
أما بعد..

أخي الفاضل سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي..

أدعو الله لكم بطول العمر، وقضاء الحوائج، وتسديد دوماً لمرضاة الله تعالى، وذود عن الدين، إنه سميع مجيب الدعوات..

لقد قبلت منكم الدليل، فجازاكم الله عني بكل خير، لكن عن ما اكتشفته من خطأ مطبعي لم يكن بقصد إثبات الزلل عليكم، والإنقاص من شأنكم، بل للفت نظر من يتولى طبع هذه الرسائل فقط، ولم يكن من وراء ذلك أي قصد آخر.

وبالعودة إلى التساؤلات التي أريد أن أسئل عنها، هو التالي:
أولاً: لقد علمت: أن أصحاب المذهب الاثنى عشري، بعد ذكر النبي «» في الأذان يذكرون اسم علي «»، السؤال: لما ذكر علي «» دون غيره من الأئمة؟! مع أنني مع أن يضاف إلى الأذان: «حي على خير العمل»، لأنها قد حذفت من الأذان، وأنا أعتقد: أنها من الأصل فيه. وكذلك أرى أن الأذان هو تشريع للنبي «»، وليس لغيره من الصحابة، إذ لا بد لصاحب الشريعة من التشريع لا غيره أن يجري على لسانه الوحي وإلا لكان هو النبي لا غيره؟!

ثانياً: إن كان النبي «» عنده علم ما كان وما سيكون، كما يعتقد بهذا الشيعة الاثنى عشرية، فما تأويل قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾.

وقوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾؟!

من هنا فيكون علم النبي «» محدوداً، وإن كان قد نظر إلى لوح المحو والإثبات، فعلمه بالغيب من خلال تلك الآيتين يدل على أنه لم يطلع على اللوح المحفوظ؟!

ودمتم موفقين..
أخوكم الشيخ (ص..)
3 / صفر / 1431 هـ. الموافق 19/1/2010م.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-May-2010 الساعة : 12:33 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


جواب الرسالة الخامسة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين..
أخي الفاضل المؤيد، والكريم المسدد دمت موفقاً..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..
فقد تلقيت في هذا اليوم رسالتكم، وشكرت لكم محبتكم، وسألته تعالى لكم دوام الصحة والعافية، وأن يحفظكم ويرعاكم، ويسدد على طريق الخير خطاكم، إنه ولي قدير..

أخي العزيز.. قد تضمنت رسالتكم أموراً هي التالية:


[لقد أحسنت إليَّ:]

الأمر الأول: ذكرتم عن عدم قصدكم إثبات الزلل علينا فيما يرتبط بالخطأ المطبعي، وإنني بدوري أحب أن أؤكد لكم على أن هذا المعنى لم يخطر لنا على بال، بل كنا وما زلنا شاكرين لكم هذه الملاحظة الكريمة، التي عبرت عن محبتكم، وعن اهتمامكم بالتصويب والتسديد، والنصيحة عملاً بفروض الأخوة، واستكمالاً لمعنى المودة، وتعميقاً لوشائج الإخلاص والمحبة..


[ذكر علي في الأذان:]

الأمر الثاني: أما فيما يرتبط بالأذان أقول: قد أثلج صدري:
أولاً: ما لمسته فيكم من تبصّر وروية، وسلامة سجية، وطريقة علمية رصينة، حين ذكرتم: أن الصواب هو التزام ذكر «حي على خير العمل» في الأذان إحياءً للسنة النبوية المباركة، والتزاماً بالنص، وحفظاً للتشريع..

ثانياً: إنّ سؤالكم عن الشهادة لعلي «» بالولاية في الأذان، ينحل إلى سؤالين:

أحدهما: عن سبب هذه الإضافة، ومبررها الشرعي.

الثاني: عن سبب الإقتصار على ذكر علي «» دون غيره من الأئمة الطاهرين «صلوات الله عليهم»..

وأجيب بأمرين:
أحدههما: أن علينا أن نحدد المرجعية العلمية بعد رسول الله «»، ونحدد أيضاً طرق الوصول إلى سنته، وإلى المعارف التي جاء بها «».. ونتفق على الضوابط والمعايير التي يجب اعتمادها في الوصول إلى أحكام الله وشرائعه، وإلى الحقائق الإيمانية، والمعاني والدقائق التي نحتاج إلى معرفتها في مختلف الشؤون..

فإننا إذا كنا لا نعترف لبعضنا البعض بصحة الوسائل التي نعتمدها، وسلامة المعايير والضوابط التي نستفيد منها في الرد أو القبول. ولم توجد قواسم مشتركة تكون هي المرجع لنا فيما نختلف فيه، فإن الحوار سيكون عقيماً وواهناً، وسقيماً.

أي لا بد من التأسيس للبحث، بحسم الأمر فيما يرتبط بأخذ المعارف والحقائق والأحكام الدينية من أهل البيت «»، بحكم إمامتهم للأمة بعد رسول الله «»، وعدم افتراقهم عن القرآن إلى يوم القيامة كما اقتضته النصوص المعتبرة، ولا سيما حديث الثقلين، وحديث سفينة نوح، وكثير من النصوص الأخرى الصريحة والثابتة، والمعترف بها عند أهل الإسلام.

ولا بد من حسم الأمر أيضاً في جواز الأخذ عن غيرهم وخصوصاً من كانت لهم مواقف سلبية تجاههم، مثل أبي هريرة الذي ـ على ما يرويه الأعمش ـ: جثا على ركبتيه، ثم ضرب صلعته مراراً، وقال: يا أهل العراق! أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله وأحرق نفسي بالنار؟! والله لقد سمعت رسول الله «» يقول: إن لكل نبي حرماً وانّ حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأشهد بالله أن علياً أحدث فيها.. إلخ..([1])، وهكذا الحال بالنسبة إلى عمرو بن العاص، وعكرمة وسمرة بن جندب، ومعاوية و.. و.. إلخ..

والشيعة يرون: أن ما يقوله الأئمة «» قد أخذوه عن رسول الله «».. فإذا قالوا لهم: إن الشهادة لعلي بالولاية في الأذان جائزة، فذلك يعني: أن رسول الله «» قد قال ذلك، وأن العمل بقولهم مبرئ للذمة، بل هو المتعَّين.

ويترتب على ما ذكرناه: أنه لا يجوز لأحد أن يناقش في مسألة فصول الأذان إلا بعد حسم الأمر معه في موضوع الإمامة، فإن ثبتت له، فإننا نبحث معه في موضوع: من هو الإمام، فإن ثبت له أنه فلان، نبحث معه في معنى الإمامة، ودور الإمام، وحجية أقواله، وأوامره ونواهيه، فإن ثبتت له، فيمكن البحث معه في أن هذا الحديث أو ذاك ثابت عنه لنأخذ به، أو غير ثابت ليكون لنا موقف آخر تجاهه..

ولا يمكنا الاستدلال بقول الإمام في شيء، على من لا يعتقد بالإمامة والإمام كما هو واضح.

وهذا نظير ما لو جاءك رجل لا يعرف عن الله، ولا عن رسله، وشرائعه شيئاً، فإنّك لا تبادر إلى مطالبته بالصلاة والحج، بل ستحاول أن تقنعه قبل كل شيء بوجود الله، ثم بصفاته، ثم بخالقيته ورازقيته، وعدله وعلمه، وقدرته، وغير ذلك من صفاته الجمالية والجلالية، وصفات الذات، وصفات الفعل..

ثم تنتقل لتثبت له النبوة، ثم تثبت له من هو النبي، وما هو دوره، ومقامه، وصفاته، وحجية أقواله.. إلخ.. ولا يمكن أن تحتج عليه بقول النبي قبل أن تثبت له التوحيد، والنبوة.

كما لايمكن للمسيحي أن يقول لك: ما الدليل على حرمة الخمر، أو الخنزير؟! أو ما الدليل على وجوب الحج؟! قبل أن تثبت له بشرية عيسى ونبوة رسول الله «» إلخ..

كما أننا لو سمعنا فتوى اقتضاها الإستحسان أو القياس، فإنه لا يحق لنا أن نعترض على تلك الفتوى، ونحكم بأنها باطلة..

بل الصحيح: هو أن نعترض على العمل بالقياس أو بالإستحسان نفسه أولاًَ، فإن ثبتت لنا صحته، أخذنا بتلك الفتوى، وإن ثبت لنا بطلانه لم نأخذ بها..


[الحكام.. وذكر علي في الأذان:]

الثاني: لا بأس بملاحظة ما يلي:
أولاً: إن بيعة يوم الغدير لعلي «» قد كانت قبل استشهاد رسول الله «» بسبعين يوماً فقط..

فإن كان النبي «» قد أمر بذكر كلمة: «أشهد أن علياً ولي الله» في الأذان، فلا جرم أن يكون ذلك قد حصل بعد حادثة الغدير..

ثم جرى ما جرى بعد وفاة رسول الله «»، وأهمل الحكام الجدد ذكر هذه الفقرة وأسقطوها من الأذان، كما أهمل ذكر حي على خير العمل منه، بل وأضيفت في أذان الفجر عبارة: «الصلاة خير من النوم». كما ورد التصريح به في عدد من المصادر([2]).

وبعد.. فإنه إذا كان قد جرى على الزهراء «» كل ذلك الذي تعرفونه، وإذا كان علي، والحسن، والحسين «» يقتلون على النحو الذي لا يجهله أحد، فهل سيرحمون من يقول في أذانه: «أشهد أن علياً ولي الله»، فضلاً عن أن يسمحوا بإبقائها في أذان المسلمين في جميع الأقطار على مرّ الأعصار؟!.

وبعد أن جاء الأمويون الذين لعنوا علياً «» على منابر الإسلام ألف شهر، وفعلوا الأفاعيل بمحبيه وأتباعه: قتلاً، وسجناً، وتشريداً وعسفاً..

ثم جاء العباسيون فزادوا عليهم في ذلك حتى قال الشاعر:
ومتـى تـولـى آل أحــمـد مسلم قــتــلوه أو وصــمـوه بـالإلحـاد

وقال آخر:
تالله مــا فـعـلــت أمــيــة فيهم مـعـشـار مـا فـعـلت بنو العباس

فهل يمكن أن نتصور أهل البيت وشيعتهم، يقدرون على الجهر بالشهادة لعلي بالولاية في أذانهم في كل تلكم العصور، وعلى مرّ الدهور؟!

ثانياً: يمكن تأييد القول برجحان الشهادة بالولاية لعلي «» في الأذان والإقامة بما يلي:


[دلائل ومؤيدات:]

ألف: بعد قتل الأسود العنسي: و«لما طلع الفجر نادى المسلمون بشعارهم الذي بينهم، ثم بالأذان، وقالوا فيه: أشهد أن محمداً رسول الله، وأن عبهلة كذاب»([3]).

وفي نص آخر:«ثم نادينا بالأذان، فقلت: أشهد أن محمداً رسول الله، وأن عبهلة كذاب، وألقينا إليهم برأسه»([4]).

والمنادي هو:«قيس، ويقال: وبر بن يحنش»([5]).

فنجد: أن النبي «» لم يعترض على إدخالهم هذا النص في الأذان، ولا شك أنه قد كان من بينهم كثيرون من الصحابة الأتقياء الذين لا يرضون بالبدعة، ولسوف يذكرون للنبي «» أي تصرف من هذا القبيل، على سبيل الإعتراض، أو لمجرد الإخبار.

ب:إن مما لا شك فيه: أنه يستحب للمؤذن الصلاة على النبي «» في الأذان عند بلوغه: أشهد أن محمداً رسول الله «»..

وقد روى ذلك زرارة عن الإمام أبي جعفر «» أنه قال:

«وصل على النبي «» كلما ذكرته، أو ذكره ذاكر عندك في أذان أو غيره»([6]).

ج: الكليني بإسناده عن الإمام الصادق «»؛ أنه قال:

«إنّا أول أهل بيت نوّه الله بأسمائنا، إنه لما خلق السماوات والأرض أمر منادياً فنادى:

أشهد أن لا إله إلا الله، ثلاثاً.

أشهد أن محمداً رسول الله، ثلاثاً.

أشهد أن علياً أمير المؤمنين حقاً، ثلاثاً»([7]).

د: وروى الطبرسي، عن القاسم بن معاوية، عن الإمام الصادق «» حديثاً مطولاً يقول في آخره:

«إذا قال أحدكم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فليقل: علي أمير المؤمنين([8]) (ولي الله)»([9]).

هـ: روي: أن أبا ذر (رض) أذّن بالولاية لعلي «»، فشكاه الناس لرسول الله «»، فأقره على ما فعل.

و:روي أيضاً ما يقرب من ذلك عن سلمان([10]).

ز: ويؤيد ما تقدم: ما ورد في بعض الروايات، من أن فصول الأذان هي أثنان وأربعون فصلاً، ولا يكون ذلك إلا بإضافة «أشهد أن علياً ولي الله، مرتين»([11]).


[كيف شرع الأذان؟!:]

ثالثاً: إن ما ذكرته بعض الروايات، من أن النبي «» اهتم للصلاة كيف يجمع الناس لها. فإشار عليه بعض الصحابة بشبور اليهود، وبعضهم أشار بناقوس النصارى ـ فأمر به «» فعمل من خشب..

فأري عبد الله بن زيد الأذان في المنام، فأخبر به النبي «»، وكان عمر قد رآه قبل ذلك، فكتمه عشرين يوماً، ثم أخبر به النبي «» أيضاً، فأمر النبي «» بلالاً: بأن يؤذن كما يأمره عبد الله بن زيد، فأذّن به.

وثمة نصوص أخرى لهذه القضية مختلفة ومتناقضة، كما يعلم بالمراجعة والمقارنة بينها([12]).

فهذا الحديث يدل على أن الأذان لم يشرع بالوحي، بل برؤيا عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب.

فمن يرى صحة هذا الحديث، فلا بد أن لا يكون لديه حرج في الإنقاص أو الزيادة في الأذان!! ولا أظن أنكم من هؤلاء، كما يفهم من كلامكم في رسالتكم لنا..

وقد أنكر الإمام الحسن([13]).

والإمام الحسين([14]).

والإمام جعفر الصادق «»([15]).

ومحمد بن الحنفية صحة هذا الحديث([16]).

وقد بحثنا هذا الموضوع بشيء من التفصيل في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «».

علم النبي بالغيب، وتأويل الآيات:

الأمر الثالث: تضمنت رسالتكم السؤال عن اعتقاد الشيعة: بأن النبي «» يعلم بما كان، وما يكون، وأن الآيتين المباركتين تنافيان هذا الإعتقاد..

ونقول:
أولاً: ينبغي لفت نظركم الشريف إلى أن هذه المسألة ليست من المسلمات المتفق عليها عند جميع الشيعة، وإنما الشيعة متفقون على أن النبي «» كان يعلم من الغيوب ما يطلعه الله تعالى عليه.. ويقولون: إن من الممكن أن يطلع الله نبيه على جميع غيوبه، فإنّ الآية المباركة تقول: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاَ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ([17])، حيث لم يقيد تعالى هذا الغيب الذي يطلع عليه من شاء، هل هو كل غيبه، أو بعضه مما يمكن للرسل الذين يرتضيهم أن يتحملوه؟!

وإذا كان نبينا «» خير الرسل، فهو الأولى بمعرفة الغيوب من سائر الرسل «صلوات الله عليهم وعلى نبينا وآله»..

ثانياً: إن اطلاع نبينا على اللوح المحفوظ، لا يعني أن الأمر قد خرج من يد الله تعالى ـ والعياذ بالله ـ كما أن ذلك لا يعني حصول النبي «» على جميع الغيوب، بل يبقى الأمر بيد الله، فيمكن أن يكشف لنبيه شطراً من الغيوب، وقد يحجب، أو يبعد بعض الغيوب عن محيط نظر نبيه، فلا يتمكن من قراءتها، وبذلك يكون علم النبي «» خاضعاً للإرادة الإلهية، من جهة قد يطلقه، وقد يقيد مقداره، مع أنه مأخوذ من اللوح مباشرة من جهة أخرى..

ثالثاً: بالنسبة لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ([18]) نقول:

لا شك في أن نبينا «» كان يعلم بكثير من الغيوب التي تلقاها من الله سبحانه، وقد أخبر الناس بشطر منها، وأخبر علياً «» أيضاً بشطر آخر..

ويكفي مراجعة كتب الحديث والتاريخ، والتفسير، وغيرها للوقوف على الكثير مما يدخل في هذا السياق..

كما أن هناك آيات كثيرة تدل على أن الأنبياء «» كانوا يعلمون الكثير من الأمور الغيبية.

فقد قال تعالى حكاية عن عيسى «»: ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ([19]).

وقد أنبأ النبي «» عائشة بما أفشته من سره، ﴿قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ([20]).

وقال عيسى «» لقومه: ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ([21]).

وقال الله تعالى لنبيه محمد «»، بعد أن قص عليه قصة مريم: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ([22]).

وبعد قصة نوح: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ([23]).

وبعد قصة إخوان يوسف: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ([24]).

وبعد هذا، فلا معنى لنفي علم النبي «» للغيب؟!

خصوصاً وأنه سبحانه قد قال: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاَ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ([25]).

وقال تعالى: ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَ بِمَا شَاء([26]).

وإنما يعلم الله أنبياءه بالغيب، لأن رسالتهم ونبوتهم تقتضي ذلك. أو لأن مقامهم دعا إلى تكريمهم بهذا الأمر، لزيادة التمكين لهم في السعي لنيل منازل الكرامة والقرب والزلفى..

رابعاً: إن علم البشر بالغيب يبقى مرهوناً بالفيض والعطاء الإلهي، فليس هو من الأمور الذاتية لهم، بل هو مستند إلى الله سبحانه، ومنتهٍ إليه تعالى.

وقد أرى الله سبحانه نبيه إبراهيم «» ملكوت السماوات والأرض، فقال تعالى:

﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ([27])، فرؤية إبراهيم «»، لم تكن ذاتية، وإنما هي بإراءة من الله تعالى..

وحول المعراج للرسول الأعظم «»، قال سبحانه: ﴿لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا([28]) فالإراءة له «» قد جاءت منه تعالى..

وقد نصب الله سبحانه اللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل كما في بعض الروايات، فإشراف الرسول على ذلك اللوح، ومعرفته بما يكشفه الله له فيه، لا يعني أن يصبح علم الرسول بالغيب ذاتياً، بل هو بالله، ومن الله تبارك وتعالى..

فكما لا يقاس علم الرسول بعلم البشر بالغيب، لاختلاف طرقهما في نيل ذلك، كذلك لا يقاس علم الله للغيب بعلم أنبيائه، فإن علم الأنبياء إنما هو بالعطاء، وبالفيض الإلهي عليهم، فهو علم بالغير لا بالذات.

وبعد ما تقدم نقول:
إن ذلك يوضح لنا: أن الآيات حين تتحدث عن أن الأنبياء ينفون للناس أن يكون لديهم علم الغيب، كقوله تعالى: ﴿لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ([29]).

فإنما تريد نفي أن يكون علمهم ذاتياً، وبالأصالة، والاستقلال عن الله سبحانه..

وحين تثبت الآيات علم الغيب لمن ارتضى الله سبحانه من رسول، وأن عيسى يعلمهم بما يأكلون، وما يدخرون في بيوتهم.. وغير ذلك، فإنما تتحدث عن علمه الواصل إليه من الله، بعطاء وفيض منه سبحانه..

فصح سلب علم الغيب عنهم تارة، وإثباته لهم أخرى، نظير قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ([30]).

ويقول تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ([31]).

ثم هو تعالى يقول: ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا([32]).


----------

([1]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص67 ومستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج10 ص529 وخلاصة عبقات الأنوار للسيد حامد النقوي ج3 ص255 والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص514 ونهج السعادة للشيخ المحمودي ج8 ص486.
([2]) راجع: موطأ مالك ج1 ص93 وسنن الدارقطـني، والمصنف للصنعـاني ج1 = = رقم 1827 و 1829 و 1832 ص474 و 475 وكنز العمال ج4 رقم5567 و 5568 ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج3 ص278 وفيه: أنه قال: إنها بدعة، والترمذي وأبي داود، وغير ذلك.
([3]) تاريخ الخميس ج2 ص156.
([4]) تاريخ الأمم والملوك (ط الاستقامة) ج2 ص469 والكامل في التاريخ ج2 ص340 والبداية والنهاية ج6 ص310.
([5]) البداية والنهاية ج6 ص310.
([6]) وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج5 ص451 وفي هامشه عن الفقيه ج1 ص184 والكافي ج3 ص303.
([7]) الكافي ج1 ص441.
([8]) الاحتجاج ج1 ص1 ص365 ـ 366 والأنوار النعمانية ج1 ص169 وراجع: تفسير القمي ج1 ص336 وبحار الأنوار ج81 ص112.
([9]) قد روي خبر الاحتجاج هذا، وجاء في آخره هاتان الكلمتان في بحار الأنوار ج27 ص1 و 2. فيبدو: أن نسخة الاحتجاج التي كانت عند المجلسي «رحمه الله» كانت تشتمل على ذلك.
([10]) رسالة الهداية ص45.
([11]) راجع: الهداية للشيخ الصدوق ص131 ومصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص29 والجامع للشرايع ليحيى بن سعيد الحلي ص74 والبيان (ط.ق) للشهيد الأول ص73 وكشف اللثام (ط.ج) للفاضل الهندي ج3 ص377 وجواهر الكلام ج9 ص85 ووسائل الشيعة (ط دار الإسلامية) ج4 ص648.
([12]) راجع في نصوص الحديث المختلفة المصادر التالية: سنن أبي داود ج1 ص335 ـ 338 والمصنف للصنعاني ج1 ص455 ـ 465 والسيرة الحلبية ج2 ص93 ـ 97 وتاريخ الخميس ج1 ص359 والموطأ ج1 وشرحه للزرقاني ج1 ص120 ـ 125 والجامع الصحيح للترمذي ج1 ص358 ـ 361 ومسند أحمد ج4 ص42 وسنن ابن ماجة ج1 ص124 وسنن البيهقي ج1 ص390 و 391 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص154 و 155 و 125 ونصب الراية ج1 ص259 ـ 261 وفتح الباري ج2 ص63 ـ 66 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 قسم2 ص8 والبداية والنهاية ج3 ص232 و 233 والمواهب اللدنية ج1 ص71 ومنتخب كنز العمال (هامش مسند أحمد) ج3 ص273 و 275 وتبيين الحقائق للزيلعي ج1 ص90 والروض الأنف ج2 ص285 و 286 وحياة الصحابة ج3 ص131 عن كنز العمال ج4 ص263 و 246 ونقل أيضاً عن أبي الشيخ، وابن حبان، وابن خزيمة، وسنن الدارقطني ج1 ص241 و 242 و 245. وغير ذلك من المصادر الكثيرة التي لا مجال لتتبعها واستقصائها..
([13]) راجع: المستدرك للحاكم ج3 ص171 والنص والاجتهاد ص255 وعن كنز العمال ج6 ص277 وعن مشكل الآثار، وعن ابن مردويه.
([14]) راجع: مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج4 ص17 وجامع أحاديث الشيعة السيد البروجردي ج4 ص623 وبحار الأنوار ج81 ص156.
([15]) راجع: بحار الأنوار ج81 ص122 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج5 ص370 و (ط دار الإسلامية) ج4 ص612 والكافي ج3 ص302 وجامع أحاديث الشيعة ج4 ص623 والنص والاجتهاد ص205 ونقله الصدوق والشيخ «رحمهما الله تعالى».
([16]) راجع: السيرة الحلبية ج2 ص96 و (ط دار المعرفة) ج2 ص300 والنص والاجتهاد ص205 و (ط سنة 1404هـ) ص237 وكتاب العلوم (أمالي أحمد بن عيسى بن زيد) ج1 ص90.
([17]) الآية 26 من سورة الجن.
([18]) الآية 26 من سورة الجن.
([19]) الآية 188 من سورة الأعراف.
([20]) الآية 3 من سورة التحريم.
([21]) الآية 6 من سورة الصف.
([22]) الآية 44 من سورة آل عمران.
([23]) الآية 49 من سورة هود.
([24]) الآية 102 من سورة يوسف.
([25]) الآية 26 من سورة الجن.
([26]) الآية 255 من سورة البقرة.
([27]) الآية 75 من سورة الأنعام.
([28]) الآية 1 من سورة الإسراء.
([29]) الآية 188 من سورة الأعراف.
([30]) الآية 32 من سورة النحل.

([31]) الآية 11 من سورة السجدة.
([32]) الآية 42 من سورة الزمر.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 08-May-2010 الساعة 12:42 PM.

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc