سلسلةالعدل في الميزان الالهي (10) الجزاء الأخروي - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع حسين نوح مشامع مشاركات 0 الزيارات 4472 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي سلسلةالعدل في الميزان الالهي (10) الجزاء الأخروي
قديم بتاريخ : 21-Mar-2020 الساعة : 02:17 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سلسلة العدل في الميزان الالهي (10) الجزاء الأخروي

نبدأ حلقتنا بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم بسم الله الرحمن الرحيم: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} 65 يس. ويقول الإمام علي(ع): ((ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت أخذه، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه، وبموضع الشجى من مساغ ريقه)) نهج البلاغة الخطبة 95.

لا يزال الحجر الصحي قائماً حتى هذا اليوم السبت الموافق السادس والعشرون من شهر رجب المرجب، من السنة الواحدة والاربعين واربعمائة والأف الهجرية، على صاحبها واله ألف تحية وسلام، شهر العبادات والقربات، شهر يتوجه المسلمون فيه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، ثم إلى زيارة الرسول صلى الله عليه واله وسلم بالمدينة المنورة. ولا تزال الناس ممسكة بمنازلها، لا تخرج الا للحاجات الضرورية، حالهم في ذلك حال جميع سكان العالم الذين اصابهم وباء كورونا.

ونحن لا نزال نقيم مناقشاتنا في كتاب العدل الالهي عن بعد، عبر أحد قنوات التواصل الاجتماعية، كما يفعل طلاب المدارس والجامعات هذه الايام.

- نقاشنا هذا يدور حول الفصل السادس من كتاب العدل الإلهي وعن ((الجزاء الأخروي))، ونبدأ بالسؤال التالي: أليست المجازات الأخروية مخالفة للعدل الإلهي، لعدم وجود تناسب بين الذنب والعقوبة، فالذنوب من قبيل الغيبة والكذب والزنا إنما هي جرائم وتستحق العقوبة؟ لكن أليست العقوبة التي خصصت لها في الآخرة متجاوزة لحدودها؟

- للإجابة على هذا الاشكال يتوجب علينا أن نبين انواع الجزاء، ونبحث اختلاف النظام الدنيوي عن النظام الأخروي.

- ولتوضيح اختلافات العالمين، لدينا أيضاً بعض الاسئلة: أتنتظم العالم الآخر نفس قوانين ونواميس هذا العالم؟ أفلا يوجد اختلاف بين حياة هذا العالم وذلك العالم؟ والنشأة الأخرى أهي نفس هذه النشأة لا تختلفان، غير أنها تعقبها وتأتي بعدها في الزمان؟

- لا شك أن بين العالمين اختلافاً، وإن كان بينهما تشابه، لذا فهما نشأتان ولونان من الحياة، ولهما قوانين مختلفة.

- هل بالإمكان تقديم مثال حي ندعم به أقوالنا؟!

- الاختلاف بين العالمين، كاختلاف حياة الجنين في بطن أمه، عن بعد خروجه إلى الدنيا طفلاً، مع إنه في كل منها يعيش ويتغذى. وكذا الحياة الدنيا والأخرة، لكل منهما قوانين وأنظمة مختلفة، لأن الأنسان في كل منهما له وضعه الخاص.

- وعلى هذه الحال لا يستطيع الطفل العيش لحظة واحدة كما كان يعيش في السابق، وهو الآن لا بد أن يتنفس ويتناول غذاءه عن طريق فمه. ولو دخل إلى رئتيه قبل ولادته شيء من الهواء، وإلى معدته شيء من الطعام لكان موته محققاً. وبعد ولادته لو لم يدخل إلى رئتيه هواء، ولا إلى معدته غذاء لمدة معينة لأصبح موته حتماً.

- نعم، وهكذا يكون العالم الآخر بالنسبة إلى الدنيا، لأن وضع الحياة الآخرة يختلف عن وضعها في الدنيا، فكل منهما حياة ولكنهما ليستا متشابهتين حرفياً، لأن لكل منهما قوانينه وأنظمته الخاصة.

- وما هي الاختلافات بين الحياة الدنيا والآخرة، اذكرها لنا إجمالاً ثم نأتي على التوضيح؟!

- الاختلافات بين العالمين تأتي تحت هذه العناوين: اولاً- الثبات والتغيير، ثانياً- الحياة الخالصة والمشوبة، ثالثاً- البذر والحصاد، رابعاً- المصير الخاص والمشترك.

- لا بد من توضيح هذه النقاط كل على حدة، فهي ليست بسهلة الفهم كما اعتقدت؟!

- الاختلاف الأول: الثبات والتغيير: في هذا العالم توجد الحركة والتغيير، ويصبح الجديد قديماً والقديم فانياً. أما العالم الآخر فلا شيخوخة ولا قدم ولا فناء.

- الاختلاف الثاني: الحياة الخالصة والمشوبة: في هذا العالم تختلط الحياة بالموت، أما في العالم الآخر فحياة خالصة. فجسمنا هذا الذي هو حي الآن، قد كان في زمان ميتاَ وجماداً، ثم تنفصل عنه الحياة مرة أخرى ويعود جماداً. أما في الآخرة فلا ذكر لهذا كله، بل تختم الافواه وتغلق، ويترك لكل عضو النطق بما فعل وقدم.

- وماذا أورد المؤلف من احاديث وآيات قرآنية تدعيماً لكلامه؟!

- يقول الله في كتابة العزيز: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} 64 العنكبوت. ويقول: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} 65 يس، وقال: {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي أنطق كل شيء} 21 فصلت.

- الاختلاف الثالث: البذر والحصاد: الدنيا دار بذر وزراعة، والآخرة دار حصاد واستفادة. فلا يوجد في الآخرة عمل ولا مقدمة، بل كل ما هنالك هو محصول ونتيجة. تماماً مثل يوم اعلان نتائج امتحانات الطلاب، فإذا الح طالب على إعطائه مهلة للدراسة، فهو لن يسمع سوى جواب واحد، قاد فات وقت القراءة.

- وما هي الآيات والاحاديث التي وردت في هذا الموضوع؟!

- يقول الإمام أمير المؤمنين(ع): ((وإن اليوم عمل بلا حساب، وغداً حساب ولا عمل)). ويقول في مكان آخر: ((عباد الله الآن فاعملوا والأسن مطلقة، والأبدان صحيحة، والأعضاء كدنة، والمنقلب فسيح)) نهج البلاغة الخطبة 187/42. وقال الرسول الأكرم(ص): ((الدنيا مزرعة الآخرة)).

- الاختلاف الرابع والأخير: المصير الخاص والمشترك: الحياة في هذه الدنيا اجتماعية، والارتباط والوحدة هو المتحكم. والاعمال الصالحة للأخيار تؤثر في سعادة الآخرين، وكذلك الأعمال الفاسدة لها تأثير في المجتمع. أما في العالم الآخر فليس كذلك لآنه يستحيل أن يكون لشخص لم تكن له يد في عمل كسب منه وفائدة. ولا يوجد إنسان يتعذب بسبب ذنوب لم يشارك في إضرام نارها. وفي الدنيا لو جالس شخص الصالحين لاقتبس منهم خيراً، وإذا جالس منحرفين فهو يضل معهم. لكن في الآخرة مهما جالست الصالحين، فإنك لن ترتفع إلى مقامهم، ولو جالست الفاسقين فلن تنحدر إي قرارهم.

- وهنا ما هي الاحاديث النبوية والآيات القرآنية التي وردت في هذا المقام؟!

- قال الرسول الكريم(ص): ((لو أن مجموعة من الناس استقلت سفينة، فأبحرت بهم عبر البحر، وانصرف فرد منهم لإحداث ثقب في جسمها، ولم يعترض عليه الآخرون متعللين بأنه لا يثقب سوى مكانه، فهل تسلم؟ كلا... إنها ستغرق، ولو أنهم كفوه عن عمله لأنقذوا أنفسهم وأنقذوه معهم من الهلاك)) أصول الكافي.
ويقول الله تعالى: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} 59 يس، وقال تعالى: {ولا تزروا وازرة وزر أخرى} 164 الأنعام. وقال تعالى: {إخواناً على سرر متقابلين} 47 الحجر، وقال تعالى: {كلما دخلت أمة لعنت أختها} 38 الأعراف. وقال تعالى: {إن ذلك حق تخاصم أهل النار} 64 ص.

- وما ذا اورد المؤلف عن ارتباط العالمين؟!

- يقول المؤلف: لا شك أن بينهما ارتباط، وارتباطهما قوي للغاية بحيث نستطيع القول إنهما فصلان لكل عمر ومن كل سنة. ففي أحدهما نبذر بذورنا، وفي الآخر نحصد ما زرعنا. ففي أولهما المقدمات وفي الآخر تكون النتائج. وفي أحدهما الشجرة وفي الآخر الثمرة.

- وهل ورد حديث نبوي أو آية قرآنية توضح هذا الموضوع؟!

- جاء في الحديث النبوي: [إن في الجنة قيعان، وإن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله] تفسير الميزان ج03 ص23. وفي حديث آخر قوله(ص): ((لما دخلت الجنة في ليلة المعراج شاهدت ملائكة يبنون بيوتاً، بعض من ذهب وأخرى من فضة، وأحياناً يتوقفون عن العمل، فسألتهم: لماذا تعملون أحياناً، وتقفون عن العمل أحياناً؟ فأجابوا: حتى تصلنا إمدادات صاحب البناء. فسألت: وما تقصدون بالإمدادات؟ قالوا: ذكر المؤمن في الدنيا قول ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)) ففي كل وقت يقول نحن نبي، وفي كل وقت يتوقف نحن نتوقف)). وفي حديث آخر: ((كل من يقول ((سبحان الله)) يغرس الله له في الجنة شجرة، وكل من يقول ((لا إله إلا الله)) يغرس الله له شجرة في الجنة، وكل من يقول ((الله أكبر)) يغرس الله له شجرة في الجنة. فقال رجل من قريش: إذن أشجارنا في الجنة كثيرة. فأجاب النبي(ص): نعم، ولكن حاذروا أن تبعثوا إليها ناراً تحرقها عن بكرة أبيها)). وسائل الشيعة ج04 م02 ص1208. وجاء في الحديث ((إن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب)) أصول الكافي ج02 ص231.
وكما قال الله سبحانه: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} 33 محمد.

- وما هي أنواع الجزاءات، وماذا ترمي من ورائها؟!

- يوجد ثلاثة أنواع من الجزاءات: الأول: الجزاء الاعتباري وهو (تنبيه وعبرة). والثاني: الجزاء الذي له رابطة تكوينية وطبيعية بالذنب وهو (المكافأة الدنيوية). والثالث: الجزاء الذي هو تجسم للذنب وغير منفصل عنه وهو (العذاب الأخروي). ونرمي من ورائها إثبات الاختلاف بين لوني الجزاء في الآخرة والدنيا، والجواب على الإشكال بعدم التناسب بين الذنب والجزاء الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بفهم هذا الاختلاف.

- الآن وضح لنا هذه الجزاءات كل على حدة؟!

- الأول: الجزاء الاعتباري (تنبيه وعبرة): هو تلك المقررات الجزائية المنتشرة في المجتمعات البشرية بواسطة التقنين الإلهي. وفائدة هذا الجزاء: (أ): الحيلولة دون تكرار الذنب بواسطة الرعب الذي يقع في النفس من تلك العقوبة. (ب): تسلية المظلوم، وإدخال الطمأنينة على نفسه. لأنه عندما يرى الظالم وقد نال جزاءه العادل، فإن عقدته تزول، وتنمحي من نفسه آثار الحقد والضغينة.
الثاني: الجزاء التكويني لطبيعة الذنب (المكافأة الدنيوية): هذا الجزاء له رابطة العلة والمعلول بالذنب، والنتيجة الطبيعية له. فإن شارب الخمر يصاب باختلال في الأعصاب وتصلب في الشرايين واضطراب في الكبد. وكذلك الزاني فهو يصيب مؤمن كان أو كافراً على السواء بالسيلان والسفلس. وهذه آثار للذنب وليست عقوبات قانونية، حتى يقال لا بد من رعاية التناسب بين الذنب والعقوبة. وهذه المكافآت الطبيعية هي نتيجة لازمة للعمل، وعلة واقعية لا يمكن أن يتخلف عنها معلولها الواقعي. وليست كل مصيبة تنزل بشخص ما هي مكافأة لأعماله، لأن مشاكل هذا العالم ومصائبه لها فلسفات أخرى وأهداف مختلفة.

- وما الذي ورد هنا عن الأئمة وغيرهم؟!

- كقتل المنتصر العباسي بعد سبعة أشهر من قتله لأباه الذي كان يسخر من علي أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهما السلام. بحار الأنوار م10 ص296.
وقال الإمام علي(ع) في رد فعل خدمة الناس والإحسان إليهم في هذه الدنيا: ((لا يزهدنك في المعروف من لا يشكرك عليه، فقد يشكرك من لا يستمتع بشيء منه، وقد تدرك من الشكر أكثر مما أضاع الكافر، والله يحب المحسنين)).

- ثالثا: العذاب الأخروي: ويرتبط بالذنوب ارتباطاً تكوينياً أقوى من الجزاء الدنيوي، لأنه ليس اعتبارياً، ولا علة ومعلول، بل رابطة الاتحاد والعينية هي الحاكمة هناك. بمعنى إن ما يعطى للمحسنين بعنوان الثواب، وللمسيئين بعنوان العقاب، ليس سوى تجسم نفس العمل المؤدى في الدنيا.

- هل هناك آية قرآنية أو حديث نبوي يدعم قولنا هذا؟!

- يقول الله تعالى: «يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينا وبينه أمد بعيداً» 30 آل عمران. ‏ويقول: «ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً» 49 الكهف. ‏وفي مكان ثالث يقول: «يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره» 06-08 الزلزلة. ‏وفي آية أخرى يقول: «واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى اللهِ، ثم توفى كل نفس ما كسبت، وهم لا يظلمون» 281 البقرة. ‏وفي أكل مال اليتيم يذكر القرآن الكريم: «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً» 10 النساء. ‏والقرآن الكريم يحذر الذين صدقوا بالرسالة بقوله: «يا أيها الذين امنوا اتقوا الله، ولتنظر نفس ما قدمت لغد، واتقوا الله» 18 الحشر. ويقول الله في كتابه العزيز: {إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سيرت، وإذا العشار عطلت، وإذا الوحوش حشرت، وإذا البحار سجرت، وإذا النفوس زوجت، وإذا المؤدة سئلت بأي ذنب قتلت، وإذا الصحف نشرت، وإذا السماء كشطت، وإذا الجحيم سعرت، وإذا الجنة أزلفت، علمت نفس ما أحضرت} 01-14 التكوير. وقال تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون} 08 الجمعة. والقرآن الكريم يذكر الغيبة بقوله: {ولا يغتب بعظكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه} 12 الحجرات.
- و((جاءت أمرأه تسأل النبي(ص) وكانت قزمة، ولما غادرت أخذت أحد نساءه تقلدها، فأمرها الرسول الأكرم(ص) قائلاً: خللي أسنانك، فقالت: وهل أكلت شيئاً يا رسول الله؟ فقال النبي(ص): خللي؟! فخللت أسنانها، فسقطت من فمها قطعة لحم)) البحار م15 ج04 ص 188. وقال الرسول الكريم(ص): ((إن لك جليساً لا بد منه، وهو لا يفارقك، فهو يدفن معك، والحال أنك ميت وهو حين، فإذا كان جليسك شريفاً فأنت عزيز، وإن كان حقيراً فسوف يسلمك للحوادث)). خصال الصدوق رقم 81، وورد في الحديث: ((إنما هي أعمالكم ردت إليكم))

- وهل عندك شعراً في هذا المقام؟!
وكذا قيل في ذلك شعراً:
تخير خليطاً من فعالك إنما قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولا بد بعد الموت من أن تعده ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولاً بشيء فلا تكن بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته ومن قبله إلا الذي كان يفعل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله يقيم قليلاً فيهم ثم يرحل

- هل نستطيع تلخيص جواب إشكال التناسب بين العقوبة والذنب؟!

- أن التناسب يرد في موضوع العقوبات الاجتماعية والاعتبارية، أما العقوبات التي لها علاقة تكوينية بالعمل، والعقوبات التي هي عين العمل وتجسمه، فلا مجال للبحث في التناسب بينها وعدمه.

- هنا يأتي وقت الرد على إشكالات الشفاعة، أليس كذلك؟!

- هذا هو عنوان الفصل السابع من الكتاب، وهو موضوع حلقتنا القادمة، التي نأمل أن نقيمها بعد عودة الأوضاع إلى أفضل مما كانت عليه قبل غزو كرونا لديارنا.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصدر: العدل الإلهي - الشهيد مرتضى مطهري

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc