موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
 
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )إن الحسين صلوات الله عليه مصباح الهدى وسفينة النجاة
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.90 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
Post التربة الحسينية
قديم بتاريخ : 04-Jun-2008 الساعة : 12:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على الحسين ابن علي
وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين


السجود على التربة الحسينية



أولا : تعريف السجود :

لغة :

الطاعة والخضوع، يقال: سَجَدَ، سُجُوداً، أي: خضع وتطامن ، ومنه قوله تعالى: ( ألم ترَ أنّ الله يسجد له من في السموات والاَرض... ) فهذا لسان حال تلك المخلوقات في الطاعة والخضوع، وكل شيء ذلّ فقد سجد ، وهوساجد. والجمع: سُجّد، وسجودٌ .
والسَجّادُ: الكثير السجود ، ورجل سجّاد: على وجهه سَجّادة، أي: ثفنة من أثر السجود
وقد اشتهر به الاِمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لكثرة سجوده لله تعالى ولهذا لُقب بالسجاد، وذي الثفنات.
والمسجَدُ: جبهة الرجل حيث يصيبه أثر السجود ، والجمع مَسَاجِدُ، والمساجِدُ من بدن الانسان: الاَعضاء السبعة التي يسجد عليها، وهي: الجبهة واليدان والركبتان والقدمان .
والمَسجِدُ: بيت الصلاة ، ومكانها المخصص.
والمَسجِدُ الحرام: الكعبة، والمسجِدُ الاَقصى: مسجد بيت المقدس، قال تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجِد الحرام إلى المسجِد الاَقصى الذي باركنا حوله ) . والجمع: مساجِد.

إصطلاحا :

هو الانحناء ووضع أعضاء السجود على الاَرض، بحيث يساوي موضع جبهته موقفه، أو يزيد بقدر لبنة لا غير .

وحقيقته:

وضع الجبهة وباطن الكفين والركبتين وطرفي الابهامين من القدمين على الاَرض ، بقصد التعظيم .
وقد ورد عن أمير المؤمنين تسمية مثل هذا السجود بالسجود الجسماني، وهو أقلّ رتبةً من السجود الآخر المسمى بالنفساني، قال : « السجود الجسماني:
هو وضع عتائق الوجوه على التراب، واستقبال الاَرض بالراحتين والركبتين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية.

والسجود النفساني:

فراغ القلب من الفانيات، والاقبال بكنه الهمّة على الباقيات، وخلع الكبر والحمية، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلّي بالاخلاق النبوية »




هناك نقاط يجب التعرض لها وهي :

النقطة الأولى :

السجود على التربة الحسينية يمثل حالة من حالات السجود على الأرض، فإن كان إجماع المسلمين قائم على صحة السجود على الأرض وترابها، فلا نجد أيّ مبرر لاستثناء هذه التربة، وما يطرح من تصورات لتبرير هذا الاستثناء لا يحمل صيغة علمية مقبولة.



النقطة الثانية :

الإشكالية التي تثار حول السجود على التربة الحسينية باعتباره لونا من ألوان السجود لغير الله تعالى إشكالية واهية، لأنّ السجود له صيغتان :
1- السجود للشئ.
2- السجود على الشئ.
والفارق كبير بين الحالتين إذ تمثل الحالة الأولى لونا من ألوان الشرك إذا كان المسجود له غير الله تعالى.
والشيعة حينما يضعون جباههم في الصلاة على هذه التربة لا يعبرون عن الحالة الأولى، وإنّما يعبرون عن الحالة الثانية وسجودهم خالص لله وحده لا شريك له.
وفتاوى فقهاء الشيعة صريحة في حرمة السجود لغير الله تعالى.
قال السيد اليزدي في (العروة الوثقى) :
"يحرم السجود لغير الله تعالى فإنه غاية الخضوع فيختص بمن هو في غاية الكبرياء والعظمة"(العروة الوثقى ج1/534 مسألة24).



النقطة الثالثة :

ربما يقال أنّ الشيعة يمارسون بعض حالات التقديس للتربة الحسينية كالتقبيل والعناية والاحترام، وهذا يثير الشك والريبة في طبيعة هذا التعامل.
ونجيب :
أولا: هذه الحالات لا تمثل ممارسات غير مشروعة، وإلاّ فالمسلمون قاطبة يمارسون الاحترام والعناية والتقبيل للقرآن والكعبة والحجر الأسود، فهل يقال بأنهم يعبدون القرآن والكعبة والحجر الأسود؟
ثانيا: الشيعة حينما يقبلون التربة إنّما يجسدون العشق والحب لسبط الرسول الإمام الحسين .
ثالثا: الشيعة يقتدون بسيد الأنبياء فهو أول من قبّل هذه التربة الطاهرة كما أكدت ذلك عدة من الأخبار:
1-روى الحاكم النيسابوري في (المستدرك على الصحيحين ج4/398 ) عن أم سلمة رضي الله عنها أنّ رسول الله () اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر، ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها، فقلت ما هذه التربة يارسول الله؟
قال: أخبرني جبريل () أنّ هذا يقتل بأرض العراق للحسين، فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها. .. .
(ثم قال الحاكم): "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (البخاري ومسلم) ولم يخرجاه".
2-وروى أحمد بن حنبل في (مسنده ج6/294) عن أم سلمة أو عائشة أنّ النبي () قال: "لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي أنّ ابنك هذا حسينا مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء".
3-وروى الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد ج9/190) عن علي () قال: دخلت على النبي ( ) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان، قال: بل قام من عندي جبريل () فحدثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا.
(قال الحافظ الهيثمي): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
4-وروى الطبراني في (الكبير) عن أم سلمة قالت: اضطجع رسول الله ( ) ذات يوم فاستيقظ وهو حائر النفس وفي يده تربة حمراء يقبلها، فقالت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرئيل أنّ هذا يقتل بأرض العراق (للحسين) فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها(الخوئي: البيان ص524).
5-وروى السيوطي في (الخصائص الكبرى) في باب أخبار النبي ( وسلم) بقتل الحسين (ع) ما يناهز العشرين حديثا عن أكبر الثقات من رواة علماء السنة ومشاهيرهم كالحاكم والبيهقي وأبي نعيم وإضرابهم عن أم سلمة وأم الفضل وعائشة وابن عباس وأنس صاحب رسول الله (ص) وخادمه الخاص كلها تؤكد خبر التربة التي نزل بها جبرئيل على رسول الله ( ) (محمد الحسين كاشف الغطاء: الأرض والتربة الحسينية ص94).



النقطة الرابعة :

الأئمة من أهل البيت كانوا يؤكدون مسألة السجود على التربة الحسينية:
1- كان الإمام علي بن الحسين زين العابدين أول من سجد على التربة الحسينية(روح التشيع ص455).
2-وكان للإمام الصادق خريطة من ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله الحسين ، فكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليها(روح التشيع ص455).
3-وروى الحر العاملي في (الوسائل ج3/608) عن الديلمي قال: كان الصادق لا يسجد إلاّ على تربة الحسين تذللا لله واستكانة اليه.
4- وعن أبي عبدالله الصادق قال: "السجود على طين قبر الحسين ينور الى الأرضين السبعة ومن كانت معه سبحته من طين قبر الحسين كتب مسبحا وإن لم يسبح"(وسائل الشيعة ج3/607،608).
5- وعنه قال: "إنّ السجود على تربة أبي عبدالله يخرق الحجب السبع"(وسائل الشيعة ج3/607،608).
6- وكتب محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري إلى الإمام الثاني عشر يسأله عن السجدة على لوح من طين قبر الحسين هل فيه الفضل؟ فأجابه : يجوز ذلك وفيه الفضل(وسائل الشيعة ج3/607،608).



النقطة الخامسة :

الدلالات الكبيرة للسجود على التربة الحسينية :

(1) الدلالة العقائدية :

فعلى هذه التربة أريقت أزكى الدماء الطاهرة دفاعا عن العقيدة والمبدأ والرسالة، فالسجود عليها يمثل حالة التعاطي والتفاعل مع العمق العقائدي الذي تختزنه هذه التربة في داخلها، وتحتضنه بين ذراتها وتحمله مع أريجها العابق بالطهر والقداسة، فمن خلال هذا السجود يتجذر الانتماء الايماني وتتأصل حالة الخشوع والتذلل لله تعالى.

(2) الدلالة الروحية :

إنّ هذه التربة شهدت أقدس ثورة مناقبية، احتضنت قيم الرسالة وأخلاقية الإسلام وروحية المبدأ، وشهدت أنقى حالات الحب والانقطاع إلى الله تعالى وأصدق معاني الفناء في ذات الله، فالسجود على هذه التربة يجسد حالات الانفتاح على آفاق القيم والمثل التي صاغتها تلك التضحيات الكبيرة في طريق الحب الإلهي العظيم. فالذرات التي ترقد بين حنايا تربة الحسين تمثل نبضا حيا تتحرك من خلاله كل المثل الرسالية، وتتماوج على أصدائه كل المعاني الايمانية، وتنسكب مع عبقاته كل القيم الروحية.
فليس غريبا أن يجد الانسان المؤمن نشوة روحية تشده إلى أجواء الطهر والقداسة والايمان حينما يتعاطى مع هذه التربة التي تحمل بين حناياها روح الحسين الشهيد .
ولا تنفتح هذه الآفاق الايمانية والروحية إلاّ لأولئك الذين عاشوا الانفتاح على حب الحسين ، وذابت أرواحهم ومشاعرهم في مأساة الحسين، وتأصلت في نفوسهم أهداف الحسين.

(3) الدلالة التاريخية :

التربة الحسينية هي الوثيقة التاريخية الحية التي تحمل شواهد الجريمة التي نفذها نظام الحكم الأموي في يوم عاشوراء، وإذا كانت الأجهزة الظالمة عبر التاريخ قد مارست أساليب المصادرة لقضية كربلاء، فإنّ الأئمة من أهل البيت رسّخوا في وعي الأمة وفي وجدان الأجيال حالة التعاطي والارتباط بقضية الحسين من خلال الإحياء والرثاء والبكاء والزيارة. . وفي هذا المسار تأتي مسألة التأكيد على التربة الحسينية لإبقاء القضية حية نابضة في ضمير الأمة، وتبقى الذكرى متجذرة في عمق المسيرة التاريخية لحركة الجماهير وفي حاضرها وفي كل طموحاتها المستقبلية.

(4) الدلالة الجهادية والثورية :

بمقدار ما تعيش قضية الحسين في وجدان الأمة تتحدد قوة الدفع الجهادي والثوري في حركتها وفي مسيرتها، فقضية كربلاء أعادت للأمة أصالتها الجهادية وأيقظت في داخلها حسّها الثوري.
وقد حافظ الأئمة من أهل البيت على الوهج الجهادي والثوري لقضية الحسين ، وصاغوا حالة التفاعل الدائم مع الثورة الحسينية في منطلقاتها وأهدافها ومعطياتها.
والتربة الحسينية إحدى صيغ التجذير للوهج الثوري والجهادي في حس الجماهير المسلمة، فالتعامل مع هذه التربة ليس تعاملا مع كتلة ترابية جامدة، وإنّما هو تعامل مع مزيج متحرك من مفاهيم الثورة وقيم الجهاد، ومضامين الشهادة، فمع كل ذرة من ذرات هذه التربة صرخة جهادية ونداء ثوري، ومفهوم استشهادي، لا يقوى الزمن بكل امتداده، ولا تقوى الأجهزة المتسلطة بكل امكاناتها أن تجمد تلك الدلالات، فالتربة الحسينية ثورة وجهاد وحركة واستشهاد.




التربة الحسينية:


لقد كانت التربة الحسينية من تلك البقع المشرفة التي خصها الله بنوع من الكرامة في جملة من الاَحاديث الواردة في هذا الشأن عن النبي وأهل بيته ، هذا فضلاً عن أنّ قاعدة الاعتبار المطردة تقتضي التفاضل بين الامكنة والبقاع، إذ بالاضافات والنسب تكون للاَراضي والاَماكن والبقاع خاصة ومزية بها، تجري عليها مقررات كثيرة وتنزع منها أحكام لايجوز التعدي والصفح عنها .
وأيّ مسلم لا يفرق بين الموضع الذي دفن فيه أشقى الاَشقياء والموضع الذي ضمّ جدث سيد الرسل وخاتم الاَنبياء وسلم، بل وأيّ عاقل في هذه الحياة لا يفرق بين بيت الخلاء وبيت الصلاة؟
إذن فبالاضافة يتميز المضاف ويعرف قدره، ومن هنا ينتزع للاَماكن المقدسة حكمها الخاص كبيت الله الحرام، والمسجد النبوي، وكذا سائر المساجد والمعابد والاَماكن المقدسة التي يذكر فيها اسم الله عزَّ وجلّ.
وعلى هذا، نستطيع بقاعدة الاعتبار أن نفسر حنين الاِنسان إلى مكان ونفرته واشمئزازه من مكان آخر، وبهذه القاعدة أيضاً نعرف لماذا جاء
جبرئيل بقبضة من تراب كربلاء وأعطاها للنبي فشمها وقبلها وفاضت عيناه بالدموع .
ولماذا احتفظت أُمّ سلمة بقطعة من تراب كربلاء وصيرتها في قارورة ؟

ولماذا كانت الزهراء تأخذ من تراب قبر أبيها الطاهر وتشمّه؟
ولماذا عملت سبحتها من تراب قبر أسد الله وأسد رسوله وسلم ؟
ولماذا بكى أمير المؤمنين حين مرّ بكربلاء وأخذ قبضةً من ترابها فشمّه وبكى حتى بلَّ الاَرض بدموعه وهو يقول: « يحشر من هذا الظهر سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب » .
ترى، أبعد هذا يستكثر على من يعبد الله ولا يشرك بعبادته أحداً، أن يسجد لله على تربة قتيل الله وابن قتيله، وحبيب الله وابن حبيبه، والداعي إليه والدال عليه والناهض به والباذل دون سبيله أهله ونفسه ونفيسه والواضع دم مهجته في كفه تجاه أعلاء كلمته ونشر توحيده وتوطيد طريقه وسبيله؟ ( فما لكم كيف تحكمون )؟
ومن هنا قال الاستاذ الكبير عباس محمود العقّاد عن أرض الحسين كربلاء المقدسة: (فهي اليوم حرم يزوره المسلمون للعبرة والذكرى، ويزوره غير المسلمين للنظرة والمشاهدة، ولكنها لو أعطيت حقها من التنويه والتخليد لحقَّ لها أن تصبح مزاراً لكلّ آدمي يعرف لبني نوعه نصيباً من القداسة وحظاً من الفضيلة، لاَننا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الاَرض يقترن اسمها بجملة من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع الاِنسان من تلك التي اقترنت باسم كربلاء بعد مصرع الحسين فيها) .
وبغضّ النظر عمّا في تلك التربة من شرف معنوي باعتبارها مذكِّراً ومنبهاً على آيات الصمود الحقّ بوجه الطاغوت، وما فعله آل الله من إيثار الحقّ على مهجهم وما جناه آل الشيطان على أنفسهم، فإنّها لم تكن في الواقع سوى قطعة من تراب طاهر، والمناقشة في صحة السجود عليها كالمناقشة في صحة السجود على أي تراب طاهر، لكونهما من جنس

واحد، إذ لم تكن تربة الحسين معدناً وإن كانت في واقع الحال أعزّ على قلوب المؤمنين من الذهب الابريز، بل هي من جملة التراب الطاهر الذي جعله الله تعالى مسجداً وطهوراً.
على أنّ المناقشة في صحة السجود عليها لم نجد لها أثراً قبل بروز الانحراف في الفكر والعقيدة الذي تزعّمه بعض من تمرّنوا على قبول الجهل بشكل عجيب، واعتادوا الكذب الصريح بشكل أعجب من الذين قدّر لهم أن يكونوا دعاة لترويج الباطل وقدر لدعوتهم أن يكون لها أنصار وأتباع .
وفي الواقع أن معظم صيحاتها المحمومة من قبيل كذبهم على المسلمين بأن الشيعة تبيح لاَنفسها السجود على الصنم! ـ يعنون بذلك السجود على التربة الحسينية ـ قد ارتدت بحمد الله تعالى إلى نحورهم بعد أن عرف المسلمون حقيقة الاَمر وواقعه وأدرك الكثيرون منهم أنّ الاَفواه التي أطلقت تلك الصيحة هي نفس الاَفواه العفنة التي كفّرت أهل التوحيد في كل مكان بعد أن ابتدعت لها مذهباً ضالاً مضلاً ينكر على المسلمين توسّلهم بحبيب الله وصفوته من خلقه، ويبدع عليهم زيارة قبره المطهّر وسلم مع أنّ الثابت بالدليل القاطع هو أنّ حرمة النبي ميتاً كحرمته حياً.
ومن هنا أقام المسلمون بشتى مذاهبهم الدليل تلو الدليل على أن الفم الذي يطلق التكفير عليهم كيفما شاء، إنّما هو من القذارة بمكان لا يستحق معه الجواب أو العتاب، ولولا مخافة أن ينخدع الغرّ السليم بتلك الاَكاذيب والاراجيف التي ما أنزل الله بها من سلطان لما ضمّ هذا الفصل زمان أو مكان .



وقد ارتأينا أن يكون الحديث فيه موزعاً على الفقرات الآتية:

أولاً: تاريخ السجود على التربة الحسينية:

تقدم آنفاً ما يشير إلى أن شرف المكان إنّما هو بشرف المكين، وكدليل على ذلك ـ نقتبسه من عصر صدر الاِسلام ـ وهو ما جرى على آل البيت وعموم المسلمين بعد استشهاد أسد الله وأسد رسوله حمزة عمّ النبي ، فقد أمر النبي نساء المسلمين بالنياحة عليه، ثم بلغ أمر المسلمين في تكريم حمزة بعد استشهاده وعلى مرأى من النبي وعلمه أن عملوا التسابيح من تربته، وكان أول من عمل ذلك سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ، ثم اقتدى بها المسلمون، حتى بقيت الحالة هكذا إلى أن استشهد الاِمام الحسين فعُدل بالاَمر إلى تربته الشريفة، وقد جاء التصريح بهذا عن الاِمام الصادق قال: « إنّ فاطمة بنت رسول الله وسلم كانت سبحتها من خيط صوف مفتّل، معقود عليه عدد التكبيرات، وكانت تديرها بيدها تكبّر وتسبح، حتى قتل حمزة بن عبدالمطلب، فاستعملت تربته، وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلمّا قتل الحسين عُدل بالاَمر إليه،فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية » .
وأما عن أهل البيت فقد ثبت سجودهم لله على تربة السبط الزكي الطاهر، فإنّ أول من بادر إلى استخدام التربة الحسينية والسجود عليها هو ابنه الاِمام علي بن الحسين زين العابدين ، فبعد استشهاد الاِمام الحسين كانت الاِمامة لابنه علي فهو الذي قام بدفن أباه الشهيد بكربلاء، فبعد أن دفن أبيه وأهل بيته وأنصاره، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف، فشدّ تلك التربة في صرّة وعمل منها سجادة ومسبحة.
ولما رجع الاِمام السجاد هو وأهل بيته إلى المدينة، صار يتبرّك بتلك التربة ويسجد عليها، فأول من صلّى على هذه التربة واستعملها هو الاِمام زين العابدين ثم تلاه ولده الاِمام محمد الباقر فبالغ في حث أصحابه عليها ونشر فضائلها وبركاتها، ثم زاد على ذلك ولده الاِمام جعفر الصادق فإنّه نوّه بها لشيعته، كما وقد التزم الاِمام ولازم السجود عليها بنفسه .
فقد كان للاِمام الصادق خريطة من ديباج صفراء فيها من تراب أبي


عبدالله الحسين ، وكان اذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليه لله عزَّ وجلّ، كما ان المروي عنه أنه كان لا يسجد إلاّ على تربة الحسين تذللاً لله واستكانة إليه، ولم تزل الاَئمة من أولاده تحرك العواطف وتحفّز الهمم وتوفر الدواعي إلى السجود عليها والالتزام بها وبيان تضاعف الاَجر والثواب في التبرك والمواظبة عليها حتى التزمت الشيعة إلى اليوم هذا الالتزام مع عظيم الاهتمام، ولم يمضِ على زمن الاِمام الصادق قرن واحد حتى صارت الشيعة تضعها ألواحاً وتضعها في جيوبها كما هو المتعارف اليوم .
وفي جوابات الاِمام المهدي (عج) لمحمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، وقد سأله عن السجود على لوح من طين القبر الشريف ـ أي التربة الحسينية ـ فأجاب : « يجوز ذلك وفيه الفضل »


ثانياً: الالتزام بالسجود على التربة الحسينية:

التزام الشيعة الاِمامية بالسجود على التربة الحسينية لا يعني اعتقادهم بعدم صحة السجود إلاّ على التربة الحسينية، إذ لا وجود لهذا القول عند فقهائهم أجمع، بل لا توجد رواية واحدة في الحديث الشيعي تحصر السجود بالتربة الحسينية، نعم وردت روايات كثيرة متواترة عن أهل البيت في بيان فضل التربة الحسينية وطهارتها واستحباب السجود عليها مع كونها أسلم من غيرها من جهة النظافة والنزاهة المؤكدة فيها


ونحو ذلك من المسوغات المشروعة والتي يمكن اجمالها بالنقاط الآتية:
1 ـ اطمئنان الساجد على التربة الحسينية بان يسجد لله على قطعة طاهرة من الاَرض لا تختلف عن غيرها من تراب الاَرض إلاّ من الناحية المعنوية.
2 ـ التأسي بأهل البيت من جهة الاقتداء بأفعالهم في السجود على التربة الحسينية، وبأقوالهم الثابتة في الحث على السجود عليها أيضاً.
3 ـ صلة التربة الحسينية بالمعاني الروحية الرفيعة التي ندب الاِسلام إليها، فهي تذكّر بالتضحية والصمود من أجل العقيدة والتفاني المنقطع النظير من أجل إعلاء كلمة الحقّ وإزهاق الباطل.
وما أجمل بالمصلي أن يتوجه لله عزَّ وجلَّ بقلب خالص من الرياء ويتذكر ما صنعه الحسين في عاشوراء من أجل الدفاع عن الاِسلام وتحطيم هياكل الجور والفساد والظلم والاستبداد، مجدداً العهد مع الله عزَّ وجلّ وهو واضع جبهته على تراب الحسين، بأنّه سيمضي في طريقه ولا يخشى في الله لومة لائم.

ثالثاً: السرّ في تقبيل التربة الحسينية:

وأما عن تقبيل التربة الحسينية إنّما هو اقتداء بما فعله رسول الله وسلم، إذ ثبت من طرق العامّة ـ كما رواه جمع من حفّاظهم ـ بأنّ رسول الله وسلم لمّا جاءه جبرئيل بقبضةٍ من تراب كربلاء، شمها وقبلها وأخذ يقلّبها بحزن بالغ حتى قالت له أُمّ سلمة: ما هذه التربة يا رسول الله؟ فقال وسلم: « أخبرني جبرائيل أنّ ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض العراق، فقلت لجبرائيل: أرني تربة الاَرض التي يقتل بها، فهذه تربتها » .
وفي رواية أنّه وسلم أمر أمُّ سلمة بحفظها قائلاً: « هذه التربة التي يقتل عليها ـ يعني الحسين ـ ضعيها عندك فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي الحسين ».
وفي خبر أُخرى عن أبي وائل شقيق أُمُّ سلمة، ثم قال لها رسول الله وسلم: « وديعة عندك هذه ـ فشمّها رسول الله وسلم وقال: ـ ويح كرب وبلاء ».
ثم قال وسلم: « يا أُمّ سلمة، إذا تحولت هذه التربة دماً، فاعلمي أنّ ابني قد قتل ».
قال أبو وائل: فجعلتها أُمّ سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول: إنّ يوماً تحولين دماً ليوم عظيم .



فالشيعة يقبّلونها كما قبّلها النبي الاَكرم وسلم ويشمّونها كما شمّها كأغلى العطور وأثمنها، ويدّخرونها كما ادّخرها، ويسكبون عليها الدموع كما سكب عليها دمعه اقتفاءً لاثره وسلم واتّباعاً لسُنّة الله وسُنّة رسوله وأهل بيته ، ولكلِّ مسلم في رسول الله وسلم اُسوة حسنة، وآهاً لها من تربة سكب عليها رسول الله وسلم دمعه قبل أن يهراق فيها دم مهجته وحبيبه.
ولا شك في أنّ الاقتداء بسُنّة الرسول وسلم من الواجبات الثابتة عند جميع المسلمين بلا خلاف، قال تعالى: ( لقد كان لكم في رسول الله اُسوة حسنة ) (1) .
وروي أن الاِمام أمير المؤمنين لما نزل كربلاء في مسيره إلى صفين، وقف هناك ونظر إلى مصارع أهله وذريته وشيعته ومسفك دماء مهجته وثمرة قلبه، وأخذ من تربتها وشمّها قائلاً: « واهاً لكِ أيتُها التربة، ليحشرنّ منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب ثم قال: طوبى لك من تربة عليك تهراق دماء الاَحبة »
بل وحتى لو لم يرد في ذلك شيء عن الرسول الاَكرم وسلم وعترته المعصومين ، فلا ضير في تقبيل التربة الحسينية أصلاً، وأي محذور في تقبيل شيء يذكّرك بمُثُل الاِسلام العليا وقيمه الراقية التي تجسدت في شخص الاِمام الحسين .
على أن تقبيل التربة الحسينية لا للتربة ذاتها، وإنما لاضافتها إلى الامام الحسين الذي تكمن في اسمه كلّ فضيلةٍ مع ما توحيه تلك التربة لكل غيور على الاِسلام من ضرورة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن حياض العقيدة مع نصرة الحق أينما كان.
نعم، لو لم يرد في تقبيلها شيء من السُنّة لكان أصل التقبيل محبباً عقلاً، لاَنّه التعبير الصادق عن الوفاء والحب فيكون من قبيل قولهم:
أمـرُّ على الديار ديار ليلى* أقبّل ذا الـجدار وذا الجدارا
وما حبّ الديار شغفن قلبي * ولكن حبّ من سكن الديارا
رابعاً: حكم السجود على التربة الحسينية:
بعد ثبوت سيرة الاَئمة من أهل البيت ابتداءً من الاِمام علي بن الحسين زين العابدين وانتهاءً بالاِمام المهدي7 في السجود على


التربة الحسينية بما ليس فيه أدنى مجال للشك، وبعد ثبوت كون السجود على مطلق الاَرض هو الفرض النازل من الله تعالى على عباده والمؤكد بسنُة نبيه وسلم، سيكون السجود على التربة الحسينية ليس فرضاً، وإنّما من المستحبات الاَكيدة وهذا هو ما يقوله جميع الشيعة بلا استثناء اقتداءً بأهل البيت ، ولهذا تراهم كما يسجدون على التربة الحسينية يسجدون على غيرها مما صح السجود عليه كالتراب والرمل والحصى أو مما أنبتت الاَرض مما لم يؤكل ولا يلبس.
ومع هذه الحقيقة قد ذهب المتطرفون من خصوم الشيعة إلى القول بأن الشيعة لا تجيز السجود على غير التربة الحسينية، بل وصفوا سجودهم على التربة الحسينية بالسجود لغير الله، ومن غبائهم أنهم لم يفرقوا بين السجود على الشيء وبين السجود للشيء، إذ لو جاز أن يقال إنّ الشيعة تسجد للتربة الحسينية، لجاز القول بأنّ العامّة تسجد للاَرض أي تسجد لما هو أدنى وأقل منزلة من التربة الحسينية لثبوت شرف التربة الحسينية على غيرها من الاَرض. هذا في الوقت الذي نجد فيه تصريح جميع فقهاء الشيعة بأنّه يحرم السجود لغير الله وأنّه من يفعل ذلك فقد كفر وخرج عن دين الاِسلام ؛ لاَنّ السجود عبادة فلا تصح لاَحد سواه تعالى مهما كان نبياً أو وصيّاً.
قال الشيخ عبدالحسين الاَميني رحمه الله: وليس اتخاذ تربة كربلاء لدى الشيعة من الفرض المحتّم، ولا من واجب الشرع والدين، ولا مما ألزمه المذهب، ولا يفرق أي أحد منهم ـ منذ أول يوم ـ بينها وبين غيرها من تراب الاَرض في جواز السجود عليه، خلافاً لما يزعمه الجاهل بهم

وبآرائهم، وإن هو عندهم إلاّ استحسان عقلي ليس إلاّ لما هو أولى بالسجود لدى العقل والمنطق والاعتبار وحسب.
وكثير من رجال المذهب يتخذون معهم في أسفارهم غير تربة كربلاء مما يصح السجود عليه كحصير طاهر نظيف يوثق بطهارته أو خمرة مثله ويسجدون عليها في صلواتهم .



فتاوى فقهاء الشيعة بالسجود على التربة الحسينية:

1 ـ الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبدالعزيز الديلمي الملقب بـ «سالار» (ت| 462 هـ) قال: (لا صلاة إلاّ على الاَرض أو ما انبتته مالم يكن ثمراً أو كثراً أو كسوة فلهذا لا تجوز الصلاة على القطن والكتان، وإنّما يُصلّى على البواري والحصر... وما يستحب السجود عليه، وهو الاَلواح من التربة الحسينية المقدسة...) .
2 ـ عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي «المعروف بابن حمزة»، قال: (الاَرض كلّها مسجد يجوز السجود عليها وعلى كل ما ينبت منها مما لا يؤكل ولا يُلبس بالعادة إلاّ الحصر المعمولة بالسيور الظاهرة، إذا اجتمع فيه شرطان: الملك أو حكمه وكونه خالياً من النجاسة، ويستحب السجود على الاَلواح من التربة ـ الحسينية ـ وخشب قبور الاَئمة ان وجد ولم يتقِ) .


3 ـ الشيخ أبو زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي (ت|689 أو 690 هـ)، قال: (ولا يجوز السجود بالجبهة إلاّ على الاَرض أو ما انبتته الاَرض إلاّ ما أكل أو لُبس ويعتبر فيه وفي الثياب، والمكان أن يكون مملوكاً أو مأذوناً فيه ويكون طاهراً... والسُنّة: السجود على الاَرض للخبر وما بين قصاص الشعر إلى طرف الاَنف ومسجد ما وقع منه على الاَرض أجزأه، وعن أهل البيت « الناس عبيد ما يأكلون ويلبسون فاحب أن يُسجد له على مالا يعبدونه » ويستحب السجود على التربة الحسينية، والله أعلم).
4 ـ الشيخ محمد محسن الفيض الكاشاني (ت|1091 هـ)، قال: (...واهوِ للسجود بخضوع وخشوع، متلقياً إلى الاَرض بكفيك قبل ركبتيك، وتجنح في سجودك بيديك، باسطاً كفيك، مضمومتي الاَصابع حيال منكبيك ووجهك، غير واضع شيئاً من جسدك على شيء منه ممكّناً جبهتك من الاَرض، وأفضلها التربة الحسينية ـ على صاحبها أفضل التسليمات ـ جاعلاً أنفك ثامن مساجدك السبعة مرغماً به ناظراً إلى طرفه) .
5 ـ قال السيد كاظم اليزدي في عروته الوثقى ما نصّه: (السجود على الاَرض أفضل من النبات والقرطاس، ولا يبعد كون التراب أفضل من الحجر.
وأفضل من الجميع التربة الحسينية، فإنّها تخرق الحجب السبع وتستنير إلى الاَرضين السبع) .
6 ـ قال الاِمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره: (يعتبر في مسجد الجبهة مع الاختيار كونه أرضاً أو قرطاساً، والاَفضل التربة الحسينية وهي تحمل ذكرى الاِمام الحسين الشهيد ) .
7 ـ السيد علي الحسيني السيستاني: قال: (يعتبر في مسجد الجبهة أن يكون من الاَرض أو انباتها غير ما يؤكل أو يلبس، فلا يجوز السجود على الحنطة والشعير والقطن ونحو ذلك.
ويجوز السجود اختياراً على القرطاس المتخذ من الخشب وكذا المتخذ من القطن أو الكتان على الاَظهر دون المتخذ من الحرير والصوف ونحوهما على الاَحوط.
والسجود على الاَرض أفضل من السجود على غيرها، والسجود على التراب أفضل من السجود على غيره وأفضل من الجميع التربة الحسينية على مشرفها آلاف التحية والسلام) .





آثار وفوائد التربة الحسينية والسجود عليها:


للتربة الحسينية المباركة شرف عظيم ومنزلة رفيعة كما أكدت عليها الروايات الواردة عن أهل البيت فهي:
1 ـ شفاء من كل داء وأمان من كلِّ خوف:
فقد ثبت أنّ للتربة الحسينية أثراً في علاج الكثير من الاَمراض التي تعسّر شفاءها بواسطة العقاقير الطبية، وقد جرّب الكثير من محبي الاِمام الحسين ونالوا الشفاء ببركة صاحب التربة المقدسة.
روى محمد بن مسلم عن الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام من أن للاِمام الحسين ثلاث فضائل مميزات ينفرد بها عن غيره من جميع الخلق مع ما له من الفضائل الاُخرى والتي يصعب عدّها قال : «... أن جعل الاِمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره... » .
وقال الاِمام الصادق : « في طين قبر الحسين شفاء من كل داء وهو الدواء الاَكبر» . علماً أنّ الاَخبار تظافرت بحرمة أكل الطين إلاّ من تربة قبر الاِمام الحسين بآداب مخصوصة وبمقدار معين، وهو أن


يكون أقل من حمصة وأن يكون آخذها من القبر بكيفية خاصة وأدعية معينة .
وروي أنّه لما ورد الاِمام الصادق إلى العراق، اجتمع إليه الناس، فقالوا: يا مولانا تربة قبر مولانا الحسين شفاء من كلِّ داء، وهل هي أمان من كلِّ خوف؟ فقال : « نعم، إذا أراد أحدكم أن تكون أماناً من كلِّ خوفٍ، فليأخذ السبحة من تربته، ويدعو دعاء ليلة المبيت على الفراش ثلاث مرات. وهو أمسيت اللهمَّ معتصماً بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول من شرِّ كلِّ غاشمٍ وطارقٍ من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق من كلِّ مخوف بلباس سابغة حصينة ولاء أهل بيت نبيك ، محتجباً من كلِّ قاصد لي إلى أذيّة بجدار حصين، الاخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسّك بحبلهم، موقناً أنّ الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم، أوالي من والوا، وأجانب من جانبوا.
فصلِّ على محمد وآل محمد وأعذني اللهمَّ بهم من شرِّ كل ما اتقيه، ياعظيم حجزت الاَعادي عنّي ببديع السموات والاَرض ( إنّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ).
ثمّ يقبّل السبحة ويضعها على عينيه، ويقول: اللهمَّ إنّي أسألك بحقّ هذه التربة، وبحقّ صاحبها، وبحقّ جده وأبيه، وبحقّ أُمّه وأخيه، وبحقِّ ولده الطاهرين اجعلها شفاءً من كلِّ داء، وأماناً من كلِّ خوف، وحفظاً من كلِّ سوء، ثمّ يضعها في جيبه.


فان فعل ذلك في الغدوة فلا يزال في أمان حتى العشاء، وإن فعل ذلك في العشاء فلا يزال في أمان الله حتى الغدوة » .
وروي عن الاِمام الرضا انه ماكان يبعث إلى أحدٍ شيئاً من الثياب أو غيره إلاّ ويجعل فيه الطين ـ يعني طين قبر الحسين ـ وكان يقول : «هو أمان باذن الله » .
2 ـ اتخاذها مسبحة:
والملاحظ أن أهل البيت كانوا يوصون شيعتهم بضرورة الاحتفاظ بمسبحة من طين قبر الاِمام الحسين واعتبارها أحد الاَشياء الاَربعة التي لابدَّ وان ترافق المؤمن في حلّه وترحاله، قال الاِمام الصادق : «لا يستغني شيعتنا عن أربع: خمرة يصلي عليها، وخاتم يتختم به، وسواك يستاك به، وسبحة من طين قبر الحسين » .
وفي معرض بيان ثواب التسبيح بمسبحة مصنوعة من طين قبر الاِمام الحسين بالاستغفار والذكر مالا ينبغي الاستغفال عنه لعظمة ما يترتب عليه من فوائد وآثار فقد روي عن الاِمام الصادق أنّه قال: « من أدار سبحة من تربة الحسين مرة واحدة بالاستغفار أو غيره، كتب الله له سبعين مرة... » .
كتب مُسبِّحاً وإن لم يسبّح بها... » .
3 ـ السجود عليها يخرق الحجب السبعة:
روي عن الاِمام الصادق أنّه قال: « إنّ السجود على تربة أبي عبدالله ـ الحسين ـ يخرق الحجب السبعة » .
وقد علّق الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء على هذا الحديث بقوله: ولعلَّ المراد بالحجب السبعة هي الحاءات السبعة من الرذائل التي تحجب النفس على الاستضاءة بأنوار الحق وهي: (الحقد، الحسد، الحرص، الحدة، الحماقة، الحيلة، الحقارة.
فالسجود على التربة من عظيم التواضع والتوسل بأصفياء الحق يمزقها ويخرقها ويبدلها بالحاءات السبع من الفضائل وهي: الحكمة، الحزم، الحلم، الحنان، الحصانة، الحياء، الحب) .
4 ـ السجود عليها ينوّر الاَرضين السبع:
قال الاِمام الصادق : « السجود على طين قبر الحسين ينوّر إلى الاَرض السابعة »



شعاع المقامات
الصورة الرمزية شعاع المقامات
مشرف سابق
رقم العضوية : 520
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 1,562
بمعدل : 0.26 يوميا
النقاط : 264
المستوى : شعاع المقامات will become famous soon enough

شعاع المقامات غير متواجد حالياً عرض البوم صور شعاع المقامات



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Jun-2008 الساعة : 02:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد

ما شاء الله...درر وجواهر عقائدية

جزاك الله خير الجزاء يا أختي الكريمة.

كما أن السجود هو أقرب حالة بين العبد وربه
ولو أن جميع حالات العبادة لله تعالى هي تقرب...

فكذا أقرب طريق إلى الحق سبحانه هو أبو عبد الله الحسين صلوات الله عليه
ولو أنهم كلهم سفن نجاة صلوات الله عليهم أجمعين.

شعاع المقامات


توقيع شعاع المقامات

قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.90 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Jun-2008 الساعة : 11:22 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




لمرورك للسطوري



العماد417
الصورة الرمزية العماد417
عضو
رقم العضوية : 2345
الإنتساب : Jul 2008
المشاركات : 21
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 192
المستوى : العماد417 is on a distinguished road

العماد417 غير متواجد حالياً عرض البوم صور العماد417



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-Jul-2008 الساعة : 10:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم






اللهم صلي على محمد وأل محمد وعجل فرجهم الشريف القريب


الله يعطيك العافية والبركة والرحمة لوالديك على هذا الموضوع القيم الرائع المفيد
وجزاك الله كل خير والى ألأمام في مواضيع مفيدة



ونسألكم الدعاء يا أهل الدعاء

توقيع العماد417

اللهم كن لوليك الحجة أبن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليآ وحافضآ وقائدآ وناصرا ودليلآ وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك ياارحم الراحمين



البتول 2
الصورة الرمزية البتول 2
عضو
رقم العضوية : 1027
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 34
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 196
المستوى : البتول 2 is on a distinguished road

البتول 2 غير متواجد حالياً عرض البوم صور البتول 2



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-Jul-2008 الساعة : 02:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على النبي محمد واله الاطهار

احسنتم بارك الله بكم وجزاكم الله خيرا


توقيع البتول 2








اخ بالاسلام
عضو
رقم العضوية : 453
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 14
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : اخ بالاسلام is on a distinguished road

اخ بالاسلام غير متواجد حالياً عرض البوم صور اخ بالاسلام



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-Jul-2008 الساعة : 01:58 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الله يعطيك العافيه وما قصرت , موضوع نستفيد منه بصراحه

عسى الله يوفقك ونسألكم الدعاء


دمتم


توقيع اخ بالاسلام

اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وَ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.90 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-Jul-2008 الساعة : 08:45 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




على المرور



الموالي لسيد المعالي
عضو
رقم العضوية : 1138
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 7
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : الموالي لسيد المعالي is on a distinguished road

الموالي لسيد المعالي غير متواجد حالياً عرض البوم صور الموالي لسيد المعالي



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Aug-2008 الساعة : 08:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

سلمت يداك .


محمدامين
عضو
رقم العضوية : 2460
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 3
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : محمدامين is on a distinguished road

محمدامين غير متواجد حالياً عرض البوم صور محمدامين



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Aug-2008 الساعة : 05:13 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


موضوع روعة والكاتب انشاء الله ماجور على عنائه



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.90 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Aug-2008 الساعة : 11:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم






على الإطلاله لهذه السطور

رزقكم الله شفاعت الحسين


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 

 

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc