طريق الحق - السيد جعفر مرتضى العاملي - الصفحة 4 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. الميزان العقائدي
الميزان العقائدي أنت تسأل وسماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي يجيب

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 44 الزيارات 46732 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 31  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-May-2010 الساعة : 04:56 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


جواب الرسالة الحادية عشر


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف بريته وخير خلقه أجمعين، محمد وآله الطاهرين. واللعنة على أعدائهم أجمعين، إلى قيام يوم الدين..

سماحة العلامة الجليل الشيخ (ص..) أدام الله عزه في الدنيا والآخرة.

السلام عليكم وعلى جميع من تحبون ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

فقد وصلتني رسالتكم الميمونة المفعمة بالمحبة، والصدق، والمعبرة عن ثبات القدم على الحق..

أسأل الله تعالى أن يكلأكم بعين رعايته، ويفيض عليكم من بركاته، وأن يأخذ بيدكم إلى كل خير، ويدفع عنكم كل شر، وأذى وضير، إنه ولي قدير..


[تصويب الأخطاء عبادة:]


أخي العلامة الكبير..

ألف: إنني حين أطلب من جنابكم ومن سائر الأخوة الأكارم إبداء الملاحظات على ما أقوله وأكتبه، فذلك يعود لسببين:

أحدهما: أني إنسان، والإنسان قد يخطئ ويسهو، فيكون إخوانه هم الذين يسددونه، ويرشدونه. فإن المؤمن أخو المؤمن، هو يده، وعينه ودليله، يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

الثاني: أن الإرشاد والتصويب هو من الأمور التي تجلب المثوبة، وتستنزل بها من الله الرحمات والبركات، من حيث أن هذا التصويب والإرشاد يسهم في بلورة وسائل الدعوة إلى الله، والهداية إلى سبيله، وله الأثر في تعريف الناس بالحق، والخير والصلاح، لأن ذلك يحقق معنى الحكمة، ويضفي على الموعظة لمحات من الرواء والبهاء الباهر، والصفاء والحسن الظاهر، الذي يجذب إليها الأنظار، ويجعل النفوس تهفو إليها، والقلوب تحنو عليها.


[القصف الإسرائيلي أحرق مكتبتي:]


أخي أيها العالم الجليل، والخليل النبيل..

ب: لقد سألتني عن كتاب: «المسجد الأقصى أين»؟!

وأقول: إن هذا الكتاب كان في الأصل فصلاً من كتاب في مجلدين في تفسير الآيات الثمانية التي في أول سورة الإسراء، وقد احترق هذا الكتاب كسائر ما احترق من مؤلفاتي، التي تعد بالعشرات، ولعلها لو كانت قد طبعت تزيد على الثمانين مجلداً.. لقد احترقت كلها، ولم يبق منها حتى سطر واحد، وذلك في حرب تموز سنة 2006م.. وقد ذكرت ذلك في خاتمة كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم «»..

واحترقت أيضاً مكتبتي في بيروت التي كانت تملأ غرفاً عديدةً، وقسم من مكتبتي في بلدتي في جنوب لبنان، ولعلها تزيد على الخمسة عشر ألف كتاب، قد دمرها القصف بالإضافة إلى مكتبة أخرى كبيرة أيضاً قد يصل عدد الكتب فيها إلى هذا المقدار أيضاً، كنا قد هيأناها في المركز الإسلامي للدراسات.. وكان نصيبها أيضاً التدمير التام بالقصف الإسرائيلي الحاقد..


[قداسة بيت المقدس:]


ج: أخي الكريم.. لقد ذكرت في كتاب «المسجد الأقصى أين»: أن البقعة المباركة التي تبلغ مساحتها 145 ألف متر مربع هي التي يطلق عليها اسم بيت المقدس، وفيها قبور الأنبياء ومحاريبهم، وفيها باب حطة، وفيها المسجد ذو القبة الخضراء الذي أسسه عمر بن الخطاب حين زار القدس بمشورة من علي «».. وفيها أيضاً مسجد الصخرة، وغير ذلك..

إن هذه البقعة ـ بيت المقدس ـ مقدسة عندنا، والصلاة فيها تعدل ألف صلاة. كما ورد في روايتنا..


[الإسراء إلى بيت المقدس:]


وقد أسري بالنبي الأكرم مرات عديدة قيل: إنها بلغت مئة وعشرين إسراءً.. ومنها ما كان من المسجد الحرام إلى السماء مباشرة، ومنها ما كان من المسجد الحرام إلى مسجد الكوفة، إلى طور سيناء، إلى بيت المقدس.

ومنها ما كان على نحو آخر..

ولكن الكلام في ما ورد في سورتي: «الإسراء» و «النجم» هل هو إشارة إلى إسرائين مختلفين؟! أم أن السورتين تتحدثان عن واقعة واحدة؟! وهل هما، أو أحدهما يتحدثان عن الإسراء الذي حصل من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، ثم إلى السماء؟! أم يتحدثان أو أحدهما عن الإسراء الذي حصل من المسجد الحرام إلى السماء مباشرة؟!

وقد قلنا:
1 ـ إن المسجد المبني على الصخرة قد استحدث في عهد المروانيين من بني أمية، وذلك بعد منع بني أمية الناس من الحج إلى مكة، وأمرهم بالحج إلى بيت المقدس، وأمروا الناس بالطواف حول الصخرة وجعل لهم مسعى وبدائل عن منى وعرفات. وغير ذلك..

وقد استمر ذلك عدة سنوات.. وبنى الوليد بن عبد الملك قبة على الصخرة وزخرفها بالأحجار الكريمة، ثم جدّد بناؤها في أول عهد الدولة العباسية، ثم حولت القبلة عن الكعبة المشرفة إلى بيت المقدس، كما أشار إليه الجاحظ وغيره..

وأما المسجد ذو القبة الخضراء، فقد اختطه عمر بن الخطاب حين زار القدس كما قلنا..

فتلخص: أن الذي كان موجوداً في زمن النبي «» هو بيت المقدس، وهو تلك المساحة الواسعة التي أشرنا إليها.. أما المسجدان اللذان في ضمنها، فقد استحدثا بعد ذلك..

2 ـ وحين استحدثا.. كانت المساجد منتشرة في طول البلاد الإسلامية وعرضها، وهي تعد بالمئات، وكثير منها كان أقصى وأبعد من بيت المقدس..

3 ـ بل لقد كان مسجد أهل الكهف الذي أشير إليه في قوله تعالى: ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً([1]). قد سبق ظهور الإسلام بمئات السنين.. وهو أبعد من المسجد الأقصى الذي في القدس.

4 ـ كما أنه قد ورد التعبير بأدنى الأرض عن بلاد هي أبعد عن المدينة من بيت المقدس. فقد قال تعالى: ﴿الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ([2]).

5 ـ على أن في آيات سورة الإسراء نفسها قرائن قد يقال: إنها تشير إلى ما ذكرنا. منها قوله تعالى: ﴿لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا([3]). التي هي فيما يبدو إشارة إلى قوله تعالى في سورة النجم عن المعراج: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى([4]). وإنما رأى «» هذه الآيات في السماء عند سدرة المنتهى، لا في مسيره «» إلى المسجد الأقصى الذي في القدس.

ومنها قوله تعالى: ﴿الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ([5]).. فإنه إنما يناسب ما روي من أن المراد بالمسجد الأقصى في الآية هو مصلى الملائكة في السماء الرابعة، فإنه هو الذي تمتد البركة منه إلى ما حوله.. بسبب انتشار الملائكة الذين لا يفترون عن تسبيح الله وتقديسه..

وبعدما تقدم نقول:

إن كل ذلك لا يعني ـ كما قلنا ـ: أن لا يكون هذا المسجد الموجود في القدس أيضاً اسمه «المسجد الأقصى» أيضاً. وإن كان قد أطلق عليه هذا الاسم في عهد عمر بن الخطاب أو بعده..

ولكن ما نقوله: هو أنه ليس لدينا دليل قاطع على أنه هو الذي قصد بكلمة: «المسجد الأقصى» ﴿الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ التي وردت في الآية التي في أول سورة الإسراء..

كما أن ذلك لا يعني: أن لا يكون أسري بالنبي «» إليه، في مرة أخرى أو أكثر، بل الإسراء إليه أيضاً قد حصل بالفعل كما دلت عليه الروايات..

كما أنه لا ريب في كون هذا المكان الموجود في مدينة القدس باسم بيت المقدس هو من الأماكن المقدسة عندنا. وتكون الصلاة فيها تعدل ألف صلاة..

والكلام حول هذا الموضوع طويل ومتشعب. فالإكتفاء بهذا القدر هو الأولى والأقرب، والأجدر والأصوب.


[معنى قولهم: يجب على الإمام كذا:]


أخي سماحة العلامة العلم..

د: بالنسبة لسؤالكم عن التعبير بـ «يجب على الإمام كذا وكذا» أقول:

إن الوجوب تارة يراد به: الإلزام المستفاد من الإنشاء الذي أبرز إرادة حصول أمر مَّا من فاعل مختار، أراد الآمر أن يجعل حصوله على عهدته بحيث لو تخلف عنه أو فرط فيه، فإنه يكون قد عرَّض نفسه للمؤاخذة، والعقاب..

وأخرى يراد به: إقتضاء الحكمة والسداد حصول أمر أو أثر من فاعل مَّا أو من مؤثر معين، من دون أن يكون هناك مُنشئ ومُريد..

فتقول مثلاً: إن ألوهية الله تعالى تقتضي أن لا يخلف الميعاد، وتقتضي أن يكون عادلاً، وحكيماً، ورحيماً، ورؤوفاً. فيصح أن يقال: يجب على الله ـ أي يتحتم عليه بمقتضى ألوهتيه ـ أن يكون العدل، والرحمة، والعمل وفق الحكمة والرأفة.. و.. و.. من تجلياته تبارك وتعالى.

وليس معنى ذلك: أن أحداً أوجب عليه ذلك، وأنه سيعاقبه لو لم يفعل.

وكذلك حين نقول: يجب على الله اللطف بعباده، فلا نقصد أننا نحن أوجبنا عليه ذلك، بل نقصد: أنه هو الذي أوجب ذلك على نفسه..

وحين نقول: يجب على النبي «»: أن يكلم الناس على قدر عقولهم، وأن يحسن سياستهم، وأن يتجاوز عن مسيئهم، ويحسن إلى محسنهم، ويسعى في حل مشاكلهم وأن يهتم بشؤونهم، فلا يعني أننا نحن الذين أوجبنا عليه ذلك، بل لأن موقعه كولي ونبي وداع، ومدبر لشؤونهم هو الذي اقتضى ذلك.. أو لأن الله تعالى قد أوجب عليه هذا أو ذاك، فنحن نخبر عن هذا الوجوب، مع أن كل أحد يعلم: أننا لا ننشئ الأحكام على أحد، حتى على أنفسنا، بل نحن نخبر عن ثبوت تلك الأحكام، بحسب اقتضاء الواقع لها، أو لأجل أن الله تعالى قد أنشأها على النبي «» والإمام. وقد كشفت لنا الأدلة عن ثبوتها.. فنحن نخبر عنها. كما نخبر عن أي حكم آخر، فإذا قلنا: تجب الصلاة على كل مكلف.. فالمقصود هو: أن هذا الوجوب المكشوف لنا بالدليل، ثابت في واقع الأمر لاقتضاء الواقع له، أو صادر عمن يحق له أن يصدره، ولنا أن نخبر عنه..

وقولنا: يجب على الإمام، أو على النبي كذا وكذا من هذا القبيل..

أو أنه كشف عما اقتضته الحال، وحكمت به العقول في حق النبي أو الوصي.. كما أوضحناه..

معالجة ضرورة السقطات:


سماحة شيخنا الأجل..

هـ: إن ما أشرتم إليه من سقطات من هنا وهناك تصدر من خطباء المنبر الحسيني هو من الأمور التي يؤسف لها. ونتمنى أن نجد السبيل إلى معالجتها، ولكن كيف؟! وأنى؟! والناس مختلفون في عقلياتهم وأذواقهم، وفي مستوياتهم الفكرية والثقافية، وفي نسبة ذكائهم، وفي مكوناتهم وخصائصهم النفسية. كما أن ثمة محدودية في القدرات المادية لا تسمح بالتواصل التام أو المفيد والمجدي.

وهذه الحالة لا تختص بالشيعة، بل هي تفرض نفسها على مختلف الفئات، والمجتمعات فالاجتهادات الشخصية، والتصرفات العشوائية والسطحية، والخلل في الطروحات، والتباين في الأفكار التي تطرح، والاختلاف في المعالجات هي السمة الظاهرة والشائعة عند كل طائفة، وفي جميع الأديان والمذاهب..

غير أن من الواضح: أن أهل العلم والفكر، لا يأخذون معارفهم، ولا يتخذون مواقفهم بالاستناد إلى أقوال أمثال هؤلاء، وإنما يتوجهون إلى أعمدة الفكر، وأساطين العلم في كل طائفة، ليتبينوا منهم، ويأخذوا عنهم معالم مذهبهم، ويميزوا به الحق من الباطل، والصحيح من السقيم فيما تعتقده تلك الطائفة وتتبناه..

نسأل الله أن يعصمنا من الخطأ والخطل، ومن الوهم والزلل، في الفكر، وفي القول والعمل، إنه سميع مجيب..


[وجوب صيانة العقائد والمفاهيم:]


الأخ الفاضل، والصديق الكامل..

أما بالنسبة للسيد محمد حسين فضل الله، فإنه حين ظهر لي بعض ما ظهر لكم، خشيت على الناس من أن يتأثروا ببعض أفكاره الخاطئة، فطلبته إلى الحوار والنقاش مرات عديدة، فرفض. وبعد أخذ ورد، ومحاولات متتابعة لم أجد بداً من التصدي لهذه الأفكار من أجل صيانة الشباب والناس عموماً من أفكاره الخاطئة.. فكتبت كتاب: «مأساة الزهراء»، وكتاب: «خلفيات مأساة الزهراء»، وكتباً عديدة أخرى رددت فيها على أقاويله الكثيرة، فأصر على مواقفه، وأفتى مراجع الشيعة وكبار العلماء بما دل على لزوم الحذر من تلك الأفكار، بل أفتى بعضهم بخروجه عن دائرة المذهب..

وبعد أن بينت للناس: أن في أفكاره الغث والسمين، والصحيح والسقيم، باعتماد النقاش العلمي الهادئ والرصين، وعدم التعريض بشخصه إلا بالمقدار الذي يسمح به البحث من التخطئة والتصويب، ثارت ثائرته ورمانا بكل عظيمة. وجند كل طاقاته وإمكاناته للوقيعة بنا، وها قد مضت عدة سنوات، تزيد على الست عشرة سنة ولم نسمع منه إجابة مقنعة على أي من الإشكالات والمؤاخذات العلمية التي وجهناها إليه، ولكنه بقي مصراً على مواقفه، ملتزماً بأفكاره، حتى المتناقضة منها.

وغني عن البيان: أن حفظ الدين من أي تحريف أو تزييف في حقائقه مقدم حتى على حفظ آحاد الناس.. ولذلك وجب على الناس أن يضحوا بأنفسهم من أجل حفظ دينهم، لأن هذه الحقائق والأحكام والشرائع أمانة لا بد من إيصالها إلى كل جيل، وكل أمة إلى أن تقوم الساعة، وليس لأحد الحق في أن يفرط بهذه الأمانة.

ومثال ذلك: أن أحداً لو أراد أن يتحف أحداً بشيء، فليس له أن يسرق أو أن يسلب ما عند الآخرين ليتحف به أياً كان من الناس، بل عليه أن يتحفه بما يملكه هو.. لا بما يملكه الآخرون..

ولو أن حريقاً شب بالقرب من ماله أو ولده، فليس له أن يحمي ولده من النار بوضع ابن الجيران فيها، بل عليه هو أن يجعل نفسه أمام النار ويمنعها من الوصول إلى ولده.. وأن يقدم ماله ليحول بين النار وبين أمواله الأخرى.. ولا يقدم أموال الناس ليحمي بها ماله..

أخي الكريم..

إن كنت قد أطلت عليك، فأنا أعتذر من ذلك إليك.. وأتمنى لك المزيد من العافية والسداد، والصلاح والرشاد، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين..
27/شهر صفر/1431هـ الموافق 12 / 2 / 2010 م.
جعفر مرتضى العاملي

----------

([1]) الآية 21 من سورة الكهف.
([2]) الآية 1 ـ 3 من سورة الروم.
([3]) الآية 1 من سورة الإسراء.
([4]) الآية 18 من سورة الإسراء.
([5]) الآية 1 من سورة الإسراء.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 11-May-2010 الساعة 05:01 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 32  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-May-2010 الساعة : 05:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الرسالة الثانية عشر

[ذكر الإمام الحجة بألقابه دون اسمه؟!:]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا وشفيع ذنوبنا، أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الغر الميامين، واللعنة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين..

سماحة العلامة العالم السيد جعفر مرتضى العاملي (دامت توفيقاته)..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

كنت بادئ ذي بدء، ومنذ أن بدأت القراءة في الجواب على الرسالة الأولى قد علمت وتيقنت من مدى علمكم ومتانة قولكم، مع أن الإنسان لا يخلو من الخطأ والزلل.. عصمنا الله وإياكم من الوقوع به، لذلك كنت أعجب أكثر وأكثر، ويوماً بعد يوم بسبك العبارات، والدليل القوي الذي تقدمه، والذي يقع على كل إنسان البخوع للحق، مهما كان..

وبعد أن تأكدت وراجعت كل المصادر التي كنت توثق بها أجوبتك، كان من اللزوم عليّ أن أقبل بالدليل، وإلا لكنت من المعاندين، من هنا ولكي لا يقال فيما بعد: إنني قبلت من دون قراءة وتمحيص فهذا خطأ، بل لقد محصت وحققت بكل ما أعطيت من قوة لكي أجد ما هو خلاف المباني التي اعتمدت عليها، لكن لم أجد. لذلك أنا على ما أنا عليه الآن، وهذا يعود:

أولاً: للرحمة الإلهية، واللطف الرباني الذي حباني به، أن أتعرف على شاب على شبكة الإنترنت يطلب مني أن أحاوركم، وأن لا أرمي الاتهامات جزافاً.. وهذا ما حصل.
وكانت نتيجة ذلك ما أنا عليه الآن..

كان ذلك للتوضيح للمستقبل وللتاريخ كي لا يقال:إن هذه الشخصية التي حاورتها أنها وهمية أو غير موجودة كما فعلوا من نفي المراجعات التي حصلت سابقاً بين علمين كبيرين..

ثانياً: أريد أن أعرف وبعد أن قرأت في الروايات، لما هو مبغوض التعريف عن الإمام الثاني عشر عجل الله فرجه، إلا بالحجة أو صاحب العصر والزمان، أو غيرها من الألقاب من دون ذكر اسمه «».. أفيدونا رحمكم الله..

لا بد في نهاية المطاف أن أشكر لكم كل ما أديتموه لي، وأحمد الله على كل حال، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم الشيخ (ص..)
1 / ربيع الأول / 1431 هـ . الموافق 16/2/2010م.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 33  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 02:41 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


جواب الرسالة الثانية عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، إلى قيام يوم الدين..

حضرة العلامة الجليل الشيخ (ص..) أدام الله وجوده..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

فإنني أسأل الله سبحانه أن يحفظك ويرعاك، ويسدد على طريق الحق والخير خطاك، وأن يسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، إنه سميع قريب مجيب الدعاء..


فيما يرتبط بسؤالك عن حرمة التصريح باسم الإمام الحجة «عليه الصلاة والسلام»، أقول:

لا بأس بملاحظة الأمور التالية:

حرمة التسمية: أقوال، وأخبار:

إن هناك أخباراً كثيرة، منها ما هو صحيح ومعتبر سنداً، وما قال بعضهم: إنها قريبة من التواتر([1]) تصرح بالمنع من التصريح باسمه «».

وقال بعض الأعلام: إن الحكم بحرمة التصريح مسلَّم عند قدماء الإمامية، من الفقهاء، والمتكلمين، والمحدثين([2]).

وادعى الأمير محمد باقر الداماد الإجماع عليه([3]).

وقال نصير الدين الطوسي، والأربلي([4])، والشيخ البهائي ـ كما يفهم من كلام ميرلوحى ـ يجوز التصريح باسمه «»، ولا يحرم ([5]). وحملوا تلك الأخبار على التقية في تلك الأزمنة، حفظاً له «».

الأئمة الاثنا عشر: معرفة.. واعتقاداً:

إن حديث: «يكون بعدي اثنا عشر أميراً (أو خليفة، أو إماماً) كلهم من قريش» مروي عند الشيعة والسنة، وصرح القندوزي الحنفي: بأنه مروي عن بضعة وعشرين صحابياً.

وقد استدل أبو بكر على الأنصار يوم السقيفة بنصف هذا الحديث، وهو قوله «»: «الأئمة من قريش»، فأسكتهم بذلك..

وقد صرحت بعض الروايات عن رسول الله «» بأسماء الأئمة الاثني عشر «»..

ولكن ما ظهر لنا بالتتبع والملاحظة لمسار الأمور هو: أن التصريح بأسمائهم «»، من قبل رسول الله «»، ومن الأئمة «»، إنما كان للخواص المأمونين.

أما بالنسبة لسائر الناس، فقد كان يكتفى منهم بالاعتقاد الإجمالي بوجود أئمة اثني عشر، سيوجدون في طول الزمان، يتم إلى جانب ذلك تعريفهم باسم وشخص إمام زمانهم الذي يجب عليهم طاعته، واعتقاد إمامته، وأخذ معالم دينهم منه وعنه.


وتتم دلالتهم أيضاً على اسماء الأئمة الذين سبقوه..

أما بالنسبة لسائر الأئمة الذين سيأتون، فكان المطلوب هو: إعطاء الناس علامات يتمكنون بها من معرفة الإمام، منهم حين الحاجة إلى ذلك.

ومن هذه العلامات: نص الإمام السابق على اللاحق.

ومنها: ظهور أن لديه علماً خاصاً، وعلوماً غيبية ليست لدى سائر البشر.

ومنها: أنه يكلم الناس بكل لسان، ويعرف منطق الطير، ومنطق كل شيء فيه روح([6]).

ومنها: أن الإمام لا يغسله، ولا يصلي عليه إلا إمام.

ومنها: أن الإمامة تكون في الولد الأكبر ما لم تكن به عاهة([7]).

ومنها: الوصية إليه بنحو تدل هذه الوصية عليه، كما كان الحال بالنسبة للإمام الصادق «».

فقد اجتمع الناس بعد وفاته «» على عبد الله بن جعفر، وزعم وزعموا: أنه صاحب الأمر بعد أبيه، فدخل عليه هشام بن سالم، ومؤمن الطاق، والناس مجتمعون عنده، وسألوه عن بعض المسائل، فلم يجدوا عنده بغيتهم.. فخرجوا من عنده متحيرين.

فرأى هشام بن سالم رجلاً يشير إليه، فخاف منه، إذ كان للمنصور بالمدينة جواسيس على من يُجْمَعُ بعد جعفر من الناس، فيؤخذ ويضرب عنقه..

ثم تبين لهشام بن سالم بعد ذلك: أنه يدله على الإمام الكاظم، فدخل عليه فوجد لديه ما دله على أنه «» هو الإمام بعد أبيه، حيث أخبره «» بأمور غيبية، وأجابه على مسائل صعبة.

ثم أخبر بالأمر زرارة وأبا بصير، فدخلا على الإمام أيضاً فسألاه. ثم صار الناس يتوافدون عليه ويسألونه، فيجدون فيه شرائط الإمامة([8]).


ذكر زرارة في الحديث غير دقيق:


غير أن لنا تحفظاً على ذكر زرارة في هذا الحديث، فقد قال التستري: «زرارة فيه محرف المفضل كما في الكافي»([9]). ولم يكن زرارة بالمدينة بعد الإمام الصادق «»([10]).

ونقول:
إن هذا صحيح، وربما يكون قد حصل تحريف، أو وهم كما ذكره المحقق التستري، وربما كان المقصود: هو عبيد بن زرارة الذي أرسله أبوه لاستطلاع الأمر.. وربما يكون قد توفي زرارة بعد شهرين من استشهاد الإمام الصادق «»، وكان عند وفاة الإمام الصادق مريضاً، فأرسل ولده عبيد بن زرارة ليتحقق من شخصية الإمام بعده، فأبطأ، وحضرته الوفاة قبل رجوعه إليه، فأخذ المصحف ووضعه على صدره، ثم قبله وقال: اللهم ألقاك يوم القيامة، وإمامي من بينت في هذا المصحف([11]).

وروي: أن الإمام الرضا «» سئل عن سبب إرسال زررة ولده عبيد لمعرفة الإمام بعد وفاة الصادق «»، مع أنه كان يعرف أن الإمام هو الكاظم «».

فأجاب الرضا «»: إن زرارة كان يعرف أمر أبي «»، ونص أبيه «» عليه، وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي «» هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه؟! وإنه لما أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قوله في أبي «»، فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره، فرفع المصحف وقال: اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد «عليهما السلام»([12]).


الذين يعرفون أسماء الأئمة :

إن مراقبة النصوص تعطي: أن الذين كانوا يعرفون أسماء الأئمة الاثنى عشر «» كانوا جماعة خاصة، لها مواصفات متميزة في الوعي والاستقامة، ودقة الملاحظة، والقدرة على ملائمة وعيها العقائدي مع الحركة السياسية التي تواكب الحركة الثقافية والإيمانية، وترصدها، حيث كان الحكام يسعون إلى توظيف قضايا الإيمان في الشأن السياسي لمصلحتهم.

من أجل ذلك نلاحظ: أنك قد تجد فقهاء كباراً، أو عباداً مشهوداً لهم، أو مناضلين يبذلون كل غال ونفيس في سبيل دينهم لم ينالوا تلك الأسرار، وعوملوا معاملة سائر الناس؛ فهشام بن سالم، وأبو بصير، ومؤمن الطاق كان لهم باع طويل في الفقه، والحديث، والكلام، ولكنهم لم يكونوا مثل زرارة، أو سلمان الفارسي مثلاً في قدرته على الملاءمة بين الشأن العقائدي، وبين حركة الواقع فيما يرتبط بمواقف الحكام وخططهم وسياساتهم ضد عقيدة الإمامة والأئمة..

فلم يصلوا إلى الك الدرجة التي تؤهلهم للاطلاع على أسماء باقي الأئمة الاثني عشر «»، وكان عليهم أن يستفيدوا من العلامات التي تعرِّفهم بالإمام اللاحق للسابق، كما رأينا في النص المذكور أعلاه.


خيار الحكام: حرب الإمامة والإمام:

لقد كانت لدى الحكام حساسية بالغة تجاه الإمامة المنصوصة المتمثلة في أهل البيت «»، فأعلنوا الحرب عليها منذ وفاة رسول الله «»، لأن معناها: أنهم لا شرعية لهم، ما دام أن الشرعية تستمد من النص، وشرعيتهم مستمدة من السيف، والمؤامرة، والقهر والظلم، والتعدي.

فكان خيارهم هو حرب وقهر الأئمة بجميع أنواع الحرب والقهر حتى لقد فرض بنو أمية لعن وسب علي «» على المنابر في مساجد المسلمين ألف شهر([13]).

وكانت التسمية بعلي مجازفة كبرى، تعرِّض حياة الإنسان للخطر الشديد، والأكيد.. حتى صار اسم علي منكراً، فقد روي: أن علي بن أصمع قال للحجاج: أيها الأمير، إن أهلي عقوني فسموني علياً، فغير اسمي، وصلني بما أتبلغ به، فإني فقير.

فقال: للطف ما توصلت به، قد سميتك كذا، ووليتك العمل الفلاني، فاشخص إليه([14]).

وقد تفاقم الأمر في عهد العباسيين جداً إلى حد أن الإنسان يصبح في معرض القتل، لمجرد أن يلقى السلام عليه في الطريق أحد أحفاد علي «».

فكان إذا حصل ذلك يأتيه الرد ليقول: تنح عني لا تشط بدمي([15]).

ويكفي أن نذكر هنا قول الشاعر:
تـاالله ما فـعـلـت أمـيـة فـيـهــم مـعـشـار ما فعلت بنو العباس([16])

ويقول دعبل بن علي الخزاعي في رثاء الإمام الرضا «»:
وليس حي من الأحياء نعلــمه مـن ذي يـمان ولا بكــر ولا مضر
إلا وهـم شركــاء في دمــائهم كـما تـشـارك أيـسـار عــلى جـزر
قتــلاً وأســراً وتحـريقاً ومنهبة فعل الغـزاة بأهـل الـروم والخـزر
أرى أميــة معذورين إن فعلـوا ولا أرى لـبني العباس من عذر([17])

وقال أبو فراس الحمداني:
ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت تلـك الجــرائـر إلا دون نيلكم([18])


وقال أبو القاسم الرسي ـ وهو من ذرية علي «» ـ حينما هرب من المنصور إلى الهند:
لم يَرْوِهِ مــا أراق البغي مـن دمنا في كل أرض، ولم يقصر عن الطلب
وليس يشفـي غلـيلاً في حشــاه أن لا يرُى فوقـها ابن لبنت نبي([19])


أما الرشيد فيقول الخوارزمي عنه: «إن هارون مات وقد حصد شجرة النبوة، واقتلع غرس الإمامة»([20]).

ويقول إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، أو غالب الهمداني. يذكر ما فعله المنصور بآل علي:

أصبح آل الرسـول أحمـد في النــ ـــاس كذي عـرَّة بــه جــرب([21])


ويقول شاعر آخر، وهو أبو حنيفة، أو الطغراني:
ومتى تــولى آل أحمــد مســـلم قتــلوه أو وصـموه بالإلحـــاد([22])


ويكفي أن نذكر: ما فعله المنصور والرشيد والمتوكل بقبر الحسين «»، وبزواره، حيث حرثوا القبر الشريف، وأجروا عليه الماء، وقطعوا السدرة التي كان يستظل بها زواره، ووضعوا الحواجز المسلحة على الطرقات المؤدية إلى كربلاء، ليأخذوا زواره لينكلوا بهم([23]).

وكانوا يقطعون يد من يزور قبر الحسين «» في كربلاء. فكان الناس يتوافدون عليهم ويقدمون أيديهم للقطع، طمعاً بزيارة قبر الحسين «».

ثم صاروا يقتلون من كل عشرة زوار واحداً. فكان محبو الحسين «» يقدمون أنفسهم أيضاً للقتل، حباً بالحسين، ورغبة في زيارته..

والحديث في هذا السياق لا ينتهي، وقد ذكرت بعض اللمحات عن ذلك في كتاب: الحياة السياسية للإمام الرضا «».


لماذا التحسس من الإمامة والإمام؟!:

تقدم: أن الحكام كانوا يرون: أن الإعتقاد بإمامة الأئمة الاثني عشر، لأن شرعيتهم تصبح في مهب الريح، ونضيف هنا: أن الإعتقاد بالمهدي، أشد ضرراً، وأعظم خطراً على أولئك الحكام، لأنه يعد طعناً في شرعية أولئك الحكام، وفي أهليتهم من ثلاث جهات:

الأولى: من حيث أنه امتداد للإمامة المنصوصة، ولا حظَّ لأحد منهم في هذا النص.

الثانية: من حيث يصرحه: بأن حكومتهم مبنية على الظلم والقهر والتعدي الذي يعني: أنهم ليس فقط لا يقومون بواجب الرعاية للناس، ولا يحفظون حقوقهم، بل هم يظلمونهم، ويعتدون على تلك الحقوق..

الثالثة: إن حكومتهم مبنية على الجور الذي يعني الانحراف عن الطريق، والميل عن صراط الحق، في مختلف الأمور، حتى ما كان منها لا يتعلق بأمن الناس، وحفظ دمائهم، وأموالهم، وأعراضهم، ورعايتهم.. بل هو الميل عن الحق في كل حال ومجال، حتى في فكرهم، وقيمهم، ومفاهيمهم، وإيمانهم، وأخلاقهم، وسلوكهم، وتعاملهم مع الناس، ومع الحيوان، ومع الطبيعة، ومع كل ما تصل إليه يدهم، أو تتوهمه عقولهم وغير ذلك..

وعلى الإمام الحجة «عجل الله فرجه الشريف» أن يقتلع ذلك كله، ويستبدله بالقسط والعدل، والخير والصلاح..

وقد أخبر رسول الله «» عنه «» بقوله: إنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً([24]).

وهذا هو السبب في أن المهدي مبغوض لهم في كل أحواله وأطواره، ولا يطيقون ذكره، فإنه «» يفقدهم الشرعية من حيث النص عليه دونهم، ويفقدهم الشرعية، من حيث أنهم ليس فقط لا يملكون الأهلية للرعاية، بل إن أظهر صفاتهم، وميزاتهم هو أضداد الصفات المحمودة.

وهو يفقدهم الشرعية، من حيث أن خطهم في جميع حالاته مناقض لخط الصلاح والإصلاح في أي شأن، وفي أي حال، ونهجهم جائر وحائد عن طريق الحق في كل شيء، فلا يتوقع منهم أي خير يمكن أن يجبر به الكسر، ويعوض الخسارة في أي شأن كان.

فاتضح: أن الاعتقاد بالإمامة المنصوصة وبالمهدية ينطوي على معنى بالغ السوء بالنسبة إليهم، وهو: أنهم معتدون وغاصبون لحق غيرهم، فاقدون لميزة التقوى والطاعة لله، لأن الخلافة ليست فيهم، بل في آل علي «»..

والاعتقاد بالمهدية مساوق: لاتهام هؤلاء الحكام بأنهم من أهل الظلم والجور.. وسيكون قائم آل محمد عدواً لهم، وستكون أبرز وظائفه وأجلاها هي الإطاحة بهم، واستبدال حكمهم بحكومة القسط والعدل..

والأضر والأشر، والأدهى والأمر: بنظر أولئك الحكام: هو أن هذه المعاني لم تكن مجرد اتهامات من منافسيهم أو مناوئيهم، بل هي إخبار غيبي إلهي نبوي مقدس. لا يبقى لهم معه أي مجال لتلميع صورتهم، ولا للخداع والغش والتدليس على الناس في هذا الأمر، فإن هذه الصورة السلبية عنهم جزء من اعتقادات أهل الإسلام، بل هي من المفاهيم المغموسة بالقداسة، والمفعمة بالمعانى والقيم الروحية ذات الجمال الباهر، والمستقرة في أعماق الضمائر، والمنغرسة في القلوب والسرائر، والمتألقة في آفاق البصائر، والمتلألئة على صفحات كل وجدان طاهر..

من أجل ذلك تجدهم يضعون أنفسهم أمام خيارين، لا ثالث لهما:
أولهما: السعي لادعاء المهدية لأنفسهم، إما ابتداء كما كان الحال بالنسبة لمحمد بن عبد الله بن الحسن. أو ادعائها استمراراً على سبيل المكر والكيد، كما كان الحال بالنسبة لادعاء المنصور المهدية لولده محمد المهدي([25]).

وقد رافق ذلك تحريف للحديث المروي عن الرسول الأكرم «» حول المهدي: «يواطئ اسمه اسمي، وكنيته كنيتي»([26])، ليصبح هكذا: «يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»([27]).

الثاني: محاربة هذه الفكرة، أعني فكرة المهدية، وملاحقة كل من يحتمل فيه الانتساب إليها، وإلى مدرسة الإمامة المنصوصة، التي يكون الاعتقاد بالمهدية أحد مكوناتها، ومفرداتها.

فتجد: أنهم لا يهنأ لهم عيش، ولا يقر لهم قرار إلا باقتلاع هذه وتلك من الجذور.

دلالات وشواهد:

ونستطيع أن ندلل على هذا الأمر: بالإشارة إلى النصوص التالية:
ألف: إن المنصور العباسي كتب إلى واليه بالمدينة يأمره بأن يدس السم للإمام الصادق «»، ثم أن يقتل كل من أوصى إليه «»..

فلما استشهد الإمام «» بالسم، واطلع والي المدينة على وصيته وقع في حيرة شديدة، حيث وجد أنه «» قد أوصى إلى المنصور، وإلى والي المدينة نفسه، وإلى زوجته «»، وإلى ولده الأكبر عبد الله الأفطح، وإلى ولده الإمام الكاظم «»، فكتب بذلك إلى المنصور، فقال المنصور:

ما إلى قتل هؤلاء من سبيل. وصرف النظر عما كان عزم عليه.

وقيل: لما سمع أبو حمزة الثمالي بذلك، قال ما معناه: أما الأولان فكانا للتقية، والأفطح ناقص، والمرأة لا حظ لها من الإمامة، فتعين موسى الكاظم «» لمقام الإمامة([28]).

والمراد: أن عبد الله كان ناقصاً من حيث أنه كان أفطح الرأس: أي عريضه.

وتقدم: أنه قد ورد أن الأكبر يكون هو الإمام بعد أبيه ما لم تكن به عاهة.. وهذا نقص جسدي، يضاف إليه النقص في الدين، لأنه كان من المرجئة الذين يتوقفون في على وعثمان([29])، مع أنه كان في العلوم والمعارف من عوام الناس، حتى لقد امتحن بالمسائل الصغار، فلم يجب عنها([30]). وذلك مما يحتاج إليه مقام الإمامة..

ب: قد رأينا أيضاً: كيف أن الخلفاء من بني العباس كانوا قد ضيقوا على الإمامين الهادي والعسكري «عليهما السلام»، ووضعوهما في المعسكر في سامراء تحت سمعهم وبصرهم، فلا يصل إليهم أحد إلا بأمرهم، ومن خلالهم..

الإمامان العسكريان عليهما السلام تحت الرقابة:

ويبدو: أن من دوافع حبس العسكريين «عليهما السلام» في سامراء التي كانت معسكراً هو:

أولاً: الإشراف على كل أحوالهم وعلاقاتهم، ونشاطاتهم.

ثانياً: ضبط حركة الشيعة معهم، وتحديد صِلاتهم بهم.


ثالثاً: تهيئة الأمر للتمكن من التخلص منهم في الوقت المناسب.

وقالوا: كان المتوكل قد جاء بالإمام الهادي «» إلى سامراء، فكان يكرمه في الظاهر، ويبغي له الغوائل في الباطن([31]).

رابعاً: توقعهم ولادة الإمام الحجة، الذي يخشون من سقوط دولتهم على يديه، طبقاً لما أخبر به رسول الله «»، من أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ملئت ظلماً وجوراً..

فكانوا يريدون الفتك به في اللحظات الأولى التي يضع فيها قدمه على أعتاب الحياة الدنيا، ليرتاح بالهم، وتهدأ نفوسهم.. ويشهد لذلك ما يلي:

ألف: إن المعتضد أرسل رشيق المادرائي لقتل كل من وجده في بيت الإمام العسكري «» في سامراء.

والصحيح: أن ذلك كان في عهد المعتمد، لأن المعتضد إنما بويع بالخلافة 279 هـ وتوفي الإمام العسكري «» سنة 260 هـ. إلا إن كان المعتضد قد فعل ذلك في زمن المعتمد.

ب: روي عن سدير الصيرفي: أنه دخل هو وأبو بصير، وأبان بن تغلب، على الإمام الصادق «»، فوجدوه حزيناً باكياً.

فقال سدير:يا ابن رسول الله، كرمنا وشرفنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم.

قال: إن الله تبارك وتعالى أدار في القائم منا ثلاثة، أدارها في ثلاثة من الرسل: قَّدر مولده تقدير مولد موسى «»، وقدر غيبته غيبة عيسى «»، وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح «». وجعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح، أعني الخضر دليلاً على عمره.

فقلت: اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني.

قال: أما مولد موسى، فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة، فدلوه على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل، ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من (النساء) بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرين ألف مولود، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك وتعالى إياه.

كذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم ـ والأمراء والجبابرة منهم ـ على يد القائم منا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله «» وإبادة نسله، طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم «»، ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلى أن يتم نوره ولو كره المشركون.

وأما غيبة عيسى «» فان اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل، وكذبهم الله عز وجل بقوله: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ([32]). كذلك غيبة القائم «»، فإن الأمة تنكرها (لطولها)، فمن قائل بغير هدى: بأنه لم يولد([33]) إلى آخر الحديث.

ج: والأوضح والأصرح في بيان ما نرمي إليه: ما قاله أبو محمد بن شاذان عليه الرحمة:
حدثنا أبو عبد الله بن الحسين بن سعد الكاتب رضي الله عنه، قال أبو محمد (أي العسكري) «»: لقد وضع بنو أمية وبنوالعباس سيوفهم علينا لعلتين:

إحداهما: أنهم كانوا يعلمون ليس لهم في الخلافة حق، فيخافون من ادعائنا إياها، وتستقر في مركزها.

وثانيتهما: أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة، والظلمة علي يد القائم منا. وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة، والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله «»، وإبادة نسله، طمعاً منهم في الوصول إلى القائم «»، أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم، إلا أن يتم نوره، ولو كره المشركون([34]).

د: ويؤيد ذلك: ما روي عن أبي عبد الله الصالحي([35]) قال: سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد «»، (أي الإمام العسكري): أن أسأل عن الاسم والمكان، فخرج الجواب: إن دللتهم على الاسم أذاعوه، وإن عرفوا المكان دلوا عليه([36]).

كما أن عبد الله الحميري سأل العمري، وهو أحد السفراء للإمام الحجة «»، قال: قلت: فالاسم (يعني التصريح به والسؤال عنه)؟!

قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، فإن الأمر عند السلطان: أن أبا محمد «» مضى ولم يخلف ولداً، وقسَّم ميراثه، وأخذه من لا حق له فيه، وهو ذا عياله يجولون، ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم، أو ينيلهم شيئاً. وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله، وأمسكوا عن ذلك.

قال الكليني «رحمه الله»: وحدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه: أن أبا عمرو سأل أحمد بن إسحاق عن مثل هذا، فأجاب بمثل هذا([37]).

هـ: في نص آخر: قلت: فالاسم؟!

قال: إياك أن تسأل عن هذا، فإن عند القوم أن هذا النسل قد انقطع([38]).

والأحاديث التي يمكن الاستفادة منها في هذا السياق كثيرة..

من أساليب الحكام:

وعلينا أن نضيف هنا: أن أمر الأئمة كان أعظم من أن يتمكن الحكام من البطش بهم بصورة علنية.. وقد دلتنا كلمة الجاحظ فيهم على جانب من هذه العظمة، فقد قال: «ومن الذين يعد من قريش، أو من غيرهم، ما يعد الطالبيون في نسق واحد، كل واحد منهم: عالم، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاك، فمنهم خلفاء، ومنهم مرشحون: ابن، ابن، ابن، ابن. هكذا إلى عشرة.. وهم: الحسن بن علي، بن محمد، ابن علي، بن موسى، بن جعفر، بن محمد، بن علي، بن الحسين، ابن علي. وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب، ولا من العجم إلخ..»([39]).


من أجل ذلك كان الحكام مجبرين على اعتماد أساليب ملتوية تنتهي كلها إلى الختر والغدر، فكان كل همهم هو إسقاط معنى الإمامة فيهم، بأساليب تنوعت واختلفت، فحيث لم يمكنهم التشكيك بالنصوص، اتجهوا إلى المنع من روايتها، ومعاقبة من يفعل ذلك بأنواع من العقوبات، إن لم يمكنهم ذلك لجأوا إلى وضع نظائر لها في حق مناوئي أهل البيت «»، أو ما ينقص من مقام ومن حق أئمة أهل البيت «» أنفسهم.

وربما لجأوا إلى التحريف، أو الحذف، والإسقاط..

وحاول بعض العباسيين ادِّعاء الشراكة في الأحقية بالإمامة كما حاول ذلك قبلهم الأمويون، والذين أسسوا لهم في سقيفة بني ساعدة.

بل حاول بعضهم ادِّعاء الأولوية حتى من علي «»، وبذلت محاولات استلال اعترافات من أئمة أهل البيت «»: بأن لمناوئيهم شيئاً من الحق كما بيناه في كتابنا: الحياة السياسية للإمام الرضا «»..

وكان هناك سعي دؤوب من الحكام أيضاً لإفراغ شخصيات الأئمة من معنى الإمامة، من خلال السعي لإحراجهم بالأسئلة عن دقائق الحقائق، ولطائف المعارف.. وعن الأمور الغيبية.. ومحاولة إثبات الجهل عليهم ولو مرة واحدة عبر التاريخ.. فباءت كل تلك المساعي بالفشل الذريع والفظيع..

أما محاولات تصفيتهم جسدياً فكانت تصطدم بعقبات كبيرة وخطيرة، وقد رأى كل الناس، وخصوصاً الحكام عواقب الجرائم العلنية، التي ارتكبها الأمويون في كربلاء.. وفشلهم الذريع في حربهم لعلي «»، حيث إن ذلك فضحهم، وجعلهم لعنة للتاريخ عبر الأحقاب والأزمان تنصبُّ عليهم إلى يوم القيامة..

وظهر لهم: أن ذلك يحرك الأمة إلى المزيد من الارتباط بأهل البيت «»، والتعلق بهم، والتعرف على نهجهم، وسطوع نجمهم..

فكان لا بد لهم من مراعاة هذه الأحوال، وتجنب التجاهر بجرائمهم في حق الأئمة من أهل البيت «»، فكان ظهور إمامة الإمام، وشيوع علمه في الناس، وظهور انصرافه عن التصدي لحربهم يمنع من تعرضهم له بصورة علنية وسافرة، مع ملاحظة: أن الأئمة «» كانوا يستعملون التقية، إلا في أخطر قضية، ألا وهي قضية أحقيتهم بالإمامة، فلم يكونوا يستعملون التقية فيها.

ومهما يكن من أمر، فإنه يمكن الاستشهاد هنا بما روي، من أنه حين استشهد الإمام الكاظم «»، وأظهر الإمام الرضا «» إمامته، قيل له: لقد شهرت نفسك في هذا الأمر، وسيف هارون يقطر الدم؟!

فقال «»:جرأني على هذا ما قال رسول الله «»: إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبي، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام([40]).

وكل هذا الذي ذكرناه يبين جانباً من الأسباب التي كانت تدفع الحكام إلى الحرص على قتل من يوصي له الإمام قبل أن ينتشر ذكره، ويشتهر أمره.. وذلك باستعمال لطائف الحيل في قتله بالسم تارة، وبأسباب كثيرة أخرى، كما أن هذا يلقي لنا الضوء على السبب كثرة من قتلهم الحكام من أبناء الأئمة «». والذين تنتشر مزاراتهم في طول البلاد الإسلاية وعرضها.

كما أن معرفة الحكام بوجود أئمة اثني عشر، وعدم معرفتهم بأسمائهم، وبولاداتهم.. بالإضافة إلى تيقنهم من أن أئمتنا «» هم المعنيون بما روي عن النبي «»، إن ذلك كله، يعرفنا أسباب عدم معرفة الخلفاء بولادة الإمام المهدي «عجل الله فرجه»، بل كانوا يرون: أنه لم يولد، وتوقعوا أن يكون حين وفاة الإمام العسكري «» لا يزال حملاً، فلجأوا إلى حبس نساء وجواري الإمام العسكري «» بمجرد وفاته، وطال حبسهن لكي يطمأنوا إلى عدم وجود حمل لدى إحداهن..

فظهر: أن معرفة الناس بأسماء الإئمة «» قبل ولادتهم كانت تشكل خطراً عظيماً على الأئمة «»، مع عدم وجود ضرورة لتعريفهم بتلك الأسماء..

ولكن قد يقال: إن معرفة اسم الإمام المهدي «» بعد غيبته، وبعد انصرافهم عن طلبه قد أصبح مطلوباً، لأنه أصبح هو الإمام الفعلي للأمة.. وعليها أن تعرف إمامها، وأسماءه كلها أو بعضاً منها، إذا لم يكن هناك مانع من ذلك.

ولكننا نقول:
لا ضرورة، بل لا يجوز تداول اسمه الصريح حتى في هذه الأعصار إذا كان بصورة تحرض الأعداء على بذل الجهود في طلبه، وتدعو طواغيت الأرض إلى المبالغة في البحث عنه «»، أو مضايقة من يفترض أن يكونوا أنصاره، فتزداد التعقيدات والموانع والصعوبات أمام ظهوره «صلوات الله وسلامه عليه»، ولعل هذا هو ما نظرت إليه بعض الروايات المانعة، كالتي روها الصدوق بسند صحيح عن ابن أبي عمير قال: سألت سيدي موسى بن جعفر «عليهما السلام» عن قول الله عز وجل: " وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة.، فقال «»: النعمة الظاهرة: الإمام الظاهر، والباطنة: الامام الغائب.

فقلت له: ويكون في الأئمة من يغيب؟!

قال: نعم، يغيب عن أبصار الناس شخصه، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منا، يسهل الله له كل عسير، ويذلل له كل صعب، ويظهر له كنوز الأرض، ويقرب له كل بعيد، ويبير به كل جبار عنيد، ويهلك على يده كل شيطان مريد، ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته، ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً([41]).

إذ ليس المقصود من تحريم ذكر اسمه ذاتاً، ولو في الخلوات أو مع المأمونين والأخيار من الأصحاب، وقد عللت بعض الروايات هذا المنع بما يدل على أن المقصود هو حفظه «» من السلطان، أو نحو ذلك.

وفقنا الله وإياكم لكل خير، ودفع عن إمامنا أرواحنا له الفداء، وعنكم، وعنا كل سوء وضير.

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين..

حرر بتاريخ 5 ربيع الأول 1431 هـ. الموافق 20 شباط 2010م.
جعفر مرتضى العاملي

----------
([1]) النجم الثاقب للمحدث النوري ج1 ص219.

([2]) المصدر السابق.

([3]) شرعة التسمية ص24 والنجم الثاقب للمحدث النوري ج1 ص221.

([4]) كشف الغمة ج3 ص 309 و 310.

([5]) النجم الثاقب للمحدث النوري ج1 ص221 و 222.

([6]) راجع: الارشاد ج2 ص 224 وقرب الإسناد ص339 والكافي ج1 ص285 ودلائل الإمامة ص337 ومناقب آل أبي طالب ج4 ص329 والخرائج والجرائح ج1 ص333 وعيون المعجزات ص102 وإعلام الورى ج2 ص22.

([7]) راجع: بحار الأنوار ج37 ص13 و 14.

([8]) راجع: الإرشاد ج1 ص221 ـ 223 والكافي ج1 ص351 وبصائر الدرجات ص 251 ورجال الكشي ص282 والإمامة والتبصرة ص72 ودلائل الإمامة ص324 ومناقب آل أبي طالب ج4 ص331 والثاقب في المناقب ص473 والخرائج والجرائح ج1ص331 وإعلام الورى ص16 وإثبات الوصية ص191 و 192.

([9]) راجع: الكافي ج7 ص100.

([10]) راجع: قاموس الرجال ج4 ص444 و 434 و 435. وراجع: تاريخ آل زرارة ص83 و 94.

([11]) راجع: اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص133 و 160 و(ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص372 وراجع: كمال الدين ج1 ص75 وتاريخ آل زرارة ص78 وأعيان الشيعة ج7 ص53.

([12]) راجع: كمال الدين ج1 ص75 وبحار الأنوار ج47 ص338 وإكليل المنهج للكرباسي ص254.

([13]) راجع: بحار الأنوار ج26 ص8 وج39 ص65 وج46 ص274 وج82 ص263 ونوادر المعجزات ص120 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص47 وعيون المعجزات ص69 ومدينة المعاجز ج4 ص424 وج5 ص115 وشرح الأخبار ج2 ص226 وكنز الفوائد ص61 و الأربعين للماحوزي ص385 وتذكرة خواص الأئمة ص63.

([14]) راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص58 وج11 ص46 والدرجات الرفيعة ص8 وبحار الأنوار ج33 ص193 والنصائح الكافية ص99 والإشتقاق لابن دريد ص272 و (ط أخرى) ص165 ووفيات الأعيان (ط دار صادر) ج3 ص175 وسفينة النجاة للتنكابني ص283 .

([15]) تاريخ بغداد ج6 ص129 و (ط دار الكتب العلمية) ج6 ص127 وتاريخ مدينة دمشق ج7 ص72 وأعيان الشيعة ج2 ص194.

([16]) شرح ميمية أبي فراس ص119.

([17]) راجع: الأمالي للطوسي ج1 ص98 و 99 والأمالي للمفيد ص200 و 201 والأغاني لأبي الفرج ج8 ص57 وأخبار شعراء الشيعة للمرزباني ص94 و 95 والغدير ج2 ص375 و 376 عن أمالي المفيد، وعن تاريخ ابن عساكر ج5 ص233.

([18]) راجع: شرح شافية أبي فراس لمحمد بن أميرحاج حسيني، والغدير ج3 ص403 وقد شرح ابن خالويه هذه القصيدة أيضاً. وتجدها في كثير من المصادر.

([19]) النزاع والتخاصم للمقريزي ص51.

([20]) رسائل الخوارزمي (ط القسطنطينية سنة 1297) ابتداء من ص120 إلى ص140 وذكر سعد محمد حسن شطراً منها في كتابه: المهدية في الإسلام ص58 وذكر شطراً منها أيضاً: أحمد أمين في كتابه: ضحى الإسلام ج3 ص297.

([21]) مقاتل الطالبيين ص155 وتاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج6 ص179 والحياة الساسية للإمام الرضا ص97 وأعيان الشيعة ج2 ص181.

([22]) الحياة الساسية للإمام الرضا ص97 و 91 وراجع: إحقاق الحق (الملحقات) ج9 ص688 عن مفتاح النجا (مخطوط) ص12 وعن قلندر الهندي في كتاب: روض الأزهر (ط حيدرآباد ـ الدكن) ص359 وديوان الطغرائي.

([23]) راجع: كامل الزيارات ص125 و 126 و 127 و 260 و 261 وراجع: إرشاد العباد إلى لبس السواد لميرزا جعفر الطباطبـائي ص59 ومكيـال المكـارم ج2 = = ص388 وراجع: بحار الأنوار ج45 ص179 و 394 و 395 و 398 و 401 و 404 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص220 و 221 والعوالم، الإمام الحسين «» ص719 ـ 732 أبواب جور الخلفاء على قبره الشريف، وراجع: الأمالي للطوسي ص325 وبحار الأنوار ج45 ص390 جور الخلفاء على قبره الشريف، وراجع: مدينة المعاجز ج4 ص211.

([24]) الرسائل العشر للشيخ الطوسي ص98 و 99 والإمامة والتبصرة ص120 والكافي ج1 ص341 والأمالي للصدوق ص419 وصفات الشيعة ص49 وكمال الدين ص287 وكتاب الغيبة ص69 و 83 و 94 و 193 و 255 ودلائل الامامة ص456 و 471 و 477 والإرشاد للمفيد ج2 ص340 و 379 والإفصاح ص102 والغيبة للطوسي ص48 و 165 و 174 و 180 والملاحم والفتن ص245 و 274 و 276 و 280 و 286 و 322 وبحار الأنـوار ج3 = = ص268 وج24 ص239 وج27 ص119 وج28 ص53 وج36 ص226 و 246 وسنن أبي داود ج2 ص309 والمستدرك للحاكم ج4 ص465 وتحفة الأحوذي ج6 ص403.

([25]) راجع: مقاتل الطالبيين ص140 و 141 والإرشاد للمفيد ج2 ص190 و 191 وكشف الغمة ج2 ص385 إعلام الورى ج1 ص526 ومدينة المعاجز ج5 ص291 وبحار الأنوار ج46 ص187 وج47 ص276 و 277.

([26]) التفسير الكبير للرازي ج2 ص28 ومسند أحمد ج1 ص376 و 448 وسنن الترمذي ج3 ص343 وصحيح ابن حبان ج15 ص238 والحد الفاصل للرامهرمزي ص329 والملاحم والفتن لابن طاووس ص156 والإرشاد للمفيد ج2 ص340 وروضة الواعظين ص261 وراجع: الإمامة والتبصـرة = = ص120 ودعائم الإسلام ج2 ص188 ومستدرك الوسائل ج15 ص133 وخاتمة المستدرك ج1 ص143 وكمال الدين ص286 و 287 و 411 وكفاية الأثر ص67 والغيبة للطوسي ص272 وبحار الأنوار ج36 ص309 وج37 ص2 وج38 ص805 وج51 ص72 و 73 وج52 ص16 وإعلام الورى ج2 ص226 وكشف الغمة ج3 ص327.

([27]) سنن أبي داود ج2 ص309 والمستدرك للحاكم ج4 ص442 و 464 وتحفة الأحوذي ج6 ص403 وعون المعبود ج11 ص250 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص678 وحديث خيثمة ص192 وصحيح ابن حبان ج15 ص237 والمعجم الأوسط للطبراني ج2 ص55.

([28]) راجع: مستدركات علم رجال الحديث ج1 ص57 ومنتخب الأنوار المضيئة للنيلي ص140 وكشف الأستار للنوري ص212 والكافي ج1 ص310 ومستدرك الوسائل ج14 ص128 والغيبة للطوسي ص248 ـ 250 و (ط مؤسسة المعارف الإسلامية) ص197 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص434 وبحار الأنوار ج47 ص3 وتاريخ آل زرارة ص86 وإعلام الورى ج2 ص13 والخرائج والجرائح ج1 ص460 وكشف الحق للخاتون آبادي ص42 و 43 وفرج المهموم ص248.

([29]) راجع: بحار الأنوار ج37 ص14 عن المفيد.

([30]) راجع: بحار الأنوار ج37 ص14 عن المفيد.

([31]) راجع: الفصول المهمة لابن الصباغ ص226 وبحار الأنوار ج50 ص203 والإرشاد للمفيد ص314.

([32]) الآية 157 من سورة النساء.

([33]) راجع: مستدركات علم رجال الحديث ج1 ص57 ومنتخب الأنوار المضيئة للنيلي ص140 وكشف الأستار للنوري ص212 والكافي ج1 ص310 ومستدرك الوسائل ج14 ص128 والغيبة للطوسي ص248 ـ 250 و (ط مؤسسة المعارف الإسلامية) ص197 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص434 وبحار الأنوار ج47 ص3 وتاريخ آل زرارة ص86 وإعلام الورى ج2 ص13 والخرائج والجرائح ج1 ص460 وكشف الحق للخاتون آبادي ص42 و 43 وفرج المهموم ص248.

([34]) راجع: كشف الحق، أو الأربعون (تأليف محمد صادق الخاتون آبادي المتوفى سنة 1272 هـ) ص40 و 41 وأهل البيت في الكتاب والسنة للريشهري ص482 عن إثبات الهداة ج3 ص570 و 685 عن عبد الله بن الحسين بن سعيد الكاتب.

([35]) هو محمد بن صالح الهمداني الدهقان، من أصحاب الإمام العسكري ووكلائه «».

([36]) الكافي ج1 ص333.

([37]) الكافي ج1 ص329 و 330.

([38]) كمال الدين ج2 ص441 و 442.

([39]) آثار الجاحظ ص235.

([40]) راجع: الكافي ج8 ص257 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص451 ومدينة المعاجز ج7 ص227 و 257 وبحار الأنوار ج49 ص59 و 111 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص395 ومسند الإمام الرضا للعطاردي ج1 ص165.

([41]) راجع: كمال الدين ص369 وجامع أحاديث الشيعة ج14 ص564 وكفاية الأثر ص270 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج16 ص241 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص488 وبحار الأنوار ج51 ص150 و 32 .


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 12-May-2010 الساعة 02:57 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 34  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 03:00 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الرسالة الأخيرة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الخاتم، سيدنا وشفيع ذنوبنا محمد بن
عبد الله، وعلى آله الأطهار أجمعين..
أما بعد ..
سماحة العلامة الفاضل المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي «حفظه الله»..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بعد أن وصلت إلى جادة الحق، والصراط المستقيم، والعقيدة المحقة، وتوالت أجوبتك لي، والتي اتسمت بالدليل القوي، ونور الحق، والرحمة الإلهية التي أنعم الله علي بها، وجعلني متمسكاً بآل رسول الله «صلوات الله عليهم أجمعين»..

أختم تلك المراسلات هذه، وأشكر لكم تلك الرعاية التي قمت بها من أجلي، وأحمد الله تعالى الذي أنعم علي بأخ مثلك: عالم مجتهد، وفهامة مؤيد، وصاحب قلم مسدد..

لقد جاء هذا الجواب عن موضوع ذكر اسم الإمام الثاني عشر «عجل الله تعالى فرجه» أو عدمه، لا يخلو من الدقة، وفيه الكثير من الفائدة..

ولا يمكن إلا أن آخذ بكل ما ورد فيها، فقد حللت الكثير من الشبهات التي دارت في ذهني، وشغلت عقلي، وقد شفيت بتلك الكلمات روحي، وأطفأت بها غليل صدري..

من هنا أصل لختام مراسلاتي بسؤالي عن الإمام الحجة المهدي «عجل الله تعالى فرجه»، بعد أن كنت قد بدأت بأسئلتي عن فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها، فقد ورد في الحديث: «بنا فتح الله وبنا يختم».

وأسأل الله أن يجعل تلك الأجوبة في ميزان حسناتك يوم القيامة، وأن يرد بها عن العقيدة الصحيحة، والصراط القويم، كل شبهة وكذبة وفرية، إنه سميع مجيب الدعوات..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
8 ربيع الأول 1431هـ الموافق 23 شباط 2010م


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 35  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 03:03 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الـخـاتـمــة


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
وبعد..

فقد كان ما تقدم هو نص الحوار الذي جرى بيني وبين أخ عالم كبير، وعلامة قدير، ونيقد فهامة بصير، وفاضل خبير.. أقدمه إلى الأخوة الأكارم على أمل أن يجدوا فيه ما ينفع، أو يجدي في الإجابة على بعض ما يدور بخلدهم من أسئلة..

والمهم عندي:
هو تدقيق القارئ الكريم فيما تضمنته هذه الرسائل من إجابات على الأسئلة التي طرحت، وتحديد مدى صوابيتها، فإن الأساس هو الفكرة نفسها، أما صاحب الفكرة فإن التعرف عليه، والوصول إليه، إنما يكتسب أهميته وقيمته من القدر الذي أظهره من العدل والإنصاف والبعد عن العناد والاعتساف، لأن الرجال يعرفون بالحق، فقد روي عن أمير المؤمنين «» قوله:

«إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله»([1]).

والحمد لله، والصلاة، والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
جعفر مرتضى العاملي..
حرر بتاريخ 5 ربيع الأول 1431 هـ.
الموافق 20 شباط 2010م.

----------



([1]) راجع: وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص135 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص98 وخاتمة المستدرك ج2 ص219 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص244 وج2 ص291 والأمالي للشيخ المفيد ص4 و 5 والأمالي للشيخ الطوسي ص625 و 626 والمحتضر ص62 و 63 ومدينة المعاجز ج3 ص116 و 117 وبحار الأنوار ج6 ص178 و 179 وج27 ص159 و 160 وج65 ص120 و 121 ونهج السعادة ج2 ص667 ـ 669 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص414 ـ 416 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج8 ص161 و 162 وراجع: روضة الواعظين ص31 والطرائف لابن طاوس ص136 وفيض القدير ج1 ص28 و 272 والجامع لأحكام القرآن ج1 ص340.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 36  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 03:44 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ملحق

الإجابة على السؤال الثامن


وإليك أيها الأخ الفاضل ما كنا قد وعدنا به من مطالب تتعلق بابن سبأ، وسننقلها من الجزء السادس والعشرين من كتابنا: الصحيح من سيرة الإمام علي «»، وأرجو أن تنال رضاكم.

حفظك الله ورعاك..

علي يحرق الغلاة:

1 ـعن أبي عبد الله، وأبي جعفر «عليهما السلام»:

أن أمير المؤمنين «» لما فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلاً من الزط، فسلموا عليه وكلموه بلسانهم، فرد عليهم بلسانهم.

ثم قال لهم: إني لست كما قلتم. أنا عبد الله مخلوق.

فأبوا عليه وقالوا: أنت هو.

فقال لهم: لئن لم تنتهوا وترجعوا عما قلتم فيَّ، وتتوبوا إلى الله عز وجل لأقتلنكم.

فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا.

فأمر أن تحفر لهم آبار، فحفرت، ثم خرق بعضها إلى بعض، ثم قذفهم، ثم خمر رؤوسها، ثم ألهبت النار في بئر منها ليس فيها أحد منهم، فدخل الدخان عليهم فيها فماتوا([1]).

2 ـ وروى الكشي، عن محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد الراز ي، عن محمد بن الحسين أبي الخطاب، عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه قال:

بينا علي «» عند امرأة له من عنزة، وهي أم عمرو إذ أتاه قنبر، فقال له: إن عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم.

قال: أدخلهم.

قال: فأدخلوا عليه، فقال لهم: ما تقولون؟!


فقالوا: نقول: إنك ربنا، وأنت الذي خلقتنا، وأنت الذي رزقتنا.

فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا، إنما أنا مخلوق مثلكم.

فأبوا أن يفعلوا.

فقال لهم: ويلكم ربي وربكم الله، ويلكم توبوا وارجعوا.

فقالوا: لا نرجع عن مقالتنا، أنت ربنا ترزقنا، وأنت خلقتنا.

فقال: يا قنبر، إيتني بالفعلة.

فخرج قنبر، فأتاه بعشرة رجال مع الزُّبل والمرور، فأمر أن يحفروا لهم في الأرض، فلما حفروا خدَّاً، أمر بالحطب والنار فطرح فيه حتى صار ناراً تتوقد.

قال لهم: توبوا.

قالوا: لا نرجع، فقذف علي بعضهم، ثم قذف بقيتهم في النار،

قال علي :

إني إذا أبـصـرت شـيـئـاً منكـراً أوقـدت نـاري ودعـوت قـنبرا([2])

3 ـ ورواه ابن أبي الحديد عن أبي العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي مرفوعاً، ثم قال:
وروى أصحابنا في كتب المقالات: أنه لما حرقهم صاحوا إليه: الآن ظهر لنا ظهوراً بينا أنك أنت الإله، لأن ابن عمك الذي أرسلته قال: «لا يعذب بالنار إلا رب النار»([3]).

قال الحموي في صحراء أثير المنسوبة إلى أثير بن عمرو الطبيب الكوفي: حرق علي «» الطائفة الغلاة فيه([4]).

4 ـ روى الكليني عن الصادق «» قال: أتي أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» وهو جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان، فقال لهم أمير المؤمنين «»: أكلتم وأنتم مفطرون؟!

قالوا: نعم.

قال: يهود أنتم؟!

قالوا: لا.

قال: فنصارى؟!

قالوا: لا.

قال: فعلى أي شيء من هذه الأديان مخالفين للإسلام؟!

قالوا: بل مسلمون.

قال: فسفر أنتم؟!

قالوا: لا.

قال: فيكم علة استوجبتم الإفطار لا نشعر بها، فإنكم أبصر بأنفسكم، لأن الله عز وجل يقول:

﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ([5]).


قالوا: بل أصبحنا ما بنا علة.

قال: فضحك أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» ثم قال:

تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؟!

قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، ولا نعرف محمداً.

قال: فإنه رسول الله.

قالوا: لا نعرفه بذلك، إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه.

فقال: إن أقررتم، وإلا لأقتلنكم.

قالوا: وإن فعلت.

فوكل بهم شرطة الخميس، وخرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة، وأمر أن يحفر حفرتين [كذا]، وحفر إحداهما إلى جنب الأخرى، ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة شبه الخوخة، فقال لهم: إني واضعكم في إحدى هذين القليبين، وأوقد في الأخرى النار فأقتلكم بالدخان.

قالوا: وإن فعلت، فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا.

فوضعهم في إحدى الجُبَّين وضعاً رفيقاً، ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الآخر، ثم جعل يناديهم مرة بعد مرة: ما تقولون؟!

فيجيبونه: اقض ما أنت قاض، حتى ماتوا.

قال: ثم انصرف، فسار بفعله الركبان، وتحدث به الناس، فبينما هو ذات يوم في المسجد إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب قد أقر له من في يثرب من اليهود: أنه أعلمهم، وكذلك كانت آباؤه من قبل.

قال: وقدم على أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» في عدة من أهل بيته، فلما انتهوا إلى المسجد الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم ثم وقفوا على باب المسجد وأرسلوا إلى أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» إنا قوم من اليهود قدمنا من الحجاز، ولنا إليك حاجة، فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك؟!

قال: فخرج إليهم وهو يقول: سيدخلون، ويستأنفون باليمين فما حاجتكم؟!

فقال [له] عظيمهم: يا ابن أبي طالب، ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد «»؟!

فقال له: وأية بدعة؟!

فقال له اليهودي: زعم قوم من أهل الحجاز أنك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلا الله، ولم يقروا أن محمداً رسوله، فقتلتهم بالدخان.

فقال له أمير المؤمنين «صلوات الله عليه»: فنشدتك بالتسع الآيات التي أنزلت على موسى «» بطور سيناء، وبحق الكنايس الخمس القدس، وبحق السمت الديان، هل تعلم أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى شهدوا أن لا إله إلا الله ولم يقروا: أن موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة؟!

فقال له اليهودي: نعم. أشهد أنك ناموس موسى.

قال: ثم أخرج من قبائه كتاباً، فدفعه إلى أمير المؤمنين «»، ففضه ونظر فيه وبكى.

فقال له اليهودي: ما يبكيك يا ابن أبي طالب؟! إنما نظرت في هذا الكتاب وهو كتاب سرياني، وأنت رجل عربي، فهل تدري ما هو؟!

فقال له أمير المؤمنين «صلوات الله عليه»: نعم، هذا اسمي مثبت.

فقال له اليهودي: فأرني اسمك في هذا الكتاب وأخبرني ما اسمك بالسريانية؟!


قال: فأراه أمير المؤمنين «سلام الله عليه» اسمه في الصحيفة، فقال: اسمي إليا.

فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله «»، وأشهد أنك وصي محمد، وأشهد أنك أولى الناس بالناس من بعد محمد.

وبايعوا أمير المؤمنين «»، ودخل المسجد.

فقال أمير المؤمنين «»: الحمد لله الذي لم أكن عنده منسياً، الحمد لله الذي أثبتني عنده في صحيفة الأبرار [والحمد لله ذي الجلال والإكرام]([6]).

5 ـ وعن المعتزلي في حديث النوفلي: أنه «» دخن عليهم، وجعل يهتف بهم، ويناشدهم: ارجعوا إلى الاسلام، فأبوا.

فأمر بالحطب والنار، وألقى عليهم، فاحترقوا، فقال الشاعر:
لـتـرم بـي المنـيـة حـيـث شاءت إذا لـم تـرم بـي فـي الحـفـرتـــين
إذا مـــا حـشـتـا حـطـبـا بـنــار فـذاك المـوت نـقــدا غـــير ديـن

قال: فلم يبرح واقفاً عليهم حتى صاروا حمماً.

قال: أول من جهر بالغلو في أيامه عبد الله بن سبأ، قام إليه وهو يخطب، فقال له: أنت أنت، وجعل يكررها.

إلى أن قال: قال أبو العباس: ثم إن جماعة من أصحاب علي، منهم عبد الله بن عباس، شفعوا في عبد الله بن سبأ خاصة، وقالوا: يا أمير المؤمنين، إنه قد تاب فاعف عنه.

فأطلقه بعد أن اشترط عليه ألا يقيم بالكوفة.

فقال: أين أذهب؟!

قال: المدائن.

فنفاه إلى المدائن. فلما قتل أمير المؤمنين «» أظهر مقالته، وصارت له طائفة، وفرقة يصدقونه ويتبعونه.

وقال لما بلغه قتل علي: والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة، لعلمنا أنه لم يمت، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه([7]).

قال التستري:
أقول: يستفاد منه ضمناً عدم جواز دخول أهل الكتاب المساجد مضافاً إلى ما دل علىه من قتل المنكر للنبي «»، وإن كان مقراً بالتوحيد([8]).

6 ـ وفي نص آخر: قالوا: أنت أنت! لم يزيدوه على ذلك.

ففهم مرادهم، فنزل عن فرسه، فألصق خده بالتراب، ثم قال: ويلكم إنما أنا عبد من عبيد الله، فاتقوا الله، وارجعوا إلى الاسلام.

فأبوا، فدعاهم مراراً، فأقاموا على أمرهم، فنهض عنهم، ثم قال: شدوهم وثاقاً الخ..([9]).

هل هذه المبررات معقولة؟!:

قال المعتزلي:
قال أصحاب المقالات: واجتمع إلى عبد الله بن سبأ بالمدائن جماعة على هذا القول، منهم: عبد الله بن صبرة الهمداني، وعبد الله بن عمرو بن حرب الكندي، وآخرون غيرهما، وتفاقم أمرهم، وشاع بين الناس قولهم، وصار لهم دعوة يدعون إليها، وشبهة يرجعون إليها، وهي ما ظهر وشاع بين الناس، من إخباره بالمغيبات حالا بعد حال..

قال: وتعلق بعضهم بشبهة ضعيفة، نحو قول عمر فيه: وقد فقأ علي عين إنسان ألحد في الحرم:
ما أقول في يد الله، فقأت عيناً في حرم الله!([10]).

قال التستري:

قلت: الأصل فيما ذكر ما قال في النهاية في حديث عمر: أن رجلاً كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين، فلطمه علي «»، فاستعدى عليه، فقال: ضربك بحق أصابتك عين من عيون الله([11]).

وتابع المعتزلي تعداده موجبات الغلو في علي «»:

ونحو قول علي: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، بل بقوة إلهية.


ونحو قول رسول الله «»: «لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».
والذي هزم الأحزاب هو علي بن أبي طالب، لأنه قتل شجاعهم وفارسهم عمرواً لما اقتحموا الخندق، فأصبحوا صبيحة تلك الليلة هاربين مفلولين، من غير حرب سوى قتل فارسهم([12]).

ونقول:
إن ذلك كله لا يصلح مبرراً، لهذا القول الساقط، للأسباب التالية:
أولاً: لأن الإخبار بالمغيبات لا ينحصر بمقام الألوهية، لأن الأنبياء يخبرون بها عن الله أيضاً. وأول من يخبرونهم بها هم أوصياؤهم، ثم يخبر الأوصياء ومن سمع منهم، ومن الأنبياء الناس بهذه المغيبات.

ثانياً: إن حديث عمر بن الخطاب جار على سبيل المجاز، ولم يكن عمر نفسه ممن يعتقد بالإلوهية لعلي «».

ثالثاً: أما حديث قلع باب خيبر بقوة إلهية، فالمراد به: أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أقدره على ذلك. فهذا الحديث على ضد دعواهم أدل.

رابعاً: قوله «»: «وهزم الأحزاب وحده» يريد به الإشارة إلى التدبير الإلهي لما جرى، حيث ساق فرسانهم إلى أن يتجاوزوا الخندق حتى قتلهم علي «»، وبذلك ألقى الله في قلوبهم الرعب، فهزموا.

ولا يريد أن علياً «» هو الله سبحانه، وتعالى عما يقوله الجاهلون والمبطلون.

الرفق بالمذنبين:

وفي الروايات: أنه «» وضعهم في البئر التي احتفرها برفق، وأنه كان يراجعهم في أمر توبتهم مرة بعد أخرى، فيأبون ذلك، وذلك ليقيم الحجة عليهم، ويعرف الناس بمدى إصرارهم على باطلهم.

لو جئتمونا بدماغه في صرة:

تقدم: أن الروايات ذكرت: أن ابن سبأ قال: لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة، لعلمنا أنه لم يمت.

غير أن الجاحظ يصرح: بأن القائل هو ابن السوداء، وهو ابن حرب، وليس ابن سبأ، فقد روي بسنده عن جرير (زجر) بن قيس بن مالك الجحفي قال:

قدمت المدائن بعد ما ضرب علي بن أبي طالب «رحمه الله»، فلقيني ابن السوداء، وهو ابن حرب، فقال لي: ما الخبر؟!

قلت: ضرب أمير المؤمنين ضربة يموت الرجل من أيسر منها، ويعيش من أشد منها.

قال: لو جئتمونا بدماغه في مائة صرة لعلمنا أنه لا يموت حتى يذودكم بعصاه([13]).

الحلف بغير الله تعالى:

ذكرت الرواية المتقدمة: أنه بعد أن قتل أمير المؤمنين «» الذين غلوا فيه بالدخان، أنكر عليه أحد عظماء اليهود فقال له أمير المؤمنين «»: نشدتك بالتسع آيات التي أنزلت على موسى «» بطور سيناء، و بحق الكنائس الخمس، وبحق السمط الديان، هل تعلم: أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى «» شهدوا أن لا إله إلا الله، ولم يشهدوا أن موسى رسول الله، فقتلهم بمثل هذه القتلة؟!

فقال اليهودي: نعم([14]).

فدلت هذه الرواية على جواز حلف غير المسلم بغير الله تعالى، ويؤيد ذلك:

ألف: ما روي عن الإمام الصادق عن أبيه «عليهما السلام»: أن علياً «» كان يستحلف اليهود والنصارى في بيعهم وكنائسهم، والمجوس في بيوت نيرانهم، ويقول: شددوا عليهم احتياطاً للمسلمين([15]).

ب: عن الإمام الصادق أيضاً عن أبيه «عليهما السلام»: أن علياً «» كان يستحلف اليهود والنصارى في كتابهم، ويستحلف المجوس ببيوت نيرانهم([16]).

ج: روي بسند صحيح عن محمد بن قيس، عن ابي جعفر: قضى علي «» فيمن استحلف أهل الكتاب بيمين صبر، أن يستحلفه بكتابه وملته([17]).

د: عن الإمام الصادق «» بسند معتبر: أن أمير المؤمنين «» استحلف يهودياً بالتوراة التي أنزلت على موسى «»([18]).

غير أننا نقول:
أولاً: إن الرواية المتقدمة برقم (ألف) ليس موردها الحلف بغير الله تعالى، بل هي تأمر بتغليظ اليمين على غير المسلمين احتياطاً للمسلمين.

ثانياً: قالوا: إن هناك روايات تعارض الروايات السابقة، لأنها تقول: إنه لا يجوز الحلف بغير الله تعالى:

1 ـ صحيحة علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني: إن لله أن يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.


2 ـ ومثلها صحيحة محمد بن مسلم([19]).

3 ـ ومنها: معتبرة سماعة عن الصادق «» قال: سألته هل يصلح لأحد أن يحلِّف أحداً من اليهود والنصارى والمجوس بآلهتهم؟!

قال: لا يصلح لأحد أن يحلف أحداً إلا بالله عز وجل([20]).

4 ـ صحيحة سليمان بن خالد: «لا يحلف اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي بغير الله، إن الله عز وجل يقول: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ([21])»([22]).

5 ـ صحيحة الحلبي: سألت أبا عبد الله «» عن أهل الملل يستحلفون.

فقال: لا تحلفوهم إلا بالله عز وجل([23]).

ونجيب بما يلي:
ألف: إن ما تريد أن تقوله هذه الروايات: هو أنه لا يجوز أن يحلَّف أهل الملل بآلهتهم، في قبال الله تعالى.. وقد صرحت رواية سماعة بذلك، ولا تأبى سائر الروايات عن أن يكون المراد منها هذا المعنى.

ب: إن الحلف بالتوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى «» ليس فيه أي محذور، فهو كالحلف بالقرآن الذي أنزله الله على محمد «».. لأن المقصود هو التوراة الواقعية.

ج: بالنسبة لكلمة «السمت الديان» نقول:
لعل الصحيح: «الصمد الديان» أو «السمد الديان». والسمد: هو السرمد. يقال: هو لك سمداً، أي سرمداً.

وكلمة «السمط» يبدو أنها مصحفة أيضاً، والأصل ما قلناه.. حيث صحفت التاء، فصارت طاء.

والديان: هو القهار، وقيل: هو الحاكم الذي يأخذ الناس بذنوبهم، ويحاسب، ويعاقب.. فالإحلاف بالسمط الديان يقصد به: إحلافه بالله تعالى.

د: وأما الكنائس، فهي معابد اليهود والنصارى، فلعله كانت هناك كنائس خمس، كان اليهود يقدسونها.

واحتمل بعض الباحثين في هذا الشأن: أن يكون المقصود هو الهيكل الذي كان قبل سليمان، وكان فيه تابوت السكينة، أو تابوت الله على حد تعبيرهم، ثم هيكل سليمان «»، ثم مرحلة ما بعد انهدامه وبنائه، حيث بني وسمي باسم هيكل زرّبابل. ثم مرحلة تجديده، حيث سمى باسم هيكل هيرودس، ثم الهيكل الذي سيظهر في مستقبل الأيام مرة أخرى، لتكون هي المرة الخامسة..

ولعله «» قد ساق الكلام وفقاً لما كان معلوماً عند احبار اليهود، ولم يكن يمكنهم إنكاره..

------------



([1]) قضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص230 والكافي ج7 ص259 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص150 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج28 ص335 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص553 وبحار الأنوار ج40 ص301 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص64 ورجال الكشي ص72 والمجالس والأخبار ص59.
([2]) قضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط دار الأعلمي) ص230 و231 عن الكشي، وبحار الأنوار ج25 ص300 وإختيار معرفة الرجال للطوسي ج1 ص288 وج2 ص596 وموسوعة أحاديث أهل البيت «» للنجفي ج8 ص164 عن رجال الكشي ص307 ح556.
([3]) قضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص231 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6.
([4]) معجم البلدان للحموي ج1 ص93 وقضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص231 عنه.
([5]) الآية 14 من سورة القيامة.
([6]) الكافي ج4 ص181 ـ 183 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص249 و 250 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص179 و 181 وبحار الأنوار ج38 ص60 و 61 وج40 ص288 و 289 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص16 و 17 وموسوعة أحاديث أهل البيت «» للنجفي ج4 ص289 وتفسير نور الثقلين ج5 ص462 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 وقضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص231 و 232.
([7]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 و 7 وفرق الشيعة للنوبختي ص22 وأعيان الشيعة ج1 ص530.
([8]) قضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط الأعلمي) ص203.
([9]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 وقاموس الرجال للتستري ج9 ص296 عنه.
([10]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص7 وراجع: ذخائر العقبى ص82 والملل والنحل للشهرستاني، وعن العقد الفريد (ط لجنة التأليف والترجمة والنشر) ج2 ص326.
([11]) قضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط الأعلمي) ص232 وراجع: ذخائر العقبى ص82.
([12]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص7.
([13]) البيان والتبيين ج3 ص81 و (ط الشيخ حسن بمصر) ج3 ص83 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص331.
([14]) وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص250 وج23 ص169 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص180 و 181 وج16 ص166 والكافي (الفروع) ج4 ص182 و 183 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص93 وبحار الأنوار ج40 ص289 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج4 ص289.
([15]) قرب الإسناد ص42 و (ط مؤسسة آل البيت) ص86 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص268 وج27 ص298 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص166 وج18 ص219 وبحار الأنوار ج101 ص287 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص470 وج25 ص68.
([16]) قرب الإسناد ص71 و (ط مؤسسة آل البيت) ص152 ووسائل الشيعـة (ط = = مؤسسة آل البيت) ج23 ص268 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص166 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص469 وج25 ص68 وبحار الأنوار ج101 ص287.
([17]) النوادر لأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ص60 و (ط سنة 1408هـ) ص54 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص375 والإستبصار ج4 ص40 وتهذيب الأحكام ج8 ص279 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص267 و 268 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص166 ومستدرك الوسائل ج16 ص69 وبحار الأنوار ج101 ص289 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص469 ومسند محمد بن قيس البجلي (تحقيق بشير المازندراني) ص90.
([18]) الكافي ج7 ص451 والإستبصار ج4 ص40 وتهذيب الأحكام ج8 ص279 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص266 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص165 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص469.
([19]) راجع حول الروايتين: النوادر لأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ص52 والكافي ج7 ص449 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص376 وتهذيب الأحكام ج8 ص277 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج22 ص343 وج23 ص259 و 260 وج27 ص303 و (ط دار الإسلامية) ج15 ص537 وج16 ص159 و 160 وج18 ص223 ومستدرك الوسائل ج16 ص65 والفصول المهمة للحر العاملي ج2 ص411 وبحار الأنوار ج101 ص286 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص462 و 463 وتفسير نور الثقلين ج5 ص146 و 499 وج5 ص588 وتفسير الميزان ج19 ص33 و 194 و 307.
([20]) الكافي ج7 ص451 والإستبصار ج4 ص39 وتهذيب الأحكام ج8 ص279 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص267 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص165 والنوادر لأحمد بن محمد بن عيسى ص60.
([21]) الآية 48 من سورة المائدة.


([22]) الكافي ج7 ص451 والإستبصار ج4 ص39 وتهذيب الأحكام ج8 ص278 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص266 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص164 وبحار الأنوار ج101 ص288 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص468.
([23]) الكافي ج7 ص451 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج23 ص266 و (ط دار الإسلامية) ج16 ص164 و 165 وجامع أحاديث الشيعة ج19 ص468 والنوادر لأحمد بن محمد بن عيسى ص30.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 12-May-2010 الساعة 03:56 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 37  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 04:02 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


القتل بالدخان:

ولم يكن قتل علي «» للغلاة فيه بالدخان أمراً فريداً في بابه، فقد قتل هو نفسه «» بالدخان ذلك المنكر لنبوة رسول الله «» أيضاً([1]).

القتل بالنار:

وتقدم: أنه «» قد أحرق بالنار أولئك الذين غلوا فيه، بما فيهم عبد الله بن سبأ.. وقد روي ذلك في مصادر كثيرة([2]).
ولعل هذا هو الصحيح، ولا يصح قولهم: إنه حبس واستتاب عبد الله بن سبأ، ثم أطلقه وأبعده إلى المدائن، ثم عاد وأظهر مقولته وغلوه بعد استشهاد أمير المؤمنين «».

ولعل الهدف هو التسويق للمقولات التي تتهم شيعة أهل البيت بأخذ عقائدهم من ابن سبأ.. وأن ذلك كان بعد استشهاد علي «».

وفي مصادر أخرى: أنه «» قتل ابن سبأ وأصحابه بالدخان، حيث جعلهم في حفائر وأضرم النار في حفائر أخرى متصلة بها بخروق بينها([3]).

وكان أبو بكر قد قتل الفجاءة السلمي. وقد ندم على ذلك وكان هذا هو أحد الأمور الثلاثة التي ندم على فعلها، كما صرح به حين حضرته الوفاة([4]).


فإن كان الحرق بالنار من موجبات التأليه، كما هو ظاهر قولهم: «لا يعذب ابلنار إلا رب النار»، فلماذا لم يؤلهوا أبا بكر لحرقه الفجأة السلمي؟!

----------

([1]) قضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص231 و 232 وراجع: الكافي ج4 ص181 ـ 183 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص249 و 250 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص179 و 180 وبحار الأنوار ج38 ص60 و 61 وج40 ص288 و 289 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص16 و 17 وموسوعة أحاديث أهل البيت «» للنجفي ج4 ص289 وتفسير نور الثقلين ج5 ص462.

([2]) رجال الكشي (ط كربلاء) ص99 و 100 وخلاصة الرجال للعلامة، وقاموس الرجال ج5 ص461 ووسائل الشيعة (ط دار الإسلامية) ج18 ص554 ومستدرك الوسائل ج18 ص169 والهداية الكبرى ص151 ونوادر المعجزات ص21 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص227 ومدينة المعاجز ج1 ص226 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص67 والغدير ج3 ص94 وتأويل مختلف الحديث ص70 واختيار معرفة الرجـال ج1 ص323 وخـلاصـة الأقـوال ص371 = = والتحرير الطاووسي ص345 ونقد الرجال ج3 ص109 وجامع الرواة ج1 ص485 وطرائف المقال ج2 ص96 ومستدركات علم رجال الحديث ج5 ص21 ومعجم رجال الحديث ج11 ص205 وميزان الإعتدال ج2 ص426 ولسان الميزان ج3 ص289 و 290 وأعيان الشيعة ج1 ص31 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص646.

([3]) راجع: السنن الكبرى للبيهقي ج9 ص71 والغدير ج7 ص156 وفتح الباري ج6 ص106 وشرح نهج البلاعة للمعتزلي ج5 ص5 وج8 ص119 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص515 وعمدة القاري ج14 ص264 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص645.

([4]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج3 ص264 وج2 ص619 والبدابة والنهاية ج6 ص319 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص137 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج1 ص10 والخصال ص171 و 173 وبحار الأنوار ج30 ص123 وراجع ص136 و 138 و 141 و 352 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص322 و 324 والغدير ج7 ص170 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص418 و 420.
وراجع: تاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص117 و 118 وإثبات الهداة ج2 ص359 و 367 و 368 والعقد الفريد ج4 ص268 والايضاح لابن شاذان ص161 والإمامة والسياسة ج1 ص18 وسير أعلام النبلاء، (سير الخلفاء الراشدين) ص17 ومجموع الغرائب للكفعمي ص288 ومروج الذهب ج1 ص414 وج2 ص301 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص130 وج17 ص168 و 164 وج6 ص51 وج2 ص47 و 46 وج20 ص24 و 17 وميزان الإعتدال ج3 ص109 وج2 ص215 ولسان الميزان ج4 ص189 وكنز العمال ج3 ص125 وج5 ص631 و 632 والرسائل الإعتقادية (رسالة طريق الإرشاد) ص470 و 471 ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج2 ص171 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص62 وضياء العالمين (مخطوط) ج2 ق3 ص90 و 108 عن العديد من المصادر. والنص والإجتهاد ص91 والسبعة من السلف ص16 و 17 ومعالم المدرستين ج2 ص79 ومرآة الزمان. وراجع: زهر الربيع ج2 ص124 وأنوار الملكوت ص227 ونفحات اللاهوت ص79 وحديقة الشيعة ج2 ص252 وتشييد المطاعن ج1 ص340 ودلائل الصدق ج3 ق1 ص32 = = وحياة الصحابة ج2 ص24 والشافي للمرتضى ج4 ص137 و 138. والمغني لعبد الجبار ج20 ق1 ص340 و 341. ونهج الحق ص265، والأموال لأبي عبيد ص194 (وإن لم يصرح بها). ومجمع الزوائد ج5 ص203 وتلخيص الشافي ج3 ص170 وتجريد الإعتقاد لنصير الدين الطوسي ص402 وكشف المراد ص403 ومفتاح الباب (أي الباب الحادي عشر) للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق) ص199 وتقريب المعارف ص366 و 367 واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد ص302 ومختصر تاريخ دمشق ج13 ص122 ومنال الطالب ص280 وراجع: الكامل لابن الأثير (حوادث سنة 11 هـ) ج2 ص146 والإصابة ج2 ص223 وراجع المواقف للإيجي ص403.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 38  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 04:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


إعتراضات على إحراق ابن سبأ:

وقد اعترض بعض العلماء على هذا الإجراء الذي اتخذه علي «» في حق ابن سبأ بأمور عديدة، نذكر منها ما يلي:

لا غلاة ولا إحراق لأحد:

قال العلامة العسكري «رحمه الله»: «لم يكن يوم ذاك غلاة، ولا عباد صنم في الجزيرة العربية، ولم يحرق الإمام أحداً. ويجوز وجود زنادقة، أو من ارتد إلى النصرانية، قتلهم الإمام، ثم أحرق جثثهم، خشية أن يتخذ قبورهم وثناً»([1]).

ونقول:
1 ـ لا نستطيع أن نوافق على هذا الحكم الصارم من هذا الباحث، فقد قلنا في هذا الكتاب: إن علياً «» قد أحرق اثنين كانا يصليان للصنم..([2]).

وروى في الكافي بسند صحيح عن أبي عبد الله «» قال: أتى قوم إلى أمير المؤمنين «»، فقالوا: السلام عليك يا ربنا..

فاستتابهم فلم يتوبوا، فحفر لهم حفيرة، وأوقد فيها ناراً، وحفر حفيرة أخرى إلى جانبها، وأفضى ما بينهما، فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة، وأوقد في الحفيرة الأخرى ناراً حتى ماتوا([3])..

2 ـ تقدم أيضاً: أنه «» قد قتل المنكر لنبوة رسول الله «» بالدخان أيضاً([4]). فلماذا لا نصدق روايات إحراق الغلاة مباشرة، أو بالدخان أيضاً؟!

3 ـ وأما نفي وجود الغلاة في ذلك الزمان فهو مجازفة لا مجال للإغضاء عنها.. كيف، وقد روي عنه «»: أنه قال: يهلك في اثنان، محب غال، ومبغض قال..([5]).

إلا أن يقال: إن هذا جاء على نحو القضية الحقيقية التي لا نظر فيها إلى الواقع الخارجي.

وعنه «»: «اللهم إني بريء من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى، اللهم اخذلهم أبداً، ولا تنصر منهم أحداً»([6]).

وعن رسول الله «» أنه قال: لعلي «»: لولا أن يقال فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالةً لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا تراب نعليك، وفضل وضوئك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك([7]).

4 ـ إن الروايات التي رواها الكشي، وروايات أخرى ذكرها المؤرخون تؤكد وجود هؤلاء الغلاة بالفعل.. وإن كان يحتمل: أن يكون أمرهم قد ضخم حتى أظهروهم أنهم على درجة من الكثرة والتأثير للتغطية على النواصب ودورهم.

هذا فضلاً عن الروايات المروية عن النبي «» من أنه سيجري على أمته ما جرى على الأمم السابقة، كبني إسرائيل، أو كاليهود والنصارى.. ولا يخفى أن من جملة ما جرى من تلك الأمم ادعاء ألوهية عزير وعيسى.

وما اعتبره العلامة العسكري مانعاً من قبولها لا يصلح للمانعية، كما سنوضحه.

5 ـ كيف جاز للعلامة العسكري: أن ينفي وجود عباد أصنام في الجزيرة العربية في عهد أمير المؤمنين «».. فلعل بعض من تظاهر بالإسلام كان يتكتم على كفره، وعلى عبادته لصنمه؟!

ونحن نعلم: أن المنافقين كانوا كثيرين جداً بين المسلمين. وأن أكثر الذين أظهروا الإسلام كانوا في الأصل عباد أصنام.

مضامين روايات الكشي:

لقد حاول بعض الباحثين أن يقول: إن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية. وحين وصل إلى روايات الشيعة ذكر خمس روايات رواها الكشي، حول عبد الله بن سبأ ـ منها روايات ثلاث صحاح السند ـ وقال:

«لم نجد في كتب الشيعة غير رجال الكشي طريقاً لهذه الروايات.

ومن الغريب أن أصحاب المجاميع الحديثة المعتبرة عند الشيعة، لم تخرج الروايات الخمس المذكورة، فلا نجدها في الكافي للكليني المتوفى سنة 329هـ وكتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق المتوفى سنة 381هـ والتهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي. ويدل هذا على أنهم لم يعتمدوا تلك الروايات، مع شهرة رجال الكشي عندهم.

كانت الروايات الخمس السابقة مصدر تأليه ابن سبأ للإمام علي في كتب رجال الشيعة، وكتب حديثهم. وكان ذلك مبلغ الاعتماد على الخبر مدى القرون لدى العلماء خريتي الفن»([8]).

ونقول:
أولاً: إن الكليني سابق على الكشي، فلا نتوقع أن يأخذ منه أو عنه، وأما الصدوق فلعله لم يحصل على كتاب الكشي، ليأخذ عنه، ولم تصل إليه الروايات من طريق آخر.

ثانياً: إن هذا الباحث نفسه الذي صرح بوفاة الكشي حدود سنة 340هـ. قد ذكر أن مضامين روايات الكشي موجودة في كتب أهل الملل والنحل الذين سبقوا عصر الكشي أو عاصروه، فقد وردت في كتاب المقالات والفرق لسعد بن عبد الله الأشعري المتوفى سنة 310هـ وفرق الشيعة للنوبختي المتوفى سنة310هـ

ومقالات الإسلاميين لعلي بن إسماعيل المتوفى سنة 330هـ

غير أن هؤلاء أوردوها بسياق واحد، وبلا سند والكشي أوردها موزعة على روايات مسندة([9]).

فإذا كان مضمون الرواية موجوداً في مصادر سبقت عصر الكشي أو عاصرته، فذلك يقوي روايات الكشي، ويؤكد صدقها وصحتها.

واعتماد العلماء عليها وأخذها عن الكشي إنما هو لقوة أسانيدها عندهم، ولاعتضادها بهذه المضامين التي سبقت عصر الكشي.

واختيار العلماء للرواية المسندة هو الغاية في الاحتياط، ويعد إسداء خدمة جليلة للعلم وأهله يشكرون عليها.

ثالثاً: إن هذا الباحث نفسه بالرغم من أنه يذكر أن ابن شهرآشوب المتوفى سنة 588هـ عاد فقد نقل إحدى هذه الروايات التي ذكرها الكشي، ولم يشر إلى مصدرها، فقال: «وعلى ما ذكرنا رجع الجميع في نقل هذه الرواية إلى الكشي».

فكيف علم أن ابن شرآشوب أخذ روايته من الكشي لا من غيره؟!

رابعاً: إن عدم إيراد الكافي ومن لا يحضره الفقيه، والتهذيب والاستبصار لهذه الروايات لا يدل على عدم اعتمادهم عليها.. إذ قد يكون السبب: هو أنهم لم يروها داخلة في أغراضهم التي دعتهم إلى تأليف كتبهم تلك.

أو لأنهم لم يعثروا عليها حين تأليفهم لتلك الكتب، وما أكثر الروايات التي لم ترد في تلك الكتب، ولم يسقطها ذلك عن الاعتبار..

خامساً: من أين علم هذا الباحث: أن مصدر تأليه ابن سبأ للإمام علي «» في كتب رجال الشيعة وكتب حديثهم هو الروايات التي ذكرها الكشي فقط؟! ولم لا يكون مصدرهم هو كتب المقالات والفرق التي سبقت الكشي أو عاصرته؟! أو لماذا لا يكون كلاهما مصدر ذلك؟! ولم لا يضاف إليها بعض ما ذكره الطبري عن ابن سبأ، وما جرى له على يد أمير المؤمنين «»؟! ولم؟! ولم؟!

الكشي لا يعتمد عليه:

وبعد أن كرس ذلك الباحث رجال الكشي كمصدر اعتمد عليه العلماء في تأليه ابن سبأ للإمام «»، بادر إلى إثبات عدم صحة الاعتماد على رجال الكشي.

وعمدة ما ذكره سبباً لذلك:

قول النجاشي: «الكشي أبو عمر، وكان ثقة عيناً، روى عن الضعفاء كثيراً وصحب العياشي، وأخذ عنه، وتخرج عليه، له كتاب الرجال، كثير العلم، وفيه أغلاط كثيرة»([10]).

وغاية ما أخذوه على كتابه: أنه خلط رجال العامة برجال الخاصة. وأن فيه تصحيفات كثيرة. وفيه خلط أخبار ترجمة بأخبار ترجمة أخرى، وخلط طبقة بأخرى.

وذكروا: أن السبب في ذلك هو رداءة خطه، وعدم إقبال معاصريه على اقتنائه..([11]).

ونقول:
إن ذلك كله لا يجدي في إسقاط اعتبار الكتاب، خصوصاً بالنسبة للروايات الخمس التي ترتبط بابن سبأ، إذ لم يذكر العلماء أنها وقعت فريسة للتصحيف أو التحريف، الموجب لسقوطها عن الإعتبار، كما أن هناك قرائن تؤيدها وهي وجود مضامينها في كتب أهل المقالات المعاصرين للكشي أو المتقدمين عليه.

كما أن شهادة النجاشي بأن في كتاب الكشي علماً كثيراً تكفي لتأييد اعتبار مضامينه، لا سيما مع تأكيدها بالقرائن المشار إليها.

يضاف إلى ذلك: أن العلماء ـ كالمحقق التستري وغيره ـ قد بينوا مواضع التصحيف والتحريف وخلط التراجم ببعضها. ولم تكن هذه الروايات الخمس من بين ما ناله من ذلك ما يضر بحجيته.

روايتان تناقضان روايات التأليه:

وقد اعتبر ذلك الباحث: أن هناك رواية تناقض الروايات الصحيحة التي ذكرها الكشي عن تأليه ابن سبأ علياً «صلوات الله وسلامه عليه»، فعن أبي عبد الله «»: أن أمير المؤمنين «» قال:

إذا فرغ أحدكم من الصلاة، فليرفع يديه إلى السماء، ولينصب في الدعاء.

فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين، أليس الله في كل مكان؟!

قال: بلى.

قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟!

قال: أما تقرأ في القرآن ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾؟!([12]). فمن أين طلب الرزق إلا من موضعه؟! وموضع الرزق وما وعد الله السماء([13]).

وعن المسيب بن نجبة: أنه جاء إلى أمير المؤمنين «» متلبباً بعبد الله بن سبأ. فقال: ما شأنك؟!

فقال: يكذب على الله، وعلى رسوله.

قال: فما يقول؟!

قال الراوي: فلم أسمع مقالة المسيب، وسمعت أمير المؤمنين يقول: «هيهات، هيهات، العصب [لعل الصحيح: الغضب] ولكن يأتيكم راكب الذعلبة، يشد حقوها بوضينها، لم يقض تفثاً من حج ولا عمرة، فيقتلونه، يريد بذلك الحسين بن علي([14]).

فقد دلت هذه الرواية: على أن ابن سبأ ينزه الله تعالى عن المكان، وروايات التأليه لعلي مفادها: أن لله تعالى مكاناً يمشي ويجلس فيه.

وعند النعماني: عن المسيب بن نجبة قال: قد جاء رجل إلى أمير المؤمنين «»، ومعه رجل، يقال له «ابن السوداء»، فقال: «إن هذا يكذب على الله وعلى رسوله ويستشهدك.

فقال «»: لقد أعرض وأطول، يقول ماذا؟!

فقال: يذكر جيش الغضب.

فقال: خل سبيل الرجل، أولئك قوم يأتون في آخر الزمان إلخ..([15])

فإن الإمام «» قد برَّأ ابن سبأ من الكذب الذي نسب إليه، وأمر بإخلاء سبيله، وليس إنسان كهذا من قبيل من يؤله بشراً، ويكابر عليه حتى يحرق عليه([16]).

ونقول:
أولاً: إن هاتين الروايتين غير قادرتين من حيث السند على معارضة تلك الروايات الخمس الصحاح سنداً. لا سيما مع وجود شواهد تؤيد مضمون الروايات الخمس، حسبما تقدمت الإشارة إليه..

ثانياً: مع غض النظر عن ذلك. لا مانع من أن يكون ابن سبأ غير ظاهر الانحراف في تلك الفترة، أو كان على خط الاستقامة بالفعل، ثم ظهر نفاقه، أو أنه ارتد لاحقاً..

ثالثاً: إن صدق الرجل في بعض ما ينقله لا يعني سلامة اعتقاده، بل صدقه يعني سلامة نقله..

ونحن نرى الناس ينقلون عن أعدائهم، وعن الذين يخالفوهم في الاعتقاد، حين يثقون بصدقهم، فكيف إذا صدق نقله نفس المنقول عنه. وهو علي «»؟!

رابعاً: إن رواية رفع اليدين بالدعاء قد صرحت: بأن الله تعالى في كل مكان، وهذا إثبات للمكان، وليس تنزيهاً له تعالى عنه. إلا أن يكون المراد أنه في كل مكان بقدرته وعلمه وتدبيره. فكان ينبغي لفت النظر إلى ذلك..


---------



([1]) عبد الله بن سبأ (ط دار الزهراء سنة 1427هـ) ج2 ص172.
([2]) من لا يحضره الفقيه ج3 ص91 و (ط جماعة المدرسين) ص151 وتهذيب الأحكام ج10 ص138 و 140 والأمالي للطوسي ج2 ص275 وبحار الأنوار ج76 ص226 و 227 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج28 ص339 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص556 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص75.
([3]) الكافي ج7 ص257 و 259 والإستبصار ج4 ص254 وتهذيب الأحكام ج10 ص138 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج28 ص334 و(ط دار الإسلامية) ج18 ص552 والأمالي للشيخ الطوسي ص662 وبحار الأنوار ج40 ص300 وج42 ص161 وج76 ص227 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص64 و 65.
([4]) الكافي ج4 ص181 ـ 183 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص249 و 250 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص179 و 181 وبحار الأنوار ج38 ص60 و 61 وج40 ص288 و 289 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص16 و 17 وموسوعة أحاديث أهل البيت «» للنجفي ج4 ص289 وتفسير نور الثقلين ج5 ص462 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص6 وقضاء أمير المؤمنين «» للتستري (ط مؤسسة الأعلمي) ص231 و 232.
([5]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج4 ص28 و 108 وبحار الأنوار ج25 ص285 وج34 ص307 و 336 وج39 ص295 وج47 ص167 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص105 وج5 ص4 وج18 ص282 وخصائص الأئمة ص124 وشرح الأخبار ج1 ص160 ومعدن الجواهر للكراجكي ص26 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص227 والعمدة لابن البطريق ص212 وعيون الحكم والمواعظ ص511 وغوالي اللآلي ج4 ص87 وكتاب الأربعين للشيرازي ص159 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج11 ص324 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص297 ونهج الإيمان ص490 وينابيع المودة ج1 ص328.
([6]) راجع: الأمالي للطوسي ج2 ص264 و (ط دار الثقافة ـ قم) ص650 وبحار الأنوار ج25 ص266 و 284 وج76 ص226 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص226 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج8 ص165.
([7]) راجع: بحار الأنوار ج25 ص284 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص227 ونهج الإيمان ص479 و 487 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص295 وج22 ص358 عن أرجح المطالب (ط لاهور) ص448 وعن الوسيلة لعمر بن الخضر الموصلي (ط حيدر آباد الدكن) ص172.
([8]) عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ج2 ص178 ـ 180.
([9]) عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ج2 ص176.
([10]) رجال النجاشي ص288 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص372 وراجع: خاتمة المستدرك ج3 ص286 وعبد الله بن سبأ ج2 ص178 و 413 وخلاصة الأقوال ص247.
([11]) لخصنا ذلك من كتاب: عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ج2 ص180 ـ 183.
([12]) الآية 22 من سورة الذاريات.
([13]) من لا يحضره الفقيه ج1 ص213 و (ط مركز النشر الإسلامي) ج1 ص325 والخصال (حديث الأربع مئة) ج2 ص628 وتحف العقول ص118 وتهذيب الأحكام ج2 ص322 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج6 ص487 و (ط دار الإسلامية) ج4 ص1057 ومستدرك الوسائل ج5 ص184 و 185 وبحار الأنوار ج10 ص106 و 107 وج82 ص318 وج90 ص308 والوافي ج5 ص118 والحدائق ج8 ص511 وجامع أحاديث الشيعة ج5 ص363 وج17 ص45.
([14]) راجع: عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ج2 ص184 و 185 عن بحار الأنوار (ط كمپاني) ج9 ص635 ولسان الميزان ترجمة عبد الله بن سبأ. والأمالي للشيخ الطوسي ص230 ومدينة المعاجز ج2 ص180 وبحار الأنوار ج42 ص146.

([15]) الغيبة للنعماني 167 و 168 و (ط أنوار الهدى سنة 1422هـ) ص325 وبحار الأنوار ج52 ص247 وقاموس الرجال للتستري ج11 ص615.
([16]) عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ج2 ص186.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 12-May-2010 الساعة 04:17 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 39  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 04:22 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


روايات القتل تعارض روايات الإحراق:

وقد أورد ذلك الباحث طائفة من الروايات التي ذكرت حرق أمير المؤمنين للغلاة، ولعباد الصنم، وغير ذلك. ثم قال:

«الغريب أن أحداً من فقهاء المسلمين لم يعتمد هذه الروايات، ويفتي بأن حكم المرتد الحرق. بل افتوا جميعاً بأن حكم المرتد القتل، استناداً إلى الروايات المعارضة لها. والمروية عن رسول الله «» والأئمة من أهل بيته «».

ثم ذكر: أن السنة أيضاً اتفقوا على أن المرتد يقتل»([1]).

ثم ذكر روايات الشيعة التي تقول: إن المرتد يستتاب ثلاثة أيام، ثم يقتل في اليوم الرابع.

وقد روي ذلك عن أمير المؤمنين([2])، وأبي جعفر، وأبي عبد الله([3])، وأبي الحسن الرضا([4]). و.. و..

وقال: إن هذه الروايات تعارض الروايات التي تقول: إن علياً «» حرق ناساً من المرتدين. لأنها تنص على أن حد المرتد القتل. والقتل إماتة بآلة، كالسيف، أو الرمح، أو الصخر أو الخشب، أو بالسم. في مقابل الحرق الذي هو إماتة بالنار، والصلب الذي هو إهلاك الشخص برفعه على خشبة الصليب([5]).

ونقول:
أولاً: إن الروايات غير متعارضة، لاختلاف موردها، لأن للارتداد مصاديق كثيرة، ومراتب متعددة، فالارتداد عن ملة أهون من الارتداد عن فطرة، كما أن الارتداد إلى الشرك أعظم من الارتداد إلى بعض الأديان السماوية كاليهودية والنصرانية. والحكم بكفر منكر الضروري ليس على حد كفر الشرك، أو الكفر بإنكار النبوة، والارتداد عن الإسلام إلى دين آخر.. وهكذا..

فلعل حكم من يؤله البشر من الغلاة هو الحرق، وكذا حكم من يعبد الصنم، أما حكم من يرتد إلى النصرانية، أو اليهودية فهو القتل بما هو أدنى من ذلك، كالقتل بالسيف مثلاً..

ثانياً: إن التفريق بين الحرق والقتل غير ظاهر الوجه، فإن القتل كما يكون بالحديد، والخشب والحجر، يكون بالخنق، والإغراق والإحرق بالنار. فلماذا فصل هذا الباحث بين موجبات إزهاق الروح بهذه الطريقة؟! ولماذا لا يكون الحكم هو مطلق القتل، ثم للإمام أن يختار كيفيته، بحسب ما يراه رادعاً للغير، ومناسباً لطبيعة الجرم، ومرتبته في القبح، أو في الفساد، أو الإفساد؟! تماماً كالذي يعمل عمل قوم لوط الحكم فيه هو التخيير بين الضرب بالسيف، والإلقاء من شاهق، والحرق بالنار..

والخلاصة:
إذا كان القتل هو الإماتة بآلة كما قال، فالآلة قد تكون خشباً، أو حديداً، أو سماً وقد تكون ناراً أيضاً. وما الدليل على استثناء هذه الآلة دون تلك.. مع احتمال أن يكون إجراء عقوبة الإحراق على مدعي ألوهية البشر، أو ألوهيته «» حقاً خاصاً بالإمام، ولا يحق لغير المعصوم إجراء عقوبة الإحراق بالنار في مثل هذا الذنب على أحد.

ثالثاً: إن الارتداد إلى اليهودية أو النصرانية، أو إلى الشرك وعبادة الأصنام كان متوقعاً، ولعله كان يحدث بين الحين والآخر، وإن كان قليلاً..

أما الارتداد بالغلو في أمير المؤمنين «» فكان قليلاً ونادراً، ولعله لم يحصل إلا بعد أن استخلف أمير المؤمنين «»، وظهرت عجائب أفعاله، وغرائب أقواله، وهو يصنع للناس الكرامات، والمعجزات، ويخبرهم بالمغيبات، ليثبت لهم إمامته الإلهية، فغلا بعضهم فيه.

وأما الغلو فيه «» في زمان الخلفاء، فإن كان قد حدث منه شيء، فإن علياً «» لم يكن هو المسؤول عن معاقبة فاعليه، بل كان مناوئوه هم المسؤولون عنه، المطالبون بمعالجته. ولعلهم كانوا لا يهتمون له. أو أنه لم يظهر لهم في عهدهم إلى حد يدعوهم إلى التصدي والمواجهة..

--------------

([1]) راجع: عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427 هـ) ص2 ص194 ـ 196.

([2]) راجع: الكافي ج7 ص258 و 257 وتهذيب الأحكام ج10 ص138 و 139 والاستبصار ج4 ص254 و 255 والوافي ج9 ص70 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص91 و 548 والغارات ج1 ص230 و 231 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت)ج28 ص325 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص545 وغوالي اللآلي ج3 ص495 والفصول المهمة للحر العاملي ج2 ص520 وصفين (ط مصر) ص43 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص15 .

([3]) الكافي ج7 ص256 وتهذيب الأحكام ج10 ص137 و 138 والإستبصار ج4 ص253 و 254 والوافي ج9 ص70 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج28 ص331 ووسائل الشيعة (ط دار الإسلامية) ج18 ص550.

([4]) الكافي ج7 ص256 وتهذيب الأحكام ج10 ص139 والإستبصار ج4 ص254 والوافي ج9 ص70 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص20.

([5]) عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ج2 ص198.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 12-May-2010 الساعة 04:27 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 40  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 04:33 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الكذب على أمير المؤمنين :

وروى الكشي عن ابن سنان، عن الإمام الصادق «» أنه قال: إنَّا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس. كان رسول الله «» أصدق البرية لهجة. وكان مسيلمة يكذب عليه..

وكان أمير المؤمنين «» أصدق من برأ الله بعد رسول الله «»، وكان الذي يكذب عليه، ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبأ لعنه الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي «» قد ابتلي بالمختار إلخ..([1]).

وقد ناقش أحد الباحثين هذه الرواية بما حاصله: أن الإمام الحسين «» قد استشهد قبل أن يظهر المختار. فمتى ابتلي الحسين بالمختار؟!
وكيف يكون قتل المختار لقتلة الحسين «» ابتلاء للحسين؟!

وكيف يكون ذلك من المختار عملاً منه في تكذيب الحسين «»؟!

وهل وضع هذا الحديث انتصاراً لقتلة الحسين «»؟!

ثم كيف تكون عقيدة ابن سبأ في علي «» عملاً في تكذيب علي «»؟!

وهل روى أحد عن ابن سبأ: أن علياً «» أمر أحداً بأن يعبده؟! ليكون ذلك افتراء منه على علي «»([2]).

غير أننا نقول في جوابه:
أولاً: إن الكذب على النبي «»، أو على الإمام لا يختص بمن يعاصر النبي «» والإمام «»، فقد يكذب عليه في حال حياته، وبعد موته أو استشهاده «».

ثانياً: إن المختار كان معاصراً للإمام الحسين «»، فلا مانع من أن يبتلى به، قبل استشهاده، وبعده.. وربما يبتلى به قبل استشهاده، ثم يتوب بعد الاستشهاد، ولعل قضية المختار من هذا القبيل.

ثالثاً: ليس في الرواية أن ابتلاء الإمام الحسين بالمختار كان بنفس قتل المختار لقتلة الإمام الحسين «»، ولا دلالة فيها على أن أخذه بثاره من مفردات الكذب عليه..

رابعاً: إن الرواية لم تذكر أن عقيدة ابن سبأ من مفردات تكذيب أقوال علي «».. بل قالت: إنه كان يكذب على أمير المؤمنين «»، فلعله كان يكذب عليه في أمور أخرى غير غلوه فيه، وإن كانت أكاذيبه لم تصل إلينا..

وكذلك الحال بالنسبة للمختار، فلعله كان في حال حياة الإمام الحسين يكذب عليه ـ ولم تنقل تلك الأكاذيب إلينا ـ ولعله تاب عن ذلك بعد استشهاده «» كما قلنا.

خامساً: إن ما عاناه الرسول «» والإمام علي والإمام الحسين «» من الكذب عليهما في حياتهما من أناس آخرين يهون عنده ما ظهر من مسيلمة ومن عبد الله بن سبأ، ومن المختار، إن لم نقل: إن المختار قد أقحم لغاية في أنفسهم.

هذا إن لم نقل: إن الرواية يشتم منها رائحة الصناعة والوضع. وفي أحسن الأحوال: يحتمل صدور بعضها تقية. فضلاً عن أنه لا مصلحة لأعداء الإمام علي والإمام الحسين «عليهما السلام» في إخفاء ما كُذب به عليهما، بل الدواعي إلى نقله أكثر.


---------


([1]) رجال الكشي ص305 وراجع ص108 ومستدرك الوسائل ج9 ص90 وبحار الأنوار ج2 ص217 وج25 ص263 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص580 وإختيار معرفة الرجال ج2 ص593 والرسائل الرجالية للكلباسي ج3 ص289 وقاموس الرجال للتستري ج9 ص600.
([2]) راجع: عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427 هـ) ج2 ص198 و 199.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 12-May-2010 الساعة 04:51 PM.

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc