مدح علي لعمر.. - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. الميزان العقائدي ميزان الحق
ميزان الحق أجوبة لسماحة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في العقيدة
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 0 الزيارات 2403 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الحق"> ميزان الحق
افتراضي مدح علي لعمر..
قديم بتاريخ : 28-Feb-2011 الساعة : 02:52 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مدح علي لعمر..
السؤال رقم 145:
ينقل صاحب كتاب «نهج البلاغة» ـ وهو من الكتب المعتمدة عند الشيعة ـ مدح علي «رضي الله عنه» لأبي بكر وعمر «رضي الله عنهما»؛ كقوله عن أبي بكر «ذهب نقي الثوب، قليل العيب. أصاب خيرها، وسبق شرها. أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه»([1]).

فيحتار الشيعة بمثل هذا المدح الذي يخالف عقيدتهم في الطعن بالصحابة؛ فيحملونه على «التقية»!! وأن علياً إنما قال مثل هذا من أجل استصلاح من يعتقد صحة خلافة الشيخين، واستجلاب قلوبهم، أي أنه أراد خداع الصحابة! فيلزمهم أن علياً كان منافقاً جباناً، يظهر ما لا يبطن، وهذا يخالف ما يروونه عنه من الشجاعة، وقول الحق.. الخ..

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
1 ـ إن ما ذكره السائل: من أن علياً «» رثى أبا بكر بقوله: «ذهب نقي الثوب، قليل العيب الخ..» غير دقيق، وغير صحيح..
فأما أنه غير دقيق، فلأن بعض الناس يدَّعون أن هذا الكلام قد قيل في حق عمر، ولم تجد أحداً يدَّعي أنه قد قاله في حق أبي بكر..
وأما أنه غير صحيح فيتضح الأمر فيه من خلال ما نذكره من عناوين ومطالب، وهي كما يلي:
رثاء علي لعمر:
في نهج البلاغة كلام يقال: إنه لأمير المؤمنين «» في رثاء بعض الناس، زعم بعضهم: أن المقصود به عمر بن الخطاب، وهو الكلام التالي:

«لله بلاء فلان، فقد قوّم الأود، وداوى العمد، خلف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقيَّ الثوب، قليل العيب. أصاب خيرها، وسبق شرها. أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه. رحل وتركهم في طرق متشعبة، لا يهتدي فيها الضال، ولا يستيقن المهتدي»([2]).
ونقول:
لم يثبت لنا: أنه «» قد قال ذلك في حق عمر بن الخطاب، لأن النصوص قاصرة عن إثبات ذلك، فلاحظ ما يلي:
1 ـ قال الطبري: «حدثنا عمر، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا ابن دأب وسعيد بن خالد، عن صالح بن كيسان، عن المغيرة بن شعبة، قال: لما مات عمر بكته ابنة أبي حثمة، فقالت: وا عمراه، أقام الأود، وأبرأ العمد، أمات الفتن، وأحيا السنن. خرج نقي الثوب، بريئاً من العيب.
قال: وقال المغيرة ابن شعبة: لما دفن عمر أتيت علياً «» وأنا أحب أن أسمع منه في عمر شيئاً، فخرج ينفض رأسه ولحيته، وقد اغتسل وهو ملتحف بثوب، لا يشك أن الأمر يصير إليه، فقال:
يرحم الله ابن الخطاب، لقد صدقت ابنة أبي حثمة، لقد ذهب بخيرها، ونجا من شرها. أما والله، ما قالت، ولكن قولت»([3]).
والظاهر: أن المغيرة قد حوَّر هذا الكلام، لأن قوله «»: ما قالت ولكن قوّلت، يشير إلى: أن الآخرين قد طلبوا منها أن تقول ذلك، أو أنهم قد نسبوا إليها أمراً لم تقله، وهذا لا يتلاءم مع قوله «»: لقد صدقت.
فلعل الذي قال: يرحم الله ابن الخطاب، لقد صدقت هو المغيرة.. فأجابه علي «» مقسماً بالله.. أنها ما قالت هي ذلك، ولكن قولت.. أي أنه أمر مدبر بليل، إما بالإملاء عليها، أو بافتراء القول على لسانها..
ويدلُّ على ذلك: ذيل الكلام السابق، وهو قوله: «رحل وتركهم في طرق متشعبة، لا يهتدي فيها الضال، ولا يستيقن المهتدي»
2 ـ إن الشريف الرضي «رحمه الله» لم يصرح باسم عمر بن الخطاب، بل الموجود فيه هكذا: «ومن كلام له «»: لله بلاء فلان، فقد قوّم الأود إلخ..».
وإنما اجتهد بعض الناس في تطبيق هذا الكلام على عمر.. والظاهر: أنهم أخطأوا في اجتهادهم هذا.
3 ـ ذكر القطب الراوندي: أنه «» مدح بهذا الكلام بعض أصحابه بحسن السيرة، وأنه مات قبل الفتنة التي وقعت بعد رسول الله «»، من الإختيار والإيثار([4])، أي اختيار غير علي «»، وإيثار غيره عليه.
4 ـ زعمت الجارودية من الزيدية: أن مراده «» عثمان، وقالوا: إنه مدح يراد به الذم والتهكم([5]).
5 ـ ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي: أن المقصود هو عمر بن الخطاب، وحجته في ذلك: أن السيد فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر حدثه: أنه وجد النسخة التي بخط الرضي.. وتحت فلان: عمر([6]).
ونقول:
هذا لا يصلح دليلاً على ذلك، إذ لا شيء يثبت أن الرضي «رحمه الله» هو الذي كتب كلمة «عمر»، فلعل صاحب النسخة ومالكها هو الذي كتب كلمة «عمر» تحت قوله: فلان.. وذلك اجتهاداً منه، حيث رأى ـ بزعمه ـ: أن هذه الصفات تنطبق على عمر دون سواه.
ولو أن الرضي قد كتب ذلك لكان أدخله في عنوان الخطبة وشطب كلمة «فلان» من النص، كما فعل في سائر الموارد، وقال: ومن كلام له «» في عمر بن الخطاب.
6 ـ إن المعروف من رأي أمير المؤمنين «» في عمر بن الخطاب يخالف هذا الكلام..
وسيأتي بعض ما قاله فيه، حيث سنذكر فقرات من الخطبة المعروفة بالشقشيقة.
ولو فرض أن علياً «» هو القائل، فلا بد أن يراد به معنى يتناسب مع نظرة علي «»، والكلام موهم في نفسه محتمل لمعاني متضادة..
7 ـ ومما يدلُّ على أن ثمة تصرفاً في النص: أن ابن عساكر يروي هذا الحديث من دون كلمة «لقد صدقت ابنة أبي حثمة» فهو يقول:
«لما كان اليوم الذي هلك فيه عمر، خرج علينا علي مغتسلاً، فجلس، فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه فقال: لله در باكية عمر قالت: وا عمراه، قوم الأود، وأبرأ العمد، وا عمراه، مات نقي الثوب، قليل العيب، وا عمراه ذهب بالسنة، وأبقى الفتنة»([7]).
وزاد في أخرى: فقال علي: «والله ما قالت، ولكن قولت»([8]).
وفي نص آخر لابن عساكر: أنه «» قال: «أصدقت»؟!([9])، على سبيل الإستفهام، ولم يقل: لقد صدقت.
ثم إن الشيخ التستري اعتبر أن قوله: ذهب بخيرها ونجا من شرها. يراد به: أنه استفاد منها، ولم يصبه أي مكروه، فهو نظير قوله «» في الخطبة الشقشقية: لشد ما تشطرا ضرعيها([10]).
تمحلات المعتزلي:
وقد جهد ابن أبي الحديد المعتزلي في تأكيد نسبة هذا القول إلى علي «» وأنه في عمر بن الخطاب.. وتمسك من أجل ذلك بأضعف الاحتمالات..

حيث زعم: أنه «» إنما يتحدَّث عن أمير ذي رعية وسيرة: بقرينة قوله «»:
«أقام الأود، وداوى العمد، وأقام السنة، وخلف الفتنة».
وقوله: «أصاب خيرها، وسبق شرها».
وقوله: «أدى إلى الله طاعته».
وقوله: «رحل وتركهم في طرق متشعبة» فإن الضمير في قوله: وتركهم، لا يصح أن يعود إلا إلى الرعايا. والذين ماتوا في عهد الرسول لا ينطبق عليهم هذا الكلام([11]).
ونقول في جوابه ما يلي:
إن بعض هذه الفقرات يناسب الناس كلهم، فلا يصح الإستشهاد بها كقوله: «أدى إلى الله طاعته».
وقوله: «أصاب خيرها، وسبق شرها».
وكذلك قوله: «رحل وتركهم في طرق متشعبة»..
بل إن قوله: أقام السنة أيضاً، لا يأبى عن الانطباق على أي كان من الناس، إذا كان قد التزم إقامة السنة في دائرته التي تعنيه، حتى لو كانت شخصية، فهو كقولك: فلان أقام الصلاة.
ومعنى خلف الفتنة أنه لم يُبتلَ بها، ولم تنل منه شيئاً..
وأما قوله: أقام الأود أي أصلح المعوج، وداوى العمد أي داوى الجرح، وهذا أيضاً يصدق على أي كان من الناس، كل في الدائرة التي تعنيه، إذا قام بما فرضه الله تعالى عليه..
ومن العجيب: أن المعتزلي قد فسر قوله: أصاب خيرها بأنه أصاب خير الولاية.. مع أن ذلك غير ظاهر.. بل الظاهر: أن المقصود هو خير الدنيا، وسبق شر الدنيا..
ولو كان المقصود هو خير الولاية لم يتناسب مع قوله: وسبق شرها، فإنه لم يسبق شرها، وهي الاختلافات والتعديات الحاصلة بعد رسول الله، من أجلها.
وبعد هذا.. فلا يصغى إلى قول ابن أبي الحديد: «..وهذه الصفات إذا تأملها المنصف، وأماط عن نفسه الهوى، علم أن أمير المؤمنين لم يعن بها إلا عمر لو لم يكن قد روي لنا توقيفاً ونقلاً، فكيف وقد رويناه عمن لا يتهم في هذا الباب»([12]).
هذه التمحلات لا تجدي:
نعم، لا يصغى إلى هذه التمحلات، وذلك لما يلي:

1 ـ لماذا طبقها على عمر بالخصوص، ولم يطبقها على أبي بكر مثلاً؟! أو على عثمان؟! فإن ابن أبي الحديد يرى في هؤلاء أيضاً ما يبرر وصفهم بهذه الأوصاف!!
2 ـ بل لماذا لا يطبقها على سلمان الفارسي «رحمه الله»، فإنه مات في حياة علي «»، وهو الذي صلى عليه وجهزه ودفنه، فلعله رثاه بهذه الكلمات، ثم استعيرت لتمنح لغير سلمان؟!
أو لماذا لا يقال: إن المقصود بهذه الصفات هو عمار بن ياسر، الذي كان والياً أيضاً على الكوفة مدة من الزمن.. وكان علي يرى فيه أنه أهل لهذه الصفات، ولما هو أعظم منها..
أو لماذا لا يطبقها على الأشتر والي مصر؟! أو على محمد بن أبي بكر والي مصر أيضاً؟! أو غير هؤلاء من أعاظم أصحابه الذين استشهدوا في حرب الجمل وصفين، وكان لهم حظ عظيم في إدارة الأمور، وفي الجهاد في سبيل الحق.. وكان لبعضهم أيضاً تاريخ حافل حتى مع الذين استولوا على مقام الخلافة؟!
3 ـ ما معنى قول ابن ابي الحديد: إن هذا الأمر قد روي له توقيفاً ونقلاً؟! فإن ما ذكره فخار بن معد، لا يدخل في سياق النقل، بل هو اجتهاد من مالك النسخة. وقد ذكرنا ذلك في أوائل هذه الإجابة.
4 ـ أما قول بعض الزيدية: أنه «» قال ذلك في حق عثمان.. وقول النقيب أبي جعفر يحي بن أبي زيد العلوي، فهو أيضاً لا يعبأ به، لأنه أيضاً لا يدخل في عداد النقل، والاستناد إلى النص، بل هو مجرد اجتهاد، وسبيله سبيل التكهن والرجم بالغيب، والاعتماد على استحسانات كالاستحسانات التي ذكرها ابن أبي الحديد نفسه..
5 ـ وأخيراً.. فإنه لا ريب في أن رأي علي «» في عمر لا يمكن أن يكون هو ما تضمنته هذه الفقرات.. بل كان يرى أنه قد أخذ الخلافة من صاحبها الشرعي، وأنه يخالف أحكام الله وشرائعه، في فتاويه، وأحكامه وسياساته، فكيف يقول فيه ما يعتقد خلافه؟!
وبذلك كله يظهر: أن ما فعله الأعلمي من التصرف في عنوان الخطبة، وإثبات كلمة عمر في الطبعة التي اصدرها لنهج البلاغة يعتبر افتئاتاً على الشريف الرضي، وإساءة إلى أمير المؤمنين، وتزلفاً غير مقبول لمن يفترض أن يكون التقرب إليهم ببيان الحقائق، لا بتزوير التاريخ..
وبعد هذا كله نقول:
إن هذا البحث إنما يأتي لو فرض أن علياً «» هو القائل لهذه الكلمات.. أما إن كان قائلها هو بنت أبي حثمة، وقد أرسلت لتقولها أمامه «» ليروا كيف يكون موقفه.. فلا يبقى إشكال في البين، فإن بنت أبي حثمة إنما تنقل وجهة نظر محبي عمر، لا وجهة نظر علي «».
لمحات أخيرة:
وأخيراً، فإننا نشير أيضاً إلى ما يلي:

ألف: إن الطبري قد روى هذه القضية عن المغيرة بن شعبة، وكان المغيرة هذا عدواً لعلي «»، ولم يكن يؤمن فيما ينقله، وينسبه إلى علي «» من الدس والتصرف..
ب: وقد ذكر الطبري: أن علياً «» نقل هذا الكلام أو بعضه عن بنت أبي حثمة، وأنها لم تقل ذلك من عند نفسها، بل علمها بعض الناس أن تقول ذلك، فقالته..
وهذا تقريباً هو ما قاله ابن شبة أيضاً، فإنه ذكر أن علياً «» نقل ذلك عن نادبة عمر، ثم قال: «والله، ما درت هذا، ولكنها قولته وصدقت الخ..».
أي: أنها عُلِّمت أن تقول ذلك. وقد صدقها الناس، أو بعضهم فيما قالته.. فكلمة «صدقت» مبنية للمفعول.
ج: أما قوله ـ كما ينقله ابن شبة ـ: أصاب عمر خيرها وترك شرها، فيمكن أن يكون المقصود به المدح ـ ويمكن أن يكون المقصود به أنه استفاد من الدنيا، وأصاب خيراتها، وتجنب الوقوع في مشكلاتها وشرورها، وقذف بالمصاعب والمصائب على من ياتي بعده، ليبتلي بها، ويصلى نارها دونه.
ويدلُّ على ذلك: أنه عقب كلمته هذه بقوله: «ولقد نظر له صاحبه، ورحل وتركهم في طرق متشعبة، لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي».
فإنه «» في كلامه هذا إنما يقف موقف الناقد لفعل عمر، لأنه استفاد من الدنيا، وترك الأمور بعده مبهمة، ولم يحل شيئاً من عقدها، بل زادها تعقيداً، وغموضاً..
فاتضح من ذلك كله: أنه لا معنى للقول: بأن الشيعة قد تحيروا في كلام علي «» بحق عمر، وأنهم حملوه على التقية..
د: أما قول السائل: إن الشيعة حملوا مدح علي «» هذا للخليفة من أجل استصلاح من يعتقد صحة خلافة الشيخين، واستجلاب قلوبهم، أي أنه أراد خداع الصحابة..
فغير صحيح أيضاً لما يلي:
ألف: إن الشيعة الذين يعتقدون بعصمة علي «»، ولا يمكن أن ينسبوا إليه ما ينافيها، كالخداع للناس وغيرذلك مما لا يرضاه الله تعالى..
ب: إنه «» كان ولم يزل يعلن رأيه في الخلفاء، ويرفض الاعتراف بشرعيتهم، وهو القائل: «أرى تراثي نهباً».
والقائل: «فلما مضى الأول لسبيله صيرها في حوزة خشناء، يغلظ كلمها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها. فصاحبها كراكب الصعبة، إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم. فمني الناس لعمر والله بخبط وشماس، وتلون واعتراض».
ج: إذا كان «» يريد أن يستميل محبي الشيخين بكلامه هذا، فإن الناس سيطالبونه بكلامه هذا، وسيرونه متناقضاً مع نفسه، وغير صادق في مواقفه. ولا يقدم عاقل على فعل أمر يؤدي به إلى هذه النتيجة الفضيحة..
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..

-------------------------------
([1]) نهج البلاغة (تحقيق: صبحي الصالح) ص350.
([2]) نهج البلاغة (ط مؤسسة الأعلمي ـ بيروت) ص473 و (ط دار الذخائر ـ قم = = سنة 1412هـ) ج2 ص222 والإيضاح لابن شاذان ص540 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص3.
([3]) تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة عز الدين ـ بيروت سنة 1405 هـ) ج2 ص218 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص285 والفايق في غريب الحديث ج1 ص50 و (ط دار الكتب العلمية) ج1 ص59 وراجع: البداية والنهـايـة ج7 = = ص158 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص5 و 164 وتاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص941 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص61 وغريب الحديث لابن قتيبة ج1 ص291.
([4]) منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للراوندي ج2 ص402 وعنه في شرح نهج البلاغة للمعتزلي (ط دار مكتبة الحياة سنة 1963م) ج3 ص754 و (ط مؤسسة إسماعيليان) ج12 ص4 وراجع: مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج1 ص60 ـ 62.
([5]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص753 و 754 و (ط مؤسسة إسماعيليان) ج12 ص4.
([6]) المصادر السابقة.
([7]) تاريخ مدينة دمشق ج44 ص457 ومختصر تاريخ دمشق ج19 ص48 و 49 وكنز العمال ج12 ص700.
([8]) تاريخ مدينة دمشق ج44 ص458 ومختصر تاريخ دمشق ج19 ص48 و 49 وراجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص5 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص285 والكامل في التاريخ ج3 ص61 والبداية والنهاية ج7 ص158.
([9]) بهج الصباغة (ط دار أمير كبير ـ طهران ـ إيران سنة 1418هـ) ج9 ص482.
([10]) المصدر السابق.
([11]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص3 ـ 5.
([12]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي (ط دار مكتبة الحياة سنة 1963م) ج3 ص755 = =و (ط مؤسسة إسماعيليان) ج12 ص6.
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc