على بركة الله سبحانه وتعالى، وبمباركة نبي الرحمة رسولنا الأعظم محمد () وبمباركة سيد الوصيين الإمام علي () ومولاتنا الزهراء سيدة نساء العالمين ()، وبمباركة الإمامين الحسنين (عليهما السلام).. نفتتح موقعنا الجديد (باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع--) ونعتقد أن هذا الموقع يأتي في وقته تماماً ، حيث الأسلام يمر بأحرج مراحله ، وهو يواجه معسكر الإستكبار العالمي الذي يهدف إلى تمزيق وحدة الإسلام من خلال تجنيده لشياطين الأرض جميعاً ، ووزع عليهم الأدوار والأزياء والأسلحة الملائمة ، ولعل أبشع أنواع الأسلحة هو سلاح الفتنة الطائفية ، أو الحرب الأهلية التي تأكل الأخضر واليابس ، كما حصل ويحصل اليوم في بلاد الرافدين وطن الأنبياء والمرسلين من قتل وذبح وتهجير وتفجير لقباب ومنارات بيوت الله ، ولأضرحة أهل البيت () ، وقبتي العسكريين خير شاهد على ما نقول إذ استهدفت لثلاثة مرات متتالية ، وذلك لإشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ، وبين أبناء الأمة الواحدة ، كذلك إستهداف الكنائس المسيحية والمزارات الصابئية ، بل وصل الأمر إلى إستهداف الطائفة اليزيدية مما يدل على حجم المؤامرة العالمية على الاسلام وعلى الفكر الإسلامي الحنيف.. من هنا يأتي دور العقلاء والعلماء والمثقفين في الأمة الأسلامية لتأسيس ثقافة إسلامية صحيحة.. ثقافة يكون منبعها ما جاء به سيدنا وحبيبنا وحبيب إله العالمين أبو القاسم محمد ()، وما جاء به باب علمه علي بن أبي طالب سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين () ، ثقافة هدفها الأول والأخير مرضاة الله سبحانه وتعالى ، والفوز بالجنة.. ونسأل كل الخيرين في العالم هذا السؤال:
هل أتى رسولنا الأكرم محمد ( وسلم ) برسالته السماوية بثقافة لها علاقة من قريب أو بعيد بثقافة العنف؟!
والجواب بالتأكيد كلا لأنه () تعامل مع أعداء الاسلام الذين حاربوه وهجروه مع أصحابه وأهل بيته عن مكة المكرمة ، وفعلوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وعندما مكنه الله سبحانه وتعالى قال لهماليوم يوم المرحمة اليوم تُصانْ الحُرمة)... هذه هي الثقافة التي أسس لها رسول الله () وهي رسالة الله سبحانه إلى العالمين، فالاسلام أو الرسالة الاسلامية هي آخر رسالة بعثها الله سبحانه وتعالى للخلق وكانت على صدر محمد بن عبد الله () وقاتل من أجل تثبيتها الإمام علي بن أبي طالب ()، وقاتل من أجلها الإمام الحسين سيد الشهداء () بعد ما تآمر بنو أمية على الرسالة الإسلامية وسعوا بكل قوة لمحو الهوية الإسلامية لولا الثورة الحسينية التي صححت مسار الرسالة المحمدية بعدما قدم أهل البيت () دمهم وأنفسهم قرباناً لدين الله عز وجل ، إذ قدم سيد الشهداء كل ما يملك من أجل إحياء مباديء الإسلام فبعد أن قدم أهل بيته جميعاً وأصحابه حمل طفله الرضيع (علي الأصغر) ذو الستة أشهر والذي جف كبده من الظمأ وتقدم إلى معسكر آل آمية طالباً جرعة من الماء ليسقي بها طفله لكنهم رفضوا وبقساوة لا يحملها إلا المجردون من القلب والعاطفة والإيمان والضمير، فبدلاً من أن يسقوه الماء ذبحوه من الوريد إلى الوريد بنبلة خبيثة أطلقها من قوسه حرملة بن كاهل الأسدي... وبهذا الفعل المشين أسس بنو أمية ثقافة العنف والإرهاب لاسيما باستهدافهم الأطفال الرضع...
من هنا تأتي أهمية موقع (باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع-ع-) لتأسيس ثقافة مضادة لثقافة العنف.. ثقافة تعني بجميع الأطفال دون إستثناء ، لأنهم أحباب الله وهم الصفاء الرباني والخامة البيضاء فعلينا جميعاً أن ننتصر لهم لاسيما أطفال الأمة الإسلامية لأنهم أنصار علي الأصغر() شهيد البراءة والطفولة والجمال.. لذا فمن ينتصر للطفولة فهو ضد الإرهاب ، ومن ينتصر للبراءة فهو ضد الجريمة.. ومن ينتصر للجمال فهو أكيداً ضد البشاعة فندعوا كل شرفاء العالم ومحبي الحرية والبراءة والجمال إلى المشاركة الفاعلة في موقعنا هذا... الذي لاينتمي إلى أية جهة حزبية أو مؤسساتية.. ولا يهدف إلى تحقيق أغراض شخصية أو ذاتية.. لا يهدف سوى الإنتصار إلى الحق.. والطفل عبد الله الرضيع () هو الحق المطلق.