المهدي المنتظر (ص) من آل محمد (ص) - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء ع مشاركات 0 الزيارات 2503 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء ع
مشرف سابق
رقم العضوية : 1088
الإنتساب : May 2008
الدولة : جوار عقيلة بني هاشم (ع)
المشاركات : 631
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 219
المستوى : خادم الزهراء ع is on a distinguished road

خادم الزهراء ع غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء ع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي المهدي المنتظر (ص) من آل محمد (ص)
قديم بتاريخ : 09-Feb-2011 الساعة : 11:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المهـدِيُّ المُنتظَـر
عجل الله فرجه الشريف

ولد للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين . وسمِّي م ح م د.

سقط من بطن أمه جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابتيه إلى السماء ثم عطس فقال:
"الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله"
وعلى ذراعه الأيمن مكتوب "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"

وعرضه أبو محمد على أصحابه اليوم الثالث وقال:

"هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً "

أسئلة مهمة حول المهدي عجل الله تعالى فرجه

إن القول بأن الإمام المهدي ما زال حي يرزق منذ ولادته عام 255 هجرية إلى الآن قد أثار أسئلة حول حياته وإمامته منذ أن غاب، نذكر رؤوسها:

1- كيف يكون المهدي إماما وهو غائب، وما الفائدة المترقبة منه في غيبته؟
2- لماذا غاب الإمام ؟
3- كيف يمكن أن يعيش إنسان هذه المدة الطويلة؟
4- ما هي فلسفة الانتظار؟

فائـدة الغَيـبة

السؤال الأول:

كيف يكون إماماً وهو غائب؟ وما فائدته؟
إن القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة هو الغاية من تنصيب الإمام أو اختياره فكيف يكون إماماً قائداً وهو غائب عنهم؟!.

والجواب: على وجهين نقضاً و حلاً.

أمّا النقض:

إن كتاب الله العزيز يعرّفنا على وجود نوعين من الأئمة والأولياء والقادة للأمّة:

وليٌّ غائب مستور، لا يعرفه حتى نبي زمانه، كما يخبر سبحانه عن صاحب موسى بقوله:
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا*قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)(الكهف/65،66).
ووليٌّ ظاهر باسط اليد، تعرفه الأمة وتقتدي به.

فالقرآن يدل على أن الولي ربما يكون غائباً لكنه لا يعيش في غفلة عن أمته بل يرعى شؤونها دون أن يعرفه أبناء الأمة.
وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب في كلامه لكميل بن زياد النخعيّ، يقول كميل: "أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فأخرجني إلى الجبّان، فلما أصحر، تَنَفَّس الصعداء، وكان مما قاله: "اللّهم بلى، لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحُجَّةٍ، إمّا ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً لِئلاّ تَبْطُلَ حُجَجُ الله وبيناتُه"(نهج البلاغة بتعليقات عبده ج4 ص37، قصار الحكم الرقم147).
وليست غيبة الإمام المهدي بِدعاً في تاريخ الأولياء.

أمّا الحلّ فمن وجوه :

الأول: إن عدم علمنا بفائدة وجوده في زمان غيبته، لا يدلّ على عدم كونه مفيداً في زمن غيبته، فالسائل جعل عدم العلم طريقاً إلى العلم بالعدم!! وهذا من أعظم الجهل في تحليل المسائل العلمية ، ولا شك أن عقول البشر لا تصل إلى كثير من الأمور المهمّة في عالم التكوين والتشريع، وإن كان فعله سبحانه منزّها عن العبث واللغو. فيجب علينا التسليم أمام التشريع إذا وصل إلينا بصورة صحيحة كما عرفت من تواتر الروايات على غيبته.

الثاني: إن الغيبة لا تلازم عدم التصرف في الأمور وعدم الاستفادة من وجوده. فهذا صاحب موسى كان وليّاً، لجأ إليه أكبر أنبياء عصره، فقد خرق السفينة التي يمتلكها المستضعفون ليصونها عن غضب الملك، ولم يعلم أصحاب السفينة بتصرفه وإلاّ لصدوه عن الخرق جهلاً منهم بغاية عمله، كما بنى الجدار ليصون كنز اليتيمين. فأي مانع حينئذٍ من أن يكون للإمام الغائب في كل يوم وليلة تصرّفاً من هذا النمط من التصرفات، ويؤيد ذلك ما دلّت عليه الروايات من حضوره في أشهر الحج ومصاحبة الناس وحضور المجالس وإغاثة المضطرين وعودة المرضى وربما يتكفل بقضاء حوائجهم وإن كان الناس لا يعرفونه بل هناك تصرُّف خاص بالإمام أشار إليه قوله تعالى:

(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا..)(الأنبياء/73).

الثالث: المُسَلَّم هو عدم إمكان وصول عموم الناس إليه في غيبته، وأما عدم وصول الخواص إليه فليس بأمر مُسَلَّم، بل دلّت الروايات على خلافه، فالصلحاء من الأمة، الذين يُستدرُّ بهم الغمام، لهم التشرف بلقائه وتستفيد الأمة بواسطتهم.

الرابع: لا يجب على الإمام أن يتولى التصرف في الأمور الظاهرية بنفسه، بل له تولية غيره على التصرف في الأمور كما فعل الإمام المهدي في الغيبة الصغرى، كان له وكلاء أربعة، يقومون بحوائج الناس فكانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بهم.

وفي الغيبة الكبرى نصب الفقهاء والعلماء العدول العالمين بالأحكام، للقضاء وإجراء السياسات وإقامة الحدود وجعلهم حجة على الناس، فهم يقومون في عصر الغيبة بصيانة الشرع عن التحريف وبيان الأحكام ودفع الشبهات وكل ما يتوقف عليه نظم أمور الناس.

وأشار الإمام المهدي في آخر توقيع له إلى بعض نوابه : "وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب"(كمال الدين، للصدوق الباب45 الحديث4 ص485. وقد ذكر العلامة المجلسي في وجه تشبيهه بالشمس إذا سترها السحاب وجوها، راجعها في بحار الأنوار ج52 الباب20 ص93-94).


فلسـفة الغيـبة


السؤال الثاني:

لماذا غاب الإمام عن الناس حتى حرموا الاستفادة من وجوده؟ وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟

الجــواب

إن هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل:

أمّا النقض: فبما ذكرناه في الإجابة عن السؤال الأول، فإن قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته، لا يجرنا إلى إنكار المتضافرات من الروايات.
وأما الحل: فإن الإمام المهدي هو آخر الأئمة الإثنى عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزة الإسلام بهم، ومن المعلوم أن الحكومات الإسلامية لم تقدرهم وكانت لهم بالمرصاد تلقيهم بالسجون وتريق دمائهم بالسيف أو السّم. فلو كان ظاهراً لأقدموا على قتله وإطفاء نوره.
فلأجل ذلك اقتضت المصلحة أن يكون مستورا عن أعين الناس، يراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه، إلى تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله والانضواء تحت لواء طاعته.

وقد ورد في بعض الروايات:

((على بن احمد عن عبيد الله بن موسى عن محمد بن احمد القلانسى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن ابن بكير عن زراره قال سمعت أبا جعفر يقول: إن للقائم غيبه قبل أن يقوم وهو المطلوب تراثه، قلت: ولم ذلك؟ قال: يخاف. وأومأ بيده إلى بطنه يعنى القتل.))(البحار ج52 ص98 روايه22 باب20).
((ماجيلويه عن عمه عن البرقى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن ابن بكير عن زراره عن أبى عبد الله علي قال للغلام غيبه قبل قيامه قلت: ولم؟ قال: يخاف على نفسه الذبح.))(البحار ج52 ص97 روايه18 باب20).

الإمام المهدي وطـول عمره

السؤال الثالث:

هل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنسان هذا العمر الطويل؟

فقد وُلد عام 255هجرية فيكون عمره إلى الإعصار الحاضرة أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما!

والجـواب : من وجهين، نقضاً وحلاً:

أما النقض: فقد دل الذكر الحكيم على أن شيخ الأنبياء عاش قرابة ألف سنة، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا..)(العنكبوت/14).

وتضمنت التوراة أسماء جماعة كثيرة من المعمرين، وقام المسلمون بتأليف كتب حول المعمرين ككتاب المعمرين لأبي الحاتم السجستاني، كما ذكر الصدوق أسماء عدّة منهم في كتاب كمال الدين، والعلامة المجلسي في البحار وغيرهم.

وأما الحل: فالسؤال عن إمكان طول العمر، يعرب عن عدم التعرّف على سعة قدرة الله سبحانه: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ..)(الأنعام/91)، فأي مشكلة في أن يمدّ الله سبحانه في عمره ما يشاء. بعبارة أخرى إن الحياة الطويلة إما ممكنة في حدّ ذاتها أو ممتنعة، والثاني لم يقل به أحد، فتعين الأول، فلا مانع من أن يقوم سبحانه بمدّ عمر وليّه، لتحقيق غرض من أغراض التشريع.

أضف إلى ذلك ما ثبت في علم الحياة من إمكان طول عمر الإنسان إذا كان مراعياً لقواعد حفظ الصحة، وإن موت الإنسان في فترة متدنية ليس لقصور الاقتضاء، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، ولو أمكن تحصين الإنسان منها بالأدوية والمعالجات الخاصة لطال عمره ما شاء، وهناك كلمات من علماء الطب في إمكان إطالة العمر وتمديد حياة البشر، نشرت في الكتب والمجلات العلمية المختلفة(لاحظ مجلة المقتطف، الجزء الثالث من السنة التاسعة والخمسين).
ومن هنا أُسست شركات تضمن حياة الإنسان إلى أمد معلوم تحت مقررات خاصة وحدود معينة، وإذا قرأت ما تدونه أقلام الأطباء في هذا المجال يتضح لك معنى قوله سبحانه: (فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ*لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(الصافات/143،144)، فإذا كان عيش الإنسان في بطون الحيتان، في أعماق المحيطات، ممكناً إلى يوم البعث، فكيف لا يعيش إنسان على اليابسة في أجواء طبيعية تحت رعاية الله وعنايته إلى ما شاء الله؟.


فلسـفة الانتـظار

السؤال الرابع:

ما هي فلسفة انتظار الإمام المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف؟

قد وردت أحاديث كثيرة تؤكِّد على أنَّ انتظار الفَرَج هو أفضل العبادة وذلك لأهميته بين سائر العبادات فلمعرفة السرّ في هذه الأهميَّة ينبغي أن نفصِّل في هذا الأمر فنقول:

الأحاديث الواردة في أهمية الانتظار:

قد وردت أحاديث كثيرة تبيِّن أهميَّة الانتظار نذكرها مع اختلاف متنها فقد ورد أنَّّه:

((أفضل الأعمال))(بحار الأنوار ج10 ص99 و ج52 ص122)
وأيضاً ((أفضل عبادة الأمَّة))(بحار الأنوار ج52 ص122 و ج52 ص125)
وفي الحديث الصادر عن رسول الله وسلَّم:
((أفضل جهاد أمتي انتظار الفرج))(بحار الأنوار ج77 ص143، تحف العقول ص37)

ومن زاوية عرفانيَّة فللانتظار أيضاً مستوى رفيع من العرفان والروحانيَّة حيث صار "أحبَ الأعمال إلى الله" فمستوى مستوى الشهيد في سبيل الله .
(( ... قال أمير المؤمنين : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله ، فإن أحبَّ الأعمال إلى الله عزَّ وجل انتظار الفرج ... و المنتظرُ لأمرنا كالمتشحِّطِ بدمه في سبيل الله ))(بحار الأنوار ج52 ص123)

بل هناك أحاديث تؤكِّد على أنَّ "انتظار الفرج من الفرج" بل "انتظار الفرج من أعظم الفرج".

((... عن محمد بن الفضيل عن الرضا قال سألته عن شئٍ من الفرج فقال أليس انتظار الفرج من الفرج ؟ إنَّ الله عزَّ و جلَّ يقول فانتظروا إنِّي معكم من المنتظرين))(بحار الأنوار ج52 ص128)

‏وهذا المعنى من الانتظار قد اكتسب قسطاً من القدسية والاعتبار بحيث صار من علائم الإخلاص الحقيقي والتشيُّع الصادق ومن مميزات الدعاة إلى دين الله سراً وجهراً و قد ورد في الحديث :

((..أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا..))(بحار الأنوار ج36 ص387)


السرُّ في أهميَّة الانتظار:

إنَّ مفهوم الانتظار، أعني انتظار فرجِ الله، هو في الواقع يندرج تحت اسم من أسماء الله تعالى أعنى الكاشف كما في الدعاء :
((يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرين ويا كاشف الكرب العظيم))(بحار الأنوار ج86 ص323) ((يا كاشف الغم))(بحار الأنوار ج36 ص205) ((يا كاشف الكرب العظام))(بحار الأنوار ج86 ص235).

وعلى ضوئه صار مفهوم الانتظار مفهوما معنويا إلهياً، حيثُ أنَّه لا يمكن لشيءٍ أن يكتسب جانباً معنوياً ويشتمل على بعدٍ مُقدَّس إلاّ بارتباطه بالله سبحانه وقدسيةُ الشيء تتزايد وتنقص حسب ظهور اسم الله فيه، فلنترك إذاً المجال المادي ولنبحث عن الأفضلية في الساحة الإلهية المعنوية فميزان الأفضلية هو القرب إلى الله والرجاء به، ومن أهم نتائج انتظار الفرج تنمية روحيةِ الرجاء بالله في الإنسان المؤمن، حيث يُشاهد أمامَه مجالاً وسيعاً من الفضل والكرم والخير الإلهي الذي سوف تظهر مصداقيَّتُها في تلك الدولة العظيمة المباركة التي سوف يحققها الإمام المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه، تلك الدولة الكريمة التِّي يعزُّ الله بها الإسلام وأهلَه ويذلُّ بها النفاق وأهلَه، ومن الطبيعي أن من يحوز على تلك الرؤية النورانيَّة أن يترفَّع عن الدنيا وزخرفها ومغرياتها وتسويلاتها الشيطانية، وهذا الأمر (أعني تحقير المظاهر الدنيويَّة) هو أوَّل خطوة يخطوها السالك إلى الله وهي (التخلية) التِّي تستتبعها (التحلية)
وهذه الروحية إن تركَّزت في الإنسان المؤمن فسوف تُعمِّق جذورَها فتزيل جميعَ الأشواك والموانع الصادَّة، لتنشرَ فروعَها الطيِّبة وثمارَها الجنيَّة في السماء حتَّى تؤتى أكلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها، فكيف لا يكون الانتظار إذاً أفضلَ الأعمال بل أفضل العبادات؟! وهو الذي يُخيِّم على جميع الأعمال ويُلقي الضوء عليها. وهو أفضل الجهاد أيضاً.

لأنَّ المنتظر الحقيقي الذي يتمنَّى في كلِّ صباحٍ ومساءٍ أن يعيش في ظلِّ ذلك المعشوق روحي لتراب مقدمه الفداء و لسان حاله:
((فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوةَ الداعي في الحاضرِ والبادي))(بحار الأنوار ج53 ص96، البلد الأمين ص82).
وهو بقربه إلى الله وشهوده مقامَ ربِّه صار كالشهيد متشحِّطاً بدمه في سبيل الله، وليس للشهيد خصوصيةٌ كوجودٍ في الخارج بل الخصوصية والقيمة لمفهوم الشهادة التي تعني الوصول إلى الله وشهود وجه المحبوب، والمنتظِر يؤدِّي نفس الدور.

والحديث التالي قد بيَّن السبب الذي رفع مستوى الانتظار إلى هذه الدرجة:

((عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين قال: تمتدُّ الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله وسلَّم والأئمة بعده، يا أبا خالد إنَّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته المنتظرين لظهوره أفضل أهل كل زمان لأن الله تعالى ذكرُه أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبةُ عندهم بمنزلةِ المشاهدة وجَعلهم في ذلك الزمان بمنزله المجاهدين بين يدي رسول الله وسلَّم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتُنا صدقاً والدعاةُ إلى دين الله سراً وجهراً))(بحار الأنوار ج52 ص122، الاحتجاج ص317، كمال الدين ص319).
وماذا بعد الفرج إلا كشف الكربة عن وجه المؤمن برؤية الواقع والأمر، حينما تتحقق تلك الدولة العظيمة التي تملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجَوراً!
فالانتظار إذاً له نتيجتان:

1- إنَّه بالفعل يُحقِّق "كشف الكربة" بنحو مجمل.

2- إنَّه عاملٌ جذري أساسي للفرج بظهوره سلام الله عليه حيث يسود الحكمُ الإلهي الأرضَ كلّها.



الانتظار و جانباه الإيجابي و السلبي

إنَّ كلمة الانتظار تدُّل على حالتين كامنتين في روح المنتظر، فمع التأمَّل في هذه الكلمة نشاهد أنَّها تدلُّ على جانبين أساسيين لكل منهما دور مهمّ في معنى الكلمة وهذان الجانبان هما:
1- الجانب المطلوب والمحبوب للمنتظِر والمتوقَّع الوصول إليه، وهو الخير والبركة وتمكين الدين على الأرض كلِّه، فلو لم يتوقع حدوث حالة جديدة وإيجابية في المستقبل فلا مصداقية للانتظار ولا معنى له.
2- الجانب غير المطلوب وغير المحبوب الذي يتمثَّل في الحالة الفعلية التي يعيشها المنتظر ، تلك الحالة المؤلمة التي يرجو المنتظر الخلاص منها، فلو كان الوضع الفعلي هو الوضع المطلوب فلا معنى للانتظار إذاً ولا مبرر له.

وبعبارة أوضح: هناك تناسب عكسي بين أمرين هما:

1- اليأس من الحالة الفعليَّة المعاشَة.
2- الرغبة في الحالة المستقبليَّة المتوقعة.
هذا ما يستفاد من نفس كلمة الانتظار من دون النظر إلى أي أمرٍ آخر خارج عنها وتشهد لهذه الحقيقة الآية الكريمة التِّي وردت في هذا المجال حيث السياق وحيث الأحاديث الدالَّة على ذلك.

قال تعالى:
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)(النمل/62).
الآية الكريمة تشير إلى الجانبين المتواجدين في نفس المضطر:

1- سوءٌ غير مكشوف وهو السوء المطلق الذي من خلاله حدثت سائر مصاديق السوء، وهذا السوء يتمثَّل في أمرٍ واحد وهو أنَّ خلافة الأرض ليست بيد المُضطَر.

2- وهناك توقُّع ورجاء ورغبة كامنة في نفس المضطر وهي أن تكون الخلافة العامَّة على جميع الأرض له ولمن يقتدي به ويخطو خطاه.
وأمّا الحديث عن شخصيَّة المضطر وأنَّه من هو؟ فهو خارج عن بحثنا هاهنا ولكن قوله تعالى "ويجعلَكم خلفاء الأرض" يُنبأنا عن حقائق كثيرة لعلَّنا شرحناها فيما بعد.

فلا يمكن للمؤمن ممارسةُ عمليةِ الانتظار إلاّ بعد معرفة أمرين متلازمين:

الأول: وهو الأصل والأهم، ويتمثَّل في "معرفة تلك الخلافة الإلهيَّة" وهذا هو التولِّي الذي يُعدُّ من فروع الدين.

الثاني: وهو تابعٌ وملازم للأصل ، وهو "معرفة السوء" الذي يتمثَّل في الواقع الفعلي ومن ثمَّ التبرِّي منه الذي هو أيضاً من فروع الدين.
وكلا الأمرين يفتقران إلى الوعي والتدبُّر فنقول:
إنَّه من الأفضل أن نبدأ بالأمر الثاني أعني معرفة السوء ورفضه تحت عنوان "الانتظار والرفض" ، ثمَّ نتحدَّث عن الأمر الأوَّل تحت عنوان "الانتظار والرجاء".


الانتظار و الرفض:

إنَّه من الضروري لمن يعيش حالة الانتظار أن يعرف مدى انحراف الواقع الفعلي عن الحقيقة والصواب، وينبغي أن يصل إلى مستوى من الانزجار والتنفُّر بحيث يحسّ بأنَّه بالفعل سجين في هذه الدنيا مقيّدٌ بأنواع القيود التِّي لا مفكَّ ولا خلاص منها إلاّ بظهور المنجي الحقيقي وهو "الحجة بن الحسن المهدي" عجل الله تعالى فرجه .

وينبغي له أن يشعر بأنَّ المشكلة التِّي يعيشها ليست هي مُشكلةٌ جزئيَّة يمكن التخلُّص منها بسهولة بل هي مُشكلةٌ كبيرة ومعضلةٌ عظمى قد رسَّخت جذورَها في جميع الأرجاء ونشرت سمومَها في كافة الأنحاء، فعندما نلاحظ المجتمع نري بشاعة الظلم وانتشار الجور وضياع الحقوق والحرِّيات واختلاط الحق بالباطل.
فمثلاً نشاهد أنَّ أجهزة الإعلام العالميَّة تجسِّد الباطل كأنَّه الحقّ وتصوِّر الكذب كأنه الصدق، وكلُّ شئٍ حول الإنسان مزيَّف ولكنَّه لا يشعر بهذه المشكلة التي تحيط به، بل يتوهَّم الحريَّة الزائفة، فلا يفكر إذاً في تبديل ما هو عليه من الانحراف والإغفال.

فإذاً للتعجيل في فرجه ولإيجاد الداعي في المجتمع يجب أن يعُمَّ، وعلى الأقلّ الشعور بالمظلوميَّة كي يعلم الإنسان ويحس بكلِّ وجوده بأن الظلم قد شمله هو أيضاً وأنَّه يعيش تحت ظلّ تلك الشجرة الخبيثة التّي غرسها من أسَّس أساس الظلم والجور على أهل البيت حيث ظهر الفساد في البرِّ والبحر، وبعد انتشار هذا المنطق لا محالة سوف يفكر المنتظِر في إنقاذ نفسه وأهله ومجتمعه من هذه المشكلة.

وللخلاص من هذه المعضلة من رأس ينبغي لنا أن نعرفَ أنَّه لا محيص ولا مناص إلاّ بتوجُّهه ، ومن ثمَّ ظهوره ومباشرته للحلّ بأسلوبٍ ملكوتي إلهي.
وعلينا أن نُدرك هذه الحقيقة بجميع وجودنا، و بأرواحنا ودمائنا وأجسادنا وجوارحنا، بحيث لا تمرُّ علينا ساعة بل لحظة واحدة إلا ونشعر بفقدان النور وهيمنة الظلام، وهذه الحالة لا تحصـل إلا بالمعرفـة، أعنى معرفة الله ومعرفتهم ودولتهم المباركة، فلا بد أن نكون على بصيرة من أمرنا حيث أن الأعمى لا يمكنه أن يدرك النور مهما شُرِح له.

وهذه المعرفة تلازمها معرفة أخرى وهي معرفة أساليب الأعداء الشيطانيَّة ومستوى عداوتهم للحق وانحرافهم عن الواقع وبُعدهم عن الله تعالى.
فعند وصول المؤمن إلى هذه المرحلة من الوعي والإدراك ينبغي له أن يلتزم بواجب هو من أهمِّ الواجبات ألا وهو التبري من أعداء الله.
ثمَّ إنَّ هذه الحالة النفسية أعني الرفض سوف تكون لها آثار إيجابيَّة في أخلاقه وأعماله تجعله يشتاق إلى ما سيحقَّق من النصر وتمكين الحق، وهكذا سوف يزداد الاشتياق إلى أن ينقلبَ إلى قرارٍ حاسمٍ ومن ثمَّ إرادة جدِّية وطلب مؤكَّد، وحينئذ سوف يراه المهدي :
"متى ترانا" ومثل هذا الإنسان سوف يتفاجأ برؤية الإمام فلا يرى نفسَه إلاّ ويعيش دولته العظيمة وظلِّه الملكوتي المبارك "ونراك وقد نشرت راية الحق تُرى".


صـفات المنتـظر:

الأحاديث الشريفة قد ذكرت صفاتاً للمنتظر وهي:

"الحزن - التسليم - اليأس - طول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم - الدعوة إلى دين الله سراً وجهراً - حسن العزاء وكرم الصحبة - حسن الجوار وبذل المعروف وكف الأذى وبسط الوجه والنصيحة والرحمة للمؤمنين وأداء الأمانة إلى البر والفاجر"

وعلى ضوء ما شرحنا ينبغي أن نعرف بأن صفات المنتظر ليست هي صفات فرديَّة فحسب، بل الفردُ ينبغي عليه أن ينطلق منها في بادئ الأمر لتستوعب كافَّة زوايا المجتمع الذي يعيشه، وتتفاعل بها الأمَّة حتى تعمُّ فائدتها.

فالانتظار وما يترتب عليه من الصبر والحزن وحسن العزاء واليأس ووو.. كلها لا بد أن تتجسد في المجتمع ولا تنحصر في الفرد، ومع تجسُّدها في المجتمع سوف يقترب الفرج وينكشف الضرّ إنشاء الله.



اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلاً برحمتك با أرحم الراحمين


توقيع خادم الزهراء ع

لوسألوني في يوم الحساب
بم أفنيت عمرك في الشباب
بدون تردد هذا جـــــوابي
أنا وجميع من فوق التراب
فداء تراب نعل أبي تراب
يااااااااا علي



إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc