ابن عربي ليس بشيعي - الصفحة 4 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. الميزان العقائدي
الميزان العقائدي أنت تسأل وسماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي يجيب
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 48 الزيارات 18228 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 31  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Aug-2009 الساعة : 01:37 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


لا نصدق اليهود ولا نكذبهم:
57ـ ويقول: «وقالت اليهود: بل ذلك يوم السبت، فإن الله فرغ من الخلق يوم العروبة، واستراح يوم السبت، واستلقى على ظهره، ووضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال: أنا الملك..

قال الله تعالى في مقابلة هذا الكلام: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}([237])..

وتزعم اليهود: أن هذا مما نزل في التوراة، فلا نصدقهم في ذلك، ولا نكذبهم..»([238]).

فهو يكذب اليهود استناداً إلى حديث مزعوم، مع أن الله تعالى قد حكم بتزويرهم، وبكذبهم على الله، بل ان نفس قوله تعالى {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}([239]) تكذيب لهم، واعتراض على مقولاتهم الباطلة.

نجاة اليهود والنصارى من أهل الفترة:
58ـ وهو يدعي أن من تهود في الفترة، أوتنصر، أو آمن بإبراهيم فهو ناج وسعيد([240])..

ولكن كيف يصح القول: بنجاة من تهود بعد بعثة النبي عيسى، ولم يؤمن بعيسى ؟!..

إن الذي دعاه إلى هذا الرأي الفاسد هو اعتقاده: أن الأرض قد تخلو من رسول أو وصي..

قال الخطي القديحي: «ولهذا انتحلت هذه الطائفة مقام الوصي بادعاء الكشف عن الله، وقابلوهم في الأحكام والكرامات، وما دروا: أن الأرض لو عطل جيدها عن الحجة لساخت بأهلها، وبطل التكليف..»([241]).

عيسى هو ختم الولاية العامة:
59ـ وقد ادعى أن ختم الولاية على الإطلاق هو عيسى ، وأما ختم الولاية المحمدية، فهو لرجل من العرب، أكرمها أصلاً، وبدءاً..

وقال: إن ختم الولاية الخاصة له صلى الله عليه [وآله] وسلم، إنما تكون لرجل يواطئ اسمه اسمه، وما هو بالمهدي المسمى المعروف المنتظر، فذلك من عترته، وسلالته الحسِّية، والختم ليس من سلالته الحسِّية، ولكن من سلالة أعراقه وأخلاقه، وقد ذكر القيصري: أنه يقصد بذلك كله نفسه..([242]).

وفي هذا رد على الله ورسوله، فإن الولاية إلى يوم القيامة منحصرة برسول الله ، وبالأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين..

60ـ ويذكر أن كذبات ابراهيم الثلاث قد أثرت عنده يوم القيامة فاستحى أن يطلب من الله فتح باب الشفاعة([243]).

يتهم علياً بالكذب:
61ـ ويقول: إنه حين عرج إلى السماء، رأى علياً أسفل درجة من أبي بكر، وعمر، وعثمان، فلما رجع قال لعلي: كيف كنت تدعي في الدنيا أنك أفضل من هؤلاء، وقد رأيت أنك أسفل درجة منهم..([244]).


([237]) الآية 91 من سورة الأنعام.
([238]) الفتوحات المكية ج7 ص98 و99
([239]) الآية 91 من سورة الأنعام.
([240]) الردود والنقود ص406 و407.
([241]) الردود والنقود ص406 و407.
([242]) راجع: منهاج البراعة ج13 ص270.
([243]) راجع: الفتوحات المكية ج2 ص497 ط دار العلمية الكبرى بمصر.
([244]) منهاج البراعة ج13 ص378 و379.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 32  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Aug-2009 الساعة : 12:58 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الثالث
أئمته.. ومقاماتهم؟!

بداية:
إن من خصوصيات مذهب التشيع قوله: إن الإمام علياً هو الإمام والخليفة بعد رسول الله ، وأن ذلك ثابت بالنص القاطع، والبرهان الساطع.. وإنكار صحة خلافة المتقدمين عليه، والغاصبين لحقه..

ولأجل ذلك: فإن الشيعة لا يعظِّمون من تعدى على الإمام علي في هذا الأمر، ويرونه مخالفاً للنص، ناقضاً للعقدة التي عقدها الله ورسوله، ويعتبرون أن من يعظم هؤلاء الناس، ومن ناصرهم وأعانهم، ويناصرهم ويدافع عنهم ليس شيعياً. وهذا أمر عقلي عقلائي، يدركه الناس، ويعرفونه، ويتوقعونه..

والأمر بالنسبة لابن عربي لا يشذ عن هذه الضابطة، وبالرجوع إلى كلماته، في مختلف مؤلفاته، نجد: أنه لم يزل يعظم المناوئين للإمام علي ، مثل أبي بكر، وعمر، والمتوكل، وعائشة، وطلحة، والزبير، ومالك، والشافعي، وحتى الحجاج بن يوسف، وأمثال هؤلاء، في عشرات، بل في مئات الموارد.. وهو يذكر ذلك بمناسبة، وبدون مناسبة.

وأما أهل البيت فنادراً ما يأتي على ذكرهم، وإن ذَكَرَهم، فبصورة عابرة، أو تكاد، حتى إننا إذا أردنا مقايسة كلامه فيهم بكلامه في الإمام علي ، فلا يعدو كونه بمثابة قطرة من بحر، أو غرفة من نهر.

وليس هذا هو دأب الشيعة مع مناوئي أهل البيت، فإن لهم موقفاً معروفاً من هؤلاء، فهم لا يطرونهم ـ كما قلنا ـ بسبب ما ارتكبوه في حق السيدة فاطمة الزهراء، وعلي عليهما السلام. وبسبب أخذهم الخلافة غصباً، وبسبب جرأتهم على رسول الله ، وقولهم في الدين بآرائهم، وبسبب سياساتهم، ولغير ذلك من أمور..

فإذا أردنا معرفة حقيقة مذهب ابن عربي، فما علينا إلا أن نقرأ اليسير مما أوردناه في هذا الفصل من أقواله في خصوص الخلفاء أولاً، وسنجد أنه يعطيهم أعظم المقامات وأعلاها، وأجلها وأسناها..

غير اننا قبل أن ندخل في ذلك، نحب لفت نظر القارئ الكريم إلى أن ما ننقله عن ابن عربي من أول هذه الدراسة إلى آخرها قد اشتمل احياناً على عبارات يتعمد إبهامها، وتعميتها، لتكون مثار رهبة، وإعجاب لدى أمثاله من أهل التصوف.

وقد أضربنا عن التعرض لبيان مقاصده منها، لئلا يطول بذلك الكتاب، مع عدم وجود ضرورة لذلك، ما دام أنه لا يعكر صفو صراحة النصوص في عقائده التي يتبناها ويجهد في الدفاع عنها وترسيخها، وهذا فقط هو ما يهمنا، بيانه وترتكز عليه مقاصد هذه الدراسة..

وفي جميع الأحوال، فإننا نذكر هنا طائفة من النصوص التي تتحدث عن مقامات مناوئي الإمام علي ، وتظهر حقيقة اعتقاده بهم، ونظرته إليهم..

فنقول:
الخلافة الظاهرة والباطنة لمن؟:

1ـ قال: «.. ولكن الأقطاب المصطلح على أن يكون لهم هذا الإسم مطلقاً، من غير إضافة، لا يكون منهم في الزمان إلا واحد. وهو الغوث أيضاً. وهو من «المقربين». وهو سيد الجماعة في زمانه.

ومنهم من يكون ظاهر الحكم، ويحوز الخلافة الظاهرة، كما حاز الخلافة الباطنة من جهة المقام:
كأبي بكر..
وعمر..
وعثمان..
وعلي..
والحسن..
ومعاوية بن يزيد..
وعمر بن عبد العزيز..
والمتوكل.


ومنهم من له الخلافة الباطنة خاصة، ولا حكم له في الظاهر:
كأحمد بن هرون الرشيد السبتي..

وكأبي يزيد البسطامي.

وأكثر الأقطاب لا حكم لهم في الظاهر..»([245]).
فهؤلاء هم أئمة ابن عربي، ويرى أن لهم الخلافة الظاهرة والباطنة، وهو لا يتورع عن أن يعد في جملتهم حتى المتوكل، الذي حرث قبر الإمام الحسين بن علي عليهما السلام.. وفعل بشيعة أهل البيت الأفاعيل..

المنورون في عهد النبي :
2ـ إنه قد ذكر في رسالة له اسمها الأسفار: أن المنورين في زمن رسول الله كانوا قليلين جداً، مثل أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب..([246]).

([245]) راجع كتاب: الفتوحات المكية ج11 ص274 و275 تحقيق عثمان يحيى وإبراهيم مدكور..
وراجع: الإثنا عشرية للحر العاملي ص170 و171 وفيه: «معاوية، ويزيد، وعمر بن عبد العزيز الخ..».
([246]) راجع كتاب الأسفار ص8



يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 33  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Aug-2009 الساعة : 11:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مقامات للخلفاء:
3ـ ويقول عن مشاهداته في عالم المثال، في حضرة الجلال: «ولمَّا شهدته صلى الله عليه [وآله] وسلم في ذلك العالم سيداً معصوم المقاصد، محفوظ المشاهد، منصوراً مؤيداً، وجميع الرسل بين يديه مصطفون، وأمته التي هي خير أمة عليه ملتفون، وملائكة التسخير من حول عرش مقامه حافون، والملائكة المولدة من الأعمال بين يديه صافون..

والصديق على يمينه الأنفس، والفاروق على يساره الأقدس، والختم بين يديه قد جثا، يخبره بحديث الأنثى، وعلي صلى الله عليه وسلم يترجم عن الختم بلسانه، وذو النورين مشتمل برداء حيائه، مقبل على شأنه..

فالتفت السيد الأعلى، والمورد العذب الأحلى، والنور الأكشف الأجلى، فرآني وراء الختم، لاشتراك بيني وبينه في الحكم، فقال له السيد: هذا عديلك وابنك وخليلك» الخ..»([247]).

الخلفاء هم أصول الإسلام:
4ـ ويقول: «فكان أصل الأيدي خمسة أشياء، كل منها خمس، فالأصل الأول ما بني عليه، قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: بني الإسلام على خمس»..

إلى أن قال:
«والأصل الرابع: محمد رسول الله، والذي معه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي. فهم خمسة برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم»([248]).

أنوار الخلفاء في أصابع آدم :
5ـ ويقول: «واجعل أصابعك الخمس في عينيك. بمنزلة محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، والذين معه، وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.

وأن آدم ، لما خلق نور سيدنا محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم في جبينه كانت الملائكة تستقبله، وتسلم على نور محمد. وآدم لم يره.

فقال: يا رب، أحب أن أنظر إلى نور ولدي محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، فحوله إلى عضو من أعضائي لأراه.

فحوله إلى سبابته في يده اليمنى، فنظر إليه يتلألأ في مسبحته فرفعها فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.. فلذلك سميت المسبحة.

فقال: يا رب هل بقي في صلبي من هذا النور شيئ؟

قال: نعم. نور أصحابه، وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فجعل نور علي في إبهامه، ونور أبي بكر في الوسطى، ونور عمر في البنصر، ونور عثمان في الخنصر.

وقيل: إنما جعلت في يدك لتقبض برؤوسهن على حب هؤلاء الخمسة، ولا تفرق بينهم وبين محمد. فإن الله جمع بينهم بقوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}([249]).

ختم الأولياء، والصديق، والفاروق:
6ـ وبعد أن ذكر: أنه عند فراقه للشمس المغربية تلقاه الختم (أي النبي) برحيقه، «وأوضح لي التسنيم مزاج طريقه، فرأيت ختم أولياء الله حق، في مقعد الإمامة الإحاطية والصدق، فكشف لي عن سر محتده، وأمرت بتقبيل يده، ورأيته متدلياً على الصديق والفاروق، متدانياً من الصادق المصدوق، محاذياً له من جهة الأذن، قد ألقى السمع لتلقي الإذن الخ..»([250]).

مشاهد للخلفاء:
7ـ ويقول: «فإن كنت في موقف أبي بكر الصديق، قلت: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله، فتكون ممن رآه قبل الزوال، فالحكم للماضي، وأنت بالحال في أول الشهر، وذلك اليوم هو أوله.
وإن كنت عثماني المشهد، أو صاحب دليل فكرٍ، فتقول: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله بعده.. الخ..» ([251]).

النبي يبايع نفسه عن عثمان:
8 ـ ثم هو يذكر: أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قد بايع عن عثمان لنفسه، وكان عثمان غائباً، فجعل يده على يد نفسه([252]).

عثمان أيضاً.. وشفاعة ابن عربي:
9ـ ويقول: «أرسل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عثمان رضي الله عنه آمراً بالكلام في المنام، بعدما وقعت شفاعتي على جماعتي، ونجا الكل من أسر الهلاك، وقرِّب المنبر الأسنى، وصعدت عليه الخ..»([253]).


([247]) الفتوحات المكية ج1 ص44 و45 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([248]) شجرة الكون ص72.
([249]) الآية 29 من سورة الفتح. وراجع: شجرة الكون ص75.
([250]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص16.
([251]) الفتوحات المكية ج9 ص128 بتحقيق إبراهيم مدكور، وعثمان يحيى.
([252]) راجع: الفتوحات المكية ج11 ص184 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([253]) الفتوحات المكية ج2 ص188 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 34  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Aug-2009 الساعة : 08:17 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الرابع
مقامات أبي بكر..


بداية:
قد ذكرنا في الفصل السابق طائفة من النصوص التي تبين بعض مقامات أبي بكر مما تشارك فيه مع غيره من الخلفاء، وغيرهم.. ونذكر في هذا الفصل طائفة أخرى تظهر لنا: أن أبا بكر يحتل المقام الأول عند ابن عربي، وأنه يقدسه أعظم تقديس، ويعظمه أجلَّ تعظيم.

وسنرى أنه لا يتقيد بشيء محدد فيما يثبته له ولغيره، فقد يستشهد لذلك بحديث منسوب إلى النبي ، وقد يعتمد على منام، أو على قول صوفي مثله، أو على استحسان غير ظاهر الوجه، أوعلى ابتداع واقتراح فيه، وما إلى ذلك..

وقد تقدم في الفصل السابق وغيره بعض من ذلك، ونذكر هنا، من النصوص التي توضح مدى عظمة وحقيقة موقع أبي بكر عنده، ما يلي:

أبو بكر من أهل الباطن:
1ـ قال: «وهذه الطائفة في الرجال قليلون، فإنه مقام ضيق جداً، يحتاج صاحبه إلى حضور دائم، وأكبر من كان فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولهذا قال عمر رضي الله عنه في حرب اليمامة: فما هو إلا أن رأيت أن الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق. لمعرفة عمر باشتغال أبي بكر بباطنه..»([254]).

الرب يصلي بصوت أبي بكر:
2ـ وقال: «رضي الله عن الصديق الأكبر، صاحب السر، العلم الأزهر، في قيامه على منبر الطرفاء، يوم الداهية الدهياء، بموت سيد الأنبياء، أمين الأمناء، وعلم الاهتداء، وقد ذهل من كان عندنا أقوى الأقوياء، فما ظنك بالضعفاء.

وصار الرفيق الأسيف، على مذهب السيدة الحميراء([255])، لما كان يظهر عليه من شد التلهف والبكاء، فكان أضعفهم عيناً، وأقواهم في صميم السويداء، فقال:
«من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فالله حي لا يموت».

ثم تلا استشهاداً على مقالته الزهراء: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ}([256]).. إلى آخر الآية الغراء، ثم تلاها بقوله جل ثناؤه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}([257])..
ثم خاطب جميع الخصماء..

فهذه القوة الإلهية من زهده في القوت، وسوقه جميع ما ملكته يده لله ورسوله، فملكه مفاتيح التابوت.

فمن غيرته عليه وأمانته، إخفاؤه إياه إلى يوم فقد صاحب رسالته، ففتح تابوت صدره، وأبدى مكنون سره، ونبه بعلمه على مكانته من الله وقدره..

وأقر له الفاروق بالشرح، لما بدت لعينه أعلام الفتح، ولم يزل الصديق مفتوحاً له قبل ذلك من حين ملك المفتاح، ورسم ديوان الممالك، وإنما كان ينتظر رحلة السيد صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى حضرة المحبوب، الرفيق الأعلى، المالك..

فحلاه بزينته، لما شاركه في نوره وطينته، ثم سلك في الهين واللين على مدرجته، لما دعى له أن يكون معه وفي درجته، ثم أبان له برهان الموافقة بما ذكره عن نفسه صلى الله عليه [وآله] وسلم وعنه إلى المقام من المسابقة..

فسبق النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم الصديق، ولذلك قيل له هناك..

قف إن ربك يصلي بصوت عتيق. فاستأنس وحن، من جهة إحساس البدن.

وقد اتضحت أسرار، ولمعت في علية هذا الوجه بوارق الأنوار»([258]).

ونقول:
إننا نلاحظ: أنه لم يكتف بتمدّح وبتزيين ما صدر من أبي بكر بحق رسول الله ، فور استشهاده، من كلام قد جاء في منتهى القسوة والجفاء.. كما سنشير إليه في فصل قبائح أم مدائح، بل هو أضاف إليه:
1ـ إن الله خلق النبي وأبا بكر من طينة واحدة وقد صرح بهذا الأمر في غير هذا المورد أيضاً.

مع أن النبي إنما قال ذلك لعلي .

2ـ والأعجب من ذلك، أنه زعم: أن الله يصلي، وأنه يصلي بصوت عتيق!!

ولعل كلام ابن عربي هذا، يهدف إلى الإتيان بالنظير أو البديل للحديث الذي يقول: إن الله سبحانه قد كلم النبي حين المعراج بصوت علي ، تأنيساً له .

3ـ إنه اعتبر أن إخبار أبي بكر بموت الرسول ، قد كان من الخوارق، وأنه من الأمور الغامضة التي كانت عنده.. مع أن هذا الأمر قد عرفه جميع الصحابة، ولم ينكره إلا عمر بن الخطاب لحاجة في نفسه، كسباً للوقت، وانتظاراً لوصول من يريد أن يستعين بهم على تحقيق غاياته، ونيل أمنياته..

مقام صوفي آخر لأبي بكر:
3ـ وقال أيضاً: «.. وقال: أبو بكر الصديق رضي الله عنه في هذا المقام، وكان من رجاله: «العجز عن درك الإدراك إدراك..»([259]).

إنه رغم أننا نقول: مما لم نعثر على هذا الكلام منسوباً إلى أبي بكر، إلا عند ابن عربي، فإنه كلام غير دقيق، وغير صالح، فلاحظ المفردات وكيفية تركيبها..

فضل أبي بكر على لسان علي :
ثم إنه يروي عن الإمام علي : أنه قال: ما فضلكم أبو بكر بكثرة صلاة، ولا صيام، ولكن بشيء وقع (وقر) في صدره، ولم يبين ما ذاك الشيء، فكتمه عليه..([260]).

أعلم الصحابة برسول الله :
ويقول: إنه لما تلا النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم سورة النصر «بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحده، دون من كان في ذلك المجلس، وعلم أن الله تعالى قد نعى إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم نفسه، وهو كان أعلم الناس به، وأخذ الحاضرون يتعجبون من بكائه الخ..» ([261]).

فضل عيسى على أبي بكر:
6ـ وقال وهو يتحدث عن ختم الأولياء بعيسى ، وأن عيسى «هو أفضل هذه الأمة المحمدية، وقد نبه عليه الترمذي الحكيم في كتاب ختم الأولياء له، وشهد له بالفضيلة على أبي بكر الصديق، وغيره..»([262]).

وواضح: أن نبينا وأئمتنا وولي العصر عجل الله تعالى فرجع الشريف، هم أفضل من النبي عيسى .. فلا يصح قوله: ان عيسى هو افضل هذه الأمة المحمدية..

أبو بكر يدخل الجنة من جميع أبوابها:
ويقول: «ولذلك لما ذكر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم الثمانية الأبواب من الجنة أن يدخل من أيها شاء، قال أبو بكر: يا رسول الله، وما على الإنسان أن يدخل من الأبواب كلها؟!
قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أرجو أن تكون منهم يا أبا بكر»([263]).

ونقول:
إن الدخول من جميع الأبواب إنما يصح لو كانت الأبواب في طول بعضها البعض.. وفيما عدا ذلك فإنه لا يمكن ذلك إلا بالدخول ثم الخروج والعود من الباب الثاني.. وهذا لعب لا يليق بأهل الجنة..

فلا بد من حمله: إما على دخول معنوي صوفي.. أو على أن جوابه ، قد جاء على سبيل السخرية، أو الدعابة..

فلا بد من دليل: يثبت حقيقة الوجه الذي جرى عليه الكلام!!..

تأويلات أبي بكر تصير حقائق:
8 ـ ثم هو يستشهد بالحديث الذي رووه، من رؤيا النبي للظلة، وما يزعمونه، من أن أبا بكر قد أولها بالإسلام، قال:
«وذلك كله يحقق أن حقائق الظل هي آيات الله وشرائعه الخ..»([264]).

أبو بكر أفضل من عمر:
9ـ قال: «وبين حال أبي بكر الصديق (رضي الله تعالى عنه) حين جاء إلى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بجميع ماله، فقال له النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر؟
قال: الله ورسوله.

وجاء عمر بن الخطاب بنصف ماله، فقال: ما أبقيت لأهلك؟

قال: النصف، وتصدقت بالنصف.

قال: ما بينكما كما بين كلمتكما..»([265]).

التركيز على أبي بكر وصديقيته:
10ـ وبعدما تقدم: فإنك تجده يستشهد بكلام أبي بكر، ويصفه بالصديق في العديد من المواضع من كلامه..([266]).

11ـ وقال: «والصديقية لا ينالها إلا أهل الولاية، ومن كان له عند الله أزلاً سابق عناية».

إلى أن قال:
«كما أن الختم فوق الصديق، إذا كان الممهد للطريق، الذي مشى عليه عتيق..

فالختم نبوي المحتد، علوي([267]) المشهد، فلهذا جعلناه فوق الصديق، كما جعله الحق، فالآخذ نوره من مشكاة النبوية أكبر مما أخذه من مشكاة الصديقية الخ..»([268]).

12ـ وقال: «فخطب حميرة من عتيقه، وانتزعها من يدي صديقه»([269]).

13ـ وقال: «وهذا الحق قد انبلج صبحه فالزم، واقتد بالنبي، والصديق، إذ قال صلى الله عليه [وآله] وسلم:
«لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»..

وهذا غاية الفخر، أو معرفة من وقف عند حجاب العز..»([270]).

14ـ وقال الصديق الأكبر: العجز عن درك الإدراك إدراك.. الخ..([271]).

فهو يراه الصديق الأكبر، مع أن الإمام علياً قد كذب هذه المقولة بشدة.. حيث قال:
«أنا الصديق الأكبر، وأنا فاروق هذه الأمة، لا يقولها بعدي إلا.. الخ..»([272]).

الحضرات التي دخلها أبو بكر:
15ـ «واعلم يا بني، أن القلب إذا تحقق بالأسرار المكتتمة التي حصلت في منزل الأنبياء، أدخله الله سبحانه وتعالى من الحضرات الإلهية ستمائة حضرة، وستة وعشرين حضرة، إلا أبا بكر الصديق (رضي الله عنه)، فإنه أدخله الله سبحانه وتعالى في هذا المقام ستمائة حضرة وخمساً وعشرين حضرة.

وأما السادسة والعشرون، فهي له حضرة العزة خاصة.

ونحن لنا حضرة العزة، وهي لنا السادسة والعشرون، غير أن هذه الحضرة العزية التي لنا متفاضلة بيننا، وما بها على الكمال إلا الصديق الأكبر (رضي الله عنه)، ووجودها كمال في حقنا، أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم له في هذه الحضرة ستمائة حضرة وأربع وعشرون حضرة، ينقص عن الصديق بدرجة وهو الكمال في حقه. والخامسة والعشرون له حضرة القرب الكلي. وغيره من الأنبياء، ليس مثله في هذا المقام، أعطاه الله تعالى في كل حضرة سراً، لا يجده في حضرة أخرى، بعضها أرفع من بعض، على التفاضل الذي بين الحضرات..»([273]).

ليس بين النبي وأبي بكر رجل:
16ـ وقال: «اعلموا: أن كثيراً من أهل طريقتنا، كأبي حامد الغزالي، وغيره، تخيل أنه ليس بين الصديقية والرسالة مقام، وأن من تخطى مقام الصديقين وقع في النبوة، وبابها مسدود عندنا دوننا، فلا سبيل إلى تخطيهم، لكن لنا المزاحمة معهم في صفهم، هذا غايتنا..

ولسنا نعني بالصديق، أبا بكر ولا عمر، ولا أحداً رضي الله عنهم، فإن أبا بكر من جملة أحواله كونه صديقاً، وقد شاركه في هذا المقام غيره من الصديقين، ولذلك قال تعالى: {أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ}([274])..
وقد فضل الصديق بسر وقر في صدره، أعطاه الله إياه، وشهد له به رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم..

فعندنا بين الصديقية والرسالة، مقام، وهذا هو المقام الذي ذكرناه، والذي أقول به.

إنه ليس بين أبي بكر رضي الله عنه، وبين النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم رجل، ولا نذكر الصديقية.

فأرفع الأولياء، أبو بكر رضي الله عنه، فاجتهدوا رضي الله عنكم في تحصيله.

وأنا أنبهكم على العلامات التي تستدلون بها عليه، وذلك أنكم إذا أقمتم بشرائط الخلوة الخ..»([275]).

17ـ وفي نص آخر: «فليس بين أبي بكر ورسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم رجل، لأنه صاحب صديقية، وصاحب سر. فهو من كونه صاحب سر بين الصديقية ونبوة التشريع، ويشارك فيه، فلا يفضل عليه من يشاركه فيه، بل هو مساو له في حقيقيته»([276]).

أبو بكر على العرش:
18ـ ادعى في فتوحاته: «أنه كان يرى في كل سماء واحداً من الأنبياء، إلى أن بلغ إلى العرش، فرأى أبا بكر على العرش»([277])..

الله يخاطب النبي بصوت أبي بكر:
19ـ قال في الفتوحات المكية: «نودي في ليلة إسرائه في استيحاشه بلغة أبي بكر، فأنس بصوت أبي بكر..»([278]).

ولا ندري إن كان هذا هو نفس الحديث الذي رووه، من أن ملكاً كان في المعراج يكلم النبي بصوت أبي بكر([279]).

مع أن الصحيح هو أنه قد كلمه بصوت علي ، كما هو مروي حتى من طرق أهل السنة أيضاً([280]).

أبو بكر والنبي من طينة واحدة:
20ـ ويقول: «خلق رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأبو بكر من طينة واحدة، فسبق محمد، وصلى أبو بكر: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}([281]).. فكان كلامهما كلامه سبحانه..»([282]).

خلَّة أبي بكر:
21ـ وقال: «ومنهم الأخلاء، ولا عدد يحصرهم، بل يكثرون ويقلون، قال الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}([283]).. وقال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الله» والمخاللة لا تصح إلا بين الله وبين عبده، وهو مقام الإتحاد الخ..».

إلى أن قال:
«فالمقام عظيم، وشأنه خطير»..([284]).

22ـ وقال وهو يتحدث عن كيفية الصلاة على النبي : «فقال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم عند ذلك، لما حصلت له الإجابة من الله فيما دعوناه فيه لنبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم ـ يعني نفسه ـ خليل الله» الخ..([285]).

أبو بكر وعائشة:
23ـ وحين ذم أهل زمانه، ذكر أن أنه ارتكز في ذلك إلى أصلين، هما رواية عن أبي بكر، ورواية عن عائشة، قال: «وروينا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه قال يوم فتح مكة، في القرن الفاضل، لما فُقِد عقد من عنق بعض أهله، تأوَّه، وقال: ارتفعت الأمانة من بين الناس..».

ثم يذكر رواية عائشة وهي تصب في هذا الإتجاه أيضاً، ويقول: إنها هي الأصل الثاني([286]).

فأبو بكر يتهم الصحابة بالسرقة، وبعدم الأمانة، وهذا يسقط مقولة أهل السنة في عدالتهم..

ولم يلتفت ابن عربي إلى هذا، فاعتبر قوله وقول عائشة حجة وأصلاً يفترض فيه أن يلتزم به.


([254]) الفتوحات المكية ج3 ص307 و308 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى..
([255]) أي من حيث ظهور الضعف عليه أمام المصيبة، لأن النساء يضعفن، ويغلب عليهن البكاء.
([256]) الآية 144 من سورة آل عمران.
([257]) الآية 30 من سورة الزمر.
([258]) مجموع رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص150 و151.
([259]) الفتوحات المكية ج4 ص217 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([260]) رسائل ابن عربي: كتاب الفناء ص3.
([261]) الفتوحات المكية ج3 ص157 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([262]) الفتوحات المكية ج3 ص175 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([263]) الفتوحات المكية ج5 ص67 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([264]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص398.
([265]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص529 وراجع الفتوحات المكية ج8 ص428 و429 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([266]) راجع: الفتوحات المكية ج2 ص85 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. وراجع كتاب الأسفار ص10 و11 في رسائل ابن العربي..
([267]) بضم العين وسكون اللام على الظاهر.
([268]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة)ص18.
([269]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجوعة الثالثة) ص21.
([270]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعةالثالثة) ص26.
([271]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعةالثالثة) ص26.
([272]) راجع مصادر ذلك في: الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج4 ص45/49.
([273]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص352.
([274]) الآية 19 من سورة الحديد.
([275]) كتاب القربة ص6 رسائل ابن عربي والفتوحات المكية ج11 ص398 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([276]) الفتوحات المكية ج11 ص398 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، وج2 ص25 ط دار الكتب العلمية الكبرى بمصر.
([277]) الإثنا عشرية ص169/171.
([278]) الفتوحات المكية ج1 ص359 بتحقيق عثمان يحيى، وإبراهيم مدكور..
([279]) راجع المراهب اللدنية ج2 ص29/30 وراجع الدر المنثور ج4 ص155 و154.
([280]) راجع: المناقب للخوارزمي ص37 وينابيع المودة ص83.
([281]) الآية 40 من سورة التوبة.
([282]) الفتوحات المكية ج1 ص359 و360 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([283]) الآية 125 من سورة النساء.
([284]) راجع: الفتوحات المكية ج11 ص371 و374 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([285]) راجع: الفتوحات المكية ج10 ص442 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([286]) راجع مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص121.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 35  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Aug-2009 الساعة : 11:02 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الخامس
عمر بن الخطاب الولي المعصوم..

بداية:
قد ذكرنا في فصل: (من هم أئمته)، نصوصاً عن ابن عربي، قد أشرك فيها عمر بن الخطاب مع غيره في المقامات والكرامات..

فذكرها هناك أغنانا عن إعادتها هنا، غير أننا نذكر في هذا الفصل طائفة من النصوص التي خص فيها ابن عربي عمر بن الخطاب بأوسمة ومقامات رأى أنها تليق بشأنه، أو أنه ساقها له على سبيل التكريم، والتعظيم، والتفخيم، فنقول:

قصة زريب:
1ـ ذكر أن زريب بن برثملا، كان وصي عيسى، وأنه أرسل إلى عمر بن الخطاب بكلام يفيد في تأكيد مقام عمر وعظمته..

ومع أنه يذكر أن سند هذه الرواية ضعيف، إلا أنه يعود فيؤكد صحتها عن طريق الكشف!!([287]).

ولا أدري لماذا لم يصل به هذا الكشف إلى تعريفه بما ارتكبه عمر في حق الزهراء وإلى حقيقة ما ظلم به جميع أهل البيت ؟! وإلى أن الإمامة بعد النبي هي للإمام علي ، لا لأبي بكر، ولا لغيره؟! وإلى سائر حقائق الدين والعقيدة الصحيحة؟!

ولماذا بقي يلتزم بالعقائد التي اثبتت الأدلة القاطعة عدم صوابيتها؟!.

عمر والحق:
2ـ وقال في سياق كلام له: «قال ، ما ترك الحق لعمر من صديق»([288]).

3ـ وقال: «إلا أنه من التزم النصح قلّ أولياؤه، فإن الغالب على الناس اتباع الأهواء، ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: «ما ترك الحق لعمر من صديق»..([289]).

قلب عمر لا تعلق له إلا بالله:
4ـ وقال: «وكان الحق صعب المرام، قوياً حمله على النفوس، لا تحمله ولا تقبله، بل تمجه وترده، لهذا قال صلى الله عليه [وآله] وسلم لعمر: ما ترك الحق لعمر من صديق.

وصدق صلى الله عليه [وآله] وسلم يعني في الظاهر والباطن. أما في الظاهر فلعدم الإتصاف»..

إلى أن قال:
«وأما في الباطن، فما ترك الحق لعمر في قلبه من صديق، فما كان له تعلق إلا بالله..»([290]).

مع أن الصحيح هو أن أبا ذر هو الذي قال: «ما ترك الحق لي من صديق»([291]) أو صديقاً.

قال العجلوني: عن نسبة هذا القول إلى عمر: «قال النجم: هذا غير معروف في كتب الحديث في حق عمر، لا عنه، ولا عن غيره. وإنما روى ابن سعد في طبقاته: ان اباذر قال الخ..»([292]).

عمر فقيه يشهد له الرسول :
5ـ وقال: «وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كيف اجتنب طيب الطعام، وفهم من كلام الله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا}([293]).. أنه ينسحب([294]) على كل إنسان من مؤمن وكافر..

أترى يا نفس، هذا العارف الذي وسع عليه في الدنيا يكون أفقه من عمر بن الخطاب؟!، الذي وافق رأيه في الأحكام، وقد شهد له الرسول صلى الله عليه [وآله] وسلم: أنه ليس من الباطل في شيء..»([295]).

ونقول:
قد نسي ابن عربي: أن هذا الرأي من عمر يخالف القرآن الذي يقول: {كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ([296])..

وأن عمر قد غلط في فهمه لمعنى الآية التي استشهد بها، حيث لا يغلط أحد، فإنها إنما تخاطب الكفار الذي استمتعوا بالطيبات في الدنيا ونسوا الآخرة.. قال تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ}([297])..

إن عمر نفسه يقول: كل النساء أفقه من عمر، حتى ربات الجمال في خدورهن([298]).. وقد اظهر استدلاله بالآية الشريفة، صحة هذا الإعتراف العمري..

كما أنه قد أظهر في موارد كثيرة أنه لا يعرف أحكام الله، حتى ما كان منها بديهياً. فراجع الجزء السادس من كتاب الغدير للعلامة الأميني رحمه الله، فصل: نوادر الأثر في علم عمر..

عمر وأويس:
6ـ ثم هو يذكر الحديث الذي يزعمون أنه؛ عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم حول شفاعة أويس في مثل ربيعة ومضر، ثم يقول راوياً لذلك عن النبي :

«.. يا عمر، ويا علي، إذا أنتما لقيتماه فاطلبا منه أن يستغفر لكما، يغفر لكما الله تعالى.

قال: فمكثا يطلبانه عشر سنين، فلما كان آخر السنة التي هلك فيها عمر..».

ثم ذكر لقاءهما بأويس، قال:
«فاستوى أويس قائماً، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ورحمة الله وبركاته، وأنت يا ابن أبي طالب. فجزاكما الله عن هذه الأمة خيراً الخ..»([299]).

7ـ ثم يورد قصة هرم بن حيان مع أويس، وأن أويساً القرني، أخبره بموت عمر بقوله: «يا ابن حيان، مات أبو بكر خليفة المسلمين، ومات أخي وصديقي، وصفيي عمر ـ واعمراه ـ الخ..»([300]).

حسب الشيطان أن ينجو من عمر:
8 ـ ويقول: «هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الصلب، القوي، الذي ليس للشيطان عليه سبيل، حسب الشيطان أن ينجو منه، نزل القرآن موافقاً لحكمه، وأداه أن يقول:

«لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً»([301]).

ما يعرفه من إيمانه وعلمه، قد جمع بين العلم والعيان، وتبرز في صدر المشاهدة الأعيان، ليس أحد من وقته إلى يوم القيامة، يبرز أمامه، ولا يكون في حالة من الأحوال إمامه، قد اهتز لموعظة أويس القرني خير التابعين همه، وقال ما أداه إليه كشفه وعلمه المعصوم: ليت عمر لم تلده أمه الخ..» ([302]).

ويلاحظ قوله: إنه ليس للشيطان سبيل على عمر بن الخطاب، في حين أن أبا بكر كان له شيطان يعتريه، حتى طلب من الناس: أن يقوِّموه إذا زاغ!! فهل عمر أفضل عنده من أبي بكر؟!

عمر يحدثه الله:
9ـ وقال صلى الله عليه [وآله] وسلم في عمر: «إنه من المحدثين، إن يكن في هذه الأمة منهم أحد، وأريد حديثه تعالى مع أوليائه، لا مع الأنبياء والرسل، فإن الأذواق تختلف باختلاف المراتب..» ([303]).

10ـ وقال: «ومنهم رضي الله عنهم المحدثون، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه منهم، وكان في زماننا منهم أبو العباس الخشاب الخ..»([304]).

ثم هو يعتبر أن المحدث نبي الأولياء..([305]).

عمر محدث في قصة: يا سارية الجبل:
11ـ ويقول: «.. ومنها: أن يكون صاحب هذا المقام محدثاً، ولا يرى من يحدثه من جهة هذه الحضرة، فإن رآه فمن جهة حضرة تحققه بالبصر، فيلحقك السماع بدرجة المحدَّثين، ويهتف بك، وتسمع الخطاب، إما بديهاً، وإما جواباً عن سؤال منك، ورد السلام عليك..

وقد شاهدنا هذه الأمور كلها. وأخبرني غير واحد عن أبي العباس الخشاب رضي الله عنه (كذا): أنه كان محدثاً اشتهر عنه هذا..

ومن هذا الباب سماع سارية صوت عمر من المدينة، وبينهما أيام، فكل كرامة يكون خطاب فيها، فهي من هذا الباب..»([306]).

ويلاحظ هنا: أنه قد ورد في بعض الأحاديث: أن علياً هو الذي مسح على عيني عمر، حتى رأى المسلمين في نهاوند، وقد كمن لهم عدوهم، ولم يكن لهم نجاة منه إلا بالإلتجاء إلى جبل هناك. فقال عمر لهم ذلك حينئذٍٍ([307])..

كن عُمَرِي الفعل:
12ـ وقال: «كن عمري الفعل، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «من خدعنا في الله انخدعنا له»..([308]).

الدليل على عصمة عمر:
13ـ وقال: «من أقطاب هذا المقام عمر بن الخطاب، وأحمد بن حنبل، ولهذا قال صلى الله عليه [وآله] وسلم في عمر بن الخطاب، يذكر ما أعطاه الله من القوة: يا عمر، ما لقيك الشيطان في فج إلا سلك فجاً غير فجك».

فدل هذا على عصمته، بشهادة المعصوم.

وقد علمنا: أن الشيطان ما يسلك قط بنا إلا إلى الباطل، وهو غير فج عمر بن الخطاب. فما كان عمر يسلك الافجاج الحق بالنص، فكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، في جميع مسالكه، وللحق صولة»([309]).

وقد تقدم: أن أبا بكر له شيطان يعتريه، ويخاف من الزيغ بسبب ذلك.. أما عمر فإن الشيطان يسلك غير فجه.. فكيف يكون ابو بكر مقدماً عنده على عمر يا ترى؟!

كما أن من المعلوم: أن ادعاء عصمة عمر بن الخطاب مما لا يوافقه عليه أحد من أهل المذاهب..

علم عمر:
14ـ وقال: «ألا ترى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أتي في المنام بقدح لبن، «فشربته حتى خرج الري من أظافيري، ثم أعطيت فضلي عمر»..

وقيل: ما أولته يا رسول الله؟

قال: العلم.

وما تركه لبناً على صورة ما رآه، لعلمه بموطن الرؤيا، وما تقتضيه من التعبير»([310]).

ولا ندري أين كان عنه هذا العلم حين قال: كل الناس أفقه من عمر، حتى ربات الحجال في خدورهن؟! وأين كان علمه، وهو لم يزل يردد في أكثر من سبعين مورداً: لولا علي لهلك عمر؟!، أو نحو ذلك..

عمر يشاهد الربوبية:
15ـ وقال: «فشاهدوا الربوبية قبل كل شيء، ولهذا تأول ، اللبن لما شربه في النوم، وناول فضله عمر. قيل: ما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم..»([311]).

عمر يجهز الجيش في الصلاة:
16ـ ويقول: «كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجهز الجيش في الصلاة، فإن المؤمن الصادق ماله حديث إلا مع ربه، الخ..»([312]).

إقتداء عمر بالرسول:
17ـ وقد تقدم قوله: «إن الله تعالى أودع الكعبة كنزاً، أراد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أن يخرجه، فينفقه، ثم بدا له في ذلك أمر آخر لمصلحة رآها، ثم أراد عمر بعد أن يخرجه، فامتنع اقتداء برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم..»([313]).

([287]) الفتوحات المكية ج3 ص366 ـ 369 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([288]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص138.
([289]) الوصايا ص67.
([290]) الفتوحات المكية ج3 ص252 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([291]) راجع: الطبقات لابن سعد ج4 ص236 والبحار ج31 ص180 وشرح النهج ج3 ص58 والدر المنثور ج2 ص293 وغير ذلك.
([292]) كشف الخفاء ج2 ص183.
([293]) الآية 20 من سورة الأحقاف.
([294]) أقول: هذا التعبير مستحدث، ولا أظن ابن عربي قد قال ذلك، والله العالم..
([295]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص141 و142.
([296]) الآية 57 من سورة البقرة.
([297]) الآية 20 من سورة الأحقاف.
([298]) راجع الغدير ج6 ص98.
([299]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص154 و155.
([300]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص157.
([301]) هذه الكلمة لأمير المؤمنين ، وهو ينسبها لعمر بن الخطاب.
([302]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص205.
([303]) الفتوحات المكية ج12 ص322
([304]) راجع: الفتوحات المكية ج11 ص374.
([305]) راجع: الفتوحات المكية ج12 ص236.
([306]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة اثالثة) ص197.
([307]) مدينة المعاجز ج2 ص15/18 والهداية الكبرى ص173.
([308]) الوصايا ص54.
([309]) الفتوحات المكية ج3 ص252 بتحقيق إبراهيم مدكور، وعثمان يحيى.
([310]) فصوص الحكم ص86 و87 وراجع ص159.
([311]) الفتوحات المكية ج1 ص257 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([312]) الفتوحات المكية ج7 ص162 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([313]) الفتوحات المكية ج1 ص58 بتحقيق إبراهيم مدكور، وعثمان يحيى.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 07-Aug-2009 الساعة 11:09 AM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 36  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Aug-2009 الساعة : 01:46 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل السادس
شخصيات يعظمها إلى حد التقديس

بداية:
إن تعظيم ابن عربي للشخصيات المناوئة لعلي، وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليه وعليهم، لا يقتصر على أولئك الذين غصبوا الخلافة منه في البداية، بل هو يمتد إلى كل من كان يكره علياً ، ويعين عليه، ويقف في موقع المسيء لذريته، ولشيعته..

إنه يعظم تلك الشخصيات وينتحل لها مواصفات، ويطلق عليها أوصافاً وألقاباً، وينتحل لها مقامات مجيدة وفريدة، مع أنها ليست موالية لأهل البيت، إن لم تكن ممن ساعد وعاضد الآخرين ضدهم، أو هي على الأقل تسير في غير نهجهم ، وتوالي وتؤيد من لم يزل يقف في وجههم، وينكل بشيعتهم..

ونحن نذكر في هذا الفصل بعضاً مما قاله حول هؤلاء، الذين كانوا يسيرون في الإتجاه الآخر، أو أنهم على الأقل، لا يتولونهم، ولا يعترفون بإمامتهم، فنقول:

الخلافة الباطنية والظاهرية للمتوكل:
1ـ قد ذكرنا فيما سبق: أنه يقول: إن ممن حاز الخلافة الظاهرية والباطنية: المتوكل العباسي ومعاوية بن يزيد، وعمر بن عبد العزيز.. و.. و..([314]).

علوم أبي هريرة، ومقاماته:
2ـ وقال: «وشكا لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أبو هريرة: أنه ينسى ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم..

فقال له: يا أبا هريرة، أبسط رداءك..

فبسط أبو هريرة رداءه، فاغترف رسول الله غرفة من الهواء، وثلاث غرفات، فألقاها في رداء أبي هريرة، وقال له: ضم رداءك إلى صدرك.

فضمه إلى صدره، فما نسي بعد ذلك شيئاً يسمعه، وهذا كله من هذا المقام..»([315]).

عائشة ومصحفها:
3ـ ثم إنه يدعي أيضاً تبعاً لروايات أهل السنة: أن لعائشة مصحفاً خاصاً بها، وأن فيه زيادة ليست في مصاحف المسلمين، وهي أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر..

«وقد أثبتتها عائشة أم المؤمنين في مصحفها بواو التوكيد، وهذا في المسألة من أعظم تأييد» ([316]).

أما نحن فنعتقد: أنه لو صح أن عائشة قد أضافت في مصحفها كلمة: «وصلاة العصر» فإنها إنما فعلت ذلك على سبيل التفسير، لا على أنه من القرآن المنزل على رسول الله ..

أو أنها أضافت إلى القرآن ما ليس منه، تحريفاً لكلام الله عن مواضعه..

الطيبات للطيبين نزلت في عائشة:
4ـ وقال: «وقد جعل الطيب تعالى، في هذا الالتحام النكاحي، في براءة عائشة، فقال: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}([317])، فجعل روائحهم طيبة الخ..»([318]).

صورة عائشة في سرقة حرير:
5ـ وقال: «ومقتد برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لما رأى في المنام: أن جبرئيل أتاه بعائشة في سرقة حرير حمراء. وقال له: هذه زوجتك.

فما قصها على أصحابه. قال: إن يكن من عند الله يمضه»..([319]).

مالك بن أنس:
6ـ وقال: «ولهذا كان من علم مالك بن أنس، ودينه، وورعه: أنه إذا سئل عن مسألة في دين الله يقول: نزلت. فإن قيل له: نعم، أفتى. وإن قيل له: لم تنزل، لم يفت»([320]).

الثناء على الحجاج:
إنه يثني ويترحم حتى على الحجاج بن يوسف، فيقول:
«ولقد وفق الله الحجاج رحمه الله لرد البيت على ما كان عليه في زمان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، والخلفاء الراشدين، فإن عبد الله بن الزبير غيَّره، وأدخله في البيت، فأبى الله إلا ما هو الأمر عليه، وجهلوا حكمة الله فيه..»([321]).

لمعاوية رأي في الفقه:
8 ـ بل هو يستشهد في فقهه بآراء معاوية، ويقول: في بعض موارد الزكاة:

«.. وما خالف في ذلك أحد في الصدر الأول، فيما نقل إلينا إلا ابن عباس ومعاوية، لأنه لم يثبت عندهما حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم»([322]).

الفقه الروحاني لابن عمر:
9ـ ويقول: «فانظر إلى فقه عبد الله بن عمر رضي الله عنه، لما تحقق أن الله تعالى يريد التخفيف عن عبده بوضع شطر الصلاة عنه في السفر، ما رأى أن يتنفل، موافقة لمقصود الحق في ذلك، فهذا تفقه روحاني»([323]).

والحقيقة هي أن ابن عمر قد أخذ في هذه المسألة بالفقه الشيعي، الذي خالفه أهل السنة، ولكنه ينسبه إلىابن عمر، ويعتبره تفقهاً روحانياً له..

10ـ كما أنه في مسألة امامة الفاسق قد استدل بائتمام عبدالله بن عمر بالحجاج، فراجع فصل: نبذة من عقائده..

أبو عبيدة أمين هذه الأمة:
11ـ وقال: ومنهم رضي الله عنهم الأمناء، قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: إن لله أمناء، وقال في أبي عبيدة بن الجراح: «إنه أمين هذه الأمة»..([324]).

مع أن أبا عبيدة كان من الرؤوس المدبرة والمؤثرة في إبعاد أمير المؤمنين علي عن الخلافة، وكان هو ثالث الرجلين في هذا الأمر بعد عمر، وأبي بكر..

أحمد بن حنبل، من أئمة الدين:
12ـ وهو يعتبر أحمد بن حنبل من أئمة الدين وحفاظ الشريعة، قال: «حكي أن أخت بشر الحافي سألت أحد أئمة الدين ـ هو أحمد بن حنبل ـ في الغزل الذي تغزله..».

إلى أن قال:
«فأفتاها الإمام المسؤول، وهو أحمد بن حنبل، وأثنى عليها بذلك»..([325]).

ابن حنبل حافظ الشريعة والبطيخ:
13ـ ويقول: «لم يتسموا بأنبياء ولا برسل، وأخلصوا في اتباع آثارهم، قدماً بقدم، كما روي عن الإمام أحمد بن حنبل المتبع، المقتدي، سيد وقته في تركه أكل البطيخ، لأنه ما ثبت عنده كيف كان يأكله رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فدل ذلك على قوة اتباعه كيفيات أحوال الرسول في حركاته وسكناته، وجميع أفعاله وأحواله.

وإنما عرف هذا منه، لأنه كان في مقام الوراثة في التبليغ والإرشاد، بالقول، والعمل، والحال، لأن ذلك أمكن في نفس السامع..

فهو ـ أي ابن حنبل ـ وأمثاله حفاظ الشريعة على هذه الأمة..»([326]).

ونقول:
إن قوله: لأن ذلك أمكن في نفس السامع قد يوحي بأنه إنما يفعل ذلك على سبيل التظاهر به للعوام، لا لأجل قوة الاتباع.

ثم إن ذلك يوحي إلى العوام بأن ابن حنبل كان عارفاً بجميع كيفيات أكل النبي لجميع الفواكه، والخضار، والأغذية، وأن لديه روايات بذلك كله!!..

الزبير، وارث معجزات الرسول:
14ـ قال: «.. ومنهم ـ رضي الله عنهم ـ الحواريون. وهو واحد في كل زمان، لا يكون فيه اثنان. فإذا مات ذلك الواحد، أقيم غيره.

وكان في زمان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ـ الزبير بن العوام، هو كان صاحب هذا المقام، مع كثرة أنصار الدين بالسيف.

فالحواري (هو) من جمع في نصرة الدين بين السيف والحجة، فأُعْطِى العلم، والعبارة والحجة، وأُعْطِى السيف، والشجاعة والإقدام.

ومقامه التحدي في إقامة الحجة على صحة الدين المشروع، كالمعجزة التي للنبي. فلا يقوم بعد رسول الله ـ صلى الله عليه [وآله] وسلم ـ بدليله الذي يقيمه على صدقه فيما ادعاه، إلا حواريه.

فهو يرث المعجزة، ولا يقيمها إلا على صدق نبيه ـ صلى الله عليه [وآله] وسلم..»([327]).

ونقول:
أين يكون الزبير من الإمام علي ، في جهاده وشجاعته، وقوة حجته في نصرة هذا الدين؟!. وأين هي تلك الاحتجاجات التي أثرت عن الزبير؟ هل يستطيع ابن عربي أو غيره، أن يقدم لنا نموذجاً يحسن السكوت عليه منها؟!

بل أي ميزة للزبير على أبي دجانة والمقداد، ليكون الزبير ناصراً للدين بسيفه دونهما، أو مجادلاً بالحق عن أهل الحق، بما جعل له امتيازاً عليهما أو على غيرهما من الصحابة المجاهدين الأخيار..

علماء بمنزلة الأنبياء:
15ـ ومن جملة الشواهد على عدم تشيع ابن عربي، أنه قد ذكر علماء الأمة الذين هم ـ عنده ـ كأنبياء بني إسرائيل، فقال: «كعلماء الصحابة، ومن نزل عنهم من التابعين، وأتباع التابعين..

كالثوري..

وابن عيينة..

وابن سيرين..

والحسن..

ومالك..

وابن أبي رباح..

وأبي حنيفة..

ومن نزل عنهم..

كالشافعي..

وابن حنبل..

ومن جرى مجرى هؤلاء إلى هلم جراً في حفظ الأحكام..

وطائفة أخرى من علماء هذه الأمة، يحفظون عليها أحوال الرسول، وأسرار علومه..

كعلي..

وابن عباس..

وسلمان..

وأبي هريرة..

وحذيفة..

ومن التابعين..

كالحسن البصري..

ومالك بن دينار..

وبنان الحمال..

وأيوب السختياني..

ومن نزل عنهم..

كشيبان الراعي..

وفرح الأسود المعمر..

والفضيل بن عياض..

وذي النون البصري.. (أو المصري)..

ومن نزل عنهم..

كالجنيد..

والتستري..

ومن جرى مجرى هؤلاء السادة في حفظ الحال النبوي، والعلم المدني..»([328]).

ولا نحتاج بعد هذا إلى أي تعليق أو إيضاح..

16ـ وقد تقدم أنه يقول عن الشافعي: «إنه كان من الأربعة الأوتاد، وكأن قيامه بعلم الشرع حجبه عن أهل زمانه ومن بعده.

روينا عن بعض الصالحين: أنه لقي الخضر، فقال له: ما تقول في الشافعي؟

فقال: هو من الأوتاد.

فقال: فما تقول في أحمد بن حنبل؟

قال: رجل صديق.

قال: فما تقول في بشر الحافي؟

قال: ما ترك بعده مثله.

فهذه شهادة الخضر في الشافعي رحمه الله..»([329]).

([314]) الفتوحات المكية ج11 ص274 و275 بتحقيق إبراهيم مدكور، وعثمان يحيى وراجع: الاثنا عشرية ص170 و171.
([315]) الفتوحات المكية ج3 ص382 و384 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([316]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص311.
([317]) الآية 26 من سورة النور.
([318]) فصوص الحكم ص221
([319]) راجع: الفتوحات المكية ج10 ص ـ تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([320]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص468 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([321]) راجع: الفتوحات المكية ج10 ص329 و330 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([322]) الفتوحات المكية ج9 ص77 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([323]) الفتوحات المكية ج6 ص49 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([324]) راجع: الفتوحات المكية ج11 ص362 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([325]) الفتوحات المكية ج4 ص79 و80 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([326]) الفتوحات المكية ج4 ص83 و84 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([327]) الفتوحات المكية ج11 ص283 تحقيق عثمان يحيى وإبراهيم مدكور.
([328]) الفتوحات المكية ج2 ص361 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([329]) الفتوحات المكية ج13 ص491 و492 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 37  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Aug-2009 الساعة : 01:01 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل السابع
قبائح أم مدائح..

توطئة:
تقدمت في الفصول السابقة موارد ظهر منها: أن ابن عربي يتوسل حتى بما فيه وهن لمقام رسول الله ، بهدف تعظيم أناس آخرين، أو لتأكيد اعتقاد، أو مفهوم خاطئ، أو فكرةٍ غريبة عن العقيدة الصحيحة، وعن الحديث، والتاريخ الصحيح..

وسوف نذكر هنا: نبذة أخرى مما يدخل في نطاق القبائح التي يسوّقها على أنها مدائح، فنقول:

النبي يدافع عائشة لأجل الطعام:
1ـ قال ابن عربي: «دعا بعض أصحاب النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى طعام. فقال له النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: أنا وهذه؟ وأشار إلى عائشة.

فقال الرجل: لا.

فأبى أن يجيب دعوته صلى الله عليه [وآله] وسلم، إلى أن أنعم له فيها أن تأتي معه.

فأقبلا يتدافعان إلى منزل ذلك الرجل: النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، وعائشة الخ..»([330]).

ونقول:
انظر إلى هذا الرجل كيف مدح عائشة بذم رسول الله !! وإلا!!

فما هذا الحب العارم منه لعائشة؟!

وما هذا الإصرار منه على رجل في استضافة من لا يرغب في استضافته؟؟

وما هذا التدافع بين نبيٍ وزوجته؟

وهل يدافع نبي، الآخرين من أجل الطعام؟!

وهل هذا مما يليق بالأنبياء؟!

ولماذا لا يفسح المجال لها، ويؤثرها على نفسه؟ ألم يمدح الله تعالى الذين {يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}([331]).

وهل يتناسب هذا التدافع مع إصراره على ذلك الرجل باستصحابها إلى ذلك الطعام؟!

العلم المكنون لعائشة وحفصة:
انه يذكر: أنه سأل الثقة، من العلماء، عن الإمام المبين. فكان مما قاله له:

«الذي ذكر الله في حق امرأتين من نساء رسول الله، ثم تلا: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}([332]).. فهذا أعجب من ذكر الجنود، فأسرار الله عجيبة..

فلما قال لي ذلك سألت الله: أن يطلعني على فائدة هذه المسألة، وما هذه التي جعل الله نفسه في مقابلتها، وجبريل، وصالح المؤمنين، والملائكة؟!

فأُخبرت بها، ما سررت بشيء سروري بمعرفة ذلك، وعلمت لمن استندتا هاتان المرأتان، ومن يقويهما.

ولولا ما ذكر الله نفسه في النصرة، ما استطاعت الملائكة، والمؤمنون مقاومتهما، وعلمت أنهما حصل لهما من العلم بالله، والتأثير في العالم ما أعطاهما هذه القوة، وهذا من العلم الذي كهيئة المكنون، فشكرت الله على ما أولى..

فما أظن أحداً من خلق الله استند إلى ما استند هاتان المرأتان..

يقول لوط : {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}([333]).. فكان عنده الركن الشديد، ولم يكن يعرفه. فإن النبي قد شهد له بذلك، فقال: يرحم الله أخي لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركن شديد..

وعرفتاه عائشة وحفصة، فلو علم الناس علم ما كانتا عليه لعرفوا معنى هذه الآية: {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}([334]) ..»([335]).

ونقول:
انظر كيف يحول ابن عربي آياتٍ، ذمَّ الله تعالى فيها عائشة وحفصة على تظاهرهما على رسول الله ، حتى لقد ضرب الله لهما مثلاً بامرأتي نوح ولوط، الكافرتين ـ يحوله ـ إلى أعظم المدح والثناء.

ويعتبر أن ما فعلتاه من أذى وتظاهر على رسول الله من دلائل علمهما المكنون بالله تعالى، وأن علمهما هذا قد أعطاهما القدرة على التأثير في العالم إلى حد احتاج معه الرسول إلى الاستعانة بالله، وبالملائكة، وجبرئيل، وصالح المؤمنين..

مع أن الله تعالى قد نصر المؤمنين في بدر، وهم أذلة، ولم يزد على أن أيدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين.

فكان كيد من تظاهر على رسول الله أعظم خطراً عليه من خطر حرب أحد، والأحزاب، وحنين، و.. و..

([330]) راجع: الفتوحات المكية ج11 ص120 و121 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، وج1 ص734 ط دار الكتب العلمية الكبرى بمصر.
([331]) الآية 9 من سورة الحشر.
([332]) الآية 4 من سورة التحريم.
([333]) الآية 80 من سورة هود.
([334]) الآية 4 من سورة الأحزاب.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 38  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Aug-2009 الساعة : 01:14 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


دفاعه عن بدعة معاوية ومدحه له:
3ـ وحين أراد أن يصوَّب معاوية في ما أحدثه في صلاة العيد، وأنه قد فهم أن ذلك جائز له، قال:
«وكذلك ما أحدثه معاوية كاتب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وصهره، خال المؤمنين، فالظن بهم (الصحابة) جميل رضي الله عن جميعهم، ولا سبيل إلى تجريحهم، الخ..»([336]).

الطعن المبطن برسول الله :
4ـ وقال: «ورد في الحديث الصحيح: عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، أنه قال لبلال: يا بلال سبقتني إلى الجنة، فما وطئت منها موضعاً إلا سمعت خشخشة أمامي.

فقال: يا رسول الله، ما أحدثت قط، إلا توضأت، ولا توضأت إلا صليت ركعتين..

فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: بهما([337]).

ونقول:
إن هذه الروايات، وأمثالها تشتمل على طعن مبطن بالرسول ، إلى حد أن انساناً عادياً، من سائر الناس، يسبقه إلى أعمال الخير في الدنيا، ويفوز بقصب السبق عليه في الآخرة..

فما هذا الرسول الذي يقصر في عمل الصالحات؟

ويجهل أو يغفل ـ على الأقل ـ عما ينال به المقامات؟!..

وهل أحد سواه علّم بلالاً أن يفعل ما فعل لينال ما نال؟!..

أم أن بلالاً قد وصل إلى ما وصل إليه عن طريق الصدفة، ومن دون تعليم ودلالة؟!.

فلماذا لم يعلِّم الله تعالى رسوله هذا الأمر؟!، وترك معارفه ناقصة إلى هذا الحد؟!

إننا لا ندري كيف نداوي هذه الجراح التي تنال مقام رسول الله ، من قِبَل أناس تفننوا في وضع الحديث عليه، تبعاً لأسلافهم الذين اضطر رسول الله إلى فضح أمرهم، حين خطب الناس، وقال: ألا وإنه قد كثرت علي الكذابة، فمن كذب علي عامداً، فليتبوأ مقعده من النار أو نحو ذلك.. وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين في نهج البلاغة أيضاً.

إهانات أبي بكر للرسول :
ومن الفضائح التي يجعلها مدائح، قوله:
5ـ «روينا بالسند الصحيح، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، خرج حين توفي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر..

فأبى عمر أن يجلس..

فقال: إجلس يا عمر..

فتشهد أبو بكر، ثم قال:
أما بعد، فمن كان يعبد محمداً صلى الله عليه [وآله] وسلم، فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله عز وجل، فإن الله حي لا يموت. ثم تلا قوله تعالى:

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}([338])..
فسكن جأشهم بالقرآن، وهو لم يزل ساكن القلب مع الرحمان»

إلى أن قال:
إن نفسه «.. قالت: لا والله يا وليي، إنما أنا بين فناء وبقاء، وتلاشي وانتعاش، وإقبال وإدبار، ووصول ورجوع، وما كنت فهمت قط هذا من هذا الكلام، والذي خرج من فم الصديق، حتى نبهتني عليه، ولا سمعته من أحد من أشياخنا ولا رأيته..

على أن ان بحثاً وأسراراً في الصحابة، وتعظيمهم ومكانتهم ما سُبِقْت إليها، ولا رأيت أحداً ممن لقيته من أصحابنا عثر ذلك، إلا أنهم يجمحون عليه، ويحومون حوله الخ..»([339]).

ونقول:
ألف: إن هذا المقطع الذي ذكرناه، قد تضمن كلاماً جافياً وقاسياً، خالياً من أي لياقة، يرتبط برسول الله ، حتى كأنك تشعر أنه يتكلم عن طاغية أو عن جبار، قد تخلص الناس منه، أو مدّع لمقام ليس له، قد غش الناس، واستحوذ عليهم حتى عبدوه..

وقد جاءت هذه الكلمات الجريئة في احرج اللحظات، وهي لحظات اللوعة، والحرقة، والحنان، والحنين، والأسى والحزن، لفقد من يفترض أن يكون أحب إليهم من آبائهم، وأزواجهم، وذرياتهم، وأنفسهم، ومن كل شيء.

ب: كما أننا لاندري من أين جاء بفرضية وجود من يعبد محمداً. إلى حد أنه سوغ لنفسه أن يطلق هذه الفرضية في هذا الوقت بالذات، ويجعل من الذين يعبدون محمداً .. فريقاً يقابل به من كان يعبد الله..

ج: إن أبابكر قد جاء بشيء لم يخف على أحد من الصحابة، ولا على غيرهم من البشر، وان عمر بن الخطاب قد ادعى خلافه، لحاجة في نفسه قضاها، فكيف يدعي ابن عربي: أن ابا بكر قد جاء بأمر غفل عنه غيره؟ وقد ألمحنا إلى ذلك في فصل سابق، حيث نقلنا هناك عبارة مشابهة لهذه..

د: إننا نقول: إن المشكلة تكمن في عدم التحلي بالمستوى المطلوب بالإيمان الصادق بنبوته ، وليست المشكلة في وجود عابد له ، ولأجل ذلك لم يحدثنا التاريخ بشيء يدل على وجود مغال فيه ، أو عابد له.

ورغم ذلك كله، فإن ابن عربي لم يزل يعطي قائل هذه الكلمات بالذات الأوسمة، والمقامات لنفس مقولاته الجريئة هذه. ويجعله يرتفع بها لينال أعظم مراتب الزلفى عند الله!!

نزول السكينة على أبي بكر:
ويقول: عن أبي بكر أيضاً:
«رب عبد يخص بشهود المعية، ولا يتعدى ذلك منه إلى أتباعه، كقول موسى لبني إسرائيل: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}([340]).

ورب عبد يتعدى منه نوره إلى أتباعه، فيشهدون به سر المعية، كقول سيدنا محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم: {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}([341]).. ولم يقل: معي، لأنه أمدّ أبا بكر بنوره، فشهد سر المعية..
ومن هنا يفهم سر إنزال السكينة على أبي بكر رضي الله عنه، وإلا لم يثبت تحت أعباء هذا التجلي والشهود.

وأين معية الربوبية في قصة موسى ، من معية الإلهية في قصة نبينا صلى الله عليه [وآله] وسلم»..([342]).

ونقول:
انظر أيها القارئ العزيز كيف أنه بهذا البيان قد حوَّل ما فيه مؤاخذة لأبي بكر، ليصبح من أعظم فضائله ومقاماته.. وذلك بعد أن أفسد سياق الآية القرآنية، بدعوى أن السكينة إنما أنزلها الله على أبي بكر، رغم أن الضمير في الآية يرجع إلى رسول الله ، إذ إن التأييد الإلهي بالجنود إنما هو لرسوله، في قوله تعالى: {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا}([343])..

ثم إنه قد حاول تعمية الأمر في موضوع حزن أبي بكر، الذي دل على أن أبا بكر قد رأى الآيات التي هي واضحة الدلالة على أن الله يرعى نبيه، ويحفظه، حيث نسجت العنكبوت، ونبتت الشجرة، وباضت الحمامة الوحشية، وجلست على بيضها بباب الغار.

ولكن ذلك كله لم يفد في طمأنة أبي بكر إلى لطف ورعاية الله سبحانه، وحفظه لنبيه!!!

وأما الكلام عن أن الحزن إنما يكون على أمر قد فات ومضى، وليس المراد بالحزن الخوف مما يأتي من مصائب وبلايا ـ أما هذا ـ فلا نريد الدخول في تفاصيله، ولا حشد الشواهد له، تأييداً أو تفنيداً، رغم توقعاتنا: أنه سوف ينتهي بنا إلى نتيجة لا تصب في مصلحة أبي بكر.

بقي أن نشير إلى ما ذكره ابن عربي عن المعية الالهية، فإن المعية بالنسبة لموسى قد جاءت من موقع الربوبية، لتيسر له صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا و آله سبيل الهداية.. التي كان يحتاج إليها..

ولكن ما يحتاج إليه رسول الله ، في هذا الظرف الصعب هو المعية التي هي من مقتضيات مقام الألوهية، لأن ردَّ كيد أولئك العتاة الطغاة، إنما من موقع القادرية، والقاهرية، والعزة، والجبارية، والانتقام الإلهي..

مقارنة.. وعبرة:
قد قلنا: إنه قد علم الخاص والعام: أن أبا بكر قد حزن في يوم الغار، رغم أنه كان في موضع الأمن والأمان، وكان يرى الآيات البينات الواحدة تلو الأخرى، تتظافر لتدل على أن الله تعالى يرعى نبيه، ويهيء له سبل النجاة من كيد أعدائه، بعد أن استنفد النبي كل وسائله البشرية..

أما علي ، فقد كان في موضع الخطر الأكيد والشديد، يواجه احتمالات القتل والتقطيع بالسيوف إرباً إرباً، بيد أعدائه الممتلئين حقداً وحنقاً وغيظاً ولم يكن هناك أية بادرة، أو اشارة مهما كانت إلى ما يخالف هذه التوقعات أو يؤثر على مستوى ودرجة صدقيتها..

ولكن الأمور تنقلب عند ابن عربي رأساً على عقب، فاستمع إليه واقرأ أقواله لتعرف كيف يصور هذه القضية:

{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}: قالها أبو بكر:
7ـ ويقول: «.. {وَالْفَجْر}([344]). ومعناه الباطن الجبروتي {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}([345]). وهو الغيب الملكوتي، وترتيب النقطتين الواحدة مما تلي.. والثانية مما تلي الألف. والميم هو رمز وجود العالم الذي وجد فيهم.

والنقطة التي تليه أي تلي الميم، أبو بكر رضي الله عنه. والنقطة التي تلي الألف محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم.

وقد تقببت الياء عليهما، أي على النقطتين، أي على محمد وأبي بكر، كالغار، {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}([346]) فإنه، أي أبو بكر، واقف مع صدقه. ومحمد واقف مع الحق، في الحال الذي هو عليه في ذلك الوقت..

فهو الحكم كفعله يوم بدر في الدعاء والإلحاح، وأبو بكر عن ذلك صاح، فإن الحكيم هو الذي يوفي المواطن حقها.

ولما لم يصح اجتماع صادقين معاً، لذلك لم يقم أبو بكر في حال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، وثبت مع صدقه، فلو فقد النبي في ذلك الموطن، وحضره أبو بكر، لقام في ذلك المقام الذي أقيم فيه رسول الله، لأنه ليس ثم أعلى منه يحجبه عن ذلك، فهو رضي الله عنه صادق ذلك الوقت وحكيمه، وما سواه تحت حكمه..

فلما نظرت نقطة أبي بكر إلى الطالبين أثرهما، أسف عليه، أي على النبي، فأظهر الشدة، وغلب الصدق، وقال: {لاَ تَحْزَنْ} لأثر ذلك الأسف على النبي، {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} كما أخبرتنا..

وإن جعل منازع: أن محمداً هو القائل لم نبال، لما كان مقامه صلى الله عليه [وآله] وسلم الجمع والتفرقة معاً، وعلم من أبي بكر الأسف، ونظر إلى الألف، فتأيد، وعلم أن أمره مستمر إلى يوم القيامة. قال: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}([347])..

وهذا أشرف مقام ينتهي إليه الذي هو تقدم الله عليك: «ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله»، شهود بكري، وراثة محمدية..

وخاطب الرسول الناس بـ «من عرف نفسه عرف ربه» وهو قوله يخبر عن ربه تعالى: {كَلاّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}([348])..

والمقالة عندنا إنما كانت لأبي بكر رضي الله عنه..

ويؤيدنا قول النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً.

فالنبي ليس بمصاحب، وبعضهم أصحاب بعض، وهم له أنصار وأعوان، فافهم إشارتنا تهد إلى سواء السبيل»([349])..

فهل بعد هذا يمكن أن يدعي أحد أن ابن عربي شيعي، سواء بالمعنى الأخص أو بالمعنى الأعم للتشيع؟!

دفاع عن صلاة أبي بكر:
ثم إنه يذكر صلاة أبي بكر بالناس في المرض الذي توفي فيه رسول الله ، ثم مبادرة رسول الله إلى عزله، ثم صلاته بنفسه بالناس،

برغم مرضه، ويقول: إنه لا يستبعد صحة التأويل الذي ذكره الطحاوي، من أن أبا بكر كان هو الإمام للناس بما فيهم رسول الله .. وإليك نص كلامه:

8 ـ «فكان الناس يقتدون بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. فقال الطحاوي: معنى الاقتداء هنا: أنه كان أبو بكر يخفف لأجل مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم»([350]).

مع أن الثابت أنه صلى الله قد عزله، وصلى هو بنفسه بالناس، وأهل التحقيق يعرفون ذلك.

ومع أن من يخفف صلاته رحمة بالضعفاء خلفه، لا يقال إنه قد اقتدى بمن خلفه، وأئتم به..

تصحيح بدعة التثويب:
9ـ يقول عن التثويب، وهو قول: الصلاة خير من النوم، في صلاة الصبح:

«وأما مذهبنا فإنا نقول به شرعاً، وإن كان من فعل عمر، فإن الشارع قرره بقوله: من سن سنة حسنة..

ولا نشك أنها حسنة ينبغي أن تعتبر شرعاً..

وهي بهذا الاعتبار من الأذان المسنون، إلا في مذهب من يقول: إن المسنون هو الذي فُعِل في زمان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وعرفه، وقرره. أو يكون هو الذي سنه صلى الله عليه [وآله] وسلم»([351]).

أبو بكر مجتهد في قتل مانعي الزكاة:
10ـ وهو يعتبر أن ما فعله أبو بكر بمانعي الزكاة، كان رأياً فقهياً له..([352]).

مع أن هؤلاء إنما منعوا الزكاة عنه، لأنهم يعتقدون أنه غاصب لمقام الخلافة، ولا يجوز لهم، ولا تبرأ ذمتهم باعطاء هو زكاة أموالهم له..

اجتهاد عثمان ضد اجتهاد الرسول:
11ـ ذكر أن ثعلبة بن حاطب امتنع عن إعطاء الزكاة، فنزلت فيه آية: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}([353]).. فلما بلغ ثعلبة ذلك جاء بزكاته، فلم يأخذها منه رسول الله ، وكذلك أبو بكر، وعمر من بعده، ولكن عثمان أخذها منه، متأولاً: أنها حق الأصناف الذين أوجب الله لهم هذا القدر في عين هذا المال..

ثم قال: «وهذا الفعل من عثمان من جملة ما انتقد عليه، وينبغي أن لا ينتقد على المجتهد حكم ما أداه إليه اجتهاده، فإن الشرع قد قرر حكم المجتهد.

ورسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ما نهى أحداً من أمرائه أن يأخذ من هذا الشخص صدقته، وقد ورد الأمر الإلهي بإيتاء الزكاة.

وحُكْمُ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، في مثل هذا، قد يفارق حكم غيره، فإنه قد يختص رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بأمور لا تكون لغيره، لخصوص وصف، إما تقتضيه النبوة مطلقاً، أو نبوته صلى الله عليه [وآله] وسلم..».

إلى أن قال:
«فمن شاء وقف لوقوفه صلى الله عليه [وآله] وسلم، كأبي بكر، وعمر.. ومن شاء لم يقف كعثمان، لأمر الله بها».

إلى أن قال تعقيباً على ذلك:
«فساغ الإجتهاد، وراعى كل مجتهد الدليل الذي أداه إليه اجتهاده، فمن خطَّأ مجتهداً فما وفاه حقه.

وإن المخطئ والمصيب منهم واحد لا بعينه»([354]).
وسؤالنا: هل النبي عن اجتهاد،؟!

وهل يخطئ النبي في اجتهاده؟!

ومن هو المصيب؟ عثمان، أم رسول الله ؟!..

([335]) الفتوحات المكية ج3 ص151 و152 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([336]) الفتوحات المكية ج7 ص458 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([337]) الفتوحات المكية ج5 ص64 وج11 ص382 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. وراجع رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص438.
([338]) الآية 144 من سورة آل عمران.
([339]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص130.
([340]) الآية 62 من سورة الشعراء.
([341]) الآية 40 من سورة التوبة.
([342]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص488 و489.
([343]) الآية 40 من سورة التوبة.
([344]) الآية 1 من سورة الفجر.
([345]) الآية 4 من سورة الفجر.
([346]) الآية 40 من سورة التوبة.
([347]) الآية 40 من سورة التوبة.
([348]) الآية 62 من سورة الشعراء.
([349]) الفتوحات المكية ج2 ص180 و181 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([350]) الفتوحات المكية ج7 ص151 و152 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([351]) الفتوحات المكية ج6 ص128 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([352]) الفتوحات المكية ج8 ص269 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([353]) الآية 77 من سورة التوبة.
([354]) الفتوحات المكية ج8 ص194 و195 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([355]) الآية 230 من سورة البقرة.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 39  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Aug-2009 الساعة : 12:46 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


تصويب عمر في ما أحدثه في الطلاق:
12ـ وقال: «وسألت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في تلك الرؤيا عن المطلقة بالثلاث في لفظ واحد، وهو أن يقول لها: أنت طالق ثلاثاً؟

فقال لي صلى الله عليه [وآله] وسلم: «هي ثلاث كما قال: [فـ] لا تحلُّ له [من بعد] حتى تنكح زوجاً غيره».

فكنت أقول له: يا رسول الله! فإن قوماً من أهل العلم يجعلون ذلك طلقة واحدة؟

فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أولئك حكموا بما وصل إليهم، وأصابوا.

ففهمت من هذا تقرير حكم كل مجتهد، وأن كل مجتهد مصيب، فكنت أقول له: يا رسول الله، فما أريد في هذه المسألة إلا ما تحكم به أنت إذا استفتيت، وما لو وقع منك ما كنت تصنع؟

فقال: هي ثلاث كما قال: لا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره.

فرأيت شخصاً قد قام من آخر الناس، ورفع صوته وقال بسوء أدب، يخاطب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، يقول له:

يا هذا ـ بهذا اللفظ ـ لا نحكِّمك بإمضاء الثلاث، ولا بتصويبك حكم أولئك الذين ردوها إلى واحدة!

فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم غضباً على ذلك المتكلم، ورفع صوته يصيح:

هي ثلاث كما قال [تعالى]: {لاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}([355])، تستحلون الفروج؟!

فما زال صلى الله عليه [وآله] وسلم يصيح بهذه الكلمات حتى أسمع من كان في الطواف من الناس، وذلك المتكلم يذوب ويضمحل حتى ما بقي منه على الأرض شيء.

فكنت أسأل عنه: من هو هذا الذي أغضب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم؟

فيقال لي: هو إبليس لعنه الله. فاستيقظت..»([356]).

ونقول:

إن ابن عربي يريد بهذه الدعاوى:

أولاً: أن يصوِّب ما جاء به عمر بن الخطاب من عند نفسه، فإنه هو الذي أمضى طلاق الثلاث على الناس.

ثم هو يريد أن يجعل لهذا الفعل من جهة صلة بالرسول ، ولو في المنام.. ويخرجه عن كونه بدعة.

ثانياً: إنه يريد أن يقرر مبدأ التصويب الباطل، الذي رفضه شيعة أهل البيت، استناداً إلى الأدلة النقلية والعقلية..

ثم إنه يتابع مدحه لعمر وعثمان، بما كان ينبغي ستره عليهما، لأنه يشتمل أمر مشين لهما، ومن ذلك:

ألف: معصية عمر فضيلة له:
13ـ قد ذكر أن نفسه قد ضربت له مثلاً بعمر بن الخطاب، الذي روي عنه «بالسند المتصل إليه: أنه لما أسلم، قال له النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: يا عمر، استره.

قال رضي الله عنه: «والذي بعثك بالحق لأعلننه، كما أعلنت الشرك»..([357]).

فقد تضمن هذا الحديث الذي يريد أن يجعله من فضائل عمر، مخالفة صريحة من قبل عمر لأمر رسول الله، إذ إن الرسول يأمره بستر إسلامه ـ وعمر يحلف ليعلننه!!.

فهل هو أشجع من رسول الله؟!

أم أنه أعرف بالمصلحة منه؟!

أم أن الله أوحى إليه بخطأ النبي في هذه الواقعة؟!

ألا يخشى من أن يتسبب إعلانه لإسلامه بضرر على الإسلام، وعلى المسلمين؟!

وأين كانت هذه الشجاعة عنه في بدر، وفي أحد، وخيبر، وحنين وو.. ولماذا يشجع هنا، ويفر هناك، تاركاً رسول الله ليواجه خطر القتل؟!

ب: عثمان الزاهد:
14ـ ثم إنه وهو يخاطب نفسه، ضرب لها مثلاً آخر بعثمان، فقال:

«.. قلت: نعم، هذا عثمان بن عفان رضي الله عنه، روينا عنه بالسند الصحيح، عن شرحبيل بن مسلم: أن عثمان رضي الله عنه، كان يطعم الناس طعام الإمارة، ويدخل في بيته، فيأكل الخبز والزيت.

ناشدتكِ الله، هل فعلتِِ هذا مع أصحابكِ قط، آثرتِهم باللطيف، واستأثرتهم بالخشن الخ..»([358]).

وهذه المناشدة تعطينا: أنه لا يرى عثمان مستأثراً ببيت المال لنفسه، ولذويه، بل هو بكلامه هذا يجعله من أعظم الزاهدين.

مع أننا قد ذكرنا في كتاب «مختصر مفيد» بعضاً من أفاعيل عثمان ببيت مال المسلمين، فراجع ذلك الكتاب حين الحديث عن جيش العسرة..

ج: محاولة الطعن بعلي :
15ـ ثم يسوق الكلام مع نفسه إلى أن يصل إلى علي أمير المؤمنين ، فيحاول أن يدس في كلامه ما ينقص من قدره ، ويثير حوله أكثر من شبهة وسؤال، وذلك حين يشير إلى قضية مكذوبة تتحدث عن تسبيح الحصى في كف النبي، وعمر، وعثمان، وسكوته في كف علي..

فاستمع إليه، وهو يتابع مناشدته لنفسه، فيقول لها:

«يا نفس هذا علي رضي الله عنه، على تمكنه فيما تدعينه من المقام والحال، قد علم المقام، وعمله، وأحكمه، ووفى الحقائق حقها على أتم الوجوه»..

إلى أن قال:

«انظري يا نفس إلى تمكنه في المعارف، وتبرزه في صدور المواقف، وضربه بيده إلى صدره، فيقول: إن ها هنا لعلوماً جمة، لو وجدت لها حملة»..

إلى أن قال:

«فلم يعْلَق بقلبه كون، ولم يحجبه ذلك كله عن تحققه في المشاهدة، بل ذلك تمكين على تمكين»..

ثم ناشد نفسه، فقال لها:

«هل صاحبت هذا الحال استصحاب هذا الإمام؟!».

إلى أن قال:

«ومن مثل علي، وهذا مقامه؟!، ومن يعادله وهذا كلامه؟!، لو لم ينبه لغفلتنا عن شرف منزلته إلا بسكوت الحصى في كفه، لكان ذلك تنبيهاً لكل قلب نبيه!!»([359]).

ونقول:

إذا كانت الحصى قد سبحت في كف رسول الله ، فلماذا سكتت في كف علي ؟! فإن كان تسبيحها في يده كرامة له، فإن سكوتها في يد علي يشير إلى ضد ذلك، وإن كان سكوتها في يد علي كرامة له، فكيف نفسر تسبيحها في يد رسول الله ..

فقاهة عمر:
16ـ قد تقدم في فصل: عمر بن الخطاب، الولي المعصوم: «تحت عنوان: عمر فقيه يشهد له الرسول » أن عمر قد قد فسر قوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} ([360]) تفسيراً خاطئاً.. ولكن ابن عربي قد جعل ذلك من فضائل عمر وكراماته، فراجع ما ذكرناه.

خاتمة المطاف:
واننا في الختام نعيد التأكيد على بضعة نقاط، هي التالية:

1 ـ هل كل ما تقدم كان تقية؟!

وبعدما تقدم نقول:

أولاً: إن ما ذكرناه في الفصول المتقدمة، على كثرته، وتنوعه، ما هو إلا غيض من فيض، مما جاء في مؤلفات محي الدين ابن عربي.. وكنا نستطيع: أن نذكر أضعاف ذلك، ولكننا أضربنا عنه خشية أن نكون قد اقترفنا بذلك جريمة اغتيال بغيض لوقت القارئ، وتسببنا بنفاد صبره، وتضييع جهده..

كما أن ذلك قد يكون غمطاً لحقه، إذا كان ممن تكفيه الإشارة، إذ لا تبقى هناك حاجة إلى حشد النصوص له بهذه الغزارة..

ثانياً: إن احتمال أن يكون ابن عربي قد استعمل التقية في جميع ذلك وسواه مما أضربنا عن ذكره، ما هو احتمال بارد ورأي فاسد، وتمحل غير وارد..

إذ إن ذلك يفقد كتبه مصداقيتها، خصوصاً إذا كان ثمة شك كبير في أن يكون مبرر للتقية بهذا المستوى في عصره، وفي المناطق التي عاش فيها، وهو الذي لم يكن ملزماً بالإقامة في بلد بعينه، وقد كان ينتقل من مكان إلى مكان، فهل كانت التقية مهيمنة عليه في هذه الأقطار جميعاً؟!

وهل كان غير قادر على التحول عنها إلى مواضع لا يحتاج فيها إلى التقية؟

وإن كان عاجزاً عن ذلك، فلماذا قدر على التحول من بلاد المغرب إلى مكة وإلى الشام وبغداد، والموصل، ومصر، وغير ذلك.. وعجز عن مواصلة تحوله ليصل إلى بلاد الشيعة فيحل فيها، ويكتب فيها ما أحب، ويصرح بما يريد، تماماً كما حل في مكة، فكتب الفتوحات المكية، أو كما حل في الشام فكتب فصوص الحكم؟!

ولماذا ـ لو كان شيعياً ـ يصر على العيش في بلاد السنة، التي لا يتمكن فيها من الجهر بعقائده، وممارسة عباداته، فليأت إلى بلاد أهل نحلته، ليعيش فيها، ويصرح في مؤلفاته بما يريد، تماماً كما هو حال سائر علماء الشيعة، الذين صرحوا في مؤلفاتهم بكل ما عندهم.

ثالثاً: إذا كان الأمر كذلك حقاً، فلماذا ظهرت التقية بهذا الحجم، عند خصوص هذا المؤلف، دون غيره ممن عاصره، وعاش في نفس الظروف التي عاش فيها؟!

رابعاً: إنه يذكر في حق الشيعة أموراً مخترعة ومصطنعة، لا يحتاج إليها لدفع شر الأعداء عنه، بل كان يكفيه أن يظهر رفضه لمقالة الشيعة، ثم يتجنب ذكرهم، ويهمل أمرهم. وليس ثمة ما يضطره إلى ادعاء رؤيتهم بصورة خنازير، ولا إلى غير ذلك مما ذكرنا طرفاً منه..

كما أنه يكفي في التقية في أمر الخلفاء: أن يظهر ما يقوله أهل السنة فيهم، فلا يطلب منه أهل السنة أن يترحم على الحجاج، ولا على أن يرفع المتوكل إلى درجة الأولياء، ولا أن يدعي أنه عرج به إلى السماء؛ فرأى أبا بكر على العرش.. إلى غير ذلك من أمور عجيبة وغريبة.

إن ذلك كله لا تفرضه التقية عليه، بل لا يفرضه عليه سوء السريرة، وخبث الباطن..

خامساً: إن مدائحه العجيبة، والغريبة لنفسه، وما ادعاه من عروج متكرر، ومن أنه بقي في خلوته تسعة أشهر بلا طعام، وأنه هو خاتم الأولياء، كما كان النبي خاتم الأنبياء، وغير ذلك مما تقدم بعضه..

إن ذلك كله، لا تفرضه عليه تقية ولا غيرها!! بل هو مما يأباه له خلقه، فإن المؤمن الصادق ينزه نفسه عنه، وأهل الكرامات الحقيقيين، لا يتبجحون بكراماتهم، ولا يدلون على غيرهم بمقاماتهم، بل هم أكثر الناس تواضعاً، وأشدهم ابتعاداً عن الإدعاء والشهرة.

سادساً: قد قلنا: إن من يراجع كتابه: «الفتوحات المكية» يجد أن قسماً منه مبني على تفاصيل فقهية، كثيرة ومتنوعة، لا تخرج عن دائرة فقه أهل السنة، وحديثهم، وأصولهم الاستنباطية، والرجالية، وغيرها.. رغم أن العلم الذي يتصدى لمعانيه ومراميه لا يتوقف على تبني، ولا على طرح تلك المسائل من الأساس..

فكيف تصح دعوى التقية في كل هذا البناء المتكامل، القائم على مسلمات ومناهج المذهب السني، في قواعده، وفي مناشئه، ومرتكزاته، وفي غاياته وفي كل تفاصيله العقائدية، والفقهية، والحديثية، والتاريخية، و.. و..؟!!.

2 ـ منشأ الشبهة:
وبعد، فإنه ربما يكون السبب في وقوع بعض الأعلام في الشبهة حول ابن عربي، وحول المتصوفة بشكل عام، هو أنهم رأوهم يمدحون الإمام علي في كلامهم، فظنوا: أن ما يتظاهرون به من حب له ، وما يمدحونه به، قد نشأ عن أن الحب قد أدى بهم إلى الدخول في التشيع..

وقد غفلوا عن أمور لها أهميتها البالغة في معرفة السبب في إظهار هذا الحب، وهي:

الأول: لعل السبب في إظهارهم لهذا الحب هو سعيهم للتأثير على البسطاء والسذج من الشيعة لاجتذابهم إلى جانبهم.

وقد كان من دأب هؤلاء أنهم يتقربون من كل طائفة بما تحب.

فهم سنة مع أهل السنة.

وهم يحبون الإمام علي مع الشيعة، وقد أخذوا عنه خرقة التصوف.

وهم بالنسبة للسفهاء يدّعون مقامات الألوهية فضلاً عن مقام النبوة، كما أنهم يدّعون الخوارق والمعجزات لأنفسهم ويدّعون علم الغيب، ويسمونه بالكشف.. ويصدقهم الناس البسطاء في ذلك..

الثاني: إن إظهارهم لهذا الحب لا يتناقض مع عقائد أهل السنة، ولا يضر بما يعتقدونه في مسألة الخلافة، ولا مع غيرها من سائر اعتقاداتهم.. خصوصاً مع تصريحهم، ـ وخصوصاً ابن عربي ـ بعقائدهم المخالفة لعقائد أهل البيت وشيعتهم، ومع ما يصرح به من مقامات لمناوئي أهل البيت، وغير ذلك..

الثالث: إن من يدعي أن فرعون من أهل النجاة، ويرى في كل شيء أنه هو الله تعالى، بل هو يحب عبدة العجل، لأنه يرى أن عبادتهم للعجل، عين توحيدهم وإيمانهم، ان من يكون كذلك، فلابد أن يحب كل شيء، فيحب المؤمن والكافر، ويترحم على الحجاج، ويعظم المتوكل، ويحب عبدة العجل، ويعظم فرعون، وأبا سفيان ومعاوية ويزيد، وكل فاسق وفاجر، وشرير ومشرك، لأنهم جميعاً مجالي الحق. وقد اتحد الحق معهم، وإن اختلفت الأسماء الاصطلاحية، على حد تعبيرهم..

ويؤكد ذلك: قولهم بالجبر الإلهي، الذي يؤكد لهم أنه لا حيلة لهم فيما يصدر عنهم، ويقرر معذورية كل أهل الكفر والشرك والانحراف فيما هم فيه وعليه..

الرابع: إنه قد يكون لما يطلقونه من كلمات مستطرفة، وأقوال حكيمة، ومواعظ زهدية، درجة من التأثير على الناس العاديين..

مع أن كثيراً من تلك الأقوال مقتبسة من أقوال الأنبياء والأوصياء، وقد انتحلوه ونسبوه لأنفسهم..

علماً بأن أمثال هذه الأقوال مما يتداوله سائر أهل الملل والنحل، لأنها مما تتوافق عليه العقول، وينساق إليها الناس بفطرتهم، فإن العقلاء، يدركون مساوئ الظلم والحسد، والبغي، والبخل، وما إلى ذلك، ومحاسن الإحسان، والعدل، والصدق، والأمانة، و.. و..

3 ـ حاجة الحكام لهؤلاء الناس:
قلنا فيما سبق: إن الحكام كانوا بحاجة إلى أناس معروفين بالزهد، منسوبين إلى الكمال، والعبادة، ليعارضوا بهم الأئمة ، وليصغروا من شأنهم .. فكان أن أظهروا تعظيم هؤلاء، واهتموا بشأنهم، وأطروهم، وأظهروا الاتعاظ بمواعظهم، مع علمهم بعدم لحوق أي ضرر بهم، وبحكومتهم من قبلهم.. بل هناك منافع كثيرة ومتنوعة، لاحاجة إلى بسط الكلام فيها.

4 ـ التصوف مطية العاجزين الطامحين:
إن الطريق الذي سلكه هؤلاء يسهل سلوكه على كل أحد، ويسهل ادعاء الوصول فيه إلى الغايات والمقامات، من العالم والجاهل، ومن الكبير والصغير، ومن الذكي والغبي.. ولا يحتاج في ذلك إلى أي دليل، فإن دعوى الكشف والشهود والعلم اللدني تحل أعظم المشكلات، وتسهل كل عسير. وهذا الطريق هو مطية الطامحين العاجزين، والكسالى، حيث يحصلون من خلاله على ما يريدون بلا تعب ولا نصب، وبلا سهر، أو إجهاد فكر في الدراسة طيلة عشرات السنين، لمعرفة أحكام الله، وحقائق الدين، ومعاني آيات القرآن.

وهو يفسح المجال لطلابه ليدعوا: أن أحدهم، حتى وهو يهذي، يكون في نفس هذيانه هذا أحكم الحكماء وأعلم العلماء، وليس لأحد أن يطالبه بدليل، أوبرهان، لأن الكشف هو عصى موسى، والوحي الإلهي الصادق..

5 ـ الابتداع.. والتشريع:
إنهم باختراعهم أوراداً، وأذكاراً، وصلوات، وعبادات، لم يأت بها كتاب، ولا سنة، يستطيعون أن يشغلوا الناس بها عن أهل البيت ، ويصرفوهم عنهم، كما أنهم بذلك ينزعون عن أنفسهم صفة التقليد، والحاجة إلى الأخذ من الغيره..

عصمنا الله من الزلل في الفكر، وفي القول، وفي العمل، إنه ولي قدير..

([356]) راجع: الروح المجرد ص352 ـ 354 والفتوحات المكية ج4 ص552 ط دار الكتب العربية الكبرى بمصر وكتاب الوصايا لابن عربي ص274 و275.
([357]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص127.
([358]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص127.
([359]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص128 و129 و130.
([360]) الآية 20 من سورة الأحقاف.


يتيع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 40  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Aug-2009 الساعة : 12:56 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


كلمة أخيرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

وبعد..

فإن ما قدمناه في هذه الدراسة ما هو إلا نبذة تكاد تكون يسيرة إذا قيست بمجموع ما سجله ابن عربي في كتبه من تصريحات ـ وما أكثرها ـ أو تلويحات، وإشارات لا مجال لعدها وحصرها.. تدل على المنحى الذي يتخذه ابن عربي لنفسه، ويدين به ربه في السر وفي العلن..

وليت شعري، إذا كان هذا الرجل قد ذكر في مؤلفاته هذا الكم الهائل ـ الذي ذكرنا في هذه الدراسة بعضاً منه، ـ من الدلائل الصريحة في تسننه، حتى إن ما يتعلق به من يدعي تشيعه ما هو إلا نزر يسير، لايكاد يظهر له أثر في هذا البحر العجاج، المتلاطم الأمواج؟!.

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يرضون ببعض ما ذكرناه لإثبات عكس ما يدعون، فيؤكدون على تسننه، بالاستناد إلى كل هذه الأدلة العالية جداً في مستوى الصراحة والجهر.. والقاطعة في هذا الأمر لكل عذر؟!.

وكيف أبصروا خصوص تلك الإيحاءات الضعيفة والعليلة والواهية، ولم يروا بعين إنصافهم هذا القدر العظيم، والكم الهائل الصريح والواضح في مقابله؟!

وما بالهم نظروا بعين كليلة في هذا الإتجاه.. وتركوا ما تريهم إياه العين الصحيحة بالاتجاه الآخر؟!..
وفي جميع الأحوال نقول: ان الحق أحق أن يتبع، ولابد للعاقل المنصف أن يكون من أهل الدليل وكيف ما مال يميل..

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.

تم


نسألكم الدعاء

توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc