[رمز الحنان]

إ
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله كما هو اهله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته أجمعين وصحبه المنتجبين




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نصير المرأة

دائما ما تلاقي المرأة في مجتمعاتنا الظلم والإضطهاد من الحركات المتأسلمة التي تصف المرأة دائما أنها مخلوق عاطفي ضعيف ناقص مخلوق من ضلع أعوج , وهذه الاقوال تعتبر حالة طبيعية لمجتمعات تأخذ دينها من دعاة آخر الزمان الذين يركبون الطائرات على الدرجة الأولى ويسكنون أفخم القصور ويلبسون أفضل البدلات وأجمل البشوت ويتنافسون للظهور الاعلامي على وسائل الإعلام بل ويتنافسون في التصريحات النارية التي تثير جدلا ليأخذوا حجما أكبر في وسائل الإعلام فهذا يفتي بتحليل الغناء وذاك في رضاع الكبير وذاك في جواز أن تكشف المرأة عن نقابها في البلدان الأوروبية وذاك عن جواز الإختلاط ثم يبدأ التلاشط في الصحف ووسائل الإتصال الحديثة وينقسم الناس بين مؤيد ومعارض ومتفرج ضاحك على شر البلية , وتزداد سخونة هذه التصريحات قبل شهر رمضان المبارك لما للإعلام قوة في هذا الشهر الكريم وخصوصا أن بعض دعاة التأسلم سيطروا على بعض القنوات التلفزيونية ما يشعل نار الغيرة في قلوب الآخرين , لذلك يبدأ هؤلاء لنقص في علمهم وفي نفوسهم وبسبب التربية البدوية الجافة بإضطهاد المرأة بالقول أنها خلقت من ضلع أعوج , وهذه الرواية ضعيفة فالمرأة مخلوق كامل بدليل الآيات القرآنية : ونفس وماسواها , الذي خلقك فسواك , انا خلقنا الإنسان , فالمرأة مخلوق كامل لم تخلق من ضلع أعوج كما ادعت التوراة والتي تلقف هذه الفكرة الحركات المتأسلمة التي تريد المرأة خاضعة خانعة تصوت لمن يريدون أن تصوت وتتبرع لأي جمعية ارهابية من جمعياتهم ولاتفكر ولاتنتج لأنها مخلوق ناقص خلقت من ضلع أعوج كما يدعون , وهذا والله انتقاص للخالق الكريم أن يكون خلق مخلوقا فيه نقص والعياذ بالله , انظر ماذا يقول علي بن أبي طالب باب مدينة علم رسول الله ص : عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم , المصدر كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق , ماذا يعني هذا الكلام ؟ المتبادر للذهن في عقل القاريء للمرة الأولى يظن أن علي بن أبي طالب يقول أن عقل المرأة في جمالها أي في مظهرها لخارجي بينما الرجل له كمال في العقل , وقد يأخذ هذه الرواية مستشرق فيبدأ بالتطبيل والتزمير حول انتقاص سيد البلغاء علي بن أبي طالب لمكانة المرأة وعقلها أو يقوم أحد المتأسلمين الذين يرددون الكلام كالبغبغاوات دون فهم معاريض كلماتهم بإستخدام هذه الكلمات ليبين للمرأة أن عقلها في جمالها , لكن السؤال : هل علي بن أبي طالب صاحب خطب نهج البلاغة يريد هذا المعنى الظاهري فقط ؟ بالطبع لا فالمقصود من كلماته أن عقل المرأة في جمالها الرباني لأن المرأة عندما تأخذ من النبع الصافي وتكون قدوتها النساء المؤمنات كفاطمة الزهراء وأم سلمة وزينب وغيرهن رضوان الله عليهن يكون جمالها تاما وهو الجمال الرباني الذي يمسه فيض من نبع الجمال الرباني كما كان نبي الله يوسف ع فعندما دخل على النساء قطعن أيديهن دون أن يشعرن لا لمجرد كونه جميلا ظاهرا بل لتعلقه بالجمال الذي فاض عله من برهان ربه وما أدراك ما برهان ربه , فعلي لا يريد المعنى الظاهري للجمال كما يتبادر الى أذهان البعض بل يتعداه الى أكثر من ذلك لأن عقل المرأة كامل هن لباسن لكم , وقد حذر رسول الله من خضراء الدمن أي المرأة الجميلة التي قد تكون فاسدة , وعلي يدرك هذا المعنى لكن لا يعد الرجل فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا فيجب أن تفهم البارات والاشارات بنحو يتناسب مع المراد به لأن في كلماتهم معان كثيرة وبطون عميقة غزيرة , والإسلام دين يحترم المرأة فسيرة فاطمة الزهراء تخبرنا أنها كلما دخلت على رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قام وقبل يدها , وهي صغيرة السن , فقد ماتت وعمرها 18 عاما , فكم يكون عمرها عندما كان يقبل يدها رسول الله ؟ وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن عقل المرأة قد يفوق عقل الرجل فالمرأة تستطيع أن تفكر في أربع جهات في آن واحد فتعمل وتربي أولادها وترد على الهاتف وتكلم زوجها معا وهذا ما لاتقدر عليه أطول لحية وأقصر ثوب , حسنا بعد أن فهمنا هذا الكلام وما أراد سيد البلاغة والفصاحة لأن الجمال له فترة زمنية معينة لا تتجاوز العقدين لكن كلام سيد البلاغة مطلق يشمل جميع الأعمال فكيف تكون المرأة جميلة وهي في ال60 من عمرها ان لم يكن المراد من جمالها الجمال الرباني الخلقي وقد قيل ان الجمال جمال الروح , لكن السؤال لماذا يثار دائما أن المرأة لا تهتم سوى بمكياجها وشكلها ؟ الجواب أن هذا الأمر بلحاظ الأمور الخارجية المحيطة فالغرب مع ادعائه حقوق المرأة واحترامه لها فلم يجعل للمرأة احتراما سوى أنه أخرجها لتتعرى في التلفاز وتكون مادة سهله للفيديو كليبات والاعلانات التجارية , كما ان الرجل هو الذي جعلها تقوم بذلك فلا يعين الا سكرتيرة تملأ وجهها بمساحيق ومكياج واذا قامت المسكينة بذلك لتأكل لقمة عيشها اتهمها بالتفاهة وقلة العقل وانها لا تهتم الا بمكياجها !!؟ فهذه دعوة لنفهم النصوص فهما واضحا يتناسب مع المراد منه