كتاب النفس المطمئنة - الصفحة 2 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع رياض ابو طالب مشاركات 17 الزيارات 7017 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 196
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-Aug-2010 الساعة : 02:57 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم

المادة العديمة الشعور ما هي والإدراك المجرد؟!
وأخيراً فالأمور التي يراها الإنسان في المنام وتتحقق بعد ذلك راجعة إلى الروح ولا ربط للجسد واللحم بهذه الادراكات فالمادة العديمة الشعور كيف تدك المستقبل وتفهمه.
المرحوم الحاج نوري الف كتاباً في الأحلام الصادقة والتي تتحقق وتقع في الخارج وواقعاً يتعجب الإنسان عن كيفية هذا الجهاز العجيب الذي يحصل على اخبار الملك والملكوت ويستطيع ادراك الجزئي والكلي.
إحصل على ذاتك
النتيجة التي نستفيدها من أبحاث الأيام السابقة هي أنه يجب علينا أن نفكر بأنفسنا أن نحصل على ذاتنا.
هناك كلمة تجري على لسان العوام ولكنها تحوي معنى عميقاً "اهتم بنفسك" ولكن لا يدركون معناها ويتصورون بأن المعنى "اهتم ببدنك" فهل أنت حيوان؟!
اهتم بنفسك يعني اهتم بذات وحقيقة نفسك وإلا فأنت لست هذا الجسد أحصل على نفسك حتى تجد لك طريقاً عند أولياء الله غداً وإلا فمهما كان لجسدك من بريق ولمعان وبقيت نفسك قبيحة.. فما الفائدة؟!
إحصل على الهيئة الملكوتية
ماذا يجب أن يكون لدى المرأة التي تريد أن تذهب عند فاطمة الزهراء، الزهراء تنظر إلى الباطن، لعله يكون في بعض الأحيان حيواناً متوحشاً. البعض يكون له أقبح صورة عند خروجه من البدن وأنتن رائحة. آلاف عمليات التجميل ومئات العطور.. فما الفائدة؟!
ويروي أنه بعض الأحيان تصدر منه كذبة فتخرج من فمه رائحة كريهة تصل إلى العرش وتؤذي الملائكة فيلعنونه بأجمعهم.
هذه الرائحة الكريهة تخرج من ذاته بالرغم من أن جسمه معطر.
"يا من أظهر الجميل وستر القبيح... أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار".
لا يكن لباسنا من النار
تعال وتدارك ذلك الجمال الحقيقي، الجمال الذي أصله محمد (ص)، الشمس والقمر موجودان في الدنيا أما في الحشر فلا شمس ولا قمر.. لا نور يضيء إلا بجمال محمد (ص) وكل من أصبح محمدياً، هناك جمال الروح لا البدن.. لا تظلم نفسك إلى هذا الحد ولا تكن غافلاً عن روحك.
هذه الوسائل كلها من أجل راحة الجسد! اعمل لقبرك أيضاً.. الروح هي التي تريد الرزق في عالم البرزخ وليس البدن.. تريد لباساً، والويل إذا كان لباسك من نار (سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار) [إبراهيم: 50].
لو ترى كيف أن النار تحيط بالظالمين.. النار تخرج منه وتحيط به.
لا تقعدكم الملهيات عن ذكر الله
ألا يجب على الإنسان أن يهتم بنفسه؟ هذا التأكيد في القرآن بأنه لا تلهكم الأموال والأولاد عن ذكر الله.. أيها الأغنياء أيها الرؤساء.. لا تنخدعوا بالمال والرئاسة.
كم صنعوا لكم من الملهيات حتى لا تهتموا بأنفسكم.. القرآن يقول كفى اللعب واللهو.. (الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر). [التكاثر: 1ـ2] لا يغرنكم الشيطان فتتركوا اصلاح انفسكم اهتم بنفسك يعني بروحك لا ببدنك.
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون). [الحشر: 19 ـ 20].
النفس المطمئنة مرضية عند الله

الواقع أن على أهل الإيمان وأهل القرآن أن يفهموا تلك المقامات المذكورة في القرآن والوعود التي أعطيت ويدركوها فما أكثر الذين أصابهم الغرور لعدم عملهم ببعض الحقائق ولم يصلوا إلى ما هو المطلوب.
من جملة تلك الأمور مقام النفس المطمئنة التي بينها الله تعالى في آخر سورة الفجر وعدها من مراتب الإيمان ووعد بصراحة صاحب النفس المطمئنة بأن يصله نداء الرحمن الإلهي في ساعة الموت بأن ارجع إلى ربك راضياً مرضياً وادخل الجنة بدون أي قيود.
المشقة الآن سبب الراحة غد
من ساعة الموت وحتى الوصول إلى الجنة والسعادة. قد يكون دعاءنا في بعض الأحيان "إلهي اجعل موتنا بداية لسعادتنا وراحتنا" البعض يتصور أن هذا الدعاء من باب التعارف... كلا إنه الحقيقة "فالذي لا يتعب لا يحصل على الكنز".
القرآن المجيد يؤكد على أن الوصول على المقامات العالية ومن جملتها الراحة عند الموت ناتج من السعي والعمل الجاد لنفس الإنسان (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى) [النجم: 40 ـ 41].
القرآن المجيد يوضح هذا المعنى في بيانات متعددة وفي آيات مختلفة ومنها: (لها ما كسبت وعليها ما كسبت) [البقرة: 286]. فما كسبت من أعمال خيرة ستكون نافعة لها، وما كسبت من أعمال قبيحة ستكون بضررها.
فالمسألة هو مقدار سعيك وتحملك المشقة في طريق العبودية لله.. والذي لم يصل إلى النفس المطمئنة لا يكون موته أول راحته.
إلى جوار أهل البيت والجنة الخاصة
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك.. فادخلي في عبادي..) [الفجر: 27ـ29] ادخلي مع خاصة عبادي وفي جوار محمد وآل محمد فأهل البيت هم عباد الله المقربون.. فالذي يتصل في ساعة الموت بالأرواح العالية هو الشخص الذي كانت النفس المطمئنة من نصيبه وقد وصل إلى مقام الاطمئنان بحيث يدخل بعد الموت مباشرة إلى جوار أهل البيت بدون رادع وحاجب ويدخل جنة الله الخاصة (وادخلي جنتي) [الفجر: 30] ولا يكون ذلك بدون نفس مطمئنة.
قل الغرور وزاد العمل
عمل الآخرة مهم، ولا يمكن بدون جهد وتعب.. ولا يتحقق بدون استعداد وقابلية. ورغم أنه سبق أن ذكرنا توضيحاً عن النفس المطمئنة.. لكن مع ذلك ينبغي التفصيل أكثر ليقل الغرور الذي يحيط بنا، ولأن الإنسان جهول فسوف ينخدع ويكون مغروراً. فالغرض من هذه البيانات هو أولاً: ـ أن يقل غرورنا بمقدار. وثانياً: أن نسعى لكي نتوب أكثر ونصل إلى النفس المطمئنة.
النفوس على أقسام ثلاثة
البشر بصورة كلية على ثلاثة أقسام:

فأما أن يكون غارقاً في الكفر وحب الدنيا ومستقراً في أهواء النفس.
أو غارقاً في العبودية وثابتاً في مقام الخضوع بدون أن تزلزل وتوقف في سيره إلى الأمام.
أو متوسطاً يعني تارة لهذه الجهة وأخرى لتلك الجهة، فتارة عبد الرحمن وأخرى عبد الهوى والشيطان، في المسجد يكون عبد الرحمن تقريباً، ويرجع عبداً للشيطان في السوق والبيت فهو مذبذب بين الكفر والإيمان.
يستمع إلى الموعظة ويتأثر ويندم على أفعاله وماضيه، ولكن الغفلة تصرعه مرة أخرى وتزل قدمه عن صراط العبودية والرق.. فهو ليس بمطمئن أو ثابت.
هذه الأقسام الثلاث التي ذكرتها تستفاد أيضاً من القرآن المجيد.
أما القسم الأول وهو المستقر في الكفر يعني أنه مندمج مع النفس الأمارة بصورة كاملة فهو على مراتب متعددة حتى يصل إلى الغرق في الظلمات التامة ولا يبقى له نور أصلاً.
النفس الأمارة في الحقيقة كافرة بالله
هي وقحة إلى درجة يصل بها الأمر إلى إثبات نفسها وانكار الله.. أيها النفس، أنت موجودة أما خالقك غير موجود؟!
تقول أن الاله الذي لا أراه بالعين كيف أصدق به؟!
هل ترى نفسك بالعين حتى تصدق بوجودها ولا تصدق بوجود خالقها؟! كل هذا بواسطة اتباع النفس الأمارة العجيبة الكفر.
يكفي في دناءة النفس أنها ترى لنفسها الاستقلال الكامل، فلا تصدق أنها لا تملك شيئاً من ذاتها بل على العكس فهي ترى أن كل شيء منها، قدرتي.. كمالي.. عملي.. ولها من الـ(أنا، أنا) حتى يصل بها الأمر إلى إنكار الخالق، ولا تصدق إلا هذه الحياة الدنيا.
القرآن المجيد يحدثنا عن هذا القبيل من الأشخاص بقولهم (ما هي إلا حياتنا الدنيا) [الزخرف: 35] يجب تأمين الحياة في هذه الدنيا وترتيب أوضاعها.
فقط بفكر الحصول على الماديات
هدفه من الحياة اصلاح وضعية دنياه فقط، لم يفكر لحظة بأنني عبد، ولي خالق قيوم، بل أنه في شك من أمره مبدئه ومعاده. فرغم أنه لا يشك في قوته الحافظة والواهمة مع انه لا يراهما ولكنه على يقن من أنه يمتلك شعوراً، وله حافظة ولكن أين شعورك وحافظتك؟
لأنك لا تراهما بالعين الحيوانية فلا يوجدان عندك؟
أنت ترى وتسمع أما الهك..؟
من أوضح الأمور وجود رب العالمين.. وعجيب أنت ترى، ولكن إلهك لا يرى؟ عينك ترى.. وخالق العين لا يرى؟ هل أنت الذي صنعت عينك؟ كلا.. فذلك الذي خلق هذا الجهاز محيط بك ويرى بدون واسطة.
أنت تسمعين أيتها النفس عن طريق الأذن، فخالق الأذن يسمع أحسن منك (يعلم السر وأخفى) [طه: 7].
هذا المعنى نجده في سورة تبارك بالطف بيان (الا يعلم من خلق) [الملك: 14] ولكن النفس الأمارة لا تسمح بتصديق ذلك.
النفس الأمارة في صراع مع العبودية
عمل النفس الأمارة هو أن تسحق الحق، وتدعي الاستقلال لنفسها، ولا صلح لها مع العبودية.
هذه النفس الأمارة لها مراتب أيضاً فالبعض هم (24) ساعة على هذه الحالة وفي طول العمر، والآخر في بعض الأوقات على هذا الشاكلة.
وتنمو نفسه الأمارة وترى لنفسها كياناً وتشخصاً وليس فيها خبر من العبودية.
هذا المعنى موجود في الجميع مع زيادة ونقصان فلا ينبغي أن نغفل هذه الحقيقة.
از غم بي آلتي افسرده است نفس ازدرها است اوكي مرده است
البعض يرى لنفسه الربوبية على تلامذته وخدمه ومن يكون تحت يده فيتصور الاستقلال. فلأنه تلميذي فيجب عليه تعظيمي.. ولأنه خادمي أو خادمتي فعليه أن يكون خاضعاً لي. يدعي الاستقلال والربوبية ويصدر منه ما يتنافى مع العبودية.
يتأثر بالموعظة
بعض الأحيان تحصل فيه حالة العبودية بسبب التذكر والموعظة، ويلتفت إلى أن وجوده وجود الجميع مرتبط بالله، فأنت والناس الآخرين سواسية ومحتاجون إلى الله.
ولأنه لم تستقر فيه عبودية الدنيا فإنه يتأثر بالموعظة والنصيحة.. إلهي لقد كنت كافراً والآن أجدد العهد "آمنت بالله" إلهي إنني آمنت بك ولا أدعي الاستقلال بعد الآن بل إني عبد ضعيف وعاجز لا يملك لنفسه شيئاً.
وقد يأخذه الكبرياء في بعض الأوقات وقبل ساعة كان يدعي العبودية والتوجه إلى عالم الروح ولكنه رجع على كفره الأول، وهذا المعنى يظهر بصورة أكثر في حالة الغضب فعندما يتشاجر مع شخص آخر فلو نظرت إلى باطنه رايت الكفر بالله وليس له أية حالة من العبودية.

توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي




رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 196
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-Aug-2010 الساعة : 02:57 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم

المادة العديمة الشعور ما هي والإدراك المجرد؟!
وأخيراً فالأمور التي يراها الإنسان في المنام وتتحقق بعد ذلك راجعة إلى الروح ولا ربط للجسد واللحم بهذه الادراكات فالمادة العديمة الشعور كيف تدك المستقبل وتفهمه.
المرحوم الحاج نوري الف كتاباً في الأحلام الصادقة والتي تتحقق وتقع في الخارج وواقعاً يتعجب الإنسان عن كيفية هذا الجهاز العجيب الذي يحصل على اخبار الملك والملكوت ويستطيع ادراك الجزئي والكلي.
إحصل على ذاتك
النتيجة التي نستفيدها من أبحاث الأيام السابقة هي أنه يجب علينا أن نفكر بأنفسنا أن نحصل على ذاتنا.
هناك كلمة تجري على لسان العوام ولكنها تحوي معنى عميقاً "اهتم بنفسك" ولكن لا يدركون معناها ويتصورون بأن المعنى "اهتم ببدنك" فهل أنت حيوان؟!
اهتم بنفسك يعني اهتم بذات وحقيقة نفسك وإلا فأنت لست هذا الجسد أحصل على نفسك حتى تجد لك طريقاً عند أولياء الله غداً وإلا فمهما كان لجسدك من بريق ولمعان وبقيت نفسك قبيحة.. فما الفائدة؟!
إحصل على الهيئة الملكوتية
ماذا يجب أن يكون لدى المرأة التي تريد أن تذهب عند فاطمة الزهراء، الزهراء تنظر إلى الباطن، لعله يكون في بعض الأحيان حيواناً متوحشاً. البعض يكون له أقبح صورة عند خروجه من البدن وأنتن رائحة. آلاف عمليات التجميل ومئات العطور.. فما الفائدة؟!
ويروي أنه بعض الأحيان تصدر منه كذبة فتخرج من فمه رائحة كريهة تصل إلى العرش وتؤذي الملائكة فيلعنونه بأجمعهم.
هذه الرائحة الكريهة تخرج من ذاته بالرغم من أن جسمه معطر.
"يا من أظهر الجميل وستر القبيح... أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار".
لا يكن لباسنا من النار
تعال وتدارك ذلك الجمال الحقيقي، الجمال الذي أصله محمد (ص)، الشمس والقمر موجودان في الدنيا أما في الحشر فلا شمس ولا قمر.. لا نور يضيء إلا بجمال محمد (ص) وكل من أصبح محمدياً، هناك جمال الروح لا البدن.. لا تظلم نفسك إلى هذا الحد ولا تكن غافلاً عن روحك.
هذه الوسائل كلها من أجل راحة الجسد! اعمل لقبرك أيضاً.. الروح هي التي تريد الرزق في عالم البرزخ وليس البدن.. تريد لباساً، والويل إذا كان لباسك من نار (سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار) [إبراهيم: 50].
لو ترى كيف أن النار تحيط بالظالمين.. النار تخرج منه وتحيط به.
لا تقعدكم الملهيات عن ذكر الله
ألا يجب على الإنسان أن يهتم بنفسه؟ هذا التأكيد في القرآن بأنه لا تلهكم الأموال والأولاد عن ذكر الله.. أيها الأغنياء أيها الرؤساء.. لا تنخدعوا بالمال والرئاسة.
كم صنعوا لكم من الملهيات حتى لا تهتموا بأنفسكم.. القرآن يقول كفى اللعب واللهو.. (الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر). [التكاثر: 1ـ2] لا يغرنكم الشيطان فتتركوا اصلاح انفسكم اهتم بنفسك يعني بروحك لا ببدنك.
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون). [الحشر: 19 ـ 20].
النفس المطمئنة مرضية عند الله

الواقع أن على أهل الإيمان وأهل القرآن أن يفهموا تلك المقامات المذكورة في القرآن والوعود التي أعطيت ويدركوها فما أكثر الذين أصابهم الغرور لعدم عملهم ببعض الحقائق ولم يصلوا إلى ما هو المطلوب.
من جملة تلك الأمور مقام النفس المطمئنة التي بينها الله تعالى في آخر سورة الفجر وعدها من مراتب الإيمان ووعد بصراحة صاحب النفس المطمئنة بأن يصله نداء الرحمن الإلهي في ساعة الموت بأن ارجع إلى ربك راضياً مرضياً وادخل الجنة بدون أي قيود.
المشقة الآن سبب الراحة غد
من ساعة الموت وحتى الوصول إلى الجنة والسعادة. قد يكون دعاءنا في بعض الأحيان "إلهي اجعل موتنا بداية لسعادتنا وراحتنا" البعض يتصور أن هذا الدعاء من باب التعارف... كلا إنه الحقيقة "فالذي لا يتعب لا يحصل على الكنز".
القرآن المجيد يؤكد على أن الوصول على المقامات العالية ومن جملتها الراحة عند الموت ناتج من السعي والعمل الجاد لنفس الإنسان (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى) [النجم: 40 ـ 41].
القرآن المجيد يوضح هذا المعنى في بيانات متعددة وفي آيات مختلفة ومنها: (لها ما كسبت وعليها ما كسبت) [البقرة: 286]. فما كسبت من أعمال خيرة ستكون نافعة لها، وما كسبت من أعمال قبيحة ستكون بضررها.
فالمسألة هو مقدار سعيك وتحملك المشقة في طريق العبودية لله.. والذي لم يصل إلى النفس المطمئنة لا يكون موته أول راحته.
إلى جوار أهل البيت والجنة الخاصة
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك.. فادخلي في عبادي..) [الفجر: 27ـ29] ادخلي مع خاصة عبادي وفي جوار محمد وآل محمد فأهل البيت هم عباد الله المقربون.. فالذي يتصل في ساعة الموت بالأرواح العالية هو الشخص الذي كانت النفس المطمئنة من نصيبه وقد وصل إلى مقام الاطمئنان بحيث يدخل بعد الموت مباشرة إلى جوار أهل البيت بدون رادع وحاجب ويدخل جنة الله الخاصة (وادخلي جنتي) [الفجر: 30] ولا يكون ذلك بدون نفس مطمئنة.
قل الغرور وزاد العمل
عمل الآخرة مهم، ولا يمكن بدون جهد وتعب.. ولا يتحقق بدون استعداد وقابلية. ورغم أنه سبق أن ذكرنا توضيحاً عن النفس المطمئنة.. لكن مع ذلك ينبغي التفصيل أكثر ليقل الغرور الذي يحيط بنا، ولأن الإنسان جهول فسوف ينخدع ويكون مغروراً. فالغرض من هذه البيانات هو أولاً: ـ أن يقل غرورنا بمقدار. وثانياً: أن نسعى لكي نتوب أكثر ونصل إلى النفس المطمئنة.
النفوس على أقسام ثلاثة
البشر بصورة كلية على ثلاثة أقسام:

فأما أن يكون غارقاً في الكفر وحب الدنيا ومستقراً في أهواء النفس.
أو غارقاً في العبودية وثابتاً في مقام الخضوع بدون أن تزلزل وتوقف في سيره إلى الأمام.
أو متوسطاً يعني تارة لهذه الجهة وأخرى لتلك الجهة، فتارة عبد الرحمن وأخرى عبد الهوى والشيطان، في المسجد يكون عبد الرحمن تقريباً، ويرجع عبداً للشيطان في السوق والبيت فهو مذبذب بين الكفر والإيمان.
يستمع إلى الموعظة ويتأثر ويندم على أفعاله وماضيه، ولكن الغفلة تصرعه مرة أخرى وتزل قدمه عن صراط العبودية والرق.. فهو ليس بمطمئن أو ثابت.
هذه الأقسام الثلاث التي ذكرتها تستفاد أيضاً من القرآن المجيد.
أما القسم الأول وهو المستقر في الكفر يعني أنه مندمج مع النفس الأمارة بصورة كاملة فهو على مراتب متعددة حتى يصل إلى الغرق في الظلمات التامة ولا يبقى له نور أصلاً.
النفس الأمارة في الحقيقة كافرة بالله
هي وقحة إلى درجة يصل بها الأمر إلى إثبات نفسها وانكار الله.. أيها النفس، أنت موجودة أما خالقك غير موجود؟!
تقول أن الاله الذي لا أراه بالعين كيف أصدق به؟!
هل ترى نفسك بالعين حتى تصدق بوجودها ولا تصدق بوجود خالقها؟! كل هذا بواسطة اتباع النفس الأمارة العجيبة الكفر.
يكفي في دناءة النفس أنها ترى لنفسها الاستقلال الكامل، فلا تصدق أنها لا تملك شيئاً من ذاتها بل على العكس فهي ترى أن كل شيء منها، قدرتي.. كمالي.. عملي.. ولها من الـ(أنا، أنا) حتى يصل بها الأمر إلى إنكار الخالق، ولا تصدق إلا هذه الحياة الدنيا.
القرآن المجيد يحدثنا عن هذا القبيل من الأشخاص بقولهم (ما هي إلا حياتنا الدنيا) [الزخرف: 35] يجب تأمين الحياة في هذه الدنيا وترتيب أوضاعها.
فقط بفكر الحصول على الماديات
هدفه من الحياة اصلاح وضعية دنياه فقط، لم يفكر لحظة بأنني عبد، ولي خالق قيوم، بل أنه في شك من أمره مبدئه ومعاده. فرغم أنه لا يشك في قوته الحافظة والواهمة مع انه لا يراهما ولكنه على يقن من أنه يمتلك شعوراً، وله حافظة ولكن أين شعورك وحافظتك؟
لأنك لا تراهما بالعين الحيوانية فلا يوجدان عندك؟
أنت ترى وتسمع أما الهك..؟
من أوضح الأمور وجود رب العالمين.. وعجيب أنت ترى، ولكن إلهك لا يرى؟ عينك ترى.. وخالق العين لا يرى؟ هل أنت الذي صنعت عينك؟ كلا.. فذلك الذي خلق هذا الجهاز محيط بك ويرى بدون واسطة.
أنت تسمعين أيتها النفس عن طريق الأذن، فخالق الأذن يسمع أحسن منك (يعلم السر وأخفى) [طه: 7].
هذا المعنى نجده في سورة تبارك بالطف بيان (الا يعلم من خلق) [الملك: 14] ولكن النفس الأمارة لا تسمح بتصديق ذلك.
النفس الأمارة في صراع مع العبودية
عمل النفس الأمارة هو أن تسحق الحق، وتدعي الاستقلال لنفسها، ولا صلح لها مع العبودية.
هذه النفس الأمارة لها مراتب أيضاً فالبعض هم (24) ساعة على هذه الحالة وفي طول العمر، والآخر في بعض الأوقات على هذا الشاكلة.
وتنمو نفسه الأمارة وترى لنفسها كياناً وتشخصاً وليس فيها خبر من العبودية.
هذا المعنى موجود في الجميع مع زيادة ونقصان فلا ينبغي أن نغفل هذه الحقيقة.
از غم بي آلتي افسرده است نفس ازدرها است اوكي مرده است
البعض يرى لنفسه الربوبية على تلامذته وخدمه ومن يكون تحت يده فيتصور الاستقلال. فلأنه تلميذي فيجب عليه تعظيمي.. ولأنه خادمي أو خادمتي فعليه أن يكون خاضعاً لي. يدعي الاستقلال والربوبية ويصدر منه ما يتنافى مع العبودية.
يتأثر بالموعظة
بعض الأحيان تحصل فيه حالة العبودية بسبب التذكر والموعظة، ويلتفت إلى أن وجوده وجود الجميع مرتبط بالله، فأنت والناس الآخرين سواسية ومحتاجون إلى الله.
ولأنه لم تستقر فيه عبودية الدنيا فإنه يتأثر بالموعظة والنصيحة.. إلهي لقد كنت كافراً والآن أجدد العهد "آمنت بالله" إلهي إنني آمنت بك ولا أدعي الاستقلال بعد الآن بل إني عبد ضعيف وعاجز لا يملك لنفسه شيئاً.
وقد يأخذه الكبرياء في بعض الأوقات وقبل ساعة كان يدعي العبودية والتوجه إلى عالم الروح ولكنه رجع على كفره الأول، وهذا المعنى يظهر بصورة أكثر في حالة الغضب فعندما يتشاجر مع شخص آخر فلو نظرت إلى باطنه رايت الكفر بالله وليس له أية حالة من العبودية.

توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي




رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 196
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-Aug-2010 الساعة : 04:37 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم

الغلام الذي قتل طفل الإمام السجاد (ع)
سمعت في أحوال زين العابدين (ع) أنه حضر عنده بعض الضيوف وكانوا قد جعلوا قطع اللحم في أسياخ ووضعوها في التنور لطبخها.. فذهب غلام وأخرج الأسياخ، وكان طفل صغير للإمام يسير في طريقه إذ وقعت الأسياخ الساخنة من الأعلى على رأسه من يد الغلام فمات لساعته.
الغلام استعمل ذكاءه وقرأ آية من القرآن (والكاظمين الغيظ) [آل عمران: 134] فأجابه الإمام كظمت غيظي:
فقال: والعافين عن الناس، قال: عفوت عنك.
فقالك (والله يحب المحسنين). [آل عمران: 134]
فأجابه الإمام: أنت حر لوجه الله.
فالذي لم يتثبت في عبودية الله فما الذي يقوله عند الغضب، وما الذي يفعله.. فمع أدنى انحراف وميل سيخرج بذلك عن عبودية الحق.
وينقل أيضاً عن الإمام زين العابدين (ع) الذي هو بحق زينة العباد ونتحدث عن عبادته واستمراره في العبودية.
اعتق العبد بعد تنبيهه
ورد في المجالس السنية وكشف الغمة وغيرها وكذلك ذكر في منتهى الآمال بأنه ارتكب أحد غلمان الإمام جرماً يستحق التنبيه عليه, فأخذ الإمام سوطاً وضربه به ضربة واحدة ثم عطف السوط فوراً إلى الغلام وقال له إذا أردت القصاص فخذ، فأنا ما ضربتك إلا تأديباً.
فلما رأى الغلام ذلك اعتذر وهو يقول:
قطعت يداي إن أنا فعلت ذلك.
الإمام أيضاً أعطاه مقداراً من الأموال لا أتذكرها بالضبط ولعلها كانت خمسين ديناراً وقال له أنت حر.
لنحذر الخروج من العبودية في حالة الغضب
على كل حال يجب الانتباه لئلا نخرج عن صراط العبودية في حال الغضب، فقبل هذا الحال كان يقول (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة: 5] إلهي أنا لا أعبد سواك ولا أطلب العون إلا منك. فماذا حصل الآن كي تقول إذا أنا لم أكن فسيكون كذا وكذا، ألست أنت الذي كنت تدعي العبودية لله قبل قليل.
كم هو لطيف قول السيد بحر العلوم في منظومته الفقهية.
وأنت غير الله كنت تعبد وأنت غير الله تستعين
إياك من قول به تفند تلهج في إياك نستعين
فتقول بلسان (إياك نستعين) [الفاتحة: 5] ولكنك تقول بعملك أنا أو آخر.
ما لم يصل إلى حد الاطمئنان فهو مذبذب
مقصودي هو الثبات فما لم يصل بالنفس إلى الاطمئنان والثبات فهو مذبذب في هذه الأوساط، يصير إلى هذا الطرف أو ذاك، متزلزل فتارة يتوجه إلى الله وأخرى إلى الشهوات والذات إلى أن يصل إلى النفس المطمئنة بحيث لا يرى لنفسه أي استقلال وألوهية أو ربوبية ولا لحظة واحدة ويدرك أنه مربوط بالله.
ونقرأ أيضاً في دعاء كميل "يا من بيده ناصيتي" يا الله الذي بيده حياتي روحي وبقائي بيده.. أنا لا أتمكن أن أقف على أقدامي.. النفس الذي يدخل ويخرج تنفسه ليس بيدي.
رسول الله (ص) يقول عندما أغمض عيني فإني لا أؤمل فتحها، إلى هذه الدرجة لست مستقلا، فأنا عبد.. مخلوق، وليس لي أي وجود مستقل لا في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال ولا في أية جهة من الجهات.
واللازم لذلك ألا يصدر منه ما يخالف العبودية
علينا أن نقتدي بالعباد الحقيقيين وهم المعصومون (ع) ونتعلم طريق وأسلوب العبودية إلى أن نصل إلى النفس المطمئنة.
انزعاج الإمام من أجل خوف أمه
يروى في كتاب المجالس السنية عن مالك بن أنس رئيس مذهب المالكية أنه كنت يوماً في أزقة المدينة فرأيت الإمام الصادق (ع) وهو مهموم، فكان واضحاً أن أمراً قد سلب راحته فسألته عن أحواله: يا ابن رسول الله ما الذي أهمك وسلب راحتك.
فقال: في بيتنا غرفة وسلم للصعود إليها، وقد أوصيت في منزلي بأن لا يصعد عليه أحد ولما دخلت المنزل ـ رأيت الجارية معها طفلها وهي تصعد السلم، فلما رأتني خافت وسقط الطفل من يدها. وانني لم يؤذني موت الطفل إنما آذاني خوف الجارية مني.
يجب أن تخاف من الله لا من المخلوق.. يعني يجب أن تراقب الله مع عدم وجود الإمام أكثر فما نهى عنه الإمام يجب تركه، كيف تلاحظ حضور الإمام أكثر من حضور الحق؟! الإمام أيضاً يتالم لذلك لماذا تخافين مني أكثر من الله وترجفين مني؟ فأنا عبد!
يجب أن يكون أشد التذلل لله
هناك رواية شريفة بأن شخصاً دخل على الإمام الصادق (ع) فسلم عليه بكامل الاحترام والأدب ثم قبل رأس الإمام بعد ذلك قبله من جبهته. بعد ذلك قبل يد الإمام ثم أطراف ثوبه بعد ذلك هوى على أقدام الإمام ليقبلها أيضاً عند ذاك صاح به الإمام.
"ماذا أبقيت لله"؟
يعني ما هذا الذي تفعله؟ تريد أن تقبل قدمي؟ جعفر عبد أيضاً فماذا تفعل لله؟ يعني أن هذا المقدار من التذلل لا ينبغي أن يكون لغير الله.
النفس المطمئنة الكاملة والدائمة عند الإمام
الغرض.. أن العبودية الكاملة التي لا تعرضها الغفلة أبداً، مرتبتها العليا عند المعصوم، تلك النفس المطمئنة التي لا ترجع إلى الأمارة لحظة واحدة. فعدم كونه عبداً للنفس أو الهوى أو الدنيا إنما يكون في الحقيقة لأنه لا يرى نفسه مستقلاً لحظة واحدة. إنه لا يعرف رؤية ذاته وعدم رؤية الله، هذه الحقيقة راجعة إلى المعصوم.
إنه لا يرى نفسه مستحقاً للطاعة، ويقول عليهم أن يعظموني؟ لا.. لأن هذه الحالة هي الكفر الحقيقي الذي يجب أن يستغفر منه ويرجع إلى العبودية من جديد.
اطفئوا النيران التي أوقدتموه
السيد بن طاووس ينقل رواية في كتاب فلاح السائلين أن ملك ينادي في أوقات الصلاة الخمس: قوموا إلى الصلاة أيها الضيوف واطفئوا النيران التي أوقدتموها.
وينادي في وقت الظهر، يا من أوقدتم لأنفسكم النيران من أول اليوم إلى الآن هلموا واطفئوها ببركة الصلاة. اطفئوا تلك النيران التي هي الكفر الحقيقي والخروج عن عبودية الله وقل اني عبد محتاج من رأسي إلى قدمي: لا تصدر منك هذه الأنانيات أنا، أنا، يجب أن أكون كذا وكذا، قل الله وليس أنا، إلى متى ترى لنفسك استقلالاً وتبرز نفسك، تعال وقلل من هذه الأنانيات واطفئ تلك النيران التي أشعلتها.
الصلاة علاج لأشد الأمراض وهي الغفلة
واقعاً إذا لم تكن هذه الصلاة الخمس فالإنسان ليس له طريق إلى الإيمان الحقيقي وستقضي عليه الغفلة بصورة نهائية. أما والحمد لله أن أرانا طريق الخلاص والفرج (وأقم الصلاة لذكري) [طه: 3].
ويروي عن رسول الله (ص) مثال لهذه الصلوة الخمس فلو أن رجلاً كان يغسل جسمه خمس مرات في اليوم فسيبقى نظيفاً باستمرار فهذه الصلواة الخمس كذلك. يعني ما تراه لنفسك من الاستقلال والخوض في الغفلة تعال وقل مع توجه كامل، (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة: 5] فأنا عبد محتاج ومع ذلك فإني وحيد ومحتاج إلى واحد فقط وهو الله لا غير. كنت غافلاً قبل ساعة وادعي كياناً لنفسي وأقول أنا وأنا.. إلهي استغفرك وأتوب إليك. استغفر الله على كل ما ادعيته من الألوهية فإني أعبدك وأنا عبد لك.
النفس اللوامة، أن تحاسب نفسك
إذا أراد الشخص الهداية واقعاً والسير في الطريق المستقيم وأن يكون من أهل الاستقامة بعون الله فيجب أن يسارع إلى التوبة كما أمر بذلك القرآن المجيد أن يستغفر في الأسحار من هذا الكذب وقل لنفسك أيتها الكذابة أنت تقولين أنا عبد الله فهل هذه الحالة التي كانت قبل ساعة هي معنى العبودية؟
ويقال لهذا النفس اللوامة.. يعني في البداية على الإنسان أن يلوم نفسه ويفهم نواقصه ويحاول اصلاحها حتى يصل إلى النفس المطمئنة. النفس اللوامة يعني الخوض في أعماق النفس والبحث عن عيوبها ولوم النفس عليها ومحاسبتها.
نظري بخويشتن كن كه همه كناه داري همه عيب خلق ديدن نه مروت است ومردي
يعني:
إن ترى عيوب جميع الناس فذلك ليس برجولية أو مروءة.. وأنظر إلى نفسك التي تحوي جميع العيوب.
رحم الله الحاج الشيخ عباس القمي ما أنفع كتابه (منتهى الآمال) وأكثر جذابيته حين كتب باللغة الفارسية عن حالات المعصومين الأربعة عشر فما أجمل ما كتبه ويجب على المؤمنين الاستفادة منه.
وهو يذكر في عدة صفحات عن حالات الإمام زين العابدين (ع) واستغاثته وخطابه مع نفسه فما أجمل العبارات التي كان الإمام يلوم فيها نفسه.
لوامية النفس مقدمة لاطمئنانه
مقصودي أنه يجب ايجاد النفس اللوامة حتى يصل إلى النفس المطمئنة لا اقل أن يفهم أنه قد انحرف عن جادة العبودية.. وفي كل ساعة يكون باطنه الملكوتي بشكل من الأشكال فتارة يكون قرداً وأخرى دباً،.. عمل القرد هو التقليد من أجل أن الشخص الفلاني قد عمل العمل الفلاني. فخاطب نفسك وذكرها بعيوبها فلعلها تصل بالتدريج إلى النفس المطمئنة: أين أنا وأمثالي وأين النفس المطمئنة؟ ولطف الله لا يشمل إلا من كان توجهه واحداً ويبقى مستمراً في طريق العبودية لله. حينئذ يصبح عبداً لله.. يصير عبداً للرحمان.
ولا أقل من إيجاد النفس اللوامة الآن، لكي نرى عيوبنا في طريق عبودية الله، ثم نتضرع ونستعد للمقامات الأخرى.

توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي




رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 196
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-Aug-2010 الساعة : 04:37 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم

الغلام الذي قتل طفل الإمام السجاد (ع)
سمعت في أحوال زين العابدين (ع) أنه حضر عنده بعض الضيوف وكانوا قد جعلوا قطع اللحم في أسياخ ووضعوها في التنور لطبخها.. فذهب غلام وأخرج الأسياخ، وكان طفل صغير للإمام يسير في طريقه إذ وقعت الأسياخ الساخنة من الأعلى على رأسه من يد الغلام فمات لساعته.
الغلام استعمل ذكاءه وقرأ آية من القرآن (والكاظمين الغيظ) [آل عمران: 134] فأجابه الإمام كظمت غيظي:
فقال: والعافين عن الناس، قال: عفوت عنك.
فقالك (والله يحب المحسنين). [آل عمران: 134]
فأجابه الإمام: أنت حر لوجه الله.
فالذي لم يتثبت في عبودية الله فما الذي يقوله عند الغضب، وما الذي يفعله.. فمع أدنى انحراف وميل سيخرج بذلك عن عبودية الحق.
وينقل أيضاً عن الإمام زين العابدين (ع) الذي هو بحق زينة العباد ونتحدث عن عبادته واستمراره في العبودية.
اعتق العبد بعد تنبيهه
ورد في المجالس السنية وكشف الغمة وغيرها وكذلك ذكر في منتهى الآمال بأنه ارتكب أحد غلمان الإمام جرماً يستحق التنبيه عليه, فأخذ الإمام سوطاً وضربه به ضربة واحدة ثم عطف السوط فوراً إلى الغلام وقال له إذا أردت القصاص فخذ، فأنا ما ضربتك إلا تأديباً.
فلما رأى الغلام ذلك اعتذر وهو يقول:
قطعت يداي إن أنا فعلت ذلك.
الإمام أيضاً أعطاه مقداراً من الأموال لا أتذكرها بالضبط ولعلها كانت خمسين ديناراً وقال له أنت حر.
لنحذر الخروج من العبودية في حالة الغضب
على كل حال يجب الانتباه لئلا نخرج عن صراط العبودية في حال الغضب، فقبل هذا الحال كان يقول (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة: 5] إلهي أنا لا أعبد سواك ولا أطلب العون إلا منك. فماذا حصل الآن كي تقول إذا أنا لم أكن فسيكون كذا وكذا، ألست أنت الذي كنت تدعي العبودية لله قبل قليل.
كم هو لطيف قول السيد بحر العلوم في منظومته الفقهية.
وأنت غير الله كنت تعبد وأنت غير الله تستعين
إياك من قول به تفند تلهج في إياك نستعين
فتقول بلسان (إياك نستعين) [الفاتحة: 5] ولكنك تقول بعملك أنا أو آخر.
ما لم يصل إلى حد الاطمئنان فهو مذبذب
مقصودي هو الثبات فما لم يصل بالنفس إلى الاطمئنان والثبات فهو مذبذب في هذه الأوساط، يصير إلى هذا الطرف أو ذاك، متزلزل فتارة يتوجه إلى الله وأخرى إلى الشهوات والذات إلى أن يصل إلى النفس المطمئنة بحيث لا يرى لنفسه أي استقلال وألوهية أو ربوبية ولا لحظة واحدة ويدرك أنه مربوط بالله.
ونقرأ أيضاً في دعاء كميل "يا من بيده ناصيتي" يا الله الذي بيده حياتي روحي وبقائي بيده.. أنا لا أتمكن أن أقف على أقدامي.. النفس الذي يدخل ويخرج تنفسه ليس بيدي.
رسول الله (ص) يقول عندما أغمض عيني فإني لا أؤمل فتحها، إلى هذه الدرجة لست مستقلا، فأنا عبد.. مخلوق، وليس لي أي وجود مستقل لا في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال ولا في أية جهة من الجهات.
واللازم لذلك ألا يصدر منه ما يخالف العبودية
علينا أن نقتدي بالعباد الحقيقيين وهم المعصومون (ع) ونتعلم طريق وأسلوب العبودية إلى أن نصل إلى النفس المطمئنة.
انزعاج الإمام من أجل خوف أمه
يروى في كتاب المجالس السنية عن مالك بن أنس رئيس مذهب المالكية أنه كنت يوماً في أزقة المدينة فرأيت الإمام الصادق (ع) وهو مهموم، فكان واضحاً أن أمراً قد سلب راحته فسألته عن أحواله: يا ابن رسول الله ما الذي أهمك وسلب راحتك.
فقال: في بيتنا غرفة وسلم للصعود إليها، وقد أوصيت في منزلي بأن لا يصعد عليه أحد ولما دخلت المنزل ـ رأيت الجارية معها طفلها وهي تصعد السلم، فلما رأتني خافت وسقط الطفل من يدها. وانني لم يؤذني موت الطفل إنما آذاني خوف الجارية مني.
يجب أن تخاف من الله لا من المخلوق.. يعني يجب أن تراقب الله مع عدم وجود الإمام أكثر فما نهى عنه الإمام يجب تركه، كيف تلاحظ حضور الإمام أكثر من حضور الحق؟! الإمام أيضاً يتالم لذلك لماذا تخافين مني أكثر من الله وترجفين مني؟ فأنا عبد!
يجب أن يكون أشد التذلل لله
هناك رواية شريفة بأن شخصاً دخل على الإمام الصادق (ع) فسلم عليه بكامل الاحترام والأدب ثم قبل رأس الإمام بعد ذلك قبله من جبهته. بعد ذلك قبل يد الإمام ثم أطراف ثوبه بعد ذلك هوى على أقدام الإمام ليقبلها أيضاً عند ذاك صاح به الإمام.
"ماذا أبقيت لله"؟
يعني ما هذا الذي تفعله؟ تريد أن تقبل قدمي؟ جعفر عبد أيضاً فماذا تفعل لله؟ يعني أن هذا المقدار من التذلل لا ينبغي أن يكون لغير الله.
النفس المطمئنة الكاملة والدائمة عند الإمام
الغرض.. أن العبودية الكاملة التي لا تعرضها الغفلة أبداً، مرتبتها العليا عند المعصوم، تلك النفس المطمئنة التي لا ترجع إلى الأمارة لحظة واحدة. فعدم كونه عبداً للنفس أو الهوى أو الدنيا إنما يكون في الحقيقة لأنه لا يرى نفسه مستقلاً لحظة واحدة. إنه لا يعرف رؤية ذاته وعدم رؤية الله، هذه الحقيقة راجعة إلى المعصوم.
إنه لا يرى نفسه مستحقاً للطاعة، ويقول عليهم أن يعظموني؟ لا.. لأن هذه الحالة هي الكفر الحقيقي الذي يجب أن يستغفر منه ويرجع إلى العبودية من جديد.
اطفئوا النيران التي أوقدتموه
السيد بن طاووس ينقل رواية في كتاب فلاح السائلين أن ملك ينادي في أوقات الصلاة الخمس: قوموا إلى الصلاة أيها الضيوف واطفئوا النيران التي أوقدتموها.
وينادي في وقت الظهر، يا من أوقدتم لأنفسكم النيران من أول اليوم إلى الآن هلموا واطفئوها ببركة الصلاة. اطفئوا تلك النيران التي هي الكفر الحقيقي والخروج عن عبودية الله وقل اني عبد محتاج من رأسي إلى قدمي: لا تصدر منك هذه الأنانيات أنا، أنا، يجب أن أكون كذا وكذا، قل الله وليس أنا، إلى متى ترى لنفسك استقلالاً وتبرز نفسك، تعال وقلل من هذه الأنانيات واطفئ تلك النيران التي أشعلتها.
الصلاة علاج لأشد الأمراض وهي الغفلة
واقعاً إذا لم تكن هذه الصلاة الخمس فالإنسان ليس له طريق إلى الإيمان الحقيقي وستقضي عليه الغفلة بصورة نهائية. أما والحمد لله أن أرانا طريق الخلاص والفرج (وأقم الصلاة لذكري) [طه: 3].
ويروي عن رسول الله (ص) مثال لهذه الصلوة الخمس فلو أن رجلاً كان يغسل جسمه خمس مرات في اليوم فسيبقى نظيفاً باستمرار فهذه الصلواة الخمس كذلك. يعني ما تراه لنفسك من الاستقلال والخوض في الغفلة تعال وقل مع توجه كامل، (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة: 5] فأنا عبد محتاج ومع ذلك فإني وحيد ومحتاج إلى واحد فقط وهو الله لا غير. كنت غافلاً قبل ساعة وادعي كياناً لنفسي وأقول أنا وأنا.. إلهي استغفرك وأتوب إليك. استغفر الله على كل ما ادعيته من الألوهية فإني أعبدك وأنا عبد لك.
النفس اللوامة، أن تحاسب نفسك
إذا أراد الشخص الهداية واقعاً والسير في الطريق المستقيم وأن يكون من أهل الاستقامة بعون الله فيجب أن يسارع إلى التوبة كما أمر بذلك القرآن المجيد أن يستغفر في الأسحار من هذا الكذب وقل لنفسك أيتها الكذابة أنت تقولين أنا عبد الله فهل هذه الحالة التي كانت قبل ساعة هي معنى العبودية؟
ويقال لهذا النفس اللوامة.. يعني في البداية على الإنسان أن يلوم نفسه ويفهم نواقصه ويحاول اصلاحها حتى يصل إلى النفس المطمئنة. النفس اللوامة يعني الخوض في أعماق النفس والبحث عن عيوبها ولوم النفس عليها ومحاسبتها.
نظري بخويشتن كن كه همه كناه داري همه عيب خلق ديدن نه مروت است ومردي
يعني:
إن ترى عيوب جميع الناس فذلك ليس برجولية أو مروءة.. وأنظر إلى نفسك التي تحوي جميع العيوب.
رحم الله الحاج الشيخ عباس القمي ما أنفع كتابه (منتهى الآمال) وأكثر جذابيته حين كتب باللغة الفارسية عن حالات المعصومين الأربعة عشر فما أجمل ما كتبه ويجب على المؤمنين الاستفادة منه.
وهو يذكر في عدة صفحات عن حالات الإمام زين العابدين (ع) واستغاثته وخطابه مع نفسه فما أجمل العبارات التي كان الإمام يلوم فيها نفسه.
لوامية النفس مقدمة لاطمئنانه
مقصودي أنه يجب ايجاد النفس اللوامة حتى يصل إلى النفس المطمئنة لا اقل أن يفهم أنه قد انحرف عن جادة العبودية.. وفي كل ساعة يكون باطنه الملكوتي بشكل من الأشكال فتارة يكون قرداً وأخرى دباً،.. عمل القرد هو التقليد من أجل أن الشخص الفلاني قد عمل العمل الفلاني. فخاطب نفسك وذكرها بعيوبها فلعلها تصل بالتدريج إلى النفس المطمئنة: أين أنا وأمثالي وأين النفس المطمئنة؟ ولطف الله لا يشمل إلا من كان توجهه واحداً ويبقى مستمراً في طريق العبودية لله. حينئذ يصبح عبداً لله.. يصير عبداً للرحمان.
ولا أقل من إيجاد النفس اللوامة الآن، لكي نرى عيوبنا في طريق عبودية الله، ثم نتضرع ونستعد للمقامات الأخرى.

توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي




رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 196
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-Aug-2010 الساعة : 12:31 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم
نتابع معكم

لماذا تستولي علينا الغفلة
هنا أذكر بعض الفقرات من دعاء (أبو حمزة) للإمام السجاد (ع) بمناسبة النفس اللوامة:
"سيدي مالي كلما قلت قد صلحت سريرتي وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك سيدي لعلك عن بابك طردتني ".
ما أجمل كلمات الإمام قبل هذا الكلام وبعده، يقول: عندما أنوي القيام لمناجاتك في أوقات السجر "ألقيت علي اً إذا أنا صليت وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت".
"سيدي لعلك عن بابك طردتني وعن خدمتك نحيتني".
التفتوا إلى الجملة التي أقصدها وهي:
"أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني". فقد رأيتني أكذب ففي الصلاة أقول (إياك نعبد) [الفاتحة: 5] ولكني أرجع إلى عبودية النفس والهوى والشيطان.. أقول أنا عبد ولكن أدعي لنفسي الربوبية والاستقلال فأنا كذاب: أقول (إياك نستعين) [الفاتحة: 5] أما قلبي مشغوف بالأسباب المادية وليس بالله.
لا تكلنا إلى أنفسن
ولكن "فإن عفوت فخير راحم، وإن عذبت فغير ظالم".
فأنا بهذه المفاسد إذا عفوت عني وسامحتني وطهرتني فذلك شأنك وعملك لأنك أرحم الراحمين، وإن عذبتني وتركتني إلى نفسي فلم تظلمني لأني مستحق لذلك بسبب أكاذيبي، إلهي بحق محمد وآل محمد أفهمنا عيوبنا. وارزقنا نفساً لوامة، واعطنا حالة التوبة والإنابة في كل وقت ولا تحرمنا من لطفك.
"لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً".
"سيدي إنك إن وكلتني إلى نفسي هلكت".

الرضا من آثار اطمئنان النفس

كان الحديث في شرح هذه المنزلة العظيمة من منازل الإيمان ودرجات أهل التوحيد والتي هي آخر المقامات والمراتب الإنسانية والغرض هو الوصول إلى هذه المنزلة حتى تتمكن من الوصول إلى مقام الرجوع إلى الرب (إرجعي إلى ربك) [الفجر: 28] وهذه هي مرتبة الاطمئنان التي من آثارها وخصوصياتها هو مرتبة الرضا والتسليم.
النفس المطمئنة يعني التي في مرتبة الإيمان لا تزال تستمر في صراط العبودية حتى تصل على حد الاطمئنان والاستقرار.. الاطمئنان الذي يقابل الاضطراب.. المضاد للقلق والخوف.
الاطمئنان بالله يزيل الاضطراب
النفس الإنسانية عندما تتخيل لنفسها وللماديات استقلالاً في البداية تتصور نفسها أنها هي المالكة. (وفي الحقيقة ليس لنفسه إلا القلق والاضطراب) حتى يصل إلى المرتبة التي يتيقن بأن المالك هو الله فقط، المستقل هو الله فقط، فهو وجميع مراتب الوجود مرتبطين به، فإذا استقر على هذا الرأي واطمأن إليه عندئذ لا خوف ولا حزن عليه لأنه قد اصبح من أولياء الله (الا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون). [يونس: 62]
القرآن المجيد يقول: (الذين آمنوا وكانوا يتقون).. [يونس: 63]. أن يسير في طريق التقوى سنيناً.. أن يستمر ف يصراط التقوى وصراط العبودية.. أن يكون في طريق التفكر والتدبر في عالم التوحيد الإلهي حتى يصل إلى منزلة الاطمئنان حيث لا يوجد فيه أي خوف أو اضطراب.
قلق الناس يسبب الكفر الحقيقي
أنتم ترون في هذا الزمان أن جميع الناس من مسلمين ويهود ونصارى وماديين كلهم في قلق وخوف.. هذا الشيء يكتبونه في الجرائد ونحن أيضاً شاهدون على ذلك بأن حياتنا مليئة بالقلق والخوف..
لا يوجد هدوء نفسي، الاشخاص كلهم في قلق وخوف فمن رئيس الجمهورية وحتى أدنى شخص، ومن ذلك المليونير أو الملياردير حتى الإنسان المتسول، لأنهم ليسوا على صراط التوحيد وبالنتيجة فهو يرى الاستقلالية لنفسه وللماديات والخوف والحزن يرجع إلى الماديات، فإذا خسر أحد الأشياء المادية فسوف يكون محزوناً.
مثلاً لو افترضنا أنه يتصور أن الأموال والأولاد والجاه هي المؤثرة وهي التي ترفع احتياجاته. فلو أنها خرجت من يده فسوف يتأثر بشدة ويأخذه القلق والاضطراب لأنه يرى أن هذه الماديات هي المؤثرة بصورة مستقلة، وهي التي تقوم بالأعمال.. فهو يسير وراءها ولا يقنع منها بأي حد، حتى المليون لا يكفي لسد حاجته ومهما وصلت إليه أملاكه وجاهه وعنوانه ومئات محلاته التجارية فلا يزال مضطرباً، لأنه لا يأمل أن تكفي هذه أيضاً لسد احتياجاته، فالماديات هي كل همه، ما حصل عليه وما لم يحصل، أما المؤمن فهو خائف وحزين حتى يصل إلى مقام الولاية الإلهية ويضع قدمه في صراط التوحيد في ذلك الوقت (ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [يونس: 62] فلا خوف ولا حزن عليه لأنه معتمد على المبدأ اللامتناهي.
اترك الـ "أنا" جانب
فلهذا على الإنسان أن يخاف من حالة العصيان هذه ويرتجف، عليه أن يتوب من هذا الكفر الذي ارتكبه ويرتكبه.. أن يفكر من أنا؟؟ أن يعرف نفسه أولاً، أترك "أنا" جانباً فأنت عبد مملوك (ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا) [الفرقان: 3] لا يملك لنفسه شيئاً.
فما دمت لم تدرك هذا المعنى فأنت غير تائب من الكفر، يجب أن تتوب من هذا الكفر والشرك وأعلم أن لك مالكاً وقيوما، فوجودك ليس منك بل مرتبط بغيبك، كل ذرات الوجود مرتبطة بالغيب، وأنت أيضاً أحد أجزاء الوجود.
الجميع مال الله وملكه
يجب أن تكون على يقين بأنك وكل شيء ملك لله وأنا متحير من نفسي أقول واأسفاه بأن الله تعالى قد أسمعنا هذه الحقيقة في القرآن المجيد عدة مرات ولكن أين كنت أنا المسكين لكي استمع لذلك (له ملك السموات والأرض) [الحديد: 2] (لله ما في السماوات وما في الأرض..). [الحشر: 1]
أنت وحياتك والآخرين من الفراش إلى العرش كل ذرات هذا العالم ملك لواحد.. ولا أحد يملك استقلالاً بنفسه، لا أحد يقف على قدميه، تنفسه ليس باختياره، لا أحد يتمكن أن يعمل عملاً بالاستقلال، ولا أثر لأي سبب من الأسباب قبل مشيئة الله.
الأموال لا تؤدي عمل
أيها المسكين.. يا من تتصور أن الملك والمال والجاه والمقام تسد الحاجة، ألا ترى كم من أصحاب المليارات لم تنفعهم أموالهم؟ وإنما تمرضوا وماتوا، ولم تتمكن أن تدفع عنهم الموت أو تدفع عنهم المرض؟ لكي يدرك الآخرون أن الأموال لا تعمل شيئاً إلا أن يشاء الله.
السلطان الذي مات من الجوع
يروى في كتاب المستطرف حكاية: انه عندما وجدوا صندوقاً أثناء الحفريات إلى جانب النيل، فتحوا ذلك الصندوق فوجدوا فيه جسداً محنطاً فعلموا أنه لملكة من الملوك وقد كان المصريون في السابق يحنطون أجساد الفراعنة والملوك ويحفظونها.
وكان في هذا الصندوق مجوهرات كثيرة مع لوح وقد كتبوا فيه قصة موت هذه الملكة بناءاً على وصيتها وقد كتب على اللوح بأنه كل من رأى جنازتي بعد موتي فليلعلم بأنه حدث قحط في مملكتي في أيام حكومتي وقد وصل الأمر إلى أني الملكة كنت مستعدة أن أعطي كل هذه المجوهرات مقابل رغيف خبز ولم أحصل على ذلك حتى مت جوعاً.
لكي يعتبر الآخرون بأن المال لا يرفع نقصاً ويسد حاجة لوحده وإنما بمشيئة لله. كذلك القدرة فلا تتصوروا أن أحداً يمكنه أن يعمل عملاً بصورة مستقلة، افتح عينك ولا تغرك هذه المظاهر.إذا لم يرد إلهك أمراً فلو جمعت كل الوسائل فإنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً.
الحجاج يموت وسط النيران من شدة البرد
قيل أن الحجاج اللعين أصابه الارتعاش قبل موته وقد وضعوا عليه أغطية متعددة وقربوا منه ناراً شديدة إلى حد أن جلده كان يتأثر بحرارة النار لكنه مع ذلك كان يرتجف ويقول (إنني في ضيق من شدة البرد وبقي هكذا حتى مات بهذا المرض).
حتى يكون ما أراد الله.. فإذا أراد الله أن يموت من شدة البرد، فلو أنهم جاءوا بالنار واللحاف والسجاد فسوف لا تؤثر أي أثر على أن يقرر خالق هذه الأسباب ما يريد.
التمرن على التوحيد حتى الوصول إلى اطمئنان النفس
قصدي أن عليه أن يتوب من الشرك والكفر ليأتي إلى صراط التوحيد، وطبيعي أن يكون كسلاناً وعليلاً لمدة من الزمن فعندما يكون موجوداً عند المنبر يستمع إلى الموعظة يقول استغفر الله، إلهي إن حالتي كانت سيئة فقد كنت أعتقد غيرك مؤثراً. ولكن عندما يرجع إلى البيت والسوق يتغير وضعه.. فالكفر إلى جانب الإيمان، فتارة هذا وتارة ذاك، حتى يصل إلى الاستقرار إذا أراد الله وأعانه على ذلك.
يجب أن يرى نفسه والأسباب المادية وكل ما سوى الله خاضعة لإرادة واحدة، كلهم يدورون ويتحركون بإرادة واحدة من الدودة إلى الفيل.. من الفراش إلى العرش كلها تتحرك بحياة واحدة وتديرها إرادة واحدة ويجب أن يحصل له اليقين بهذا المعنى "فاعلم أنه لا إله إلا الله ـ لا شريك له".


توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي




رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 196
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Sep-2010 الساعة : 04:08 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم
نتابع معكم
من الجهل أن يرى نفسه مالك
كيف تجعل من نفسك شريكاً لله؟ خاطب نفسك.. أنت تقولين أردت كذا، فلماذا صار هكذا ولم يقع ذلك؟ كيف تدعين المالكية وما هي النسبة المالكية التي بينك وبين الأموال والأولاد؟
إنني تعبت كثيراً حتى جمعت هذه الأموال ـ فلماذا ذهبت من يدي؟ أنت كنت جاهلاً عندما كنت تتصور أنك مالكاً حقيقياً لهذه الأموال.. هذه الأموال أمانة بيدك من المالك الحقيقي فلا يمكن أن تنسبها إلى نفسك حقيقة.. طبعاً بالنسبة إلى حقّ المالكية الشرعي فهو محفوظ، وعلى الآخرين أن يحترموا هذه المالكية.. ولكن الحديث بالنسبة إلى المالكية الحقيقية والمنحصرة بالله تبارك وتعالى، فلا تخدع نفسك وتتوهم أنك المالك المستقل والحقيقي لها، المال في الحقيقة مال الله، أما أنها وصلت إليك بسبب التعب والكسب أو الإرث أو أي وجه شرعي آخر ونسبت إليك فلا تتصور لنفسك ملكاً حقيقياً ومستقلاً وتنسى المالك الحقيقي لها.
الوالدان.. لا يتصورا أنهما المالكان للولد
أو بالنسبة للأولاد.. على الأولاد بأن يراعوا حقّ الأب والأم.. وواجب الأب هو أن يتكفل لباس وغذاء الولد.. وظيفة الأم أن تقوم بإرضاعه الحليب فمع إيجاد هذه الأحكام لا تنخدع وترى نفسك رباً لهذا الولد.
تقول أنا الذي ربيته.. فأنت من الذي رباك؟ الله الذي رباه على يدك وأنت لم تكن إلا وسيلة لا أكثر!! الله الذي ألقى محبة الولد في قلب الأب والأم، وبتلك المحبة تحملت آلام السهر في الليالي والتعب من أجل هذا الولد.. هذا الحليب الذي تضعيه في فم هذا الولد من الذي صنعه؟ ومن الذي جعله جزءاً من جسم هذا الطفل في جوفه؟ من الذي جعلك تتحرك وتقوم من مقامك غير الله؟
فلا تدعي ما ليس لك.. عليك الا ترى نفسك مالكاً للطفل.. أيضاً لا تدعي لنفسك بأي حق.
من أنا حتى يكون لي حقّ الطاعة؟
طبعاً لا ينبغي الاشتباه فالحق الشرعي بمكانه. فعلى الولد أن يحب ويطيع ويحترم الوالدين.. ولكن من لوازم العبودية والمعرفة أن لا يدعي الأب والأم لأنفسهم حقاً، فمن أنا حتى يكون لي حقّ الطاعة.
ويؤمر الأولاد باحترام وإكرام وإطاعة الأب والأم، لا أن يتصور أنهما كل شيء بالنسبة له بل أنهما سبب من أسباب الله سبحانه.. وهكذا.
الدوام على التقوى لازم
أريد أن أبين مسألة الاطمئنان.. فالإنسان بحاجة إلى مدة طويلة لكي يصل إلى مقام الاطمئنان يعني يستقر على صراط التوحيد ويثبت على كلمة لا إله إلا الله، انتبهوا إلى الآية الكريمة التي قرأتها:
(ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون). [يونس: 62ـ63]
من هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟
أولئك الذين آمنوا وكانوا يتقون، فقد تمرنوا لذلك عمراً واجتازوا مراتب التقوى، يستغفر بمجرد أن تزل قدمه.. ويرجع عندما ينحرف عن صراط التوحيد، حتى يصل إلى الإيمان المستقر والمطمئن ويكون من أولياء الله فذلك الوقت لا خوف عليه ولا حزن.
الخوف والحزن ليس للنفس المطمئنة
لا يحزن لو انعدمت جميع الوسائل، لا يجزع على موت أولاده، ولا يحزن على ذهاب أمواله فلا ربط لي بالمسألة.. صاحبها الذي أعطى وأخذ.. والمحي هو المميت، فهو قانع بكلما يراه صلاحاً له فلا يحزن على فقد أي أمر من الأمور المنسوبة إليه.
فـ "أنا" غير موجودة في الوسط. لا استقلال في العمل "العبد وما في يده لمولاه". رزقي مع من؟ هل هو بهذا المال والمحل؟ فلو كنت أعتقد ذلك فإني كافر، فذلك الذي خلقني هو الذي تعهد برزقي، فمادمت في الدنيا فأنا على مائدته وبساطه وعندما أموت فأنا أبقى على مائدته فالرزق ليس محصوراً في الدنيا فبعد الموت أنا أيضاً محتاج إلى الرزق البرزخي والأخروي.
رزق كل عالم يتناسب وذلك العالم، ورازقك هو خالقك.
لا خوف من المستقبل أيضا
فهو لا يخاف مما سيأتي أيضاً، لا حزن على الماضي ولا خوف من المستقبل، لا أحد من أولياء الله يخاف من المستقبل، لأنه لا يرى لنفسه مستقبلاً، فحياته وموته غداً غير معلوم عنده حتى يهتم بما سيحدث له.
كم من الأشخاص المساكين الذي يتألمون لسنتهم القادمة في حين أن كفنهم موجود في السوق، ليس لهم أسبوع حتى يحزنوا على شهر، أما الذي صار من أولياء الله وله نفس مطمئنة فلا يخاف مما سيأتي، من جهة أنه لا يرى لنفسه مستقبلاً، وحقاً، (يا من بيده ناصيتي) يا إلهي الذي بيده ناصيتي وحياتي، أنا عبد كل ما تدبره لي، فإذا كان جزءاً من عمري فسوف يأتي مع لوازمه، فأنا لست وحدي، بل لي ولي ومرشد فالذي له ولي قوي ورئيس أكبر فمن أي شيء أخاف.. فهو لا يحزن على عدم وجود شيء ولا يخاف على مستقبله وانعدام الوسيلة، لأنه مستسلم وخاضع تماماً فليس هو المالك ولا الآخرين.
بكاء النبي على وفاة ابنه إبراهيم
لا يحزن مع فقدانه شيئاً.. فلو قال أحد: كيف أن رسول الله والأئمة كانوا يحزنون إذا فقدوا شيئاً.. فعندما مات إبراهيم ابن رسول الله فقد بكى النبي عليه أو أنه كان يحتضن عزيزه الحسين ويقبله ويبكي. وجواب هذا الحزن هو أولاً "لا قيام بين عدل الأولياء ونفسك". فبكاءنا أنا وأنت من أجل أمور نفسية.. لأن ابني وطفلي قد مات، فلماذا فارق الحياة؟ ومن شدة الحزن نغضب اعتراضاً على ذلك لا سمح الله، كما نرى حالة عدم الصبر من بعض الجهال لموت بعض أقربائهم والجزع الشديد بحيث لو استطاع أن يصل إلى عزرائيل لقطعه إرباً إرباً.
لماذا أخذت والدي؟ هناك نوع من الذاتية والشعور الاستقلال في البين!
يميت في أي وقت يراه صلاح
أما الإنسان الذي صار من أولياء الله ففي أي وقت أراد موته فسيقبله بصدر رحب.
روزي رخش بينم وتسليم وي كنم أين جان عاريت كه بحافظ سرده دوست
فهذه الروح التي أودعت عند حافظ كعارية سيأتي اليوم الذي أقوم بتسليمها إليه...
شعر جميل.. فالروح ليست ملكي فهو الذي أعطى وهو أيضاً يأخذ فكيف الأمر بالأولاد والأقرباء؟ الله هو الذي يحيي ويميت.
الترحم الروحي غير الأمور النفسية
كيف يمكن بيان بكاء النبي على ولده إبراهيم؟ بإمكان أن نتنزل بهذه الحقائق ونخرجها بصورة ألفاظ إلى حد قابل للفهم لدى الجميع وهو أن نقول أنه ترحم إلهي وليس من جهة النفس والهوى والاعتراض والسخص على القضاء والقدر.
الترحم الالهي مثل الترحم على شهيد عاشوراء الحسين (ع) المشهد الذي هو محل الترحم، فكل من يرى الحسين يوم عاشوراء أو يسمع به وكان له قلب فسيحصل في قلبه ترحم أصله من خالق العالم. فهو ترحم وليس نفس وهوى ولماذا وكيف؟ على كل حال فهو حزن إلهي وليس حزناً من طريق النفس والهوى.
آخر بكاء الحسين في الوداع الأخير
الشيخ الشوشتري يقول في الخصائص الحسينية، إن الحسين (ع) بكى يوم عاشوراء ستة مرات، بعد ذلك يذكر هذه المرات الستة، وواقعاً إذا تحقق الإنسان من ذلك يرى أن بكاء الحسين في جميع هذه المرات الستة كان من باب الترحم، مكان ظهور الرحمة... فهو يترحم وتجري دموعه.
آخر بكاء له عند وداعه الأخير عندما وضعت سكينة وجهها على ظاهر قدم والدها وأخذت تبكي، مشهد تتمزق له القلوب.. الحسين (ع) يجلس ويأخذ ابنته ويجلسها في حضنه ويمسح بيد الرحمة على رأسها ووجهها:
ما دام مني الروح في جثماني لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة


اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك..
الاتصال بالأرواح العالية
تشرح لنا هذه الآية المباركة أمراً وهو أن الغرض من دعوة الأنبياء وانزال الكتب السماوية وصول الإنسان إلى مرتبة الاطمئنان والرضا والتسليم الذي هو أعلا المراتب التي يمكن للإنسان أن يصلها خلال هذه الأيام المعدودة، وعندما يصل إلى هذه المرتبة يتصل بالأرواح العالية وعلى رأسها محمد وآل محمد.
ولأجل أن يتضح الموضوع أكثر نتوجه إلى عبارات من زيارة أمين الله لتتوضح النفس المطمئنة أكثر.
زيارة أمين الله، جامعة ومهمة
أول حاجة تطلب "اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك"... هذه الزيارة الشريفة "أمين الله" مع أنها مختصرة ولكنها واقعاً جامعة ومن أفضل الزيارات.
أحد الأشخاص المؤمنين يسأل: كيف تكون زيارة أمين الله أفضل من جميع الزيارات مع أنها لا تتجاوز صفحة واحدة لا أكثر.
فقلت له: إنها من حيث الكمية وإن كانت قليلة، ولكن أنظر إلى كيفيتها، هذه الزيارة الشريفة إذا قصد أحد التوجه بها وكان طالباً لهذه المقامات فإن جميع النعم المعنوية تطلب في ضمن هذه الزيارة.
خلاصة من الزيارات المطولة
إذا عرف الإنسان الإمام بصفة "أمين الله" يكفي ذلك أن يخاطب الإمام عن اعتقاد ويقين ويقول: أنت القيم على خزائن الله، كل ما يصل إلى العالمين إنما يصل بواسطتك.. أن يصدق بهذا المعنى.
"أشهد أنك جاهدت في الله حقّ جهاده.. وعملت بكتابه.. واتبعت سنن نبيه".
قصدي هو أهمية هذه الزيارة من ناحية الكيفية، فلو استطاع اظهار هذه الحقائق عن حضور القلب فهذه الأسطر القليلة تعادل عدة صفحات من الزيارة وهي خلاصة لتلك المطالب المفصلة.
اطمئنان النفس أول الحاجات
(اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك)
يطالب بأعلى درجة.. مقام سلمان وأبو ذر، حتى يصل مقامه إلى الاتصال بالنفس الكلية الإلهية، محمد وآله .
النفس في هذه الآية... هي الحقيقة الإنسانية التي يكون الجسد وسيلة لاجراء أوامرها، هي التي تشير إليها "أنا" وتقول أنا ذهبت، أنا قلت.. أنا فعلت.. إشارة إلى الذات والحقيقة.
المطمئنة أيضاً من الاطمئنان بمعنى القرار والسكون والذي هو ضد الاضطراب والتزلزل.. فالإنسان يبقى مضطرباً حتى يصل إلى الاطمئنان.. الاضطراب في أي شيء؟
شرح الموضوع
الاضطراب في الاعتماد على الأسباب المادية

الإنسان الذي لم يعرف الله لحد الآن ولم يصل إلى مقام اليقين، فقلبه مضطرب في أي مقام كان أو مرتبة. فهو يعتمد في أموره المعاشية على الأمور المادية.
فهو مثلاً يرى كيف أن بعض الشباب يدرسون ويتعبون حتى يحصلوا على درجات أكثر ويأخذوا ورقة باسم الدبلوم أو الدكتوراه فعندما يرى أن هذه الورقة هي السبب في استخدامه في الإدارة وحصوله على الأموال فهو مضطرب وقلق دائماً خوفاً من عدم حصوله على الدرجة اللازمة.
أو الكاسب الفلاني نجده قلقاً خوفاً من التضرر بهذه المعاملة.. الجميع قلقون بهذا الشكل، فاللسان يقول "لا إله إلا الله" ويقرأ القرآن ويقول بأن الأمور بيد الله ولكن قلبه لم يصدق بذلك بعد.
والسبب في ذلك أنه لحد الآن يرى للأسباب المادية استقلالا.. يقول أن الخالق هو الله.. المدير والمدبر هو الله.. ولكن حاله حال الكفر، يعني أن يعتقد بأنه يحمل ثقل المعيشة على كتفه. يتخيل أنه فقط بهذه الأسباب يمكن إدارة الأمور وتدبيرها.
يرى لنفسه وللآخرين استقلالاً ذاتياً لذلك نراه قلقاً عندما يرى مستقلاً لوحده بدون حماية أو استناد، لأن الأسباب لا تتفق مع مزاجه دائماً، فكم من الأحايين يبتلى الشخص بفراق هذه الأسباب أو الخوف من فقدانها فينهار ويتحطم نهائياً.


توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي




رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 196
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Sep-2010 الساعة : 01:54 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم

الاعتماد على المال والأولاد.. كفر حقيقي
فمثلاً كان لديه أموال ويتصور أنها هي التي تسير حياته، وقد فقدها الآن، فكأن الدنيا قد وصلت إلى نهايتها، يحتويه الهم والغم، ولو رأى أحد صورته الملكوتية لرأى الكفر الحقيقي وكأنما ليس له إيمان بالغيب. فالآن وقد فقد سبب من الأسباب فكأنما فقد كل شيء.
كان لديه أولاد، وكان يأمل أن يكبر ولده ويعينه في كبره، فعندما يموت سوف يفقد هدوءه ونرى عليه الفزع والجزع بهذا الشكل.
انتحار بسبب القلق
قد يصل انهياره من أجل فقدان السبب في بعض الأحيان بحيث لا يرى لنفسه أي أمل، وينتحر.
الشاب الفلاني ينتحر لأنه لم يقبل في امتحاك البكالوريا، لأنه يرى أن حياته معلقة في رقبته، فكانت عينه على هذا السبب فقط ولم يصل إليه الآن لذلك يقطع أمله بالحياة وينتحر.
وهذا هو الكفر الحقيقي (قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور). [الصف: 13]. فهو قلق ومضطرب لأنه يفتقد الاطمئنان بالله.
طلب الاطمئنان عند قبر ولي الله
على كل حال فالإنسان مادام لم يصل إلى حد الاطمئنان فهو في قلق في أية مرحلة كان.
أكبر نعم الله الإيمان الكامل "اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك" إلهي أنا جئت عند قبر وليك أطلب منك أن تمن عليّ بنعمة اطمئنان النفس... يا أمين الله، يا من بيده خزائن الله أنت كن وسيلتي إلى ذلك.
ما لم يصل إلى الاطمئنان فهو في كفر واقعي، إيمانه بالأسباب وليس بمسبب الأسباب، الشخص الذي يصل إلى حد الاطمئنان بخالقه يصير بحيث إذا فقد جميع الأسباب الظاهرية فسوف لا يفقد هدوءه لأنه لا يرى نفسه لوحده وإنما له مولى.
خزائن مولاي مليئة
ولأجل توضيح المطلب نضرب لذلك مثالاً:
يقول مالك الدينار أو شخص آخر بأن علة انتباهي هو حادثة وقعت في زمان، أصاب مدينتنا القحط وكان جميع الناس في قلق شديد وحالة مؤلمة (نستجير بالله من القحط، فأنتم تتذكرون أيام القحط قبل سنوات وفي أيام الحرب العالمية وما كان عليه حالنا).
يقول: انه في تلك الحالة والناس جميعاً في قلق وخوف رأيت غلاماً ضاحكاً مستبشراً وهو غارق في عمله:
فقلت له كيف أراك ضاحكاً وكأنك لا تعلم بأن الجميع في وضعية يرثى لها؟
فقال: إن خزائن مولاي مليئة بالطحين فأنا لست حزيناً، فخزينة سيدي مليئة!
فوراً تنبهت إلى أن حالة هذا الغلام مع مولاه الظاهري بهذه الصورة، فقلبه قوي بخزينة مولاه وهو غير مضطرب أو قلق فيا ليت كنت كذلك مع مولاي الحقيقي يوماً واحداً وأقول أن عندي إلهاً، فأنا أمتلك كل شيء فخزينة ربي مملوءة دائماً.
فلو ضاعت الأموال فسأقول بأن لي رباً، فالهي قوة لقلبي، وليس قدرتي.
الأولاد لهم رب أيضا
بعض الأحيان يقول ماذا أصنع وعندي عشرة أفواه تطلب الطعام.. أتعتقد أن مسؤولية المعاش ملقاة على عاتقك؟
الطفل مال الله، وأنت أيضاً مال الله "وكل من أعطى الأسنان فهو يعطي الخبز".
فهو حزين لأنه يفكر، كيف سيكون حال أولادي من بعدي؟
هو أيضاً له رب وبيده أمره، فلا حاجة لأن يعتصرك الألم من أجله، كل هذه المخاوف والآمال المادية واضطراب القلوب كفر وانقطاع عن الله.
المربي لنا جميعاً هو الله فقط
كم يؤكد ويثبت القرآن المجيد مسألة التوحيد الأفعالي، لعلنا نصل إلى درجة من الإيمان، وكم يشرح لنا هذه الحقيقة بأن الأمور كلها بيد الله ولا شيء منها بيد الغير.
أنت وأنا والآخرين كذلك كلنا لم نكن أكثر من قطرة ماء عفنة والله هو الذي أوصلنا إلى هذه المرتبة، كنت في المهد سابقاً ولم تصل إلى حد التمييز فمن الذي سخر لك الأب والأم يقوموا بخدمتك، في ذلك الوقت لم يكن باستطاعتك الوقوف على قدميك ولم تكن مستقلاً، فكيف أصبحت اليوم مستقلا؟
فالرزق بيد الله وليس بيدك، (وما من دابة إلا على الله رزقها) [هود: 6]
استمرار حياتك أيضاً معلق على إرادته ومادمت حياً فسيوصل إليك رزقك.
نعم... من أجل الحكم والمصالح فقد أمر بالسعي لتحصيل الرزق والتكسب، عليكم أن ترعوا وتزرعوا، وإلا فالمطر ليس بأيديكم، واستمرار حياتك مرتبط بالذي أعطاك أصل الحياة فلذلك لا ينبغي أن تقلق على قلة أو زيادة الأسباب.
إذا بقيت إلى الغد فسيصلني رزقه
سمعتم بالصحابي أبا ذر فقد أرسل إليه معاوية بمئتي دينار عسى أنا يرجع عن علي (ع) فأشار أبو ذر إلى جراب وقال:
مادام هذا الجراب موجوداً فإني غير محتاج.
فلما نظروا إليه رأوا فيه قرصان من الخبز. فقال:
أحدهما يكفيني للافطار والآخر للسحر، فإذا كان الغد من عمري فالله سوف يوصل إلي برزقه، فاليوم القادم مشكوك أنه من العمر فلماذا أحمل همه؟
فالذي رعاني ودبر أموري لحد الآن، فسيرعاني في بقية عمري.
يجب أن تكون على يقين بأنك غير محتاج إلى أي أحد وأي شيء سوى الله. فكل ما سوى الله مخلوق فحتى أصحاب المقامات العالية محتاجون إلى الله وإلى ما تكون عليه إرادة الله. هذا فيما إذا كانوا هم السبب في نجاتك بواسطة كأن ذلك أو بدون واسطة.
مؤمن أصابه البلاء في قعر بئر
هل سمعتم بقصة ذلك الرجل الالهي أم لا؟
بينما كان يسير في ليلة مظلمة وسط الصحراء إذ وقع في بئر، وبقي متورطاً في قعر البئر.. فجأة يمر بعض المارة فيضع صخرة كبيرة على فوهة البئر لكي لا يسقط أحد فيه ويسد فتحة ذلك البئر.
ولكن هذا الشخص كان أمله بالله وهو في قعر البئر وكان على يقين من أنه لو كان لعمره بقية ولم ينته أجله فسوف ينقذه الله.
فجأة رأى أن بعض الأتربة تسقط على رأسه فنظر فرأى ما يشبه ذيل الحيوان وقد تدلى إلى الأسفل فتمسك به وصعد إلى الأعلى.
يجب أن ينقذك الله بأي وسيلة أراد أن ينقذك بها من البئر.
ولو لم يرد ذلك فلا يمكن ذلك بأية وسيلة كانت.
الخوف والحزن بعيد عن أولياء الله
الله هو مدبر الأمور... وبيده تدبير جميع الأمور، وبالنسبة إلى أي شخص كذلك، فجميع ذرات عالم الوجود مدبرها هو الله.
غرضي أن يتضح بأنه مادام الإنسان خائفاً وحزيناً على فقد الأسباب فهو ليس من أولياء الله لا يخافون ضياع أحد الأسباب المادية ولا يصيبهم حزن على ما هو آت.
"راضية بقضائك" فلو رأى ربي الصلاح في أن أصاب بهذا البلاء فذلك خير لي، ولو لم يكن صلاحاً فسوف لا يقع ذلك، فلذلك فهو غير قلق لا من الماضي ولا من المستقبل.
الشيء الذي يتخوف الناس العاديين منه إذا أراد الله ان يقع فحتماً سيكون خيراً لي فلماذا أتألم؟ وإذا لم يرد الله فسوف لا يقع اطلاقاً.


توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي




رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 196
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-Oct-2010 الساعة : 12:36 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم
اعتذر عن التاخير نتابع معكم

الحسين (ع) وزينب (ع) نماذج الاطمئنان الكامل
الحسين (ع) يعلم منذ أن تحرك من مكة بأن المشاق والصعوبات في انتظاره ولكن بما أن لله فيها رضا وصلاح، وارتقاء درجة الحسين (ع) متوقفة على تحمله هذه المشقات، فقد قبلها الحسين (ع). الحسين (ع) له نفس مطمئنة، له استسلام لإرادة الله. وراضي بقضاء الله. وما أكثر ما حفظت زينب (ع) هدوءها وثباتها في هذا السفر أيضاً.
بل أنها كانت تهديء العيال والأطفال أيضاً..
ما هذا الذي يفعله الإيمان والنفس المطمئنة؟
يروون عن حالات زينب (ع) أنها عندما كانت في مجلس إبن زياد ويزيد وسوق الكوفة كان حالها بشكل كأن لم يصبها ما أصابها.
الشيعة راسخون كالجبال
نعم.. فالمؤمن كالجبل في الثبات ولا تحركه رياح الحوادث.. إلهي أيمكن أن نستفيد نحن أيضاً من النفس المطمئنة.. أن نحصل على مرتبة من الرضا والتسليم ويكون لنا شبه بشيعة أهل البيت (ع).
أنا أتصور أن بيننا وبينهم فاصلة كبيرة، وعند الامتحان يكون معلوماً مقدار تعلقنا بالأسباب المادية والاتكال على ما سوى الله.
يجب أن يمتحن أولياء الله بفقدان الأسباب.. يمتحن إبراهيم (ع) ليصل إلى مقام الخليل.. أنت تريد أن تصل إلى منزلة سلمان وحبيب بن مظاهر. فهل حصل لك الاطمئنان بربك، أو انك قلق وتتصور نفسك مستقلاً، وقد جعلت لك أسياداً؟ تتساءل باستمرار لماذا كان كذلك وكيف ومتى؟ لأنك لا ترى نفسك عبداً، وتعين المصلحة بنفسك وعندما يقع خلاف ما تتوقع وتريد فسوف تعترض.
التسليم لما أراد الله.. رضا
لذلك قالوا في معنى الرضا أنه ترك الاعتراض.. أن يكون حالة بشكل لا يحس بأي إعتراض على ما سيحدث له، راضٍ بكل ما أراد الله، ففيه صلاحي وخيري.
عندما نقرأ زيارة أمين الله يجب أن نطلب من كل واحد من الأئمة () أن يتوسط لكي يوصلنا إلى مرتبة النفس المطمئنة والرضا بقضاء الله "اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك".
عندما تتوسلون بأهل البيت أيضاً اطلبوا هذه النعمة الباقية، وعندما تريد أن تموت ينبغي أن لا يختلف وضعك عن حالك الطبيعي أبداً، فلا تحزن على ذهابك من هنا، فرازقك في الدنيا هو الله وفي البرزخ الله كذلك، ويوم القيامة أيضاً كذلك.
ويقرأون على جثماننا أنه "إلهي عبدك وابن عبدك قد نزل بك" فلو كان حالك عند الموت كذلك فإن أثره سيكون كبيراً حتماً وتصدق حقاً بأنك قد وردت على بساط اللطف الإلهي.

بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
صدق الله العلي العظيم
[الفجر: 27ـ28]

تحرك وفق إرادة الله واترك ميولك
إن المستفاد من الأدلة العقلية وآيات القرآن هو أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر للعبودية، والبشر مستعد أيضاً للعبودية بفطرته، فالله قد جعله على رأس طريقين، فبإمكانه أن يكون عبداً للأهواء والشهوات ويمكنه أن يكون عبداً لخالقه أيضاً.
الحيوانات مجبورة على إطاعة الهوى والشهوة، لكن البشر خلق مختاراً وهذا هو إمتياز الإنسان عن الحيوان. فالحيوان لا عمل له سوى اتباع الشهوات وميوله النفسية، أما الإنسان الذي يمكن أن يصرف نظره عن ميوله ويتحرك بإرادة مولاه كما يمكنه أن يكون عبداً للهوى كذلك يمكنه أن يكون عبداً لله.
بعض الناس يسلكون الطريق الأول طريق اتباع الميول النفسية والأهواء والبعض الآخر نجده يتخذ الطريق الثاني وهو اطاعة الله.
أكثر الناس أصحاب نفوس أمارة
في كل دورة من الزمان نجد أن أكثر الناس من اتباع الهوى، جعلوا سلاسل عبودية الشيطان في أعناقهم، ولا هدف لهم سوى الملذات والشهوات.
هؤلاء يقال عنهم أنهم أصحاب نفوس أمارة، والأمارة مبالغة في كونه أميراً.
فالأمير الموجود في باطنه هو هوى النفس.. فبمجرد أن تقع عينه على امرأة أجنبية يميل إليها ويتبعها.. بمجرد أن يعلم بوجود أموال يتجه نحوها ولا يلتفت أبداً بأنها حرام أو حلال، وحتى عندما يقال له بأنها حرام نجده يسخر من ذلك فهذه هي النفس الطاغية المعاندة.
عبادة وشهوات في نفس الوقت
ولا يختص ذلك بالكفار.. كثير من المسلمين أصحاب نفوس أمارة وحتى عندما يؤدي العبادة فذلك بأمر النفس كأن يكون رياءاً مثلاً، يعبد من أجل الشهرة والظهور أو ميول نفسية أخرى.
يطلق عنوان العبادة على المعاملة والسياحة أو التجارة ويجعلها باسم الحج.. العبادة التي تؤديها النفس الأمارة نابعة من حكومة النفس، ولو صدر منه عمل صالح نراه يكبر ويعظم هذا العمل. فهو في الحقيقة لم يعمل سوى الشر لأنه أطاع النفس والهوى بهذه العبادة.
خيره شر فكيف بشره
مادامت نفسك أمارة، فخيرك قبيح وشر، فالويل من شرك.. فلو قمت بأحسن الأعمال بدافع من شهواتك النفسية فهي شر ويكون هو الطاغية الذي يكون مكانه في جهنم فليس لديه سوى حكومة النفس وكبرياءها.
لكن علي أن أبين المرتبة الثانية حتى تتضح المرتبة الأولى أكثر.
النفس اللوامة تنفر من الذنب
المرتبة الثانية يقال لها النفس اللوامة، وقد أقسم القرآن المجيد بها، فالإنسان في حكومة هذه النفس يكون بحيث إذا صدر منه اطاعة للنفس والهوى نجده يتألم.. النفس الأمارة ترتكب الذنب ولا تهتم لذلك ولا تمتنع منه، ولكن عندما يريد الإنسان أن يسير في طريق الله فسوف ينفر ويتألم عندما يصدر منه اطاعة للهوى في البداية. لماذا تركت هذا الجواب فيلوم نفسه لذلك.
ويعلم بأن الإيمان موجود
حاصل الرواية الشريفة في بيان الفرق بين المؤمن والكافر هو أن الكافر إذا صدر منه ذنب فكأنما استقرت على أنفه بعوضة ثم طارت ولا يهمه أن أكل مال الناس وكأنه لم يفعل شيئاً.
أما المؤمن فإذا صدر منه ذنب فمثله مثل الذي كان إلى جانب الجبل وقد سقط عليه من ذلك الجبل صخرة عظيمة فكم يكون حاله وخيماً وشاقاً؟ فالمؤمن كذلك.. إذا صدر منه ذنب فسيبقى يئن إلى الليل: أنا الذي وجهت إلى أمي كلاماً فظاً.. فلأنه مؤمن فقد أصبح صاحب نفس لوامة وأخذ يلوم نفسه بنفسه.

توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي



إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc