كتاب معتقدات الشيعة - الصفحة 2 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع ناصر حيدر مشاركات 113 الزيارات 21081 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-Mar-2012 الساعة : 03:02 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الاول
وجوب النظر والمعرفة
يعتقد الشيعة انه يجب على كل انسان عاقل ان تكون لديه الحجة العقلية الواضحة في امر عقيدته ودينه وايمانه, ولذلك يجب عليه ان يتامل وينظر الى مايحيط به في هذا الكون, ومااودع فيه من اسرار, وقام عليه من نظام واحكام وتدبير واتقان, وما عليه من تلاحم وتقارب وتماسك, وانه لم يوجد عبثا ولم يخلق بلا هدف, ولا اوجد نفسه بنفسه, ولا عملت فيه قوى متضادة ومتعارضة, بل ان هذا الصنع الدقيق , والاتقان الرائع, والتدبير المحكم, ماكان لو لم يكن وراءه صانع مدبر وقادر حكيم وانه خلقه واوجده في ضمن حدود وغاية قررها الخالق سبحانه بمقتضى علمه وحكمته
وجوب النظر عقلي فطري
واذي يجعل الانسان يدرك هذه الحقيقة ويعيش آفاقها الرحبة , هو العقل والفطرة الذاتية التي فيه, الفطرة قادته الى الهداية المطلقة, والعقل ادركها بما يسمى ب(( نظام العلية)) أو (( الحتمية)) بأعتبار ان مبدأ العلية هو من المبادئ الاولية التي يدركها ويعتمدها العقل البشري بعيدا عن الحس, والذي يعني ان لكل شئ سببا, ولولا هذا المبدأ لما امكن اثبات شئ, ولا الاستدلال على شئ في هذا الوجود اطلاقا, بل حتى رفض مبدأ العلية واعتماد مبدأ الصدفة_ الذي هو باطل جزما_ هو ايضا يعتمد على مبدأ العلية
فطرة الخلق على التوحيد
فان هذه الامور العقلية الضرورية الفطريةفي الانسان هي التي جعلته يشعر بالهيمنة العظيمة, والقوة الخارقة, والقدرة الفائقة, وهي التي جعلته يتوجه الى ماهو مقدس وكبير فوق التصور وفوق الادراك وفوق التحديد, وجعلته يحس بالحاجة والافتقار اليه, والهدوء والاطمئنان في رحابه, والاستقرار والهدى في حماه, بل يشعر بالعجز المطلق امامه, وانه بدونه لاحول له ولاطول ولا قوة ولا قدرة, ويتأكد انه في ادراكه هذا وافكاره مصيب للحق والواقع, فالفطرة رائده والعقل دليله.
ويأتي القران ليؤكد ويثبت هذه الحقيقة التي ادركتها الفطرة , وان للكون خالقا وموجدا وصانعا
قال تعالى( واذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا الا كل ختار كفور)
وقال تعالى( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين)
وتتوالى الايات الكريمة في تأييد دليل العقل وما ادركه وما انتهى اليه , بشكل حازم وبشكل واضح.
قال تعالى(ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون)
وقال تعالى(ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)
اننا حين نتامل هذه الايات الكريمة ونقرأ ماتوحيه ندرك ان الذي دفع الانسان في حالة الشدة والمحنة وانقطاعه حين احيط به , الى ان يدعو الله مخلصا, ويقول (ياالله) ويتوجه اليه صادقا بعد ان كان منغمرا في عالم النسيان والبعد عنه تعالى, انما هو الفطرة (وقد وردت روايات في هذا المعنى , فقد سئل الصادق (ع) عن قوله تعالى( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها) فقال التوحيد راجع الكافي 2/12)
الفطرة هي التي قادته الى الواقع وادراك الصانع والعقل هو الذي دله عليه من خلال اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما في الظهور, ومن خلال الموجودات الاخرى التي يراها حوله ويعيش عوالمها, فيعرف تماما انها ليست هي الموجودة لنفسها, والا لما تغيرت وتبدلت واثرت فيها العناصر والتقلبات الكونية, الامرالذي يؤكد ان لها موجدا وصانعا ومدبرا , حكيما قديرا


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-Mar-2012 الساعة : 03:38 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اسباب وجوب النظر والمعرفة
حكم العقل بضرورة النظر لمعرفة الخالق والاقرار بوجوده انما هو بدافع الخوف من الوقوع في الضرر في الاخرة, او لاجل شكر المنعم
دفع الضرر الاخروي المحتمل
فانه بعد العلم اليقيني بتوافد انبياء ورسل مصلحين جاؤوا الى البشرية وعرفوا بالصدق وعدم الكذب, ودعوا الناس الى الايمان بالله سبحانه وبصفاته والى التمسك بشرائعه واحكامهوبالمبادئ التي كلف الله بها عباده, وانهم قد ايدوا اخبارهم ودعواهم بمعاجز خارقة للعادة , فآمن جماعات وامم بنا اخبروا به , وخاصة فيما يتعلق بالعالم الاخر الذي يلي عالم الدنيا , وانه من فعل الحسنى خلد في الجنان , ومن عمل سوءا خلد في النيران.
فهذا الواقع اذي نعرفه بمجموعه , يولد في النفس التساؤل عن صحة ماجاء به هؤلاء الانبياء والرسل والمصلحون , وانا اذا تركنا التحقيق والنظر والبحث وطلب المعرفة للحق وما جاؤوا به فهل نتعرض للخطر والضرر؟
الجواب نعم ان احتمال الوقوع في الخطر والضرر واقع, لذلك يدفعنا العقل تفاديا للخطر والضرر المحتمل فضلا عن المتيقن, الى البحث والنظر والمعرفة بوجود الله سبحانه, وعن الدين الذي جاء به , وقد ادرك العقل من خلال ما يحيط به , ان هذا الكون لم يوجد نفسه بنفسه, وانما اوجده صانع مدبر قدير حكيم خبير, وان ما جاء به الانبياء حق وصدق.
وجوب شكر المنعم
فان الانسان محاط بالنعم في كل شئ, نعم لاتتناهى ولاتعد ولاتحصى, نعم تتعلق بوجوده ككائن حي, وتتعلق بوجود هذا الكون الرحب بما فيه , مما يساعد على استمرار الحياة, وكذلك بما يتعلق بضرورياته واحتياجاته, كوجود الماء والنبات والحيوان والمنافع المتعددة الموجودة على الارض. فهذه كلها نعم انعم بها منعم قادر مدبر حكيم مقدر.
وهنا يتساءا الانسان امام هذه النعم ... الا يجب علينا الشكر لهذا المنعم العظيم الذي يوفر لنا كل هذه النعم مما هو في حساب الانسان ومما ليس في حسابه؟
ان العقل يقرر وجوب شكر المنعم , لان شكر المنعم يعني الاعتراف بالنعمة والاحسان , ومع عدم الشكر كانت النعم في معرض الزوال, وكان الانسان في معرض الخطر والعقوبة
واذا كان الواجب علينا شكر المنعم فلابد من معرفته معرفة تامة , لكي يكون الشكر شكرا يتلائم ومقامه , واداء لحقه تعالى.
ولاجل هذه الامور يجب على كل مكلف عاقل ان يجتهد اجتهادا كاملا في معرفة اصول الدين وسائر الاعتقادات الحقة, وفي معرفة اوامر الله تعالى ونواهيه, ليؤدي واجب الشكر.
الغاية من وجوب النظر هو التعرف على اوامر الله ونواهيه
يتحصل مما سبق ان العقل انما يحكم بضرورة النظر والمعرفة بما يحيط بالانسان في هذا الكون الرحب الواسع, والاقرار بوجود صانع مدبر قدير حكيم خبير, ليس لمجرد المعرفة والاقرار بوجوده المطلق سبحانه فقط, بل انما يحكم بضرورة المعرفة لاجا الخضوع للصانع, والانقياد والطاعة المطلقة لاوامره ونواهيه التي هي عبارة عن قوانين ذات اهمية في تنظيم حياة الانسان وجعله يعيش في خير وسعادة ويرتقي معها في مراتب الفضيلة والكمال والاخلاق, وهي ما يسمى بالدين والشريعة.
فالمعرفة تدعو للدين الذي به انتظام الامور وصلاح العباد باعتبار انه تعالى عالم بحقائق الامور وخفاياها, وهذا مايؤكده الحديث الشريف الوارد عن النبي (ص) ( انما يدرك الخير كله بالعقل , ولا دين لمن لاعقل له) بحار الانوار المجلسي 74/158 حديث143


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-Mar-2012 الساعة : 07:57 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الثاني
عقيدة الشيعة في الاسلام
قال تعالى (ان الدين عند الله الاسلام)
وقال تعالى( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه)
ان الشيعة يعتقدون بما هو منطوق ومضمون هذه الايات الكريمة , ويقرون ان الاسلام هو الدين القويم الذي ارتضاه الله سبحانه لعباده, عقيدة وشريعة ومنهاجا, وانه الوسيلة المقربة اليه, والمبرءة للذمة بين يديه, قال تعالى( ثم جعلناك على شريعة من الامر فأتبعها)
الاسلام دين خالد
كما ان الشيعة يعتقدون ان الاسلام هو الدين الخالد,الباقي , المستمر الى يوم القيامة,قال تعالى( ماكان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) فخاتمية الرسل دليل على دوام هذا الدين وبقاءه واستمراره, وعلى ان رسالة النبي محمد (ص) لجميع البشرية دون استثناء, قال تعالى( وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا).
وورد في الحديث الشريف عن ابي جعفر الباقر(ع) قال ( قال جدي رسول الله (ص) ايها الناس حلالي حلال الى يوم القيامة, وحرامي حرام الى يوم القيامة,الا وقد بينهما الله عزوجل في الكتاب, وبينتهما لكم في سنتي وسيرتي)
ومن هذا المنطلق كانت الرسالات السماوية والاديان التي انزلها الله تعالى على انبيائه السابقين منسوخة بالاسلام , ولايجوز العمل بها, لانه وان اقر بها الاسلام كأديان سابقة الا ان فاعليتها وفعاليتها انتهت ونسخت به.
الاسلام دين متكامل
الاسلام في قوانينه وتشريعاته دين متكامل اشتمل على كل مافيه الخير والصلاح والفلاح للعباد في الدنيا والاخرة , واستوعب جميع الاحتياجات الانسانية, بحيث لم تبق صغيرة ولاكبيرة في جميع الامور والشؤون والمراحل على اختلافها الا احصاها واحتواها واعتمدها.
قال تعالى( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)
وقال تعالى( مافرطنا في الكتاب من شئ)
فان الذي خلق الانسان في احسن تقويم ويعرف خصائصه ودقائقه, يعرف ايضا مايصلحه, ولذلك كان الاسلام _ عقيدة وشريعة_ الدين الملائم والموافقللانسان في كل عصر وزمان.
وبناء عليه , لو كانت الشريعة الاسلامية فاعلة في حياة المسلمين بشكل صحيح, ومعتمدة في كل الشؤون و والمرجع للمسلم في كل الامور, لكانت هذه الامة أعز أمة , واكرم أمة, قال تعالى( كنتم خير امة اخرجت للناس )
وما تأخر المسلمون في عصرنا هذا وما قبله , الا لبعدهم وابتعادهم عن الاسلام وعدم العمل بشريعته واحكامه بشكل صحيح , واختيارهم طريقا او طرقا ظنوا انها توصلهم الى ما يحلمون به من الاهواء والرغبات, ولكنهم مع شديد الاسف لم يحصلوا على شئ ابدا, ولم يحصدوا سوى الخيبة والندم والخسران, وايضا اصبحوا اذلاء ضعفاء مشتتين امام اعدائهم , بعد ان كانوا اعزاء أقوياء موحدين ببركة الاسلام والايمان بالله سبحانه.
والادهى والامر, أنا اصبحنا نستجدي العلم والمعرفة من اعدائنا وهم اخذوه من قرآننا وسنتنا , واصبحنا نستجدي العون والقوة وحل مشاكلنا ممن كان يرجونا لمساعدته ومعونته_ وهم اعداؤنا_, وما ادري كيف يؤتمن العدو على العلم والمعرفة, وكيف يرتجى العدو في الشدة والمحنة.
الاسلام دين الفطرة في عقيدتنا ان الاسلام هو دين الفطرة, قال تعالى( فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) , فهو الدين الملائم للانسان في كل احواله وتطلعاته, ويرشده الى النظام الانساني والكوني, ويتطابق مع الفطرة والطبيعة الانسانية بما يوصله الى الخير والسعادة, وقد فصلنا الكلام حول الفطرة في الفصل الاول فراجع
الاسلام دين العلم
فقد حث الاسلام على ضرورة العلم , بل اعتمد (( العلم)) وسيلة ومنطلقا للمعرفة وللوصول الى الحقائق التي يتبناها ويريد العمل بها , والتي هي اساس الصلاح والخير للانسان, وحفظ النظام والانتظام .
وقد ورد في الحديث( طلب العلم فريضة على كل مسلم)
وورد ايضا ( بالعلم يطاع الله ويعبد, وبالعلم يعرف الله ويوحد, وبالعلم توصل الارحام, وبه يعرف الحلال والحرام).
وورد (ان العلم حياة القلوب من الجهل , وضياء الابصار من الظلمة, وقوة الابدان من الضعف)
الاسلام دين الحياة


موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.56 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Mar-2012 الساعة : 01:07 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ ناصر حيدر آجرك الله على هذا المجهود العظيم والنقل المبارك

دمت برعاية حيدر صلوات الله وسلامه عليه

ودامت لنا بركات السيد علي وجميع علمائنا الأجلاء



ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Mar-2012 الساعة : 09:55 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الاخت موالية صاحب البيعة شكرا لمروركم الكريم وجزاكم الله خير الجزاء
الاسلام دين الحياة
فهو الذي يغذي الانسان بالفضائل والمكارم والمبادئ والاخلاق التي تجعله يسمو في آفاق البر والخير, فيعرف اهمية وجوده وانسانيته وقيمته في الحياة.
قال تعالى( ياايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم )
الاسلام دين العقل
قال تعالى ( كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون)
وقال تعالى( أفمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى أنما يتذكر اولو الالباب)
العقل يميز بين الحق والباطل, وبين الخير والشر , والعقل يدعو الى الخير , وهو اصل كل خير , ويدعو الى طاعة الله , والاسلام هو الحق والخير والطاعة.
ورد في الحديث عن النبي (ص) انما يدرك الخير كله بالعقل, ولادين لمن لاعقل له)
فالعقل هو الاداة التي توصل الانسان الى المعارف الحقة, والمدارك السليمة , والعقائد الصادقة الاكيدة, والعقل هو الذي يدرك الحسن والقبح والخير والشر , والمصالح والمفاسد التي تبتني عليها الاحكام .
الاسلام عقيدة وشريعة
يتقوم الدين الاسلامي بأمرين(( العقيدة)) و((الشريعة)) لانهما ركنان اساسيان في واقع الاسلام, لاينفكان ولاينفصلان.
فالاسلام بدون عقيدة كالبناء بلا اساس , والاسلام بلا شريعة كالاساس بلا بناء , فكل منهما يتمم الاخر, وعليهفلا بد منهما معا في الاسلام.
وكل من لايرى حقيقة الاسلام قائمة على هذين الاساسين فهو بعيد عن الاسلام وجاهل بواقعه وان كان ممن يشهد الشهادتين.
ومن هنا, كان الاخلال ببعض الضروريات في العقيدة أو الشريعة خروجا عن الاسلام, فمن ينكر بعض صفات الله , أو ينسب الى الله شيئا نسبة غير صحيحة كالظلم وفعل القبيح_ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا_ أو ينكر ضروريا من ضروريات الاسلام , كالصلاة أو الصيام أو الحج , فهو ليس بمسلم قطعا وان كان مقرا بالشهادتين.
ومن هنا كان البحث _ من وجهة نظر الشيعة_ عن حقيقة الاسلام أو اسس الاسلام أو مبادئ الاسلام, بحثا (( عقائديا وتشريعيا)).
وقد اشار القران الكريم الى هذه الحقيقة , وان الاسلام عقيدة وشريعة حيث قرن بين الايمان والعمل, فقال تعالى( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا* خالدين فيها لايبغون عنها حولا)
وقال تعالى ( والعصر* ان الانسان لفي خسر * الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
وغيرهما من الايات الكريمة
وكما اكدت الايات على ان الايمان يجب ان يكون مقرونا بالاقرار والعمل فكذلك الروايات.
قال مولانا امير المؤمنين (ع) ( الايمان تصديق بالجنان , واقرار باللسان, وعمل بالاركان)
فمعنى( التصديق بالجنان) هو تصديق القلب ويقينه واطمئنانه بان عقائد الاسلام كلها اكيدة وحقة وثابتة وصحيحة.
ومعنى ( الاقرار باللسان) ان يكون اللسان مترجما ومبينا لما اطمئن به القلب واذعن به وصدقه.
ومعنى ( العمل بالاركان) ان يكون العمل مجسدا لهذه المبادئ والمعتقدات, ومبرزا لها بحسب الوجود الخارجي , على نحو يكون منشأ العمل هو الايمان والاعتقاد بالله.
ولتتميم الفائدة نشرع بالحديث عن العقيدة والشريعة
ماهي العقيدة؟


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Mar-2012 الساعة : 02:10 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ماهي العقيدة؟
العقيدة تعني الايمان بالله سبحانه , ووحدانيته, وصفاته, وانبيائه, ورسله, وكتبه وملائكته, واوصيائه, واليوم الاخر, وتسمى هذه الامور باصول الدين_ التي يأتي الحديث عنها مفصلا ان شاء الله_ , وقد عرفت انه لابد ان يكون الايمان مقرونا بالعمل.
طرق اثبات العقيدة
الطريق لاثبات العقيدة امور عديدة , أهمها واكملها العقل
( دليل العقل)
فالدليل العقلي المسلم بمقدماته, والذي ينتهي بالانسان الى اليقين الجازم والايمان القاطع بنحو يكون مطابقا للواقع وكاشفا عنه, يحقق الايمان والعقيدة المطلوبة.
اهمية الادلة العقلية
والعقل هو العمدة والركيزة الاساسية في اثبات اصول الدين الخمسة كلها_ التوحيد, العدل, النبوة, الامامة, المعاد_ لامرين
احدهما انه يفيد القطع, ولذا لايصح دليل غيره في الاصول من سماع او نقل او غير ذلك, لان غاية مايحصل منها هو الظن, وقد ورد النهي عن اتباع الظن, قال تعالى( ان الظن لايغني من الحق شيئا)
الثاني ان الطرق الاخرى ترجع اليه او تعتمد عليه_ كما ستعرف عند الحديث عن كل واحد من الاصول الخمسة_.
( دليل الحس)
يمكن الاعتماد على الدليل الحسي الذي يؤدي الى الجزم والقطع العقلي بوجود الله تعالى, فان من يتفكر في خلق السماوات والارض وما فيهما من عوالم ومخلوقات, سوف يدرك انها من المستحيل ان توجد بلا موجد.
فحتى يكون الحس سببا لمعرفة الخالق, لابد ان يضاف اليه ادراك العقل بان لكل شئ سببا , فهو اذن يعتمد على العقل, وبدونه لايكون دليلا كافيا.
_ دليل الفطرة)
وكذلك يمكن الاعتماد على البرهان والدليل الوجداني والفطري اذا كان ينتهي الى الجزم العقلي.
والبرهان الفطري هو الذي تقود اليه الفطرة السليمة ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)
والفطرة هي الاتجاه التكويني الذاتي القائم في ذات الانسان ووجدانه, وهي التي تفسر النزعة الاصيلة فيه حين ينفلت الانسان من قيود المادة ويتحرر من كل الشكوك والاوهام, فيحس بضرورة الارتباط والالتجاء الى قوة عظيمة كبيرة خارقة في قدرتها وفي سيطرتها على كل شئ, بنحو يذعن ويخضع لها وينقاد ويطيع طاعة مطلقة , مع شعوره بالنقص والعجز في ان يحقق شيئا بذاته , بل يذعن ويقر بالافتقار الى غيره.
فيرى عندئذ الحقيقة والواقع باجلى مظاهرهما ويدركهما بابسط اسبابهما ووسائلهما, وانه ليس هناك وجود قائم ومتحقق الا بسبب الفيض الذي وصل اليه من تلك القوة , والمسماة بالعلة, والمبدأ الاول.
الحس والفطرة من مقدمات دليل العقل
والحقيقة ان هذين الدليلين ( الحس والفطرة) هما من مقدمات الدليل العقلي, ولابد منهما في مقام الاستدلال عقلا على وجود الله تعالى وخلقه وتدبيره لهذا الكون, فهما مرتبطان بالدليل العقلي , ولاجل هذا قلنا ان العقل هو المعتمد في الاعتقاد باصول الدين
لااكراه في الدين
ومن هنا ندرك ان الايمان بالله تعالى , وبهذا الدين , يتم عن طواعية واختيار, ولاعن اكراه واجبار, لان مفهوم الاجبار يتنافى مع الفطرة والايمان.
قال تعالى ( لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)
وقال سبحانه( ولوشاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )
بل ان الله تعالى لايحمل الناس على الايمان عن طريق الخوارق الحسية التي تأخذ بمجامع القلوب وتندهش لها الالباب حتى يكونوا مؤمنين اذ يكون ايمانهم حينئذ اقرب للاكراه والالجاء, قال تعالى( ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين)
بل ان الله يريد الايمان بالاختيار والتصديق القلبي الواضح بنحو يرى الواقع كالشمس الطالعة, ويكون منطلقه الدليل والبرهان العقلي, نعم المعجزة الخارقة للعادة انما تأتي مؤكدة لهذا الدليل.
القران يؤكد منطق العقل


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Mar-2012 الساعة : 03:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


القران يؤكد منطق العقل
والقران الكريم جاء مؤكدا ومؤيدا لمنطق العقل في كثير من المجالات, كما في اثبات وجوده تعالى, وفي اثبات وحدانيته ونفي الشريك عنه, واثبات صفاته,فان العقل قد قرر ماهو ثابت لله تعالى,وادركه, وحكم بع بشكل قاطع جازم, وانه الحق والواقع.
فقال تعالى( ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم).
وقال تعالى(هو الذي يسيركم في البر والبحر, حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين)
وقال تعالى( ذلكم الله ربكم لااله الا هو خالق كل شئ فأعبدوه وهو على كل شئ وكيل* لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير)
وقال تعالى ( ياايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون* الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون)
وقال تعالى( لوكان فيهما آلهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون)
فالايات الكريمة تأكيد لحكم العقل , وبأن لهذا الكون موجدا ومدبرا وحكيما, وانه واحد لاشريك له , وان الشريك مستحيل في نظر العقل.
كما ان هذه الايات اكدت واثبتت ان الله تعالى له صفات الجلال والكمال, كما يرى العقل ذلك, فان الله الله سبحانه له الكمال المطلق وله الغنى المطلق.
كما اكد القران على ضرورة التفكر واعمال العقل في الايات الكونية, ليعيش الانسان حقيقة الايمان والعقيدة بشكل صحيح, بعيدا عن الشك والريب والاوهام.
قال تعالى (ان في خلف السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض من بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون)
فعندما ننطلق في عالم التأكيد والاثبات للحق والواقع الذي نريده, يكون ( العقل) هو الدليل الوحيد الذي يثبت الايمان , والطريق الذي يدفع الشبهات والشكوك والريب عن النفوس , ولنا جولة حول ذلك ان شاء الله
كفاية الادلة السمعية في بعض العقائد
والذي ذكرناه من من ان العقل هو الدليل في العقائد , انما هو فيما يتعلق بأصول الدين.
الا ان هناك امور اخرى يلزمنا الايمان والاعتقاد بها , ولاتحتاج الى البرهان العقلي, بل يكفي الاستدلال عليها بالقران الكريم والسنة الشريفة المتواترة أو غيرها , وانما يكفي ذلك انطلاقا من الايمان المطلق بالله تعالى , وبكتابه الكريم وبرسوله (ص) وبما جاء به, وسوف يأتي التعرض لهذه المعتقدات ان شاء الله تعالى
ماهي الشريعة


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Mar-2012 الساعة : 04:13 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ماهي الشريعة
الشريعة عبارة عن الاحكام والنظم والمناهج والمبادئ التي شرعها الله سبحانه لعباده لكي يأخذوا بها , وينظموا امورهم وعلاقاتهم بالله سبحانه, وبأنفسهم, ومع بعضهم البعض, وعلاقتهم بالكون والحياة.
طرق ثبوت الشريعة( مصادر التشريع)
تسمى الطرق التي تثبت بها الشريعة ( مصادر التشريع ) او ( ادلة التشريع), ففي زمان النبي (ص) كانت الاحكام الواقعية تؤخذ منه , فالقران ينزل عليه, والله سبحانه علمه وبين له كل الاسرار والخصائص القرانية, فهو (ص) اعرف بالقران واحكامه وتشريعاته وما فيه, لذلك كان النبي (ص) مصدر التشريع بأذن الله سبحانه.
وفي زمان الائمة , اي بعد وفاة النبي (ص) ترك النبي (ص) للناس مرجعين في كل زمان , هما ( القران) و( العترة الطاهرة) وقد اكد هذه الحقيقة الهامة الحديث الشريف المتواتر والمتفق عليه, والمسمى حديث الثقلين وهذا نصه.
( ايها الناس , يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب , واني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي , وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض....) ( هذا الحديث رواه الخاصة والعامة وبأختلاف يسير في الفاظه انظر محمد (ص) وحديث الثقلين نجم الدين العسكري الغدير الاميني 1/306 بحار الانوار 2/100 سنن الدرامي 2/432 مسند احمد بن حنبل 3/14 وغيرها كثير جدا)
ومن هذا نعرف ونستفيد ان مصادر التشريع هي القران الكريم والسنة الشريفة, التي هي قول المعصوم او فعله او تقريره, كما سيأتي بيانه , والمراد بالمعصوم هو النبي (ص) او احد خلفائه وهم الائمة الاثنا عشر (ع) .
وبعد النبي (ص) والائمة(ع) اتسعت دائرة الادلة الشرعية ومصادر التشريع , بأعتبار الاحتياجات والمستجدات التي مر بها المسلمون , الظروف التي تلابس قضاياهم, فكان من جملة الادلة التي اعتمدت دليلان آخران هما ( الاجماع ) و ( العقل ) وسوف نتحدث عنهما بشكل يوضح واقعهما.
وفي صورة عدم وجود دليل على الواقعة , اعتمدت ( القواعد الاصولية) المجعولة لتحديد وظيفة المكلف الشرعية في صورة ( عدم الدليل ) أو في صورة ( الشك في الحكم)
والبحث عن مصادر التشريع هذه و انما هو بأعتبار انه ما من واقعة من الوقائع التي يتحرك الانسان باتجاهها أو يريد ان يتعامل معها , الا ويجب عليه ان يعرف حكمها الشرعي , لانه مامن واقعة الا ولها حكم في الشرع, وهذا المعنى يؤكده الحديث الوارد عن ابي عبد الله الصادق (ع) ( ما من شئ الا وفيه كتاب وسنة)
وخلاصة القول ان مصادر التشريع في المذهب الجعفري هي اربعة القران , والسنة, والاجماع , والعقل فلنشرحها فيما يلي
(1) القران الكريم


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Mar-2012 الساعة : 07:18 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(1) القران الكريم
وهو مصدر التشريع الاساسي, باعتبار انه كلام الله تعالى, انزله سبحانه علىنبيه محمد(ص) معجزة ومنهاجا ودستورا للناس اجمعين.
وهو فطعي الصدور بالفاظه ومعانيه واسلوبه وجميع اياته, وبما هو بين الدفتين من دون زيادة ولا نقيصة.
فالقرآن منبع الاسلام , ومصدر تشريعه, ووعاء احكامه وقوانينه , وقيمه, ومفاهيمه, فهو يرفد البشرية بالتشريع والانظمة الكاملة التي تحفظهم من الفوضى والاضطراب في اوضاعهم , وبالتربية والتوجيه لما فيه الخير والصلاح والهدى والاطمئنان, وبالاخلاق التي ترتقي وترتفع بالانسان الى الكمال والانسانية الحقة, وبالفكر الشامل الواسع الذي يخوله تحقيق آماله وطموحاته وبناء اسس حياته الدنيوية والاخروية.
القران حي لايموت
ان ماورد في القران الكريممن تشريعات انما كانت في الغالب لبيان اصل التشريع, وكذلك ماورد فيه من القضايا العامة, فانها كانت بنحو العموم من دون تحديد بمكان او زمان , ومن دون ارتباط بشئ او تقيده بقيد, الا مانص القران الكريم عليه.
ومن هنا ورد عن اهل البيت (ع) ان القران حي لايموت , فقد ورد عن ابي جعفر الباقر(ع) ( ان القران حي لايموت , والاية حية لاتموت, فلو كانت الاية اذا نزلت في الاقوام, ماتوا ماتت الاية , لمات القران, ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين) (بحار الانوار 35/403)
وفي الحديث ايضا ( ان القران حي لم يمت, وانه يجري كما يجري الليل والنهار وكما يجري الشمس والقمر, ويجري على آخرنا كما يجري على اولنا)( المصدر السابق ص404)
وعن الصادق (ع) لما سأله عمر بن يزيد عن قوله تعالى ( والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ) انه قال ( هذه الاية نزلت في رحم آل محمد عليه واله السلام , وقد تكون في قرابتك , فلا تكونن ممن يقول للشئ انه في شئ واحدا) ( بحار الانوار 71/130, الكافي الشيخ الكليني 2/156, باب صلة الرحم حديث 28)
(2) السنة الشريفة
وهي قول المعصوم , أو فعله , أو تقريره.
وهي مصدر تشريعي اساسي كالقران, ولولا السنة لم يكن للاسلام معالم , ولتعطل العمل بالقران, بأعتبار ان السنة مفسرة ومبينة للايات الكريمة وخصوصيات الاحكام الواردة فيها, لان القران ورد لبيان اصل التشريع وبيان القواعد العامة_ كما اشرنا آنفا_ فجاءت السنة مفسرة شارحة لكل ماجاء في القران الكريم , وبيان له , وكشفا عن محتواه, لأجل صياغة التشريع وترجمته حكما واضحا في حياة الانسان بتفصيل كامل لالبس فيه , في مختلف المجالات المطلوبة.
ولذلك فالسنة ليست اجتهادا من النبي (ص) لان النبي لاينطق عن الهوى , قال تعالى( وما ينطق عن الهوى* ان هو الا وحي يوحى) نعم ترجمة ذلك يكون بالفاظ من النبي (ص) .
مثلا القران اوجب الصلاة بشكل عام من دون بيان لكيفيتها وما يعتبر فيها حيث قال ( وان اقيموا الصلاة) وجاءت السنة الشريفة وشرحت كيفية الصلاة وما يعتبر فيها من اجزاء وشروط واعتبارات وغير ذلك , بتفصيل كامل, وبيان شامل لكل شئ.
وعلى هذا الاساس لايكون شئ من السنة مخالفا للقران ابدا, والمخالف له يضرب به عرض الحائط كما في بعض الاخبار( رواها الشيخ الطوسي في التبيان في تفسير القران 1/5 راجع ايضا الوسائل ب9 من ابواب صفات القاضي , فقد اورد روايات كثيرة مفادها ان ماخالف كتاب الله فدعوه).
وبعد النبي (ص) كان الائمة الهداة, هم الذين يشكلون الامتداد الطبيعي لدور النبي (ص) , واستمرار السنة بانحو الذي كان يقوم به النبي (ص) بتوجيه واعداد منه, وذلك لان الائمة اخذوا علومهم من النبي (ص) فقد استودعهم الرسول (ص) علوم القران وعلوم الشريعة.
ويؤكد هذه الحقيقة , حديث الثقلين واحاديث اخرى, ومن هنا كان قولهم قول رسول الله (ص) , وقول رسول الله (ص) قول الله سبحانه,وبالتالي فهم يبلغون عن الله بواسطة الرسول (ص) فقولهم وفعلهم وتقريرهم سنة, على هدى القران وضوء رسالته(ص)
(3) الاجماع


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Mar-2012 الساعة : 12:00 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(3) الاجماع
وهو عبارة عن اتفاق العلماء على امر لم يرد فيه قران ولا سنة
ولكن الاجماع الذي يكون دليلا على الحكم الشرعي, ومصدرا تشريعيا, ليس مجرد اتفاقهم وانما هو نحو خاص منه , وهو ماكان له علاقة بالسنة, وهو اتفاق العلماء من المسلمين على شئ من احكام الشريعة على ان يكون المعصوم (ع) واحدا منهم , أو يكون اتفاقهم كاشفا عن رأيه (ع) .
وبهذا تثبت لهذا الاتفاق القيمة التشريعية, ويصبح دليلا مثبتا للحكم الشرعي.
فالعبرة ليست في الاتفاق وانما العبرة في راي المعصوم الذي كشف عنه اجماعهم واتفاقهم.
وبهذا يتضح امران
الاول علاقة الاجماع بالسنة, وان مايكون حجة على الحكم الشرعي ودليلا عليه, هو خصوص ماله علاقة وارتباط بالسنة وحاكيا عنها, لامجرد اتفاقهم, وان لم يكن مأخذه السنة الشريفة.
الثاني ان مرتبة الاجماع_ان تم وتحقق_ متأخرة عن القران والسنة, بمعنى انه ليس دليلا مستقلا في قبالهما, لانه يرجع الى السنة الشريفة.
(4) العقل
ان كل الادلة الشرعيةوالقواعد المتبعةفي عملية استنباط الحكم الشرعي, تبني على ( الجزم) بنتائجها, اذ بدون الجزم بها تفقد تلك الادلة قيمتها ولا تكون طريقا لتحصيل ((العلم)) بالحكم الشرعي او بالوظائف العملية.
ومن الواضح ان حصول القطع بالحكم الشرعي وان كان نابعا من قوة الدليل ووضوح دلالته_ كنصوص القران, والسنة المتواترة, وظواهرهما المسلمة_ , الا ان وجوب متابعة القطع ثابت بحكم العقل, لانه هو المتبع في هذا الشأن.
وايضا , فأن للعقل دخالة في ادراك تبعية الاحكام الشرعية لمصالح ومفاسد في نفس الاحكام أو في متعلقاتها. وله دخالة ايضا في ادراك الملازمة بين حكم العقل المستقل وحكم الشرع, وبمعنى ان كل ماحكم به العقل يحكم به الشرع, وغير ذلك من المسائل .
ومن هنا كان للعقل دورا واضحا في مواكبة عملية استنباط الاحكام, الا ان ذلك لايجعل من العقل دليلا مستقلا في التشريع في قبال الله سبحانه _ على نحو ماذكرنا في الاجماع_, فأن هذا المعنى لم يعرف القول به من احد ابدا , بل لم يذهب اليه احد, بل _ وعلى مدى السنين والاحقاب التي مرت بها عملية استنباط الاحكام الشرعية _ لاتجد حكما شرعيا يستقل به العقل اطلاقا, بل ان التشريع واصدار الاحكام والتكاليف واقرارها كقوانين , بيد الله سبحانه.
والسبب في ذلك, ان العقل ليس له وظيفة اصدار الاحكام الالزامية, بل تقتصر وظيفته على الادراك والتعقل والتفهم في هذه الموارد, فهذا هو المقصود بحكم العقل.
وعلى هذا الاساس يمكن تقسيم مايدركه العقل مما يرتبط بالحكم الشرعي الى اقسام ثلاثة
( القسم الاول( موارد وجود الحكم الشرعي, فان العقل يدرك حينئذ لزوم طاعة الشارع المقدس والانقياد له فيما جزم به وعرفه من احكام شرعية او وظائف عملية, ولزوم التحرز عن مخالفته, خوفا من العقاب او طمعا في الثواب او نحو ذلك , لان العقل هو المتبع في شؤون الطاعة.
ولكن ادراكه هذا يتوقف على وجود الموضوع_ اي الحكم_ ووضوحه, بمعنى توقفه على ثبوت الحكم الشرعي من ادلته, فيدرك العقل بعد ذلك حسن المتابعة واستحقاق الثواب, ويدرك قبح المخالفة واستحقاق العقوبة عليها, اما اذا لم يكن الحكم محرزا بشكل كامل فلايكون للعقل الموقف نفسه, بل قد يحكم بالاحتياط او البراءة او غير ذلك حسب اختلاف الموارد.
( القسم الثاني) موارد الحسن والقبح العقليين, وما يرجع اليهما.
ومعنى ادراكه حسن شئ , او قبحه , هو تطابق آراء العقلاء على ان هذا الشئ مما يجب ان يفعل ويمدح عليه أو انه مما يجب ان يترك ويذم على فعله, فيدرك العقل في الاول حسنا وفي الثاني قبحا.
ويترتب على ذلك فوائد جليلة لها ارتباط وثيق بعالم الاستنباط.
فمن ذلك ان العقل يدرك ان وراء كل حكم من احكام الشارع ملاكا, بمعنى ان وراء حكمه بايجاب شئ مصلحة , ووراء تحريمه شيئا مفسدة, ولذلك لانه يدرك ان مقتضى العدل صدور الاحكام عن مصلحة في متعلقاتها او فيها نفسها.
ومن ذلك ايضا معرفة راي الشارعوموقفه من بعض القضايا , وذلك لان حسن هذه الامور او قبحها , هو كونها مما تطابق آراء العقلاء على انه مما يجب ان يفعل او يترك, وحيث ان الشارع المقدس هو سيد العقلاء , فالعقل يقطع نتيجة ذلك بأن للشارع حكما او موقفا معينا فيها, والقطع حجة لابد من العمل على طبقه_ فأن نفس الحسن والقبح أو نفس العدل او الطلم ليسا حكمين شرعيين, بل ماقد يكون حكما شرعيا ماهو من مصاديقهما_كما في الاحسان, ورد الامانة والوديعة, والمحافظة على اليتيم وماله, فأنها من مصاديق العدل, وكما في الزنا والسرقة والكذب والخيانة, فأنها من مصاديق الظلم.
فتكون النتيجة ان مايدركه العقل في هذه الموارد غير كاف وحده, بل لابد من حصول القطع الوجداني بوجود حكم للشارع فيها, اذ العقل لم يستقل بالحكم فيها بالوجوب او الحرمة, بل استكشف حكم الشارع وفهمه , ومن هنا قلنا بأن العقل ليس مشرعا في قبال الله سبحانه
( القسم الثالث) موارد الملازمة بين حكم الشرع وحكم العقل.
اذ قد يتدخل العقل في الدلالة على الحكم الشرعي ولكن بمعونة ادلة شرعية اخرى , كما في الموارد التي يكون للعقل فيها حكم تبعا لحكم الشرع.
مثاله حكم العقل بوجوب المقدمة تبعا لحكم الشرع بوجوب ذي المقدمة,كالسفر بالنسبة للحج,لادراك العقل ان الاتيان بالواجب يتوقف على الاتيان بمقدماته, اذ لولا وجوب ذي المقدمة لم يكن للعقل حكم بوجوب المقدمة, ومن هنا لم يكن حكم العقل بوجوب المقدمة مستقلا, بل بعد توسط حكم الشارع بوجوب ذي المقدمة وتابعا لها.
والخلاصة
ان موارد حكم العقل ثلاثة
الاول بعد وجود موضوعه بشكل كامل ولايكون فيه ادنى شك
الثاني في الحسن والقبح العقليين
الثالث في موارد الملازمة بين حكم الشرع وحكم العقل
وما عدا ذلك لامورد لحكم العقل.
فعلى سبيل المثال لامورد لحكم العقل في صورة وجود النص الشرعي من القران والسنة, او في مورد جريان القواعد الشرعية او الاصول العملية.
فأتضح بما قدمناه ان المقصود بحكم العقل في مثل هذه الموارد هو ادراكه للحكم الشرعي المجعول من قبل الله والتعرف عليه, وليس مشرعا في قبال الله تعالى, فأن تشريع الاحكام بيد الله سبحانه يقررها ويصدرها على لسان نبيه الكريم (ص).
انحصار ادلة التشريع بالقران والسنة

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc