كتاب معتقدات الشيعة - الصفحة 3 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع ناصر حيدر مشاركات 113 الزيارات 21080 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 21  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Mar-2012 الساعة : 12:42 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


انحصار ادلة التشريع بالقران والسنة
نستنتج من مجموع مااشرنا اليه امورا
الاول ان ادلة التشريع هي (( القران)) و(( السنة)) أما ((الاجماع )) و (( العقل)) فلا مجال لهما مع القران والسنة اطلاقا.
الثاني ان مرتبة دليل العقل _ بالمعنى الذي ذكرناه والبيان الذي اوضحناه_ متأخرة عن القران والسنة, لانه لاسبيل للاعتماد عليه الا بعد فقدهما, لان العقل انما يكون منتجا لحكم شرعي اذا كان مرتبطا بالسنة الشريفة.
الثالث ان مايذكرهبعض العلماء والفقهاء واهل المذاهب الفقهية الاجتهادية من مصادر اخرى للتشريع, كالاولوية والاستحسان والقياس والمصالح المرسلة ونحو ذلك مما يأتي بعد القران والسنة _ اي في حال فقدهما_فلا يمكن الالتزام بها الا بقدر ما تثبت للتحقيق العلمي الموافق للقران والسنة, بحيث تكون رصانة تلك الادلة مستقاة من طريق الكتاب والسنة, وليست خارجة عنهما, اذ لا دليل على الحكم الشرعي في قبال القران والسنة ولا بعدهما كما عرفت.
وقد تعرضنا في آخر الكتاب الى تفصيل مااجملناه هنا, تحت عنوان (مصادر الاحكام) فراجع المبحث السادس من الخاتمة.
خاتمة
الاجتهاد عند الشيعة
اود ان اشير عقيب ذكر ادلة التشريع الاسلامي الى فكرة الاجتهاد التي يراها الشيعة , وكيف تتم فنقول
تعريفه
عرف الاجتهاد , بانه عبارة عن بذل الجهد في تحصيل الحجة الشرعية ( اي الدليل القطعي) على الحكم الشرعي او تعيين الوظيفة الشرعية
عملية استنباط الحكم
وتتم عملية استنباط الحكم هذه بتطبيق الادلة والقواعد الاصولية على القضية التي تريد اثبات الحكم لها, واذكر مثالا مبسطا وعملية سهلة للمراحل التي يتم من خلالها الحكم الشرعي
قوله تعالى ( وان اقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي اليه تحشرون)
فالقاعدة الاصولية تقول ان الامر ظاهر في الوجوب او يدل على الوجوب .
فنقول في الاية (أقيموا) أمر , والامر يدل على الوجوب, فأقيموا تدل على الوجوب
وايضا القاعدة الاصولية المثبتة بالبراهين تقول ان ظاهر القران يمكن الاعتماد عليه, فنقول هنا( اقيموا) ظاهر قراني في الوجوب, والظاهر القراني حجة يجوز الاعتماد عليه, فاقيموا تدل على الوجوب.
ونستخلص بعد ذلك ان النص القراني_ وهو الاية الكريمة_ يدل على وجوب الصلاة, حيث تعلق الامربها.
هذه العملية وان كانت بسيطة جدا في طرحها , الا انها عملية معقدة في اعتبارها وحجيتها , أما غيرها من العمليات التي تستخدم في الاستنباط فهي اشد تعقيدا.
شروط لابد توفرها في المجتهد
ولاجل دقة العمليات المستخدمة في الاستنباط, كان على المجتهد الذي حاز رتبة الاجتهاد , ان يكون ملما بكثير من العلوم والمعارف التي توفر له ملكة الاجتهاد , وبواسطتها يستطيع استنباط الاحكام الشرعية من ادتها التفصيلية.( وللاطلاع على مايعتبر في الفقيه من العلوم والمعارف’ تراجع الموسوعات الفقهية التي تعرضت لما يعتبر في القاضي, ومن تلك الموسوعات ( شرح اللمعة الدمشقية) للشهيد الثاني ج3 ص62)
هذا مضافا الى توفر ملكات اخلاقية عالية عنده ومجاهدات عظيمة خاصة لنفه, فقد ورد عن ابن عباس قال سمعت امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) يقول ( طلبة العلم ثلاثة اصناف)... الى ان قال (واما صاحب الفقه والعقل تراه ذا كآبة وحزن وقد قام الليل في حندسه, وقد انحنى في برنسه, يعمل ويخشى خائفا وجلا من كل احد, الا من كل ثقة من اخوانه, فشد الله من هذا اركانه, واعطاه يوم القيامة امانه)بحار الانوار2/47
وهناك روايات اخرى تؤكد الناحية الاخلاقية في العالم المجتهد , لان العلم ليس وحده الاساس في عملية الاستنباط, وانما التأكيد كل التأكيد على هذه النواحي, لانها حواجز مهمة له من الانزلاق في مهاوي الاهواء والشهوات, وحب الرياسة, والتهالك عليها, والغرور بالعام, وتزوده بالحذر والتحرز والاحتياط منها.
ومرحلة العدالة التي هي شرط في المجتهد الذي تؤخذ فتواه ويعمل بها, تتسامى في اعتبار هذه الامور الروحانية العالية, ليصدق عليه حقا انه النائب عن الامام الحجة (عج), لانه مع هذه الشروط تصبح فتواه في الاحكام , وحكمه في القضايا حجة قطعا, وتثبت له الولاية على الاموال والايتام وبعض الشؤون الاخرى_ لامطلقا_.
وانما كنا نعتبر هذه الشروط الصعبة في الفقيه , لاننا نطمئن بل نقطع الى ان الامام الحجة ( عج) لايرضى بنائب عنه لم تتوفر فيه هذه الامور التي تحدثنا عنها
الفصل الثالث
عقيدتنا في الله سبحانه


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Mar-2012 الساعة : 07:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


عقيدتنا في الله سبحانه
من الامور البديهية , ومن الامور التي تدعو اليها الفطرة والضرورة, اي لاتحتاج الى برهان ودليل, هو ان لهذا الكون الرحب الواسع موجدا وصانعا وخالقا ومكوناز
فان من نظر الى السماوات وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والكواكب, واختلاف الليل والنهار, والسحاب المسخر بين السماء والارض, ومن نظر الى الارض وما جعل فيها من جبال وبحار واشجار , وما فيها من غرائب الموجودات وغرائب المخلوقات, وغير ذلك مما يعجز الانسان عن معرفته فضلا عن وصفه والحديث عنه, لعلم واستيقن بان وراء هذا الكون وهذا الخلق وهذه الموجودات خالقا وصانعا, وانه عليم قدير حكيم ليس كمثله شئ.
القران والسنة يؤكدان ماتدركه الفطرة
وقد تحدث القران الكريم عن ذلك
قال تعالى( ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون) .
وكذلك تحدثت الاخبار والروايات الشريفة الواردة عن اهل بيت العصمة بذلك, منها ماروي عن امير المؤمنين (ع) حين سئل عن اثبات الصانع , فقال (ع) ( البعرة تدل على البعير, والروثة تدل على الحمير, وآثار القدم تدل على المسير, فهيكل علوي بهذه اللطافة, ومركز سفلي بهذه الكثافة, كيف لايدلان على اللطيف الخبير) ( بحار الانوار المجلسي 3/55 ح27).
وهناك اخبار اخرى كثيرة تعرض لها العلماء, يمكن لمن اراد الاطلاع عليها ان يراجع مثل كتاب البحار, وكتاب حق اليقين, وغيرها من الكتب.
وقد سئلت عجوز عن الدليل على وجود الصانع, فقالت (دولابي هذا , فأني ان حركته تحرك, وان لم احركه سكن) .
الادلة العقلية على وجود الصانع
اما الادلة العقلية, فنحن نذكرها للتأكيد على امر الفطرة واقامة الحجة, ودفعا لكل شك وريب.
وقد اعتمدت ثلاث طرق لاثبات واجب الوجود
(( دليل الحدوث)) و (( دليل الامكان )) و (( دليل النظام))
1- دليل الحدوث
ويتضح ببيام امرين
( الامر الاول) بيان معنى الحادث والازلي, فنقول
الحادث هو الشئ المسبوق بالعدم , اي لم يكن موجودا من قبل, ثم وجد.
الازلي هو الذي لم يكن مسبوقا بالعدم
( الامر الثاني) ان كل موجود, اما ان يكون حادثا او ازليا , فالمتصف بالحدوث لايمكن ان يتصف بالازلية اطلاقا, والمتصف بالازلية لايمكن ان يتصف بالحدوث اطلاقا, وذلك لانهما نقيضان ,والنقيضان لايجتمعان ولايرتفعان.
وبعد هذا نقول
ان العالم ليس ازليا, وذلك لان العالم متغير بالوجدان , وكل متغير حادث,فالعالم حادث, اي لم يكن موجودا من قبل, ووجوده لابد ان يستند الى علة وسبب, فان كان علة وجوده حادثة مثله فلابد لها من علة اخرى , وان كانت العلة الاخرى حادثة ايضا احتاجت الى علة اخرى..... وهكذا تبقى السلسلة الى مالانهاية, وهذا مايسمى بالتسلسل, وهو باطل.
ومن الواضح والاكيد ان العالم معتمد على علة غيره , وهي العلة الازلية الغنية عن كل حاجة وافتقار الى غيرها , وهي ليست سوى واجب الوجود, وهو الله تعالى.
2- دليل الامكان


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Mar-2012 الساعة : 07:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


عقيدتنا في الله سبحانه
من الامور البديهية , ومن الامور التي تدعو اليها الفطرة والضرورة, اي لاتحتاج الى برهان ودليل, هو ان لهذا الكون الرحب الواسع موجدا وصانعا وخالقا ومكونا
فان من نظر الى السماوات وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والكواكب, واختلاف الليل والنهار, والسحاب المسخر بين السماء والارض, ومن نظر الى الارض وما جعل فيها من جبال وبحار واشجار , وما فيها من غرائب الموجودات وغرائب المخلوقات, وغير ذلك مما يعجز الانسان عن معرفته فضلا عن وصفه والحديث عنه, لعلم واستيقن بان وراء هذا الكون وهذا الخلق وهذه الموجودات خالقا وصانعا, وانه عليم قدير حكيم ليس كمثله شئ.
القران والسنة يؤكدان ماتدركه الفطرة
وقد تحدث القران الكريم عن ذلك
قال تعالى( ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون) .
وكذلك تحدثت الاخبار والروايات الشريفة الواردة عن اهل بيت العصمة بذلك, منها ماروي عن امير المؤمنين (ع) حين سئل عن اثبات الصانع , فقال (ع) ( البعرة تدل على البعير, والروثة تدل على الحمير, وآثار القدم تدل على المسير, فهيكل علوي بهذه اللطافة, ومركز سفلي بهذه الكثافة, كيف لايدلان على اللطيف الخبير) ( بحار الانوار المجلسي 3/55 ح27).
وهناك اخبار اخرى كثيرة تعرض لها العلماء, يمكن لمن اراد الاطلاع عليها ان يراجع مثل كتاب البحار, وكتاب حق اليقين, وغيرها من الكتب.
وقد سئلت عجوز عن الدليل على وجود الصانع, فقالت (دولابي هذا , فأني ان حركته تحرك, وان لم احركه سكن) .
الادلة العقلية على وجود الصانع
اما الادلة العقلية, فنحن نذكرها للتأكيد على امر الفطرة واقامة الحجة, ودفعا لكل شك وريب.
وقد اعتمدت ثلاث طرق لاثبات واجب الوجود
(( دليل الحدوث)) و (( دليل الامكان )) و (( دليل النظام))
1- دليل الحدوث
ويتضح ببيام امرين
( الامر الاول) بيان معنى الحادث والازلي, فنقول
الحادث هو الشئ المسبوق بالعدم , اي لم يكن موجودا من قبل, ثم وجد.
الازلي هو الذي لم يكن مسبوقا بالعدم
( الامر الثاني) ان كل موجود, اما ان يكون حادثا او ازليا , فالمتصف بالحدوث لايمكن ان يتصف بالازلية اطلاقا, والمتصف بالازلية لايمكن ان يتصف بالحدوث اطلاقا, وذلك لانهما نقيضان ,والنقيضان لايجتمعان ولايرتفعان.
وبعد هذا نقول
ان العالم ليس ازليا, وذلك لان العالم متغير بالوجدان , وكل متغير حادث,فالعالم حادث, اي لم يكن موجودا من قبل, ووجوده لابد ان يستند الى علة وسبب, فان كان علة وجوده حادثة مثله فلابد لها من علة اخرى , وان كانت العلة الاخرى حادثة ايضا احتاجت الى علة اخرى..... وهكذا تبقى السلسلة الى مالانهاية, وهذا مايسمى بالتسلسل, وهو باطل.
ومن الواضح والاكيد ان العالم معتمد على علة غيره , وهي العلة الازلية الغنية عن كل حاجة وافتقار الى غيرها , وهي ليست سوى واجب الوجود, وهو الله تعالى.
2- دليل الامكان


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 24  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Mar-2012 الساعة : 07:55 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


2- دليل الامكان
اممكن هو الذي يتساوى فيه الاتصاف بالوجود والعدم بالنسبة لذاته, مع حاجته الى علة توجده.
والممكن انما يترجح وجوده او عدمه بسبب وعلة, وكذلك استمرار وجوده او عدمه يحتاج الى استمرار وعلة , والا _اذا استغنى وجوده عن العلة_ لم يعد ممكنا.
وبعد هذا نقول اذا تأملنا العالم ومافيه , نجد انه يتصف بصفات الممكن, لانه مؤلف من اجزاء بانضمام بعضعها الى بعض, فلابد له من مركب ولابد له من علة توجده, وهذه العلة اذا كانت ممكنة مثله , لزم ان يكون لها علة اخرى وهكذا فيلزم التسلسل, وهو باطل حتما لانه لاينتهي الى نتيجة, وان لم تكن ممكنة, كانت ازلية, لانها تكون غنية غير محتاجة ولامفتقرة الى علة اخرى, وهو المطلوب, لان الغني عن الغير هو واجب الوجود, وهو الله سبحانه
3- دليل النظام
والمقصود بدليل النظام هو ملاحظة ان هذا الترتيب والتناسق والانسجام والتدبير المحكم في هذا الكون وفي الموجودات التي تحيط بنا, من الشئ الصغير الى اكبر شئ في هذا الوجود, يدل على انه يبتني على نظام وضوابط في منتهى الدقة والاحكام والتدبير تؤثر فيه, وانه اوجده ورتبه خالق عظيم قادرحكيم. وليس لغيره من ذوي العقول والقدرة ان يقوموا بمثله, فكيف بالمادة الصماء والصدفة العمياء التي يدعون انها تأتي بمثله.
فالموجودات التي نشاهدها كلها تدل على وجود اللطيف الخبير وانها من صنعه وتقديره وتدبيره, وبقوته وارادته وامره وجدت( انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون)
صفات الله
فالله سبحانه وتعالى , هو الله الواحد الاحد الفرد الصمد , الذي لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا احد.
وهو واجب الوجود لايعتمد في وجوده على موجد ولاعلة سابقة له, وانما هو العلة لوجود كل شئ مقدور _ ممكن الوجود_ والخالق له, والمدير له, لاشريك له ولاشبيه,ولاضد له ولانظير.
والله قديم ازلي, دائم سرمدي, قادر عليم,حي, مدرك, مريد كاره,متكلم صادق, غني , سميع بصير, له جميع صفات الكمال والجمال كما سنشير الى ذلك في الحديث عن صفاته تعالى.
كيف تثبت صفات الجمال والكمال
صفات الجمال والكمال تسمى بالصفات الثبوتية, وهناك صفات تنزيهية تسمى بالصفات السلبية, ولابد من الحديث عنهما, كل واحدة على حدة
الصفات الثبوتية
لابد ان يتصف المولى بكل صفات الجمال والكمال, لانه تعالى وجود محض, وجود صرف, اي لايدخل فيه شئ من النقص, لان النقص عدم, اي عدم الكمال , ولكزنه وجودا محضا لابد ان يكون له الكمال واعلى صفات الكمال, بل لايمكن ان يكون مجردا عنها اطلاقا, بل هي نفس الوجود, فالله تعالى هو القدرة, وهو الاختيار, وهو العلم, وهو الارادة, وهكذا بقية الصفات.
ولنذكر هذه الصفات ببعض التفصيل والاستدلال
ازلي قديم
القديم بمعنى المتفدم للاشياء كلها, وكل متقدم يسمى قديما مبالغة في الوصف, وهو تعالى قديما لنفسه, لانه لااول له ولانهاية له, وهو الذي لايسبقه العدم.
وقد وردت هذه الصفة في القران الكريم, قال تعالى( هو الاول والاخر) وقد ورد في تفسيرها ( الاول لاعن اول قبله, ولا عن بدء سبقه, وآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين, ولكن قديم اول آخر لم يزل ولايزال بلا بدء ولانهاية,لايقع عليه الحدوث, ولايحول من حال الى حال, خالق كل شئ)
ومما يستدل لذلك انه لو لم يكن تعالى قديما , لم يكن وجوده واجبا , لانه يكون محتاجا الى مايوجده, والله تعالى هو الغني عن الحاجة, وموجود بلا اول له , كما لانهاية له.
وقال امير المؤمنين (ع) ( الحمد لله الدال على وجوده بخلقه, وبحدوث خلقه على ازليته)
واذا ثبت انه سبحانه قديم ازلي , ثبت انه غني
غني
ومعنى الغنى استغناؤه الذاتي وعدم احتياجه الى شئ والى غيره, فلايحتاج في افعاله الى الالة, ولايحتاج الى الاستعانة باحد.
قال تعالى( واعلموا ان الله غني حميد)
والعقل يؤكد هذه الصفة, لانه لما ثبت انه تعالى قديم, فهو متقدم على الكل, والكل محتاج اليه ولايحتاج الى واحد , وهذا معنى الغنى
الثاني ان الحاجة تقص , والله تعالى كامل لانقص فيه
واذا ثبت انه تعالى غني , ثبت انه قادر على كل شئ
قادر


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Mar-2012 الساعة : 07:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


قادر
ومعنى القدرة, نفي العجز عنه فيما يشاء ويريد , أو كما قيل هو الموجد للشئ اختيارا من غير عجز ولا فتور.
والقدير الذي قدرته لاتتناهى, قال تعالى( ان الله على كل شئ قدير) والمستفاد من هذا ان الله تعالى له القدرة المطلقة النافذة في جميع الاشياء, لايعجز عن شئ ولايعجزه شئ , قادر على كل شئ.
قال تعالى( وما كان الله ليعجزه من شئ في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا).
اما العقل فهو يحكم بقدرة الله تعالى وعدم عجزه بشكل مطلق , وذلك
(1) ان العجز نقص , ولايكون واجب الوجود ناقصا
(2) ان التأمل في نظام الكون والتدبير الكامل القائم في الموجودات دليل على القدرة الفائقة التامة.
قال امير المؤمنين ( وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله).
(3) انه من المستحيل ان يكون الصانع والخالق غير قادر, والا لقلنا بصحة الفعل من العاجز.
واذا ثبت ان الله قادر على كل شئ , ثبتت له الحياة
الحياة
ومعنى الحياة انه الفعال المدبر, ولايجوز عليه الموت والفناء.
وحياته تعالى بلا حياة حادثة , وانما حياته صفة يكون معها العلم والقدرة, لانه تعالى يكون قوام الاحياء, فكونه واجب الوجود وهو الوجود المحض لابد ان يكون حيا, لانها من صفات الكمال المطلق, ولذلك قلنا انه لاتكون هذه الصفة زائدة , فالوجود هو الحياة, والحياة هي الوجود.
والعقل يحكم بذلك عندما نشاهد الكون وحركته والتغيير الذي يكون فيه من الاحياء والاماتة, ونمو الاشجار , وهطول الامطار, ودوران الافلاك وسير الكواكب وحركة الشمس والقمر, وان وراء هذا كله مدبرا وخالقا وعليما حكيما, وانه حي دائم ابدي قائم على جميع الموجودات.
واذا ثبت انه حي , ثبت انه عالم , سميع بصير
عالم سميع بصير
(عالم) يعني انه عالم بكل معلوم, ولايجهل شيئا, عالم بالاشياء قبل حدوثها وبعد حدوثها ويعلم سرها, وعلانيتها, وظاهرها وباطنها, الى درجة لايشذ عنها معلوم, وهو عالم بنفسه تعالى. والدليل على ذلك
( اولا) انه لو لم يكن عالما كذلك لزم الجهل ولو في بعض الاشياء , وواجب الوجود لايمكن ان يكون جاهلا, لان الجهل نقص وهو تعالى كامل الذات منزه عن النقائص.
( وثانيا) انه تعالى موجود في كل مكان ولايخلو منه مكان من الازل الى الابد, ولايحيط به المكان ولا الزمان فلابد ان يكون محيطا بكل الامور في كل مكان وزمان فكيف لايعلم كل شئ, ولايعلم حقائق الامور وما تكنه الضمائر والقلوب وما تحتويه العقول والنفوس والخواطر والسرائر وغير ذلك مما هو اخفى وادق من ذلك ومن كل شئ.
فالعقل يقطع بالذات المقدسة عالمة بكل شئ ومحيطة بكل شئ , وكل شئ حاضر لديه تعالى( وسع كل شئ علما)
( وثالثا) ان من يشاهد التدبير والاحكام والدقة المدهشة في الموجودات والمخلوقات على اختلافها, لايشك ابدا في ان خالقها قدير حكيم خبير, قال تعالى( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد)
( سميع بصير) سميع بغير جارحة, وبصير بغير آلة, بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه, وليس معنى انه يبصر بنفسه ويسمع بنفسه ان السمع شئ والبصر شئ آخر, بل هو بمعنى لايمتنع ان يعلم بكل المسموعات وما يبصر , فلا اختلاف في الذات وهذه الصفات.
واذا ثبت انه عالم ثبت انه مريد
مريد
فمن صفاته انه مريد , ومعنى الارادة هي فعله تعالى, أو هي نفس الفعل, ولذلك كانت صفات الفعل كالخالقية والرازقية وغيرها من الافعال التكوينية, وهي قطعا افعال اختيارية له, فالعقل يرى ان مثل هذه الافعال المنتظمة والتي هي في غاية التدبير والاحكام , ان فاعلها أوجدها بأرادته, وصنعها بقدرته, ولم تصدر عفوا عنه ولا اعتباطا بغير قصد ولا ارادة.
قال تعالى( ان الله يفعل ما يريد) وقال تعالى( ان ربك فعال لما يريد)
وورد في الحديث عن الاصبغ بن نباتة قال ( قال امير المؤمنين اوحى الله الى داوود فقال ياداوود تريد واريد , ولايكون الا مااريد, فان أسلمت لما اريد , أعطيتك ماتريد, وان لم تسلم لما اريد أتعبتك فيما تريد , ثم لايكون الا ما اريد) ( التوحيد الشيخ الصدوق ص337 ح4)
ثم ان ارادته تعالى تطلق على الحتمية التي هي فعله وايجاده واحداثه للاشياء, والتي لايقدر العباد على مخالفة ارادته, ولايتخلف مراده عن ارادته.
كذلك تطلق ارادته على امره ونهيه ,أمره بالطاعات ونهيه عن المحرمات, فأرادته لافعال عباده انه اراد ايقاع الطاعات منهم على وجه الاختيار, وكراهته لافعالهم, انه تعالى نهاهم عن فعل المعاصي المفسدة لهم وبما يخل بصلاحهم على وجه الاختيار منهم.
والمشيئة هي نفس الارادة, فقد ورد عن الامام الرضا(ع) ( واعلم ان الابداع والمشيئة والارادة معناها واحد , واسماؤها ثلاثة)( بحار النوار10/314 جواب مسائل عمران الصابئ)
وفي حديث الفضيل بن يسار قال سمعت ابا عبد الله يقول ( شاء واراد , ولم يحب ولم يرض , شاء ان لايكون شئ الا بعلمه, واراد مثل ذلد , ولم يحب ان يقال له ثالث ثلاثة, ولم يرض لعباده الكفر)(التوحيد الصدوق ص339)
واذا ثبت انه مريد ثبت انه تعالى مدرك
المدرك


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 26  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-Mar-2012 الساعة : 01:09 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المدرك
ومعنى الادراك له تعالى, انه سبحانه عالم بالمدركات فهو عالم بما يدرك بالحواس, ولكن ادراكه ليس بحاسة لانه تعالى منزه عن الحواس, فهو لايمتنع عليه شئ من المدركات, لانه عالم الغيب والشهادة, وعالم السر واخفى, بل ان الامور كلها لما كانت حاضرة لديه كان عالما بها ومدركا لها.
واذا ثبت انه مدرك ثبت انه متكلم.
متكلم
من الثابت والاكيد لدى الشرائع والملل كلها انه تعالى متكلم.
ومعنى المتكلم , انه تعالى اوجد الكلام المؤلف من حروف واصوات في جسم من الاجسام , كما حدث ذلك في تكلم شجرة موسى (ع) , أو الملك , وكاللوح المحفوظ,, فالكلام أمر حادث لانه مؤلف من اجزاء تتعاقب في الوجود واصوات تتوالى, وهو تعالى منزه عنها.
وكونه تعالى موجدا للكلام فهو أمر ثابت لانقاش فيه. قال تعالى( وكلم الله موسى تكليما).
وقال تعالى( وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بأذنه مايشاء) فأن الاية بينت انواع ثلاثة من التواصل مع الانبياء, منها التكلم معه من وراء حجاب كما حصل لموسى(ع).
وفي حديث ابي بصير, قال ( سمعت ابي عبد الله (ع) يقول لم يزل الله جل اسمه عالما بذاته ولامعلوم, ولم يزل قادرا بذاته ولا مقدور , قلت جعلت فداك, فلم يزل متكلما؟ قال الكلام محدث, كان الله عزوجل وليس بمتكلم ثم احدث الكلام) ( بحار الانوار المجلسي 4/68 ح11).
وصفة التكلم يقرها العقل, وذلك لان الخطابات الالهية والتكلم مع النبيين والمرسلين والملائكة, لايمكن ان يكون الا بالتكلم الذي ذكرناه والذي هو من صفات الفعل , فأيجاد الكلام ناشئ من قدرته الخاصة سبحانه وتعالى, الا ان نفس كلامه حادث ومحدث ومن صفات الفعل , وكما قال تعالى( مايأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون)
واذا ثبت انه متكلم ثبت انه صادق
صادق
معنى انه صادق في وعده , لايبخس ثواب من يفي بعهده, ولان الكذب أمر قبيح ومن النقائص, والله تعالى منزه عن ذلك, لان له الكمال المطلق وغير محتاج الى ذلك؟
قال تعالى( وأتيناك بالحق وانا لصادقون) وقال تعالى(ومن أصدق من الله حديثا)
وقال أمير المؤمنين(ع) ( الذي صدق في في ميعاده وارتفع عن ظلم عباده)
هذا استعراض للصفات الثبوتية _ على ماذكر_ وانما سميت ثبوتية لانها صفات كمال للذات المقدسة, حيث لايمكن ان تخلو الذات عن الكمال, لان الخلو منها نقص, هو تعالى كامل, ولذلك كانت هذه الصفات تنفي اضدادها, فقولنا انه تعالى قادر عالم, اي ليس بعاجز ولا جاهل, لان العجز والجهل نقص لايليق بالكامل.
صفاته عين ذاته
الصفات الثبوتية التي اشرنا اليها والتي هي للذات المقدسة, هي عين الذات وليست زائدة عليها, فالعلم والقدرة هما عين الذات المقدسة, فالله هو العلم , والعلم هو الله, والقدرة هي الله والله هو القدرة, وهكذا بقية الصفات.
ولو كانت هذه الصفات زائدة على الذات كما لو قلنا بان الله سبحانه ذات وله صفة العلم ,بأن كان العلم غيره وزائدا على ذاته, لزم من ذلك تعدد الذات, ومع ذلك تكون الذات مركبة من اجزاء , الذات والصفة, والتركيب بالنسبة الى الله تعالى غير ممكن أطلاقا لان التركيب من صفات الممكن, والذات المقدسة ذات بسيطة, صرف الوجود, وصرف الوجود لاتركيب فيه.
فالصفات الثبوتية لله تعالى تأكيد على الكمال المطلق لله سبحانه والغنى المطلق لله, وهما يستدعيان ان تكون هذه الصفات غير زائدة على الذات ولا مغايرة لها مفهوما.
وقد قال امير المؤمنين(ع)( فمن وصف الله فقد قرنه, ومن قرنه فقد ثناه, ومن ثناه فقد جزأه, ومن جزأه فقد جهله)( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 1/72-73). بمعنى ان من وصف الله بصفة مغايرة لذاته وتكون زائدة على ذاته فقد حعله مقارنا لغيره, وهو الصفة, ومن جعله مقارنا ومغايرا لغيره فقد ثناه, بمعنى انه اول وهو الموصوف, وثاني وهو الصفة, ومن ثناه فقد جزأه, اي جعله ذا جزء مركب من ذات وصفة.
وقد قال امير المؤمنين(ع) ( أول الدين معرفته, وكمال معرفته التصديق به, وكمال التصديق به توحيده,وكمال التوحيد الاخلاص له, وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه)( نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده 1/14_15 , تصنيف نهج البلاغة د. لبيب بيضون ص74)
صفات الفعل
ثم ان هناك صفاتا اخرى ثابتة لله سبحانه تسمى ب (( صفات الفعل)) مثل الرازقية والخالقية , والاحياء, والاماتة, وهي تلاحظ من خلال الفعل وهي من صفات الكمال, وكمالها بلحاظ قيوميته تعالى.
الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل
الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل , ان صفات الذات لايمكن ان يتصف المولى بضدها, فعندما نقول الله عالم, لايمكن ان نقول انه عالم بكذا وغير عالم بكذا, أو عندما نقول الله قادر, لايمكننا ان نقول قادر على كذا وغير قادر على كذا.....
الصفات السلبية


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 27  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-Mar-2012 الساعة : 06:01 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الصفات السلبية
في مقابل الصفات الثبوتية والتي هي صفات كمال الله تعالى, هناك صفات تسمى بالصفات السلبية, وهي صفات تستدعي تنزيه المولى عن كل نقص وعجز وحاجة, لأن اثبات الكمال لله لايتم الا بنفي النقص عنه, وتسمى ب (( صفات الجلال والاكرام)) كما قال تعالى( تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام)
قد ذكر ان الصفات السبية ثمانية
الاولى أنه ليس بمركب
وذلك لانه ليس له اجزاء خارجية , وكذلك ليس له اجزاء ذهنية, كالانسان المركب من حيوان وناطق, فانه اذا كان مركبا لزم احتياجه الى تلك الاجزاء, لان المركب لايكون الا بأجزائه, والاحتياج من خواص الممكن, والله تعالى ليس كسواه من الممكنات, وليس كمثله شئ , ولايدرك بالحواس.
الثاني انه ليس بجسم
لان الجسم هو مايقبل ويستلزم الابعاد الثلاثة الطول والعرض والعمق, وما كان كذلك فهو يشغل حيزا من الفراغ والمكان مخلوق وممكن, والله يستحيل عليه ذلك لانه خالق المكان وليس كمثله شئ.
ورد عن الصادق(ع) ( ان الله لايشبه شيئا ولايشبهه شئ, وكل ماوقع في الوهم فهو بخلافه)(التوحيد الصدوق ص80) والمقصود بالوهم الفكر والعقل
وورد عنه (ع) ايضا ( ان الله تبارك وتعالى لايوصف بزمان ولامكان ولاحركة ولا انتقال ولاسكون, بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال, تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا)( بحار الانوار المجلسي 3/309)
الثالث ليس بمرئي
لاتراه العيون ولاتدركه الحواس , لافي الدنيا ولا في الاخرة ويستحيل عليه ذلك, لان المرئي بحاسة البصر لابد ان يكون جسما وفي جهة مقابلة للرائي وذا صورة ومكان, والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك, فالرؤية بالعين والحاسة المدركة ممتنعة عليه لما ذكرنا, وقد قال تعالى( لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار) وقال تعالى( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني)
وقد قال امير المؤمنين(ع) ( لم تره العيون بمشاهدة الابصار, ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان)
وقالت فاطمة ( الممتنع عن الابصار رؤيته , ومن الالسن صفته, ومن الاوهام كيفيته)
الرابع انه تعالى ليس محلا للحوادث
والحوادث مثل الحركة والسكون, واليقظة والنوم, والقيام والقعود, والفرح والحزن, والرضى والسخط.
وانما كان سبحانه منزها عنها , لان هذه الامور من لوازم الجسم والله تعالى منزه عن الجسمية, اي ليس بجسم, ولان هذه الامور دليل العجز والنقص, لانها تستدعي الانفعال والتأثر والتغيير , وهو تعالى منزه عنها, ولأن هذه الامور عوارض حادثة مخلوقة لله سبحانه, ويستحيل اتصاف الخالق بها, وقد قال تعالى ( لاتأخذه سنة ولا نوم)
وما ورد في الايات والروايات من وجود مثل هذه الامور , مثل قوله تعالى ( رضي الله عنهم ورضوا عنه) ومثل ( فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم اجمعين) ومثل ( غضب الله عليهم) , ليس ناظرا الى نفس الرضا والغضب, وانما هي ناظرة الى آثار الرضا والغضب ونتائجهما, فمعنى ( رضي الله عنهم) اي اكرمهم واحسن اليهم, ومعنى( غضب عليهم) عاقبهم وعذبهم , وهكذا بقية الايات , فالنظر فيها الى نتائجها لا الى مباديها.
الخامس انه تعالى لايحل في غيره ولايتحد مع غيره
وذلك لان الحال يحتاج الى محل يحل فيه , والاحتياج من خواص الممكن, فلايمكن ان يتصف به واجب الوجود..... هذا اولا
وثانيا ان الحلول في مكان يستلزم خلوه من مكان اخر , والله سبحانه موجود في كل مكان لابمداخلة وامتزاج , ولا يخلو منه مكان لابمفارقة.
وثالثا ان الحلول في شئ يقتضي ان يكون جسما , والله سبحانه منزه عن الجسمية, واما الاتحاد وهو صيرورة شيئين شيئا واحدا بلا زيادة او نقيصة , فهو محال ايضا للمغايرة بين المخلوق والخالق.
وايضا المتحدان ان بقيا بعد اتحادهما فهما اثنان لا واحد, وان عدما فلا اتحاد ابدا, وان عدم احدهما وبقي الاخر يتحقق الاتحاد , لان المعدوم لايتحد مع الموجود , ومنه نستخلص بطلان الاتحاد , فكيف ذلك لله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقد ورد عن ابي عبد الله (ع) ( ان الله تبارك وتعالى خلو من خلقه وخلقه خلو منه) ( بحار الانوار 3/263 ح 20)
السادس انه ليس بمحتاج الى شئ
ليس بمحتاج الى شئ , لا في ذاته ولا في صفاته, بل هو الغني .
ومعنى الغني هو عدم الحاجة, وانه غني بنفسه عن غيره, ولذلك لايستعين بأحد ولا بآلة او غيرها, ولايشاركه احد , بل له الغنى المطلق عن كل شئ, فلا علاقة له بصفاته ابدا لافي ذاته ولا في صفاته, وايضا الحاجة مختصة بمن يجوز عليه الضرر والنفع, والله تعالى لايصح عليه ذلك , وايضا هو تعالى قديم , والقديم هو المتقدم على كل شئ, فيثبت انه غني عن الكل .
السابع انه تعالى لايفعل القبيح
لان فعل القبيح نقص, والنقص محال على الله تعالى, ولايليق به من اي وجه من الوجوه, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
الثامن انه تعالى لايشبهه شئ من مخلوقاته
وهذا امر بديهي , لان كل صانع مغاير لمصنوعه, والخالق مغاير لمخلوقه ولو بالخلق والصانعية, قال تعالى( ليس كمثله شئ)
من خلال هذا الاستعراض للصفات السلبية , ندرك انه تعالى ليس بجوهر لان الجوهر جسم , وهو ايضا ليس بعرض لان العرض هو ما يتقوم بغيره, مثل الضحك والبكاء وامثال ذلك , وعلى هذا الاساس لا كم له ولا كيف ولارتبة ولا اضافة , لانها كلها من خواص الجسم.
وخلاصة القول انه تعالى لاتدركه العقول , ولاتحيط به الاوهام والافكار والخواطر, ولايوصف بوصف يؤدي الى تحديده
لاداعي لحصر الصفات في عدد


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-Mar-2012 الساعة : 06:34 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


لاداعي لحصر الصفات في عدد
من خلال ماذكرنا من ذكر الصفات الثبوتية للذات المقدسة, يطهر ان ماذكره العلماء رضوان الله عليهم من ان عددها ثمانية, وبعضهم جعلها اكثر من ذلك, محل تأمل وكلام, فان هناك من يذكر غير ذلك , ومحصله
اولا ان هذه الصفات هي اعتبارات تدركها عقولنا بالنظر الى آثارها الصادرة عنه, ومرجعها الى اثبات الكمال للذات المقدسة, وانه تعالى له الكمال المطلق والغنى المطلف, فكل ماهو كمال ثابت له تعالى ومتصف به , الا ان هذه الصفات ليست زائدة على ذاته بل لايوجد في الوجود الا ذات واحدة واجبة الوجود , وكما قال امير المؤمنين (ع) ( وكمال توحيده الاخلاص له , وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه, لشهادة كل صفة انها غير الموصوف, وشهادة كل موصوف انه غير الصفة)( نهج البلاغة شرح محمد عبده 1/15)
وثانيا انه لاداعي لحصر الصفات بعدد, كما اوضحنا واشرنا الى هذا المعنى , ولا تنافي ايضا في اختلاف العبارات في تعداد الصفات وارجاع بعضها الى بعض, مادام القصد هو معرفة الخالق وتقريب الاغهام الى ذلك.
والحال بالنسبة الى الصفات السلبية لايختلف عن الصفات الثبوتية,فان كل ماهو موجب للنقص والعجز فهو منفي عنه تعالى, وكل مايستوجب تنزيهه تعالى عن النقائص والعجز والحاجة فهو ثابت له , ولذلك ذكرنا انه لايعرض عليه التغيير والتبديل , والحركة والسكون, والصفات المتجددة كالطول والعرض, والانفعالات التي هي من عوارض الاجسام كاللذة والالم والحزن والفرح وغير ذلك.
هذه عقيدة الشيعة في الاعتقاد بالله سبحانه وتعالى وصفاته.
والاعتقاد بخلاف ماذكرنا من الصفات الثبوتية والسلبية خروج عن الاعتقاد الصحيح السليم, ثبتنا الله بالقول الثابت, وهدانا الى الحق المبين والصراط المستقيم.
عود على بدء
(1) ان مااشرنا اليه في مبحث الصفات هو خلاصة ماينبغي ان يقال .
(2) ان الكلام فيها انما هو بحدود عقولنا ومعرفتنا, فانه من الممتنع علينا والمستحيل معرفة الذات المقدسة على حقيقتها, وكذلك من الممتنع علينا معرفة حقيقة الصفات’ لما اشرنا اليه من ان صفاته عين ذاته, وما نذكره من الوصف انما هو على قدر عقولنا وادراكنا.
(3) كما ان مايذكر من الصفات له تعالى في حدود ماوصف به نفسهوما ورد في القران الكريم والسنة الشريفة ولانتجاوز ذلك.
(4) ان الصفات التي يمكن ان تطلق على الخالق وعلى المخلوقات بمعنى واحد, وانما تطلق على الخلق باعتبار المبادئ التي توجب العلم والغضب والرحمة, واما بالنسبة الى الخالق والموجد فتطلق عليه وتنسب باعتبار غاياتها, فتطلق الرحمة او ( رحيم) على الخالق باعتبار الثواب والاحسان الى المخلوق, والغضب _ مثل ( غضب الله عليهم)_ باعتبار العقاب والعذاب للعباد , وهكذا وقد تقدمت الاشارة الى ذلك
عقيدتنا في التوحيد


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-Mar-2012 الساعة : 12:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


عقيدتنا في التوحيد
يعتقد الشيعة بوحدانية الله المطلقة, اي انه تعالى واحد احد فرد صمد لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفوا احد, فهو واحد في الذات وواحد في الصفات, وواحد في الافعال, وواحد في العبادة.
واحد في الذات واحد لاشريك له ولاضد له ولا ند له.
واحد في الصفات صفاته عين ذاته وليست زائدة عليها_ كما تقدم_
واحد في الافعال فهو الخالق والرازق, القيوم على كل شئ.
واحد في العبادة لارب يعبد سواه, ولاتصح العبادة لغيره, ولانعبد الا اياه مخلصين له الدين
وقد تكلم القران الكريم في التوحيد بشكل صريح بآيات بينات , كما ان السنة الشريفة أشارت الى التوحيد كذلك بما يتلائم والفطرة والعقل ويحكي الواقع الذي يرتقي الى الكمال في الايمان واليقين بالله ووحدانيته.
واحد في الذات
قال تعالى(والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم)
وقال تعالى( لو كان فيهما آالهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون)
وقال تعالى( ياايها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فأنى تؤفكون)
وقال تعالى( قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي أنما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا)
اما السنة فقد تحدثت عن ذلك بشكل واسع , وهي في نفس الوقت تحكي منطق العقل ودليل العقل.
قال امير المؤمنين(ع) لولده الحسن(ع) (واعلم يابني, انه لو كان لربك شريك لاتتك رسله , ولرأيت آثار ملكه وسلطانه, ولعرفت افعاله وصفاته, ولكنه اله واحد كما وصف نفسه , لايضاده في ملكه احد, ولايزول ابدا ولم يزل, اول قبل الاشياء, بلا اولية, واخر بعد الاشياء بلا نهاية)( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 16/77)
وقد ورد في جواب الامام الصادق(ع) للزنديق ( ثم يلزمك ان ادعيت اثنين - الهين- فلا بد من فرجة بينهما- اي فاصل- حتى يكونا اثنين, فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما, فيلزمك ثلاثة, وان ادعيت ثلاثة لزمك ماقلنا في الاثنين حتى يكون بينهما فرجتان فيكونوا خمسة , ثم يتناهى في العدد الى مالانهاية في الكثرة) (بحار الانوار المجلسي 3/230 ح 22 )
واما العقل , فقد اشار العلماء الى الدليل العقلي على التوحيد مضافا الى ما ورد في الدليلين المتقدمين في السنة
الدليل الاول مايعرف بدليل الاثر
وحاصله انه لو كان شريك لله شريكا لعرف هذا الشريك بأثره , كأن يخلق خلقا غير ماخلقه الله, أو يرسل رسولا ينبىء عنه ويدل عليه, أو يكون له ملائكة, لأن وجود الاثر دليل على وجود المؤثر, وعدمه دليل على عدمه.
وقد حصل لنا بالتتبع والآثار أنه ليس هناك أثر لغير الله سبحانه ولا جاء رسول واخبر عن وجود اله أو آلهة غير الله, فنعرف من هذا عدم وجوده.
وكما قال أمير المؤمنين (ع) لولده الحسن(ع) ( لو كان لربك شريك لاتتك رسله, ولرأيت آثار ملكه وسلطانه).
الدليل الثاني
أنه لو كان لله شريك لزم وجود مايمتاز به احد الالهين عن الاخر يعرف به ويشار به اليه, فيكون كل منهما محتاجا الى هذا المائز, والاحتياج ليس من شان وصفات واجب الوجود , وانما هو من صفات الممكن , فكل ممكن محتاج , والله تعالى هو الغني.
الدليل الثالث
انه لو كان لله شريك , فلا يخلو الامر فيهما من احد امور ثلاثة
( أما ) ان يكونا قادرين على اقامة النظام
( واما ) ان يكونا غير قادرين معا على ذلك
( واما) أن يكونا مختلفين في ذلك, بأن يكون احدهما قادرا, والاخر عاجزا, فان كانا قادرين معا, كان احدهما لغوا لاحاجة له.
وان كانا عاجزين معا عن ذلك, كان كلاهما عبثا.
وان كان احدهما قادرا والاخر عاجزا, تثبت الالوهية للقادر وتنتفي عن العاجز.
قتثبت الالوهية لله الواحد القهار من دون شريك.
هذا... والادلة كثيرة على وحدانية الله سبحانه, ويكفي مااشرنا اليه وما تقدم من كلام الائمة , كما قال الامام الصادق في جوابه للزنديق( فلما رأينا الخلق منتظما, والفلك جاريا, واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر, دل صحة الامر والتدبير وائتلاف الامر على ان المدبر واحد)( بحار الانوار 3/230 باب التوحيد ونفي الشريك عنه, حديث 22 , توحيد الصدوق ص244 ب 36 الرد على الثنوية والزنادقة ح1)
فأن من يرى التناسق والاحكام والاتقان والتدبير في الموجودات , في وضعها, وفي مسيرتها, وفي حركتها وسكونها,وفي السماوات كيف حفظت وقامت دون عمد ترونها, وفي الارضين كيف سطحت, وفي الجبال كيف قامت وفي الانهار كيف تدفقت وجرت مياهها, وفي البحار كيف هي, وكيف بقيت وكيف تحركت فيها السفن تمخر عبابها, وكيف تعيش فيها الاسماك والحيوانات الاخرى.....
ولو نظرت الى الترابط القائم بين هذه الموجودات وكأنها جهاز واحد ووجود واحد.......
واذا كررت النظر والتأمل في هذا النظام الكوني العجيب والواسع , وجدت انه - بالاضافة الى ترابطه مع بعضه- بعيد عن الفساد وليس فيه خلل , وانما هو يسير بكامل الدقة ويتحرك من خلال نظام معين له ومحسوب له........
كل هذا يدل على ان الخالق له والموجد له واحد لاشريك له, كما قال تعالى( لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا)
وكما قال سبحانه( ما أتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون)
وسأل هشام بن الحكم الامام الصادق ( ما الدليل على ان الله واحد؟ قال اتصال التدبير , وتمام الصنع , كما قال الله عزوجل ( لو كان فيهما آاهة الا الله لفسدتا)
فالتوحيد امر فطري يعيش في وجدان الانسان وتوجه اليه تلقائيا كما حكته الاية الكريمة( واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر أعرضتم وكان الانسان كفورا)
فالايات الكريمة اكدت ذلك, والروايات الشريفة الواردة عن اهل بيت العصمة اثبتت ذلكووالقران كتاب ينطق بالحق عن الحق, واهل بيت العصمة هم معدن الحكمة وترجمان الوحي.
وبهذا يتأكد انه تعالى واحد في الذات
واحد في الصفات


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,579
بمعدل : 0.34 يوميا
النقاط : 219
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-Mar-2012 الساعة : 06:58 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


واحد في الصفات
بمعنى ان صفاته تعالى , عين ذاته لانها اذا لم تكن عين ذاته كانت زائدة عليها, واذا كانت زائدة يلزم من ذلك التعدد, لان الموصوف غير الصفة, والصفة غير الموصوف.
وقد قال امير المؤمنين ( فمن وصف الله فقد قرنه, ومن قرنه فقد ثناه, ومن ثناه فقد جزأه, ومن جزأه فقد جهله, ومن جهله فقد أشار اليه, ومن أشار اليه فقد حده, ومن حده فقد عده). ( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 73-1/72 )
فمعنى عينية الصفات وانها عين الذات, هو انه تعالى ليس ذاتا مع زيادة هي الصفة كالانسان والموجودات الاخرى, والا لزم التعدد والاثنينية, اي ذات وصفة, وهو محال على الله تعالى , لانه يلزم التركيب والاشراك. فصفاته تعالى هي نفس الذات , وهي مفاهيم عقلية تنطبق في الواقع على الذات وهي عينها ومتحدة معها, بلا زيادة ولا مغايرة ولاتركيب ولاتكثر فيها, فالله هو الحي, والحي هو الله, وهذا نظير قولنا الوجود موجود , والضوء مضيء , فالوجود هو عين الموجود ونفسه, والموجود هو الوجود وعينه, والضوء هو المضيء, والمضيء هو الضوء ذاته وعينه.
وقد ورد عن الامام الصادق انه قال ( لم يزل الله جل وعز ربنا, والعلم ذاته ولامعلوم, والسمع ذاته ولا مسموع, والبصر ذاته ولامبصر , والقدرة ذاته ولا مقدور). ( الكافي , الكليني 1/107 صفات الذات ح 1 توحيد الصدوق ص 139 ب 11 صفات الذات ح 1)
فالحاصل ان صفاته عين ذاته , وكل كلام غير هذا ,أو توجيه غير هذا , يؤدي الى ان نقول ان الله سبحانه جسم , وهو نقص ومحال عليه, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وعلى هذا الاساس , فما ورد في السنة الشريفة من اسمائه الحسنى وتعددها, فهي لاتعني تعددا في الذات , وانما الذات المقدسة واحدة, وهذه اسماء تعبر عنها من دون اختلاف ولا حدود بينها , فهو تعالى القادر , وهو الحي, وهو العالم, وهو القيوم , وهو المختار, وهو المريد, وهو لاند له ولا ضد له...... وهكذا.
واحد في الافعال
لان الله تعالى قادر, والقادر لايحتاج الى عون في افعاله وتصرفاته, فهو يخلق ويرزق, ويحيي ويميت, ويعطي ويمنع, من دون معاونة احد ولامشاركة احد, ولا افتقار الى احد, والا فاذا لم يكن قادرا ولم يكن له تمام القدرة على كل شئ كان عاجزا , والعجز نقص وافتقار, والله تعالى هو الغني غنى كاملا.
واحد في العبادة
فلا تجوز عبادة غير الله تعالى ابدا, ولا التوجه الى سواه في شيء من الاشياء, ولايجوز اشراك احد معه في العبادة بأي شكل من اشكال العبادة وانواعها, وبأي شكل من اشكال الاشراك , ومن اشرك بعبادة ربه فهو مشرك كافر خارج عن الاسلام وحكمه حكم الكافرين
بعض الافتراءات على الشيعة فيما يتعلق بالتوحيد
ومن هنا نقول ان الشيعة لايعبدون الا الله وحده لاشريك له , ولا يؤلهون احدا غير الله تعالى
وما يتهم به الشيعة من انهم يعبدون الائمة ويتوجهون اليهم ويستجيرون بهم , فهو قول باطل وافتراء واضح, وبهتان عليهم في غير ما يعتقدون , وزور عليهم في غير ما يؤمنون به , وحقد وعداوة يبثها عليهم الطغاة المردة والمستكبرون من اهل الشقاق والنفاق, وممن خافوا على مراكزهم ودنياهم, وباعوا حظهم ودينهم بالثمن البخس والدنيا الزائلة.
بل الائمة بشر, والبشر لايعبدون, والعبادة انما هي لله وحده , الواحد الاحد الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفوا احد.
زيارة القبور
واما زيارة القبور, فلا تعني العبادة ابدا , والشيعة عندما يزورون قبور الائمة والاولياء لايقصدون العبادة, وانما قصدهم نوع من انواع التقرب الى الله سبحانه, كما في زيارة الاخ لاخيه المؤمن, وزيارة المريض المؤمن, وتشييع جنازة المؤمن, فان فيها تقربا الى الله سبحانه, فكما ثبت في الشرع الحنيف ان هذه الامور مستحبة, ويتقرب بها الى الله تعالى, كذلك ثبت بالدليل الشرعي ان زيارة قبور الائمة ويتقرب بها الى الله تعالى.
واذا كانت زيارة القور من الباطل عند بعض المذاهب, فهذا لايلزم كونه كذلك عند غيرهم, اذ لايلزم مما هو باطل في بعض المذاهب ان يكون باطلا في بقية المذاهب الاخرى.
كما ان من لايملك دليلا على استحباب شئ او وجوبه , لايصح له ان يفترض البطلان في راي وطريقة من لديه الدليل على احدهما.
وكذلك فأن من لايملك الدليل والحجة والبرهات على شئ , أو كان لديه دليل على العكس , لايصح له ان يكفر من يرى الجواز أو الرجحان بالحجة والبرهان, فأن ذلك ليس من موارد الحكم بالكفر, بل هو من التكفير بدون دليل, بل ان التكفير في هذا الحال من القول بلا علم , بل جهل وجرأة على الله تعالى وضلال كبير, وقد ورد في بعض الاخبار ان من يكفر الناس هو الكافر.
وما هذه الامور التي نسمعها والتي يطلقها البعض , من تكفير الناس , وابطال أعمالهم , واجبارهم على طريقتهم, الا تحجر وتشنج وسفاهة رأي .
على ان زيارة القبور ليست من مختصات الشيعة, فغير الشيعة لديهم من الاحاديث والاراء والطرق في زيارة القبور ماليس عند الشيعة ولا يقولون به ابدا, فليراجع من اراد الاطلاع على هذا الامر راي غيرنا, وكتب غيرنا, وطريقة غيرنا في زيارة القبور, وخاصة قبور الاولياء والصالحين, ثم ليتكلم بعدها بما شاء.
ان الشيعة يعتقدون في الائمة الاثني عشر انهم بشر وعباد مكرمون ( لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) ليسوا بآلهة حتى يعبدوا , بل الاله هو الله وحده لاشريك له ولامعبود غيره, ولاتصح العبادة لسواه, فليتق الله من يرمي الشيعة بغير هذا, ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
واخيرا
فأن ماذكرناه من صفات الله سبحانه وتعالى قد لايكون واضحا تماما ولكنه محاولة للتأكيد على ان الله سبحانه له الكمال المطلق والغنى المطلق , ويتصف بكل صفات الكمال والجمال. لذلك تبقى هذه المحاولة قاصرة, لمحدودية الانسان في واقعه من جميع الجهات, ولقصور اللغة في الوصول الى ذلك ايضا , ولذلك فأن اهم نقطة نعرف فيها صفاته وتؤكد الكمال المطلق له والغنى المطلق له , هو ان نعرف انفسنا معرفة تامة, عندئذ نعرف الله من صفاته وكماله.
انه تعالى غيرنا تماما, فنحن محدودون في الوجود, وفي الصفات, وفي الزمان, وفي المكان, وفي الحاجة والافتقار, وفي كل شئ , والله سبحانه ليس كذلك , فهو غير محدود بشئ ابدا.
وخير مايعتمد عليه في هذاهم اهل البيت
يقول امير المؤمنين ( من عرف نفسه , فقد عرف ربه)( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 20/292)
وورد عنه قوله( ليس لصفته حد محدود, ولانعت موجود, ولاوقت معدود, ولااجل ممدود)( شرح نهج البلاغة 1/57)
وعن الامام ابي جعفر الباقر انه قال ( كل ماميزتموه باوهامكم في ادق معانيه, مخلوق مصنوع مثلكم, مردود اليكم, ولعل النمل الصغار تتوهم ان الله تعالى زبانتين( الزباني هو الاداة التي تلسع بها النملة عدوها) , فان ذلك كمالها, وتتوهم ان عدمهما نقصان لمن لايتصف بهما , وهذا حال العقلاء فيما يصفون الله تعالى به)( بحار الانوار 66/ 293 , الانوار النعمانية ج 1 ص 9 )
العدل

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc