نداء الغدير، الولاية والحكومة - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الأرشــــيـف :. ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه ) هذا القسم خاص بإحياء عيد الغدير المبارك وكل عام وأنتم بخير

إضافة رد
كاتب الموضوع موالية صاحب البيعة مشاركات 5 الزيارات 3176 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.55 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي نداء الغدير، الولاية والحكومة
قديم بتاريخ : 25-Nov-2010 الساعة : 03:28 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله

نداء الغدير، الولاية والحكومة




التاريخ: صباح 2 شهريور 1365. ش/ 18 ذي الحجة 1406. ق‏
المكان: طهران، حسينية جماران‏
الموضوع: نداء الغدير، الولاية والحكومة
المناسبة: عيد غدير خم الأغر
الحاضرون: السيد علي الخامنئي (رئيس الجمهورية) أكبر الهاشمي الرفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الإسلامي)- المسؤولون الإداريون والعسكريون، علماء الدين مسؤولوا أركان الدفاع في البلاد

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏20، ص: 95


بسم الله الرحمن الرحيم‏

نداء الغدير، الولاية والحكومة

آمل أن يكون هذا العيد مباركاً على جميع الشعوب المظلومة، لاسيما الشعب الإيراني النبيل. أسأل الله تعالى أن يلقي نظرة خاصة على هذه الأمة العظيمة الحاملة للواء الإسلام في هذا العصر، وأن يهبها عناية متميزة.

ما عساني قائلاً حول شخصية أمير المؤمنين، وما عسى غيري يقول. يستحيل أن يستوعب البشر أبعاد هذه الشخصية العظيمة حتى لو تكلموا أشهر. من وصل إلى مرحلة الكمال، وكان مظهراً لجميع أسماء الله جل وعلا وصفاته، يجب أن يكون عدد أبعاده مساوياً لأسماء الباري تعالى (أي ألفاً)، وليس بمقدورنا تبيين بعد واحد منها. لقد اجتمعت الأمور المتناقضة في هذه الشخصية، ولا يستطيع المرء الإحاطة به والتحدث عنه؛ انطلاقاً من ذلك، الأفضل لي الصمت في هذا الخصوص. لكنّ هناك مسألة يحسن بي تناولها، وهي عبارة عن الانحرافات التي تعرضت لها الشعوب وخاصة شيعة الإمام علي علىّ مر العصور، والأيادي التي أوجدت تلك الانحرافات والدسائس والمؤامرات على امتداد التاريخ، ومنها ما حدث في السنوات الأخيرة.

لا تعتبر قضية الغدير بذاتها أمراً مهماً لأمير المؤمنين ، إنّه هو الذي أوجدها. لقد أحدث ذلك الوجود المبارك الذي يعد مصدراً لجميع الأمور قضية الغدير. لا قيمة للغدير بالنسبة له؛ ما يملك القيمة هو الإمام نفسه، وجاءت قضية الغدير على أثره. لما لاحظ الله تبارك وتعالى أن لا شخص بعد رسول الله يستطيع إجراء العدالة كما ينبغي وبكل ما للكلمة من معنى سوى ذلك الرجل، أمر رسوله الكريم بتنصيبه خليفة وقائداً للحكومة الإلهية. ولا يعد تنصيب الإمام خليفة من مقاماته المعنوية، بل إنّ مقاماته المعنوية الجامعة هي التي أوجدت الغدير.

إنّ تبجيل وتقديس يوم الغدير ليس لأجل أنّ الحكومة شي‏ء مهم، تلك الحكومة التي‏ يقول بحقها الإمام لابن عباس: «واللهِ لهذهِ النعلُ أحبُّ إليّ من إمرتكُم»[1]، بل كل ما في الأمر إقامة العدل. فلو سنحت الفرصة للإمام وأولاده لأقاموا العدل بما يرضي الله، لكنّهم لم يحصلوا على الفرصة الكافية. لا يُحيا هذا العيد لإنارة المصابيح في الشوارع وقراءة القصائد والمدائح، فبرغم أنّ هذا جيد ومطلوب، لكنّه ليس المهم في الموضوع.

المهم أن نتعلم كيف نقتفي أثر الإمام ونحذو حذوه، ونتعلم أنّ الغدير لا يختص بذلك الزمان فقط، بل يجب أن يوجد في جميع العصور والأزمنة، ونتعلم أنّ النهج الذي سار عليه الإمام يجب أن يكون نهجاً لجميع الشعوب والأمم وقادته وموظفيه. قضية الغدير قضية إنشاء حكومة، وهذا من شأنه التنصيب، ولا تستحصل المقامات المعنوية بالتنصيب، لكنّ تلك المقامات التي كان يتمتع بها الإمام وشموليتها جعلت منه خليفة وقائداً منصباً من قبل الباري عز وجل، ولهذا نلاحظ أن الصلاة والصيام وأمثالها تأتي عرضاً، والولاية هي المنفذة لها. تلك الولاية التي تعني الحكومة في حديث الغدير لا المقام والمنـزلة المعنوية. الإمام أمير المؤمنين كما قلت فيما يتعلق بالقرآن الكريم بأنّه نـزل على شكل منازل مختلفة قد تصل إلى سبعين أو أكثر، ثم صار بأيدينا بشكله المخطوط، فالأمير كذلك، ورسول الله كذلك. فقد طويت المراحل وأنـزلوا من ذلك الوجود المطلق والجامع حتى وصلوا إلى عالم الطبيعة، واستقر هذا الوجود المقدس وذلك الوجود المقدس وأولياء الله العظام في عالم الطبيعة. بناءاً على هذا، ليس من الصواب اعتبار أنّ حديث الغدير يريد أن يمنح الأمير سمة معنوية أو شأناً خاصاً أو ميزة معينة. الإمام هو الذي أوجد الغدير ومقامه الشامخ جعل الله تعالى يختاره خليفة وولياً.
[1] نهج البلاغة، الخطبة 33.

دار الولاية للثقافة والاعلان


آخر تعديل بواسطة موالية صاحب البيعة ، 25-Nov-2010 الساعة 03:33 AM. سبب آخر: اضافة المصدر


ياعلي مدد
الصورة الرمزية ياعلي مدد
عضو دائم

رقم العضوية : 6795
الإنتساب : Nov 2009
الدولة : عند الحبيب
المشاركات : 1,198
بمعدل : 0.23 يوميا
النقاط : 222
المستوى : ياعلي مدد is on a distinguished road

ياعلي مدد غير متواجد حالياً عرض البوم صور ياعلي مدد



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : موالية صاحب البيعة المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Nov-2010 الساعة : 03:39 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسمه تعالى

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


الحمد لله على نعمة الولاية
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية امير المؤمنين


توقيع ياعلي مدد

ياعلي مدد
ايا زهراء كيف لُطمتِ وخدّك مقبلُ الرسول
وكيف بالسياط ألموك وأنت بضعة الرسول
وكيف يا زهراء يعصروك وصدرك مشكى الرسول



اهـ . اهـ . من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق





موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.55 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : موالية صاحب البيعة المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي حكومة العدل تضمن تنفيذ أحكام الإسلام
قديم بتاريخ : 25-Nov-2010 الساعة : 03:49 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله

حكومة العدل تضمن تنفيذ أحكام الإسلام‏

القضية قضية الحكومة، القضية قضية السياسة، الحكومة عِدل السياسة، بل هي تمام معنى السياسة.

أمر الله جل وعلا النبي بتسليم هذه الحكومة وهذه السياسة إلى الإمام علي ، كما كان رسول الله يمتلك السياسة، فتستحيل الحكومة بلا سياسة. هذه السياسة وهذه الحكومة المعجونة بالسياسة التي أثبتت للإمام أمير المؤمنين في يوم الغدير. جاء في الروايات الشريفة:
«بُنَي الإسلام على خُمسٍ»[2]، هذه الولاية ليست بمعنى ولاية الإمامة المطلقة.

تلك الإمامة التي لا يقبل أي عمل بدون الاعتقاد بها لا تعني هذه الحكومة. حسن، لم يصل أغلب أئمتنا إلى دفة الحكم. نحن الآن نعتقد أنّ الإمام أمير المؤمنين تولى الحكومة برهة من‏ الزمن، كذلك الإمام الحسن حكم فترة قصيرة جداً جداً، لكنّ باقي الأئمة لم يتولوا الحكم.

إنّ ما جعله الله تبارك وتعالى للإمامين علي والحسن ثم جعله بعد ذلك لأئمة الهدى هو الحكومة، لكنّ هذه الحكومة منعت من أن تأتي ثمارها.

بناءاً على هذا، جعل الله الحكومة لأمير المؤمنين ، تلك الحكومة التي تعني السياسة، أي إنّها معجونة بالسياسة.

ما يؤسف أنّ كثيراً من الانحرافات قد وجدت، وأبرز هذه الانحرافات وجود أيد خفية يمتد تاريخها إلى عصر الخلفاء الأمويين والعباسيين تقول بفصل الدين عن السياسة واستقلالية الحكومة عن السياسة.

كلما ابتعدنا عن زمن التشريع ازدادت هذه العقيدة قوة ورسوخاً، حتى ارتأى فنانو هذه الدنيا وجوب جعل الدين شيئاً تعبدياً. لقد قام الفنانون والممثلون بفعل ذلك، ونحن صدقنا ما قالوا ورددنا معهم: ما شأن الدين والسياسة؟ السياسة للملوك والسلاطين.

ومعنى ذلك أنّنا نخطّأ الله ورسوله الكريم وأمير المؤمنين، لأنّ الحكومة سياسة، وليست هي قراءة دعاء أو صلاة أو صياماً. تضمن حكومة العدل إقامة الصلاة والصيام وأمثالها، أما الحكومة نفسها فهي جهاز سياسي. من يقول بفصل الدين عن السياسة فقد كذب الله سبحانه، وكذب رسول الله ، وكذب أئمة ا لهدى .

إن دل ارتفاع صوت الغدير وارتفاع مرتبته وقدره على شي‏ء فإنّما يدل على تسوية جميع المشاكل وإزالة كافة الانحرافات بإقامة الولاية أي بوصول الحكم إلى صاحبه الحقيقي.

إن أقيمت حكومة العدل، إن تركوا الإمام يقيم الحكومة التي كان يرومها لزالت جميع الانحرافات ولأصبحت البيئة صحيحة وسليمة، ولفتح المجال أمام جميع المفكرين، من العرفاء إلى الحكماء الفقهاء. لذا قيل إنّ الإسلام بني على خمس، وليس معنى ذلك أنّ الولاية في عرض تلك الخمس، بل أصل الولاية قضية الحكومة، والحكومة كذلك أيضاً، إذ ليست هي من الفروع.

ما كان للأئمة قبل الغدير وقبل كل شي‏ء هو نوع من المقام، وهو عبارة عن مقام الولاية المطلقة التي هي الإمامة، حيث جاء في الرواية: «الحسنُ والحسينُ إمامانِ قاما أو قَعدا»[3]، فلما يقعد أحدهم لا يكون إماماً.

إذن ليس الإمام هنا بمعنى الحكومة، بل هو إمام من نوع آخر، تلك مسألة أخرى. وهذه المسألة عبارة عن الولاية المطلقة، فإن رفض الإنسان هذه الولاية المطلقة لا يقبل له عمل حتى لو جاء به مطابقاً لكافة القواعد الإسلامية الشيعية، فهذه لا تعني الحكومة، وليس تلك الولاية في عرض هذه، فهذه من أصول المذهب.

والانحراف الذي وجد - بالإضافة إلى جميع الانحرافات الأخرى - هو تصديقنا بعدم صلة السياسة بنا. جاء الغدير ليفهم الجميع أنّ السياسة تتعلق بالجميع، يجب أن تكون هناك‏ حكومة تمارس السياسة في كل عصر، تلك السياسة العادلة التي يمكن بواسطتها إقامة الصلاة والصوم والحج وجميع المعارف الأخرى، والتي تفتح الطريق أمام المفكرين لتقديم أفكارهم بكل اطمئنان وسكينة. بناءاً على هذا، لا يجب أن نظن أنّ الولاية هنا بمعنى الإمامة، والإمامة من فروع الدين، كلا؛ هذه الولاية عبارة عن الحكومة. إنّ الانحرافات من هذا القبيل كثيرة جداً ولا يمكن إحصاؤها.

[2] أصول الكافي، ج: 2، ص: 18، باب دعائم الإسلام، ح: 1.
[3] علل الشرايع، ج: 1، ص: 211، الباب: 159، ح: 2.



موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.55 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : موالية صاحب البيعة المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي الانحراف عن سيرة النبي والأئمة عليهم السلام في السير والسلوك‏
قديم بتاريخ : 25-Nov-2010 الساعة : 04:03 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله

الأخت يا علي مدد أشكر وضع بصمتك المفعمة بعطر الولاء لمحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم .

نتابع خطبة السيد الخميني رضوان الله تعالى عليه

الانحراف عن سيرة النبي والأئمة في السير والسلوك

لقد تصورت طائفة كبيرة أنّ معنى العرفان امتلاك الإنسان لمنـزلة معينة وقوله لذكر خاص وأدائه لمجموعة من الحركات وما شابه ذلك. هذا معنى العرفان؟!

حاز الإمام علي أعلى مراتب العرفان ولم يقم بأي مما ذكر. كانوا يتصورون أنّ من أصبح عارفاً يجب عليه أن يتنحى جانباً ويتخلى عن كل شي‏ء، ويؤدي مقداراً من الأذكار ويفعل كذا وكذا.

برغم أنّ أمير المؤمنين كان أعرف خلق الله بعد رسول الله في هذه الأمة، وأعرفهم بالله تعالى لم يتنح جانباً ويدع كل شي‏ء، ولم يشكل حلقة للأذكار أبداً، كان منهمكاً بأعماله ويقوم ببعض ما ذكر أيضاً. أو يتصور أنّ السالك إلى الله عليه أن يترك التعامل مع الناس ومعاشرتهم، فليحدث ما يحدث في المدينة، إنّني سالك، عليّ أن أنـزوي عن الناس وأقرأ الأوراد، وأصل إلى مرحلة السلوك - كما يدعي-.

كان الأنبياء سالكين إلى الله أكثر من غيرهم، والأولياء كذلك، لكنّهم لم يتنحوا جانباً ويقولوا: نحن سالكون، لا نتدخل بما يحدث للأمة، فليفعل كل واحد منهم ما يشاء.

إذا كان من المقرر أن يتنحى السالك جانباً فكان على الأنبياء أن يفعلوا ذلك ولم يفعلوه. كان موسى بن عمران سالكاً إلى الله ومع ذلك تحدى فرعون وفعل به ما فعل، كذلك قام إبراهيم بما قام به على غرار موسى، كذلك فعل رسولنا الكريم كما نعلم جميعاً.

قضى رسول الله مدة مديدة بتهذيب النفس والسلوك وسبر أغوار المعارف الإلهية، وعندما سنحت له الفرصة انتهزها لتشكيل حكومة سياسة من أجل إيجاد واستقرار العدالة. حينئذ يتمكن كل شخص من تقديم ما لديه.

عندما يكون الإنسان مشوشاً ومضطرباً لا يستطيع تقديم شي‏ء، لن يتمكن أهل العرفان مثلًا من تقديم عرفانهم في جوّ يسوده القلق والفوضى، ولا الفلاسفة ولا الفقهاء ولا غيرهم، لكن لو أمست الحكومة حكومة العدل الإلهي، وطبقت العدالة بحذافيرها، وردعت الانتهازيين عن نيل أهدافهم المشؤومة، لأصبح الجو هادئاً ومستقراً، عندئذ يمكن تقديم المزيد في هذا الجو المناسب.

بناءاً على هذا قيل «ما نُوديَ بشي‏ء مثلَ ما نُوديَ بالولاية» لأنّها عبارة عن الحكومة. لم يُدع إلى أي شي‏ء مثلما دعي إلى هذا الأمر السياسي، نعم إنّه أمر سياسي كان في زمن النبي وزمن أمير المؤمنين ، ولو توفرت الفرصة المناسبة فيما بعد لاغتنمت.

لقد ازدادت الانحرافات. يتفوه بعض رجال الدين بكلمات عجيبة فيقولون على سبيل المثال: «ملابس الجندي محرمة لأنّها لباس شهرة وتقدح بالعدالة». ألم يكن أمير المؤمنين عادلاً؟!

ألم يكن سيد الشهداء عادلاً؟! أما كان الإمام الحسن عادلاً؟! أما كان النبي الكريم عادلاً؟! فإنّهم جميعاً لبسوا ملابس الجندي! لقد ألقت الأيادي المتآمرة ذلك إلينا بطريقة صدقنا معها به.

ما شأنك بما يحصل؟ إنهمك في دروسك! وأنت انكب على فقهك! وأنت انشغل بفلسفتك! وأنت زاول عرفانك! دع عنك ما يجري حولك! عندما حدثت بعض القضايا سابقاً وتكلمت عنها في وقتها وقلت: يجب التحقيق في ذلك، أجابني أحد الأصدقاء الطيبين جداً والرجل الصالح والمثابر: ما لنا وذلك؟ إنّه شأن سياسي! لقد زرعوا ذلك بيننا بهذه الكيفية حتى يرد عالم ومفكر مطلع على الأمور بهذا الشكل.

كان على النبي أن يقول أيضاً: ما لي والسياسة؟ وكان ينبغي على أمير المؤمنين الذي كان على رأس الحكومة أن يقول: السياسة كذا ... يجب أن نكرسها لقراءة الأدعية والأذكار وقراءة القرآن والصلاة وغير ذلك! لقد كانت حكومة وولاية وتزويد وتجهيز الجيوش الجرارة وما إلى ذلك، كل ذلك عبارة عن السياسة. من يقول: ما شأن المشايخ بالسياسة؟ ويعاديهم يعادي الإسلام.

يريدون عزل المشايخ ورجا ل الدين وفصلهم عن الشعب للقيام بما يحلو لهم، وقد وقع ذلك بالفعل. لم يتخل علماؤنا عن السياسة طبعاً على امتداد التاريخ.

كانت قضية النظام الدستوري قضية سياسية، وقد ساهم بها كبار علمائنا، بل هم الذين أسسوها. وكانت مسألة تحريم التبغ مسألة سياسية أيضاً، وقد أدارها الميرزا الشيرازي (رحمه الله). وفي الآونة الأخيرة كان المدرس والكاشاني رجا ل سياسة أدوا واجبهم على أحسن وجه، فقد كانت الأيادي المتآمرة قوية ومقتدرة بحيث لم يكن من السهل زحزحة فكرة أنّ القضية ليست بهذا الشكل عن أدمغة رجال الدين أيضاً. كانت قضية الحكومة في زمن النبي ، وحصلت السياسة في زمن أمير المؤمنين ، وقد نقل ذلك، وحظيت قضية الغدير بعناية خاصة وعظم أمرها لتعليمنا بأنّ الموضوع لابد أن يكون كذلك.



موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.55 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : موالية صاحب البيعة المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي استشكال بعض المقدسين من قضية الحرب
قديم بتاريخ : 25-Nov-2010 الساعة : 04:11 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله

استشكال بعض المقدسين من قضية الحرب‏

نحن الآن نعاني من الحرب. وثمة طائفة تستشكل وتتوقف في هذه القضية، وبرغم أنّها لا تتكون من رجا ل ذوي نفوذ واسع إلا أنّهم موجودون. هناك أشخاص ينادون بالصلح والهدنة.

علينا أن نتعلم ذلك من التاريخ، لقد فرض المقدسون ما يساوق ذلك على أمير المؤمنين، فرض أصحاب الجباه السود وأضر الناس على المسلمين التحكيم على الإمام، ولم يستطع الإمام مقاومة ضغوطهم وأرادوا قتله إن لم يستجب لمطالبهم؛ اقترحوا عليه جعل القرآن حكماً بينه وبين معاوية. ابتلي الإمام بذلك، ونحن الآن مبتلون بمثله.

إنّهم يطالبون بجعل حكم يعين المتجاوز، الدنيا لا تعلم من المعتدي، يجب علينا أن نتعظ من قضية أمير المؤمنين، وألّا نخضع للتحكيم.

لقد تعرفنا خلال السنوات السبعة الماضية على الحكام وعلى من يدعون إلى الهدنة. قصة الإمام الحسن شاهد آخر على قضية الصلح، كان صلحه مفروضاً عليه، حيث قام الخونة الذين أحاطوا بالإمام بإجباره على الصلح فكان صلحا قسرياً. والصلح المعروض علينا من هذا القبيل.

وبعد إبرام الصلح وحسب ما جاء في الرواية ارتقى معاوية المنبر وقال: «ألا إنّ كل شي‏ء أعطيته الحسن بن علي تحت قدميّ هاتين لا أفي به»، كما قام هذا الرجل بتمزيق الاتفاقيات المبرمة بيننا.

إنّ ما جرى في تلك العصور يرشدنا إلى عدم الرضوخ إلى الهدنة المفروضة وعملية التحكيم المفروضة أيضاً.

يجب علينا مواصلة الحرب وفقاً لرأينا ورأي شعبنا الباسل حتى تحقيق النصر المؤزر الذي بدأ يلوح في الأفق، فهو قريب إن شاء الله تعالى، ولو أراد شعبنا الكريم المساهمة في تعجيل النصر مما يعود بالنفع عليه وعلى الشعب العراقي والمنطقة برمتها فعليه أن يتجهز، يجب عليه في هذه البرهة من الزمن الاستعداد والتجهز للجبهات بكل ما للكلمة من معنى.

قال السادة: هناك أشياء كثيرة جداً في أغلب نقاط البلاد يمكن الاستفادة منها بعنوان أدوات لجهاد البناء وفي الجبهات، وهي فائضة عن الحاجة هناك.

أقول: لو وجدت أدوات إضافية في مكان ما، ورأى حكام ومحافظو المدن وأئمة الجمعة فيها عدم الحاجة إليها في ذلك المكان فيجب إرسالها إلى الجبهة. إن أردتم أن تصبح بلادكم عامرة وإسلامية خلال مدة قصيرة فعليكم أن تتجهزوا بكل ما تملكون من قوة للقضاء على هذا الرجل اللعين. قيل سابقاً بأنّ صدام سوف يتلقى صفعة قوية، وقد تلقاها بالفعل، وهو الآن مذهول لا يعرف ماذا يفعل.

واقعاً لا يعرف ماذا يفعل، فمن جهة يتبجح ويبالغ، ومن جهة أخرى يناشد ويتوسل، ومن جهة ثالثة يتسول ويستجدي، إنّه الآن يمر بحالة من الذهول. وأنا أخاف أن يعرض العراق إلى كوارث لو جنّ أكثر مما هو عليه الآن بعد اندحاره وهزيمته في الحرب، فيقول: إنّني غرقت، فلأغرق الجميع، إنّه من هذا الطراز.

أنا أخشى أن يتطاول على العتبات المقدسة، وأسأل الله أن لا يمهله ذلك. يجب أن توجه له صفعة أخرى تجعله ينتحر أو يفر عن هذا المكان.



موالية صاحب البيعة
الصورة الرمزية موالية صاحب البيعة
نائب المدير العام
رقم العضوية : 4341
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 3,037
بمعدل : 0.55 يوميا
النقاط : 10
المستوى : موالية صاحب البيعة is on a distinguished road

موالية صاحب البيعة غير متواجد حالياً عرض البوم صور موالية صاحب البيعة



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : موالية صاحب البيعة المنتدى : ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
افتراضي ابتداع الانحرافات والغفلة بعد غدير خم‏
قديم بتاريخ : 25-Nov-2010 الساعة : 04:21 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله

ابتداع الانحرافات والغفلة بعد غدير خم‏

على كل حال حدثت انحرافات بعد غدير خم، وقد غفلنا وتهاونّا جميعاً، أو أنّ غالبيتنا أصيبت بحالة من الذهول والغفلة حتى نحينا، ولم يدعونا نتدخل في شؤون المسلمين، وقد أدى ذلك إلى الابتلاء بهذه المصائب والمآزق التي تتعرض لها كافة الدول الإسلامية.

صدق علماء السنة بوجوب إطاعة كل حاكم قوي حتى لو كان ظالماً، وقد وصل هذا الشخص إلى سدة الحكم عن طريق أولئك الأقوياء.

هل يصدق أنّ النبي يؤسس الأحكام ثم‏ يقول: أطيعوا أتاتورك الذي نسف أحكامنا؟ أي عقل يقبل هذا؟ يأتي النبي بالأحكام، ويرسل الله تعالى تلك الأحكام ويقول مثلًا: صلوا، ثم يقول بعد ذلك: أطيعوا أتاتورك الذي يقول لاتصلوا! إذن نطيع من، الله أم أتاتورك؟

أي عقل يصدق بذلك؟ واضح أنّ أولي الأمر الذين ذكرهم القرآن الكريم هم من جاءوا تلو رسول الله؛ الله سبحانه وتعالى ثم رسوله الكريم ثم أولوا الأمر، يجب أن يمتلكوا صفات كصفات الله ورسوله.

ليس من المعقول أن يجبر الله تعالى الناس على إطاعة رضا خان الذي وضع كل الموازين الشرعية جانباً؛ يرسل ديناً على يد أنبيائه ثم يقول: أطيعوا من لا دين له، أي تخلوا عن دينكم، يصح هذا؟!

هذه وللأسف من جملة الانحرافات التي ابتدعت بأيد قوية، ونحن نعيش في حالة من الغفلة والذهول.
من جملة الانحرافات الكثيرة التي ابتدعها أعداء الإسلام الخلافات بين طوائف المسلمين المختلفة، كالخلاف بين السنة والشيعة، يختلف السنة والشيعة طبعاً في كثير من العقائد، ويجب أن يكونوا كذلك، لكن يجب أن تكون علاقاتهم طيبة مع بعضهم، فهم أحرار في المعتقد.

ويجب أن لا يدفعنا الخلاف إلى عرقلة اقتدار دولة منا ترغب بطرد أمريكا عن بلادها، وعرقلة قتل من أراد الفتك بالإسلام والمسلمين ودولة مسلمة.

ألف أحد المشايخ (من علماء البلاط) كتاباً مثيراً للفتنة والتفرقة ونشره في مكة. لا أدري كيف يفكر أولئك، ولا تفسير لما يفعلون سوى أنهم عملاء لأمريكا أو بعض البلدان الأخرى، وهي تجبرهم على هذه الأفعال المثيرة للفرقة!

هناك تشتت بيننا أنفسنا أيضاً، هذا شيخي وذاك صوفي، وهذا إخباري وذاك أصولي. لمَ تؤثر العقائد المختلفة على إيجاد خلافات خارجية بيننا؟ لمَ لا نشترك في هذا الأمر الذي يعنينا جميعاً؟ إنّ هذه الخلافات عبارة عن نوع من التربية التي أوجدها المتآمرون، ونشأنا عليها من الصبى إلى مرحلة الشباب وما بعد ذلك، وهي تتطلب أن تعتقد كل فئة وطائفة بخلاف ما تعتقده الفئة والطائفة الأخرى، فيكون الجميع مختلفين مع بعضهم، ويعود النفع على أولئك، هذا ما يقتضيه العقل!

أسأل الله تعالى بتواضع وتذلل أن يهب هذه الجمهورية الإسلامية قدرة وقوة، ويقوي شوكة الإسلام في كل مكان، ويقوي القضايا الإسلامية كذلك، وأسأله تعالى أن يوحد هذه الأفكار المشتتة في فكر إسلامي صحيح واحد، ذلك الفكر الذي يتمكن من إدارة هذه الدولة الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc