الليلة 24 - على مائدة السحر - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الشــعـر والأدب :. ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم صفوان بيضون حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431

إضافة رد
كاتب الموضوع صفوان بيضون مشاركات 0 الزيارات 3172 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 214
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431
افتراضي الليلة 24 - على مائدة السحر
قديم بتاريخ : 26-Jun-2011 الساعة : 06:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


(24)
السبت : 4-9-2010
++++++++++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين
السلام عليكم .
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة السحر "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم الخامس والعشرين :
اَللّـهُمَّ اجْعَلْني فيهِ مُحِبَّاً لاَِوْلِيائِكَ ، وَمُعادِياً لاَِعْدائِكَ ، مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتَمِ اَنْبِيائِكَ ، يا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِيّينَ .

نبدأ بالمحطة الاجتماعية الأسرية وعنوانها : وصايا ذهبية للتعامل مع الخلافات الزوجية ..
أوّلاً : تهيئة المناخ السليم للحياة الزوجية : فليكن شعار الزوج والزوجة: "لا خلافات تفرقنا"، وهذا يقتضي مراعاة مشاعر كل منهما للآخر، وتجنب رفع الصوت أو الإيذاء أمام الأولاد، والأخذ بمبدأ "الوقاية خير من العلاج"، وهذا يقتضي أن يتعاون كل من الزوج والزوجة على تجنب كلُّ ما يسبب الخلافات الزوجية والمشكلات، بالإضافة إلى وأد أيّة خلافات زوجية وهي لا تزال في مهدها، ذلك لأن علاجها في بدايتها أيسر بكثير مما إذا انتشرت واستفحلت، حتى يتم علاجها مبكراً، واجتثاث جذورها قبل أن يقوى عودها، ويصعب نزعها.
أرى الخلافات الزوجية عندما لا تبادر بعلاجها كسرطان يسري في جسد الحياة الزوجية، فتغدو الحياة الزوجية هزيلة ضعيفة مريضة، وربّما تؤدِّي إلى مرض الوفاة، ثمّ يُقضى عليها فتموت.
إنّ الحياة الزوجية كشجرة طيِّبة خضراء، إذا لم نتعهدها بالغذاء والماء.. فإنّه يتوقّع لها تجفً وتذبل، ثمّ تصير هشيماً تذروه الرياح!!
ثانياً: الحذر من شياطين الإنس والجن: إذ لهؤلاء الشياطين خطورة شديدة على استمرار الحياة الزوجية وأمنها وسعادتها.
ثالثاً: الاتفاق على منهجٍ لمواجهة المشكلات: فمن ضمانات سير الحياة الزوجية في سلام وسعادة.. أن يتفق الزوجان على آلية محددة لعلاج المشكلات الزوجية، تحدد في هذه الآلية طرق العلاج وأسسه، ومَن الذي سيتولى الإصلاح بين الزوجين.
ويفضل أن يبدأ الزوجان بمحاولة حل مشكلاتهما، فلا يوسطان أحداً للحكم بينهما والصلح، إلا إذا عجزا عن الحل والعلاج، ففي هذه الحالة يلجآن إلى مَنْ يصلح بينهما، ويفضل أن يكون المصلحون من أهلهما، قال سبحانه: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء/ 35).
ويفضل أن يتفق الزوجان في بداية الزواج على مَنْ يصلح بينهما إذا اختلفا، وبذلك يتخذان مرجعية بدلاً من التفكير بطريقة ردود الأفعال، أو بعد أن تقع الواقعة، وأعرف بيوتاً لم تؤثر عليها هذه الخلافات الزوجية بفعل هذه الحصانة المرجعية.
رابعاً: تحكيم شرع الله عزّ وجلّ فيما ينشب بين الزوجين من خلافات، وتنفيذ ما يحكم به الشرع، ففي ذلك حسم للجدل، وإيقاف لتمادي النفس البشرية في غفلتها وهواها .
خامساً: حفاظ كلا الزوجين على خصوصية العلاقة بينهما، وتجنب كل منهما إذاعة أسرار هذه العلاقة، وعدم السماح للآخرين باقتحام خصوصياتهما، والقيام بدورهما في حلّ الخلافات الزوجية واحتوائها، وعدم تحكيم الآخرين فيها – مهما كانت درجة قرابتهم أو صلتهم بالزوجين – إلا عند الضرورات، فإن كان لابدّ من تحكيم الآخرين.. فليكن هؤلاء المحكِّمون المصلحون من أقارب الزوجين على أن يتم انتقاؤهم بناء على توافر الحكمة والأمانة والخبرة لدى هؤلاء المختارين للصلح بين الزوجين.
سادساً: التناصح والتواصي بالحق والصبر، واعتماد الحوار الهادئ بينهما، والمبادرة بالاعتذار والاعتراف بالخطأ فور وقوعه، فالاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه من الفضائل، لأنّه إقرار بالحق، كما أنّه يُهدِّئ صاحب الحق، وينتزع الغضب والألم من نفسه.
سابعاً: الحذر من طول الخصومة والفجور فيها، فخير الزوجين – كما علمنا رسولنا الحليم الرؤوف الرحيم (ص) – هو مَنْ يبدأ بالسلام، ويتجنّب هجران شريك حياته، ويصفح عنه، وحسبه أن يتأمّل قول الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 133-134).
ثامناً: الفصل بين الإختلاف في الرأي وبين الحب، فقد يختلف اثنان في الرأي، ويظل الحب باقياً، فكما قيل: "الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".
تاسعاً: الحذر من أن تؤدي الخلافات الزوجية إلى منع أحد الطرفين من تأدية حقوق الزوجية، فلا يمتنع الرجل عن الإنفاق على زوجته بسبب خلافه معها، ولا تعصي الزوجة زوجها بسبب خلافها معه.
عاشراً: تجنُّب الحرام، فلا يصح أن تؤدي الخلافات الزوجية إلى ارتكاب أحد الشريكين ذنباً، أو الوقوع في شيء محرّم، فلا يجوز للزوج أن يبحث عن صديقة له، ولا يجوز للزوجة أن تبحث عن حبيب أو عشيق لها، فذلك من المحرمات المهلكات، التي هي نزوة، سرعان ما تنتهي، لكنّها تورث ندماً وألماً طوال العمر، ناهيك عن عقاب الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة، ومن المحرمات أيضاً أن يسب أحد الزوجين الآخر، أو أن يقبّحه، أو يضربه، أو يشهّر بسمعته، أو يختلق عليه الأكاذيب، ويتتبع العورات.
حادي عشر: تجنب مناقشة الخلافات والمشكلات الزوجية أمام الأبناء وعلى مسامعهم، بيد أنّ الأولاد أحياناً يكونون أنسب المصلحين إلا بشروط، أهمها فشل الزوجين في إصلاح حالهما، وكذلك نضج الأولاد وخبرتهم في هذا الأمر.
ثاني عشر: إذا تأكّد الزوجان أنّ حياتهما معاً لم تعد تُطاق، وصار استمرار الحياة الزوجية نكداً ونقمة عليهما وعلى الأولاد، فإنّ الطلاق – وإن كان أبغض الحلال إلى الله – هو الوسيلة للعلاج، عسى أن يصلح الله به الحال، ويرفع به الأضرار، قال تعالى: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) (النساء/ 130).
ثالث عشر: ضبط العلاقة بين الزوجين وبين الأقارب، فقد تتفاقم الخلافات الزوجية بسبب أهل الزوج، أو أهل الزوجة.
- ومن أهم أسباب تلك الخلافات:
أ‌) خروج الزوجة بين بيت زوجها لزيارة أهلها دون إذنه، فيجب على الزوجة ألا تخرج إلا بإذن زوجها، وعلى الزوج أن يدرك أن خروجها إنّما هو صلة لرحمها، فيسمح لها، ويستحسن أن يصاحبها ما أمكنه ذلك، وينبغي للزوجة ألا تكثر من خروجها، وأن تدرك أن وضعها الإجتماعي قد تغيّر، وأن عليها واجبات في بيتها الجديد يجب أن تؤدِّيها، وألا تقصّر فيها، ويجب أن تصبر وتضحي حتى تتكيف مع الفطام الإجتماعي الجديد الذي تعيش فيه.
ب‌) إعتراض الزوجة على إنفاق الزوج على أهله، فعلى الزوجة أن تدرك أنّ والد الزوج ووالدته لهما فضل كبير على زوجها، وأنّ من الوفاء والبر أن يحسن إليهما، وينفق عليهما، وأن إنفاقه هذا هو صلة لهما، وكذلك أخواته، وإخوته وخاصة غير القادرين منهم، فصلة الرحم واجبة، حتى وإن قاطع الأهل الزوج، يقول (ص): "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها".
فهذا رجلٍ يأتي إلى النّبي (ص) فيقول له: إنّ ليَّ قرابة أصِلُهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إليَّ، وأحلُم عليهم ويجهلون عليَّ، فقال (ص): "إذا كنت كما قلت فكأنّما تُسفهم الملّ (الرماد الحار)، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك".
فقاطع الرحم ملعون ومفسد في الأرض، قال سبحانه: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) (محمّد/ 22-23).
ج) العناد: فقد يمنع الزوج الزوجة حقها، وقد يحدث العكس، ويصرّ كل منهما على رأيه، ويعاند كل منهما الآخر، والعناد هو مثيل الكبر، وهو منع للحق مع العلم به، وهو فعل من عمل الشيطان ليفسد به بين الزوجين.
وقد وردت ألفاظ العناد أربع مرّات في القرآن الكريم، وكلّها اقترنت بالكفر وجهنم ونكران الحق، ففي سورة "هود": (وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (هود/ 59)، وفي سورة "إبراهيم": (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (إبراهيم/ 15)، وفي سورة "ق": (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (ق/ 24)، وفي سورة "المدثر": (كَلا إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا) (المدثر/ 16).
د) سلاطة اللسان: فينبغي تجنب ذلك من قبل الزوج والزوجة، لأنّ اللسان السليط البذيء يؤذي الآخر، ويجرح مشاعره، فإذا اُبتلي أحد الزوجين بذلك فليصبر، وليذكّر شريكه بلطف وحكمة ورقّة، بأنّ المسلم لا يكون طعّاناً، ولا لعّاناً، ولا بذيء اللسان.
هـ) المبالغة في الصمت أو الثرثرة: فالإعتدال في الكلام يضفي زينة على الشخصية,وقد يحدث العكس، فيُبتلى بكثرة ثرثرته، حتى إنّه لا يعطيه أي مجال للتحدّث، وتلك مشكلة تحتاج إلى صبر ولباقة من المبتلى، حتى يفتح مجالات لتحدُّث الصامت، ويُعوّد الثرثار أن يترك لشريكه مجالاً للحوار.
++++++++++++++++++++++
أترككم أيها المشاهدون الأعزاء مع الفقرة اليومية الرمضانية : " وقفة مع نهج البلاغة " .
++++++++++++++++++++++
الحب والزمن
في يوم من الأيام، كان هناك جزيرة يعيش فيها كل الأحاسيس : الحب، السعادة، الحزن، المعرفة وغيرها.
وفي يوم من الأيام، وصل لجميع الأحاسيس علم، بأن الجزيرة ستغرق في قلب المحيط.. جميع الأحاسيس بدأت في تجهيز القوارب للرحيل، ما عدا الحب الذي فضل أن يستمتع بجمال الجزيرة، حتى آخر لحظة.
وعندما بدأت الجزيرة في الهبوط لأخر جزء فيها، بدأ الحب في البحث عن من يساعده في هذه اللحظة..
مر به الغني بقارب كبير، فقال الحب له : يا غني ، سآتي معك في قاربك !..
ولكن الغني أجاب - معتذراً - : بأن قاربه مليء بالذهب والفضة، ولا توجد أي من الغرف الخالية.
قرر الحب أن يسأل الغرور، الذي كان يمر به في قارب غاية في الجمال، فقال له - وهو يبكي - : يا غرور!.. أرجوك ساعدني!.. ولكنة أيضا أعتذر بأن قال : أنت مبلل بالماء، وستفسد قاربي الجميل.
ثم وجد الحب الحزن يمر به، فقال له : أرجوك دعني أذهب معك!.. ولكن الحزن أجاب : آسف أرغب في أن أكون وحدي.
ظل الحب يبكي، وحينها رأى السعادة تمر به، قال لها - وهو يبكي -: أرجوك خذيني معك!.. ولكنها كانت في غمر سعادتها، ولم تسمع الحب وهو يناديها.
ظل الحب يبكي، وحينها سمع صوتا يقول له : تعال يا حب!.. أنا سآخذك معي!.. كان عجوزاً، ولكن الحب شعر بالسعادة والنعمة، ولكنه نسي أن يسأله عن اسمه.. وعندما قارب على الوصول إلى الشاطئ، ذهب العجوز في طريقه.. وعندها أدرك الحب، كم هو مدين لهذا العجوز!..
نظر الحب للمعرفة، وسألها : من يكون هذا العجوز الذي ساعدني؟..
أجابت المعرفة : إنه الزمن.
فسأل الحب : ولكن لماذا الزمن ساعدني، في الوقت الذي لم يرغب أحد في مساعدتي؟..
ابتسمت المعرفة، وأجابت بكل حكمة وصدق : لأن الزمن هو الوحيد الذي يقدر كم هو عظيم الحب!..
++++++++++++++++++++++
للتأكد من أنك إنسان رائع ..
عندما تبدأ يومك، بالصلاة والدعاء ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تبدأ يومك، بابتسامة صادقة ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تفشي السلام لكل من يلتقي بك ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تتعامل مع الآخرين بكل احترام ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تتعامل مع أفكار الآخرين، وتستمع إليها جيدا، ولا تهمشها أو تحتقرها ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تعلم بأن الكلمة التي تنطق بها، إما أن تكون لك أو عليك، فتفكر قبل أن تنطق بكلمات قد تكون ضدك ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تعلم بأن الفرصة قد لا تتكرر مرة أخرى، وتحسن استغلالها عندما تأتي ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تحفظ الآخرين في غيابهم، ولا تقول فيهم ما يعيب ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تعطي رأيك بكل صدق، عندما يطلب منك ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تعتني بمظهرك، دون تكلف، ولا تعيب أو تستهزئ بمظهر الآخرين ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تحافظ على نظافتك الشخصية، ونظافة المكان الذي تتواجد فيه ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما لا تتسرع في إصدار الأحكام على الآخرين، عبر ما تسمع عنهم من غيرك ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تحترم دورك، وتحترم الأنظمة ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تسرع في السؤال عن الآخرين، عندما تفتقدهم ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما لا تتردد في تقديم المساعدة للآخرين، في حال فرحهم، وفي حال حزنهم، وتقف إلى جانبهم ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تعامل والديك، كما تتعامل مع مدرائك في العمل، أو أساتذتك في المدرسة، من سرعة استجابة في تنفيذ ما يطلب منك، أو خفض للصوت، أو الكلمات التي نسمعها حاضر, تكرم, ابشر, طال عمرك, من عيوني, على راسي)، وتقف عندما يحدثك أحدهما وهو قائم، وتفسح لهما المكان ؛ فأنت إنسان رائع!..
عندما تحب ولا تبالغ فيه ، أو تكره ولا تبالغ فيه ؛ فأنت إنسان رائع!.. والأروع أن لا تصرح، فربما تقلب لك الأيام المحبة كراهية، والكراهية محبة!..
عندما لا تتحدث بكل ما تسمع، فأنت إنسان رائع!..
عندما لا تتحدث فيما لا تعرف، فأنت إنسان رائع!..
عندما تسمع موضوعاً، وتحب أن يشاركك الآخرون فيه ؛ فأنت إنسان رائع!..
++++++++++++++++++++++
محطة العطاء
الصورة الثالثة من التشويق :
الانفاق ينمي المال
القرآن الكريم يتكلم مع الناس من خلال واقعهم العملي في حياتهم اليومية ، ولذلك فهو حينما يشوقهم إلى شيء إنما يعرض عليهم صوراً مألوفة لهم يتوخى من وراء ذلك أن يحفز مشاعرهم للوصول نحو هدفه المنشود .
وفي خصوص ما نحن فيه فإن القرآن عندما يشوقهم إلى الإنفاق يصور لهم فوائد من طريق الربح والفائدة الخارجية .
ذلك لأن النفس مجبولة على حب المال وتشويق في كل وقت إلى النفع والزيادة .
ولأن هذا المعنى يعيشونه في كل يوم فهم يألفون له عندما يمثل لهم به من خلال عرض قضية ، أو تشويق لشيء ، وبما أن الحياة العملية تعتمد بشكل رئيسي في واقعها الخارجي على أمرين مهمين في طريق الكسب والانتاج ، وهما التجارة والزراعة .
وحيث أن لكل من هذين مفاهيمه الخاصة وصورة المنطبعة في الأذهان لذا نرى القرآن الكريم ، ومن هذا المنطلق أخذ يكلم الأفراد ويشوقهم إلى الإنفاق بعرض صورِ مألوفة لديهم لتوصيل بها إلى الغاية المطلوبة له من الحث على البذل والسخاء .
1 ـ الإنفاق ـ تجارة لن تبور :
( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلاينة يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ) .
هذه التجارة هي التي يقصدها عباد الله المؤمنون يدفعون المال لوجهه لأجله الوصول إلى غايتهم المحببة وهي رضا الله والتقرب إليه .
فهم يتلون كتاب الله بتفهم لما فيه ، ويقيمون الصلاة ويواظبون على أدائها .
« وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية » :
ينفقون مما رزقهم في السر والعلن يقصدون بذلك النماء الذي يحصل من هذه التجارة التي لا كساد فيها ، ولاتبور ، ولا يكتب له الخسران .
ولماذا تكسد ؟
أو لم تبور ؟
أو لماذا تلحقه الخسارة ؟
وطرف المعاملة هو الله ، وليس هو فرداً من البشر ، وليس هذا النوع من الكسب فيها يشبه الكسب السوقي الذي يؤمل فيه الربح كما هو متوقع فيه الخسران .
بل كسب كله ربح .
لا كسب يؤمل فيه الربح .
ونماء كله بركة لأن الضامن في هذه التجارة والطرف فيها هو الله سبحانه وهو الذي يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله أنه غفور شكور .
ويأتي الجزاء هنا متدرجاً على ثلاثة مراحل :
« يوفيهم أجورهم » :
فلا يجدون في ذلك أي نقص ولا خسارة ، بل يوفيهم بما تعطيهم هذه الكلمة من معنى دقيق يدل على عدم وجود أي نقص في الحساب .
« ويزيدهم من فضله » :
وهنا تتجلى الروعة في العطف والرحمة ليتبين الفرق بين المعاملتين المعاملة بين الأفراد أنفسهم والمعاملة بين الفرد وربه .
ان الله يرضى لنفسه أن يعامل عباده معاملتهم لأنفسهم ، بل لا بد من حصول المايز بين المعاملتين .
معاملة يكون الإنسان طرفاً فيها لإنسان آخر .
ومعاملة يكون الله طرفاً فيها لعبد من عباده .
ففي الأولى نرى للحساب الدقيق مجالاً فيها ، وقد تجر المعاملة إلى نزاع وشجار بين الطرفين ، أو الأطراف حول مقدار قليل من المال .
أما لو كانت المعاملة بين الخالق ومخلوقه فإنه سبحانه بلطفه وكرمه يزيدهم من فضله وقد جاء عن النبي ( ) قوله : « ما نقص مال من صدقة قط فأعطوا ولا تجبنوا » .
ولا يكتفي بذلك بل : « إنه غفور شكور » :
يغفر للعبد ذنوبه جزاء قيامه بهذا العمل الإنساني ، وهذا التقرب لوجهه وشكور على هذه الاريحية من المعطي وتحسسه بآلام غيره ، والشكر من الله يختلف عن شكر الإنسان .
إذا أن شكر البشر لا يتعدى عن الكلام المعسول وإظهار العطف واللطف ، وقد يتعدى إلى جزاء دنيوي سرعان ما يذهب ويتلاشى .
أما الشكر من الله فهو العطاء المتواصل والجزاء المضاعف ، وجنة أنهارها جارية ، بارك الله للعبد بهذه التجارة .
2 ـ الإنفاق ـ ينمي المال كما تنبت الأرض الزرع :
بعد أن صور القرآن للفرد النماء الحاصل من الإنفاق كنماء الكسب والتجارة بدأ يضرب له مثلاً يعيشه الفرد أيضاً في هذه الحياة ذلك هو مسألة الأرض والزرع هذا المنظر المألوف لكل أحد حيث يرى الفرد منا الزارع في الحقل يزرع ويسقي وينتظر ليحصل من وراء هذا الزرع النماء الذي يباركه الله .
لذلك جاءت الآيات الشريفة تقرب عملية الانفاق وحصول البركة فيه إلى الأذهان بهذا النوع من التشويق وكلاهما واحد يزرع الزارع ، وينتظر رحمة ربه ، وينفق المنفق ويتنظر عطاء ربه .
يقول سبحانه :
( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوبة أصابها وابل فأتت اكلها ضعفين فأن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير ) .
« الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله » هذه العملية تماماً كمثل جنة بربوبة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين ، والربوبة المكان المرتفع الذي لا تجري فيه الانهار وعندما يصيبها المطر تنبت تلك الربوة فتؤتي ثمارها ضعفين بركة من الله في ذلك النتاج .
وكذلك في العملية الإنفاقية يضاعفها الله بركة منه على عبده .
فعن قتاده قال : « هذا مثل ضربه الله لعمل المؤمن يقول : ليس لخيره خلف كما ليس لخير هذه الجنة خلف على أي حال ان اصابها وابل ، أو اصابها طل وهو الرذاذ من المطر أي اللين منه » .
وفي آية أخرى يقول الله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) .
وليس كل نماء يؤتي أكله ضعفين كما في الآية السابقة ، بل بعض النماء يتضاعف فيصل إلى سبعمائة كما تصرح به هذه الآية الكريمة فهي حبة واحدة أنبتت سبع سنابل وفي كل سنبلة مائة حبة ، وطبيعي أن يكون ناتج كل حبة سبعمائة حبة ومثل ذلك أجر من أنفق .
فعن النبي ( ) : « ومن أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له سبعمائة » .
وفي حديث آخر : « ومن أنفق في سبيل الله ضعفت له نفقته الدرهم بسبعمائة . والدينار بسبعمائة » .
« والله يضاعف لمن يشاء » :
فالقضية تعود إليه : وتناط بكرمه ولطفه فهو يضاعف لمن يشاء ولا حرج في ذلك عليه ولا ينقص من ملكه شيء ، وان من يبخل هو الذي يخالف الفقر ، وهو الإنسان اما الله فلا يخاف فقراً ، ولا نهاية لعطائه إذ لا حد لملكه ولا حد لعطفه .
« والله واسع عليم » :
وانما يضاعف لمن يشاء ولا يخشى الفقر لأنه واسع في عطائه
واسع في رزقه واسع في فضله لا يعطي على قدر ما يصل إليه ، بل عطاء ثر ولطف عميم .
3 ـ الإنفاق ـ قرض يضاعفه الله :
يقول سبحانه وتعالى : ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً ) :
والقرض عملية شائعة على الناس يحتاج الإنسان إليها مالاً ، أو نقداً فيستقرض ما يحتاج إليه إلى أجل إو غير أجل ، وإذا زيد على القدر المستقرض شيءً فهو من الربا الذي حاربه الله ، ومنعه ، وتوعد عليه لأن كل قرض جر نفعاً إلى المقرض فهو ربا . هذا بين الناس .
وهذا القرض لو كان بين الفرد وبين الله فلا ربا بين العبد وربه لذلك جاءت الآيات تحبب إلى المنفق عمله فتجعل من عطائه إلى الفقير قرضاً منه إلى الله سبحانه ، ومن ذلك ينتج أن عملية القرض هذه تتألف من أطراف ثلاثة :
الطرف الأول : المنفق ، وهو الدائن .
الطرف الثاني : الله سبحانه ، وهو المدين .
الطرف الثالث : وهو الفقير ، المستفيد .
ولكن لو تساءلنا ما وراء هذا القرض من نفع إلى المنفق ؟ فإن الجواب سيظهر لنا من خلال الآيات الآتية .
وقبل أن نستعرض تلك الآيات لا بد أن نقول : إن الإنسان ليقف حائراً ، وعلامات الاستفهام تأخذ عليه مسالك التفكير عندما يرى القرآن الكريم يكرر هذا الطلب من الله في موارد ستة ، وهو يطلب منهم بأن يقرضوه قرضاً حسناً ، ولهم عليه الجزاء الأوفر ، وهذا إن دل فأنما يدل بشكل واضح على مدى الاهتمام الذي يوليه الله لهذه العمليه الإنسانية .
فالله هو الذي أنعم على الإنسان فأعطاه المال ورزقه وكفل له معيشته وتفضل عليه ـ مع كل ذلك ـ نراه يعود ليجعل من نفسه مستقرضاً .
وممن ؟
من الذي وهب له المال واعطاه النعمة ، وهوالمنفق .
ولمن ؟
الى الطبقات المحرومة الضعيفة .
ولماذا ؟
وكان بإمكانه أن يرزق الفقير من غير حاجة إلى مثل هذا القرض .
ولا بد لنا أن نتخطى ولا نعير لهذه الاستفهامات أهميه إذا عرفنا أن الله سبحانه يريد أن يشمل كلاً من الطرفين المنفقين ، والفقير برحمته وان استدعى ذلك أن يتحمل هو عبء العملية القرضية فهو الرحيم وهو الرحمن ، وهوالذي خلق هذا الخلق فكانوا عيالاً عليه .
خيرهم اليهم نازل .
وشرهم اليه صاعد .
ومع ذلك فهو يحوطهم برحمته ويكلؤهم برعايته .
أما ما يستفيده الطرف الأول ، وهوالمنفق فأن الآيات الكريمة وعدته بالجزاءين الدنيوي والأخروي .
في الدنيا : ويتمثل في الآيات الكريمة :
( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة ) .
( أن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعف لهم ) .
( إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ) .
وهذا هو الجزاء في الدنيا يضاعف له ما أعطاء بأضعاف كثيرة ـ كما في الآية الأولى ـ من الرزق ، وبذلك ليطمئن المنفق بأن ما ينفقه سيخلف عليه ، وسيرجع له ولكن بأضعاف كثيرة لأن الآية نفسها تعقب على هذه المضاعفة بقوله تعالى : « والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون » .
وإذا كان القبض والبسط في الرزق منه سبحانه ، وقد قال في صدر الآية بأنه سيضاعف للمنفق فهو وعد منه ووعده الحق وحاشا له أن يتخلف عما يعد به .
هذا هوالأجر في الدنيا .
وأما الأجر في الآخرة فقد اختلفت الآيات في طريقة الاخبار به ، ففي بعضها نرى أنها تعد بالمغفرة فقط حيث قال سبحانه : ( إن تقرضوا الله قرضاً حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ) .
وليس هذا الجزاء بالشيء القليل حيث يحصل المنفق من وراء إنفاقه أن يغفر الله ذنوبه ، بعد هذا له من الله الشكر على ما قدم للمحرومين في هذه الحياة .
أما البعض الآخر : فأنها تطرقت لذكر الأجر من غير تفصيل لنوعية الأجر فقالت : ( إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعف لهم ولهم أجر كريم ) .
( وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند هو خيراً وأعظم أجراً ) .
ولكن هذا الأجر يأتي في آيات أخرى وقد بانت نوعيته فقال سبحانه : ( وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولا دخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار ) .
( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم * يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هوالفوز العظيم ) .
وهذا هو الجزاء الأخروي تعرضه الآيتان فيهما ما يحفز المنفق على الاسراع بهذا النوع من العطاء ليحصل على هذا النعيم الأبدي .
« يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم » .
أي نور هذا الذي يلف هؤلاء المؤمنين فيأخذ اشعاعه بالأبصار ؟ .
وأي نور هذا الذي يميزهم عن بقية الناس في ذلك اليوم ؟ .
انه نور جللهم الله به وأضفاه عليهم !
وهل يكتفي العلي القدير بهذا التقدير ، وهذا القدر من الجزاء ؟ .
ويأتينا الجواب واضحاً تضيفه تكملة الآية الشريفة في قوله تعالى : ( بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ) .
يناديهم المنادي ويبشرهم بهذه الجنات جزاء عملهم ، وقد شهد الله لهم بأن ذلك هو الفوز العظيم .
ويدلنا على أنه سبحانه سيضاعف العطاء لمن أعطى في سبيله ما صرح به في الآية التالية حيث قال سبحانه : ( يمحق الله الربا ويربى الصدقات ) .
« يحمق الله الربا » :
والمحق هو الهلاك والاتلاف للشيء ، وفي المعاملة الربوية يتكفل الله بموجب هذا التصريح انه يمحق ذلك المال أو يستأصله ويتلفه لأنه مال لو حظت فيه الزيادة غير المشروعة فهو محق وهلاك له .
« ويربى الصدقات » :
ولكنها في المعاملة التي تكون بين الله وعبده عندما يستقرض الله منه فأنه يربيها ويزيدها وينعشها ، وذلك لأن طلب الزيادة في القرض ان كان على حساب الغير وبين الناس أنفسهم فهو رباً لا يدعه الله حتى يمحقه .
وقد قيل للإمام الصادق ( ) : « وقد يربى الرجل فيكثر ماله ، فقال : يمحق الله دينه وان كثر ماله ».
ولكنه لو كان على حساب الله وطلب مرضاته فهو الذي يتكفل بإنمائه ويبعث البركة فيه .
وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وأله ) انه قال : « إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فأربيها له كما يربي أحدكم فله حتى أجعلها له مثل جبل أحد » .
( وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) .
وقد فصلت الآية الكريمة بين مالين قصد من المعاملة بهما النماء والزيادة .
الأول : معاملة ربوية يكون أطرافها البشر أنفسهم .
الثاني : معاملة ربوية تجري بين العبد وربه .
وقد قالت الآية عن المعاملة الأولى أنها لا تربو أي لا تنمو ولا يباركها الله .
أما عن الثانية فقد قالت بأن الله يباركها ويضاعفها ، والسبب واضح ، ففي المعاملة الأولى تؤخذ الزياده من المستقرض لصالح المقرض ، وفي ذلك إنهاك لهذا الطرف وتفتيت للمال بواسطة القرض .
أما في المعاملة الثانية : فإن الزيادة يعطيها الله لعبده المنفق من غير أن ينقص من مال الله شيء ، وهذا هو النماء الحقيقي الباقي الذي تشمله بركة الله ، أما المال الذي يحصل من الربا فلا يكتب له التوفيق بل هو مال سحت يبغضه الله سبحانه .
++++++++++++++++++

من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة الإفطار إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc