أكذوبة رثاء أمير المؤمنين (عليه السلام) لعمر بن الخطاب - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. إضاءات من نور المراجع والعلماء
إضاءات من نور المراجع والعلماء قال رسول الله (ص) : مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع كربلاء المقدسة مشاركات 0 الزيارات 2478 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

كربلاء المقدسة
عضو نشيط

رقم العضوية : 11339
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 167
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 166
المستوى : كربلاء المقدسة is on a distinguished road

كربلاء المقدسة غير متواجد حالياً عرض البوم صور كربلاء المقدسة



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي أكذوبة رثاء أمير المؤمنين (عليه السلام) لعمر بن الخطاب
قديم بتاريخ : 23-May-2011 الساعة : 03:49 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ورد الرد الآتي لسؤال موجه لسماحة اية الله السيد جعفر مرتضى العاملي دام ظله على موقع المركز الاسلامي للدراسات

السؤال:

أثناء إلقاء نظرة على كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين (), (طبع مؤسسة الأعلمي، بيروت, لبنان في صفحة 473 خطبة رقم225 تحت عنوان ومن كلام له في الثناء على عمر بن الخطاب).

وجدت هذه الخطبة منسوبة إليه () وهي:

(لله بلاء فلان (أي عمر), فقد قوّم الأود،خلف الفتنة ذهب نقيَّ الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها, أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه, رحل وتركهم في طرق متشعبة, لا يهتدي فيها الضال, ولا يستيقن المهتدي).

1ـ فهل هذه الخطبة فعلا لأمير المؤمنين () وما هو القصد منها وكيف يمكن تأويلها.
************************************************** ***************************
الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فقد سألت عن الخطبة الموجودة في كتاب نهج البلاغة برقم 225 أو 226 وأنه كيف يمكن أن يرثي علي () عمر بن الخطاب بمثل هذا الرثاء؟!

ونجيب بما يلي:

1ـ إن الشريف الرضي (رحمه الله) لم يصرح باسم عمر بن الخطاب، بل الموجود فيه هكذا:

(ومن كلام له (): لله بلاء فلان، فقد قوّم الأود إلخ..)

2ـ قد ذكر القطب الراوندي: أنه () قد مدح بعض أصحابه بحسن السيرة, وأنه مات قبل الفتنة التي وقعت بعد رسول الله ’، من الاختيار والإيثار[1].

أما غير الراوندي فزعمت الجارودية من الزيدية: أن مراده () عثمان، وهو مدح يراد به الذم والتهكم[2].

3ـ إن ابن أبي الحديد المعتزلي قد ذكر أن المقصود هو عمر بن الخطاب، وحجته في ذلك: أن السيد فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر حدثه أنه وجد النسخة التي بخط الرضي.. وتحت فلان: عمر[3].

ونقول: إن ذلك لا يصلح دليلاً على ذلك، إذ قد يكون صاحب النسخة ومالكها هو الذي كتب كلمة (عمر) تحت قوله: فلان. وذلك اجتهاداً منه، حيث رأى ـ بزعمه ـ أن هذه الصفات تنطبق على عمر دون سواه.

ولو أن الرضي قد كتب ذلك لكان أدخله في عنوان الخطبة، وقال: ومن كلام له () في عمر بن الخطاب، فإنه قد فعل ذلك في موارد أخرى، ثم لماذا لم يضرب على كلمة فلان، ويكتب كلمة عمر مكانها؟! ألا يدل ذلك على أن كلمة عمر لم يكتبها الشريف الرضي بل كتبها مالك النسخة تبرعاً منه واجتهاداً؟؟!

4ـ إن المعروف من رأي أمير المؤمنين () في عمر بن الخطاب يخالف هذا الكلام تماماً.. ولا أظن أننا نحتاج إلى إيراد الشواهد على ذلك..

5ـ قد ذكر الطبري في تاريخه، قال: لما مات عمر بكته ابنة أبي حثمة فقالت: (واعمراه، أقام الأود، وأبرأ العمد، أمات الفتن، وأحيا السنن، خرج نقي الثوب، بريئاً من العيب).

وقد ذكر أن المغيرة بن شعبة: ذهب حين مات عمر إلى علي ليسمع منه شيئاً، وأنه () قال: (رحم الله ابن الخطاب، لقد صدقت ابنة أبي حثمة، لقد ذهب بخيرها، ونجى من شرها. أَمَ والله، ما قالت ولكن قوّلت)[4].

والظاهر: أن ثمة تصرفاً في هذا الكلام.. إذ أن قوله ()، ما قالت ولكن قوّلت، يشير إلى أن الآخرين قد طلبوا منها أن تقول ذلك. أو أن الآخرين قد نسبوا إليها أمراً لم تقله. وهذا لا يتلاءم مع قوله (): لقد صدقت..

إلا إذا فرض أن الذي قال: لقد صدقت هو المغيرة.. فأجابه علي () مقسماً بالله.. أنها ما قالت ولكن قولت.. وأنه أمر مدبر بليل إما بالإملاء عليها، أو بافتراء القول على لسانها..

6ـ ومما يدل على أن ثمة تصرفاً في النص: أن ابن عساكر يروي الحديث من دون كلمة (لقد صدقت ابنة أبي حثمة) فهو يقول: (لما كان اليوم الذي هلك فيه عمر، خرج علينا علي مغتسلاً، فجلس، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: لله در باكية عمر قالت: واعمراه، قوم الأود، وأبرأ العمد، واعمراه، مات نقي الثوب، قليل العيب، واعمراه ذهب بالسنة، وأبقى الفتنة).

وزاد في أخرى: فقال علي: (والله ما قالت، ولكن قولت)[5].

وفي نص لابن عساكر أنه () قال: (أصدقت)؟! على سبيل الاستفهام، ولم يقل: لقد صدقت[6].

ثم إن الشيخ التستري قد اعتبر أن قوله: ذهب بخيرها ونجا من شرها. يراد به: أنه استفاد منها، ولم يصبه أي مكروه فهو نظير قوله () في الخطبة الشقشقية: لشد ما تشطرا ضرعيها[7].

لكن ابن أبي الحديد المعتزلي قد جهد في تأكيد نسبة هذا القول إلى علي () في عمر بن الخطاب.. وتمسك من أجل ذلك بأضعف الاحتمالات..

حيث زعم أنه () إنما يتحدث عن أمير ذي رعية وسيرة: بقرينة قوله () (أقام الأود، وداوى العمد، وأقام السنة، وخلف الفتنة).

وقوله: (أصاب خيرها، وسبق شرها).

وقوله: (أدى إلى الله طاعته).

وقوله: (رحل وتركهم في طرق متشعبة) فإن الضمير في قوله: وتركهم، لا يصح أن يعود إلا إلى الرعايا. والذين ماتوا في عهد الرسول لا ينطبق عليهم هذا الكلام.

ونقول:

1ـ إن بعض هذه الفقرات يناسب الناس كلهم، فلا يصح الاستشهاد بها كقوله: (أدى إلى الله طاعته).

وقوله: (أصاب خيرها، وسبق شرها).

وكذلك قوله: (رحل وتركهم في طرق متشعبة)..

بل إن قوله أقام السنة أيضاً، لا يأبى عن الانطباق على أي كان من الناس، إذا كان قد التزم إقامة السنة في دائرته التي تعنيه، حتى لو كانت دائرته الشخصية، فهو كقولك: فلان أقام الصلاة. ومعنى خلف الفتنة أنه لم يُبتلَ بها، ولم تنل منه شيئاً..

وأما قوله: أقام الأود أي أصلح المعوج، وداوى العمد أي داوى الجرح، فإن هذا يصدق على أي كان من الناس أيضاً، كل في الدائرة التي تعنيه، إذا قام بما فرضه الله عليه..

ومن العجيب: أن المعتزلي قد فسر قوله: أصاب خيرها بأنه أصاب خير الولاية.. مع أن ذلك غير ظاهر.. بل الظاهر أن المقصود هو خير الدنيا، وسبق شر الدنيا..

ولو كان المقصود هو خير الولاية لم يتناسب مع قوله: وسبق شرها، أي الاختلافات الحاصلة بعد رسول الله، من أجل الحصول على حطام الدنيا أيضاً.

وبعد هذا.. فلا يصغى إلى قول ابن أبي الحديد: (.. وهذه الصفات إذا تأملها المنصف، وأماط عن نفسه الهوى، علم أن أمير المؤمنين لم يعن بها إلا عمر لو لم يكن قد روي لنا توقيفاً ونقلاً، فكيف وقد رويناه عمن لا يتهم في هذا الباب)[8].

نعم لا يصغى له، وذلك لما يلي:

1ـ لماذا طبقها على عمر بالخصوص، ولم يطبقها على أبي بكر مثلاً؟! أو على عثمان؟! فإن ابن أبي الحديد يرى في هؤلاء أيضاً ما يبرر وصفهم بهذه الأوصاف!!

2ـ لماذا لا يقال: إن المقصود بهذه الصفات هو عمار بن ياسر، الذي كان والياً أيضاً على الكوفة مدة من الزمن.. وكان علي يرى فيه أنه أهل لهذه الصفات ولما هو أعظم منها..

أو لماذا لا يطبقها على الأشتر، أو على محمد بن أبي بكر رحمهما الله تعالى. أو غير هؤلاء من أعاظم أصحابه الذين استشهدوا في حرب الجمل وصفين، وكان لهم حظ عظيم في إدارة الأمور، وفي الجهاد في سبيل الحق.. وكان لبعضهم أيضاً تاريخ حافل حتى مع الذين استولوا على مقام الخلافة، واغتصبوه منه ()؟!..

3ـ وما معنى قوله: إن هذا الأمر قد روي له توقيفاً ونقلاً؟! فإن ما ذكره له فخار بن معد، لا يدخل في سياق النقل، بل هو اجتهاد من مالك النسخة. وقد ذكرنا القرائن على ذلك في أوائل هذه الإجابة فلا نعيد.

وأما قول بعض الزيدية أو غيرهم، ومنهم النقيب أبو جعفر يحي بن أبي زيد العلوي، فهو أيضاً لا يعبأ به، لأنه أيضاً لا يدخل في عداد النقل، والاستناد إلى النص، بل هو مجرد اجتهاد وسبيله سبيل التكهن والرجم بالغيب، والاعتماد على استحسانات كالاستحسانات التي ذكرها ابن أبي الحديد نفسه..

4ـ وأخيراً.. فإنه لا ريب في أن رأي علي () في عمر لا يمكن أن يكون هو ما تضمنته هذه الفقرات.. بل هو كان يراه ظالماً متعدياً.. ما أكثر ما يخالف أحكام الله وشرائعه، في فتاويه وأحكامه وسياساته، فكيف يقول فيه بما يعتقد خلافه؟!..

وبذلك كله يظهر: أن ما فعله الأعلمي من التصرف في عنوان الخطبة يعتبر افتئاتاً على الشريف الرضي، وإساءة وافتراء على أمير المؤمنين، وتزلفاً غير مقبول لمن يفترض التقرب إليهم ببيان الحقائق، لا بتزوير التاريخ.

فجزى الله الأعلمي ما يستحقه على فعلته الشنعاء هذه..

والسلام عليك أيها الأخ الكريم ورحمة الله وبركاته..

جعفر مرتضى العاملي
------------------------------------------------------
[1] منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للراوندي ج2 ص402 وعنه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج3 ص754 ط دار مكتبة الحياة سنة 1963م.

[2] شرح نهج البلاغة ج3 ص753 و754.

[3] المصدر السابق ج3 ص753و754.

[4] تاريخ الأمم والملوك المجلد الثاني ص 419 طبع سنة 1405 هـ . مؤسسة عز الدين ـ بيروت.

[5] مختصر تاريخ دمشق ج19 ص48 و49.

[6] بهج الصباغة ج9 ص482 ط سنة 1418هـ دار أمير كبير ـ طهران / إيران.

[7] المصدر السابق.

[8] شرح نهج البلاغة ج3 ص755 ط دار مكتبة الحياة سنة 1963م.

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc