ابن عربي ليس بشيعي - الصفحة 3 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. الميزان العقائدي
الميزان العقائدي أنت تسأل وسماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي يجيب

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 48 الزيارات 18118 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 21  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-Jul-2009 الساعة : 01:44 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


القسم الثاني
جنون العظمة..
وهو يشتمل على فصلين:
الفصل الأول: مادح نفسه يقرؤك السلام..
الفصل الثاني: الأولياء والأقطاب.. أنبياء لا أرباب..
الفصل الأول
مادح نفسه يقرؤك السلام..


أدلة وشواهد:
إننا نذكر في هذا الفصل، وفي ما يلي من فصول شواهد وأموراً تدل على أن ابن عربي مجانب للصواب في اعتقاداته، وللصدق في ادعاءاته، ونخصص هذا الفصل لإيراد بعض ما مدح به نفسه، وما ادعاه لها من مقامات، مما لو أردنا استقصاءه في مؤلفاته لبلغ مجلداً ضخماً، يثير دهشة القارئ، ويزيد من إعجابه بقدرة هذا الرجل على التخيل، وسوف تدهشه تهويمات أوهامه، وسعة أحلامه، وجرأته على التبجح والإدعاء لمعجزة النبي ولمقامه..

فنقول، وعلى الله نتوكل، إنه خير مأمول، وأكرم مسؤول..

إسراء ومعراج ابن عربي:
1ـ ادعى في فتوحاته: أنه أسري به إلى السماء تسع مرات..([96]).

قال الحر العاملي: «ويظهر منه: أنه يدعي المزية والفضيلة على الرسول »([97])..

ادعاء ختم الولاية لمنامٍ:
2ـ وقال الحر العاملي: إنه ادعى أنه خاتم الولاية لرؤيا رآها في منامه..

3ـ قال شارح الفصوص: إنه بقي تسعة أشهر في الخلوة لم يأكل طعاماً، وبعدها بُشّر بأنه خاتم الولاية المحمدية، وقيل له: دليلك أن العلامة التي كانت بين كتفي الرسول الدالة على أنه خاتم النبوة، هي نفسها بين كتفيك، تدل على أنك خاتم الولاية..([98]).

دعاوى علم الغيب:
4ـ قال الحر العاملي: ذكر في الفتوحات المكية أخباراً يحيلها العقل، ويجزم بكذبها، ويظهر منه دعوى علم الغيب، والجرأة على الإفتراء والكذب([99])..

ابن عربي ركن العالم:
5ـ ويقول عن نفسه: «فكنا [الأربعة الأركان] التي قام عليها شخص العالم والإنسان..»([100]).

من الأوتاد وله ركن الحجر الأسود:
6ـ إنه يدعي لنفسه: أنه من الأوتاد الأربعة، وان له ركن الحجر الأسود([101]).

كشف الحقائق له:
7ـ يدعي في عشرات الموارد أيضاً: أن الحقائق قد كشفت له.. فراجع كتابه الفتوحات المكية وغيره..

يتلقى معارفه من الروح الأمين:
8 ـ ومدائحه لنفسه في كتابه: «عنقاء مغرب»، كثيرة، ويذكر فيه أيضاً: أنه قد كتبه بأمر قد صدر له، وكانت تسميته بهذا الإسم بعد أخذ ورد، حتى لقد قال: «كل ما أبرزناه لعين الناقد البصير، إنما هو من تلقيات الروح الأمين الخ..».

9ـ وذكر أيضاً: أن كتاب عنقاء مغرب، قد أنزله الله عليه، وأبرزه للعباد على يديه..([102]).

تأليف «فصوص الحكم» بأمر النبي :
10ـ ادعى في فصوص الحكم: أن رسول الله ، هو الذي أمره به، وأنه إنما أودع فيه ما حده له..([103]).

يؤلف «الفتوحات» بأمر ربه:
11ـ وقال: «فالله تعالى رتب على يدنا هذا الترتيب، فتركناه، ولم ندخل فيه برأينا، ولا بعقولنا. فالله يملي على القلوب بالإلهام جميع ما يسطره العالم في الوجود، فإن العالم كتاب مسطور إلهي»..([104]).

12ـ ويدعي في الفتوحات أيضاً أنه حين تكلم حول أوائل السور، فإنه إنما فعله عن أمر ربه، قال:
«لا أتكلم إلا عن طريق الإذن، كما أني سأقف عند ما يُحَدُّ لي، فإن تأليفنا هذا وغيره لا يجري مجرى التواليف، ولا نجري منه نحن مجرى المؤلفين، فإن كل مؤلف إنما هو تحت اختياره، وإن كان مجبوراً في اختياره، أو تحت العلم الذي يبثه خاصة، فيلقي ما يشاء، ويمسك ما يشاء..»([105]).

ولا بأس بمراجعة العبارة في المصدر إلى آخرها.

وقد علق عليه القديحي، بعد أن أورد عبارته بتمامها، بقوله:
«انظر إلى هذه الدعوى التي لا تتم إلا لنبي مرسل، فإن صريحها: أنه لا ينطق إلا عن وحي يوحى في قلبه، علمه شديد القوى.

ومقتضاها الاستغناء عن مضامين القرآن والحديث، وإنما يجب عليه الإيمان بها كما آمن الرسول بالأنبياء، والرسل، وكتبهم الخ..»([106]).

وقد ذكر ابن عربي نظير ذلك حين تكلم عن معاني (ألم ـ البقرة) وأنه لا يقيد مسألة عن هوى واختيار، إلا عن وحي من ربه وائتمار..([107]).

الخضر ، وابن عربي:
13ـ وهو يزعم أنه قد اجتمع مع الخضر أكثر من مرة..([108]).

يرى الله في المنام:
14ـ ويزعم أنه قد رأى ربه في عالم الرؤيا، وهو يقول له: إنصح عبادي([109]).

وقد تكررت رؤيته لربه في المنام في مناسبات عديدة، فراجع([110]).


معرفته بالدقائق:
15ـ ويقول: «غير أن هنا دقيقة، لا يعلمها إلا أمثالنا»([111]).

حالات الغيبوبة:
16ـ ويقول عن نفسه: «..وأما اعتبار المغمى عليه، فهو صاحب الحال، الذي أفناه الجلال، أو هيَّمه الجمال، فلا يعقل. فيكون الحق متوليه في تلك الغيبة في حسه، بما شاء أن يجريه عليه.

وقد أقمت أنا في هذه الحالة مدة، ولم أُخِلَّ بشيء من حركات الصلاة الظاهرة بالجماعة، على أتم ما يمكن إماماً. ولا علم لي بشيء من هذا كله.

فلما أفقت ورددت إلى حسي في عالم الشهادة، أعلمني الحاضرون: أنه ما فاتني شيء مما توجه علي من التكليف، كما توجه على العاقل الذاكر.

ومن أهل طريقنا من لا تكون له هذه الحالة، وهي حالة شريفة، حيث لم يجر عليه لسان ذنب».

ثم يذكر نظير ذلك للشبلي أيضاً([112]).

لكنه لم يبين لنا ما حكم عباداته، وصلواته، وهو في تلك الحال، هل هو حكم من يدخل في إغماء أو غيبوبة، فيجب عليه إعادتها؟!

أم هو حكم الإنسان الصاحي الذي لا يجب عليه شيء؟!..

وبأيٍ من هاتين المقولتين التزم؟!

وريث النبي يرى من خلفه:
17ـ ثم هو يدّعي وراثة النبي في حالاته النبوية، حتى إنه يرى من خلفه، فهو يقول:

«ولما ورثته صلى الله عليه وسلم في هذا المقام، كانت لي هذه الحالة، كنت أصلي بالناس في المسجد الأزهر، بمدينة فاس، فإذا أدخلت المحراب أرجع بذاتي كلها عيناً واحداً، فأرى من جميع جهاتي، كما أرى قبلتي، ولا يخفى علي الداخل ولا الخارج، ولا واحد من الجماعة، حتى إنه ربما يسهو من أدرك معي ركعة من الصلاة، فإذا سلمت، ورددت وجهي إلى الجماعة أدعو، أرى ذلك الرجل يجبر ما فاته، فيخل بركعة، فأقول: فاتك كذا وكذا. فيتم صلاته، ويتذكر، فلا يعرف الأشياء، ولا هذه الأحوال إلا من ذاقها.

ومن كانت هذه حاله، فحيث كانت القبلة فهو مواجهها، هكذا ذقته نفسي، فلا ينبغي أن يصلى على الراحلة إلا صاحب هذا الحال»([113]).

الخرس:
18ـ ويقول: «وكان لنا تلميذ، غير أنه لم يحفظ عليه الخرس، فلم يتحقق بحيوانيته.

ولما أقامني الله هذا المقام، تحققت بحيوانيتي، فكنت أرى وأريد النطق بما أشاهده فلا أستطيع، فكنت لا أفرق بيني وبين الخرس الذين لا يتكلمون..»([114]).

أشهده الله أعيان رسله:
19ـ وقال: «واعلم: أنه لما أطلعني الحق، وأشهدني أعيان رسله ، وأنبياءه كلهم البشريين، من آدم إلى محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين، في مشهد أُقِمْتُ فيه بقرطبة سنة ست وثمانين وخمسة مئة، ما كلمني أحد من تلك الطائفة إلا هود ، فإنه أخبرني بسبب جمعيتهم.

ورأيته رجلاً ضخماً في الرجال، حسن الصورة، لطيف المحاورة، عارفاً بالأمور كاشفاً لها، ودليلي على كشفه لها قوله: {مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}([115])..».

الملائكة أفضل من رسول الله :
20ـ وقال: «وأما المسألة الطبولية، التي بين الناس، واختلافهم في فضل الملائكة على البشر، فإني سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في الواقعة، فقال لي: إن الملائكة أفضل.
فقلت له: يا رسول الله، فإن سُئِلْت: ما الدليل على ذلك، فما أقول؟!

فأشار إلي: أن قد علمتم أني أفضل الناس، وقد صح عندكم، وثبت ـ وهو صحيح ـ أني قلت عن الله تعالى، أنه قال: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم».

وكم من ذاكر لله تعالى ذكره في ملأ أنا فيهم، فذكره الله في ملأ خير من ذلك الملأ الذي أنا فيهم.
فما سررت بشيء سروري بهذه المسألة الخ..»([116]).

كنز الكعبة وصل إليه بسبب بينه وبين الله:
21ـ وقال: «واعلم أن الله تعالى أودع الكعبة كنزاً، أراد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أن يخرجه، فينفقه، ثم بدا له في ذلك أمر آخر لمصلحة رآها.

ثم أراد عمر بعدُ أن يخرجه، فامتنع، اقتداء برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فهو فيه إلى الآن..

وأما أنا فسيق لي منه لوح من ذهب، جيء به إلي، وأنا بتونس، سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، فيه شق، وغلظه إصبع، عرضه شبر، وطوله شبر أو أزيد، مكتوب فيه بقلم لا أعرفه.

وذلك لسبب طرأ بيني وبين الله.

فسألت الله أن يرده إلى موضعه، أدباً مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم.

ولو أخرجته إلى الناس لثارت فتنة عمياء، فتركته أيضاً لهذه المصلحة، فإنه صلى الله عليه [وآله] وسلم ما تركه سدى، وإنما تركه ليخرجه القائم بأمر الله في آخر الزمان، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً الخ..»([117]).

فقه الرضيعة ونطقها:
22ـ ويقول: «واتفق لي مع بنت كانت لي ترضع، يكون عمرها دون السنة، فقلت لها: يا بنية ـ فأصغت إلي ـ، ما تقولين في رجل جامع امرأته، فلم ينزل، ما يجب عليه؟

فقالت: يجب عليه الغسل.

فغشي على جدتها من نطقها. هذا شهدته بنفسي..»([118]).

بحر المعارف في صدره:
23ـ ويقول: «ولما رأيت الله تعالى قد فتح إلى قلبي باب الحكمة، وأجرى فيه بحارها، وسبح سري في سبحها، حتى إني والله، لأنظر إلى معظم البحر، إذا اشتدت عليه الرياح الزعازع، فعلا موجه، وارتفع دربه.

ثم انظر إلى تموّج بحر المعارف والأسرار في صدري، فأجد معظم ذلك البحر بما وصفناه، من تلاطم الأمواج، ساكناً لا حراك به، عند تموج بحر العلم في صدري، واصطفاقه، لاسيما في مكة المشرفة، فداخلني من ذلك رعب شديد، وجزع عظيم، وخوف متلف، فعزمت على قطع الميعاد، وأن لا أقعد للناس.

فأُمِرْتُ بالقعود والنصيحة للحق، قسراً، وحتماً واجباً، فقعدت الخ..»([119]).

قال بعض الإخوة ـ جاداً أو مازحاً ـ : لربما يكون لكلامه حقيقة، بأن يكون بعض شياطين الجن قد أمره بذلك!! ولعله هو الذي زين له وأراه بحر المعارف في صدره!!

واحد عصره:

24ـ وقد كُتِبَ على باب مدخل سرداب قبر محيي الدين ابن العربي بيت من الشعر، يمدح فيه ابن عربي نفسه، فيقول:
ولكـل عصر واحـد يسمـو بـه وأنـا لباقـي العصر ذاك الـواحـد
وقد كان يمكن أن يُعَدُّ هذا من خيالات الشعراء، ولكننا بعد أن قرأنا ما قرأناه، عرفنا: أنه قاصد لما يقول، مريد لصريح دلالته اللفظية.

مع أن واحد العصر، هو صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف، دون سواه، وقد خزي وخسئ من يدعي غير ذلك..

اشتراكه مع النبي في الحكم:
وقال وهو يتحدث عن مقامٍ شهده في عالم المثال في حضرة الجلال، وأنه رأى فيه رسول الله ، والصديق على يمينه ، والفاروق على يساره.. و.. و.. قال:
25ـ «فالتفت السيد الأعلى، والمورد العذب الأحلى، والنور الأكشف الأجل، فرآني وراء الختم، لاشتراك بيني وبينه في الحكم.

فقال له السيد: هذا عديلك، وابنك، وخليلك» الخ..([120]).

حضرة العزة للصوفية:
26ـ ويقول: ونحن لنا حضرة العزة، وهي لنا السادسة والعشرون، غير أن هذه الحضرة العزية التي لنا متفاضلة بيننا الخ..»([121]).

ابن عربي أعلى من النبي مقاماً:
27ـ ونقل القيصري في شرح الفص الشيثي عن ابن عربي: أنه قال في فتوحاته: «أنه رأى حائطاً من ذهب وفضة، وقد تحمل إلا موضع لبنتين، إحداهما من فضة، والأخرى من ذهب، فانطبع موضع تلك اللبنتين. قال: «وأنا لا أشك أنني أنا الرائي، ولا أشك أني أنا المنطبع موضعهما، وبي كمل الحائط، ثم عُبِّرت الرؤيا بانختام الولاية به»([122]).

وسيأتي في الفصل التالي عن كتاب الفصوص، الفص الشيثي قوله: إن النبي يرى أن الحائط ينقص لبنة واحدة، وخاتم الأنبياء يراه ينقص لبنتين، إحداهما من ذهب، والأخرى من فضة.. وأنه يرى نفسه تنطبع موضع تينك اللبنتين فيكمل الحائط..

وهذا معناه: أنه يرى نفسه فوق النبي ..

28ـ وقال في الفتوحات: «.. ونحن زدنا مع الإيمان بالأخبار الكشف، فقد سمعنا (رأينا خ ل) الأحجار تذكر الله، رؤية عين، بلسان نَطِق، تسمعه آذاننا منها، وتخاطبنا مخاطبة العارفين بجلال الله، مما ليس يدركه كل إنسان»([123]).

29ـ وله مدائح أخرى لنفسه، لا مجال لتتبعها. فراجع على سبيل المثال كتابه: «الفتوحات المكية »([124]). ففيه وفي غيره الشيء الكثير، والكثير جداً.

([96]) راجع: كتاب الإسرا إلى مقام الإسرى ط سنة 1367هـ ضمن رسائل ابن عربي.
([97]) الإثنا عشرية ص169/170.
([98]) الموارد المتقدمة ذكرها الحر العاملي في كتاب: الإثنا عشرية ص169/170.
([99]) الإثنا عشرية ص169/170.
([100]) الفتوحات المكية ج1 ص72 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([101]) راجع: الفتوحات المكية ج2 ص401 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([102]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص17 و20 و21.
([103]) فصوص الحكم ص47 و48 و56 و57.
([104]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص450 و451 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([105]) الفتوحات المكية ج1 ص264 و265 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، وراجع: الردود والنقود ص149 و150.
([106]) راجع: الردود والنقود ص150 و151.
([107]) راجع: الردود والنقود ص170 و171.
([108]) الفتوحات المكية ج3 ص181 و182 و183 و184 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([109]) الفتوحات المكية ج5 ص156 و157 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([110]) الفتوحات المكية ج9 ص106 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([111]) فصوص الحكم ص162.
([112]) الفتوحات المكية ج7 ص187 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([113]) الفتوحات المكية ج7 ص267 و268 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([114]) الروح المجرد ص319 ط سنة 1423 هـ عن كتاب الأربعين للشيخ البهائي، خاتمة الحديث السادس والثلاثين ص312 و313 عن الفتوحات المكية لابن عربي في = = الباب 366. ومجالس المؤمنين للقاضي نور الله التستري ج2 ص281 الطبعة الحجرية. وقد ذكر الطهراني في الروح المجرد ص221: أن الظاهر هو أن هذه العبارة التي ذكرنا قد التقطها الشيخ البهائي من كلمات ابن عربي وليست هي عين عبارته.. فراجع: الفتوحات المكية ط دار الكتب العربية الكبرى ـ بمصر ج3 ص327 و336.
([115]) الآيتين 56 و 57 من سورة هود.
([116]) الفتوحات المكية ج12 ص210 و211 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([117]) راجع: الفتوحات المكية ج10 ص58 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([118]) راجع: الفتوحات المكية ج10 ص79 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([119]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص123.
([120]) الفتوحات المكية ج1 ص44 و45 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([121]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص352.
([122]) منهاج البراعة ج13 ص269.
([123]) راجع الفتوحات المكية ط دار الكتب العلمية الكبرى ج1 ص147.
([124]) الفتوحات المكية ج10 ص452 و453 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Jul-2009 الساعة : 12:54 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الثاني
الأولياء والأقطاب.. أنبياء لا أرباب..
معجزات أولياء الصوفية:
قد ذكرنا في هذه الدراسة، أوأشرنا إلى نصوص قد صرحت بأن محيي الدين ابن عربي يدّعي لأولياء الصوفية مقام النبوة، ولكن من دون تشريع، كما أنه يدعي لهم من الكرامات والأفعال العجيبة التي تصل إلى حد الإعجاز الشيء الكثير..([125]).

ونحن نعلم: أن سياسة جعل البدائل وتكثيرهم، توجب إضعاف بل إسقاط، المقامات المعنوية، والحط من الكرامات، فتكثير المراجع مثلاً يوجب ضعف أو سقوط مقام المرجعية في النفوس.. وتكثير ادعاء المقامات لكثير من الأشخاص، يجعل هذا الأمر موهوناً ومبتذلاً. ويتضاءل الإحساس بقيمة، وتفرد، وامتياز الأنبياء والأولياء الحقيقيين، كما أن تكثير المزارات والمقامات، من شأنه أن يضعف القيمة المعنوية التي تليق بمقامات ومشاهد أهل البيت ..

كما أن شيوع ادعاء الكرامات والمعجزات يجعل موضوع الكرامة والمعجزة أمراً مبتذلاً وموهوناً، يتداوله الناس فيما بينهم، كما يتداولون طعامهم وشرابهم..

وتسقط بذلك قيمة النبوات ويصبح رسول الله الذي هو علة وجود العالم، والنبي الخاتم بمثابة واحدٍ من أولياء الصوفية، وتزول مرتبته ، ومراتب سائر الأنبياء من النفوس، وتتضاءل قداستهم، ولا تبقى أية ميزة لهم..

كما ويصبح أهل الإمامة العظمى، وآيات الله الكبرى، كسائر الناس، لا يصل أعظمهم، وأكرمهم، إلى أدنى مرتبة يصل إليها أي ولي من أولياء الصوفية المنتشرين في طول البلاد وعرضها..

وتضيع الإمامة، ومعانيها، في خضم هذا البحر المتلاطم من الدعاوى العريضة، وليس ثمة أية ضابطة أو علامة يعرف بها الصادق من الكاذب، والولي من الشقي، وأهل الإيمان من أولياء الشيطان..

ولعل هذا التضييع الذي يتكفل به هذا الأسلوب الذكي، لم يكن بالأمر العفوي، بل كان هناك من يرغب بإشاعته واستمراره وتوسعته فهو مقيد لكثير من طلاب اللبانات في الحياة الدنيا حيث أنه أمر، له في جميع فئات وطبقات الناس الطالب والراغب، ما دام أنه سبيل سهل لادِّعاء هذه المقامات المغرية، ونيل درجات خيالية من التقديس، من دون أن يحتاج إلى بذل جهد، أو مال، أو غير ذلك..

ولو أننا لم نستطع أن نستيقن أن هناك من شجع هذا الاتجاه ونماه، ورعاه وغذاه، فلا أقل، من أن ذلك لم يزعج أحداً من أهل الدنيا، بل هو قد نال رضاهم، بل وإعجابهم في كثير من الأحيان..

وما دمنا بصدد الإشارة إلى فقرات يسيرة تعطي المنحى العام للمتصوفة فيما يضفونه على أنفسهم من هالات التقديس، واختراع الكرامات، حيث يظهرون التنكر للذات، والزهد في الدنيا، مع أن جوهر هذا السلوك هو التسويق للأشخاص، والمزيد من التسلط على الناس، واستئسار عقولهم، ونيل أعلى درجات الكرامة لدى البسطاء منهم، واستحداث مواقع في وجدانهم البريء، تقوم على الإيحاء والادعاء للمقامات، وللتصرفات، وللمعجزات، والكرامات.

فكان أن اخترعوا لهم سلاسل مقامات، هياكل موهومة، ومراتب، وألقاب، وطبقات غير مفهومة، تتجلى بوضوح فيما ذكره محيي الدين بن عربي في كتابه: «الفتوحات المكية» حول طبقات الأولياء، وأسمائهم، ومراتبهم، وأعدادهم، ومواصفاتهم، وهي لا تعدو أن تكون مجرد ترتيبات اقتراحية، واصطلاحات ذوقية، ليس عليها دليل، وليس لهم إلى إثباتها سبيل، لا من آية، ولا من أثر عن سيد الخلق، وأفضل الكائنات والبشر، محمد وآله الأئمة الميامين الغرر..

ونذكر هنا مفردات يسيرة من بحر عجاج، متلاطم الأمواج، من الادعاءات العريضة للكرامات، والمعجزات، والتصرفات مما زخرت به كتب ومؤلفات ابن عربي، فنقول:

([125]) راجع على سبيل المثال: مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص320 و321 والفتوحات المكية.

يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-Jul-2009 الساعة : 06:59 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


استغناء المتصوفة عن المعصوم:
الأولياء فوق الأنبياء:

إن ما يدعيه الصوفية من نيل المعارف عن طريق الكشف، قد أفسح المجال أمام ادعاء الاستغناء عن المعصوم، ثم هو قد مكنهم من ادّعاء نيل العلوم والمعارف، التي قد لا يصل إليها ملك مقرب، ولا نبي مرسل..

1ـ قال ابن عربي: «فمنا من جهل في علمه، فقال: «والعجز عن درك الإدراك إدراك، ومنا من علم، فلم يقل مثل هذا، وهو أعلى القول، بل أعطاه العلم السكوت ما أعطاه العجز.

وهذا هو أعلى عالم بالله، وليس هذا إلا لخاتم الرسل، وخاتم الأولياء.

وما رآه أحد من الأنبياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم، حتى إن الرسل لا يرونه متى رأوه إلا من مشكاة خاتم الأولياء. فإن الرسالة والنبوة، أعني نبوة التشريع ورسالته تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبداً.

فالمرسلون كونهم أولياء لا يرون ما ذكرناه من مشكاة خاتم الأولياء، فكيف من دونهم من الأولياء؟
وإن كان خاتم الأولياء تابعاً في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع، فذلك لا يقدح في مقامه، ولا يناقض ما ذهبنا إليه، فإنه من وجه يكون أنزل، كما أنه من وجه يكون أعلى..

وقد ظهر في ظاهر شرعنا ما يؤيد ما ذهبنا إليه في فضل عمر في أسارى بدر بالحكم فيهم، وفي تأبير النخل.

فما يلزم الكامل أن يكون له التقدم في كل شيء، وفي كل مرتبة، وإنما نظر الرجال إلى التقدم في رتبة العلم بالله، هنالك مطلبهم..

وأما حوادث الأكوان، فلا تعلق لخواطرهم بها، فتحقق ما ذكرناه..

ولما مثل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم النبوة بالحائط من اللبن، وقد كمل سوى موضع لبنة، فكان صلى الله عليه [وآله] وسلم تلك اللبنة.

وأما خاتم الأولياء، فلا بد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله به رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ويرى في الحائط موضع لبنتين. واللبن من ذهب وفضة، فيرى اللبنتين اللتين تنقص الحائط عنهما، وتكمل بهما: لبنة ذهب، ولبنة فضة، فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين فيكمل الحائط..

والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر، وهو موضع اللبنة الفضة، وهو ظاهره، وما يتبعه فيه من الأحكام.

كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا، وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك، الذي يوحي به إلى الرسول..

فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء.

فكل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي، ما منهم أحد يأخذ إلا من مشكاة خاتم النبيين، وإن تأخر وجود طينته، فإنه بحقيقته موجود، وهو قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم: كنت نبياً وآدم بين الماء والطين. وغيره من الأنبياء ما كان نبياً إلا حين بعث..

وكذلك خاتم الأولياء كان ولياً وآدم بين الماء والطين، وغيره من الأولياء ما كان ولياً إلا بعد تحصيله شرائط الولاية الخ..»([126]).

2ـ وبعد أن ذكر انقطاع نبوة التشريع، قال:
«إلا أن الله لطف بعباده، فأبقى لهم النبوة العامة التي لا تشريع فيها، وأبقى لهم التشريع في الاجتهاد في ثبوت الأحكام، وأبقى لهم الوراثة في التشريع، فقال: العلماء ورثة الأنبياء، وما ثم ميراث في ذلك إلا فيما اجتهدوا فيه من الأحكام فشرعوه..

فإذا رأيت النبي يتكلم بكلام خارج عن التشريع، فمن حيث هو ولي وعارف. ولهذا مقامه من حيث هو عالم أتم وأكمل من حيث هو رسول، أو ذو تشريع وشرع.

فإذا سمعت أحداً من أهل الله يقول، أو ينقل إليك عنه أنه قال: الولاية أعلى من النبوة، فليس يريد ذلك القائل إلا ما ذكرناه.

أو يقول: إن الولي فوق النبي والرسول، فإنه يعني بذلك في شخص واحد، وهو أن الرسول من حيث هو ولي أتم من حيث هو نبي رسول، لا أن الولي التابع له أعلى منه..»([127]).

3ـ إلى أن يقول: «إن الشرع تكليف بأعمال مخصوصة، أو نهي عن أفعال مخصوصة، ومحلها هذه الدار، فهي منقطعة.

والولاية ليست كذلك، إذ لو انقطعت لانقطعت من حيث هي، كما انقطعت الرسالة من حيث هي، وإذا انقطعت من حيث هي لم يبق لها اسم.

والولي اسم باق لله تعالى، فهو لعبيده تخلقاً وتحققاً، وتعلقاً، فقوله للعزير: لئن لم تنته عن السؤال عن ماهية الله لأمحون اسمك من ديوان النبوة، فيأتيك الأمر على الكشف بالتجلي..».

4ـ إلى أن قال: «إذ النبوة والرسالة خصوص رتبة في الولاية، على بعض ما تحوي عليه الولاية من المراتب الخ..»([128]).

وتصريحاته بثبوت النبوة العامة للأولياء، وأنها لم تنقطع. والذي انقطع هو نبوة التشريع، كثيرة وغزيرة([129]).

خلفاء الرسل:
5ـ ويقول: «ولهذا مات رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ولم ينص بخلافة عنه إلى أحد، ولا عينه، لعلمه أن في أمته من يأخذ الخلافة عن ربه، فيكون خليفة عن الله مع الموافقة في الحكم المشروع، فلما علم صلى الله عليه [وآله] وسلم ذلك لم يحجز الأمر، فلله خلفاء في خلقه يأخذون من معدن الرسول والرسل الخ..»([130]).

عبدة العجل، عبدة لله تعالى:
6ـ وعن عبدة العجل في زمن النبي موسى ، يقول: «فكان موسى أعلم بالأمر من هارون، لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه بأن الله قد قضى أن لا يعبد إلا إياه، وما حكم الله بشيء إلا وقع..».

العجل بعض المجالي الإلهية:
7ـ إلى أن قال: «أنظر إلى إلهك» فسماه إلهاً بطريق التنبيه وللتعليم، لما علم أنه بعض المجالي الإلهية([131]).

خاتم الأولياء.. هو خاتم النبوة المطلقة:
8 ـ وقال: «وأما ختم الولاية المحمدية، فهي لرجل من العرب، من أكرمها أصلاً ويداً، وهو في زماننا اليوم موجود عرفت به سنة خمس وتسعين وثمان مئة، ورأيت العلامة التي قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده، وكشفها لي بمدينة فاس، حتى رأيت خاتم الولاية منه، وهو خاتم النبوة المطلقة، لا يعلمه كثير من الناس.

وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه، فيما يتحقق به من الحق في سره من العلم به.

وكما أن الله ختم بمحمد صلى الله عليه [وآله] وسلم نبوة الشرايع، كذلك ختم الله بالختم المحمدي الولاية التي تحصل من الورث المحمدي، لا التي تحصل من سائر الأنبياء، فإن من الأولياء من يرث إبراهيم وموسى وعيسى، فهؤلاء يوجدون بعد هذا الختم المحمدي..»([132]).

خاتم الأولياء، ليس هو المهدي:
9ـ ويقول: «استحق أن يكون لولايته الخاصة ختم يواطئ اسمه اسمه صلى الله عليه [وآله] وسلم، ويجوز خلفه، وما هو بالمهدي المسمى، المعروف بالمنتظر، فإن ذلك من سلالته وعترته، والختم ليس من سلالته الحسية، ولكنه من سلالة أعراقه وأخلاقه صلى الله عليه [وآله] وسلم»..([133]).

الكفار هم الأولياء:
10ـ وفي كلام له حول «الأولياء في صفة الأعداء» يقول:

«انظر كيف أخفى سبحانه أولياءه في صفة أعدائه؟ وذلك أنه لما أبدع الأمناء من اسمه اللطيف، وتجلى لهم في اسمه الجميل، فأحبوه تعالى..

والغيرة من صفات المحبة، في المحبوب والمحب، بوجهين مختلفين. فستروا محبته تعالى غيرة منهم عليه، كالشبلي وأمثاله، وسترهم الحق بهذه الغيرة عن أن يُعرفوا.

فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ}([134]).. أي ستروا ما بدا لهم في مشاهدتهم من أسرار الوصلة، فقال: لا بد من أن أحجبكم عن ذاتي بصفاتي. فتاهوا كذلك فما استعدوا. فأنذرتهم على ألسنة أنبيائي الرسل، في ذلك العالم، فما عرفوا: لأنهم في عين الجمع، وخاطبهم الحق من عين التفرقة، وهم ما عرفوا عالم التفصيل، فلم يستعدوا. وكان الحب قد استولى على قلوبهم سلطانه، غيرة من الحق في ذلك الوقت.

فأخبر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، روحاً وقرآناً، بالسبب الذي أصمهم عن إجابة ما دعاهم إليه، فقال: {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ}([135]).. فلم يسمعها غيره، {وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.. فلا يسمعون سوى كلامه على ألسنة العالم، فيشهدونه في العالم متكلماً بلغاتهم: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}.. من سناه ـ إذ هو النور ـ وبهائه، إذ له الجلال والهيبة: يريد الصفة التي تجلى لهم فيها المتقدمة..

فأبقاهم الحق غرقى في بحور اللذات بمشاهدة الذات، فقال لهم: لا بد لكم من {عَذَابٌ عظِيمٌ} فما فهموا ما العذاب، لاتحاد الصفة عندهم.

فأوجد لهم الحق عالم الكون والفساد، وحينئذ علمهم «جميع الأسماء»، وأنزلهم على العرش الرحماني، وفيه عذابهم، وقد كانوا مخبوئين عنده في خزائن غيوبه، فلما أبصرتهم الملائكة خرت سجوداً لهم، فعلَّموهم الأسماء..

فأما أبو يزيد، فلم يستطع الاستواء، ولا أطاق العذاب، فصعق من حينه. فقال تعالى: «ردوا علي حبيبي، فإنه لا صبر له عني».

فحجب بالشوق والمخاطبة.

وبقي للكفار، فنزلوا من العرش إلى الكرسي. فبدت لهم القدمان، فنزلوا عليهما في «الثلث الباقي من ليلة» هذه النشأة الجسمية..».

11ـ وقال: «إن أبا يزيد نفخ في النملة التي قتلها فحييت، فكان عيسوي المشهد»([136]).

وكتاب تذكرة الأولياء مشحون بما يدعون من كرامات ومعجزات للصوفية.. فمن أراد المزيد الذي لا يكاد يحصره عدّ، أو ينتهي إلى حد، فعليه بمراجعة ذلك الكتاب وغيره..


([126]) فصوص الحكم ص62 و63 و64
([127]) فصوص الحكم ص135
([128]) فصوص الحكم ص136.
([129]) الفتوحات المكية: ج12 ص147 و148 و149 و185 و186 و317 و318 و336 و337 و338 و339 و340 و341 و342 و344 و345 و424 و425. وج11 ص251 حتى ص255 و358 و391 و398 وج10 ص119 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([130]) فصوص الحكم ص163.
([131]) راجع فصوص الحكم ص192.
([132]) راجع: الفتوحات المكية ج12 ص121 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([133]) راجع: الفتوحات المكية ج12 ص128 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([134]) الآية 6 من سورة البقرة.
([135]) الآية 7 من سورة البقرة.
([136]) فصوص الحكم ص142.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 24  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-Jul-2009 الساعة : 01:35 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


القسم الثالث
ابن عربي.. سني متعصب..


وهو يشتمل على سبعة فصول:
الفصل الأول: سمات ومناهج..
الفصل الثاني: نبذة من عقائده..
الفصل الثالث: أئمته.. ومقاماتهم؟!
الفصل الرابع: مقامات أبي بكر..
الفصل الخامس: عمر بن الخطاب الولي المعصوم..
الفصل السادس: شخصيات يعظمها إلى حد التقديس
الفصل السابع: قبائح أم مدائح..
الفصل الأول

سمات ومناهج..

بداية:
وبعد، فإن من يراجع حياة ابن عربي يجد: أن منهجه غريب عن منهج الشيعة والتشيع، وعن كل ما قرره أهل البيت ، وأن سمات التسنن العميق ظاهرة عليه في مختلف المجالات التي تصدى للحديث عنها..

ونحن نورد في هذا الفصل «متفرقات» من هذه السمات، ونماذج من تلك المناهج، تؤكد هذه الحقيقة، فنقول:

دعاء ختم صحيح البخاري:
1ـ قال في الدعاء في الباب الأخير من «الفتوحات»:
«اللهم اسمعنا خيراً، وأطلعنا خيراً! ورزقنا الله العافية، وأدامها لنا، وجمع الله قلوبنا على التقوى، ووفقنا لما يحب ويرضى! {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}([137])..

ثم يقول:
«.. هذا الدعاء سمعته من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في المنام، يدعو به بعد فراغ القارئ عليه من كتاب «صحيح البخاري»، وذلك سنة تسع وتسعين وخمسمائة، بمكة، بين باب الحزَّورة وباب أجياد، يقرؤه الرجل الصالح محمد بن خالد الصدفي التلمساني، وهو الذي كان يقرأ علينا كتاب «الإحياء» لأبي حامد الغزالي»([138]).

وضوء ابن عربي:
2ـ ولسنا بحاجة إلى الإشارة إلى أن كل أحد يعرف الفرق بين وضوء أهل السنة، ووضوء الشيعة، وأن الشيعة لا يغسلون أرجلهم فيه، وإنما يمسحون ظاهرها من رؤوس الأصابع إلى الكعبين، كما أنهم لا يمسحون حول آذانهم..

ولكن وضوء ابن عربي لا يشبه وضوء الشيعة، بل هو عين وضوء أهل السنة، فهو يغسل الرجلين، ويرى عدم الاكتفاء بمسح مقدم الرأس، بل يضيف إليه المسح حول الأذنين أيضاً، فراجع..([139]).

لا يقول بالقياس، لكنه يجيز الحكم به:
3 ـ وقال: «وأما القياس فمختلف في اتخاذه دليلاً وأصلاً، فإن له وجهاً في المعقول، ففي مواضع تظهر قوة الأخذ به على تركه، وفي مواضع لا يظهر ذلك.

ومع هذا فما هو دليل مقطوع به، فأشبه أخبار الآحاد، فإن الاتفاق واقع على الأخذ به، مع كونه لا يفيد العلم. وهو أي العلم أصل من أصول إثبات الأحكام، فليكن القياس مثله، إذا كان جلياً لا يرتاب فيه.
وعندنا، وإن لم أقل به في حقي، فإني أجيز الحكم به ممن أداه اجتهاده إلى إثباته، أخطأ في ذلك أم أصاب، فإن الشارع أثبت حكم المجتهد، وإن أخطأ، وأنه مأجور..

فلولا أن المجتهد استند إلى دليل في إثبات القياس، من كتاب، أو سنَّة، وإجماع، أو من كل أصل منها، لما حل له أن يحكم به..

بل ربما يكون في حكم النظر عند المنصف القياس الجلي أقوى في الدلالة على الحكم من خبر الواحد الصحيح..»([140]).

إلى أن قال:
«ونحن نقطع أنه لا بد فيها (أي في هذه المسألة الفرعية) من حكم إلهي مشروع، وقد انسد الطرق، فلجأنا إلى الأصل، وهو النظر العقلي، واتخذنا قواعد إثبات هذا الأصل، كتاباً وسنة، فنظرنا في ذلك، فأثبتنا القياس أصلاً من أصول أدلة الأحكام، بهذا القدر من النظر العقلي. حيث كان له حكم في الأصول، فقسنا مسكوتاً عنه على منطوق به لعلة معقولة، لا يبعد أن تكون مقصودة للشارع، تجمع بينهما في مواضع الضرورة، إذا لم نجد فيه نصاً معيناً. فهذا مذهبنا في هذه المسألة».

ثم بدأ يتكلم حول تخطئة مثبت القياس، وأن هذه التخطئة خطأ لا يصح..([141]).

فهو قد قال هذا، رغم أنه قد صرح بأنه لا يقول بالقياس، لأن النبي لم يأمر به؟!..([142]).

فتجده يصعد، ويصوب، ويتذاكى، ويتذبذب، ويسعى للتوفيق بين رفضه للعمل بالقياس، وبين حفظ مقام القياس، ومقام القائلين به، وتأكيد حجية أحكامهم به، ومعذوريتهم فيها..

4ـ ويقول معقباً على جمع النبي بين المغرب والعشاء في المزدلفة، وبين الظهر والعشاء في عرفة:
«.. فإن الله قد علم من عباده: أنهم بعد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يتخذون القياس أصلاً فيما لا يجدون فيه نصاً من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، فوفق رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى الجمع في هذا اليوم بتقديم صلاة العصر، وتأخير صلاة المغرب، ليقيس مثبتوا القياس التأخير لهذا التأخير، والتقديم لهذا التقديم..

وقد قرر الشارع حكم المجتهد أنه حكم مشروع، فإثبات المجتهد القياس أصلاً في الشرع، بما أعطاه دليله، ونظره واجتهاده، حكم شرعي، لا ينبغي أن يرد عليه من ليس القياس من مذهبه.

وإن كان لا يقول به، فإن الشارع قد قرره حكماً في حق من أعطاه اجتهاده ذلك.

فمن تعرض للرد عليه، فقد تعرض للرد على حكم أثبته الشارع.

وكذلك صاحب القياس، إن رد على حكم الظاهري الخ..»([143]).

العمل بخبر شارب الخمر، في إفاقته:
5ـ وهو يجوّز أخذ الخبر من الفاسق، حتى من شارب الخمر، إذا حدَّث في حال إفاقته..([144]).

الإجماع هو إجماع الصحابة لا غير:
6ـ ويقول: «الإجماع هو إجماع الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لا غير، وما عدا عصرهم فليس بإجماع يحكم به»([145]).

النبي بشر، لا يتبع إلا إذا أمر:
7ـ وهو لا يرى لزوم اتباع النبي ، إلا إذا أمر بذلك، قال: «فإنه بشر، يتحرك كما يتحرك البشر، ويرضى كما يرضى البشر، ويغضب كما يغضب البشر، فلا يلزمنا اتباعه في أفعاله إلا إن أمر بذلك»([146]).

البدع سنن مشروعة:
8 ـ وهو يصرح بأن البدع التي شرعها غير رسول الله ، هي سنن مشروعة.

وكأنه من أجل أن يصحح بدعة التراويح، وغيرها، فهو يقول:
«هي على قسمين: سنة أمر بها الرسول، وحرض عليها، أو فعلها بنفسه، وخيّر أمته في فعلها، وسنة ابتدعها واحد من الأمة، فاتبع فيها، فله أجرها، وأجر من عمل بها»..([147]).

الإستحسان:
9ـ وحول مشروعية الاستحسان يقول:

«أما السنن التي هي الشرائع المستحسنة بعد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فهو الاستحسان عند الفقهاء الذي قال فيه الشافعي رحمه الله: من استحسن فقد شرع، فأخذها الفقهاء منه على جهة الذم، وهو رضي الله عنه نطق بحقيقة مشروعة، لم تفهم عنه، فإنه..».

إلى أن قال:
«.. فمن استحسن ـ أي من سن سنة حسنة ـ فقد شرع. ويا عجباً من عدم فهم الناس كلام الشافعي في هذا..»([148]).

صلاته على جميع الصحابة:
10ـ كانت آخر عبارة له في الفتوحات المكية هي التالية:
«وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين».

ومن الواضح: أن الشيعي إنما يصلي على العدول من الصحابة، وهم قليلون، وليس من بينهم من حارب الإمام علياً ، أو اغتصب حقه، فلا يترضى مثلاً على طلحة، والزبير، ومعاوية، وغيرهم ممن حارب الإمام علياً ، ولا على من نفَّر الناقة برسول الله يوم العقبة، ولا على عبد الله بن أبي، والحكم بن أبي العاص، وغيرهم.. وغيرهم..

غيرة النبي :
11ـ ويقول عن يوم العيد: «وفي هذا اليوم لعبت الأحابشة في مسجد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وهو واقف ينظر إليهم، وعائشة رضي الله عنها خلفه صلى الله عليه [وآله] وسلم..»([149]).

فهل ترى هذا الفعل يليق برسول الله ، ولو من الناحية الاجتماعية، بغض النظر عن موضوع الغيرة. ورسول الله أغير البشر؟

ثم إنه هل كان مسجد الرسول موضعاً للعب الأحابشة؟!..

الغناء في بيت رسول الله :
12ـ قال ابن عربي: «وفي هذا اليوم دخل بيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] مغنيتان، فغنتا في بيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ورسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يسمع.

ولما أراد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حين دخل، أن يغيِّر عليهما، قال له رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: دعهما يا أبا بكر، فإنه يوم عيد»([150]).

شرك أبي طالب:
13ـ ويقول: «أمر النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بغسل عمه أبي طالب، وهو مشرك»([151]).
ولا ندري كيف!! ولماذا يأمر بغسل المشرك؟!!

14ـ وذكر حديث صحيح مسلم بن الحجاج، عن العباس، عن النبي : «أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وإن في قدميه لنعلين يغلي منهما دماغه»..

ثم عقب ذلك بقوله:
«فانظر كيف كان له قدم صدق في محبته، وقبول أمره، ولكنه انتقل فيه الخوف من الخلق، والرجاء لهم، فظهرت حقيقته له بعد الموت، بنعلين من النار..

وأما الحكمة في كونهما يغلي منهما دماغه، فلأن في الصحيح: «ألا أخبركم برأس الأمر وعموده، وذروة سنامه؟: الجهاد في سبيل الله..

ومن المعلوم: أن أبا طالب كان أشد الناس جهاداً عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ولكنه لم يتدين بدينه، خشية من السبّة، فكان خوفه لغير الله سبباً لإحباط جهاده، وإفساده..

وهكذا تكون حقيقة خوفه لغير الله، وهي نعله في النار، سبباً لإذابة دماغه، وهو لهب رأسه، وإحباطه بالإذابة والإفساد..([152]).

15ـ وقال حول نزول آية: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}([153])، «.. ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه. وفيه نزلت الآية التي ذكرناها الخ..»([154]).

تأبير النخل، والنزول على الماء في بدر:
16ـ ويقول حول أن الشارع قرر حكم المجتهد، فليس لغيره الذي يراه مخطئاً إزالة حكم اجتهاده:

«أصل هذا الباب في قبول الكامل ما يشير به الأنقص، في المسألة التي هي أعلم بها منه، حديث تأبير النخل، وقوله صلى الله عليه [وآله] وسلم لأصحابه: أنتم أعلم بمصالح دنياكم. ورجع إلى قولهم.
وكذلك رجوعه صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى قولهم يوم بدر في نزوله على الماء..»([155]).

عدالة أهل المذاهب:
17ـ ويقول: «ليس للشافعي مثلاً إذا كان حاكماً أن يرد شهادة الحنفي، إذا كان عدلاً، مع اعتقاده تحليل النبيذ. ويحده عليه إن شربه الحنفي. لكونه حاكماً يرى تحريمه لدليله، فيجب عليه إقامة الحد..

وكالحنفي إذا كان حاكماً، وقد رأى شافعياً تزوج بابنته المخلوقة من ماء الزنا منه، ويشهد عنده، فلا يرد شهادته، إذا كان عدلاً. ويفرق بينه وبين زوجته التي هي ابنته لصلبه، المخلوقة من ماء الزنا، لكونه حاكماً ذا سلطان، فإنه صاحب الوقت»([156]).

حول الصحابة:
ومن الأمور التي يصر عليها أهل السنة، حكمهم على الصحابة كلهم بأنهم عدول، وأنه لايصح التعرض لأي منهم في شيء مما صدر منه، حتى لو خرج أحدهم على إمام زمانه، وقاد الجيوش، وخاض الحروب، وقتل بسبب ذلك عشرات الألوف..

وها هو ابن عربي يقرر نفس هذا المبدأ بصورة قاطعة وقوية، حيث يوجب الإمتناع عن أي مساس بأي واحد من الصحابة. ويعلن سخطه على من يسب حتى بعض الصحابة، متجاهلاً حقيقة الجرائم التي صدرت عن ذلك البعض، مثل قتل المؤمنين، والخروج على إمام زمانه..

18ـ قال: «فوالله يا وليي، لقد قرع سمع أخيك سب عيسى ، وسب بعض الصحابة الكرام الخ..»([157]).

19ـ وقال وهو يتحدث عن عثمان، ومعاوية، وما أحدثاه في صلاة العيد:
«فالظن بهم (الصحابة) جميل رضي الله عنهم، ولا سبيل إلى تجريحهم، وإن تكلم بعضهم في بعض، فلهم ذلك، وليس لنا الخوض فيما شجر بينهم، فإنهم أهل علم واجتهاد، وهم حديثو عهد بنبوة. وهم مأجورون في كل ما صدر منهم عن اجتهاد، سواء أخطأوا أم أصابوا»([158]).

20ـ وقد تقدم في فصل: «شخصيات يقدسها»، ما يشير إلى ذلك أيضاً، فراجع ما ورد تحت عنوان: دفاعه عن معاوية في بدعته..

21ـ وتقدم آنفاً تحت عنوان: «تعظيم أهل البدع»: أن الظن في الصحابة جميل، ولا سبيل إلى تجريحهم، وإن تكلم بعضهم في بعض، فلهم ذلك، وليس لنا الخوض فيما شجر بينهم الخ..

أهل السنة هم أهل الحق:
22ـ وقال مصرحاً بأن مذهب أهل السنة هو المذهب الحق، «وهو أن ينسب إلى هذه الذات: أنها قادرة على الإيجاد عند أهل السنة، أهل الحق..»([159]).

فمن يرى أن أهل السنة هم أهل الحق، لايكون شيعياً، كما هو معلوم.

نسبة كلام علي إلى غيره!!

ثم إنه ينسب كلام أمير المؤمنين إلى غيره، في العديد من المواضع..

23ـ ويذكر على سبيل المثال قوله:
قال الصديق رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً، إلا رأيت الله قبله..

وقال الفاروق رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله معه..

وروى عن عثمان رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله بعده..

ومنهم قال: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله عنده.. الخ..([160]).

24ـ وفي مثال آخر نجده ينسب إلى عمر بن الخطاب، أنه هو الذي يقول: «لو كشف الغطاء، ما ازددت يقيناً»([161]).

مع أن هذا من كلام الإمام علي أيضاً([162]).

ولكنه يبهم هذا الأمر في موضع آخر، ولا يصرح باسم أحد، فهو يقول مخاطباً نفسه:
«ألم تري إلى الذي قال: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً؟! لعظيم الكشف»([163]).
وتتبع كتبه يظهر الكثير من الموارد المشابهة..

أسانيد روايات أهل السنة:
25ـ كما أنه يعتبر أن ما يرويه البخاري ثابت، ويعتبر رواة السند بما فيهم أبو هريرة وأضرابه، ثقاة([164]).

لا يشير إلى كتب الشيعة بشيء:
26ـ وبعد، فإن جميع كتاب الفتوحات المكية مبني على روايات كتب الصحاح، وغيرها من كتب السنة، ولا تجده يشير إلى كتاب الكافي، ولا إلى غيره من كتب الشيعة، ولا يستدل على ما يراه حكماً شرعياً، بأي شيء مما روي عن أئمة أهل البيت ، باستثناء ما رواه أهل السنة عن الإمام علي ..

بدعة صيام عاشوراء:
27ـ ثم هو قد حكم باستحباب صيام يوم عاشوراء، وأصر عليه، في أكثر من مورد، وقد ذكر ما ورد فيه من أخبارهم([165]). فراجع.

من وافق ليلة القدر سقطت له المحرمات:
28ـ ويقول: «فيكون من قام ليلة القدر، فوافقها فقد ستر عنه خطاب التحريم، وأبيح له شرعاً، فما تصرف إلا في مباح، فإن الله لا يأمر بالفحشاء، الخ..»([166]).

([137]) الآية 286 من سورة البقرة.
([138]) الفتوحات المكية ج4 ص552 ط دار الكتب العربية الكبرى بمصر والوصايا ص274 و275 والروح المجرد ص352 و353.
([139]) راجع: مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص305 وراجع: الفتوحات المكية حين يتحدث عن أسرار الطهارة في السفر الخامس ط سنة 1977 المكتبة العربية القاهرة..
([140]) الفتوحات المكية ج13 ص445 و446 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([141]) الفتوحات المكية ج13 ص448 و449 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([142]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص462 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([143]) الفتوحات المكية ج7 ص137 و138 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([144]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص453 و454 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([145]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص460 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([146]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص463 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([147]) راجع: الفتوحات المكية ج3 ص389 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([148]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص491 و492 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([149]) الفتوحات المكية ج7 ص461 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([150]) الفتوحات المكية ج7 ص461 و462 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([151]) الفتوحات المكية ج7 ص477 و478 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([152]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص438 و439 و440.
([153]) الآية 56 من سورة القصص.
([154]) فصوص الحكم ص130
([155]) الفتوحات المكية ج7 ص490 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([156]) الفتوحات المكية ج7 ص489 و490 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. وراجع فصوص الحكم ص63 و206 و207.
([157]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص152 و153.
([158]) الفتوحات المكية ج7 ص458 و459 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([159]) الفتوحات المكية ج3 ص107
([160]) كتاب الأعلام بإشارات أهل الإلهام ص2 رسائل ابن عربي.. وراجع: الفتوحات ج6 ص234 وج8 ص451 وج9 ص128 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([161]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص205.
([162]) راجع: المناقب لابن شهر آشوب ج1 ص317 ومنتهى المطلب ج3 ص44 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص159 ومصادر ذلك كثيرة جداً.
([163]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص141.
([164]) الفتوحات المكية ج9 ص152 و153.
([165]) راجع: الفتوحات المكية ج9 ص233 و300 و302 و303 و305 و306 و307 و308 و309 و310.
([166]) الفتوحات المكية ج4 ص451


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Jul-2009 الساعة : 01:11 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الثاني
نبذة من عقائده..

من عقائده:
وبعد.. فإن هذا الرجل لم يزل يؤكد على تسننه، ليس فقط بما يورده من فضائل وكرامات، ويمنحه من ألقاب ومقامات، لأناس لا يرى لهم الشيعة شيئاً من ذلك..

وليس فقط أيضاً بما يصرح به من اتهامات للشيعة.

وبما يقوم به من محاولات للتشكيك بمعتقداتهم.

وبما يلهج به من مواقف يتبناها، وعقائد يلتزم بها ولا يتخطاها..

وحيث إن ما سجله وصرح به في كتبه كثير، فلا بد من الاكتفاء ببعض منه لنقدمه كنموذج ومثال، لا على سبيل الاستقصاء لما سجله من أقوال..

ونذكر من عقائده التي لا تنسجم مع دعوى تشيعه، الموراد التالية:
خلق النبي آدم :
1ـ إنه يقول:
«لما أمر الله تعالى بقبض القبضة التي خلق منها آدم ، فهبط ملك الموت لذلك. وكان إبليس في الأرض، قد استخلفه الله تعالى فيها مع جملة من الملائكة، وقد مكث زماناً طويلاً يعبد الله.

فقبض ملك الموت القبضة من سائر الأرض. وكان إبليس يطؤها بقدمه.

فلما عجنت طينة آدم، وصورته من تلك الطينة، جاء خلق النفس من التراب الذي وطأه إبليس من قدمه. وخلق القلب من التراب الذي لم يطأه إبليس، فاكتسبت النفس ما فيها من الخبث، والأوصاف المذمومة من ملامسة وطأة قدم إبليس.

ومن هنا جعلت النفس مأوى الشهوات، وعيشه وسلطانه عليه، لوطئه لها. ومن هنا جعل إبليس التكبر على آدم.. الخ..»([167]).

تعدد القدماء:
2ـ وذكر أيضاً:
أنه لا يستحيل في العقل وجود قديم وليس بإله، فإن لم يمكن فمن طريق السمع لا غير([168])..

ومن المعلوم أن هذا ليس من عقائد الشيعة..

3ـ ويقول القديحي: في مسألة علم الله بما سواه: إن ابن عربي يقول بتعدد القدماء كما صرح به في موضعه..

4ـ وقال: «وظاهره هنا جعل هذه الصورة عين ذات الباري، لأنها علمه بنا. وقد قال: إن علمه به الذي هو عين ذاته عين علمه بنا. وهو إفصاح بمذهب أن الأشياء في ذات الله بنحو أشرف: أو هو قول باتحاد العلم والعالم والمعلوم، فإن ما سواه طبق معلومه لا عين معلومه تعالى.

كما أن علمه بنفسه يتحد العلم والعالم والمعلوم، لا فرق بين علمه بنفسه وعلمه بنا، كما صرح به..»([169]).

الجبر.. والكسب:
5ـ وقال:
«فما في الوجود طاعة ولا عصيان، ولا ربح ولا خسران.. ولا.. ولا.. إلا وهو مراد للحق تعالى. وكيف لا يكون مراداً له، وهو أوجده الخ..»
إلى أن قال:
«فالكفر والإيمان، والطاعة والعصيان، بمشيئته، وحكمته، وإرادته»([170]).

6ـ ويقول: «وليس بيد العبد فيه (أي في التصرف) شيء. وإنما العبد مصرَّف، فهو بحسب ما يقام فيه، ويراد به.

وما الإنسان في تركه وعدم تركه للشيء، فعل. بل هو مجبور في اختياره، إذا كان مؤمناً، فإنا قيدنا «الغضب» أن يكون لله، وأما الغضب لغير الله، فالطبع البشري يقتضي الغضب والرضا، يقول رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: إنما أنا بشر، أغضب كما يغضب البشر، وأرضى كما يرضى البشر الخ..»([171]).

7ـ وقال: «إن من عباد الله من يطلعهم الله على ما قدر عليهم من المعاصي، فيسارعون إليها من شدة حيائهم من الله، ليسارعوا بالتوبة، وتبقى خلف ظهورهم، ويستريحون من ظلمة شهودها، فإن تابوا عادت حسنة، على قدر ما تكون..([172]).

وقال ابن عربي:
«لم تتعلق قدرته تعالى بإيجاد شيء حتى أراده الخ»([173]).

وقد علق عليه الشيخ إبراهيم بن مهدي آل عرفات القطيفي القديحي بقوله:
«هذا هو مذهب الأشعري، من توارد القدرة والإرادة، وتوافقهما، وتكافئهما، لا تزيد إحداهما على الأخرى، ولا تنقص عنها، فكل موطن تناولته القدرة تناولته الإرادة، وكل موضع تعلقت به الإرادة تعلقت به القدرة، فهما متلازمتان لا انفكاك لإحداهما عن الأخرى..

فإن قيل لهم: يلزمكم إرادة الشرور والمعاصي..

قالوا في ميدان المجادلة مرة: كذلك الله ربنا، إذ يستحيل على ربنا المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل أن يفعل ما لا يريده، ويقع في ملكه ما لا يريده..

وقالوا مرة: إن كونهما شروراً أو معاصي ليس عينها، بل هو حكم الله فيهما، وحكم الله في الأشياء غير مخلوق. وما لم يجر عليه الخلق لا يكون مراداً، بل المخلوق المراد المتعلق للقدرة إنما هو الأعيان..

8 ـ وقال: «لما كانت الإرادة تتعلق بمرادها حقيقة، ولم يكن القدرة الحادثة مثلها، لاختلال في الطريقة، فذلك هو الكسب، فكسب العبد، وقدر الرب الخ..»([174]).

9ـ وقال: «الكسب تعلق إرادة الممكن بفعل مَّا دون غيره، فيوجد الاقتدار الإلهي عند هذا التعلق، فيسمى ذلك كسباً للممكن..»([175]).

10ـ وله تصريحات أخرى حول قبوله بنظرية الكسب في أفعال العباد([176]). فليراجعها من أراد..

ونظرية الكسب هي مقولة الأشعري المرفوضة عند الشيعة الإمامية كما هو معلوم لدى كل أحد، فراجع..

11ـ ويقول: «لما اقتحم آدم وإبليس المعصية، هذا بترك ما أمر به، وذاك بفعل ما نهي عنه، جمع بينهما القدر إذ قدر، لأنه تعالى أمر وأراد خلاف ما أمر، فما وهبه الأمر سلبته الإرادة.. الخ..»([177]).

12ـ وقال حول قوله تعالى: {إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ}([178]): «لأنك أنت القائل، ومن قال أمراً، فقد علم ما قال»([179]).

ونقول:
إن القول بوحدة الوجود الذي يذهب إليه ابن عربي يضطره إلى القول بالجبر، فإن الخلق إذا كان عين الحق تعالى حتى ان فرعون كان من تجلياته تعالى، فيكون جميع ما يصدر منه مستنداً إلى الله سبحانه..

([167]) شجرة الكون ص82 و83.
([168]) الفتوحات المكية ج1 ص201.
([169]) الردود والنقود ص346.
([170]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص301 وراجع ص302.
([171]) الفتوحات المكية ج5 ص272
([172]) الفتوحات المكية ج9 ص228 و229 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، وستأتي هذه العبارة بتمامها في فصل من هم أهل البيت وحقيقة عصمتهم..
([173]) الردود والنقود ص94.
([174]) الردود والنقود ص103.
([175]) الردود والنقود ص110.
([176]) الفتوحات المكية ج1 ص182 و191 وج10 ص242 و243.
([177]) شجرة الكون ص80.
([178]) الآية 116 من سورة المائدة.
([179]) راجع: فصوص الحكم ص146.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 26  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-Jul-2009 الساعة : 07:27 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


معنى وحدة الوجود:
13ـ قال ابن عربي في الفص اللقماني: «إن الله لطيف، فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح، فيقال: هذا سماء، وأرض، وصخرة، وشجرة، وحيوان، وملك، ورزق، وطعام، والعين واحدة من كل شيء، وفيه تقول الأشاعرة: إن العالم كله متماثل بالجوهر، فهو جوهر واحد. فهو عين قولنا: العين واحدة الخ..»([180]).

فرعون عين الحق تعالى:
14ـ وقال في الفص الموسوي: «إن فرعون عين الحق قد ظهر بهذه الصورة. وهذه عبارته:
«فصح قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى}، وإن كان عين الحق، فالصورة لفرعون، فقطع الأيدي والأرجل بعين حق في صورة باطل، لنيل مراتب لا تنال إلا بذلك الفعل»([181]).

وقال في أول الفتوحات: «سبحان من أظهر الأشياء، وهو عينها».

والكلام في هذا الموضوع طويل ومتشعب، وقد حاولوا أن يؤولوا كلام ابن عربي بتأويلات لا تتناسب مع صراحة كلامه..

ولا نريد أن ندخل في هذا الأمر حتى لا يتخذوا تلك التأويلات ذريعة لإنكار الواضحات، فيما يرتبط بتشيع هذا الرجل.

فإن هناك من يحاول: أن يتخذ من الشبهة وسيلة تعميةٍ على البديهيات، فيلجأ إلى تعظيم الأمر وتهويله، ثم يصدر حكماً عاماً ببطلان سائر الأدلة، من دون أن يكلف نفسه عناء عرضها ومحاكمتها، والدلالة على مواضع الخلل فيها، الأمر الذي يحمل معه أسوأ أنواع الخداع، والخيانة للحق والحقيقة..

تكليف ما لا يطاق:
15ـ وقال: إن تكليف ما لا يطاق جائز عقلاً، وادعى أنه قد عاين ذلك مشاهدة ونقلاً..([182]).

معاقبة البريء وعقائد أخرى:
16ـ وقال: إن معاقبة البريء ليست ظلماً، وأنه يصح نسبة ذلك إلى الله، لأنه هو المالك الحقيقي..([183]).

وذكر الشيخ إبراهيم القديحي بعض عقائد ابن عربي في كتابه الفتوحات، فقال: «منها تأويل العذاب بالعذاب..

والكفر بسر الإسلام..

وانخراط فرعون وهامان في المسلمين المؤمنين..

والقول بوحدة الوجود.. أعني وحدة الموجود..

بل إن العابد عين المعبود..

وإن لذات أهل النار في النار، إذا استمر الخلود لا تنقص عن لذات نعيم أهل الجنة في الجنة..([184]).

التحسين والتقبيح شرعيان:
17ـ وقال: إن التحسين والتقبيح ثابتان في الشرع فقط..([185]).

الحكمة الإلهية:
18ـ وقال: لا يجب على الله رعاية الأصلح..([186]).

التجسيم الإسرائيلي:
19ـ وهو يتحدث عن العرش والكرسي، والقدمين، في أكثر من مورد..([187]).

20ـ وكذلك الحال بالنسبة لحديث: كلتا يديه يمين([188]). تبارك وتعالى..

21ـ وحديث خلق الله آدم على صورته، تبارك وتعالى..([189]).

وحديث خلق حواء من ضلع آدم..([190]) وهو مأخوذ من التوراة..

22ـ وحديث: إن الجبار يضع قدمه في النار.. ويحاول تأويله والخروج من حالة الإحراج..

23ـ ويعتبر حديث: رأيت ربي في أحسن صورة.. صحيحاً..

24ـ ويذكر أيضاً حديث أن ضرس الكافر في النار مثل أحد، وكثافة جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبار، وغير ذلك..([191]).

25ـ ويذكر ما صح عن رسول الله من الأخبار التي وصف فيها ربه: من الفرح، والضحك، والتعجب، والتبشبش، والغضب، والتردد، والكراهة، والمحبة، والشوق.. وإن ذلك مما يجب الإيمان والتصديق به..([192]).


«إن الشارع ما أنكر إطلاقها في جناب الحق: من استواء، ونزول، ومعية، وضحك، وفرح، وتبشبش، وتعجب، الخ..»([193]).

26ـ وقال: «القدم صفة إلهية، وصف الحق بها نفسه و{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}([194]).. الخ([195]).

إسلام شيطان النبي :
27-وهو يقبل بالحديث المزعوم عن أنه كان لرسول الله شيطان قد أعانه الله عليه فأسلم..([196]).


([180]) فصوص الحكم ص188.
([181]) فصوص الحكم ص211.
([182]) الفتوحات المكية ج1 ص183.
([183]) الفتوحات المكية ج1 ص183.
([184]) الردود والنقود ص98.
([185]) الفتوحات المكية ج1 ص183 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، والردود والنقود ص104.
([186]) الفتوحات المكية ج1 ص183 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، والردود والنقود ص104.
([187]) الفتوحات المكية ج2 ص362 وغيرها.. تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([188]) فصوص الحكم ص144 والفتوحات المكية ج11 ص184 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([189]) فصوص الحكم ص199 والفتوحات المكية ج11 ص258 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. ومجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص399 و400.
([190]) الردود والنقود ص362.
([191]) الفتوحات المكية ج2 ص114 ـ 117 وراجع: ج4 ص400 و401 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([192]) الفتوحات المكية ج3 ص251 وج1 ص190 وج7 ص199 وج13 ص129 و130 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى والردود والنقود ص109.
([193]) الفتوحات المكية ج3 ص253 حتى ص255 وج4 ص225 وراجع ج1 ص190 وج7 ص199 وج13 ص129 و130 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([194]) الآية 11 من سورة الشورى.
([195]) الفتوحات المكية ج10 ص156 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([196]) الردود والنقود ص393 و394.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 29-Jul-2009 الساعة 07:37 PM.


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 27  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-Jul-2009 الساعة : 07:12 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الهرولة الإلهية:
28ـ بل هو يصدق بالحديث الذي ينسب الهرولة إلى الله عز وجل، ثم يقرر: أن المراد هو إثبات هذه الصفة له حسب ما يليق بجلاله، لأنه المجهول الذي لا يعرف.

29ـ وقال: «وأما معقولية الهرولة، فما خاطب الله أهل اللسان إلا بما يعقلونه.

فالهرولة معقولة، وصورة النسبة مجهولة، وكذلك جميع ما وصف الله به نفسه مما توصف به المحدثات»([197]).

وهذا الكلام هو نفس ما يقوله أئمة العقائد، من حشوية أهل السنة والوهابية..

نزول الله إلى السماء الدنيا:
30ـ وهو أيضاً يصدق بالحديث القائل: إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في كل ليلة، في الثلث الباقي من الليل([198]).

مع أن أهل البيت قد أعلنوا بالإنكار على الذين يسوِّقون لهذا الحديث، وبينوا: أنهم قد حرفوا الكلام عن مواضعه، فقد روي أنه قيل للإمام الرضا : ما تقول في الحديث الذي يروي الناس عن رسول الله ، أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا؟

فقال : لعن الله المحرفين للكلم عن مواضعه، والله، ما قال رسول الله كذلك. إنما قال : إن الله تعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل، فيأمره فينادي: هل من سائل، فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه..

إلى أن قال:
فلا يزال ينادي هذا إلى أن يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء..([199]).

وفي الاحتجاج عن الإمام الكاظم قال في هذا الحديث: إن الله لا ينزل، ولا يحتاج إلى أن ينزل الخ..([200]).

والحديث طويل أبطل فيه تحريفهم هذا بالدليل العقلي..

الأولياء يشاهدون الملك:
31ـ إنه يدعي أن أنبياء الأولياء يشاهدون الملك عند الإلقاء على حقيقة الرسول([201]).

الكذبات الثلاث للنبي إبراهيم :
32ـ وهناك كلامه حول ما يرويه أهل السنة من كذبات النبي إبراهيم الثلاث،([202]) وغير ذلك مما يتعلق بمعاصي الأنبياء، التي ينسبونها إليهم، وحاشاهم صلوات الله على نبينا وآله، وعليهم.

رؤية الله في الآخرة:
33ـ ويذكر أن الله تعالى يتجلى في يوم القيامة للخلائق، فيقول: أنا ربكم.

فيقولون: نعوذ بالله منك. هذا نحن منتظرون حتى يأتينا ربنا..

فيقول لهم جل وعلا: هل بينكم وبينه علامة تعرفونه بها؟

فيقولون: نعم.

فيتحول لهم في الصورة التي عرفوه فيها بتلك العلامة، فيقولون: أنت ربنا..

فيأمرهم تعالى بالسجود، فلا يبقى من كان يسجد لله إلا وسجد، ومن كان يسجد اتقاء ورياء جعل الله ظهره طبقة نحاس، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، وذلك قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}([203])..»([204]).

34ـ وعلى كل حال، فإنه قد تحدث في أكثر من مورد عن رؤية الله تعالى في الآخرة، وذكر تفاصيل عجيبة وغريبة في ذلك([205]). فراجع..

وهذا ليس من عقائد الشيعة كما هو معلوم..

نعيم من لم يعمل خيراً قط:
35ـ ثم إنه يستدل على أن أهل التوحيد العقلي الذين لم يعملوا خيراً قط يُنَعَّمُون، بحديث عثمان المروي في صحاح أهل السنة..([206]).

إعجابه بإسرائيليات السبتي:
36ـ ويقول: إن أحمد السبتي، ابن أمير المؤمنين هارون الرشيد ـ على حد تعبيره ـ كان يصوم ستة أيام، ويشتغل بالعبادة فيها، فإذا كان يوم السبت احترف فيما يأكله بقية الأسبوع.

فقال له: «لم خصصت يوم السبت بعمل الحرفة، فقال: لأن الله سبحانه ابتدأ خلقنا يوم الأحد، وانتهى الفراغ منه في يوم الجمعة، فجعلت تلك الأيام لي عبادة لله تعالى، لا اشتغل فيها بما فيه حظ لنفسي، فاحترفت في طلب ما أتقوت به في تلك الأيام.

هكذا كل جمعة، فإنه سبحانه نظر إلى ما خلق في يوم السبت، فاستلقى، ووضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال: أنا الملك، لظهور الملك، ولهذا أسمي يوم السبت، والسبت هو الراحة.

ولهذا أخبر الله تعالى: أنه ما مسه من لغوب فيما خلقه.. واللغوب هو الإعياء، فهي راحة لا عن إعياء، كما هي في حقنا..

فتعجبت من فطنته، وقصده، فسألته: من كان قطب الزمان في وقتك؟

فقال: أنا. ثم ودعني وانصرف»([207]).

وقد مر معنا في بعض فصول هذه الدراسة، أنه يعتبر أحمد السبتي من أصحاب المقامات وقد لاحظنا هنا: أنه تعجب من فطنته!!.. لروايته الإسرائيليات الباطلة..

ونحن بدورنا نتعجب من اعتباره ذلك من الفطنة!!..

ملاحظة: هناك اثنان من أعلام المتصوفة باسم أحمد السبتي، أحدهما: ابن هارون الرشيد العباسي، المتوفي سنة 184 للهجرة، أي قبل وفاة أبيه هارون.

والآخر أحمد السبتي، الذي كان في آخر المئة السادسة بمراكش، وينسب إليه علم الزايرجة، الذي هو من القوانين الصناعية، لاستخراج الغيوب([208]).

والظاهر: أن ابن عربي يتحدث عن الأول كما يظهر من سياق كلامه، ووصفه له، وتصريحه باسم أبيه. إلا أن يكون هناك شخص ثالث بهذا الإسم، وهذا ما لا نعرفه نحن. ولا يساعد عليه ظاهر بل صريح كلامه..

لا خلود في النار، بل فيها النعيم:
37ـ ويقول: «ولا بد لأهل النار من فضل الله ورحمته في نفس النار، بعد انقضاء مدة موازنة أزمان العمل، فيفقدون الإحساس بالآلام في نفس النار، لأنهم ليسوا بخارجين من النار، فلا يموتون فيها ولا يحيون، فتتخدر جوارحهم بإزالة الروح الحساس منها..

وثمة طائفة يعطيهم الله بعد موازنة المدد بين العذاب والعمل نعيماً خيالياً، مثل ما يراه النائم وجلده، كما قال تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ}([209]).. هو كما قلنا: خدرها.

فزمان النضج والتبديل يفقدون الآلام، لأنه إذا انقضى زمان الإنضاج خمدت النار في حقهم، فيكونون في النار كالأمة التي دخلتها، وليست من أهلها، فأماتهم الله فيها إماتة، فلا يحسون بما تفعله النار في أبدانهم..

الحديث بكماله ذكره مسلم في صحيحه وهذا من فضل الله ورحمته..»([210]).

ويبقى السؤال الذي يلح بطلب الإجابة قائماً، وهو: أنه لماذايقضي الله عليهم بعدم الخروج من النار إذا كانوا لا يستحقون البقاء فيها؟!..

وإذا كان بقاؤهم باختيارهم وإصرارهم، فما هي مبررات هذا الاختيار، وذلك الإصرار؟!

وهل يبقون في النار قهراً، وجبراً، وقسراً عن إرادة الله، تبارك وتعالى؟!

وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يكون التخفيف عنهم؟! وإذا كان الخدر هو بسبب التخفيف بصورة طبيعية، فلماذا لا يكون سبباً لذلك قبل حصول الموازنة؟!

إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي تحتاج إلى جواب..

38ـ ويقول: «الذي يليق بالآخرة إنما هو الخروج من النار، فلا يبقى في النار موحد، ممن بعث إليه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. ولا أحد ممن بعث إليه يبقى شقياً، ولو بقي في النار، فإنها ترجع عليه برداً وسلاماً من بركة أهل البيت»([211]).

39ـ وقال: «وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم، ولكن في النار، إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب، أن تكون برداً وسلاماً على من فيها، وهذا نعيمهم.

فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار، فإنه تعذب برؤيتها، وبما تعوّد في علمه وتقرر الخ..»([212]).

40ـ وقال: «إن صاحب السجلات لا يدخل النار، مع أنه من أهل الكبائر، إذ ليس معه سوى قول: لا إله إلا الله، في طول إسلامه مدة حياته في الدنيا»([213]).

توحيد المشرك ونعيمه:
41ـ ويقول: «لولا النص الوارد في المشرك، وفي من سن الشرك لعمت الشفاعة كل من أقر بالوجود، ولم يوحد، فإن المشرك له ضرب من التوحيد، أعني توحيد المرتبة الإلهية العظمى، فإن المشرك جعل الشريك شفيعاً عند الله. يقولون: {هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}([214])، كما قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}([215])..

فوحد هذا المشرك الله في عظمته، وليست للشريك عنده هذه المرتبة، إذ لو كانت له ما اتخذه شفيعاً. والشفيع لا يكون حاكماً..

فلهم (أي للمشركين) رائحة من التوحيد. وبهذه الرائحة من التوحيد ـ وإن لم يخرجوا من النار ـ لا يبعد أن يجعل الله لهم فيها نوعاً من النعيم، في الأسباب المقرونة بها الآلام.

وأدنى ما يكون من تنعيمهم أن يجعل المقرور في الحرور، ونقيضه ـ الذي هو المحرور ـ يجعل في الزمهرير، حتى يجد كل واحد منهما بعض لذة، كما كانت لهم هنا بعض رائحة من التوحيد..».

إلى أن قال:
«وما ورد نص يحول بيننا وبين ما ذكرناه من الحكم، فبقي الإمكان على أصله في هذه المسألة. وفي الشريعة ما يعضده، من قوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}([216]).. وقوله: «رحمتي سبقت غضبي»([217])»..


([197]) الفتوحات المكية ج5 ص237 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([198]) الفتوحات المكية ج4 ص195 وج6 ص117 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. وفصوص الحكم ص111. ومجموعة رسائل ابن عربي (المجوعة الثالثة) ص334.
([199]) راجع: كتاب التوحيد للصدوق ص176 والبحار ج3 ص314 عنه وعن الأمالي وعيون أخبار الرضا.
([200]) راجع: الاحتجاج ج2 ص327 والبحار ج3 ص311 والتوحيد ص183 ح18 والكافي ج1 ص125.
([201]) راجع: الفتوحات المكية ج2 ص358/359/360 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([202]) الفتوحات المكية ج4 ص459 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([203]) الآية 42 من سورة القلم.
([204]) الفتوحات المكية ج4 ص462 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([205]) راجع: فصوص الحكم ص87 و184 والفتوحات المكية ج1 ص223 وج5 ص78 ـ 83 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. وكتاب الجلالة ص8 و9 في جملة رسائل ابن عربي، ومجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص396 و397.
([206]) الفتوحات المكية ج4 ص463 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([207]) الفتوحات المكية ج9 ص226 و227 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([208]) راجع: الكنى والألقاب ج2 ص306.
([209]) الآية 56 من سورة النساء.
([210]) الفتوحات المكية ج4 ص403 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([211]) الفتوحات المكية ج13 ص148 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([212]) فصوص الحكم ص169.
([213]) الفتوحات المكية ج8 ص108 وج4 ص470 وراجع: ج7 ص392 و393 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([214]) الآية 18 من سورة يونس.
([215]) الآية 3 من سورة الزمر.
([216]) الآية 156 من سورة الأعراف.
([217]) الفتوحات المكية ج8 ص99 و100 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-Jul-2009 الساعة : 11:21 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


إيمان فرعون وهو الطاهر المطهر:
42ـ وقال: «فقالت لفرعون في حق موسى: إنه «قرة عين لي ولك»، فبه قرت عينها بالكمال الذي حصل لها كما قلنا.

وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقبضه طاهراً مطهراً، ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند إيمانه، قبل أن يكتسب شيئاً من الآثام، والإسلام يجب ما قبله..

وجعله آية على عنايته سبحانه من شاء، حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون..

فلو كان فرعون ممن يئس ما بادر إلى الإيمان، فكان موسى كما قالت امرأة فرعون فيه: إنه قرة عين لي ولك، عسى أن ينفعنا، وكذلك وقع، فإن الله نفعهما به »([218]).

ونقول:
إن هذا يخالف ما دل على أن الإسلام حين رؤية البأس لا ينفع، مع أن الله قد أنكر عليه إيمانه حال غرقه، فقال: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}([219])..

وقال تعالى أيضاً: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}([220])..

ورواياتنا عن أئمتنا قد دلت على ذلك أيضاً..

وفي الآيات تصريح بأن فرعون ومن معه أئمة يدعون إلى النار، وأنه تعالى قد اتبعهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين.. فما معنى الحكم بإيمانه، وأنه طاهر مطهر؟!

المؤمن مأجور في عين عصيانه:
43ـ ويقول: «فالإيمان أصل، والعمل فرع لهذا الأصل بلا شك. ولهذا لا تخلص للمؤمن معصية أصلاً، من غير أن تخالطها طاعة، فالمخلط هو المؤمن العاصي، فإن المؤمن إذا عصى في أمر ما، فهو مؤمن بأن ذلك الأمر معصية، والإيمان واجب، فقد أتى واجباً، فالمؤمن مأجور في عين عصيانه، والإيمان أقوى من المعصية»([221]).

([218]) فصوص الحكم ص201.
([219]) الآية 91 من سورة يونس.
([220]) الآيتين 84 و 85 من سورة غافر.
([221]) الفتوحات المكية ج8 ص232 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-Aug-2009 الساعة : 10:34 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سهو النبي ، وقصوره:
44ـ ويقول: «وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ففي زمانه إذا رأى منه الصاحب أمراً قد قرر خلافه ـ والإنسان صاحب غفلات ـ فينبه الصاحب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتى يرى: هل فعله بالقصد، فيكون حكماً مشروعاً، أو فعله عن نسيان فيرجع عنه.

فهذا من النصح لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، مثل سهوه في الصلاة، فالواجب عليه في الرباعية أن يصليها أربعاً، فسلم على اثنتين. فهذه نصيحة لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فرجع وأتم صلاته، وسجد سجدتي السهو. وكان ما قد روي في ذلك وأمثال هذا..

ولهذا أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم بمشاورة أصحابه فيما لم يوح إليه فيه، فإذا شاورهم تعين عليهم أن ينصحوه فيما شاورهم فيه على قدر علمهم، وما يقتضيه نظرهم في ذلك أنه مصلحة، فينصحونه في ذلك، كنزوله يوم بدر على غير ماء، فنصحوه، وأمروه أن يكون الماء في حيزه صلى الله عليه [وآله] وسلم، ففعل.

ونصحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قتل أسارى بدر حين أشار بذلك..»([222]).

45ـ وقال: «وأما ما رويناه مما أوحى الله به إليه([223]): لئن لم تنته لأمحون اسمك من ديوان النبوة»، أي أرفع عنك طريق الخبر، وأعطيك الأمور على التجلي، والتجلي لا يكون إلا بما أنت عليه من الاستعداد، الذي به يقع الإدراك الذوقي، فتعلم أنك ما أدركت إلا بحسب استعدادك الخ..»([224]).

النبي لم يستخلف:
46ـ يقول: «مات رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ولم ينص بخلافة عنه إلى أحد، ولا عيَّنه، لعلمه الخ..»([225]).

الله كتب التوراة بيده:
47ـ ويقول: «وخص موسى بالكلام والتوراة، من حيث إن الله كتبها بيده، قبل أن يخلق آدم بأربع آلاف سنة»..([226]).

الكعبة، وبيت المقدس:
48ـ وقال: «لأن البيت الذي هو الكعبة قد حاز الأولية، وبين الأقصى وبينه أربعون سنة. وهو حد زمان التيه لقوم موسى عن دخول المسجد الأقصى الخ» ([227]).

وهذا الكلام من إلقاءات علماء اليهود، وإلا، فإن الكعبة قد بناها نبي الله آدم ، ثم جدد بناءها نبي الله إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه.. أما بيت المقدس، فكان ابتداء أمره بعد آلاف السنين، على يد آل داود..

تخطئة رسول الله :
49ـ وقال: «.. وقال له: لما دعا على رعل وذكوان، وعصية: إن الله لم يبعثك سباباً، ولا لعاناً، وإنما بعثك رحمة للعالمين، ولم يبعثك عذاباً الخ..»([228]).

أضاف في نص آخر قوله: «أي لا تطرد عن رحمتي من بعثتك إليه، وإن كان كافراً، وإنما بعثتك رحمة الخ..»([229]).

ونقول:
إن في هذا انتقاصاً واضح من مقام رسول الله ، حيث نسب إليه أنه قد تصرف بطريقة خاطئة، أوجبت التدخل الإلهي، لمنعه من الإستمرار في ذلك، مع توضيح الأمر له، وتعريفه بأنه قد سار في الإتجاه غير الصحيح.

ختم الولاية المحمدية:
50ـ وذكر أيضاً: أن ختم الولاية المحمدية قد ولد في زمانه، وأنه لا ولي بعده، كما أنه لا نبي بعد محمد..([230]).

مع أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو صاحب الولاية المحمدية بجميع معانيها منذ غيبته وإلى يوم القيامة، وكل من يدعي غير ذلك، فهو كذاب، مفتر، صاد عن سبيل الله..

عصمة أولياء الصوفية:
51ـ هذا كله عدا عن أنه يدعي العصمة للولي، ويسميها بالحفظ، ولا يسميها بالعصمة، تأدباً مع الأنبياء..([231]) فراجع كلامه..

الشيطان المارد والأولياء:
52ـ ويقول: «فيأتي (الشيطان المارد) إلى الولي، فما يلقي إليه إلا فعل الطاعات، وينوعه فيها، ويخرجه من طاعة إلى طاعة أعلى، فلا يرى الولي أثراً لهوى نفس، فيبادر إلى فعلها، ويقنع الشيطان المارد منه بهذا الأخذ عنه على جهالة، فلو كان الولي على بينة من ربه في ذلك لكان أولى..

فالشيطان لا يقدر أن يقدح في علم التجلي الإلهي بوجه من الوجوه، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حق شيطانه، أعنى قرينه الموكل: إن الله أعانه عليه فأسلم، أي انقاد إليه فلا يأمره إلا بخير..»([232]).

الأنبياء يفتنون بعد الموت:
53ـ ويقول: «إن الأنبياء تفتن في الممات، كما يفتن المؤمنون»([233]).

الإستدلال بفعل ابن عمر:
النجاة بالاقتداء بالفاسق:

ومن ميزات مذهب الشيعة الإمامية حكمهم بعدم صحة الإئتمام بالفاسق، والقول بالجواز إنما هو في مذاهب أهل السنة، وابن عربي يلتزم بما عند أهل نحلته، فهو يقول:

54ـ «فلما رأينا أولياء الله يأتمون به (أي بالفاسق)، وينفعهم ذلك عند الله، ويكون هذا الإقتداء سبباً في نجاتهم، صحت إمامته. وقد صلى عبد الله بن عمر خلف الحجاج، وكان من الفساق بلا خلاف المتأولين بخلاف.

فكل من آمن بالله، وقال بتوحيد الله في ألوهيته، فالله أجل أن يسمى هذا فاسقاً حقيقة مطلقاً، وإن سمي لغة، لخروجه عن أمر معين، وإن قل.

والمعاصي لا تؤثر في الإمامة ما دام صاحبها لا يسمى كافراً»([234]).

نسيان النبي وحفظ أُبي:
55ـ ويقول: «وقد سأل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم عن أبيّ حين ارتج عليه، يقول له: لِم لَم تفتح علي، لأن أبياً كان حافظاً للقرآن الخ..»([235]).

ولسنا بحاجة إلى لفت نظر القارئ الكريم إلى أنه لا معنى لأن يحفظ أبي، وينسى رسول الله ، وهو النبي المعصوم عن السهو والخطأ والنسيان، كما هو المذهب الحق..

إبراهيم أفضل من نبينا :
56ـ ويقول عن الحديث الذي يقول: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآله إبراهيم:

«يظهر من هذا الحديث فضل إبراهيم على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، إذ طلب من الله أن يصلي عليه مثل الصلاة على إبراهيم»([236]).

ونقول:
إننا لا ندري كيف ظهرت له أفضلية إبراهيم على رسول الله من هذا، فإن كون الصلاة عليهما متماثلة لا يدل على أفضلية هذا على ذاك، ولا على العكس، بل تستفاد الأفضلية لأي منهما من دليل آخر..

على أننا كنا نتوقع أن تؤدي به الطريقة التي مارسها إلى أن يستنتج التساوي بينهما.. صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما.. لا أن يكون نبي الله إبراهيم ، هو الأفضل، فإن هذه المقدمات لا توصل إلى تلك النتيجة..

([222]) الوصايا ص65 و66
([223]) الضمير يرجع إلى عزير .
([224]) فصوص الحكم ص234 وراجع: الفتوحات المكية ج12 ص130 والتهديد قد كان لنبي الله عزير لكثرة سؤاله عن القدر.
([225]) فصوص الحكم ص163.
([226]) راجع: الفتوحات المكية ج12 ص140 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى والردود والنقود ص354.
([227]) راجع: الفتوحات المكية ج1 ص132 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([228]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص145.
([229]) راجع: الفتوحات المكية ج5 ص272 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([230]) الفتوحات المكية ج3 ص177.
([231]) راجع: الفتوحات المكية ج7 ص440 ـ 443 وج10 ص56 و57.
([232]) الفتوحات المكية ج7 ص442 و443
([233]) الفتوحات المكية ج7 ص471
([234]) الفتوحات المكية ج6 ص425.
([235]) الفتوحات المكية ج6 ص446.
([236]) الفتوحات المكية ج8 ص174


يتبع>>>

نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




غدير
عضو نشيط

رقم العضوية : 415
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 155
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 208
المستوى : غدير is on a distinguished road

غدير غير متواجد حالياً عرض البوم صور غدير



  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-Aug-2009 الساعة : 12:32 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اشكركم على هذا الموضوع والبحث الرائع ..
الحقيقة ان الكلام حول ابن عربي يدور في كونه اساساً مسلماً ام كافراً ملحداً .. وكفرياته معروفة في كتاباته ... تؤكد كفره وانحرافه وارتداده عن الاسلام .

جزاكم الله خير الجزاء ...

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc