صلح الحسن، وحرب الحسين.. متناقضان.. - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. الميزان العقائدي ميزان الحق
ميزان الحق أجوبة لسماحة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في العقيدة

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 0 الزيارات 2349 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الحق"> ميزان الحق
افتراضي صلح الحسن، وحرب الحسين.. متناقضان..
قديم بتاريخ : 19-Feb-2011 الساعة : 12:48 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


صلح الحسن، وحرب الحسين.. متناقضان..
2- السؤال رقم 140:
لقد قام الحسن «رضي الله عنه» ـ رغم كثرة أنصاره ـ بالتنازل عن الخلافة لمعاوية «رضي الله عنه»، بينما قام أخوه الحسين «رضي الله عنه» ـ مع قلة أنصاره ـ بمنازعة يزيد بن معاوية والخروج عليه. وكلاهما ـ أي الحسن والحسين ـ إمام معصوم عند الشيعة!، فإن كان فعل الحسن حقاً وصواباً بالتنازل مع وجود الأنصار، ففعل الحسين باطل بالخروج دون أنصار. والعكس صحيح ! بل إنهم صرّحوا بتكفير بعض أعيان أهل البيت! كالعباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ادعوا أنه نزل فيه قوله تعالى ﴿وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الإسراء:72]!([1])، وكابنه ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، فقد جاء في الكافي ما يتضمن تكفيره وأنه جاهل سخيف العقل!([2]).

وفي رجال الكشي: «اللهم العن ابني فلان وأعم أبصارهما، كما عميت قلوبهما..»!([3]).
وعلق على هذا شيخهم حسن المصطفوي فقال: «هما عبد الله بن عباس وعبيد الله بن عباس»([4]).
بل بنات النبي صلى الله عليه وسلم ـ غير فاطمة ـ شملهن حقد الشيعة، بل نفى بعضهم أن يكن بنات للنبي صلى الله عليه وسلم!([5])
فأين محبة أهل البيت المزعومة؟!
وفي صياغة أخرى:
أليس في خلاف الحسن «رضي الله عنه» مع أخيه الحسين «رضي الله عنه» في قضية صلح معاوية «رضي الله عنه» إبطالاً لمعتقد العصمة التي تنادون بها!!
حيث إن الحسن والحسين «رضي الله عنهما إمامان معصومان عندهم، فمن كان المخطىء، ومن كان على صواب؟!
وكذا ألم يخالف الحسن أباه في خروجه لمحاربة المطالبين بدم عثمان «رضي الله عنه»، فلا شك في أن أحدهما مصيب، والآخر مخطئ.. وكلاهما معصومان عند الشيعة.. أليس ذلك أمراً غريباً يهدم معتقد العصمة من أساسه؟!

3- الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.. وبعد..
أولاً: لم يختلف موقف الإمام الحسين «» من الصلح مع معاوية مع موقف أخيه الإمام الحسن «»، بل كان الإمام الحسين مؤيداً لأخيه، حتى إنه بعد استشهاد الإمام الحسن بسمِّ زوجته جعدة بنت الأشعث له، بطلب من معاوية دعا البعض الإمام الحسين «» للقيام ضد معاوية، فلم يستجب لهم، وأكد على صحة موقف أخيه «» وقال: صدق أبو محمد، فليكن كل رجل منكم من أحلاس بيته ما دام هذا الإنسان حياً»([6]).
وقد دافع عن موقف أخيه في موضوع الصلح أيضاً، في رسالة منه «» لأهل الكوفة، وقد أمرهم فيها بالسكون إلى أن يموت معاوية([7]).
ثانياً: إن الاختلاف بين أهل العصمة قد يكون في محله، ولا يوجب اختلالاً في العصمة لدى أي منهما، وذلك إذا كان قد فصل بين موقفيهما المختلفين زمان، واستجدت ظروف، وحدثت أمور توجب هذا الاختلاف، فإن هذا الاختلاف لا يأبى أن يكون كلاهما مصيب في موقفه.. بل إن المعصوم نفسه كالنبي «» ربما تتبدل مواقفه بحسب تبدل الأحوال التي يواجهها، فقد يحارب قريشاً في بدر، وأحد.. ثم يصالحها في الحديبية..
وكلا الموقفين يكون صواباً.. ولا يخل ذلك بعصمة النبي «»، ولا بعصمة الحسن والحسين «عليهما السلام»..
ثالثاً: بالنسبة لمخالفة الإمام الحسن «» لأبيه في حرب الناكثين، نقول:
إنه لم يخالفه في ذلك، بل كان طليعة المحاربين للناكثين في حرب الجمل، وهو الذي أرسله أبوه «» لعزل أبي موسى عن الكوفة واستحضر اثني عشر ألف رجل من أهل الكوفة، بمساعدة مالك الأشتر، وعمار بن ياسر إلى أبيه، ليحارب الناكثين بهم؟!
رابعاً: إن من مبررات معاوية في حربه لعلي «»، أنه يطالب بدم عثمان.. وقد بلغ من تفاني الإمام الحسن «» في حرب معاوية أن قال علي «»: «املكوا عني هذا الغلام لا يهدني، فإنني أنفس بهذين (يعني الحسن والحسين «عليهما السلام») على الموت، لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله «»..»([8]).
4- كفى بالأجل حارساً:
فإن قال قائل:

أليست الآجال بيد الله؟!
ألم يقل الإمام علي «»: «كفى بالأجل حارساً»؟!
وإذا كانا إمامين قاما أوقعدا هل سيقصر الله في حفظهما ليخلفا أباهما في الإمامة؟!
ألم تقولوا: إن الرسول «» قد عهد إلى كل إمام بما يفعله في زمانه، وإن الحسن «» سيقتل مسموماً؟!.. وإن الحسين «» سيقتل بالسيف؟!
فإننا نجيب بما يلي:
ألف: إنه «» إنما يتعامل مع الأمور بحسب ظواهرها، وبحسب ما يراه الناس ويتوقعونه.. بالاستناد إلى الغيب الإلهي.
ب: إن حديث الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، لم يعين فيه مقدار حياتهما، وزمان موتهما.. فلعل إمامتهما وخلافتهما على حد وزارة وخلافة هارون لأخيه نبي الله موسى «على نبينا وآله عليهما الصلاة والسلام».
5- الحسن عثماني الهوى:
بالنسبة لما زعموه من اعتراضه على أبيه علي «» في أمر الناكثين نقول:

إن ذلك من المكذوب عليه، وإليك بعض الكلام في ذلك:
نقل المفيد، عن الكاتب، عن الزعفراني، عن الثقفي، عن الفضل بن دكين، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال:
لما نزل علي بالربذة [وقيل: في ذي قار] سألت عن قدومه إلينا؟!
فقيل: خالف عليه طلحة والزبير وعائشة، وصاروا إلى البصرة، فخرج يريدهم.
فصرت إليه، فجلست حتى صلى الظهر والعصر، فلما فرغ من صلاته قام إليه ابنه الحسن بن علي «عليهما السلام»، فجلس بين يديه ثم بكى وقال:
يا أمير المؤمنين، إني لا أستطيع أن أكلمك. وبكى.
فقال له أمير المؤمنين: لا تبك يا بني، وتكلم، ولا تحن حنين الجارية.
فقال: يا أمير المؤمنين، إن القوم حصروا عثمان بما يطلبونه، إما ظالمون أو مظلومون، فسألتك [فأمرتك] أن تعتزل الناس، وتلحق بمكة حتى تؤوب العرب، وتعود إليها أحلامها، وتأتيك وفودها، فوالله لو كنت في جحر ضب لضربت إليك العرب آباط الإبل، حتى تستخرجك منه.
ثم خالفك طلحة والزبير، فسألتك [فأمرتك] أن لا تتبعهما وتدعهما، فإن اجتمعت الأمة فذاك، وإن اختلفت الأمة رضيت بما قسم الله.
وأنا اليوم أسألك أن لا تقدم العراق، وأذكرك بالله أن لا تقتل بمضيعة!!
فقال أمير المؤمنين «»: أما قولك: إن عثمان حصر. فما ذاك وما علي منه، وقد كنت بمعزل عن حصره.
وأما قولك: ائت مكة، فوالله ما كنت لأكون الرجل الذي يستحل به مكة.
وأما قولك: اعتزل العراق ودع طلحة والزبير، فوالله ما كنت لأكون كالضبع تنتظر حتى يدخل عليها طالبها، فيضع الحبل في رجلها حتى يقطع عرقوبها، ثم يخرجها فيمزقها إرباً إرباً.
ولكن أباك يا بني يضرب بالمقبل إلى الحق المدبر عنه، وبالسامع المطيع العاصي المخالف أبداً حتى يأتي علي يومي.
فوالله ما زال أبوك مدفوعاً عن حقه، مستأثراً عليه منذ قبض الله نبيه «» حتى يوم الناس هذا.
فكان طارق بن شهاب أي وقت حدث بهذا الحديث بكى..([9]).
ونقول:
نحتاج إلى أن نشير هنا إلى بعض الأمور، وهي التالية:
6-هذه القصة مفتعلة:
إن هذه القصة مفتعلة بلا ريب، إلا أن يكون الإمام الحسن «» قد أراد أن يخبر أباه أمام الناس بما يقوله بعض الناس في ذلك، وبما يقترحونه من آراء، ليسمعهم تفنيد تلك الآراء، ويعرفهم خطلها وفسادها..

وربما يكون المخبر شخص آخر غير الإمام الحسن «»، ثم نسب ذلك إليه زوراً، أو خطأً.
وربما تكون هذه الآراء من الشائعات التي كان أعداؤه يطلقونها، فتؤثر على ضعاف النفوس، فأراد «» تخليص الناس منها بهذه الطريقة..
ونستطيع أن نحشد عشرات الشواهد الدالة على عدم صحة نسبتها إلى الإمام الحسن «» كآراء له يتبناها، ويرتضيها لنفسه..
غير أننا نكتفي هنا بالأمور التالية:
أولاً: لماذا صبر الإمام الحسن «» إلى ما بعد مسير الإمام «» إلى الربذة في طلب طلحة والزبير، ألم يكن الأولى والأصوب: أن يسدي لأبيه هذه النصيحة قبل أن يخرج من المدينة؟!
وإن كان قد نصحه آنئذٍ ورفض «» نصيحته، فما معنى عودته إلى ذلك من جديد؟!
ثانياً: لماذا اختار الإمام الحسن «» هذه الساعة لإسداء نصيحته، وهو ما بعد الفراغ من صلاة الظهر، وحيث الناس مجتمعون حوله؟! ألم يكن بإمكانه ـ بل هو الأنسب ـ أن ينصح أباه فيما بينه وبينه؟! أو بحضور بعض الخواص؟!
ثالثاً: لماذا لا يستطيع الإمام الحسن «» أن يكلم أباه.. فإن كان ذلك خوفاً، فإننا لم نعهد من علي «» أنه يعاقب من يكلمه. وإن كان احتراماً، فإن كلامه معه لا ينافي احترامه له. ولو كان ينافيه لم يكلمه الإمام الحسن «» في هذا المورد أيضاً..
إلا إن كان يرى أن حرمة أبيه «» قد سقطت، وأن كرامته زالت؟!
ثم ألم يكن الإمام الحسن «» وغيره يكلمون علياً في مختلف الشؤون؟!
وألم يطلب أمير المؤمنين «» من أصحابه، وعامة من معه أن لا يكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل؟!
رابعاً: لماذا يبكي الإمام الحسن «» بين يدي أبيه، فإن ما أشار به عليه لا يستدعي البكاء والحنين، كحنين الجارية..
خامساً: كيف ظهر للإمام الحسن «»: أن مسير أبيه إلى العراق سينتج عنه أن يقتل بمضيعة؟! وهل سيكون مقامه في المدينة أضمن لحياته، من العراق؟!
وألم يتعرض للتهديد بالقتل من قبل ابن عوف ومن وراءه، تنفيذاً لوصية عمر للشورى التي دبرها لتأتي بعثمان دون سواه؟!
سادساً: ألم يكن الإمام الحسن «» يعلم بما أخبر به رسول الله «» عن أن علياً «» سيموت شهيداً على يد أشقى الأولين والآخرين.
سابعاً: لماذا يوجه الإمام علي «» هذه الكلمة اللاذعة لابنه: «لا تحن حنين الجارية» ألم يحتمل أن يكون لديه أمر عظيم يقتضي بكاءه وحنينه هذا؟!
ثامناً: لم نفهم المصلحة في لحوق علي «» بمكة حين كان عثمان محصوراً! ألا يحمل هذا التصرف أخطار انفلات الأمور، وحدوث فتنة تسقط فيها عشرات القتلى بين بني أمية وسائر الناس؟!
ألم يكن احتمال أن يكون وجود أمير المؤمنين «» في المدينة مفيداً في تخفيف المصائب والآلام، ودفع الرزايا؟!
تاسعاً: لم نلاحظ: أن بقاء علي «» في المدينة قد أوجب أي خلل، أو عرَّضه لأية مشكلة. وقد تحقق إجماع الأمة عليه، ورجع الناس كلهم إليه، وأتته وفودهم، إلا الذين كانوا يخشون من العقوبة على ما ارتكبوه، ومن استرداد ما أخذوه من بيت المال، أو بعض الذين لا يحبونه، أو كانوا يحسدونه، كابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي موسى الأشعري وأمثالهم.. فإن هؤلاء لن يكون لهم موقف غير موقف العداء له «»، سواء أكان علي «» في المدينة أو في مكة.
ولو أنه «» ابتعد عنهم، لكان طلحة استغلها، واغتنمها فرصة ثمينة لفرض نفسه على الناس، فأمسك الأمور، وربما نشأت فتن كبيرة وخطيرة نتيجة لذلك. ولكان البلاء به أعظم، والمصيبة أكبر.
عاشراً: إذا كان الإمام الحسن «» قد نصح أباه بعدم اللحاق بطلحة والزبير، فلم يقبل منه، فما معنى أن يقوم هذا المقام في الربذة، خصوصاً بعد أن باشر علي «» حركته ولحقهما إلى هذا الوضع، فهل كان قد تجدد له أمل بتراجع علي «»؟!
ولو أنه «» قد تراجع ورجع. فكيف، وما هو الحل لمعضلة طلحة والزبير بعد استيلائهما على بيت المال وقتل حراسه؟! وقتل طائفة كبيرة من شيعة علي «» في البصرة؟!
حادي عشر: لقد كان أمر الأمة مجتمعاً، وقد فرق أمرها طلحة والزبير وعائشة.. فهل سيؤثر تركه «» لهما، وإهمال أمرهما في جمع الأمة، أم سيزيدها فرقة، وتمزيقاً؟! وكيف يكون التراجع وترك الباغي والناكث لبيعته والخارج على إمامه وقاتل النفوس المحترمة، وناهب بيوت الأموال، من موجبات إنهاء بغيه، وعودته إلى الطاعة، وإصلاح ما فسد؟! أم أن هذا الذي فعله من موبقات سيزيده إصراراً على متابعة مسيرته، لأنه يعلم أن تراجعه سيضعه أمام المساءلة والحساب، والعقاب؟!
ثاني عشر: لو أن علياً «» ترك طلحة والزبير، ورضي بما قسم الله، هل كانا سيتركانه، ولا يهاجمانه، ولا يسعيان في قتله وقتل خيرة أصحابه، بحجة الطلب بدم عثمان؟!
وهل سوف يستطيع الصمود والمقاومة إذا كان في مكة، وفي المدينة؟! أم أنه سيقهر ويغلب على أمره. وتكون النتيجة الكارثة المحققة التي لا دواء لها. ولا مهرب منها؟!
ثالث عشر: تضمن بعض نصوص هذه الرواية: أنه «» قال لأبيه: «فأمرتك أن تعتزلهم» و «فأمرتك أن تعتزل الناس» وهي تعابير لا تناسب أدب الإمام الحسن تجاه أبيه «عليهما السلام»، وهو المطهر المعصوم، ربيب بيت النبوة، ونشأة غرس الإمامة.
رابع عشر: إنه «» كان يعلم أن أباه مع الحق، ومع القرآن، وأن الحق والقرآن معه، كما نص عليه رسول الله «»([10])، وأنه معصوم عن الخطأ، مبرأ من الزلل، مطهر من أي نقص ورجس، فكيف يعلن هنا أنه يخطئ، ويصر على خطئه، ولا يتراجع عنه، رغم بيانه له..
خامس عشر: بالنسبة لاعتزال علي «» الناس، وخروجه من المدينة، فإن الناس سيطلبونه ويضربون إليه آباط الإبل يقول المعتزلي: «ليس هذا الرأي عندي بمستحسن».
ثم ذكر: أنه لو فعل ذلك لولّوا غيره، بل كان ذلك قرة أعينهم، فإن قريشاً كانت تبغضه أشد البغض([11]).
سادس عشر: إن الإمام الحسن «» نفسه لم ينتظر بعد استشهاد أبيه «» حتى تضرب إليه العرب آباط الإبل، بل بادر إلى أخذ البيعة من الناس، والإمساك بالأمر، حتى يفوِّت الفرصة على أعدائه، وعلى معاوية، ويمنعهم من الفساد، والعبث والإفساد.
سابع عشر: إن علياً «» قد جلس في بيته حين غصب حقه يوم السقيفة، ولم تأته العرب، ولم تضرب إليه آباط الإبل.
ثامن عشر: إن الكلام المنسوب إلى الإمام الحسن «» قد جاء ظاهر التناقض، فبينما هو يأمر أباه بالإعتزال في بادئ الأمر، فإن الناس سوف يختلفون. ثم تضرب إليه العرب آباط الإبل، ويعود الناس إليه، يعود فيقول: إنه بعد خروج طلحة والزبير إن اجتمعت الأمة فذاك، وإن اختلفت رضيت بما قسم الله.. فإن المفروض ـ قياساً مع ما سبق ـ هو أن يؤكد له حتمية رجوع الناس إليه، كما أكد له ذلك حين قتل عثمان مع أن طلحة كان يتهيأ لتقبل بيعة الناس له، وقد فوجئ بميلهم إلى علي «»، وقد تقدمت الإشارة لنا إلى ذلك.
7- هذا هو الهدف:
ولعل المطلوب لهؤلاء الذين يتعاملون مع هذا الموضوع بهذه الطريقة هو الإيحاء للناس: بأن لعلي «» يداً في قتل عثمان ولو بالتحريض.. ولو أنه اعتزل حين حصار الناس لعثمان وخرج من المدينة، لكان أولى وأسلم له من التورط في هذا الأمر.

كما أن المطلوب هو التشكيك بحصول الإجماع على خلافته.. والمطلوب ثالثاً تبرير موقف الخارجين عليه.. وتعذير المتخاذلين عن نصرته..
8- جواب علي :
وقد تضمنت الإجابات التي نسبتها نفس الرواية إلى علي «» أموراً مهمة أيضاً، وهي:

1 ـ أن حصار وقتل عثمان لا يعنيه، ما دام أنه لم يشارك لا في حصره، ولا في قتله.. فضلاً عن أنه قد بذل محاولات قوية للإصلاح، ولكن عثمان قد أفشلها. وكذلك مروان.
2 ـ إنه «»: كان يعلم: أن الذين يريدون العدوان عليه لن تمنعهم مكة من ذلك، بل سوف ينتهكون حرمة مكة، ولا يريد «» لذلك أن يحصل مهما كلف الأمر.. فكيف إذا كان الناس قد سمعوا عن النبي «»: أن رجلاً سيكون سبباً في انتهاك حرمة الحرم، وقد حذَّر الناس منه؟! فقد يتوهم الناس: أن المقصود به علي «»، وسيشيِّع أعداؤه ذلك في الناس بهدف تنفيرهم فيه، وتفريقهم، وشكيكهم بقضيته..
3 ـ إن ترك طلحة والزبير في العراق سوف يجرئهما على طلبه، للتخلص منه أينما كان، لأن نفس وجوده يخيفهما، ولن يشعرا بالأمان ما دام حياً، بل هم سيستخرجونه وسيمزقونه إرباً إرباً إن قدروا عليه.
9- قد تكون هذه القضية قد حرفت:
وبعد.. فإننا لا نستبعد: أن يكون لهذه القضية أصل، ويكون المعترض على أمير المؤمنين «» شخص آخر، كابن عباس، أو أسامة بن زيد([12])، الذي أظهر: أن له رأياً يشبه هذا الرأي، وقد ذكرنا كلامه فيما سبق.. أو الحسن البصري.

ويكون أصحاب الأهواء قد بدلوا اسماً باسم، لأنهم رأوا أن اسم الإمام الحسن «» أكثر تأثيراً، وأكبر نفعاً لهم فيما يرمون إليه من أضعاف أمر علي «»، وتقوية منطق وموقع مناوئيه، والتخفيف من حدة الإنتقادات التي توجه إليهم.
ويشبه هذا ما حصل من تغيير في الأسماء في قصة اعتراض الإمام علي «» على الحسن البصري في وضوئه، فأمره «» بأن يحسن الوضوء. فذكَّره الحسن البصري بمن قتل في حرب الجمل.
فبدلوا اسم الحسن البصري باسم الإمام الحسن «»، وزعموا: أنه «» كان مخالفاً لأبيه في أمر عثمان.. بل قالوا عنه: إنه كان عثمانياً أيضاً.
10- تكفير العباس وأولاده:
أما بالنسبة لتكفير العباس، فنقول فيه:

أولاً: لم يعتمد السائل في تهمته هذه على تصريح علماء الشيعة في كتبهم الرئيسية، وإنما على رواية أوردها، وهي غير معتبرة.. مع أن سيرة علماء الشيعة في تعاملهم مع العباس على خلافها، بل إن المحقق التسترى قد حكم على هذه الرواية بأنها موضوعة([13])، كما أن في سند الكشي إليها جعفر بن معروف، وهو لم يوثق([14]).
أما رواية تفسير القمي([15])، فلا مجال للأخذ بها، لأكثر من سبب:
أولها: أن تفسير القمي نفسه قد تعرض للإختلال، الذي يدعو إلى التوقف في الأخذ برواياته، فقد اختلط فيه الحابل بالنابل، حيث يبدو أنه اختلط بغيره من كتب التفسير، كتفسير أبي الجارود الذي لا يوثق به.
ثانيها: أن في سند روايته إبراهيم بن عمر اليماني الذي ضعفه ابن الغضائري([16]).
أما توثيق النجاشي له، فالظاهر أنه نقله عن ابن عقدة، ولا يعتمد على توثيقه، أو عن ابن نوح، ومع الإشتباه، فلا يمكن الإعتماد.. وهناك كلام طويل فراجع([17]).
ثالثها: أنه رواها عن أبي الطفيل.. وفيه كلام أيضاً من حيث إنه كيساني، أو ليس بكيساني، ومن جهة عدم التصريح بوثاقته أيضاً.
واما رواية الإختصاص([18])، فهي أيضاً موضع ريب، لأن في سندها إبراهيم بن عمر اليماني أيضاً، ولغير ذلك من أمور.
ثانياً: إذا وردت روايات مادحة وأخرى قادحة، فلا بد أن يُنظر في الأمر، وتلاحظ الأسانيد، ثم تلاحظ القرائن المرجحة لهذه أو لتلك.. وهذا هو دأب الشيعة في التعامل مع الأخبار.
وحيث إن أخبار المدح للعباس، ولابنه عبد الله هي الأقوى، والتي تؤيد صحتها قرائن كثيرة ذكرها علماء الرجال، تجد أن علماء الشيعة يثنون على العباس وولده عبد الله، ولا ينتقصون من مقامهما.
فما ورد في السؤال، من أن الشيعة يكفرون العباس ويذمون ولده عبد الله غير مرضي، ولا مقبول عندهم، ويعتبرونه من الاتهام الباطل..
ومجرد ورود رواية في كتاب لا يصح نسبة مضمونها إلى الطائفة بأسرها.. إلا بعد التأكد من رضا الطائفة به، وقبولها له..
ثالثاً: بالنسبة لما ورد في رجال الكشي، من أن علياً «» قال: «اللهم العن ابني فلان، واعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما».. نقول:
قال السيد الخوئي «رحمه الله»: «هي ضعيفة: بالإرسال أولاً، لجهالة طريق الكشي إلى محمد بن عيسى بن عبيد، وبمحمد بن سنان وموسى بن بكر الواسطي ثانياً»([19]).
رابعاً: بالنسبة للرواية التي تضمنت الحديث عن سخافة عقل ابن عباس نقول:
هي ضعيفة أيضاً: بالحسن بن العباس بن حريش.. وقد قال السيد الخوئي «رحمه الله» أيضاً: «آثار الوضع عليها ظاهرة..»..
ثم ذكر بعض ما يُظْهِر ضعف وسقوط هذه الرواية، ثم قال «رحمه الله»: «والمتحصل مما ذكرنا: أن عبد الله بن عباس كان جليل القدر، مدافعاً عن أمير المؤمنين والحسنين «»، كما ذكره العلامة وابن داود»([20]).
11- بنات رسول الله ’:
ثم ذكر السائل: أن حقد الشيعة شمل بنات النبي «» ـ غير فاطمة «» ـ بل نفى بعضهم أن يكنّ بنات النبي «»، فأين محبة أهل البيت المزعومة؟!

ونجيب:
أولاً: إن كلمة «أهل البيت» خاصة بعلي وفاطمة والحسنين «»، كما دل عليه حديث الكساء، فلا تشمل الزوجات، ولا غير فاطمة من البنات..
ثانياً: لم يذكر لنا السائل، من أين استنتج: أن الشيعة يحقدون على بنات النبي «» ما عدا فاطمة الزهراء «». فقد أرسل ذلك إرسال المسلمات، ومن دون دليل.
ثالثاً: إن نفي عالم واحد من الشيعة، لبنوة غير الزهراء «» للرسول «» ليس معناه: أن جميع الشيعة يوافقونه على هذا النفي.
رابعاً: حتى لو فرضنا أن جميع الشيعة ينفون عن البنات صفة البنوة لرسول الله «».. فإن هذا لا يدل على حقد الشيعة عليهن، لأن هذه قضية تاريخية قد تثبت، وقد لا تثبت. وكلا الأمرين ـ الثبوت، وعدمه ـ لا ربط له بالحب والبغض، فقد يحبهما الباحث معاً، وقد يبغضهما معاً، وقد يحب هذه ويبغض تلك، وقد يكون العكس، وقد يكون غير محب ولا مبغض، بل الأمر عنده سيان.
خامساً: ما هو المحذور في نفي كونهما بنات رسول الله «» لصلبه إذا دل الدليل على ذلك؟! هل يتضمن ذلك تكذيباً للقرآن، أو اختلالاً في الإيمان بالنبوة، أو بالمعاد، أو بغير ذلك من حقائق الدين؟! بل ما ربط ذلك بالأمور الدينية من الأساس؟!
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..

----------------------
([1]) «رجال الكشي»، (ص 53).
([2]) أصول الكافي، (1/247).
([3]) رجال الكشي، (ص 53)، «معجم رجال الحديث» للخوئي، (12/81).
([4]) المرجع السابق، للكشي.
([5]) كشف الغطاء، لجعفر النجفي، (ص 5)، ودائرة المعارف الشيعية لمحسن الأمين، (1/27).
([6]) الأخبار الطوال ص221 وراجع ص220 وراجع: الإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص142 و (تحقيق الشيري) ج1 ص187 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج26 ص532 عنه.
([7]) الأخبار الطوال ص222 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج27 ص152 عن الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعصر الأموي، للدكتور محمد ماهر حمادة (ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت) ص151.
([8]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص186 وبحار الأنوار ج32 ص562 وج43 ص234 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج11 ص337 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج11 ص25 وينابيع المودة ج3 ص443 واللمعة البيضاء ص42.
([9]) بحار الأنوار ج32 ص103 و 104 عن الأمالي للطوسي الحديث 37 من الجزء الثاني (ط1) ص32 و (ط دار الثقافة ـ قم) ص52 و 53. وراجع نهج السعادة (ط2) ج1 ص82 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج1 ص252 ـ 254 وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص216 و 217.
وراجع: تاريخ الأمم والملوك (ط الإستقامة) ج3 ص374 وراجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص226 ـ 227 وج19 ص117 وحلية الأبرار ج2 ص299 و 300 وغاية المرام ج6 ص11 وتاريخ المدينة لابن شبة ج4 ص1256.
([10]) راجع: كشف الغمة ج1 ص143 ـ 148 وتقدمت مصادر الحديث.
([11]) راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص299 و 300 وج12 ص85 وكتاب الأربعين للشيرازي ص251 والمراجعات للسيد شرف الدين ص347 و 348 والفصول المهمة للسيد شرف الدين ص96.
([12]) الفتوح لابن أعثم ج2 ص227 و (ط دار الأضواء) ج2 ص422 وأنساب الأشراف ج5 ص77.
([13]) إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ج1 ص273 وقاموس الرجال ج6 ص470 و 471.
([14]) معجم رجال الحديث و (الطبعة الخامسة سنة 1413 هـ) ج11 ص251.
([15]) تفسير القمي ج2 ص23 وبحار الأنوار ج22 ص289 و 290 وج24 ص374= = و 375 و 378 وتفسير العياشي ج2 ص305 و 306.
([16]) بهجة الآمال ج1 ص551.
([17]) المصدر السابق.
([18]) الإختصاص ص71.
([19]) معجم رجال الحديث ج10 ص238 و (الطبعة الخامسة سنة 1413 هـ) ج11 ص255.
([20]) معجم رجال الحديث ج10 ص239 و (الطبعة الخامسة سنة 1413 هـ) ج11 ص256.
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc