آدم والعمارة السكنية - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع حسين نوح مشامع مشاركات 0 الزيارات 2169 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي آدم والعمارة السكنية
قديم بتاريخ : 01-Sep-2021 الساعة : 03:51 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


آدم والعمارة السكنية
حدثت هذه القصة وهذا الموقف حينما كان آدم من أهل الدنيا، ويعيش بينهم، ويتعامل معهم. كانت قبل تخلصه من هموم الدنيا وغمها، وتوجهه للقاء ربه الكريم. كان ذلك بينما هو متشبث بالدنيا وزينتها وإغراءاتها، ويغترف من أموالها ونفائسها، التي كانت تغريه وتستهويه.
كانت له عمارة يسكنها عزاب غرباء عن المنطقة، في وسط حي سكني عائلي، تحيط بها بيوته من أكثر من جانب، فتبدو وسطها كأنها شجرة من أشجار النخيل العالية المعمرة، وتلك البيوت كأشجار الفاكهة والخضروات الحديثة النمو، القصيرة الطول، فتتباها عليها بطولها وارتفاعها، وبصعوبة النيل من ثمرتها.
المشكلة لم تكن في آدم نفسه، أو بما يتعلق بعمارته وموقعها، فالجيران قد ألفوا هذا التطفل وقبلوا به. ولأن آدم لم يكن يسكن العمارة نفسها، ولم يسبق أن تعاملوا معه مباشرة. ولكن في سكان العمارة العزاب الغرباء عن المنطقة، الذين لم يكونوا على مستوى لائق من احترام الجوار والحفاظ على خصوصيات الجيران. فهم يتطلعون إلى داخل بيوت الجيران، ويرمونهم بأقذع السباب والشتائم، إذا ما واجهوهم، أو ارادوا تحذيرهم من سوء أعمالهم. فتقوم قيامتهم، وتبدأ المشاكل التي لها أول، وليس لها آخر!!
لذا لم يكن أمامهم إلا مخاطبة صاحب العمارة، وابن منطقتهم. فهو أعرف بخصوصياتهم، وأعرف بما يقبح وما يحرم الاطلاع عليه.
اجتمع سكان الحي وتشاورا فيما بينهم في الامر، واختاروا من يمثلهم، ومن يستطيع توصيل صوتهم إلى آدم.
اتصل ممثل الحي بآدم طالباً منه موعداً، ومكاناً محدداً يناسبه، ويمكنه لقائه فيه؟
تسائل آدم، بينه وبين نفسه، عن سبب هذه المقابلة الغريبة، وعن هذا الشخص الغريب الذي لا تربطه به علاقة تجارية، ولا علاقة اجتماعية؟؟ وإن هذه المرة الأولى التي يسمع صوته فيها؟!
- هل هذه المقابلة مهمة، بحيث تطلب مني موعداً؟!
- نعم مهمة، ولولا ذلك لما طلبت مقابلتك!!
- على كل حال - أنا موجود في العمارة كل يوم بعد صلاة العشاءين!!
- إذاً نقابلك غداً، إن شاء الله!!
وفي يوم المقابلة، وفي الموعد المحدد المضروب بينهما، لم يكن آدم موجوداً في عمارته، وانتظره ممثل الحي لمدة ساعتين، ولم يأتي!!
- كلمه تلفونياً، مستغرباً، كيف يعطي موعداً ثم يخلفه؟!
- رد عليه آدم مستهجناً، وهل تعتقد إني مثلك متقاعد، أنتظر راتب التقاعد أول كل شهر؟! كأني عصفور مريض ينتظر رزقه بمرارة. نحن أناس نركض هنا وهناك من أجل تحصيل لقمة العيش!!
- الله يعطيك العافية عمي، نحن أيضاً موظفين، ونجري من أجل لقمة العيش، ولا ننتظر راتبنا التقاعدي أول كل شهر؟!
- ماذا تريد مني، خلصني وخلص نفسك، ولا أعتقد أن كلامك يحتاج إلى موعد خاص؟!
- إذاً عمي، سوف أخبرك بماذا يزعجنا، وأخلصك من المواعيد!!
- قل ما عندك؟!
- أعتقد أن فيك الخير، ولن تردنا خائبين!
- لماذا، وهل أنتم أكثر من واحد؟!
- نعم عمي، نحن أكثر من واحد، نحن جيرانك، ومن الساكنين حول عمارتك السكنية.
- وهل لديك ما يكفي من المال لتشتريها؟!
- ما أتيتك لشراء عمارتك!!
- إذا لماذا تستغل وقتي فيما لا يفيد؟!
- عمي، كما قلت لك نحن من الساكنين حول عمارتك، وسكان العمارة يتطلعون إلى بيوتنا، ويشتموننا ويتلفظون علينا بما لا يستحقه الجار من الحق إذا ما اعترضنا على ما يفعلونه معنا؟!
- نظر آدم إلى سماعة التلفون بغضب شديد، وتطاير من عينيه الشرر، وقال: أشكر ربك إنك لم تكن أمامي، ولو كنت لفريت جلدك عن عظمك!
- لماذا يعمي، أهذا فقط لأننا نطلب منك أن تنصفنا؟!
- اعتقد أنكم تستحقون ذلك، ولو لم تكونوا كذلك لما عاملوكم بما قلت!!
- عمي، عمي!!
- انتظر ولا تقاطعني، ودعني أكمل كلامي!!
- لكن، لكن، نحن …نحن!؟
- أنتم تتدخلون فيما لا يعنيكم دائماً، وقد لاحظت ذلك منذ أن اشتريت العمارة. وإذا كنتم خائفين على بيوتكم وذويكم، فستروهم وحافظوا عليهم بعيداً عن الآخرين؟!
تألم ممثل الحي وأخذت عينيه تذرفان الدموع حزناً وأسى وأسفاً، لحسن ضنهم به، وتسأل: هل هذا آخر كلام عندك عمي؟!
- نعم، وأنا لست عمك؟؟
بقلم: حسين نوح المشامع

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc