سلسلةالعدل في الميزان الالهي (06) الاختلاف والترجيح - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع حسين نوح مشامع مشاركات 0 الزيارات 4547 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي سلسلةالعدل في الميزان الالهي (06) الاختلاف والترجيح
قديم بتاريخ : 08-Mar-2020 الساعة : 08:51 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سلسلة العدل في الميزان الالهي (06) الاختلاف والترجيح

قال تعالى: ((إنا كل شيء خلقناه بقدر، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)) 49-50 القمر.
وعن الإمام الرضا قال: «إنّ الله عز وجل لم يُطَعْ بإكراه، ولم يُعصَ بغلبة، ولم يُهمل العباد في مُلكه، هو المالك لما ملّكهم والقادرُ على ما أقدرهم عليه، فإن ائتمر العبادُ بطاعته لم يكن الله منها صادّاً، ولا منها مانعاً، وإن ائتمروا بمعصيته فشاءَ أنْ يحول بينهم وبين ذلك فعل، وإنْ لم يَحُلْ وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم». المجلسي، روضة المتقين، ج‌ 12، ص 52.

التقينا من جديد وفي مساء ثلاثاء جديد، الموافق التاسع من شهر جمادى الآخر، للعام واحد واربعين وأربعمائة والالف، من الهجرة النبوية عليها وعلى صاحبها واله ألف تحية وسلام.

وها نحن نلتقي من جديد بالأصحاب والجيران والاصدقاء، في مجلس حسيني جديد، نوقض به روح الاخوة والمحبة والإيمان.

وبعد المجلس وبرفقة رفيق الدرب نبدأ حديث إلهي جديد، بدأ بسؤال هو:

- ما هو محور هذه الحلقة؟!

- محور هذا اليوم هو: هل الموجود في عملية الخلق الاختلاف أو الترجيح؟!

- قبل أن الدخول في الحديث أرجو أن تبين لنا الفرق بين الاختلاف والترجيح؟!

- الاختلاف: هو التفرقة بين الأشياء الغير متساوية في الاستحقاق.
وأما الترجيح: فهو التفرقة بين الاشياء المتساوية في الاستحقاق، مع إنها تعيش في ظل شروط موحدة.
والترجيح يكون من قبل المعطي، أما الاختلاف فيكون من قبل الآخذ.

- ماذا أعطى المؤلف مثالاً على الترجيح؟!

- إذا كان لدينا إناءين يسع كل منهما عشرة ليترات، فوضعنا في أحدهما عشرة ليترات من الماء، ووضعنا في الاخر خمس ليترات، فهذا هو الترجيح، لأن منشأ الاختلاف ليس من الاناء، وإنما منا نحن.

- وماذا لديه عن الاختلاف؟!

- وإذا كان لدينا إناءين، يسع أحدهما عشرة ليترات والآخر خمس ليترات، وعند غمسهما في البحر، فسيكون هناك فرق في كمية الماء التي ملأت كل إناء، وذلك بسبب سعة كل إناء، وليس بسبب البحر وقوة اندفاع الماء.

- هنا يرد على الذهن سؤال: أننا لا نستطيع قياس الله سبحانه بالناس، لأن الله هو خالق الموجودات، وأي اختلاف بينها عائد إليه وبيده تغييره؟! فلماذا لم يخلق الأشياء بشكل واحد ودون أي اختلاف، وما هو سر الاختلاف؟!

- كما أورد المؤلف: اختلاف الموجودات ذاتي من ذاتياتها ولازم لنظام العلة والمعلول.

- الم يكن الاختلاف المتحقق في الوجود عائد إلي الله تعالى وبيده تغييره؟!

- نعم، فهو قد أثر في الوجود عبر مرحلتين.

- وما هما تلكما المرحلتان؟!

- الأولى: خلق الموجودات مختلفة. والثانية: تصرفه معهم على اساس اختلافهم، فأعطى كلاً منهم ما يستحق.

- إذن الاشكال لا ينصب على المرحلة الثانية، وإنما يتجه إلى المرحلة الأولى، فلماذا لم يخلق الاشياء بشكل واحد ودون اي اختلاف، وما هو سر الاختلافات؟!

- كما قلنا سابقاً، اختصر المؤلف اختلاف الموجودات في جملة واحدة هي: ((اختلاف الموجودات ذاتي ولازم لنظام العلة والمعلول)).

- ولكن هذه جملة معقدة جداً وتحتاج إلى توضيح؟!

- كتب المؤلف: أن هذا يجرنا إلى الاجابة عن سؤالين.

- وما هما السؤالان؟!

- السؤال الاول: أتتعلق إرادة الباري جل علاه بخلق الموجودات كل على حدة؟
والسؤال الثاني: أم إنه يخلق الاشياء جميعاً بإرادة واحدة بسيطة؟!

- ولكن الادلة العقلية المحكمة والبراهين الفلسفية القاطعة والشواهد القرآنية المبينة تقف إلى جانب النظرية القائلة بأن الكون منذ بدئه وحتى نهايته قد أوجد بإرادة إلهية واحدة بسيطة. وهذه الإرادة أوجدت شيئاً لا يقبل النهاية، ولم يخلق كل شيء بإرادة خاصة.

- إذن حسب هذه العقيدة يوجد نظام خاص وترتيب معين لعملية الخلق، وإرادة الله في وجود الأشياء هي عين إرادته في وجود نظامها.

- ومن هنا يوجد قانون العلة والمعلول، أو نظام الأسباب والمسببات.

- وما معنى هذا القانون؟!

- هذا القانون يعني: أن أي معلول له علة خاصة به، وأية علة لها معلول خاص بها، ولا يمكن أن يصدر معلول معين من أية علة كانت، وكذلك يستحيل أن يصدر من علة معينة أي معلول كان. وهذا هو المعنى الدقيق للآية القرآنية الكريمة: ((إنا كل شيء خلقناه بقدر)).

- ولتوضيح هذا الامر قسم المؤلف النظام الكوني إلى نظامين.

- نظام الأول طولي، فما معنى هذا الكلام؟!

- المقصود من النظام الطولي: هو نظام العلة والمعلول، والترتيب في خلق الأشياء، أي الترتيب في فاعلية الله بالنسبة إلى الأشياء وصدورها منه.

- هذا الكلام المعقد، هل يمكنك تبسيطه؟!

- لقد اقتضت قدسية الله وعلو ذاته أن تكون الأشياء رتبة بعد أخرى، ويأتي بعضها بعد الآخر. فيكون لدينا صادر أول وثان وثالث، وهكذا يوجد أحدها بعد الآخر، وكل منها معلول لما قبله.

- لقد فسرت الماء بعد الجهد بالماء، ماذا تعني بذلك، أريد مثالاً بسيطاً؟!

- كما ذكر المؤلف: في نظام الكون يحتل الله سبحانه صدر قائمة الموجودات، أما الملائكة فهم منفذون لأوامره. وتوجد بين الملائكة سلسلة مراتب، فبعضهم يشغل منصباً رئاسياً لإصدار الأوامر، مثل ميكائيل وعزرائيل، ولكل منهما أعوان ومساعدون، تطبيقاً لقوله تعالى: ((وما منا إلا وله مقام معلوم)) 164 الصافات.

- وكيف هي رابطة الله سبحانه بالموجودات؟!

- رابطة الله سبحانه بالموجودات هي الإيجاد والخلق والتكوين. فأمر الله هنا ليس كلاماً، وإنما هو ايجاد، وطاعة الملائكة أيضاً تتلاءم مع ذلك. وعندما نقول: أن أمراً قد صدر إلى الملائكة، فمعناه أنهم قد أوجدوا بحيث يكونون علة لمعلول معين، ومعنى طاعتهم هو هذه العلية والمعلولية التكوينية.

- ومن هنا فإن القرآن الكريم ينسب تدبير الكون إلى الله تارة، وينسبه إلى الملائكة تارة أخرى، فيقول {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض}، ويقول في أخرى {فالمدبرات أمراً}

- إذاً فعل الله سبحانه يجري على نظام خاص وترتيب معين، وإن إرادته في خلق وتدبير الكون هي عين إرادة هذا النظام الموجود.

- نعم هذا صحيح، وإن انعدام النظام المعين بين الموجودات يستلزم أن يكون أي موجود منشأ لأي شيء، ويستلزم أيضاً أن ينبثق أي موجود من أي موجود آخر، فمثلاً: بالإمكان انبعاث انفجار هائل من قوة ضئيلة، وأن تترك قوة ضخمة أثراً تافهاً.

- وهل الفرض القائل بإمكانية حلول الكامل محل الناقص، والناقص محل الكامل خطأ أم صحيح، ولماذا؟!

- هذا خطأ يقيناً، وهو نتيجة لعدم الإدراك السليم لضرورة الروابط الذاتية بين الموجودات ومراتبها في الوجود، وقياسها على المراتب الاعتبارية الموجودة في محيطنا الاجتماعي.

- إذاً هذه الاشتباهات ناشئة من قياس الله جل جلاله بالإنسان، وقياس النظام الكوني بالنظام الاعتباري للمجتمع الإنساني.

- نعم، وكل شيء له مكان خاص، وفرض كونه في غير مكانه يساوي تخليه عن ذاته، وهو غير ممكن.

- وما هو النظام العرضي؟!

- النظام العرضي هو: نظام يعين الشروط المادية لإيجاد ظاهرة معينة.

- إذاً فكل حادثة تظهر في مكان وزمان خاص بها، وأي زمان معين أو مكان خاص فهو ظرف لحوادث مشخصة.

- ونحن عندما نتساءل ونتردد حول ظاهرة من الظواهر فإننا نركز عادة على الظاهرة نفسها فقط، ولا نحاول معرفة مكانها ووضعها في نظام الوجود، مع إنها معلولة لسلسلة من العلل الخاصة، ومرتبطة بشروط معينة.

- وكيف ذلك؟!

- إذاً اندلع حريق في جهة من الكون، فهو يقع خلال زمان معين، ومكان خاص، ومادة مشخصة.

- إذاً فكل شيء له ارتباط بالماضي والمستقبل، وهذا الارتباط هو صفة أزلية أبدية.

- وهل هناك أصول يعتمد عليها قانون العلة والمعلول؟!

- نعم، هناك أربعة أصول.

- ما هو الاصل الأول؟ وماذا يعد؟ وما الذي يقوم عليه؟

- الأصل الأول: قانون العلة والمعلول العام: ويعد الأساس الذي تقوم عليه كل العلوم، وإنكاره يستلزم إنكار كل شيء.

- وما هو الأصل الثاني؟ وماذا يستنتج منه؟!

- الأصل الثاني: ضرورة العلة والمعلول. ويستنتج منه: أنه إذا وجود أي شيء فهو ضروري الوجود، وإذا لم يوجد فعدمه ضرورياً.

- وما هو الأصل الثالث؟ وماذا يستنتج منه؟!

- الأصل الثالث: تناسب العلة والمعلول. نستنتج من هذا الأصل: أن أي علة لا تستطيع أن توجد من غير معلولها، وأن أي معلولاً لا يمكن أن يصدر من غير علته.

- وماذا نستنج من هذه الاصول الثلاثة السابقة؟!

- من هذه الأصول الثلاثة السابقة: نستنتج أن للكون نظاماً قطعياً، وغير قابل للتبديل.

- وما هو الأصل الرابع؟! وما هو هذا الأصل، وماذا نستنبط منه؟!

- الأصل الرابع: إن الكون والوجود ينتهيان إلى علة العلل.

- وماذا نستنبط من كل هذه الاصول الاربعة؟!

- ومن هذا الأصل الرابع الذي هو أصل ((توحيد المبدأ))، وبالإضافة إلى الاصول الثلاثة السابقة، نستنبط الارتباط اليقيني والعام بين كل حوادث الكون.

- نصل الآن إلى الحديث عن سنة الله في الكون؟!

- أعتقد إن هذا يكفينا لهذا اليوم وعلينا الانتظار إلى القاء القادم للكلام عن سنة الله في الكون.

- نعم، واعتقد أننا قد أكتفينا من الحديث، وكتفينا من الرياضة وعلينا العودة إلى بيوتنا.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصدر: العدل الإلهي - الشهيد مرتضى مطهري

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc