سلسلةالعدل في الميزان الالهي (11) إشكالات الشفاعة - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع حسين نوح مشامع مشاركات 0 الزيارات 4875 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 214
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي سلسلةالعدل في الميزان الالهي (11) إشكالات الشفاعة
قديم بتاريخ : 24-Mar-2020 الساعة : 06:48 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سلسلة العدل في الميزان الالهي (11) إشكالات الشفاعة

بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين} 26البقرة. وجاء في روية عن النبي(ص): ((إن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق)).

الثلاثاء التاسع والعشرون من شهر رجب المرجب، من سنة إحدى وأربعين واربعمائة وألف من هجرة نبينا محمد صلى الله عليه واله. شهر المغفرة والرضوان، شهر يتوجه فيه المسلمون إلى مكة المكرمة للقيام بالعمرة المفردة، وزيارة الرسول(ص) في مدينته المنورة.

وحتى هذا اليوم لا نزال تحت الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد، ولا نستطيع الخروج من محافظتنا حتى يأذن الله ويحكم بانقشاعه. وما استجد في الامر هو صدور اوامر الجهات الرسمية بإغلاق بعض المحلات الخدمية في وقت مبكر من الليل، تدعيماً للعمليات الوقائية، وفي خطوة احترازية لتفادي انتشار الوباء أكثر مما هو عليه. وإقرار حضر التجول بعد الساعة السابعة مساءً، لذا نحن ملتزمون ببيوتنا استجابة للأوامر الرسمية، وحفاظاً على ارواحنا وارواح الآخرين.

وبهذا يكون نقاشنا هذا استمراراً لما سبق، ومن خلال منافذ التواصل الاجتماعي، وكانت الاسئلة المطروحة للبحث هي التالي:
01- هل الشفاعة تنافي التوحيد في العبادة، وأن الاعتقاد بها نوع من الشرك؟!
02- أليست الشفاعة غير منسجمة مع التوحيد في العبادة، وأنها متناقضة مع توحيد الذاتي، لأن لازمها كون رحمة ورأفة الشفيع أكبر واوسع من رحمة الله، ولو لم تكن هناك شفاعة لعذب الله ذلك المذنب؟!
03- ألا يدفع الاعتقاد بالشفاعة النفوس إلى الرغبة في الذنب، ويشوقها لارتكابه؟!
04- ألم يلغى القرآن الكريم الشفاعة بقوله: {واتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً، ولا يقبل منها شفاعة، ولا يؤخذ منها عدل، ولا هم ينصرون} 123 البقرة؟!
05- ألا تنافي الشفاعة أصلاً أسسه القرآن الكريم وهو: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} 39 النجم؟!
06- ألا يلزم من كون الشفاعة صحيحة الاعتقاد بكون الله سبحانه واقعاً تحت تأثير الشفيع، ليتحول غضبه إلى رحمه؟!
07- أليست الشفاعة سوى لون من ألوان الترجيح والاستثناء واللا عدالة، والله سبحانه يقول: {سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً} 62 الأحزاب؟!

- القرآن الكريم يصف القوانين الإلهية بالقوة والمنعة، وينفي تأثير المال والواسطة، والقوة في المحكمة الإلهية عادلة. كما إنه يذكر المال باسم العدل، لأن الرشوة عندما تعطى فإنها تسبب العدول والانحراف عن الحقيقة، أو بمعنى العوض والمعادلة. وذكر الشفاعة بمعنى الواسطة، وذكر النصرة بمعنى القوة، وذلك في سورة البقرة وقوله تعالى: {واتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً، ولا يقبل منها شفاعة، ولا يؤخذ منها عدل، ولا هم ينصرون} 48 البقرة.

- إذاً كيف هو نظام الشفاعة في الآخرة؟!

- إن نظام الآخرة ليس كالنظام الاجتماعي البشري، الذي يتوسل فيه الإنسان بالواسطة أو المال للفرار من القانون، وأحياناً يستغل قومه أو عشيرته ليستفيد من نفوذهم لتعطيل أحكام القانون؟!

- وهل لدينا موقف يؤيد كلامنا هذا؟!

- عندما علم الإمام علي(ع) أن ابنته قد استعارت من بيت المال قلادة، تتزين بها أيام العيد، لامها أشد اللوم وعنفها بقسوة قائلا: لو لم تأخذيها عارية مضمونة لقطعت يدك. بحار الأنوار م09 ص503. ولما أرتكب ابن عباس خلافاً، وجه نحوه هجوماً عنيفاً، وكتب له: ((إذا لم تتراجع عن خلافك لأؤدبنك بسيفي الذي لم أضرب به أحداً إلا ورد جهنم)). ثم ليؤكد أن العدالة لا يستثنى منها أحد، قال: ((والله لو أن الحسن والحسين قد ارتكبا هذا الخلاف لم أرفق بهما)) نهج البلاغة رسالة41.

- وهل هناك أقسام للشفاعة؟!

- نعم، إن هناك قسمان للشفاعة:
القسم الأول: الشفاعة المنحرفة: وهي التي تحاول تعويق القانون عن طريق الوساطة، وتحفظ المجرم من تطبيق القانون. حيث يجد المجرم عن طريقها وسيلة ينقذ نفسه بها من الحكم الإلهي، ويحول دون تطبيقه عليه، كما يحدث في المجتمعات البشرية المختلفة.
القسم الثاني: الشفاعة المقبولة: وهي التي ليس فيها ترجيح ولا استثناء ولا نقض للقوانين، ولا تستلزم قهر إرادة واضع القانون، وهي المؤيدة للقانون والمحافظة على النظام.

- هل هناك انواع للشفاعة السليمة؟!

- نعم، للشفاعة السليمة نوعان هما:
النوع الأول: شفاعة ((القيادة)) أو ((العمل))، وهي تشمل النجاة من العذاب ونيل الحسنات وحتى علو الدرجات.
النوع الثاني: شفاعة ((المغفرة)) أو ((الفضل))، وهي لا تشمل سوى إلغاء العذاب وغفران الذنوب، والحد الأقصى يسبب الوصول إلى الثواب والحسنات، ولكن لا يرفع الدرجات.

- وهل عندنا من احاديث الرسول(ص) ما يؤيد كلامنا هذا؟!

- قال الرسول الأكرم(ص): ((ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، أما المحسنون فما عليهم من سبيل)).

- هل لدينا تفصيل لشفاعة القيادة؟!

- نعم، عندما يكون إنسان سبباً لهداية شخص آخر فإن رابطة القيادة والقدوة الحسنة التي تحققت بينهما تتحول يوم القيامة إلى صور عينية، يكون فيها الهادي قدوة وإمام، والمهدى تابع ومأموم، وهكذا في مورد الإضلال والإغواء.

- وهل لينا دليلاً يعزز كلامنا هذا؟!

- يقول الله في كتابه الكريم: {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} 71 الإسراء. ويقول عن فرعون: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} 98 هود.

- وما معنى ما ورد بأن الإمام الحسين(ع) سيشفع لكثير من الناس؟!

- تفسيره، أن المدرسة الفكرية الحسينية كانت السبب لإحياء الدين وهداية كثير من الناس في الدنيا، ولكن شفاعة الحسين(ع) لا تكون على خلاف رضى الله وضد إرادته.

- وما هي شفاعة الحسين(ع)؟!

- شفاعة الحسين(ع): هي هدايته للناس في هذا العالم، حيث تتحول وتتجسم هناك، فالحسين(ع) شفيع الذين اتبعوا دينه واهتدوا بسيرته، وليس شفيع لأولئك الذين اتخذوا مذهبه وسيلة للضلال.

- وما هي ادلتنا في هذا المقام؟!

- يقول تعالى: {يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين} 26 البقرة.
وجاء في روية عن النبي(ص) في القرآن الكريم: ((إن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق)).

- وهل للقرآن شفاعة مسموعة، وكيف هي؟!

- القرآن الكريم شفيع مقبولة شفاعته، وساع ناجح سعيه، وهو يشفع للمؤمنين والمحسنين للظفر بالجنة والسعادة، وهو خصم للكافرين والمجرمين ليسقطهم في جهنم.

- إذاً هذه الشفاعة لا تتنافى على الاطلاق مع العدل الإلهي، بل هي مؤيدة له. وما هي تفاصيل شفاعة المغفرة؟!

- شفاعة المغفرة: هي واسطة المغفرة والعفو عن الذنوب، وهو ما سوف نعرفه من الابحاث اللاحقة.

- وماذا جاء في جاذبية الرحمة؟!

- إن نيل السعادة لا يقتصر على الأعمال والخطوات التي يقطعها الإنسان، فهناك سبيل آخر في الكون وهو رحمة الله السابقة، فلقد جاء في الاثر: ((يامن سبقت رحمته غضبه)). ويقصد ((بالسبق) سبق رحمة الله، ويحتمل أن يكون المقصود ما ورد في الآية الكريمة: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} 101 الأنبياء.

- وماذا عن التطهير؟!

- إن من مظاهر رحمة الله في نظام الوجود التطهير، فالكون له خاصية الغسل والتطهير. فالمغفرة ومحو عوارض الذنوب من هذا القبيل، وهي عبارة عن غسل للقلوب والأرواح، إلى الحد الذي هي قادرة عليه من آثار الذنوب.

- وماذا جاء في القرآن الكريم في هذا الخصوص؟!

- والقرآن يعبر عن استقرار الكفر في القلب بقوله: {ختم الله على قلوبهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم} 07 البقرة، وجاء أيضاً: {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} 87 التوبة. فالختم للقلب معناه رفض القلب لأي مقتحم جديد.

- وماذا يعني المؤلف بالسلامة والصحة؟!

- من شواهد غلبة رحمة الله على غضبه في نظام الكون أن السلامة والصحة هي الأصل الدائم في الكون، أما الأمراض فهي عارضة وتجيء صدفة، والسلامة والصحة موجودة في كل موجود لتحفظه وتحمي وجوده. ويشهد لهذا وجود الكريات البيضاء في الدم، بما تملك من قدرة دفاعية عظيمة. ووجود خاصية الجبران والترميم في أبدان الموجودات الحية، فإذا حدث كسر في العظم أو جرح في الجسم فإن النشاط الغذائي داخل الجسم سوف يجبرهما.

- وماذا يقول الحديث النبوي عن الفطرة الدينية؟!

- ومن ناحية الفطرة الدينية يقول الحديث: ((كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه)) بحار الأنوار م02 ص88.

- وكيف تكون الرحمة شاملة؟!

- ليست المغفرة ظاهرة استثنائية، وإنما هي قانون كلي مستنتج من غلبة الرحمة في نظام الوجود، ومن هنا يظهر أن المغفرة الإلهية شاملة تظلل جميع الموجودات في حدود قابليتها وإمكاناتها.

- وهل لدينا دليل على أن الفوز والسعادة والنجاة من العذاب شامل لكل الناجين؟!

- أصل الفوز بالسعادة والنجاة من العذاب شامل لكل الناجين، لقوله تعالى: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه} 16 الأنعام.
وأشار إلى هذا الرسول الأعظم(ص) في خطبة الوداع: ((أيها الناس إنه ليس بين الله وبين أحد نسب، ولا أمر يؤتيه به خيراً أو يصرف عنه شراً إلا العمل، ألا لا يدعين مدع ولا يتمنين متمن، والذي بعثني بالحق لا ينجي إلا عمل مع رحمة، ولو عصيت لهويت، اللهم هل بلغت)) شرح ابن أبي الحديد ج02 ص863. ويقول(ص): ((إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم سبعين مرة)) الميزان ج18.

- وما هي الرابطة بين المغفرة والشفاعة؟!

- أن المغفرة الإلهية إذا نسبت إلى منبع الخير والرحمة سميت ((مغفرة))، وإذا نسبت إلى وسائط الرحمة سميت ((بالشفاعة)).

- وهل هناك ما يمنع من اكتساب المغفرة؟!

- من المسلم به في المتون الدينية أن الكفر والشرك بالله يمنع المغفرة، وفي ذلك يقول الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} 116 النساء. وجاء على لسان حملة العرش، قوله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً، فأغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك، وقهم عذاب الجحيم} 07 المؤمن.

- وهل هناك شروط لنيل الشفاعة والمغفرة؟!

- إن الإيمان بالله شرط لازم لنيل الشفاعة والمغفرة، ولكنه ليس شرطاً كافياً، والله وحده العالم بكل الشروط. والآية التي تبشر بمغفرة الذنوب ما عدا الشرك يوجد فيها قيد ((لمن يشاء))، وآية الشفاعة يوجد بها قيد آخر: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون] 28 الأنبياء. وهذان قيدان بمعنى واحد.

- ما هو الفرق بين الشفاعة الحقيقة والأخرى الباطلة؟!

- الشفاعة الحقيقية: تبدأ من الله وتنتهي عند المذنب، ويكون المشفوع عنده - أي الله - قد أقر الوسيلة وهي الشفيع، فالمشفوع عنده (صاحب القدرة - الله) هو العلة المؤثرة في الشفيع، والشفيع بإرادة تلك العلة يؤثر في المذنب، لذا الشفاعة ليست ممكنة بدون إذن الله، لقوله تعالى: {قل لله الشفاعة جميعاً} 44 الزمر.
أما الشفاعة الباطلة: فهي عكس ذلك تماماً، حيث يكون المشفوع له قد جعل تلك الوسيلة، فيقع فيها الشفيع تحت تأثير المشفوع له (المذنب)، ويقع فيه المشفوع عنده (صاحب القدرة) تحت تأثير الشفيع.

- وماذا يجب أن نتأكد منه عند التوسل وطلب الشفاعة من أولياء الله؟!

- يجب أن نتأكد عند التوسل وطلب الشفاعة من أولياء الله:
أولآً: أن يكون الشفيع شخص قد جعله الله وسيلة لذلك، لذا هذا ليس شركاً على الإطلاق وإنما هو عين التوحيد.
ثانياً: في الوقت الذي يتوسل فيه الإنسان ويطلب الشفاعة، لا بد أن يكون توجهه إلى الله سبحانه وتعالى.

- وماذا وردى تأييداً لكلامنا هذا؟!

- جاء تأييداً لكلامنا، قوله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} 35 المائدة. وقوله: {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله، ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك، فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} 64 النساء.
وكما جاء عن الرسول الأعظم(ص) قوله: ((والذي بعثني بالحق لا ينجي إلا عمل مع رحمة)).

- وماذا جاء جواباً لإشكالات الشفاعة؟!

- جاء جواباً لإشكالات الشفاعة ما يلي:
أولاً: لا تتنافي الشفاعة مع التوحيد في العبادة، كما أنها لا تتنافى مع التوحيد الذاتي، وذلك لأن رحمة الشفيع ليست سوى أشعة من رحمة الله، فالشفاعة والرحمة منبعثان من قبل الله تعالى. وهذا (جواب للإشكال الأول والثاني).
ثانياً: أن الاعتقاد بمغفرة الله لا يدفع نحو التجري على حرمات الله، وإنما يحي الأمل فقط، ومثله الاعتقاد بالشفاعة فهو لا يوجب التشويق إلى الذنوب، مع ملاحظة أن شرط شمول المغفرة والشفاعة هو رضى الله وإرادته. وهذا (جواب الإشكال الثالث).
ثالثاً: أن الشفاعة على نوعين: باطلة وصحيحة، والآيات القرآنية تحاول صرف الأذهان عن الشفاعة الباطلة، وتوجيهها نحو الشفاعة الحقة. وهذا (جواب الاشكال الرابع).
رابعاً: الشفاعة لا تتناقض مع العمل، لأن العمل بمنزلة العلة المنفعلة، ورحمة الله بمنزلة العلة الفاعلة. وهذا (جواب الاشكال الخامس).
خامساً: في الشفاعة الصحيحة لا يرد تصور أن الله قد وقع تحت تأثير أي أحد، لأن المسير فيها من الأعلى نحو الأدنى. وهذا (جواب الاشكال السادس).
سادساُ: لا يوجد استثناء ولا عدم عدالة في الشفاعة ولا في المغفرة، لأن رحمة الله سبحانه غير محدودة، وكل من حرم منها فهو بسبب عدم قابليته وقصوره فقط. وهذا (جواب الإشكال السابع).

- والآن ندخل إلى الفصل الثامن من الكتاب وهو: (عمل الخير من غير المسلمين)، اليس كذلك؟!

- هو كذلك، ولكن هذا ما سوف نناقشه في الحلقة القادمة، والتي نرجو من الله أن نقوم بها وقد انجلت عنا وعن هذه الامة هذه الغمة.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصدر: العدل الالهي - الشهيد مرتضى مطهري

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc