السيد عبد الكريم الكشميري - الصفحة 2 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: ميزان أنوار السلوك :. ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ}

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 16 الزيارات 34774 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jan-2012 الساعة : 07:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


جوامع كلماته ونصائحه

1- تنبعث المكاشفات من صفاء الباطن.
2- مَن رأى الحقائق واقعاً لا يتعلق بالعناوين الصورية.
3- إذا لم تكن الحالات ملكة فإنها تزول مع أقل غفلة.
4- لا بد للسالك من أستاذ يرشده.
5- لا يترقىمن أراد الله والدنيا معاً.
6- أفضل طريق لمجاهدة النفس ديمومة الذكر مع المراقبة.
7- مراقبة النفس من الواجبات.
8- لا ينال الكسول أي مقام.
9- لا يقبل العلماء الشخص المتلوٌن.
10- التوسل والدعاء هما الزاد الدائم للسالكين.
11- ينبغي مراعاة عدم تناول الأطعمة الحيوانية بنحو مستمر، لأن تأثيرها مستمر أيضاً.
12- ما دامت النفس لم تصل إلى درجة الاطمئنان فهي خائفة.
13- الصحو أفضل من السكر.
14- القلب والصدر هما محل ظهور الإلهام.
15- السعيد من كان سعيداً في كينونة ذاته، لا أن يكون سعيداً بعد ذلك.
16- التوجه في الذكر القلبي وأثره أفضل من الذكر اللفظي.
17- التروك مؤثرة في إعمال جميع الأذكار.
18- التحلية والتجلية يأتيان مع التخلية.
19- الاستيقاظ في السحر أفضل من الاستيقاظ بين الطلوعين.
20- السر هو آخر مراحل النفس الإنسانية.
21- خلاصة السلوك في ترك ما سوى الله.
22- مع الجهد والاستقامة يمكن الوصول إلى مقام معين.
23- يجب أن تكون لنا اللياقة حتى نصل إلى مقام ما.
24- نفي الخواطر مع المراقبة أكثر تأثيراً في السلوك.
25- التدريس الجيد ليس معياراً، بل المعيار الجيد عند الله عزوجل هو التدريس المقرتن بالتهذيب.
26- الفقر شرف أهل العلم.
27- أبى الشيطان من السجود، فعلى السالك ملازمة طول السجود.
28- يجب اجتناب الأعمال التي فيها شيء من تسخير الجن وأمثال ذلك.
29- الطريق الأفضل في تهذيب النفس هو الابتعاد عن تناول الأطعمة اللذيذة.
30- يجب الابتعاد عن العلوم التي تجلب الغرور للسالك.
31- الحكمة هي معرفة حقائق الأشياء.
32- المراقبة الكاملة والرياضات المشروعة توجبان ظهور المعاينات والمكاشفات.
33- يكون العبد فانياً في الله عندما تكون أعماله لله عزوجل ولم يلتفت إلى أنانيته.
34- الإدمان على ذكر اليونسية يوجب فتح العين البرزخية.
35- لا يمكن إدراك كنه الحق تعالى لا في الدنيا ولا في الآخرة.
36- وجود المرض والفقر من الله تعالى، ولكن ماهيتهما التي هي الأسباب فهي من العبد .
37- من الضروري للمبتدئ في السلوك ترك تناول أي طعام فيه شيء من الصفات البهيمية.
38- تؤثر الأذكار والأدعية مع توفر الشروط، والمراقبة أول الشرط اللازمة للسلوك.
39- تتنزل الملائكة على المؤمن المخلص لصفة الاستقامة.
40- يوقظ الملائكة المؤمنين لصلاة الليل.
41- الطريق مفتوح للجميع، وافتتاح الطريق بذكر اليونسية.
42- عندما يتنور القلب يحصل له الكشف بنحو اللازم والملزوم.
43- يشق السالك طريقه حتى وصوله إلى مقصده بهمة ونَفَس أولياء الله.
44- بنفي الخواطر بالذكر والفكر تغلق المنافذ أمام الشيطان.
45- إن شرط وضع العمامة على الرأس أن يكون الإنسان في حضور دائم عند الله تعالى وأن لا يغفل عن ذلك.
46- ذهب جميع عمالقة الأخلاق والعرفان وعليكم أن تبذلوا الجهد لتحلوا محلهم.
47- من المتعارف مجيء البلاء بعد موت أحد العرفاء.
48- إن من رأيتهم لا يوجد أمثالهم الآن.
49- ليس بعارف حقيقي من ادٌعى العرفان وتعلق قلبه بالدنيا.
50- إحدى أسباب غفلة أهل العلم عدم وجود أستاذ أخلاق قوي.
51- الإفراض والإسراف في مصرف سهم الإمام يوجب الابتلاءات.
52- كان الزهد في العلماء الماضين أكثر منه اليوم.
53- المصرف الأول لسهم الإمام هو فقراء الشيعة، ولا أجوز صرفه في غير ذلك.
54- ينبغي أن يزداد عدد اساتذة الولاية المطلقة في الحوزات العلمية وأن يكونوا ممن تذوق طعمها.
55- إن المؤثر الاستتثنائي هو التحلي بصفة التقوى لا معرفة العلوم الغربية.
56- الحزن فرع التفكير.
57- للائمة فقط مقام جمع الجمع والولاية المطلقة، وليس لأحد غيرهم ذلك.
58- كونوا أحباء لله (يا خير حبيب ومحبوب) وتوجهوا إلى الله تعالى.
59- ذبح الذبائح جيد لكل شيء.
60- وجود الجميع تابع وشعار للوجود الحقيقي لله تعالى والذي هو في غاية الخفاء.
61- التهليل - لا إله إلا الله - نافع لعلاج حديث النفس.
62- أولياء الله في جنة عند مليك مقتدر، لا في جنة خاصة ولا في جنة عامة.
63- إغماض العينين نافع لتركيز الذهن، لإنشغال الذهن عندما تعيش العين مفتوحة.
64- إذا وجد المؤمن الكامل في مكان فإن مائة ألف دار حوله تكون في رحمة وهدوء.
65- كل مكان في النجف منور، وقول (يالله يا هو) في النجف له عظمة خاصة.
66- الروحانية ملكوت كل شيء وباطنه.
67- تبقى الصفة أو الحال إذا صارت ملكة.
68- الإكثار من تلاوة القرآن وصلاة الليل وأمثال ذلك توصل إلإنسان إلى مقام معين.
69- من كان قلبه متعلقاً بأمور دنيوية فهو ليس بعارف حقيقي.
70- عندما يخلع العبد ثوب الغفلة يصل إلى جوار الحق.
71- يتنعم المؤمنون في جنة البرزخ بالحقائق الملكوتية.
72- بمجيء الموت تنتهي جميع الرعايت الجسمانية.
73- كونوا رفاقاً لله عزوجل فأنه سوف لن يكون لكم رفيقاً فقط بل وشفيقاً أيضاً.
74- إن الجميع يمتلكون الاستعداد ولكن ينبغي أن يحالفهم التوفيق الإلهي.
75- خلاصة السلوك ترك ما سوى الله تعالى.
76- ماهية المرض والفقر وأسبابهما من العبد.
77- لا يمكن الدخول إلى وادي السلوك من غير أستاذ.
78- النجف ومسجد الكوفة ورح وريحان.
79- ختم ذكر اليونسية جميع العرفاء.
80- التسليم منطو في باطن الرضا.
81- من الجيد أن يكون للإنسان إرتباط (ذكر، دعاء، توسل) مع بقية الله عجل الله تعالى فرجه ساعة في كل يوم.
82- كونوا حضوراً عند الله تعالى.
83- النجف أفضل ثم تليها قم.
84- إن لطعام الطلبة لذة خاصة بنحو أن أفضل ماء لحم يطبخ في البيت لا يصل إلى لذة ماء اللحم الذي يطبخه الطالب في حجرته.
85- إن أولئك الذين تتعلق نفوسهم بمختصات الناس من قبيل السبحة و الخاتم والأشياء أناس غير جيدين، وهو عمل قبيح جداً.
86- إن أصحاب الأسم الأعظم يؤثرون في الأمور بمجرد إلتفاتهم إليها.
87- ذكر اليونسية نافع لفتح طريق السلوك.
88- أفضل ذكر لله عزوجل هو تلاوة القرآن.
89- ترك الواجبات وإتيان المحرمات ينقص من كمال كل شيء.
90- كلما ابتعد الإنسان عن أصحاب المناصب كان أفضل.
91- يجب ذكر الله مع إقبال النفس لا مع حالة الكسل.
92- ينبغي أن تكون علاقة التلميذ بأستاذه كعلاقة العبد بسيده.
93- إن الزوجة والأطفال ليسوا ملا صدرا حتى يفهموا كل ما يقال لهم.
94- يجد الإنسان النورانية مع الذكر والرياضة.
95- من المهم جداً أن لا يعطي الإنسان لنفسه أُبهة.
96- جزيئة الأخبار (غير السلوكية للسالك) كثيرة أيضاً.
97- لا تخاصموا أهل الذكر فإن له أثراً وضعياً.
98- ينبغي للسالك أن لا يزيد عن العدد الذي يعينه له الأستاذ في الأذكار.
99- إن السبب في عدم وصول البعض إلى نتيجة مع ما يبذلوه من جهد هو عدم توفر الشرائط فيهم.
100- لم يعامل أهل النجف طلبة العلوم الدينية معاملة حسنة فآل الأمر بهم إلى ما آل إليه.

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jan-2012 الساعة : 07:28 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

منهج التربية السلوكية عند السيد الكشميري

يتلخص منهج وطريق السلوك عند السيد الكشميري على معرفة الولاية , ومعرفة النفس ومعرفة الرب . وكل واحدة من هذه المعارف يستند إلى أربعة أركان :
وأركان معرفة الولاية هي :
التولّي وهي حبّ محمد وآل محمد وموالاتهم , والتبرّي وهي بغض أعداء محمد وآل محمد والبراءة منهم , والتوسل , والزيارة .
وأركان معرفة النفس هي :
المراقبة , والمجاهدة , والذكر , والفكر .
وأركان معرفة الرب هي :
المكاشفة , والمعاينة , والفناء , والبقاء .

vمعرفة الولاية :
الحب بلا بغض والولاية بلا برائه لا معنى لهما , ولايعدّ موالياً من كان مُـحبّاً لمبغضي الحبيب , وكيف يجتمع في القلب حب الشيء ونقيضه ؟!
ولقد كان السيد الكشميري شديد الحساسية جداً في هذا الموضوع , ولا يتهاون مطلقاً مع من يمس ساحة الولاية ولا بكلمة , يقول السيد صداقت : قلت له مرة : إنّ فلاناً يقول إنّ ابن ملجم قال لأمير المؤمنين : أنا قاتلك , ماذا أفعل ؟ فقال له : اقتلني وسأكون شفيعاً لك ! فصرخ السيد الكشميري قائلاً : كلام سخيف وتافه . وهكذا كان سريع الردّ على مثل هذه التقوّلات . ولم يكن يغض النظر في مسألة الولاية والبراءة مطلقاً . فمثلاً قال مرة : نطق أحد المراجع في النجف - والذي كانت تربطه معه علاقة قرابة - بكلمة حول الولاية فأردت أن ألطمه على فمه . لقد كان حسّـاساً في هذه المسائل بنحو كان يفقد معها السيطرة على نفسه , وكان يوصي كثيراً بزيارة عاشوراء التي نصفها ولاية ونصفها الآخر براءة .
ويقول السيد صداقت أيضاً : كان السّـيد الكشميري ذا حساسية وتعصب خاص في مسألة الولاية , وقد ظهرت آثارها عليه في مرات عديدة . فمثلاً جاء مرّة شخص إلى بيت السيد الاُستاذ وتحدث حول أحد العلماء الذي كان يشغل منصباً كبيراً في الدولة وقال : إنه ينكر حق السيد الزهراء ويشارك المخالفين الاعتقاد في هذه المسألة ! فامتعض السّيد الكشميري من هذه المقولة وغضب غضباً شديداً وهاجم صاحبها هجوماً عنيفاً .
ولم أعهد منه مثل هذا التأثّر في أي موضوع آخر . ومن العجيب أنّه بعد مضيّ مدّة من الزمن على الغضب ظهرت آثار القدرة الباطنية للاُستاذ في صاحب هذه المقالة حيث عُزل عن منصبه .
وفي إحدى الأيام تطرقنا في الحديث معه حول إحدى الشخصيات في النجف فقال : كنت شاباً وكان هذا الشخص طاعناً في السن , فتحدث بحديث في موضوع الولاية كدت من شدة تأثري أن ألطمه على فمه. وفي إحدى المرات سمع كلاماً من أحد أدعياء محبّي أمير المؤمنين - وكان ذو علاقة مع إحدى السلاسل- فتأثّر من ذلك وقال : إنه رجل اُمي ( ولقد كان هذا الرجل كذلك واقعاً ) . وقال يوماً : إنّ الشخص الفلاني مع أنّه صاحب منزلة علمية رفيعة ومن أهل الفضيلة الظاهرية ولكنّه تحدّث بالكلام الفلاني حول مسألة الولاية ( أو التوحيد ) وهو لايساوي فلساً واحداً . وعندما اُخبر أنّ الشاعر الفلاني قال : إنّ أمير المؤمنين عندما رأى ابن ملجم قال له : إذا قتلتني فسأكون شفيعك ! قال : إنّه كلام سخيف , إنّ ابن ملجم أشقى الأشقياء .
وقال : ينبغي أن يزداد عدد الأساتذة الولائيين في الحوزة ويكونوا من الذين ذاقوا طعم الولاية المطلقة ومن الذين يدرّسونها أيضاً لكي يزول ضعف العقيدة في أمر الولاية عند أهل العلم .
ويقول السيد صداقت أيضاً : إنّ عشق السّيد الاُستاذ للإمام علي وعلاقته بساحة ولايته كانت كبيرة في قلبه إلى درجة لايمكن وصفها , فمثلاً كان أحد كبار السلوك والسلاسل العرفانية في إحدى مدن إيران يأتي إلى زيارة الاُستاذ بين الحين والآخر , وكان يدفع خمس أمواله للاُستاذ , سمع الاُستاذ يوماً من أحد أهل العلم مسألة نقلها عن ذلك الشخص يشمّ منها المدح للثاني , فتأثّر الاُستاذ تأثّراً شديداً وقال كلاماً ضدّ هذا الكلام وقائله , وكان الغضب بادياً على وجهه .
لقد كان مسلك السيد الاُستاذ هو هذا: إنّ المعيار هو علي ، وكان يتأثّر من أي كلام صادر من أي شخص كان -ولو كان من أفضل الشخصيات- فيه ذرة من عدم معرفة الولاية، وكان يظهر غضبه الباطني بنحو معين.
ويتضح مما تقدم أنّ العقيدة الصحيحة في أهل البيت ومعرفة منزلتهم وحبّهم وبغض أعدائهم هي الخطوة الاُولى في طريق السلوك وأن معرفة الولاية هي الطريق الوحيد للوصول إلى توحيد ومعرفة الرب.
يقول السيد الكشميري: ذات الله تعالى لا متناهية، وأسماؤه لا متناهية أيضاً، والأسماء الإلهية تريد الظهور والتجلّي ، والله تعالى لا حدّ له، ولا يحيط به زمان ولا مكان، ولكّنه يتجلى في القلوب، وظهوره الأتم والأكمل هو خليفة الله الذي هو النّبي والإمام، وإنكم إذا أردتم رؤية وجه الله فينبغي عليكم النظر إلى وجه علي كما نقرأ ذلك في الزيارة السادسة لأمير المؤمنين : (يا عين الله الناظرة) فإذن ظهور جميع الأسماء والصفات الإلهية فيهم، والتوحيد يتجلى فيهم.
فالولاية مرآة التوحيد، والمعصومون الأربعة عشر هم المرآة التي يتجلى فيها الله تعالى، فالإمام عين الله وجنب الله ويد الله وذكر الله وثار الله ونور الله، فمن أراد الله بدأ بهم . يقول السيد صداقت: الولاية باطن التوحيد، بل هي مندكة فيه، وكذلك رأي السيد القاضي في أنّ من سلك غير هذا الطريق فلن يصل إلى التوحيد الذي نعتقد به، وعقيدة السيد الكشميري هي كذلك أيضاً.
ولقد كان طريق السيد الكشميري هو هذا الطريق، وكل ما لديه فهو من علي وفاطمة والحسين وإمام الزمان وبقية المعصومين ، إذ لا يستطيع السالك بدون تلقي المدد منهم الوصول إلى مقام ما، وكان يحث الآخرين على التوسل بالأئمة وزيارتهم في سبيل كسب المقامات المعنوية أو قضاء الحوائج المادية.
يقول السيد صداقت: كثيراً ما كان يوصي بالتوسل بأمير المؤمنين والإمام الحسين عليهما السلام في الاُمور المعنوية، ويقول: اقرؤا القرآن أو الذكر الفلاني وأهدوا ثواب ذلك إليهم . وكان يوصي بالتوسل بالإمام الجواد في قضاء الحوائج المادية.
وكانت علاقة السيد الكشميري بالأئمة علاقة قوية، ويحكي أحد تلامذته عن هذه العلاقة قائلاً: لقد كانت علاقته بالأئمة المعصومين علاقة شهودية، وقد نقل بنفسه هذا عن السيد مرتضى الكشميري والذي كان أحد الاساتذه ويكنّ له الاحترام البالغ، وطبعاً فانّه لم يدرك عصره ولكّنه كان يذكره بعظمته وجلالة ويقول عنه: لقد سألوا السيد مرتضى الكشميري هل يمكن رؤية صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ فقال : إنّي أعرف شخصاً جاء من بلاد الكفر - ويقصد نفسه حيث جاء من بلاد الهند - ولكنّه في محضر الأربعة عشر معصوماً خلال الأربع وعشرين ساعة .
ويقول هذا التلميذ أيضاً : لقد كان السّيد الكشميري ذا علاقة قوية مع الأئمة الأطهار , وكان صاحب توسلات عجيبة , وكان يوصي كثيراً بالتوسّل بالنبيّ الأكرم وبالصدّيقة الزهراء وبصاحب الزمان .
ولقد كانت للسيد الكشميري علاقة شديدة بإمام الموحدين علي . وقد تقدمت النصوص الدالة على ذلك في موضوع حبّه للنجف الأشرف .
وأما موالاته لسرّ فاطمة الزهراء فيتجلّى ذلك عند ذكره لإسمها بالإجلال والتعظيم , وفي ذكرى أيام وفاتها حيث يلفه الحزن ويقيم مجلس العزاء على مصابها فيستغرق في البكاء , تقول زوجته :
كانت تظهر عليه معالم الحزن والمصاب في ذكرى أيام مصاب أهل البيت , وخاصة أيام مصاب الصدّيقة الزهراء حيث كانت تظهر عليه آثار المصيبة أكثر وأشدّ , فكان ينطوي على نفسه ويقرأ أشعار النياحة لنفسه , وكانت أغلب الأشعار التي يقرأها باللغة العربية , وأشعار النياحة العربية لسانها لسان الحال , وهي أكثر حزناً من أشعار النياحة الفارسية .
وأما مجالس العزاء التي كان يقيمها على السيد الزهراء فقد كانت مجالس مختصرة خالية من الرياء , والقصد منها إحياء المصيبة على مظلوميتها . يقول السيد صداقت : قال لي الاُستاذ في ذكرى أيام الفاطمية : قل لفلان - وهو من طلبة العلوم الدينية من أهل طهران وكان يزور السيد بين الفينة والاُخرى - أن يأتي إلى هنا ويقرأ لنا العزاء على مصاب السيدة الزهراء ثلاثة أيام . فأوصلت الخبر إلى ذلك الشيخ , واُقيم مجلس العزاء في دار السيد الكشميري وحضره ثلاثة أو أربعة من تلاميذه فقط , وكانت حالة البكاء والتأثّر ظاهرة عليه على مصاب جدّته الزهراء . ولم يكن يلتفت أصلاً إلى عدد الحاضرين , ولم يكن يهتم بهذه المسألة التي هي موضع اهتمام في المجالس الاُخرى .
وأمّا حبُه وموالاته لسيد الشهداء الإمام الحسين فقد كانت مشهودة ولا يسعه إخفاؤها , وعندما يأتي يوم الخميس تبدأ أحواله بالتغيّر استعداداً لزيارة الحسين في ليلة الجمعة . تقول زوجته : عندما تشرق شمس يوم الخميس ينصرف فكره عنّا صوب كربلاء . وعندما يبدأ طي مسافة السفر من النجف إلى كربلاء كان يقول لصاحبه الحاج عضد الله : هنا حرم أمير المؤمنين وهناك حرم سيد الشهداء , ينبغي أن يُحترم هذا المسير بين الحرمين ولا يُتحدث فيه بحديث دنيوي .
وعندما يصل إلى كربلاء يذهب مباشرة إلى حرم الحسين لأداء مراسم الزيارة . يقول السيد الكشميري : وفي إحدى المرات أردت زيارة السيد الحداد قبل الذهاب إلى حرم سيد الشهداء وعندما كنت في الطريق إلى السيد الحداد سمعت طفلاً يقول لوالده : يا أبتي انظر إلى هذا الرجل كيف يترك زيارة سيده أولاً ويقصد زيارة عبد من عبيده ! فأصابتني الدهشة لما أجراه الله تعالى من كلام على لسان هذا الطفل .
وعندما يدخل الحرم الحسيني كان يقف ويقرأ الزيارة لوحده , يقول الحاج عضد الله : لقد كان يزور وحده دائماً , وفي إحدى المرات وقفت إلى جانبه لأزور معه فتركني ووقف وحده وبدأ الزيارة, إنّه كان يريد أن يكون لوحده , وأنا أيضاً لم أقل له شيئاً .
وعندما يدخل شهري محرم وصفر كان يخيّم عليه الحزن ويرتدي السواد وكان في أغلب أوقاته يتجرّع آلام المصيبة والذكرى مع نفسه , ويقرأ أبيات النياحة والمصاب لنفسه , وإذا ما أراد حضور المجالس الحسينية فهو يحضر مجالس العزاء التي تقام في بيوت العلماء .
فإذا ما حلّ يوم العاشر من المحرم خرج من داره مكشوف الرأس حافي القدمين قد لطّخ رأسه بطين أبي عبد الله الحسين ويبقى هكذا إلى ما بعد الظهر .
يقول أحد تلامذته عن سيرته في أيام عاشوراء في قم : لقد كانت تتغيّر أحواله عند ذكرى شهادة الأئمة ويبدو عليه الحزن , فإذا ما دخل عاشوراء لم يقر له قرار , ويسارع إلى البكاء بمجرد سماع العزاء على الحسين , ولم يكن يعرف الهدوء والاستقرار في عاشوراء , كان يخرج من داره ويجلس إلى جانب حضرة السيدة المعصومة حيث مسير المواكب الحسينية , ويبقى إلى آخر الليل ينظر إلى القبة و يغـو ص في أعماق نفسه وتجري دموعه على خديه .
وقد يستكثر البعض ما يقام من مراسم العزاء على الإمام الحسين , ولكن السيد الكشميري كان يقول : إنّ كل ما نعمله للإمام الحسين فهو قليل بحقه .
إنّ مقام الإمام الحسين مقام عظيم لا ندركه , وليس غريباً بعد ذلك أن يختص الإمام الحسين ببعض الميزات , ففي جواب السيد الكشميري عن سؤال : في أي زيارة من زيارات الأئمة جاءت العبارة التالية : " زر وانصرف " ؟ قال : هذه العبارة مختصة بزيارة الإمام الحسين لأن أحداً لا يستطيع أن يأتي بحق زيارته , ولهذا اُمرنا أن لا نلبث كثيراً في حرمه الشريف بعد الزيارة .
كما تشّرف السيد الكشميري بزيارة أضرحة الأئمة المدفونين في العراق .
وكذلك تشرّف في شبابه بزيارة الإمام الرضا المدفون في خراسان , ويقول أحد تلامذته عن زيارة السيد الكشميري الاُولى للإمام الرضا : لقد اتفق ظاهراً في سفره الأول هذا انّه عندما دخل الحرم الطاهر للإمام الرضا ورأت عيناه الضريح المبارك أخذته الجذبة بحيث صرخ بلا إرادة منه : والله هذا ابن رسول الله .
ولم يتمكّن السيد الكشميري من حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي وقبور الأئمة الأربعة ( الحسن والسجاد والباقر والصادق ) في البقيع لضيق ما في يده وعدم وجدانه الاستطاعة الشرعية . وعندما تبرّع أحد الأشخاص ببذل نفقة الحج كان السيد قد بلغ به السن والمرض بحيث لا يملك الاستطاعة الجسمانية على أداء الحج .
وأما زياراته للأماكن المنسوبة لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف كمسجد السهلة فتتحدث زوجته عن ذلك قائلة : لقد كان يتكتم على أمره ولا يُظهر شيئاً بحيث نلتفت إليه , وكان في ليالي الأربعاء يذهب إلى مسجد السهلة ويبقي فيه إلى الصباح , والشيء الوحيد الباقي في ذهني أنّه كان كثيراً ما يستغيث بولي العصر بعبارات مثل :" يا أبا صالح المهدي " .
ويقول أحد تلامذته : لقد قال لي السيد الكشميري مراراً : إنّـك لم ترَ مسجد السهلة ولا تعلم أي مسجد هو ؟! وقد سمعته مراراً يقول : يا حجة بن الحسن أدركني ولا تهلكني . وكان ذو توجّه كبير للحجة ابن الحسن , ومن الطبيعي أن يكون كذلك .
كما كان السيد الكشميري حريصاً على زيارة الأضرحة المباركة لقبور أولاد الأئمة وقبور الأولياء , يقول السيد صداقت : وأما قبور الأئمة في العراق وإيران فقد زارهم جميعاً , وكان يولي اهتماماً بالغاً بزيارة ضريح أمير المؤمنين وضريح الإمام الحسين . ويولي اهتماماً خاصاً أيضاً بزيارة ضريح أبي الفضل العباس في كربلاء وزيارة سيد محمد ابن الإمام الهادي في سامراء من بين أولاد الأئمة .
وكان يهتم كذلك بزيارة قبر الشيخ زين العابدين المرندي والسيد علي القاضي في وادي السلام ويمجّدهما كثيراً . وكان يقول بأهمية زيارة قبر السيدة المعصومة وقبر علي بن جعفر في قم .
كما كان يقول بأهمية زيارة قبر بابا ركن الدين في مقبرة تخت فولاد لأصفهان , ويقول : هو مظهر كلمة لا إله إلا الله .
وبسبب زيارته لأكثر قبور أبناء الأئمة في قم يقول السيد الكشميري : عندما مرضت مرّة رأيت بالمكاشفة مجموعة من السادة المعممين بعمائم خضراء جاءوا لعيادتي , وفهمت أنّ هؤلاء هم أولاد الأئمة الذين زرت قبورهم .
وقال يوماً : من كانت له حاجة فليذهب ثلاثة أيام لزيارة أحد قبور العلماء الأكثر تزكية وزهداّ , ويقرأ الحمد مرّة وسورة التوحيد أحد عشر مرّة ويهدي ثوابها لصاحب القبر , ثم يكرر ذكر " لا إله إلا الله " مائة وواحد مرة , فإنّ له أثراً في قضاء الحوائج , وهو مجرب . وعندما كنت في النجف ذهبت عائلتي وعائلة أحد الأصدقاء إلى إيران , ولم يستطيعا الرجوع إلى العراق بسبب إغلاق الحدود بين الدولتين , فبدأت بقراءة هذا الذكر ثلاثة أيام فرجعت عائلة صديقي بعد ثلاثة أيام ورجعت عائلتي بعد يومين .
وذهب السيد الاُستاذ يوماً مع أحد تلامذته لزيارة قبر أحد أولاد الأئمة المعروف بشاه جمال - من أولاد الإمام موسى بن جعفر - الواقع على الطريق القديم بين قم وأصفهان , وقرءا هناك دعاء الاحتجاب , ثم خاطب السيد الكشميري الشاه جمال قائلاً : إن بني اُمية وبني العباس قد شرّدوكم يامعاشر ذرية رسول الله , وهذا صدام أيضاً قد شرّدنا , ولقد جئت لزيارتك مرتين ولم تأتِ لزيارتي . فرأى الاُستاذ وتلميذه رؤيا واحدة بعد الظهر في عالم المنام , وهو أنّـهما شاهدا الشاه جمال أسمر اللون ويشبه الإمام موسى بن جعفر قد جاء لزيارتهما , فأراد ذلك التلميذ تقبيل يد الشاه جمال الذي قال له : أولاً ذلك السيد , ثم ذهب باتجاه السيد الكشميري وعانقه .
وفي يوم ذهب السيد الكشميري لزيارة قبر أحد العلماء المعروف باسم السيد الزيدي المدفون في مقبرة قم الجديدة - مقبرة السيد عبدا لكريم الحائري - وقرأ له الفاتحة وأذكار اُخرى , فرأى السيد في عالم الرؤيا بعد الظهر صاحب القبر يعتذر إليه قائلاً : عندما جئتَ إلى قبري كنتُ قد ذهبتُ لأستقبال روح أحد العلماء الذي مات توّاً .
وفي يوم ذهب السيد الاُستاذ بصحبة أحد تلاميذه إلى مقبرة علي بن جعفر عليهما السلام، فقال الاُستاذ: عجيب ألا ترى النور قد ملأ هذا المكان وكأن إمام الزمان كان هنا، ألا ترى ؟! فقال التلميذ: لا أرى ذلك.
وقال السيد الاُستاذ مرة عن مقبرة علي بن جعفر عليهما السلام: إنّ السيارات الواقفة إلى جانب المقبرة قد امتلأت نوراً.
وعندما ذهب الاُستاذ لزيارة قبر جده موسى ابن الإمام الجواد المدفون في قم شارع آذر والذي يوجد إلى جانبه أربعون قبراً للسادة من ذراري رسول الله ويسمونها (چهل اَختران) أي الأربعون كوكباً، رأى بالمشاهدة موسى ابن الإمام الجواد وهو يقول له : إنّ من بين هؤلاء الأربعين شخص طفل رضيع.
وقال الاُستاذ: عندما كنت مع أحد المشايخ في مقبرة تخت فولاد لزيارة بابا ركن الدين جاء أحد الأولياء وأخذني وصاحبي الشيخ إلى النجف الأشرف ثم أرجعنا ، وكان هذا سيراً ولم تكن مكاشفة.
وأما التوسل بأهل بيت النبوة الذي هو أحد أركان معرفة الولاية فذو أهمية قصوى في وصول السالك إلى مقامات معنوية عالية ، إذ بالتوسل تقضى الحوائج ويؤخذ بيد السالك في الطريق الصحيح وإرشاده إلى ما ينبغي أن يعمله؛ لما لأهل البيت من قدرة كاملة على تهيئة الأجواء الملائمة لطي مراحل السلوك.
والتوسل بالوجود المقدس لأمير المؤمنين كان طريق السيد الكشميري في الوصول إلى مقامات شامخة في العرفان. وأهم ما كان يتوسّل به بأمير المؤمنين هو (ناد علياً). يقول السيد صداقت: وأما النص ناد علياً على ما تفضل به الاُستاذ فهو كالتالي:
(نادِ عليّاً مَظْهَر العَجِائبِ تَجِدْهُ عَونَاً لَكَ فِي النَوائَبِ
كُلُّ هم وغَم سَيَنْجـلي بِوِلايَتِكَ ياعليُّ ياعليَّ ياعَلِيَّ
ياأباَ الغَوثِ أغِثْني , ياوَليَّ الله أدْرِكْني بِلُطْفِك الَخَفِيِّ
لا إِلهَ أنْتَ سُبْحاَنكَ إنّي كُنْتُ مِنْ الظَّالمِين ) .
ويقول : من الحسن أن يكرر " ياعلي " في هذا الذكر مائة مرة .
ويقول : لقد رأيت خيراً كثيراً من " ناد علياً" , وكنت كلّما عرضت لي مشكلة في النجف ذهبت إلى صحن أمير المؤمنين وقرأت " ناد علياً " مرات عديدة فتحلّ المشكلة .
وقد أدمت ذكر " ناد علياً" في النجف الأ شرف بعد رجوعي من زيارة الإمام الرضا سبعة عشر شهراً . وعدد "ناد علياً " مائة وعشرة , ولكنّي عندما قرأته ألف مرّة في أربعين يوماً رأيت آثاراً عجيبة .
وكان السيد الكشميري يأمر بصلاة الاستغاثة في التوسل بالسيدة الزهراء . وأمّا كيفية هذه الصلاة فهي أن يصلّي ركعتين , وقد ورد اختلاف في تكرار عدد ذكر " يامولاتي يا فاطمة أغيثيني " فقد ورد عدد 410 مرات وعدد 510 مرات .
ويقول السيد الكشميري : يقول المصلّي هذا الذكر 100 مرّة في حال السجود , و100 مرّة واضعاً خده الأيمن على التراب , ثم 100 مرّة واضعاً خده الأيسر على التراب , ثم 110 مرات في حال السجود ,فيكون المجموع 410 مرات , وقد جربت بنفسي ذلك مرات عديدة .
وأمّـا توسّل السيد الكشميري بالإمام الحسين فكان بإهداء ثواب قراءة القرآن إليه , ويقول : إنّ له تأثيراً مناسباً . وكان يقول عن زيارة عاشوراء : جيدة جداً.
وأما التوسل بالإمام الرضا فيقول السيد صداقت : سُمع من بعض الأجلاّء أنّ قراءة سورة النور أربعمائة مرّة في حرمه الشريف نافع في التوسل .
وأما التوسل بالإمام الجواد فيقول السيد صداقت : لقد رؤي وسُمع أنّ اشخاصاً كثيرين قد طلبوا من السيد الكشميري ذكراً لقضاء حوائج مادية كشراء دار وسيارة وسعة رزق وزواج وأمثال ذلك، فقال لهم : اقرؤا سورة يس وأهدوا ثوابها إلى الإمام الجواد فانّ حوائجكم ستقضى .
وكان يرشد تارة اُخرى إلى إهداء الصلوات على محمد وآل محمد إلى الإمام الجواد ويرى بأنّها نافعة للتوسل بهذا الإمام الكريم ومجربة . وأمّا الاستغاثة والتوسل بأبي الفضل العباس فيكون بصلاة الاستغاثة المنسوبة إليه , وكيفيتها أن يُصلّي ركعتين صلاة الحاجة ويُهدي ثوابها إلى أبي الفضل , ثم يُؤتي بعدها بتسبيح الزهراء ويُهدى ثوابها إليه أيضاً ,ثم تقول : " ياكاشف الكرب عن وجه الحسين أكشف كربي بحقّ أخيك الحسين " يُكرر ذلك 132 مرة .
وأمّا كيف نتقرّب إلى الوجود المقدس لولي العصر ؟ فيجيب السيد الكشميري عن هذا السؤال قائلاً : ينبغي أن يفرّغ السالك ساعة من وقته يومياً لصاحب الزمان , يقرأ فيها زيارة سلام على آل ياسين , ثم يكرر بعدد كثير : المستغاث بك يابن الحسن والمستعان بك يابن الحسن , ثم يكرر بعدد كثير أيضاً : ياصاحب الزمان أدركني ياصاحب الزمان أغثني , ويتوسّل به ليزداد قرباً منه

ويقول السيد صداقت : وأما التوسل بصاحب الزمان فقد كان السيد الكشميري يوصي بزيارة آل ياسين والتي مطلعها " السلام عليك ياداعي الله وربّاني آياته " المذكورة في مفاتيح الجنان ,ويضيف إليها 110 مرات " المستغاث بك يابن الحسن " وفي مناسبة اُخرى قال : يضيف الذكر السابق بعدد 786 مرة . وقال: إنّ هذا الذكر نافع للتشرّف برؤية ولقاء بقية الله بشرط أن يراعي الشرائط الاُخرى.
ومن وصور الاستغاثة الاُخرى بصاحب الزمان هي أن تكتب رسالة ثم تغلفها بطينة أو شيء اُخر وترميها في نهر ماء أو بئر عميق، وتصيح بأسم أحد النواب الأربعة حين رميها ليوصل حاجتك إلى صاحب الزمان فيستجيب لك.
ويقول السيد الكشميري: وقد كتبت هذه الرقعة وأعطيتها إلى شخص ليرميها في نهر بالكيفية المذكورة، والرقعة أو العريضة التي تكتب هي كالتالي: (بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثاً، وشكوت ما نزل بي مستجيراً بالله عز وجل ثم بك من أمر قد دهمني وأشغل قلبي، وأطال فكري، وسلبني بعض لبّي، وغيّر خطير نعمة الله عندي، أسلمني عند تخيّل وروده الخليل، وتبرأ مني عند ترائي إقباله إليّ الحميم، وعجزت عن دفاعه حيلتي، وخانني في تحمله صبري وقوتي، فلجأت فيه إليك، وتوكلت في المسألة لله جلّ ثناؤه عليه وعليك في دفاعه عنّي، علماً بمكانك من الله ربّ العالمين وليّ التدبير ومالك الاُمور، واثقاً بك في المسارعة في الشفاعة إليه جلّ ثناؤه في أمري، متيقّناً لإجابته تبارك وتعالى إياك وبإعطاء سؤلي، وأنت يا مولاي جدير بحقيق ظنّي وتصديق أملي فيك في أمر كذا وكذا (وتذكر حاجتك) فيما لا طاقة لي بحمله، ولا صبر لي عليه، وإن كنت مستحقاً له ولأضعافه بقبيح أفعالي وتفريطي في الواجبات التي لله عز وجل، فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف، وقدّم المسألة لله عز وجل في أمري قبل حلول التلف وشماتة الأعداء، فبك بسطت النعمة عليّ، واسأل الله جل جلاله لي نصراً عزيزاً وفتحاً قريباً، فيه بلوغ الآمال وخير المبادي وخواتيم الأعمال والأمن من المخاوف كلّها في كل حال إنّه جلّ ثناؤه لما يشاء فعّال، هو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل)

وفي مصباح الكفعمي: ضع هذه العريضة في شيء كالطين والورق وأحكم إغلاقها، وناد أحد النواب الأربعة( عثمان بن سعيد، أو محمد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو علي ابن محمد السمري) وسلّم عليه وقل له: أشهد أنّك متّ في سبيل الله وأنك حي عند الله وأنا اُخاطبك أنّ في هذه العريضة حاجتي وأنّك أمين في إيصالها إلى إمام الزمان ، ثم أرمها في ضريح أحد الأئمة أو في نهر ماء أو بئر ماء وستقضى حاجتك إن شاء الله تعالى.
ويشير السّيد الكشميري إلى مسألة مهمة ينبغي للسالك أن يلاحظها وهي أن يتوسل بالإمام الذي يجد في قلبه ميلاً إليه أكثر من غيره ، يقول تلميذه القائمي: لقد تفضل السيد الكشميري ببيان موضوع لعلّكم تستفيدون منه، وهو في جواب سؤال ماذا ينبغي أن نعمل ؟ فمثلاً إذا كانت لكم علاقة وميل أكبر إلى السيدة الزهراء فيجب عليكم أن تتوسّلوا بها أكثر. وطبعاً أنّه يجب على الإنسان أن يكون ذا علاقة جيدة معهم جميعهم لأنهم نور واحد، ولكن بالإضافة إلى ذلك يجد الإنسان في نفسه ميلاً إلى واحد منهم بالخصوص، مثلاً كان له اُنس خاص بالإمام الرضا فيتوسل به. وقد سألته مرة: يا سيدنا ماذا يجب أن نعمل؟ وما هو أقرب طريق للتوسل؟ فقال: ارجع إلى قلبك وانظر إلى أي واحد منهم لك اُنس به أكثر من غيره ويميل قلبك إليه فكن رفيقاً له. وانظر أنت الآن إلى قلبك وابحث فيه إلى أي واحد منهم يميل أكثر فاتخذه خليلاً من غير أن يؤثر ذلك في علاقتك مع الأئمة الباقين قيد شعرة والعياذ بالله.

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jan-2012 الساعة : 07:31 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


إرشادات السيد الكشميري للسالكين

نشير في البدء إلى النقاط الرئيسية التي ينبغي للسالك مراعاتها في مسيرته التربوية لتطهير روحه وتهذيب أخلاقه وتزكية نفسه من أدران المعاصي وأوساخ الغفلة .
يقول السيد صداقت : نذكر باختصار طريقة السيد الكشميري وسيرته العملية :
- لابدّ للسالك من أُستاذ يرشده.
- وجوب مراقبة النفس.
- وجوب التوسلات والأدعية , وهي الغذاء الدائم والمستمر للسالكين.
- لا يترقّـى مَـن أراد الدنيا والآخرة معاً.
- الذكر والتفكّـر بإرشاد الأُستاذ الحاذق يدفع بالسالك إلى الأمام بنحو أفضل وأسرع.
- لابدّ من المجاهدة , ولا يصل الكسول إلى نتيجة.
- ترك الأطعمة الحيوانية والأغذية اللذيذة لها تأثير أفضل في تهذيب النفس.
- ينبغي الحذر من كل عمل فيه شيء من تسخير الجن وأمثال ذلك.
- يجب نفي الخواطر بالذكر والتفكّـر للحيلولة دون نفوذ الشيطان.
- يظهر تأثير الأذكار طبقاً للروايات بعد المداومة عليها سنة كاملة.
- ضرورة تحصيل العلم من غير إفراط وتفريط , لأنّ الإفراط يجلب الغرور والتفـريط يورث الجهل.
- إحياء الليل بالعبادة والتهجد بالأسحار , وهو أفضل الأوقات.
- تلاوة القرآن وختمه وقراءة ختومات بعض السور والآيات من لوازم طريق السلوك.
- لا يقبل العرفاء الشخص المتلوّن وأولئك الذين لايتمتعون بحال الحضور , وكذلك الأشخاص غير الموفقين.
- ينبغي الحذر من أدعياء السلوك وكل من أتخذ السلوك حانوتاً.

وإليك بعض إرشاداته العامة التي أوصى بها تلاميذه خلال أوقات مختلفة:

1-ضرورة الأُستاذ الحقيقي للسالك :
يعتقد السيد الكشميري أنّـه لابدّ للسالك من أٌستاذ يأخذ بيده ويرشده إلى ماينبغي له عمله في كل مرحلة من مراحل الطريق .
يقول السيد صداقت : لقد سمعت من السيد الكشميري مراراً انّ الأٌستاذ جزء من اللوازم الأولية للتهذيب والجهاد الأكبر , والسلوك من غير أٌستاذ صعب جداً , لأنّ آفات النفس وعوارضها وشهواتها تحتاج في علاجها إلى من سار في هذا الطريق وكان حاذقاً فيه .
وقد أشتهر ما نقل عن السيد علي القاضي أنّه قال : لو قضى الإنسان نصف عمره في البحث عن الإنسان الكامل والأُستاذ لم يكن عندي ملوماً وكان عمله في محلّـه .
وفي سؤال وجّـه إليه عن المقدار الذي يمكن للأُستاذ أن يؤثر فيه على السالك قال : لا يمكن السلوك من غير أُستاذ , وجميع الطرق تحتاج إلى الأُستاذ , والحمد لله ربّ العالمين .
ويقول أيضاً في موضع آخر: يسير السالك بهمّــة ونَـفَس ولي الله حتى يصل إلى هدفه.
ويقول أحد تلامذته : من الطبيعي أن تكون عقيدته في هذا الموضوع أنّه لايمكن السير خطوة في هذا الطريق من غير أُستاذ . وكلّـما سُـئل حول هذا الموضوع كان جوابه: إنّ كل حركة من غير أُستاذ بصير ومطّـلع على الأمراض وعلاجها هي بلا فائدة.
ويتحدث السيد الكشميري عن بعض ماينبغي أن يتمتع به الأُستاذ قائلاً : سيروا في طريق العلماء الزاهدين في الدنيا , وكل من أراد أن يكون هادياً في هذا المسير يجب أن تكون عقائده قوية أيضاً.
كما حذّر السيد الكشميري من الوقوع في فخ من يدّعي مقام الأُستاذية وفتح لنفسه حانوتاً يستقطب فيه الآخرين , وكان رأيه أنّـه لا يكفي أن يكون الأُستاذ من أصحاب الكرامات أو الاستخارة الجيدة وما إلى ذلك مما يركض وراءه البعض , بل يعتقد أن التقوى هو المعيار الحقيقي الذي ينبغي البحث عنه في الأُستاذ . يقول الشيخ القائمي : هنالك مسألة تحتل في أهميتها مركز الصدارة تتعلق بأولياء الله وعباده المخلصين , وينبغي أن تكون هذه المسألة موضع اهتمام بشكل مستمر , وهي هل أن هذا الشخص الذي نحقّـق حوله هو من أهل التقوى والعبودية أم لا ؟ وأمّـا أن نأخذ أحد أبعاد هذا الشخص ونكتفي في الاعتماد عليه في التقييم , كأن يكون من أهل الكرامات أو أنّه يتنبأ بما سيحدث في المستقبل أو أنّه يعبّـر الرؤيا أو من أصحاب الاستخارة الجيدة , فكل هذه الأُمور في رأيي معايير خاطئة في تقييم الشخصية , ولكن مع الأسف نرى كثيراً من الناس في الوقت الحاضر يركضون وراء أصحاب هذه الأمور . وما ينبغي أن يكون محط أنظارنا ونبحث عنه هم أهل التقوى والعبودية, فإذا ماثبت هذا الأصل عنده فحينئذ يمكنه البحث عن الفروع الأُخرى , ولقد رأيت بعض الشخصيات الكبيرة كانت تأتي إلى السيد الكشميري ويسألونه : كيف نحصل على الكمال الفلاني ؟ فيجيبهم : تحصلون عليه بالتقوى . واعلم أنّ من نتحدث عنه هو الكشميري, والكشميري يقول: اتقوا الله, وهذه الكلمة جامعة لجميع الفروع الأُخرى. وإذا رأيتم شخصا صاحب ادعاءات فانظروا أولاً إلى تقواه , فإذا رأيتم أنّه من أهل التقوى فاتّـبعوه , وإذا لم يكن من أهل التقوى فلا تسيروا خلفه ولا تبحثوا عن صدق ادعاءاته.
ويقول تلميذ آخر من تلاميذه : لقد كان رأيه في الكرامات وأمثالها مبتنية على أن أصل الكرامات إن كانت وفقاً لبعض الموازين ممّـا يجلب الانتباه – مع أنّـها ليست كذلك - فلها حساب مستقل – وهي غير ممدوحة حتى في موارد حقا نيتها – وأما الأُمور الخارقة للعادة والقدرات الروحية فلا علاقة لها بالكرامات . فمن الممكن أن يأتي شخص بعمل وهو ليس حقّـاً أو صدقاً, بل هي وسيلة وأداة في يده وصلت إليه بطريق آخر غير طريق الله عز وجل, والسيد الكشميري صاحب تشخيص جيد لأهل الحق عن الأدعياء من أهل الباطل. وطبعاً فأنّ الأشخاص الذين يدّعون هذه الأُمور إمّـا ليس لديهم شيء أو حصلوا على بعض الأشياء بواسطة بعض الطرق الباطلة والمخالفة للشريعة, وتشخيص أصحاب الحق من أصحاب الباطل هنا ليس أمراً سهلاً.
أمّـا كيف يمكن التمييز بين الأُستاذ الحقيقي عن غيره فيقول أحد تلاميذه : إنّ الخطوة الأولى في ذلك هي ملاحظة تطابق أعماله مع الشرع , إذ يجب أن يكون الأُستاذ مقيداً بالشريعة , فإن مجرد الاقتراب القليل من الأشخاص المنحرفين أصحاب الادعاءات الباطلة يمكن أن نلاحظ مقدار مخالفتهم الشرعية . يجب السير خطوة خطوة مع الشرع , وينبغي للإنسان من حيث حاله وتوجّـهه لله تعالى ومن حيث توجّـهه لصاحب الزمان أن يشعر بتقربه إلى الله تعالى , وهذه الحال لايمكن أن تحصل وتوجد عند كل أحد , وأهل الباطل يدعون الآخرين إلى أنفسهم , ويهم يكبرون في نظر الناس يوماً فيوماً , ولا يضعون طريقاً أمام أقدام الناس ولا يهدونهم سبيلا , وهذه علامة .
وأمّـا متى يكون السالك مهيئاً لدرجة الأستاذية ويصير مرشداً للآخرين فيقول السيد الكشميري: عندما يصل السالك إلى مقام الكشف والشهود.
وفي سؤال عمّا ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الأستاذ والتلميذ, قال السيد الكشميري: ينبغي أن تكون هذه العلاقة كعلاقة العبد مع سيّـده.
وعندما سُــئل : هل كانت علاقتك مع السيد القاضي هكذا ؟ قال نعم
وعندما طلب منه أن يُعرف من هو الأستاذ الكامل في الوقت الحاضر , قال الشيخ بهجت , الشيخ بهجت .

2-العزلة عن الناس ومعاشرة الصالحين :
يقول السيد صداقت : يوصي السيد الكشميري السالكين بعدم مجالسة الأشخاص غير الملتزمين , ونهى أيضاً عن مجالسة المتصدين للرئاسة والطالبين للدنيا . وقال مرة : إنّ الأشخاص الذين يعملون بالعلوم الغريبة كالآفاق والسحر والرمل وغيرها يتعرضون للابتلاءات , وتترك مجالستهم أحياناً آثاراً سيئة .
وقال أيضاً: ينبغي عدم معاشرة العلماء غير العاملين فأنّه يترك أثراً سيئاً في السلوك.
ويقول السيد صداقت عن رأي السيد الكشميري في العزلة : رأي السيد الأُستاذ هو أنّه ينبغي للسالك في بداية أمره ترك معاشرة الخلق , وأنّه كلما زاد اشتغاله بالناس كلما سارع الفساد إلى ثمرّة جهوده , ولكن عندما يصل الإنسان إلى درجة معيّنة في السلوك فحينئذ سوف لايتأثّر بمعاشرة الناس .

3-اجتناب أكل ما هو حيواني :
يقول السيد صداقت ينبغي على السالك في مجاهداته النفسانية العمل بإرشادات الأُستاذ في ترك تناول ماهو حيواني من الأطعمة لتمرين نفسه على سحق مشتهياتها ونهيها عن هواها .
قال السيد الأُستاذ: ( عندما يريد السالك مجاهدة نفسه ) فإنّ تناول المرطبات ( في الصيف ) مخالف للزهد والرياضة وهو جزء من مشتهيات النفس.
وقال في مناسبة أُخرى: عندما يشرع الإنسان في الذكر والرياضة ويحصل على النورانية فإنّ عليه – مادام لم تتحول صفاته إلى ملكات – ترك تناول بعض الأطعمة كلحم البقر.
وقال أيضاً : الإنسان موجود حيواني , فإذا ما تناول لحوم الحيوانات المرّة تلو الأُخرى فكيف ستكون حاله ؟!
وقيل له يوماً : كُـتب أنّ أحد العرفاء قد أمتنع عن تناول الماء البارد أكثر من عشرين عاماً مخالفاً لرغبة نفسه في شربه يريد بذلك سحق هوى نفسه وأن لا يدعها وما تشتهي . فقال : الله أكبر , من المهم جداً أن لا تترك النفس وما تشتهي .

4-التحذير من مخاصمة أهل السلوك :
يحذّر السيد الكشميري من خصومة أهل السلوك والتعرض لهم وإن كانوا من أتباع المذاهب الأخرى لما له من آثار وضعية , يقول : ذهبت في أيام شبابي إلى مسجد السهلة ورأيت فيه رجلاً مع مجموعة من مريديه يقرؤون الأذكار بحالة مخصوصة لم تكن بحسب الظاهر لائقة , فتشاجرت مع كبيرهم وقلت له : ليس من اللائق أن تقرؤون الأذكار وأنتم ترقصون ؟
فكانت هذه الحادثة سبباً في عدم توفيقي للذهاب إلى مسجد السهلة مدة طويلة إلى أن تصالحت مع كبيرهم , وبعد أربعة أيام توفقت للذهاب إلى مسجد السهلة .

5-عدم اتّخاذ غير الله رفيقاً :
يقول السيد الكشميري : قيل لأحد العرفاء : لماذا لا تختار لنفسك رفيقاً ؟
فقال : إنّ رفيقي هو الله , وهو غيور , فإذا رآني اتّـخذت رفيقاً غيره فاّنه سيتركني , ولهذا لم اتّخذ غيره رفيقاً .

6-التحذير من تولّي منصب القضاء :
يقول السيد صداقت : في أوائل الثورة صمم أحد العلماء الذي كان يتولى منصباً قضائياً الاستخارة عند السيد الكشميري للاستقالة من منصبه , لأنّه يرى فيه ابتعاداً عن الترقي المعنوي , وعندما تشّرف بالحضور عند السيد الأُستاذ طلب منه الاستخارة من غير أن يبيّـن قصده .
فقال السيد الكشميري: ينتظرك العذاب في المكان الذي أنت فيه على ارتفاع عشرين متراً من رأسك, وعليك الإسراع في الخروج منه.
فاستقال ذلك العالم من منصبه, ومارس الخطابة, وقد حالفه الحظ في عمله الجديد.
يقول السيد صداقت : أقام أحد القضاء الصلاة في منزل أحد الأشخاص , فاقتدى به مجموعة من المصلّين . وعندما رأى الأُستاذ هذا المنظر قال بعد ذلك: كم هؤلاء الناس سذج ! إنّ الاقتداء بمثل هؤلاء الأشخاص غير صحيح .( لإنعدام ملكة العدالة لديهم لأنّـهم يقضون خطأ بخلاف الشريعة )

7-التحذير من التلوّن :
يقول السيد صداقت : تطرقنا في الحديث يوماً عن حالات السالكين , وانجرّ الكلام إلى التلوّن ( تغير شخصية السالك من حال إلى حال , أي يكون في كل فترة ذا لون جديد ) والتمكّـن ( الاستقرار والثبات ) فقال السيد الكشميري : لقد كانت زليخا عاشقة منذ البدء وقبلت يوسف وتمكّن العشق في قلبها , بينما كانت نساء مصر متلوّنات , أي أنّ رأيهن في زليخا ويوسف كان أولاً بنحوِ معيّن ثم تغّير إلى نحو اُخر بعد رؤية يوسف ,إذ عندما رأين يوسف أكبرنه وقطّعن أيديهن من هيبتهن ليوسف وقلن :
(( حاش لله هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم ))
وفي مناسبة اُخرى تحدّث السيد الكشميري عن أحد السالكين وكانت له حالات من المناجاة والخوف , قال : إن حاله كانت تتغيّـر من حالة إلى اُخرى , فقد جاء مرّة في اُخر الليل إلى منزلنا وبيده قامة وقال لي : اضربني الحدّ! ثم جاء في وقت آخر وأخذني معه بسيارته إلى مدينة اُخرى وقال لي : انتظرني هنا وسأعود إليك بعد قليل , ثم ذهب ولم يرجع , لقد كان متلوّناً .
وقال يوماً لأحد الطلبة الذي يريد الذهاب إلى إحدى المدن والاستقرار فيها وكان يعيد الاستخارة حول نفس الموضوع : إن أهل العرفان لا يقبلون الشخص المتلوّن .

8-حث السالكين على ملء فراغ العرفاء :
يقول السيد الكشميري حول العرفاء وأولياء الله : أولئك الذين رأيتهم لا يوجد الآن أمثالهم .
وقال أيضاً : كان يحضر درس الآخوند الملا حسين قلي الهمداني سبعون عارفاً مجتهداً , ولا يوجد أحد منهم الآن .
وقال يوماً : عليكم أن تبذلوا جهدكم لتملؤا الفراغ الذي تركه أولئك العرفاء .
وقال بعد وفاة السيد هاشم الحداد: لقد رحل السيد الحداد أيضاً ولم يبق أحد !

9-الفرار من الفتوى :
يقول السيد صداقت : كان موقف العرفاء الكاملين والواصلين هو الفرار من التصدّي لمنصب الإفتاء , بل أنّ بعضهم لم يقبل حتى التصدّي لإمامة الجماعة . ومن أمثلة هؤلاء المرحوم الملا حسين قلي الهمداني والسيد أحمد الكر بلائي والشيخ محمد البهاري والسيد مرتضى الكشميري والسيد علي القاضي والعلامة الطباطبائي .
وقال السيد الكشميري حينما كتب أحد العرفاء رسالة عملية في الفتوى : لم يكن هذا العمل جيداً له .
ويقول العارف الكامل الشيخ محمد البهاري اُستاذ السيد علي القاضي في الصفات الحقّة للعلماء : إنّ إحدى صفات علماء الآخرة هو فرارهم من الفتوى كفرارهم من الأسد , وروي أن شخصاً دخل مسجد النبي فوجد جماعة من الصحابة جلوس , فسألهم عن شيء من الأحكام , فكان كل واحد منهم ينتظر الآخر في الإجابة على السؤال خوفاً من الوقوع في الخطأ . وهنا مجال واسع للتأمل .
وقيل للاُستاذ مرة أن المرحوم آية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي عندما تصدّى لمنصب المرجعية أرجع احتياطاته للعارف بالله السيد أحمد الكر بلائي (اُستاذ السيد علي القاضي ) . وعندما سمع بذلك السيد أحمد الكر بلائي بكى بكاءً شديداً وكاد أن يغمى عليه , ثم قال : قولوا للميرزا الشيرازي : القدرة ( المرجعية ) الآن بيدك ولكن القدرة في الآخرة ستكون بيد جدي فأشكوك إليه .
وعندما السيد الكشميري هذا الكلام بكى وقال: كم كان أهل المعرفة يفرّون من الفتوى.

10 – الصبر عند الامتحان :
يقول السيد صداقت : كانت زوجة أحد الأشخاص الذين لهم علاقة بالسيد الكشميري مريضة , فقال يوماً للسيد الاُستاذ : لقد ذهبت إلى عدد من أولياء الله وأعطاني كل واحد منهم عملاً معيناً لشفاء زوجتي , وقد أتيت بكل هذه الأعمال ولم أحصل على نتيجة , فهل أن مرضها هو بسبب ما ارتكبته من الذنوب ؟
فقال له الاُستاذ : هذه المسألة امتحان لك وإذا صبرت عليه فسوف يعطيك الله بدلاً منه عطاءً جزيلاً .

11- إحياء الليل بالعبادة :
يقول الإمام العسكري : إن الوصول إلى الله سفر لايدرك إلا بامتطاء الليل .
يقول السيد صداقت : كان ممّا يوصي به السيد الاُستاذ السالكين هو إحياء الليل والرياضة في السحر , ويعتبر وقت السحر أفضل من وقت مابين الطلوعين .
وكان يؤكد في وصاياه على صلاة الليل ويعتقد بأنهّـا رمز موفقية السالك . كما كان يوصي أيضاً ببعض الأذكار كذكر ( ياحي ياقيوم ) وذكر اليونسية ويقول بأن لهما أثراً في رؤية الملائكة في الأسحار .

12- نقطة البدء:
يقول الشيخ حسين الحيدري الكاشاني مؤلف كتاب (سير في الآفاق ) : تشرفت بزيارة آية الله السيد الكشميري في سنوات عمره الأخيرة , وسألته من أين يكون البدء بذكر الله ؟ فقال : ((( لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين ))) السجدة اليونسية وقراءة القرآن .
فسألته : هل الدخول إلى هذا الوادي يحتاج إلى الاُستاذ ؟
فقال : لايمكن طي الطريق بغير اُستاذ .
وسألته : من أين أبدأ؟
فقال : أبدأ من هذه النقطة .
وسألته : إنّ البعض يقولون إنّنا لا ندرك حقيقة الأذكار والأوراد والختومات !
ولم يدعني السيد الكشميري أتمّ حديثي وقاطعني قائلاً: يجب الإتيان بها ولابدّ أن نعمل بها.
وفي سؤال: ماذا يجب أن يعمل من يريد السير في طريق الله ؟ أجاب السيد الكشميري : عليك بالصوم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً , والاعتزال عن الناس , وعدم ترك صلاة الليل , وذكر اليونسية أربعمائة مرة في السجود , والكمّـل يأتون بها ثلاثة آلاف مرة , ولا يوجد طريق غير هذا .

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jan-2012 الساعة : 07:33 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

v معرفة النفس :
وأركان معرفة النفس أربعة: المراقبة والمجاهدة والذكر والفكر.
فأمّا المراقبة:
فهي أن لا يغيب المحبّ لحظة عن محضر حبيبه وأن يلتفت إلى نفسه دائماً، وأن يكون حديثه وعمله ونظره وسمعه وأكله وشربه ونومه وكل عمل من أعماله لله عز وجل. ويعتبر السيد الكشميري المراقبة شرط أساسي في السلوك، يقول: مراقبة النفس من الواجبات.
ويقول أيضاً: على السالك أن يولي أهمية قصوى لأمرين : الأول: الاستغفار وذكر اليونسية، والثاني: المراقبة.
ولكن كيف يراقب الإنسان أعماله بحيث تكون كلّها لله عز وجل؟ يجيب السيد صداقت قائلاً: رأي السيد الكشميري أنّ الظلمة لا تجتمع مع النور في مكان واحد، بل أنّ هذا السواد والظلمة يجب أن يخرج من القلب لكي يحل النور محلّه. ويقول: إنّ وجود غير الله في قلوبنا هو الذي يضيّق المكان على الله تعالى، وهو لا يدخل القلب مادام غيره فيه، فيجب على السالك أن يراقب نظره لئلا يكون لغير الله ونطقه لغير الله وسمعه لغير الله، ويجب عليه إخراج ما هو سواد وظلمة من قلبه.
ويقول تلميذ آخر من تلاميذه: إنّ المراقبة هي عين مجاهدة النفس، أي أنّ الإنسان يجب عليه مراقبة كل ما يصدر عنه من أعمال طول اليوم ليكون محبوباً عند الله تعالى، ويواظب أن لا يأتي بعمل يكون بسببه مغضوباً عليه عند الله تعالى.
ويقول السيد صداقت : ورأي السيد الكشميري للمبتدئين في السلوك هي أولاً مراقبة الفكر , وبعد هذه المراقبة يأتي دور مراقبة العين والاُذن واللسان . ويقول السيد الكشميري : إنّ للأذكار والأدعية تأثيراً مع توفر شروطها , ولكنّ المراقبة هي الشرط الأول للسلوك والكلمة الاُولى لها .
وأمّـا المجاهدة :
فهي بذل الوسع في سبيل تخلية النفس من الرذائل الأخلاقية وتحليتها بالصفات الأخلاقية الحميدة , والاستقامة على جادة الشريعة المقدسة .
وأمّـا ماهي أفضل الطرق لمجاهدة النفس ؟ فيقول السيد الكشميري : إنّ أفضل طريق لمجاهدة النفس هو الذكر الدائم مصحوباً بالمراقبة .
والخطوة الأولى التي ينبغي للسالك أن يخطوها هي ترك المعاصي وهجران الذنوب , ثم يأتي بعدها العمل بالأذكار والأوراد لكي تؤدي نتيجتها المطلوبة في حصول الاستقامة المطلوبة ﴿ فاستقم كما اُمرت ومن تاب معك ﴾ , فإذا حصلت الاستقامة أثمرت المجاهدة نتيجتها في نزول ملائكة الرحمة على العبد : ﴿ إنّ الذين قالوا ربّنا الله ثم استقاموا تتنزلّ عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنّة التي كنتم توعدون ﴾ .
وهذا ما كان يوصي به السيد الكشميري, يقول تلميذه الشيخ القائمي : إنّ أول ما كان يوصي به هو التقوى , ويقول : كونوا عبيداً لله تعالى ولا تعصوه .
ويواصل القائمي حديثه قائلاً : من المتعارف أنّ الكمالات التي يتمتع بها عبيد الله سبحانه تأتي بعد مرحلة ترك المحرمات والعمل بالواجبات . وكان السيد الكشميري إذا مارأى شخصاً قد تخطّى هذه المرحلة ولم يكن من أهل المعاصي ولم يترك واجباً عليه , فحينئذ يتحفه بإرشاد من إرشاداته , فمثلاً يوصيه بأن يكون توجّهه إلى الله أكبر , أو يعطيه ذكراً مناسباً له , ومن هنا تكون البداية والمنطلق . وأمّا نقطة البدء لاُولئك الذين لا يحظون بماض نظيف وقضوا ردحاً من أعمارهم في ممارسة المعاصي والمنكرات فيقول السيد الكشميري : إنّ الطريق مفتوح للجميع , واؤلئك الذين لايتمتعون بماض جيد عليهم بالاستغفار وذكر اليونسية - لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين - والعزم على عدم تكرار ما ارتكبه من المعاصي .
والاستقامة تحتاج إلى جد واجتهاد ومثابرة شديدة , وإنّ الكسل والضجر لا يوصلان إلى نتيجة ويمنعان الإنسان حظه في الدنيا والآخرة . يقول السيد الكشميري : إن الجد والاجتهاد يوصلان الإنسان إلى الاستقامة , ولا يوصل الكسل أحداً إلى أي درجة ومقام . والحالات إذا لم تصر ملكة فأنّها تزول مع أقّل غفلة , ولا يقبل العرفاء السالك المتلونّ لأنّه ترك مجاهدة نفسه ورقيها في مدارج الكمال وأخذ يركض وراء هذا وذاك طلباً للأخبار فقط , مع أنّ طرق هذا الباب وذاك لا يوصلان السالك إلى نتيجة .
وأمّا طريقة السيّد الكشميري في تطهير الباطن من الرذائل فيقول تلميذه الشيخ القائمي : كان رأي السيد الكشميري أنّه يوجد طريقان في كيفية إزالة الصفات الرذيلة وعلاجها :
الطريق الأول : هو طريقة المجاهدة حيث يجب على الإنسان تحمل المشاق والرياضات لإزالتها .
الطريق الثاني: هو أنّ السالك إذا وصل إلى مقام معين فإنّ جميع الرذائل ستزول مرّة واحدة كالغريق الذي يأتيه شخص فينقذه أو كالشخص الذي تكون رجله أو يده نجسة فيغطس جميع بدنه في كرّ من الماء فأنّ جميع بدنه سيطهر , وهذا المقام يقتضي أن يكون الإنسان ذاكراً لله تعالى دائماً وحينئذ ستزول جميع الصفات الرذيلة مرّة واحدة لا تدريجياً , فإنّ ذكر الله تعالى ومحبته تمنعان الإنسان من الإقدام على ممارسة أي عمل قبيح .
ومع أنّ السيد الكشميري قـد مارس رياضات شاقة إلاّ أنّه يرجّح الطريق الثاني وهو طريق حبّ الله تعالى ويعتبره الأصلح , وكان يؤكّد عليه كثيراً .
ولكن كيف يكون الإنسان دائم الذكر لله تعالى مع كل هذه الأعمال والتكاليف التي يجب عليه الإ لتزام بها أداءً لحق نفسه وعائلته ؟ ويسأله أحد الطلبة قائلاً : إنّ أغلب أوقاتنا نقضيها في الدرس فكيف يتسنى لنا ذكر الله تعالى دائماً ؟ ويجيبه السيد الكشميري : إنّـكم وبعد الانتهاء من دروسكم اذكروا الله تعالى فيما بقي من أوقاتكم واعبدوه وتواضعوا له . ويسأله آخر : نحن في الجامعة والمستشفى فكيف نستطيع الجمع بين العمل والذكر الدائم لله تعالى ؟ ويجيبه السيد الكشميري : توجّه إلى الله تعالى في أي وقت ترى فيه مريضاً , وإضافة إلى ذلك خصّص في اليوم نصف ساعة من وقتك للسكوت .
ويقول السيد صداقت : لقد سألني السيد الكشميري مرة : ماهي أخبار الحوزة ؟ فقلت له : إن أخباري جزئية : فقال : الجزئي كلي أيضاً . أي أنّه يقول لي : يجب عليك ألا يكون جميع هواك وتوجّهك للحوزة, وعليك أن تمسك بقوة بطريق الله الذي تسير فيه . وقوله " جزئيها كلي أيضاً " فيه الكثير من الدروس .
ويقول الحاج عضد الله : قال لي السيد الكشميري يوماً : يجب أن يكون توكلك على الله قوياً ومحكماً . فقلت له : وكيف يكون كذلك ؟ فقال : يجب أن يكون قلبك وتوجهك إلى شيء واحد لا إلى جميع الأشياء , وليكن توجّهك المباشر نحو الله سبحانه , وليكن هذا التوجّه صادقاً أيضاً .
ويبيّن السيد صداقت رأي السيد الكشميري في كيفية معالجة الرذائل الأخلاقية والإقلاع عن الصفات غير المحمودة : كان رأيه أن تعالج كل رذيلة بضدّها , فمثلاً من كان عصبياً سريع الغضب يجب عليه أن يقرأ موضوعاً عن الحلم , وعليه أن يتحلّم أي يجبر نفسه على الحلم , أو من كان غير زاهد فيأكل كل طعام ويذهب إلى كل مكان ويعمل أي عمل كان فيجب عليه أن يتزهّد أي يجبر نفسه على الزهد .
وسوف يتخلّص من هذه الرذيلة شيئاً فشيئاً إلى أن تزول تماماً . وكان يعطي مقابل كل رذيلة ما يناسبها من الذكر , فمثلاً يعطي ذكر " يا حليم " لإزالة العصبية والغضب . وكان السيد الكشميري يعتقد أنّ سحق هوى النفس وعدم الاستجابة لشهواتها ومعاندتها هو السبيل الوحيد لكبح جماحها والسيطرة عليها . يقول السيد صداقت : وكلام السيد الكشميري يطابق كلام السيد القاضي في أنّ المسافة بين هذا المكان والجنة هي خطوة واحدة , الخطوة الأولى اسحق بها هوى النفس والخطوة الثانية ستكون الجنة .
ويقول السيد صداقت أيضاً : قيل للسيد الكشميري يوماً : كُتب في حالات أحد العرفاء أنّ قلبه كان يشتهي الماء البارد ولكنّه سحق على نفسه ولم يُذقها طعم الماء البارد عشرين عاماً . فقال : الله أكبر , من المهم جداً أن لاتُترك النفس وماتشتهي .
وأمّـا الذكر :
الذي هو الركن الثالث من أركان معرفة النفس فقد أكّد عليه القرآن الكريم في مواضع عديدة , منها قوله تعالى : ﴿ وأذكر ربّك كثيراً وسبّـح با لعشي والإبكار ﴾ . وقوله تعالى : ﴿ واذكر ربّـك في نفسك تضرعاً وخفية﴾ وقوله تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ﴾ .
وأما كيف يكون ذكر الله تعالى مفتاحاً لمعرفة النفس فقد قال تعالى : ﴿ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ﴾ . وقال الرسول الأكرم من عرف نفسه فقد عرف ربّه ) . وهكذا تكون معرفة النفس سلّماً لمعرفة الربّ تبارك وتعالى .
ومن هنا كان تأكيد السيد الكشميري وبقية أساتذة العرفان المواظبة المستمرّة على ذكر الله تعالى في كل حال في الشدة والرخاء , والسراء والضراء , والغنى والفقر , والصغر والكبر , والصحة والمرض , والخلاء والملاء , وبكلمة مختصرة على السالك الحضور الدائم في حضرة الحق تبارك وتعالى . ولذلك كان حريصاً أيضاً على تطهير نفوس تلاميذه من أوساخ الغفلة عن ذكر الله عز وجل ويصف لهم العلاج اللازم للتخلص من حديث النفس ووساوس الشيطان . وفي جواب سؤال : ما هو الذكر الذي ينبغي العمل به لنفي الخواطر ؟ قال : ذكر " لا إله إلا الله " .
وأكّد أيضاً على تنبيه السالك إلى حالة الانقباض التي تحصل من الأذكار وبيّن له مكائد الشيطان في بداية طريق السلوك ليصرفه عن الذكر , يقول السيد صداقت : كان رأي السيد الكشميري وخاصة لأولئك المبتدئين في السلوك أنّ للنفس الأمارة والشيطان تأثيراً كبيراً على السالك , فانّ من كان في أوائل السلوك تكون صادراته ووارداته كثيرة جداً , ويترتب على ذلك أحياناً أنّ السالك لا يحصل على نتيجة من أذكاره ابتداءً .
وعندها توسوس له نفسه الأمارة والشيطان بأنّك غير مؤهل لهذا الطريق وغير لائق للذكر ولا يمكن أن تصير إنساناً , وإنّ استمرارك في هذا الطريق لا فائدة وراءه , حينئذ تحدث حالة القبض عند السالك . كما كان السيد الكشميري ينصح السالك في ابتداء أمره بالعزلة عن الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً , يقول السيد صداقت : رأي السيد الكشميري للسالكين في ابتداء السلوك أنّه كلّما كثر اهتمامهم وانشغالهم بالناس كان وضعهم أكثر سوءً , ولكن عندما يصل السالك إلى درجة معيّنة فحينئذ لا يؤثّر عليه الاهتمام بهم .
وقد ذكرنا بعض أطراف الحديث عن هذا الموضوع في فصل " الأذكار والأوراد " ونشير هنا إلى بعض المسائل التي لم تذكر هناك :
إن أهم ما يواجه السالك من آثار الذكر هي حالة القبض والبسط التي تحصل له نتيجة لبعض الأذكار أو الحالات , بل أنّ حالة القبض والبسط قد صنفت العرفاء إلى صنفين , فيغلب على صنف منهم حالة القبض , بينما يغلب على الصنف الآخر حالة البسط , وكان السيد الكشميري من الصنف الأول .
يقول الشيخ الناصري أحد تلامذة السيّد الكشميري : كانت تحصل للسيد الكشميري حالة القبض بسبب تكرار الأسماء . وهذا ما أوقع الكثيرين في الخلط واستنتج استنتاجات خاطئة عن سيرة أصحاب الأذكار ,فيقولون إنّ الأذكار تجعل الإنسان سيء الخلق وتُذهب منه حالة التعادل والتوازن . وهذه استنتاجات خاطئة فإنّ الذكر هو علاج لجميع المشكلات , و لكن لابّد من حدوث حالة القبض والبسط للسائرين في هذا الطريق , ومن الممكن أن يقال : إنّ طريقة السيد الكشميري تقتضي القبض غالباً , وكان ينعزل عن الناس في ساعات القبض .
ويواصل الشيخ الناصري حديثه قائلاً : إنّ آثار القبض أكثر من آثار البسط , انظروا إلى القرآن الكريم سترون أنّ اكثر الأنبياء كان دعاؤهم مستجاباً وهم في حالة القبض , فمثلاً قوله تعالى :﴿ كهيعص * ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربّه نداءً خفياً * قال ربّ إنّي وهن العظم منّي واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربّ شقياً ﴾ . فسياق الآيات يحكي أنّ دعاء زكريا كان في حال القبض وانقطاع الأمل . وكثيراً مايستجاب دعاء المؤمن إذا كان في حال القبض . والإنسان في حال البسط لايرى مشكلة لكي يدعو من أجل حلّها أو يطلب شيئاً آخر , وإذا نظرنا إلى سيرة الأنبياء والأولياء وأهل الكمال فإنّنا نجد حالتي القبض والبسط مستمرّة معهم إلى أواخر حياتهم . وهذا القبض هو الذي يبعث الإنسان نحو الحركة . ومن النادر أن نجد ولياً يعيش حال البسط بشكل دائم . وكان يأتي إلى السيد الكشميري أحياناً بعض السالكين الذين عاشوا في حال القبض سنوات عديدة فكان السيد يبيّن لهم أفضلية القبض على البسط . فالقبض يبعث على الحركة , ويبعث على الدعاء , وفيه بركات اُخرى كثيرة , غاية الأمر أنّ القبض إذا لم يصحبه البسط فانّه يكون متعباً , ومن كان من أهل العمل بالأسماء فانّه يستطيع بواسطتها السيطرة على حالتي القبض والبسط . ومن الأمور المهمة الاُخرى التي يؤكد عليها السيد الكشميري في مسألة الذكر هي ذكر اليونسية في السجود .
وعندما يكون العبد أقرب إلى الله عز وجل وهو ساجد فمن الطبيعي حينئذ أن تكون السجدة أفضل وسيلة في طي مراحل السلوك . يقول السيد الكشميري : لقد صار إبليس سيء الحظ في الدارين بسبب امتناعه عن السجود لآدم , ولهذا فهو يتضجر من السجود ويجب على السالك عدم ترك السجود , وقد كانت سيرة الأئمة والأولياء على ذلك . وعندما توفي الآخوند الملا حسين قلي الهمداني سُئلت زوجته : ماذا رأيتي من الآخوند ؟ قالت : لقد كان دائماً في حال السجود .
وعندما كان نجل السيد أحمد الكربلائي في حال الاحتضار وقد اجتمع حوله مجموعة من العلماء , كان السيد أحمد الكربلائي مستغرقاً في سجوده في قبو الدار وكأنّ شيئاً لم يحدث , وبعد انتهاء مراسم دفن ولده ذهب على قبره يقرأ له الفاتحة .
وقال أيضاً : لقد كانت للأئمة سجدات , منها سجدة الإمام موسى بن جعفر التي يقول فيها : " إلهي عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك " . وهي سجدة جيدة جداً . وإذا اُتي بذكر اليونسية ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) في السجود من بعد صلاة العشاء إلى اُخر ظلام الليل مع مراعاة شرائطها فإنّها توصل السالك إلى حالة التجرد الروحي .

وقد كان جدّنا السيد حسن الكشميري صاحب سجدة طويلة جداً بحيث أنّ عائلته كانت تغطيه بالبطانية أو بقطعة من قماش .
وكان المرحوم السيد علي القاضي أيضاً كثير السجود , وقد ذهبت يوماً إلى منزلة فرأيته في حالة السجود , وقد كانت سجدته طويلة إلى درجة أنّي خرجت من الدار وهو لا زال في سجوده .
وكان المرحوم السيد هاشم الحداد أيضاً كثير السجود يكرر فيها ذكر اليونسية . وكان يأتي بذكر " يا الله يا إله ياربّ " في سجدة تستغرق ساعة كاملة , وهي مؤثرة في تقوية الروح والقلب .
وجاء في كلمات السيد أحمد الكربلائي : آت بالسجدة المعهودة ( ذكر اليونسية ) في كل ليلة بعد صلاة العشاء.
وكان الشيخ محمد البهاري يقول : إذا استطعت أن تأتي في كل ليلة بسجدة طويلة فافعل ... وطبعاً مع حضور القلب .
ويقول السيد صداقت : كانت سيرة السيد الكشميري بعد كل صلاة أنّه يضع جبهته على التربة ويقول ثلاث مرات : الحمد لله , ثم يضع خده الأيمن على التربة ويقول ثلاث مرات : شكراً , ثم يضع خده الأيسر على التربة ويقول ثلاث مرات : استغفر الله .
وعندما سُئل عن هذه السجدة قال : لقد صار ابراهيم خليلاً لله بهذه السجدة . ويقول الإمام الصادق : إنّما اتّخذ الله إبراهيم خليلاً لكثرة سجوده على الأرض . وقد جاء في التاريخ : إنّ إبراهيم قد فارق الحياة وهو ساجد .
وأخيراً فإنّ منهج السيد الكشميري في معرفة النفس هو نفس منهج السيد علي القاضي , يقول السيد الكشميري : إن إرشادات السيد القاضي في معرفة النفس ومعرفة الرب كانت مؤثرة جداً . ويقول السيد صداقت : من الصحيح أنّ السيد الكشميري استفاد من الشيخ مرتضى الطالقاني في الأخلاق , وعاشر آخرين وأخذ عنهم , ولكن تأثّره الأصلي كان بالسيد علي القاضي , أي أنّ أكثر المسائل التي بيّنها كانت في معرفة النفس , وطريقته ومنهجه هي نفس طريقة ومنهج السيد علي القاضي .


نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-Jan-2012 الساعة : 07:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


v معرفة الربّ :
وأركانها أربعة : المكاشفة , والمعاينة , والفناء , والبقاء .
يقول السيد صداقت في بيان الفرق بين المكاشفة والمعانية ( المشاهدة ) :
يقول المرحوم السيد الخميني في وصيته لولده : يابني أول ماأوصيك به إياك وإنكار مقامات أهل المعرفة فإنّه شأن الجهّال وطريقتهم , واتقِ منكري مقامات الأولياء فانّهم قطاع طريق الحق . ويسمّى شهود تجلّي الأفعال محاضرة , وشهود تجلّي الذات مشاهدة . والمكاشفة هي حالة انفتاح عين بصيرة الإنسان في اليقظة لمدة قصيرة فيرى موضوعات من الغيب . ويمكن القول هنا : إنّ أدق مسائل العرفان هي هذه المكاشفة , لأنّ قوة الخيال والوهم والتصورات المسبقة تكون أحياناً دخيلة في المكاشفة , وحينئذ تدعو الشخص إلى اتخاذ موقف . فمثلاً رأى أحد الأولياء - والذي كُتب حوله كتاب أيضاً- في وقت ما في عالم المكاشفة أنّ جميع الفلاسفة في البرزخ في وسط النار والدخان باستثناء المرحوم آية الله الكمباني . وبما أنّ وليّ الله هذا لم يكن من أهل العلم وقد سمع من بُعد كلاماً ضد الفلاسفة فلهذا رأى جميع الفلاسفة بما فيهم الملا صدرا والملا هادي السبزواري في النار والدخان , في حين رأى في الجنة فقيهاً متبحراً لم يكن مشهوراً ومعروفاً بالفلسفة ولم تطلع الحوزات على نظرياته في الفلسفة !
وعندما تحدثنا مع السيد الاسُتاذ عن مقولة هذا الولي تكلّم السيد بكلام أشار فيه إلى قلة درجة هذا الولي.
يقول السيد صداقت : وكان هذا الولي قد قال للسيد القاضي في النجف : إن أمير المؤمنين يقول لك بأن تأتي إلى الحرم . فأفهمه السيد القاضي بالإشارة أن علياً الذي أمرك بهذا هو نفسك لا الإمام علي حقيقة .
وحول هذا الموضوع قال السيد الكشميري : ذهبت مراراً إلى المرحوم الشيخ محمد الكوفي الذي تُنقل عنه قصص كثيرة , وكانت لي معه معاشرة ومخالطة , وكان إنساناً جيداً وبسيطاً , كانت له مكاشفات أحياناً , ولكنها لم تكن مشاهدات ( أي لا يرى شخص إمام الزمان واقفاً إلى جانبه مشاهدة ) , وكان ينقل مكاشفاته أينما ذهب بعنوان مشاهدات , وتحدّث أيضاً في مسائل اُخرى .
وفي يوم نقل إلى الاسُتاذ الموضوع التالي : إنّ أحد أهل المكاشفة رأى الإمام الكاظم يقول للمرحوم آية الله دستغيب إنّ حاجتك الفلانية ستقضى في التأريخ الفلاني , وعند حلول ذلك التأريخ لم تقض تلك الحاجة , فذهب المرحوم دستغيب إلى آية الله الشيخ محمد جواد الأنصاري ونقل له مكاشفة الشخص الفلاني في رؤية الإمام الكاظم يقول له إنّ حاجتي ستقضى في التاريخ الفلاني ولكّنها لم تقضى مع حلول ذلك التأريخ! فقال له المرحوم الأنصاري: إنّ لهذه النفس إلهاً ونبيّاً وإماماً غير الله والنبي والإمام الحقيقيين. وقد صدّق السيد الاُستاذ هذا المطلب.
وفي سؤال وجّه للسيد الكشميري حول إمكان التفكيك بين ملاك المكاشفة والمعاينة، أجاب : المكاشفة هي للفرد الأدنى ومدتها قصيرة، والمعاينة هي الفرد الأكمل ولها ظهور وبروز حيث يرى في الواقع المشاهد إلى جانبه.
وأمّا الركنين الثالث والرابع من أركان معرفة الرب وهما الفناء والبقاء فلم نعثر في كلمات السيد الكشميري إلا على الشيء اليسير منها.
ويظهر من بعض كلماته أنّ العارف الحقيقي هو الذي لا يتعلّق قلبه بالدنيا وزخارفها الباطلة، وعندها يكون الفناء في الله. ففي سؤال وجّه له: هل من الممكن أن يتعلق قلب من عاين الحقائق والمعاني بالمقامات الدنيوية الظاهرة؟ أجاب: من رأى الحقائق واقعاً لا يتعلّق قلبه بالمطالب الصورية والدنيوية، وإذا تعلّق قلبه بها ومال إليها فهو ليس عارفاً حقيقاً ولم يكن فانياً في الحق.
وفي جوابه عن سؤال: ما هو رأيكم بالفناء في الله؟ قال: في أي وقت كانت جميع أعمال العبد لله عز وجل وأهمل أنانيته فحينئذ يكون فانياً في الله عز وجل ويُمحى في المعبود.
وفي جواب سؤال متى يتحقّق للعبد الفناء في الله ؟ قال: يتحقّق الفناء في الله عندما تكون إرادة السالك وعمله لله عز وجل.
وفي جواب سؤال : هل يمكن أن يكون الفناء في الله دائمياً في الأشخاص؟ قال: لا شك في بقائه وديمومته عند الأئمة بما لهم من مقام جمع الجميع، ولكنّ ديمومته عند غيرهم متعسّر لأنّه يستلزم ترك الزوجة والأطفال والبيت ... إلخ.
وفي جواب سؤال: ما هو معنى الفناء في الله ؟ قال: هو أن يرى الإنسان نفسه لاشيء، ويطلق الفناء على من كان فانياً في الله ولا يرى لنفسه أي حول وقوّة.
ولا ريب أنّ السيد الكشميري قد وصل إلى هذه المراتب والكمالات , وقد انعكس ذلك في وصاياه وإرشاداته لتلاميذه , يقول أحدهم : إنّ مستوى السيد الكشميري أعلى من هذا كلام بنحو يكون الكشف والكرامات مهمة لديه , وكان يقول لنا : إنّ هذه الاُمور غير مهمة وإياكم أن تختطف أبصاركم , وأنّه لمن الطبيعي أن لايكون الإنسان المتقي مقيّداً بمثل هذه المسائل . ومع أنّه كان من أهل الكرامة ولكنّه لم يكن يعتبرها شيئاً مهماً , وقد كنت أشعر دائماً بأنّه موحّد كامل , وكانت وصيته دائماً : لا تذهبوا وراء مثل هذا الكلام وسيروا إلى الله .
وأخيراً كيف يصل السالك إلى هذا المقام الرفيع مقام الفناء في الله ؟ يقول أحد تلاميذة السيد الكشميري : عندما يدرك السالك بقدر سعة قابليته حضرة الحق سبحانه فانّه يرى نفسه لا شيء أمام تلك العظمة ,وكلّما ازداد كمالاً وحصل على مقامات جديدة ازدادت فيه صفة الترابية والتواضع . وفي مقابل ذلك كلّما ازدادت جوانب الإنيّة والكبر في الإنسان اتّخذت القوى الشيطانية في داخله مقراً لها. ويـتمتع أولياء الله بقدر أكبر من التواضع والخضوع والخشوع قياساً مع الآخرين ويتفوقون عليهم بمراتب في ذلك . ونحن لا نملك شيئاً في مقابل حضرة الحق سبحانه . وكل مالدينا فهو من إفاضاته وعناياته , وإذا ما صرفنا أعمارنا في شكر نعم الله تعالى علينا فنحن قاصرون عن شكر نعمة واحدة من نعمه , فلقد أخرجنا من العدم إلى الوجود , وبلطفه وكرمه وفّقنا للأعمال الصالحة , ولهذا ورد في القرآن الكريم والروايات الشريفة أنّ التوفيق للعمل الصالح هو من الله سبحانه , وكل عمل قبيح يأتي به الإنسان فهو من نفسه , لأن الذات الربوبية منزهة عن القبيح . وفي سؤال وجّه للسيد الكشميري : هل رأيت من وصل إلى مقام الفناء في الله ؟ أجاب :نعم المرحوم السيد علي القاضي والسيد هاشم الحداد.


نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




صادق السمن
عضو
رقم العضوية : 2394
الإنتساب : Jul 2008
الدولة : السعودية الأحساء
المشاركات : 9
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : صادق السمن is on a distinguished road

صادق السمن غير متواجد حالياً عرض البوم صور صادق السمن



  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Feb-2012 الساعة : 02:13 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خادم الزهراء
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

السيد عبد الكريم الكشميري
العلماء والأساتذة
س1: من هو الاستاذ الذي استفدتم منه أكثر من غيره في الأخلاق والذكر؟
ج: المرحوم الشيخ مرتضى الطالقاني رحمة الله عليه.


س2: هل يمكنكم أن تحدثونا عن الشيخ مرتضى الطالقاني؟
ج: كان تلميذ الآخوند الكاشي في السير والسلوك، وقد تتلمذت على يديه نحو عشر سنوات قرأت خلالها أكثر لكتب الدراسية عنده، وقد كان من أهل الكرامات ومطلع على الضمائر (النوايا الباطنية للإنسان).

س3: هل يمكنكم ذكر كرامة له؟
ج: نعم، جاءه يوماً رجل وشكى له من الجآن ترمي داره بالحجارة وطلب منه أن يحل هذه المشكلة، فقال له الشيخ مرتضى الطالقاني: قف في مقابل القبلة وقل: يقول مرتضى خادم محمد وآل محمد اخرجوا من الدار. فذهب الرجل وجاء بعد مدة وقال: لم تعد الجآن ترمي داري بالحجارة بعدما قلت ما أمرني به الشيخ.

س4: كيف بدأ تعرفكم على المرحوم السيد هاشم الحداد؟
ج: عندما كنت في النجف منهمكاً بتدريس علوم الفقه وأصوله والفلسفة كالكفاية ومنظومة السبزواري وغيرها جاءني صديق وقال لي: لنذهب إلى السيد هاشم الحداد أحد تلاميذ المرحوم السيد علي القاضي (قدس) في كربلاء فذهبنا سوية، ومنذ اللقاء الأول أحببته وأحبني وتوثقت العلاقة بيننا.

س5: ما هو الفرق بين العلماء الماضين والعلماء الجدد؟
ج: كان الزهد عند العلماء الماضيين أكثر، وكانوا متضلعين جداً في العلوم الغربية أيضاً..

س6: هل رأيتم الشيخ محمد تقي اللاري؟
ج: كان من تلاميذ السيد علي القاضي، وكان قوياً في الأذكار والمكاشفات، وكان صديقاً لي.

س7: كم سنة أدركتم السيد علي القاضي؟
ج: خمس سنوات تقريباً.

س8: كيف تعرفتم على السيد علي القاضي؟
ج: الشيخ مرتضى الطالقاني هو الذي أمرني أن أذهب عند السيد القاضي.

س9: ما هي أهم خصوصيات السيد علي القاضي؟
ج: الصبر والتوكل.

س10: كيف رأيتم السيد علي القاضي؟
ج: كان إنسانياً ملكوتياً وفانياً في الله، لقد كان شخصاً عظيماً.

س11: هل أخذتم منه ذكراً خاصاً؟
ج: لقد أمرني بذكر اليونسية أربعمائة مرة في حال السجود وأعطاني ذكر (يا حي يا قيوم).

س12: هل يمكنكم أن تحدثونا عن السيد القاضي وبعض حالاته؟
ج: لقد كان شخصاً ملكوتيا، ولم يكن بين الناس، وكان فانياً في الله، وعندما شيعت جنازته شاهدها أحد الكسبه الذي يخيط الملابس والذي كان السيد القاضي يجلس عنده في بعض الأوقات لما يتحلى به من صفات حميدة - قال متعجباً عندما رأى التشييع الضخم: لم أكن أعرف أن السيد القاضي له كل هذه المنزلة. لقد كان السيد القاضي حريصاً على إخفاء عظمة شخصيته عن الآخرين.

س13: هل طلبتم من السيد القاضي ذكراً له أثر كبير في الرزق؟
ج: نعم، لقد أمرني بالإكثار من ذكر: (اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك).

س14: هل يمكنكم أن تحدثونا عن وفاة نجل السيد علي القاضي، وماذا قال؟
ج: توفي ابن السيد القاضي اسمه السيد باقر بالصعقة الكهربائية وهو في سن الطفولة، فأخذت أمه والنساء اللائي في الدار بالبكاء والصياح فقال السيد القاضي: إن ابني كان عندي الآن والنساء يبكين بلا مبرر.

س15: ماذا رأى السيد القاضي؟
ج: لقد رأى القالب المثالي لولده (أي روحه).

س16: يقال أن السيد شوهد في مشهد وعندما سُئل عن ذلك في النجف أنكر، فما هو رأيكم؟
ج: ليس بعيداً، فقد كان يمتلك مقام طي الأرض، ومن الممكن أن يكون ملكاً على صورته جاء إلى مشهد الزيارة.

س17: كيف وصل السيد القاضي إلى هذا المقام؟
ج: كان يكثر الصيام، ولم يترك ذكر اليونسية، وكان معتزلاً عن الناس مبتعداً عنهم، وكان توكله على الله تعالى قوياً.

س18: من هم تلاميذ السيد القاضي؟
ج: آية الله بهجت، والشيخ محمد علي البروجردي وكان بارزاً جداً، والسيد أحمد الكشميري، وكان شخصاً عظيماً يُحي الليل بالعبادة حتى الصباح، وكان يعرف بالقاضي الثاني.

س19: نرى عقيدة بعض أهل العلوم الدينية ضعيفة في أمور الولاية المطلقة للأئمة ، فما هي طرق تقوية هذه العقيدة؟
ج: تكثير عدد الأساتذة في الحوزات العلمية ممن اُمتحنوا في الولاية المطلقة وتذوقوها ومن المدرسين أيضاً لكي يرتفع هذا النقص الموجود.

س20: هل وصل في رأيكم الشيخ مرتضى الطالقاني إلى المنزلة المعنوية التي وصل إليها السيد علي القاضي؟
ج: لقد كان الشيخ الطالقاني قوياً، وكان يقرأ ما في الضمائر ولكنه لم يصل إلى منزلة السيد القاضي.

س21: ما هي الخصائص التي يتميز بها السيد القاضي؟
ج: كان توكله على الله قوياً، وكان معتزلاً عن الناس، ويواظب على السجدة اليونسية، وقد وصل إلى مقام الفناء في الله.

س22: ما هو وصية السيد القاضي إلى لوده السيد مهدي الذي كان صديقاً مخلصاً لكم؟
ج: أوصاه بأمرين، الأول: أن يعرض نفسه في كل يوم على أمير المؤمنين ، والثاني: أن يطرق باب مرجع من أجل الحصول على المال.

س23: كيف تعرفتم على الشيخ بهجت؟
ج: لقد كان ساكناً في مدرسة جدنا محمد كاظم اليزدي، وهنالك تعرفت عليه، وكان مهذباً منذ أيام طلبه للعلم، وتتلمذت على يديه في كتاب الرسائل إلى مبحث أصالة البراءة.

س24: هل كان الشيخ علي اكبر الأراكي من أساتذكم؟
ج: لقد كان الشيخ علي أكبر الأراكي شخصاً عظيماً، وكان من تلاميذ الآخوند الخراساني، وهو صاحب مقام شامخ في العرفان.

س25: هل رأيتم الشيخ علي زاهدي القمي تلاميذ الملا حسين قلي الهمداني؟
ج: نعم لقد رأيته وسألته أن يدلني على طريق للعبودية، فأرشدني إلى ذكر اليونسية في السجود: {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.

س26: هل كتبتم شيئاً من دروس الشيخ مرتضى الطالقاني؟
ج: كتبت عدة دفاتر من دروسه الأخلاقية وأذكاره، وعندما جئت إلى إيران صادر البعثيون جميع تلك الدفاتر.

س27: هل أن سبب غفلة بعض أهل العلوم الدينية هو عدم وجود أستاذ أخلاق؟
ج: عدم وجود أستاذ قوي في الأخلاق هو أحد الأسباب، وهناك أسباب أخرى كتفاوت الاستعدادت وضيق السعة الوجودية في الطلاب.

س28: لقد أدرك البعض أساتذة في العرفان والأخلاق، ومع ذلك فأنهم يركضون وراء هذا وذاك ويسعون للتعرف على أخبارهم، فما هي علة ذلك؟
ج: بما أن هؤلاء لم يجاهدوا أنفسهم ولم يتقدموا ويترقوا فتراهم يسعون للتعرف على أخبار وكلام هذا وذاك (في الوقت الذي كان ينبغي عليهم أن يفوروا كما تفور عيون الماء).

س29: كيف ترون ملا صدرا؟
ج: كان ملا صدرا دائم الوضوء، وقوياً جداً، ولم يأت بعده أحد مثله.

س30: هل رأيتم المرحوم آية الله الكوهستاني؟
ج: زرته في إحدى أسفاري من النجف إلى مشهد، لقد كان إنساناً ممتازاً، ومع أنه كان يجلب لضيوفه الخبز والحساء (الآش) فقد أتى لنا بالرز والدجاج، وكان يمدح كثيراً جدي السيد حسن الكشميري في كربلاء وجدي السيد محمد كاظم اليزدي في النجف، وكان يأنس للسيد حسن الكشميري أكثر، وقد أدرك دروس السيد محمد كاظم اليزدي أيضاً.

س31: ما هو اقوى تلاميذ السيد علي القاضي؟
ج: السيد أحمد الكشميري كان أقوى التلاميذ وكان عاشقاً.

س32: ما هو الاشيء الاستثنائي الذي كان يتميز به السيد هاشم الحداد؟
ج: العلم بالنفس.

س33: من هم اساتذتك في الفلسفة ؟
ج: الشيخ فيض الخراساني والشيخ صدرا البادكوبي.

س34: عند أي أستاذ كان حضوركم دروس في البحث الخارج؟
ج: عند آية الله الخوئي.

س35: لكل عارف منعطف في حياته، فكيف كان نقطة انعطافكم؟
ج: وصولي إلى السيد علي القاضي.

س36: كم يستطيع الأستاذ التأثير في السالك؟
ج: لا يمكن طي طريق السلوك من غير أستاذ، وجميع الطرق تحتاج إلى أستاذ والحمد لله رب العالمين.

س37: كيف يجب أن تكون علاقة التلميذ بأستاذه؟
ج: كالعبد في مقابل سيده.

س38: هل كنتم مع المرحوم السيد القاضي؟
ج: نعم .

س39: من هو الشيخ الذي تعرفونه الآن بصفته أستاذاً كاملاً؟
ج: الشيخ بهجت، الشيخ بهجت.

س40: ما هو رموز الموفقية في رأيكم؟
ج: الجلوس عند العظماء في وصلاة الليل

س41: ما هي وصيتكم للطلاب؟
ج: أوصيهم بالتقوى وقراءه دروسهم جيداً.


نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة

اللهم صلي على محمدواله الطيبين الطاهرين مشكور


جليس النبلاء
الصورة الرمزية جليس النبلاء
عضو نشيط

رقم العضوية : 5678
الإنتساب : Aug 2009
الدولة : في قلوب المستضعفين
المشاركات : 139
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 183
المستوى : جليس النبلاء is on a distinguished road

جليس النبلاء غير متواجد حالياً عرض البوم صور جليس النبلاء



  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-Mar-2013 الساعة : 06:02 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


شكرا لكم عزيزي خادم الزهراء

كنت قبل عدة ايام اقرأ كتابا لأهل العرفان من ضمنهم السيد الكشميري والسيد القاضي وغيرهم من العلماء
واقعا لهم كرامات تشيب لها الرؤوس لاعجب من ذلك فهم ولياء الله الذي قال فيهم ( عبدي اطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون )
اذا كان علمائنا بهذا العظمة والمنزلة وهذا الكرامات فكيف بأهل بيت النبوة الذين افاضوا علينا بهذه الادعية والاذكار العظيمة
حقيقة يحق لنا الفخر بهذا الارث العظيم الذي ورثناه من نبي الرحمة محمد وسلم واهل بيته الكرام .

اشكرك مجددا اخي الفاضل خادم الزهراء لما قدمته لنا من سير واذكار لأولياء الله .
جعلنا الله واياكم من الذاكرين له على الدوام .

تم الحفظ في المفضلة .

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc