النظر إلى وجه علي (ص) عبادة - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء ع مشاركات 0 الزيارات 1422 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء ع
مشرف سابق
رقم العضوية : 1088
الإنتساب : May 2008
الدولة : جوار عقيلة بني هاشم (ع)
المشاركات : 631
بمعدل : 0.11 يوميا
النقاط : 219
المستوى : خادم الزهراء ع is on a distinguished road

خادم الزهراء ع غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء ع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي النظر إلى وجه علي (ص) عبادة
قديم بتاريخ : 05-Feb-2011 الساعة : 11:23 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم

سنحاول مناقشة هذا الحديث بتفصيل انشاء الله

من الطرق المعتبرة للحديث

الطريق الأول:

قال ابن شاهين: ( حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، حدثنا عبد الله [بن محمد] بن سالم القزاز، حدثنا يحيى بن عيسى [الرملي] عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: "النظر إلى وجه علي عبادة" )
قال ابن شاهين: (تفرّد عليٌّ بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد) (شرج مذاهب أهل السنة 1/145 رواية رقم: 103).

الكلام عن رجال السند:

أما ابن شاهين هو أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي الواعظ، وصفه الذهبي بالشيخ الصدوق الحافظ العالم شيخ بغداد (سير أعلام النبلاء 16/431)، ووثقه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر الخطيب البغدادي، والأمير أبو النضر، والدارقطني، وأبو الوليد الباجي، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بن عمر الداودي) (انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/431) .

ومحمد بن الحسين بن حميد بن الربيع هو الكوفي اللخمي، قال عنه أبو يعلى الطوسي: ( كان ثقة صاحب مذهب حسن وجماعة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر) ( انظر ترجمته في لسان الميزان 5/138، وترجمه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 2/236- 237) .

ومحمد بن عبيد بن عتبة هو أبو جعفر الكندي الكوفي، من رجال ابن ماجة في سننه، وثقه ابن حبّان ومسلمة والدارقطني ( انظز ترجمته في تهذيب التهذيب 9/294) وقال عنه ابن حجر: (صدوق) ( تقريب التهذيب صفحة 495).

وعبد الله بن محمد بن سالم القزاز هو الزبيدي المفلوج من رجال أبي داود وابن ماجة، وثقه أبو داود وابن حبان ( تهذيب التهذيب 5/200) وابن حجر (تقريب التهذيب صفحة 304) وقال عنه الذهبي: (ثقة عابد) ( الكاشف 1/556) .

ويحيى بن عيسى هو ابن عبد الرحمن أبو زكريا التميمي الكوفي الرملي، ترجمه البخاري في التاريخ الكبير 8/296، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأخرج له مسلم بن الحجاج في صحيحه في الشواهد، وقال عنه أحمد بن حنبل: (ما أقرب حديثه) ( الجرح والتعديل 9/178)، وكان أحمد – أيضاً - يحسن الثناء عليه، ووثقه العجلي ( معرفة الثقات 2/355) وقال أبو معاوية: (اكتبوا عنه فطالما رأيته عند الأعمش) (الجرح والتعديل 9/178)، ونسبوا إلى ابن معين أنه قال فيه مرة: (كان ضعيفاً) وأخرى: (ليس بشيء)، وثالثة (ضعيف لا يكتب حديثه)، وقال عنه النسائي: ( ليس بالقوي) (الضعفاء صفحة 108)، وقال عنه ابن حبّان : (وكان ممن ساء حفظه وكثر وهمه حتى جعل يخالف الأثبات فيما يروي عن الثقات فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به) ( المجروحين 3/126) .
والأعمش هو الحافظ سليمان بن مهران أبو محمد الكاهلي الأسدي، ثقة من رجال الجميع (انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 6/27).
وإبراهيم هو ابن يزيد أبو عمران النخعي الكوفي، ثقة من رجال الجميع (انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 5/60).
وعلقمة هو ابن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي وهو ثقة ثبت من رجال الجميع ( انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي 5/190).
وعبد الله هو ابن مسعود الصحابي المشهور.

فرواة هذه الطريق كلهم ممن حكم بوثاقتهم باستثناء يحيى بن عيسى الرملي فقد ورد فيه جرح أيضاً، إلاّ أنّ هذا الجرح غير معتد به هنا لما سنبيّنه لاحقاً من أن توثيق من وثقه أو عدّله واعتبر روايته مقدم على جرحه، فهو موثق من العجلي، وترجمه البخاري في التاريخ الكبير وسكت عنه، وسكوت البخاري عن الرّاوي يعدّه بعض المعاصرين من علماء أهل السّنة توثيقاً للراوي ( ذكر ذلك الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة 11/302)، وكان أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه، وحسن الثناء على الراوي من قبل رجل الجرح والتعديل هو نوع توثيق له، وقال عنه أحمد بن حنبل أيضاً: (ما أقرب حديثه)، وهو كلام تعديل لا جرح، قال الألباني: ( نصوا في علم المصطلح على أنّ قولهم "مقارب الحديث" و "صالح الحديث" و "شيخ وسط" ونحو ذلك، وذلك في المرتبة الرابعة من مراتب التعديل والتوثيق عندهم) (سلسلة الأحاديث الضعيفة 11/303)، وقال أبو معاويةعنه: (اكتبوا عنه فطالما رأيته عند الأعمش)، وهذا تعديل وتوثيق من أبي معاوية، إذ لو كان ضعيفاً في الحديث وغير صدوق ولا ثقة لما أمر بكتابة الحديث عنه.


مناقشة أقوال الجارحين ليحيى بن عيسى الرملي

أولاً: مناقشة جرح ابن معين.

نسب إلى ابن معين في يحيى الرملي ثلاثة أقوال، وهي: (كان ضعيفاً) و (ليس بشيء) و (ضعيف لا يكتب حديثه)، وجرح ابن معين هذا لا يعتد به، لأن ابن معين من المتشددين في الجرح، قال أبو الحسنات : (فمنهم – أي من المتشددين في الجرح - أبو حاتم والنسائي وابن معين وابن القطان ويحيى القطان وابن حبّان وغيرهم، فإنّهم معروفون بالإسراف في الجرح والتعنّت فيه، فليتثبت العاقل في الرّواة الّذين تفرّدوا بجرحهم وليتفكر فيه ) ( الرفع والتكميل في الجرح والتعديل صفحة 117) .

وقال الشريف حاتم بن عارف العوني في شرحه لموقظة الذهبي صفحة 248 : ( ثم ذكر هنا الإمام الذهبي الحاد والمعتدل والمتساهل، فذكر القطان وابن معين وأبا حاتم وابن خراش أنّهم من المتشددين، وزاد عليهم في كتب أخرى له شعبة وأبا نعيم الفضيل بن دكين، وعفّان بن مسلم وابن حبّان وأبا الفتح الأزدي) .
وقال الشيخ الدكتور عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الأستاذ المشارك بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة: ( من هو متعنت في الجرح متثبت في التعديل، يغمز الرّاوي بالغلطتين والثلاث ويليّن حديثه، ومن هؤلاء شعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وأبو حاتم والنّسائي) ( ضوابط في الجرح والتعديل صفحة 69) .

والمتشدد في الجرح عندهم يقدم قول المعدلين على قوله، قال أبو الحسنات: ( ومنها – أي من موارد رد الجرح وعدم قبوله – أن يكون الجارح من المتعنتين المتشددين، فإنّ هناك جمعاً من أئمة الجرح والتعديل لهم تشدّد في هذا الباب فيجرحون الرّاوي بأدنى جرح، ويطلقون عليه ما لا ينبغي إطلاقه عند أولي الألباب، فمثل هذا الجارح توثيقه معتبر وجرحه لا يعتبر إلاّ إذا وافقه غيره ممن ينصف ويعتبر.) ( الرفع والتكميل في الجرح والتعديل صفحة 117) .

ثم إن العبارات التي وردت عن ابن معين في جرح يحيى الرملي، من الجرح المبهم غير المفسر، والجرح المبهم لا يعتد به إذا وجد في قباله تعديل، فيقدم قول المعدل على قول الجارح بجرح غير مفسر، قال ابن حجر العسقلاني: ( والجرح مقدم على التعديل، وأطلق ذلك جماعة، ولكن محلّه إن صدر مبيّناً من عارف بأسبابه، لأنّه إن كان غير مفسّر لم يقدح في من ثبتت عدالته، وإن صدر من غير عارف بالأسباب لم يعتبر به أيضاً) (نزهة النظر صفحة 174).
وقال السخاوي في شرح الألفية: (ينبغي تقييد الحكم بتقديم الجرح على التعديل بما إذا فسر، أما إذا تعارضا من غير تفسير فإنّه يقدم التعديل قاله المزي وغيره ) ( الرفع والتكميل صفحة 119).

وقال ابن الصلاح : (التعديل مقبول من غير ذكر سببه على المذهب الصحيح المشهور، لأنّ أسبابه كثيرة يصعب ذكرها، فانّ ذلك يحوج المعدل إلى أن يقول لم يفعل كذا لم يرتكب كذا فعل كذا وكذا فيعدد جميع ما يفسق بفعله أو بتركه، وذلك شاق جدّاً، وأمّا الجرح فإنه لا يقبل إلاّ مفسّراً مبين السبب، لأنّ الناس يختلفون فيما يجرح وما لا يجرح، فيطلق أحدهم الجرح بناء علي أمر اعتقده جرحاً وليس بجرح في نفس الأمر، فلا بد من بيان سببه لينظر فيه أهو جرح أم لا، وهذا ظاهر مقرر في الفقه وأصوله) (مقدمة ابن الصلاح صفحة 106)

وقال الخطيب البغدادي: ( سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري يقول: لا يقبل الجرح إلاّ مفسّراً، وليس قول أصحاب الحديث فلان ضعيف، وفلان ليس بشيء مما يوجب جرحه ورد خبره، وإنّما كان كذلك لأن النّاس اختلفوا فيما يفسق به، فلا بد من ذكر سببه لينظر هل هو فسق أم لا؟
وكذلك قال أصحابنا: إذا شهد رجلان بأن هذا الماء نجس لم يقبل شهادتهما حتى يبيّنا سبب النجاسة، فإن الناس اختلفوا فيما ينجس به الماء، وفي نجاسة الواقع فيه).

ثم قال الخطيب: (وهذا القول هو الصّواب عندنا وإليه ذهب الأئمة من حفّاظ الحديث ونقاده، مثل محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري وغيرهما.

فإنّ البخاري قد احتجّ بجماعة سبق من غيره الطعن فيهم والجرح لهم كعكرمة مولى ابن عبّاس في التابعين، وكإسماعيل بن أبي أويس، وعاصم بن علي وعمرو بن مرزوق في المتأخرين، وهكذا فعل مسلم بن الحجاج فإنّه احتجّ بسويد بن سعيد وجماعة غيره اشتهر ممن ينظر في حال الرّواة الطعن عليهم.
وسلك أبو داود السجستاني هذه الطريقة وغير واحد ممن بعده فدل ذلك على أنّهم ذهبوا إلى أنّ الجرح لا يثبت إلاّ إذا فسّر سببه، وذكر موجبه ) (الكفاية في علم الرّواية 1/338-339).

وقال السيوطي في تدريب الرّاوي: (واختار شيخ الإسلام – أي ابن حجر- تفصيلاً حسناً، فإن كان من جرح مجملاً قد وثّقه أحدٌ من أئمة هذا الشأن، لم يقبل الجرح فيه من أحد كائناً من كان إلاّ مفسّراً، لأنّه قد ثبتت له رتبة الثقة فلا يزحزح عنها إلاّ بأمر جلي، فإنّ أئمة هذا الشأن لا يوثّقون إلاّ من اعتبروا حاله في دينه ثم في حديثه، ونقدوه كما ينبغي، وهم أيقظ النّاس، فلا ينقض حكم أحدهم إلاّ بأمر صريح...).

ثانياً: مناقشة جرح النسائي.

مرّ أنّ النسائي قال عن يحيى الرملي: (ليس بالقوي)، وعبارته هذه لا يعتد بها ولا يحكم بموجبها بضعف الرملي وذلك لأن النسائي من المتشددين في الجرح، ولأنّ هذه العبارة من الجرح المجمل غير المفسّر، قال المباركفوري وهو يرد جرح النسائي للراوي أسامة بن زيد الليثي بقوله: "ليس بالقوي" : (وأما قول النسائي "ليس بالقوي" فغير قادح أيضاً، فإنّه من مجمل مع أنّه متعنت، وتعنته مشهور) (تحفة الأحوذي 1/405).
ثم إنّ قول النسائي عن الرّاوي : "ليس بالقوي" ليس عنده من الجرح المفسد الذي يرد به خبر الرّاوي المجروح بهذه العبارة، قال الدكتور قاسم علي سعد في كتابه منهج أبي عبد الرّحمن النسائي في الجرح والتعديل: ( فأمّا كلمة "ليس بالقوي" وما شابهها فإن أبا عبد الرحمن يستعملها غالباً في الصدوقين ومن دونهم من أهل العدالة) (منهج أبي عبد الرحمن النسائي في الجرح والتعديل 5/1833).

وقال الذهبي في الموقظة: (وقد قيل في جماعات: "ليس بالقوي" واحتج به، وهذا النسائي قال في عدّة "ليس بالقوي" ويخرج لهم في كتابه، قال: قولنا "ليس بالقوي" ليس بجرح مفسد) (الموقظة صفحة 82).

ثالثاً: مناقشة جرح ابن حبّان

وأما ابن حبّان فقد مر أنه قال عن يحيى الرملي : (وكان ممن ساء حفظه وكثر وهمه حتى جعل يخالف الأثبات فيما يروي عن الثقات فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به)، وهو جرح مردود لأن ابن حبّان من المتشددين في الجرح، فيقدم على جرحه تعديل المعدّلين، وعلماء أهل السّنة أنفسهم لم يقبلوا جرح ابن حبّان لبعض الرّواة، فهذا الذهبي يقول في ميزان الاعتدال: (أفلح بن سعيد ... المدني القبائي صدوق، روى عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ومحمد بن كعب، وعنه ابن المبارك والعقدي وعدة، وثقة ابن معين، وقال أبو حاتم صالح الحديث، وقال ابن حبان يروي عن الثقات الموضوعات لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه بحال.

قلت: ابن حبان ربما قصب الثقة، حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه...) ( ميزان الاعتدال 1/441).
وقال الذهبي في نفس المصدر بترجمة محمد بن الفضل: (محمد ابن الفضل السدوسي أبو النعمان عارم شيخ البخاري، حافظ صدوق مكثر، روى عن الحمادين وجرير بن حازم ومحمد بن راشد، وعنه أحمد والبخاري وأبو زرعة وخلق، قال ابن وارة: حدثنا عارم الصدوق الأمين، وقال أبو حاتم: إذا حدثك عارم فاختم عليه، عارم لا يتأخر عن عفان، وكان سليمان بن حرب يقدمه على نفسه، وقال أبو حاتم أيضاً: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله فمن سمع منه قبل العشرين ومائتين فسماعه جيد، ولقيه أبو زرعة سنة اثنتين وعشرين، وقال البخاري تغير عارم في آخر عمره، وقال أبو داود بلغني أن عارماً أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثم راجعه عقله ثم استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة ومائتين، وقال الدارقطني: تغير بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة.
قلت: فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم، فقال اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكل ولا يحتج بشيء منها.
قلت: ولم يقدر ابن حبّان أن يسوق له حديثاً منكراً، فأين ما زعم...) (ميزان الاعتدال 6/298).

أقول: ولم يقدر ابن حبّان أيضاً أن يسوق ولو حديثاً واحداً ليحيى يدل على سوء حفظه ووهمه ومخالفته للثقات، علماً أن ابن حبّان مقدوح فيه، قدح فيه أهل سجستان لخلل في دينه وأخرجوه منها، قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: (وقال أبو إسماعيل الهروي: سألت يحيى بن عمّار عنه، فقال: نحن أخرجناه من سجستان كان له علم ولم يكن له كبير دين) (تذكرة الحفاظ 3/921).

فظهر من كل ذلك أن يحيى بن عيسى الرملي حسن الرّواية، ولذلك ترجمه الذهبي في كتابه "من تكلم فيه وهو موثق" وقد قال في مقدمة الكتاب المذكور: ( فهذا فصل نافع في معرفة الثقات الرّواة الّذين تكلم فيهم بعض الأئمة بما لا يرد أخبارهم وفيهم بعض اللين، وغيرهم أتقن منهم وأحفظ، فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح فلا ينزل عن رتبة الحسن، اللهم إلاّ أن يكون للرجل منهم أحاديث تستنكر عليه، وهي التي تكلم فيه من أجلها، فينبغي التوقف في هذه الأحاديث) ( من تكلم فيه وهو موثق صفحة 27).

وكذلك هو عند ابن حجر حسن الحديث، فقد قال عنه: (صدوق يخطئ)، ومن يسلم من الخطأ إلاّ من عصم الله، بل ثبت الخطأ على بعض الرّواة الثقات ولم يحكم برد حديثهم برمته، وإنما رد منه ما ثبت بالدليل أنّهم أخطئوا فيه، والخطأ في هذا الحديث منتف عن يحيى بن عيسى لوجود متابعات تامة له على رواية هذه الرّواية.


قال أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني في كتابه فضائل الخلفاء الراشدين فقال :

( حدثنا محمد بن الحسن بن محمد بن الحسين بن أبي الحسين، حدثنا أحمد بن جعفر بن أصرم، حدثنا علي بن المثنى، حدثنا عاصم بن عمر البجلي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النظر إلى وجه علي عبادة" رواه عبيد الله بن موسى ومنصور بن أبي الأسود ويحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش مثله) (فضائل الخلفاء الراشدين صفحة 67).

فتابع يحيى الرملي على روايته ثلاثة من الرّواة، وهم عاصم بن عمر البجلي - وهو واضح من سند الرّواية -، ومنصور بن أبي الأسود وعبيد الله بن موسى حسب ما أفاده أبو نعيم الأصفهاني، أما عاصم بن عمر، فقال عنه أبو حاتم: "صدوق" (تهذيب التهذيب 5/48)، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الذهبي: "لا بأس به" (ميزان الاعتدال 4/12)، وروى عنه شعبة، وشعبة لا يروي إلاّ عن ثقة عنده، وذكره البخاري في الضعفاء، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يوقول: " يحوّل من هناك" .

وأما منصور بن أبي الأسود فأورد روايته ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق فقال :

(وأخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، قالوا أنا أبو الحسن الحربي، أنا أبو بكر الحسن بن هارون بن ثابت الصباحي في أرجاء عبد الملك، نا أحمد بن الحجاج الكوفي وهو ابن الصلت، نا محمد بن المبارك، نا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: "النظر إلى وجه علي عبادة" ) (تاريخ مدينة دمشق 42/351- 352).
ومنصور قال عنه الذهبي وابن حجر (صدوق) وترجمه البخاري وسكت عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال عنه أبو حاتم: (يكتب حديثه)، وقال النسائي: (ليس به بأس)، ووثقه ابن معين.

وأما رواية عبيد الله بن موسى فلم أهتدي لها وهو ثقة من رجال الجميع.

وإذا كانوا يصححون أحاديث من هو أقل من هؤلاء الثلاثة بمتابعته فيلزمهم تصحيح هذا الحديث بهذه المتابعات التامة لو كان منصفين.
ثم إن الذهبي لم يطعن في هذه الرّواية بـ"يحيى بن عيسى الرّملي" بل براو آخر مع وجود يحيى هذا في السند، فكان مما قاله في ترجمة هارون بن حاتم:
( ... ومن مناكيره حدثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعاً "النظر إلى وجه علي عبادة" ) (ميزان الاعتدال 7/60)، وأمّا في ترجمته ليحيى هذا فاحتمل أنّ الواضع لهذا الحديث هو هارون بن حاتم فقال : ( ... هارون بن حاتم، حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعاً "النظر إلى وجه علي عبادة"
قلت: لعله من وضع هارون) (ميزان الاعتدال 7/211) فانظر كيف أنّه عتبر الحديث من مناكير هارون بن حاتم واحتمل أنه هو واضعه، ولم يقدح فيه من جهة يحيى بن عيسى قط.

علماً أن هارون بن حاتم لم ينفرد برواية الحديث عن يحيى بن عيسى بل تابعه على روايته جماعة، وهم " عبد الله بن سالم القزاز" كما في رواية ابن شاهين السالفة، وأحمد بن بديل اليامي كما في رواية الطبراني في معجمه الكبير10/76 فقال : ( حدثنا محمد بن عُثْمَانَ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا أَحْمَدُ بن بُدَيْلٍ الْيَامِيُّ حدثنا يحيى بن عِيسَى عَنِ الأَعْمَشِ عن إبراهيم عن عَلْقَمَةَ عن عبد اللَّهِ عَنِ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: النَّظَرُ إلى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ) .

وتابعه الحسن بن صابر وذلك عند ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق، وأيضاً عاصم بن عامر البجلي وذلك عند أبي بكر الخطيب البغدادي في كتابه تالي تلخيص المتشابه.

فتبين أن هارون بن حاتم بريء من تهمة الوضع لهذه الرواية فله متابع عليها من الرواة بعضهم من الثقات، فمحاولة الذهبي اتهامه بوضعها افتراء وبهتان عليه، نسأل الله السلامة والعافية.


ثم إذا كان الذهبي يقصد بالنكارة تفرد هارون بن حاتم بهذه الرّواية فمردود لما بيّناه من أن له متابعون عليها، وإن كان يريد بها أن مضمونها منكر، فلم يبين لنا الذهبي ما هو وجه النكارة فيها، وليس بغريب على الذهبي أن يستنكر مثل هذه الروايات الواردة في مناقب الأمير .



توقيع خادم الزهراء ع

لوسألوني في يوم الحساب
بم أفنيت عمرك في الشباب
بدون تردد هذا جـــــوابي
أنا وجميع من فوق التراب
فداء تراب نعل أبي تراب
يااااااااا علي



إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc