في معنى « الحصان »

الحصان : وهو لقب من ألقابها الشريفة سلام الله عليها .

والإحصان : طلب الرجل الزوجة ، فهو محصن ، بالفتح ، والمحصنة المرأة المتزوجة .

والحصان بالفتح والحصناء : المتعففة الظاهرة بالتقوى ، الكريمة الحرة .

والحصان : النجيب من الخيل لأن ظهره كالحصن لراكبه ، أو لأنه حصين بمائه إلا على كريمة .

ويقال : حصنت المرأة حصنا أي عفت فهي حاصن .

قال صخر أخو الخنساء :

والله لا أمنحها شرارها * وهي حصان قد كفتني عارها

 ولو أموت فرقت خمارها * وجعلت من شعرها صدارها

وروى علماء العامة بيتا عن حسان بن ثابت في مدح عائشة قال :

حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

الحصان : العفيفة ، والرزان : الوقار ; وما تزن بريبة : لم تتهم ، ومعنى الشطر الثاني : أنها تصبح جائعة غير أنها لا تطعم لحوم الغافلين بالغيبة .

قال في مجمع البحرين : المحصنات المؤمنات : أي الحرائر العفيفات ; قال تعالى : ( فمن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات ) قيل : أي من لم يستطع ماليا أن ينكح حرة ، فلينكح أمة ، لأنها أخف مؤنة وأقل نفقة .

قال المرحوم المحقق الفيض الكاشاني : الطول : الغنى ، والإحصان : العفاف ، والنكاح في مقابل الزنا والسفاح ، ويشهد له قوله تعالى : ( وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات )  فقابل المحصنات بالمسافحات ، وهن النساء الزواني  .

وفي كتاب ثواب الأعمال عد قذف المحصنة من الذنوب الكبيرة .

والمحصنة بفتح الصاد المعروفة بالعفة كانت ذات زوج أو لم تكن .

فتبين أن غير ذات الزوج يقال لها عفيفة إذا عفت . قال تعالى في مريم ( عليها السلام ) : ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ) .

وقال تعالى : ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ) أي تعففا .

روى المجلسي ( رحمه الله ) بيتين عن حسان بن ثابت في مدح الصديقة الكبرى ، وقد اقتبسها من كلام الملك العلام :

وإن مريم أحصنت فرجها * فجائت بعيسى كبدر الدجى

فقد أحصنت فاطم بعدها * فجائت بسبطي نبي الهدى

 وروى في كتاب المناقب لمحمد بن شهر آشوب ( رحمه الله ) والخرايج والجرايح ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إن فاطمة أحصنت فرجها ، فحرم الله ذريتها على النار » .

وتختص الذرية الطيبة لفاطمة الطاهرة ( عليها السلام ) - كما في بعض الأخبار المعتبرة - بالحسنين ( عليهما السلام ) وزينب وأم كلثوم .

قال الصادق ( عليه السلام ) : « المعتقون من النار هم ولد بطنها : الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم » .

تبين مما مر أن تحصين سيدة نساء العالمين عاد عليها بعدة أمور : أحدها : أن الله وهبها هذين الإمامين الهمامين ، وجعل لكل واحد منهما نسلا كثيرا وذرية مباركة ، بحيث يكون عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) تابعا ولازما لأحد أولادهم في آخر الزمان ، وكفى بذلك شرفا وفخرا .

والآخر : أن النار حرمت على ذريتها الطاهرة ، كما في معاني الأخبار ، والعيون ، والمناقب ، والبحار .

وقد فسر الإحصان في القرآن بأربعة معان : الأول : العصمة ، كقوله تعالى : ( أحصنت فرجها ) .

الثاني : الأزواج ، كقوله تعالى : ( والمحصنات من النساء ) .

الثالث : الحرية ، كقوله تعالى : ( من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات ) .

الرابع : الإسلام ، كقوله تعالى : ( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة ) .

وهذه المراتب كلها موجودة بمستوى الكمال في فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) حيث أن نفسها القدسية اتصفت من بين نساء العالمين جميعا بالملكات ، واختصت بأعلى درجات الفضائل والكمالات ، وكذلك اتصف بنوها المطهرون وبناتها الطاهرات بكمال الكمال .

وقد قيل في أبناءها :

لقد علمت قريش غير فخر * بأنا نحن أجودهم حصانا

وأكثرهم دروعا سابغات * وأمضاهم إذا طعنوا سنانا

وأرفعهم عن الضراء فيهم * وأبينهم إذا نطقوا لسانا

العودة إلى الصفحة الرئيسية